مــــرحــــــباَ بـــأحـبـــاب الله مــعــاَ

في طريق الجنة


الجمعة، 30 يوليو 2010

ما زلنا مع البقرة

الآية 153 ـ 154



( يا أيها الذين آمنوا استعينوا بالصبر والصلاة ، إن الله مع الصابرين * ولا تقولوا لمن يقتل فى سبيل الله أموات ، بل أحياء ولكن لا تشعرون * )


أمر الله بالشكر ثم يأمر بالصبر والًلاة استعانة بهما على الضراء


قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " عجبا للمؤمن لا يقضى الله له قضاء إلا كان خيرا له : إن أصابته سراء فشكر كان خيرا له ، وإن أصابته ضراء فصبر كان خيرا له " .


وأنواع الصبر


صبر على ترك المحارم ، وصبر على فعل الطاعات ، وصبر على المصائب


ويخبر الله عن الشهداء كما أوضح رسوله ( إن أرواح الشهداء فى حواصل طيور خضر ، تسرح فى الجنة حيث شاءت ، ثم تأوى إلى قناديل معلقة تحت العرش ) .
الآيات155 ـ 157


( ولنبلونكم بشئ من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات وبشر الصابرين * الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون * أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة ، واولئك هم المهتدون * )


يخبر تعالى بأنه يختبر عبيده بقليل من الخوف ونقص الزروع والمال وأن بشرى الخير ورحمته لمن صبر


والصبر أنواع


صبر على الطاعات ، وصبر على البعد عن ما نهى الله عنه ، وصبر عند الشدائد




الآيات 158


( إن الصفا والمروة من شعائر الله ، فمن حج البيت أو اعتمر فلا جناح عليه أن يطوف بهما ومن تطوع خيرا فإن الله شاكر عليم * )


قال عروة قالت عائشة : قلت : أرأيت قول الله تعالى ( ــــــــــــــــــــ ) الآية


قلت : فوالله ما على أحد جناح ألا يتطوف بهما ، فقالت عائشة : بئسما قلت يابن أختى ، إنها لو كانت على ما أولتها عليه ، كانت ( فلا جناح عليه ألا يطوف بهما )، ولكنها إنما أنزلت لأن الأنصار كانوا قبل أن يسلموا كانوا يهلون لمناة الطاغية التى كانوا يعبدونها عند المشلل وكان من أهل لها يتحرج أن يطوف بالصفا والمروة ، فسألوا عن ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا : يارسول الله إنا كنا نتحرج أن نطوف بالصفا والمروة فى الجاهلية ، فأنزل الله الآية


قالت عائشة : ثم قد سنّ رسول الله الطواف بهما ، فليس لأحد أن يدع الطواف بهما


لما فرغ رسول الله صلى الله عليه وسلم من طوافه بالبيت عاد إلى الركن فاستلمه ، ثم خرج من باب الصفا وهو يقول " إن الصفا والمروة من شعائر الله " ثم قال " أبدأ بما بدأ الله به "


وقوله ( ومن تطوع خيرا ) قيل يطوف بينهما فى حجه تطوعا ، أو عمرة تطوع ، وقيل المراد تطوع خيرا فى سائر العبادات


وقوله ( فإن الله شاكر عليم ) أى يثيب على القليل بالكثير ، عليم بقدر الجزاء


الآيات 159 ـ 162


( إن الذين يكتمون ما أنزلنا من البينات والهدى من بعد ما بيناه للناس فى الكتاب أولئك يلعنهم الله ويلعنهم اللاعنون * إلا الذين تابوا وأصلحوا وبينوا فأولئك أتوب عليهم وأنا التواب الرحيم * إن الذين كفروا وماتوا وهم كفار أولئك عليهم لعنة الله والملائكة والناس أجمعين * خالدين فيها لا يخفف عنهم العذاب ولا هم ينظرون * )






وعيد شديد بعقاب من كتم ما جاءت به الرسل فى كتب الله


اللاعنون : المقصود من الإنس والجن والملائكة وجميع الدواب


وغفر الله لمن تاب وآمن وأصلح وبين الحق


أما من استمر كفره ومات على ذلك فإن له عذاب شديد وخارج من رحمة الله ولا يخفف عنه العذاب


ولا هم ينظرون ــ أى لا يغير عنهم العذاب ساعة واحدة فهو متواصل

تابعونى مع البقرة

الآية 146 ـ 147



( الذين آتيناهم الكتاب يعرفونه كما يعرفون ابناءهم ، وغن فريقا منهم ليكتمون الحق وهم يعلمون * الحق من ربك فلا تكنن من الممترين * )


يخبر الله تعالى بأن أهل الكتاب يعرفون تماما صحة ما جاء به رسوله صلى الله عليه وسلم كما يعرف أحدهم ولده ويتقنون القول جيدا ولكنهم يكتمون هذا عن الناس حسدا من أنفسهم .
الآية 148 ـ 152


( ولكل وجهة هو موليها ، فاستبقوا الخيرات ، أين ما تكونوا يأت بكم الله جميعا ، إن الله على كل شئ قدير * ومن حيث خرجت فول وجهك شطر المسجد الحرام ، وإنه للحق من ربك ، وما الله بغافل عما تعملون * ومن حيث خرجت فول وجهك شطر المسجد الحرام، و حيث ما كنتم فولوا وجوهكم شطره لئلا يكون للناس عليكم حجة إلا الذين ظلموا منهم فلا تخشوهم واخشونى ولأتم نعمتى عليكم ولعلكم تهتدون * كما أرسلنا فيكم رسولا منكم يتلوا عليكم ءاياتنا ويزكيكم ويعلمكم الكتاب والحكمة ويعلمكم ما لم تكونوا تعلمون * فاذكرونى أذكركم واشكروا لى ولا تكفرون * )


يقول سبحانه وتعالى أن اليهودى له وجهته التى يتجه إليها ، وكذلك النصرانى وأن المؤمنين وجهتهم إلى القبلة والمسجد الحرام


وأنه سبحانه وتعالى قادر على جمع الناس يوم القيامة مهما تفرقت أجسادهم


ويكرر للتأكيد وتعزيز وجهة المسلمين بأن وجهتهم إلى المسجد الحرام ويأمر بالإتجاه نحوه فى الصلاة من جميع أقطار الأرض والتكرار لأسباب


منها : لأنه أول ناسخ فى الإسلام


وقيل : الأول لمن يشاهد الكعبة، والثانى لمن فى مكة وبعيد عن الكعبةوالثالث لمن فى البلدان الأخرى


ولأن أهل الكتاب يعلمون أن من صفة هذه الأمة التوجه إلى الكعبة فإذا فقدوا هذه الصفة كان لهم الحجة على المؤمنين


وقد يوجه بعضهم الزعم بأن محمدا يزعم أنه على دين إبراهيم ثم لا يتوجه إلى الكعبة


ثم يقول سبحانه وتعالى لا تخشوا هؤلاء الظلمة ولكن الله أحق أن تخشوه


وهذا من عطف الله على المؤمنين بإتمام النعمة عليهم واختصاص هذه الأمة بالشرف والتفضيل ويذكر بأنه أرسل محمدا هداية ورحمة لهذه الأمةليعلمهم دينهم الذى ارتضى لهم والذى فيه خيرهم ونجاتهم ويأمر بذكر فضل الله وشكره على أنعمه



الخميس، 8 يوليو 2010

تفسير البقرة

الآية 142 ـ 143



( سيقول السفهاء ما ولاهم عن قبلتهم التى كانوا عليها ، قل لله المشرق والمغرب ، يهدى من يشاء إلى صراط مستقيم * وكذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا ، وما جعلنا القبلة التى كنت عليها إلا لنعلم من يتبع الرسول ممن ينقلب على عقبيه وإن كانت لكبيرة إلا على الذين هدى الله وما كان الله ليضيع إيمانكم ، إن الله بالناس لرؤوف رحيم * )


كان الرسول صلى الله عليه وسلم يصلى متجها نحو بيت المقدس ، وينظر إلى السماء من حين لآخر لعله يأت خبر السماء بإقرار ذلك أو تغييره ، فقال سفهاء المشركون واهل الكتاب تهكما إنه يصلى مرة نحو بيت المقدس ومرة يغير ذلك نحو البيت الحرام وقد كان يتمنى رسول الله أن يوجهه الله إلى البيت الحرام فاستجاب له وأمره بذلك وكان يصلى صلاة العصر فجاءه خبر السماء فتوجه نحوه


ويرد الله على المنافقين والسفهاء الذين تعجبوا من ذلك ليقول لهم أن هذا من أمر الله وله الشرق والغرب ، وأنه جعل أمة المسلمين هم الأفضل فى العبادات والشرائع وأن هذا اختبار لمن يتبع الرسول ومن ينقلب على عقبيه


الآية 144


( قد نرى تقلب وجهك فى السماء ، فلنولينك قبلة ترضاها فول وجهك شطر المسجد الحرام وحيث ما كنتم فولوا وجوهكم شطره وإن الذين أوتوا الكتاب ليعلمون أنه الحق من ربهم ، وما الله بغافل عما تعملون )


صلى النبى تجاه بيت المقدس 16 شهر ن وكان يعجبه أن يتوجه إلى البيت الحرام ، وأثناء صلاته صلاة العصر وكان يصلى معه قومه ، فخرج رجل ممن كان يصلى معه فمر على أهل المسجد وهم راكعون ، فقال : أشهد بالله لقد صليت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل مكة ، فداروا كما هم نحو البيت .


وقوله تعالى ( وحيث ما كنتم فولوا وجوهكم شطره ) معناها أمر الله باستقبال الكعبة من جميع جهات الأرض


ويستثنى من ذلك المسافر يصلى على راحلته أينما تسير ، وكذلك المخطئ الذى لا يمكنه تحديد الإتجاه


وقوله ( وإن الذين أوتوا الكتاب ليعلمون أنه الحق من ربهم ) أن اليهود والنصارى يعلمون فى كتبهم أن الله سيوجهك نحو البيت الحرام ولكنهم ينكرونه






الآية 145


( ولئن أتيت الذين أوتوا الكتاب بكل آية ما تبعوا قبلتك وما أنت بتابع قبلتهم وما بعضهم بتابع قبلة بعض ولئن اتبعت أهواءهم من بعد ما جاءك من العلم ، إنك إذا لمن الظالمين )






يخبر الله رسوله صلى الله عليه وسلم عن اليهود وكفرهم وعنادهم وإخفاءهم ما عرفوا عن الرسول فى كتبهم وأنه مهما أقام عليهم من حجة فلن يتبعوه وأنهم مستمسكون بآراءهم ولا فائدة من محاولة هدايتهم وأن الرسول مستمسك بما جاءه من الله ولا يحق له ارضاءهم لكيلا يغضب الله عليه .


الآية 146 ـ 147


( الذين آتيناهم الكتاب يعرفونه كما يعرفون ابناءهم ، وغن فريقا منهم ليكتمون الحق وهم يعلمون * الحق من ربك فلا تكنن من الممترين * )


يخبر الله تعالى بأن أهل الكتاب يعرفون تماما صحة ما جاء به رسوله صلى الله عليه وسلم كما يعرف أحدهم ولده ويتقنون القول جيدا ولكنهم يكتمون هذا عن الناس حسدا من أنفسهم .

الأربعاء، 7 يوليو 2010

مع مسلسل تفسير البقرة

الآية 139 ــ 141



( قل أتحاجوننا فى الله وهو ربنا وربكم ولنا أعمالنا ولكم أعمالكم ونحن له مخلصون * أم تقولون إن إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب والأسباط كانوا هودا أو نصارى ، قل ءأنتم أعلم أم الله ، ومن أظلم ممن كتم شهادة عنده من الله ، وما الله بغافل عما تعملون * تلك أمة قد خلت ، لها ما كسبت ولكم ما كسبتم ، ولا تسئلون عما كانوا يعملون * )


يقول للمؤمنين أن يقولوا للكافرين ، وهل تناظروننا فى توحيد الله والإخلاص له واتباع أوامره ، فالله هو المتصرف فينا ، الذى يستحق العبادة وحده .


فنحن برآء منكم وانتم برآء منا ونحن نتوجه له وحده بالعبادة


ثم ينكر على اليهود والنصارى إدعائهم أن إبراهيم كان على ملتهم ، بل الله يعلم أنه كان متوجها لله وحده بالعبادة هو ومن بعده من الأنبياء ويهددهم بأن الله يعلم عملهم .


وأن هذه الأمة التى سبقتهم لها أعمالها وليس بغنى أنتسابهم إليهم ولا يغنى عنهم من الحساب .


الآية 142 ـ 143


( سيقول السفهاء ما ولاهم عن قبلتهم التى كانوا عليها ، قل لله المشرق والمغرب ، يهدى من يشاء إلى صراط مستقيم * وكذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا ، وما جعلنا القبلة التى كنت عليها إلا لنعلم من يتبع الرسول ممن ينقلب على عقبيه وإن كانت لكبيرة إلا على الذين هدى الله وما كان الله ليضيع إيمانكم ، إن الله بالناس لرؤوف رحيم * )


كان الرسول صلى الله عليه وسلم يصلى متجها نحو بيت المقدس ، وينظر إلى السماء من حين لآخر لعله يأت خبر السماء بإقرار ذلك أو تغييره ، فقال سفهاء المشركون واهل الكتاب تهكما إنه يصلى مرة نحو بيت المقدس ومرة يغير ذلك نحو البيت الحرام وقد كان يتمنى رسول الله أن يوجهه الله إلى البيت الحرام فاستجاب له وأمره بذلك وكان يصلى صلاة العصر فجاءه خبر السماء فتوجه نحوه


ويرد الله على المنافقين والسفهاء الذين تعجبوا من ذلك ليقول لهم أن هذا من أمر الله وله الشرق والغرب ، وأنه جعل أمة المسلمين هم الأفضل فى العبادات والشرائع وأن هذا اختبار لمن يتبع الرسول ومن ينقلب على عقبيه


الآية 144


( قد نرى تقلب وجهك فى السماء ، فلنولينك قبلة ترضاها فول وجهك شطر المسجد الحرام وحيث ما كنتم فولوا وجوهكم شطره وإن الذين أوتوا الكتاب ليعلمون أنه الحق من ربهم ، وما الله بغافل عما تعملون )


صلى النبى تجاه بيت المقدس 16 شهر ن وكان يعجبه أن يتوجه إلى البيت الحرام ، وأثناء صلاته صلاة العصر وكان يصلى معه قومه ، فخرج رجل ممن كان يصلى معه فمر على أهل المسجد وهم راكعون ، فقال : أشهد بالله لقد صليت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل مكة ، فداروا كما هم نحو البيت .


وقوله تعالى ( وحيث ما كنتم فولوا وجوهكم شطره ) معناها أمر الله باستقبال الكعبة من جميع جهات الأرض


ويستثنى من ذلك المسافر يصلى على راحلته أينما تسير ، وكذلك المخطئ الذى لا يمكنه تحديد الإتجاه


وقوله ( وإن الذين أوتوا الكتاب ليعلمون أنه الحق من ربهم ) أن اليهود والنصارى يعلمون فى كتبهم أن الله سيوجهك نحو البيت الحرام ولكنهم ينكرونه

145


( ولئن أتيت الذين أوتوا الكتاب بكل آية ما تبعوا قبلتك وما أنت بتابع قبلتهم وما بعضهم بتابع قبلة بعض ولئن اتبعت أهواءهم من بعد ما جاءك من العلم ، إنك إذا لمن الظالمين )


يخبر الله رسوله صلى الله عليه وسلم عن اليهود وكفرهم وعنادهم وإخفاءهم ما عرفوا عن الرسول فى كتبهم وأنه مهما أقام عليهم من حجة فلن يتبعوه وأنهم مستمسكون بآراءهم ولا فائدة من محاولة هدايتهم وأن الرسول مستمسك بما جاءه من الله ولا يحق له ارضاءهم لكيلا يغضب الله عليه .