مــــرحــــــباَ بـــأحـبـــاب الله مــعــاَ

في طريق الجنة


الثلاثاء، 19 نوفمبر 2013


قالت لى ابنتى ... أيؤذوننا ويعطلوننا ؟
...........................................
جلست أحكو لأبنتى عن يوم الفصل
سألتنى ... ما معنى الفصل ؟
قلت : يوم القيامة يوم يحكم الله فيفصل بين العباد فهو القاضى العادل .
قالت : وما يحدث فى هذا اليوم ؟
قلت لها : يجمع الله العباد من الإنس والجن بعد أن ينتظروا نزوله عن عرشه الكريم فيأت ليحكم بين العباد بعد أن يكونوا تعذبوا من الإنتظار والخوف والقلق والتعب عراة ترهقهم ذنوبهم من الذل ، ويغرق كل فى عرقه وفقا لما اكتسب من ذنوب ، منهم من لا يمسه عرق ومنهم من يمس قدميه ومنهم من يملأ نصف قدميه ومنهم من يغرق فى عرقه لوسط جسده ، ومنهم من يسبح فيه إلى ذقنه ... كلٌ وفق عمله من خير وشر ، فالشمس أصبحت على بعد ميل واحد من أرض المحشر حيث تبدل الأرض غير الأرض والسموات مطويات بيمينه عز وجل .
قالت ابنتى : وهل يستطيعون الإنتظار على هذا الحال يوما كاملا ؟
قلت : إنه يوما من أيام الله وليس من أيام الحياة الدنيا ، فيوم الله كألف سنة مما تعدون ، فيشعر الناس من شدة عذاب الإنتظار لو أنهم ألقوا فى النار بغير حساب لكان خيرا لهم مما هم عليه .

وتتوالى التراجى للأنبياء بالتشفع عند الله ليأت ليحكم بينهم فالله غضبان من أعمال العباد ، ويخشى كل نبى ورسول فيدفعوا الشفاعة إلى الرسول محمد صلى الله عليه وسلم ، وتتطاير الصحف ليستلمها الناس بأعمالهم كبيرة وصغيرة محصاة عليهم كحجة عليهم بما عملوا ، ثم يشفع رسول الله صلى الله عليه وسلم فيبشره الله بأن يأت والملائكة .

قالت : وماذا يحدث بعد أن يأتى الله والملائكة ؟
قلت : يؤمر فيسير كل قوم خلف إلههم الذى يخيل لهم ويمثل لهم فيلقى فى النار ويلقون خلفه فى نار جهنم
ثم يكشف عن ساق لله تعالى فيخر الباقون المؤمنون سجدا لأنهم يشعرون أن هذا هو الخلاق العظيم الذى آمنوا به فى الدنيا ، إلا المساكين الذين لم يصلوا فى الدنيا ولم يسجدوا لله العلى القدير ، فإن الخشوع يرهقهم ذلة ويودون السجود فلا يستطيعون لأن ظهورهم تصبح كظهور البقر لا تنحنى إذ يرفض الله منهم سجودهم فيعذبهم ذلك .
ثم يؤمر فيسير بعض المؤمنون إلى الجنة طائرين إلى الجنات العلا بغير حساب كلمح البصر أو أسرع ، إنهم أناس لا يتطيرون ولا يرقون ولا يسترقون وعلى ربهم يتوكلون ، ليس بينهم وبين العباد مظالم ومنهم من أعتق الله فى رمضان .

ثم يأت دور الحساب ، يقف كل عبد بين يدى الله ليحاسبه بأفعاله وتملى عليه أعماله حتى يظن أنه هالك ، منهم من يقال له اذهب فأنت آمن ، ومنهم من يقف على القنطرة إن كان له مظالم فيقف من ظلموه ويقف حتى يؤخذ له من حسناتهم حتى تنتهى يلقى عليهم من سيئاته ، ... وهكذا حتى لا يبق لأحد مظلمة عند آخر .
ثم يأت الميزان ويوزن أعمال العباد فمن ثقلت موازين الخير سيق إلى الجنة ومن خفت موازين الخير له يلقى فى النار ليحاسب على قدر سيئاته ، والجميع ينتظر حتى يأخذ حقه أو يدفع ما عليه من حقوق .

قالت لى ابنتى : أيؤذوننا فى الدنيا ويعطلوننا عن الجنة فى الآخرة .. ما الحل ؟

قلت لها : الحل مربح ..
قالت : وما هو ؟
قلت : نغفر ونسامح فى حقوقنا ولا نتظلم ، فيأت لنا الله بحقنا فى الدنيا وينصرنا فى الدنيا ويغفر لنا فى الآخرة فلا تكن لنا مظالم فيزداد رصيدنا من الحسنات أو تكفر عنا سيئات بقدر ما ظلمنا الظالمون فيغفر لنا حتى نلقى الله برحمته وكرمه فيغفر ويقال لنا هيا إلى الجنة بغير حساب ولا انتظار ولا ظلم ولا مظالم ، فأنتم التلقاء .


سعدت ابنتى وشهدت أنها تغفر لكل من وقع عليها منه ظلما وتحتسب الأمر كله لله الغفور الرحيم لتدخل الجنة بغير حساب ولا تتعطل عن دخول الجنة ولاتعانى مرارة الإنتظار . 
لى موقف مع الناس

لا تضيعى وقتك ونفسيتك مع الناس فالجنة تحتاج عمل كثير
خلقك الله لمهمة عبادته فى الأرض
فلماذا شغلت نفسك بالناس؟
اجعلى تعاملاتك قليلة مع الناس تقل مشاكلك
وما تضطرى له من تعاملات فاجعليه لوجه الله بخيره وشره حتى لا تصعب عليك نفسك
لا تندمى على المعاملة الحسنة فيضيع أجرك
إن الله لا يقبل من الأعمال إلا ما خلص منها لله
تسامحى يسامحك الله

.........................................

ولكن تعاملى مع الناس من خلال الدعوة لتوحيد الله تعالى وطاعته فى جميع التعاملات ليكون لك حظ الجهاد فى سبيل الله
فالجهاد ليس فقط بالسيف والسلاح وإنما قد تكون الكلمة جهاد فى سبيل الله
وقد يكون فعلك كقدوة للغير جهاد فى سبيل الله
مظهرك جهاد فى سبيل الله ملابسك جهاد فى سبيل الله لكسر الشيطان والمقاومة فى الإتجاه المضاد جهاد فى سبيل الله .

............................................


انظرى الله فى جميع معاملاتك مع الناس
فالله رقيب عليك فى كل سكناتك ومعاملاتك
وساعة لنفسك بعيدا عن الناس هى لحظة هناء لتسعدى بأنس الله
فالناس دائما لها ضجيج يغشى محادثتك لنفسك فلا تستطيعى أن تهنأ بك وتهنئى بها

فيجب لكل منا لحظة يخلو فيها لنفسه يشجعها ويشكرها على فعل الطيب ويحاسبها على فعل المساوئ لينقذها قبل فوت الفرصة ويسعدها وتسعده
فكيف بضجيج الناس الذى يشغلها ويؤنبها وقد يغرها ويزيد كبريائها وقد يحفزها على الشر والعناد والتمرد أو حتى التظلم
وما أكثر من التظلم فى النفس ليذهب الشيطان بنفسك لفعل المنكرات

احذرى كل الحذر فأنت التى تمسكى بالزمام .

 ولى موقف آخر مع الناس :

ليس منا من لا يتعامل مع الناس
كلنا يساهم فى تربية أجيال تمتد حتى الخلق يوم القيامة فيحاسب كلٌ على عمله ، وتحاسب أنت على كل من ساهمت فى تشكيل شخصياتهم

نبدأ بالمدير والقائد فى عمله :
ما موقفه مع الناس ومن هم الذين يتعامل معهم ؟
إنه يؤثر يوميا فى الحالة النفسية لمرؤسيه ، الذين يؤثروا بدورهم فى أعمالهم وفى كل من يتعاملون معهم
ولو كان المرؤسين معلمون فهم يشكلون شخصية آلاف وآلاف .
ثم يذهب بيته فيؤثر ما لقى الرجل من رئيسه فى أولاده وزوجته
ويتأثر الأولاد الذين يؤثرون فى زملائهم
ويكبر الصغار بسلوكيات الكبير
يؤثرون بدورهم فى تكوين أولادهم ... وهكذا تتم الدورة لتكوين أجيال كلها تكونت من أصل واحد هو المدير أو المعلم
وتستمر المؤثرات والأجيال إلى يوم القيامة
ثم يحاسب من سن السنة الحسنة أو السيئة على فعلها وفعل من عمل بها
وتكون الجنة .. وتكون النار

أرأيت كم أنت مؤثر إما جيد ، وإما سوء
أرأيت كم شكلت من مجتمعات جيدة أو مجتمعات فاسقة
أرأيت كم أدخلت الجنة وكم أدخلت الجحيم .

وهذا هو موقفك مع الناس .

 . ماذا يفعل الملوك حين ينحاز الله إلى المستضعفين لينصرهم ؟
. إن الظلم ظلمات يوم القيامة


من تمسك بالله أمن
وعاش آمنا
ومات ورجع يوم القيامة من الآمنين
وهذا وعد الله

الآية 16

أم حسبتم أن تتركوا ولمّا يعلم الله الذين جاهدوا منكم ولم يتخذوا من دون الله ولا رسوله ولا المؤمنين وليجة ، والله خبير بما تعملون )

أيها المؤمنون ، هل ظننتم أن نترككم بدون اختبار لنفرق بين الصادق من الكاذب

ومن يطيع الله فى أوامره بالجهاد ومن يعصيه ومن يتخذ من غير الله ورسوله والمؤمنين بطانة وعونا
والله يعلم بما يكون وما لم يكن ويعلم أفعالكم ولا راد لقدره

ياأيها الذين آمنوا لا تتخذوا آباءكم وإخوانكم أولياء إن استحبوا الكفر على الإيمان ، ومن يتولهم منكم فأولئك هم الظالمون * قل إن كان آباؤكم وأبناؤكم وإخوانكم وأزواجكم وعشيرتكم وأموال اقترفتموها وتجارة تخشون كسادها ومساكن ترضونها أحب إليكم من الله ورسوله وجهاد فى سبيله فتربصوا حتى يأتى الله بأمره ، والله لا يهدى القوم الفاسقين )

يأمر الله المؤمنين أن يتبرؤا من ذويهم وإخوانهم وآبائهم الذين كفروا وأحبوا الكفر على الإيمان بالله وطاعة الله ورسوله ، ولا يتخذوا منهم أنصارا
ومن يتخذهم أنصار وأحباء فهو ظالم .

إذا كانت آباؤكم وأبناؤكم وإخوانكم وأزواجكم وقبائلكم وشعوبكم وأموالكم التى اكتسبتوها وجمعتوها وتجارتكم التى تخافون ضياعها وخسارتها ومساكن تحبون أن تقتنوها وإذا كان ذلك كله تحبونه أكثر مما تحبون الله والجهاد فى سبيل رفعة كلمة التوحيد ودين الله فانتظروا عذاب الله وغضبه
ولا يهدى الله من فسق وخرج على طاعته وطاعة رسوله .


ويحلفون بالله إنهم لمنكم وما هم منكم ولكنهم قوم يفرقون * لو يجدون ملجأ أو مغارات أو مدخلا لولوا إليه وهم يجمحون )

ويقسموا لك أنهم مؤمنون ولكن هم ليسوا منكم ولكنهم يختلفون عنكم بفزعهم وجزعهم ولهذا أقسموا

فلو وجدوا حصن ليتحصنوا فيه أو مغارات فى جبل أو مدخلا نفقا فى الأرض لأسرعوا بالذهاب إليه هاربين .

الآيات62 ، 63

 (  يحلفون بالله لكم ليرضوكم والله ورسوله أحق أن يرضوه إن كانوا مؤمنين * ألم يعلموا أنه من يحادد الله ورسوله فأن له نار جهنم خالدا فيها ، ذلك الخزى العظيم )

إن المنافقين يحلفون بالله كذبا ليرضوكم عنهم ولكنهم مخطئون فأولى لهم أن يرضوا الله ورسوله بأن يخلصوا إيمانهم ونياتهم وأعمالهم لله ويطيعوا الله ورسوله

ألم يعلموا أن من يحارب الله ورسوله ويخرج على طاعته فإن له العذاب فى نار الجحيم خالدا فيها لا يخرج منها ولا يخفف عنه العذاب
وهذا هو أعظم خزى لهم فى الآخرة وذل وشقاء كبير .