مــــرحــــــباَ بـــأحـبـــاب الله مــعــاَ

في طريق الجنة


الخميس، 31 مارس 2011

أسماء الله الحسنى

52 ـ المجيد


اسم جامع لآيات الجلال والكمال والجمال بمعنى الأعز والأكرم والمنفرد


مقدس فى ذاته وصفاته وأفعاله


غنى عن سائر الخلائق


متعالى على عرشه


قوى فى سلطانه


قاهر فوق عباده


له الحمد فى الأولى والآخرة وله الأمر كله


والمجد هو الشرف المنيع والحسب الرفيع والخلق الفاضل والسلوك النبيل والأفعال الحميدة عظيم البركات


وفى الشرع يتمثل فى شرف العبودية وعز الطاعة والتعاون على البر والتقوى


القرآن المجيد تعنى : الشريف فى معانيه وإعجازه والمهيمن على سائر الكتب


53 ـ الباعث

الذى يبعث الخلق يوم القيامة


الذى يبعث الإنسان إلى عليات الأمور ويذهب وساوس الصدور


الذى يبعث الهمم إلى الرقى فى ساحات التوحيد


الذى يبعث الجاهل من جهله بالعلم ، فالعلم هو الحياة والجهل هو الموت

54 ـ الشهيد


لا يغيب عن الوجود ولا يغفل


عليم بظواهر وبواطن الأمور


الشاهد المقر بما رأى وسمع من عباده المحيط بسائر الأعمال


55 ـ الحق


له عدة معانى :


ـ القادر الذى لا يعجزه شئ ويقضى بالحق


ـ الحقيق بأن لايعبد سواه


ـ هو الرب الذى ينبغى أن يلوذ به العباد


ـ هو الذى أحق الحق وأبطل الباطل


ـ هو الخالق الحق البارئ المصور للخلق


ـ هو الذى ينصر أهل الحق ويرفع من شأنهم


ـ هو المنزه عن كل ما لا يليق بذاته المتصف بالكمال


ـ هو الذى يجازى من أساء وظلم لأنه مبين للحق


ـ هو الله الأحق بالعبادة والتوحيد الخالص


56 ـ الوكيل


الذى بيده مقاليد السموات والأرض وإليه يرجع الأمر كله


يدبر شئون خلقه بحكمته ويصرف أمور عباده بمشيئته


57 ـ القوى


له الغلبة والمنعة والسلطان التام ونفاذ الأمر بلا معارض ولا معقب


له القدرة التامة على التدبير والتقدير والإيجاد والتبديل والإعدام والإشقاء والإسعاد






58 ـ المتين


صارم فى حكمه وشديد فى عقابه لمن طغى


قوى فى إحقاق الحق وإبطال الباطل


ولا حول ولا قوة إلا به تعالى


59 ـ الولىّ


الذى يتولى عباده بالولاية والعناية الخاصة ويرحمهم برحمة واسعة

الأربعاء، 30 مارس 2011

لا نزال فى نزهة أسماء الله الحسنى




42 ـ المقيت
الحفيظ الذى لا يضل ولا ينسى


المقتدر


المشاهد فأقات على الشئ ــــ أى شهد عليه


يعطى الأقوات بمعنى الرزاق


يحفظ الأقوات من التلف


43 ـ الحسيب


1 ـ حسبى الله بمعنى كفانى الله


قال تعالى : ( ومن يتوكل على الله فهو حسبه ) ـــ أى كافيه


2 ـ يحاسب على كل كبيرة وصغيرة


قال تعالى : ( وتضع الموازين القسط ليوم القيامة فلا تظلم نفس شيئا وإن كان مثقال حبة من خردل أتينا بها وكفى بنا حاسبين )


3 ـ صاحب الحسب الأعلى والكمال المطلق


فيقال فلان حسيب أى ذو شرف رفيع بين الناس




44 ـ الجليل


1 ـ جلت وعظمت قدرته


2 ـ عظم قدره


3 ـ جل عن أن تدركه الأبصار أو تحيط بعلم ذاته


4 ـ له المهابة والخوف والحب


45 ـ الكريم


صفة جامعة لمعانى البر فى أسمى معانيها


46 ـ الأكرم


صاحب الكرم المطلق


العزيز الذى يعطى بلا مقابل ولا حساب


47ـ الرقيب


الذى لا يغفل عن شئ فى ملكه ولا يغيب عن علمه وسمعه وبصره شئ


48ـ المجيب


الذى يستجيب لدعاء عباده


49 ـ الواسع
1 ـ واسع العلم


2 ـ واسع الفضل


3 ـ واسع الرزق


4 ـ واسع الرحمة


50 ـ الحكيم


1 ـ الذى يضع الأمور فى موضعها


2 ـ الذى ينطق بالحكمة


3 ـ الذى يصيب فى أقواله وأفعاله


4 ـ له القول السديد والعمل الرشيد والتدبير الأمثل


5 ـ الذى أحاط بكل شئ علما


6 ـ الحكيم الذى يقهر بجبروته من طغى وتكبر


51 ـ الودود
الذى يغمر المؤمن بوده ويعطر قلبه بحبه ويجذبه إلى ساحة قربه ويمنحه بنوره ما يفتح له آفاقا رحبة من التدبر فى آيات القرآن وآيات الكون


أوجب الله موالاة أولياءه وحبهم ، وحرم معاداتهم وأعلن الحرب على من آذاهم أو استخف بهم


قال تعالى فى حديث قدسى :


" من عادى لى وليا فقد آذنته بالحرب ، وما تقرب إلىّ عبدى بشئ أحب إلىّ مما افترضته عليه ، ولا يزال عبدى يتقرب إلىّ بالنوافل حتى أحبه ، فإذا أحببته كنت سمعه الذى يسمع به وبصره الذى يبصر به ويده التى يبطش بها ورجله التى يمشى بها ، ولئن سألنى لأعطينه ، ولئن استعاذنى لأعيذنه "


وقال تعالى فى سورة مريم :


( إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات سيجعل لهم الرحمن ودا )


أى سيجعل لهم فى قلوب عباده محبة وتقديرا خاصا بهم لأنهم أحبوا الله فأحبهم ومن أحبه الله حبب فيه خلقه من الملائكة والناس .


دعاء :


يا ودود ... يا ودود ... يا ودود ...يا ذا العرش المجيد يا فعال لما تريد ، أسألك بعزك الذى لا يضام وبملكك الذى لا يرام وبنور وجهك الذى ملأ أركان عرشك قنى شر وساوس النفس ووساوس الشيطان وشر اللصوص وقاطعى الطريق وقنى شر من لا يخافك ولا يرحمنا


مازلنا فى نزهة أسماء الله

21 ـ العليــــــــــــم



الذى أحاط بكل شئ علما


22 ـ القابض

23 ـ الباســــــط


صفتان متلازمتان


قبض المتكبرين والبسط للمتواضعين من العباد


القبض فى الأرزاق الممسك لها


والباسط للرزق الموسع فيها


يرفع أقوام ويخفض أقوام


24ـ الخافض


 المذل المهين المحط لأعدائه


25 ـ الرافـــع


 المعز لأوليائه ، الرافع لشأنهم


26 ـ المعز

 الذى يعز ويقوى ويرفع من شأن من أعز دينه


27 ـ المذل


 الذى يذل ويحط من العاصى ويقهره


28 ـ السميع


وسع سمعه كل الأصوات ولا يشغله صوت عن آخر ولا يخفى عليه صوت على أم خفى


29 ـ البصير
الذى وسع بصره كل شئ دق أم كبر وبدون آلة وفى العلن أو الخفاء والعلم والإحاطة بما تصير إليه الأشياء
ولا يمكن تشبيه سمعه وبصره بسمع أو بصر المخلوقات
30 ـ الحكم
الحكم : الذى أحكم صنع كل شئ


الذى يفصل بين الحق والباطل بحكمه العادل


المجازى كل نفس بما كسبت


الذى ينصف المظلوم من الظالم بلا توان ولا إهمال


وهذا يتضمن العلم التام ـ الإرادة النافذة ـ القدرة المنفذة ـ العدل التام
31 ـ العــــدل من تمت عدالته ومضى فى الخلق حكمه
32 ـ اللطيـف
وله ثلاث معانى:


1 ــ الدقيق الذى لا يراه أحد بل يستدل على وجوده بآثاره


فهو احتجب عن جميع خلقه


2 ــ هو الذى يرى ما خفى من الأمور الظاهرة والباطنة ويعلمها


3 ــ لطيف بعباده أسبغ عليهم نعمه ظاهرة وباطنة فى الخير والشر


33ـ الخبير
وله معنيان :


1 ــ هو الذى يعلم ما يحفظ به خلقه على النحو الذى أراده وقدره ويعلم ما يدبر به شئون عباده تدبير محكم


2 ــ المخبر بما يريد أن ينبئ به رسله


فقد قال تعالى : ( ولا ينبئك مثل خبير )


34 ـ الحليم
وصف يشمل كل معانى اللطف والرحمة والرأفة والعفو والبر والغفران


فهو يرزق الكافر


35 ـ العظيم


السيد


ليس لعظمته بداية ولا نهاية


عظيم فى رحمانيته وفضله واحسانه ، عظيم فى ملكه ويدبر الأمر تدبير محكم ، ذلت لعظمته جميع الكائنات ، عظيم فى حكمه بين عباده ، عظيم فى كماله ، عظيم فى لطفه بعباده وتدبير الرزفق لهم


36 ـ الغفور


المغفرة هى ستر الذنب والتجاوز عنه والعفو عن صاحبه وتبديل السيئات بالحسنات
الغافر : هو الذى يغفر ذنب من تاب ولا يغفر الذنب الذى تهاون فيه


الغفور : المغفرة لأهل الصلاح والتقى الذين يجتنبون الكبائر


الغفار : صيغة مبالغة واسعة المدى فى المغفرة


وغفور أكثر مبالغة من الثلاثة


37 ـ الشكور


1 ـ هو الله الذى يبادل عباده حبا بحب وقربا بقرب


2 ـ هو الذى يجزى بالحسنة عشرة أمثالها ويضاعف لمن يشاء


3 ـ هو الذى يعفو عن عباده إذا سألوه العفو ويقبل توبتهم


4 ـ هو الذى يفتح أبواب جنته لمن تاب ومات على التوحيد الخالص


5 ـ هو الذى يبارك الحسنة القليلة وينميها لصاحبها ويتقبلها قبولا حسنا


قال النبى صلى الله عليه وسلم : " يقول الله تعالى : ( أنا عند ظن عبدى بى وأنا معه إذا ذكرنى فإن ذكرنى فى نفسه ذكرته فى نفسى ، وإن ذكرنى فى ملأ ذكرته فى ملأ خير منهم ، وإن تقرب إلىّ بشبر تقربت إليه ذراعا ، وإن تقرب إلىّ ذراعا تقربت إليه باعا ، وإن أتانى يمشى أتيته هرولة ) " .
38 ـ العلىّ
الذى لا تدرك ذاته ولا تتصور صفاته


الذى تتيه العقول فى جلاله


الذى يعلو عن أن يحيط به وصف الواصفين وعلم العالمين


تعالى فى صفاته وذاته و أفعاله


تعالى على عرشه وخضعت لجبروته الإنس والجن


العلى الذى لا يزيده تعظيم العباد علوا


المتعال عن الأنداد والأضداد وليس كمثله شئ


علوه منزه عن الزمان والمكان
39 ـ المتعالى
الذى يتعالى عن إفك المفترين وغرور المغترين ويقهر بجبروته كل من تحدثه نفسه أن ينازعه فى صفة من صفاته من أمثال فرعون والنمرود وغيرهم
40 ـ الكبير


الذى لا عز إلا عزه


حى دائم أزلا وأبدا


له الحمد فى الأولى والآخرة


له الحكم والأمر
41 ـ الحفيظ


الذى أحاط علما بعباده وشملهم بعنايته ولم يغفل عن تدبير شئ من أمور خلقه


فما من ذرة فى الأرض ولا فى السماء إلا يعلمها ويقوم بحفظها مما يفسدها


وهو البالغ الحفظ ، يحفظ أولياءه من طرق الضلال ويهديهم إلى سبل الهدى ويحميهم من البلوى ويصونهم من اللجوء لغيره


وحفظ أولياءه من الشرك الواضح والشرك الخفى

نزهة مع أسماء الله الحسنى

نزهة



مع أسماء الله الحسنى


...................


( ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها ، وذروا الذين يلحدون فى أسمائه ، سيجزون ما كانوا يعملون )


قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " لله تسعة وتسعين إسما ، مائة إلا واحدا ، من أحصاها دخل الجنة ، وهو وتر يحب الوتر "


كما قال صلى الله عليه وسلم " ما أصاب أحدا قط هم ولا حزن فقال : اللهم إنى عبدك ابن عبدك ابن أمتك ، ناصيتى بيدك ، ماض فىّ حكمك ، عدل فىّ قضاؤك ، أسألك بكل اسم هو لك ، سميت به نفسك ، أنزلته فى كتابك ، أو علمته أحدا من خلقك ، أو استأثرت به فى علم الغيب عندك ، أن تجعل القرآن العظيم ربيع قلبى ونور صدرى وجلاء حزنى وذهاب همى ، إلا أذهب الله حزنه وهمه وأبدله مكانه فرحا "


وهذا دليل على أن أسماء الله لا تقتصر على التسعة والتسعين فقط


ولما سؤل الرسول صلى الله عليه وسلم : يارسول الله أفلا نتعلمها ؟


فقال " بلى ينبغى لكل من سمعها أن يتعلمها "


وفى الآية يقول تعالى :


ادعوا الله بأسمائه ودعوكم من الكافرين الذين ينكرون اسمائه ويدعون بها غيره من الأصنام مثل اللات والعزى


فالله يعلم ما يعملون وسيجزيهم بما عملوا


وسوف نتعرض لمعانى هذه الأسماء لنفهمها ونعمل بها


ـــــــــــــــــــــــــــ


1 ـ اللّـــــــــــــه


اسم عَلَم يدل على الذات العلية


دال بمعناه على أصول التوحيد الخالص


نطقت به الفطرة واستقر فى ضمير الوجود كله


نشأت افطرة من أن الله خلق آدم وخلق ذريته فى عالم الذر وأشهدهم على أنه الله الخالق فشهدوا بذلك


وكذلك جميع الخلق


فلا إله إلا هو بمعنى لا معبود سوى الله
2 ـ الصمـــــــــــد


السيد المقدس الذى تصمد إليه الخلائق وترفع إليه حاجاتها والمستغنى بذاته عنها وهى تفتقر إليه


3 ـ الأحد


الذى لا قبله ولا بعده شئ واحد ولا شريك له ولا معه شئ


4 ـ الرحمن


عطوف على عباده


رحمته بهم مطلقة لا منتهى لها ولا غنى عنها لأى كائن


فهو صاحب الرحمة فى الدنيا والآخرة يوم القيامة


5 ـ الرحيـــــــــــم


رحيم بالخلائق فى الدنيا


رحيم بالمؤمنين فقط يوم القيامة


واسم أقل شمولا من الرحمن


والرحمن اسم لذات الله


والرحيم صفة لفعل الله بعباده ورحمته بهم


ومعناه اللغوى رقة القلب وممكن أن يوصف به الخلائق نتيجة انفعال


( بسم الله الرحمن الرحيم )


الله لفظ الجلالة له رهبة فى النفس


ويأت مباشرة بعده الرحمن الرحيم ليخفف على النفس هذه الرهبة ووقوع الإطمئنان فى النفس بوقوع الرحمة على العباد


6 ـ المــــــــــــلك


المنفرد بالملك والملكوت والقوة والسلطان والعزة ولا راد لقضائه وله الأمر كله فى الدنيا والآخرة وماض فى الخلائق حكمه


7 ـ القـدوس


المنزه من كل وصف الطاهر يتنزه عن كل تصور للخيال أو الإدراك

8 ـ المـؤمن


ـ الآمن بنفسه الشاهد لنفسه بأنه الواحد الأحد فلا يحتاج لأن يثبت له أحد وحدانيته


ـ الذى يؤمن للمؤمنين بأن يستجيب لهم إذا استجابوا له


9 ـ المهيـمن


المطلع على كل شئ ، المراقب مراقبة تامة ( وأصلها مؤيمن )


وقال فيه العلماء عدة معانى : ـ


1 ـ العلى على جميع الخلائق المتعال بجميع صفاته عن كل ما لا يليق بذاته


2 ـ الرقيب على عباده يعلم سرهم ونجواهم


3 ـ الشاهد الذى يبصر الأشياء على ما هى عليه


4 ـ القائم على كل نفس المدبر لشئون الخلائق ذو القدرة النافذة


5 ـ الحفيظ الذى لا يضل ولا ينسى ولا يغفل شئ فى الأرض ولا فى السماء


6 ـ الأمين الذى لا تضيع ودائعه


7 ـ المؤمن الذى يلقى الأمن فى قلوب عباده الصالحين ويشعرهم بالأمان


10 ـ العـزيز


من ليس له ند أو نظير


وينعدم وجود مثله الذى ينفرد بصفاته وكماله


منه العزة وترد إليه العزة


11 ـ الجبـــــــــــار


له ثلاثة معان لغوية


1 ـ العظيم التى لا تحيط بمعانى صفاته البصائر


2 ـ المصلح لأمور الخلق المظهر للدين الحق الميسر كل عسير


3 ـ الذى أجبر الخلق على ما أراد وحملهم عليه كرها أو طوعا ولا راد لقضائه ولا معقب لحكمه


ومع هذا الإسم يتلاشى الكبر والغرور من القلب


وإذا وصف به إنسان يكون على سبيل الذم لا المدح لأن الجبار هو الله وحده


12 ـ المتكبر


صاحب الكبرياء الذى لا يزول سلطانه ولا يحدث فى ملكه إلا ما يريد القاهر فوق عباده وكل شئ يسبح بحمده


وهو اسم جامع لكل معانى العزة والجبروت والعظمة والملك والسلطان


متكبر عن الظلم لعباده


يقول تعالى فى حديث قدسى : ( الكبرياء ردائى والعظمة إزارى فمن نازعنى فى واحد منهما قصمته ثم قذفته فى النار )


وهذا بحق ما رأته الأرض ونراه كل يوم لمن تكبر من نهاية قاطعة ويوم القيامة أشد العذاب

13 ـ الخــــــــــــالق


الموجد للأشياء المبدع المقدر لها


14 ـ البــــــــــــارئ


المصلح الذى يعطى كل شئ ما يناسبه من الخلق والتكوين ويصلح الشئ

15 ـ المصــــــــــور


الذى خص كل شئ بصورة تختلف عما سواه


وجعل لكل شئ أجزاء يتركب منها


16 ـ الغفـــار


كثير العفو والمغفرة والستر


الغافر ، الغفار ، الغفور ............ كلها بمعنى واحد

17 ـ القهــار


الغالب على أمره ولا راد لقضاءه ولا معقب لحكمه


وهى أشد بلاغة من القاهر






18 ـ الوهـــــــــــــــــــــــاب


الذى يعطى من يشاء وكيف يشاء ومتى يشاء بغير حساب وبدون أسباب






19 ـ الرزاق


الذى يعطى كل كائن حى ما يحفظ به حياته ويحقق نموه وفقا لتدبير محكم وعن علم سابق فى السر والعلانية


والفرق بين الوهاب والرزاق أن الوهاب عطاء بدون أن يعمل العبد أما الرزاق فهو عطاء يوجب معه أن يأخذ العبد بالأسباب






20 ـ الفتــــــــــــاح


له عدة معانى :


1 ــ هو الذى بإرادته وقدرته ينفتح كل مغلق ويندفع البلاء ويزول الشر والغمة والحزن ويتجدد الأمل وتنزل الرحمات


قال تعالى : ( ما يفتح الله للناس من رحمة فلا ممسك لها )


2 ــ الناصر


قال تعالى : ( إن تستفتحوا فقد جاءكم الفتح )


3 ــ الحاكم الذى يحكم بالعدل ويقضى بالعدل


قال تعالى : ( على الله توكلنا ربنا افتح بيننا وبين قومنا بالحق وأنت خيرالفاتحين )

الاثنين، 28 مارس 2011

لمثل هذا فأعدوا

لمثل هذا فأعدوا


عندما حملت بى أمى أعدت لى ملابس ... وفرحت بلقائى

عندما أقبلت على الزواج أعددت جهاز بيتى ... وفرحت بزواجى

عندما أقبلت على لقاء الله فماذا أعددت ... ؟ ليتنى أفرح بلقائه

عن عائشة رضى الله عنها قالت :

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أيها الناس استحيوا من الله حق الحياء "

فقال رجل : يا رسول الله إنا لنستحى من الله تعالى

فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من كان منكم مستحيا فلا يبيتن ليلة إلا وأجله بين عينيه ، وليحفظ البطن وما وعى ، والرأس وما حوى ، وليذكر الموت والبلى ، وليترك زينة الدنيا "

ويبين لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم كيفية الحياء من الله

* تذكر الموت

* لا محالة إنه آت ... فلابد من إعداد الطيبات من الرزق الحلال ولا يملأ البطن إلا من حلال وبالحلال والبعد عما حرم ( من مثل الأطعمة المحرمة كالدم والميتة ولحم الخنزير وما لم يذكر اسم الله عليها أو ذكر غيره تعالى وأن يكون ثمنه حلال ومن الحلال ) .
* وليحفظ الرأس والفكر من طلب إلا ما أحل الله ويبعد عن أفكار السوء بالعدوان أو البغضاء ، أو التدبير الضار ، أو التمرد على ابتلاءات الله أو الحسد والحقد ، وغيرها من الأفكارالسيئة

* وليتذكر الموت دائما ويفكر جاهدا كيف يعد مقبرة بلا عذاب وكيف يدخل بها النور والضياء وكيف يجعلها دار نعيم لا دار عذاب

* وليترك التعلق بالدنيا وزينتها إلا ما أحل الله ولم يشغله عن طاعة الله بلا تفاخر ولا بزخ ولا تفريط ولا إفراط

يقول صلى الله عليه وسلم لرجل يعظه : " اغتنم خمسا قبل خمس : شبابك قبل هرمك ، وصحتك قبل سقمك ، وغناك قبل فقرك ، وفراغك قبل شغلك ، وحيلتك قبل موتك "

منازل الناس ثلاث: مقربون ، ومؤمنون واصحاب الجحيم من العصاة

ثم الكافرين وما لهم إلا النار خالدين فيها


أعاذنا الله من الصنف الثالث وهو العصاة ... فلماذا اتحمل عذاب لا أقوى على تحمل ما أدى بى إلى المعصية فى الدنيا ، فمن لم يستطع المشقة فى تحمل الطاعات فى الدنيا لن تكون له العزيمة والصبر على تحمل عذاب العقاب ولو أنه مستمر به رغما عن أنفه ولن يقوى على دفعه

أما المؤمنون فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون

ولكن عندى الفرصة لأتقرب إلى الله أكثر وأكون من اصحاب الدرجات العلا عند الله عز وجل ولا أكتفى بالقليل

ولكن كيف لى هذا ...؟


فرض الله فروضا ونهى عن أفعال وأباح أخرى

فمن أطاع الله فهو من المؤمنين

ولكن هناك أناس وهبوا أنفسهم للتقرب إلى الله بشتى الوسائل

بالكلمة الطيبة والإصلاح بين الناس والبحث والتنقيب عن وسائل شتى ليسيروا فى طريق الله فعلوا ما طلب منهم وما لم يطلب ما أضاعوا لحظة من أوقاتهم إلا وكانت فى منقبة عن عمل دؤب لرفعة كلمة الله عالية

وبالطبع لا يتساوى ذلك مع من فعل ما طلب وتوقف عند حدوده وهؤلاء هم المقربون ولهم أعلى الدرجات فى الجنة ورضوان من الله .

وجهة نظر

فى معنى



وجهة نظر

طالما نوقشنا كثيرا ... لماذا نفعل ذلك ؟

البعض يصدق على بعضا من أفعالنا وأقوالنا ، والبعض يعترض ونقول :

وجهات نظر مختلفة

إن وجهات النظر قد تختلف فى أمور تحتمل الإختلاف ، ولكن ليس فيما أمر الله ورسوله أو نهى

ولابد أن يكون المبدأ الرئيسى الذى نعيش عليه هو ما جاء فى الآية 36 من سورة الأحزاب لكى لا يختلف اثنين فى الأمور الحتمية التى لا تحتمل آرآء

فقد قال سبحانه :

( وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمرا أن يكون لهم الخيرة من أمرهم ، ومن يعص الله ورسوله فقد ضل ضلالا مبينا )

وهذا المبدأ هو الذى يميز بين المؤمن والكافر ، وبين الطائع والعاصى

فاختار بين الجنة والنار ، وابعد عن شعارات الشيطان من " لى شخصيتى ورأييى " فليس فى كل شئ يجدر بنا هذا .

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


الطاغوت : هو كل ما يعبد من دون الله

وهى صيغة مبالغة من الطغيان

ويقال فلان طاغ

ولوصفه يقال طاغية

وللمبالغة يقال طاغوت

والعبادة هى الطاعة

ومن أطاع الطاغية الذى تجبر ووصف بأنه طاغوت من دون الله فقد كفر

فلا طاعة إلا لله وللرسول ومن أمر بما يأمر الله ورسوله

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الفرق بين الآيتين الأولى فى كل من سورتى الحديد والحشر

الأولى فى سورة الحديد : ( سبح لله مافى السموات والأرض وهو العزيز الحكيم ) توضحها الآية التى تليها ( له ملك السموات والأرض يحى ويميت ..... )

ومعناها تسبح لله مافى السموات والأرض من الأحياء من حيوانات ونباتات لأن يقابلها يحي ويميت ولهذا جمعهما لأن الحيوانات والنبات على سطح الأرض



الثانية فى سورة الحشر ( سبح لله مافى السموات وما فى الأرض ...) وهذه أشمل وأعم أى جميع ما فى السموات وما فى الأرض على سطحها أو فى باطنها يسبح بحمد الله


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

عندما اتصفح أعداد العضوات والقارئات على أفرع المنتدى أجد أقل عدد هو على المنتدى الإسلامى وأقل الأقل على موضع القرآن الكريم

مع أن القانون السماوى والتشريع والحياة الدنيا والآخرة هى فى تدبر القرآن ، والسؤال عنه فى القبر قبل يوم الحساب

لهذا السبب أكتب وأنشر تفسير القرآن على الموضوع العام لعل أعدادا تستفيد قبل نقل الموضوع لأعداد قليلة على موضعه



أرجوكم أهم مافى حياتنا تدبر القرآن الذى هو بعد ذلك يرشدنا فى باقى أمورنا جميعها فهو منهج كامل



أنا أرى

أنا أرى




كلنا يتحدث ، وكلنا يرى

كلنا يرى أنه محق

وكلنا يرى أخطاء الآخرين

ولو دخل التجربة لكان أسوأ ممن ينقدهم ويعترض لتصرفاتهم

.............



يقول تعالى : ( يا أيها الذين آمنوا لم تقولون مالا تفعلون * كبر مقتا عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون * إن الله يحب الذين يقاتلون فى سبيله صفا كأنهم بنيان مرصوص ) الصف



والحل الوحيد لهذه المشكلة ليست فى أنا أرى ... أنا وجهة نظرى

ولكن الحل فى كتاب الله وسنة رسوله التى لم تخلوا من نظام ولم تخلوا من حكمة وتدابير .



ويقول عز وجل : ( ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون ) ، ويقول : (ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الظالمون ) إن الذين لم يحكموا بما أمر الله فهم كافرون وظالمون

ويقول عن الكفار كلهم أنهم فاسقون

(ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الفاسقون )



أحكم نفسك وبيتك بينك وبين زملائك وأصدقائك ومع الأهل والزوجة والزوج والأبناء مع الجيران ومع الناس فى الطرقات ومع الحاكم والسلطان بما أنزل الله

فهذا طريق النجاة .

هذا هو جهادى

هذا هو جهادى :


لا تقلقوا ...

من جاهد وأوذى فى جهاده من أجل طاعة الله فى لقمة حلال لا يغضب بها ربه ... فهو فى سبيل الله

من أوذى من أجل علاج من السقم ليقدر على عبادة الله حق عبادته حقا له عند مولاه يبخل به عليه ... فهو فى سبيل الله

من تمرد على الحاكم الذى يحكم بأمره ولا يحكم بما ما أنزل الله من شرع ... فهو فى سبيل الله

من اعترض على الظلم واعترض على اغتصاب حقه فى ماله وعرضه وولده ... فهو فى سبيل الله

ومن طلب حقه فى التعلم بطريقة ترضى ربه ... فهو فى سبيل الله

من طالب برفع كلمة الحق وكلمة لا إله إلا الله ... فهو فى سبيل الله

من طالب ببقاء من أرادوا الدعوة للحق وعلموا الناس دينهم ... فهو فى سبيل الله

من طالب برفع أسباب الفساد وتفشى الفواحش بين أبناء المجتمع المسلم ... فهو فى سبيل الله

من مات من أجل هذا وذاك ... فهو شهادة وفى سبيل الله

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

استشعرى بشعورى

وددت لو استشعرتم بشعورى ...

ثارت نفسى غضبا لإغضاب الله ، فنطقت مشاعرى بهذه الكلمات التى تعصر قلبى ورأيت معها الله بقلبى


أحبك يا الله


أحب رسلك من أجلك يا الله


أحب من أحبك من أجلك يا الله


أحب المؤمنين الطائعين من أجلك يا الله


أمقت الكافرين والظالمين ثأرا لأجلك يا الله


أحب نفسى فى طاعتك يا الله


وأمقت نفسى إذا أغضبتك يا الله






كرهت النار لأنها علامة غضبك يا الله


وأحببت الجنة لأنها علامة رضاك يا الله






فارض عنى وعن ذريتى وعن المؤمنين والمؤمنات يا الله


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
لا تذهب هباء

هؤلاء ضحوا بأنفسهم من أجلكم ومن أجل أبناءكم وذرياتكم واستشهدوا أو أصيبوا فى ثورة يناير

فلا تجعلوا تضحياتهم تذهب هباء

اصلحوا دينكم وحياتكم وأخراكم

ومن أصلح نفسه اليوم ستصلح أبناءه غدا

رحم الله شهداءنا واحتسبهم الله عنده من الشهداء وغفر لهم ما سلف من دينهم ودنياهم

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ثم أنادى استاذى :

افعل ماشئت فالله يراك

أصلح من شأن كرامتك فهى لا تشترى بمال

أنت المربى وعلى عاتقك أخلاق أجيال

لو ما ربيت نفسك كيف تبنى مجتمعا يتق الله ؟

الأمر كبير بالنسبة لك : على عاتقك تكوين خلق وسلوكيات الأجيال الحالية والمستقبلة من أبناء من غرست فيهم سلوكيات

وعليها قيم مجتمعات ثم مبادئ ومثل وقيم ثم جنة أونار

صدقنى الأمر خطير فلا تنظر بين يديك أو تحت قدمك

ارفع رأسك فالطالب يردد كل ما يصدر منك ويذكره سنوات وأعوام

كما تذكر معلمينك فهو يذكرك وكما تفعل يفعل وأنت قدوته

لا تجعله يسخر منك فأنت قوام

احترم انسانيتك ولا تبيعها بلقمة أو لقمتان

رسالتك من رسالة الأنبياء

فلا تشوه الزمن بحجج باطلة فالله الرزاق

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
كلنا يجب عليه الإصلاح

أرى أولياء أمور يسخرون مع أبناءهم بالمعلم إذا اشتكى ابنهم منه أو الطامة الكبرى لو ضرب ضرب تأديب

وتصل فى بعض الأحيان الذهاب إلى المدرسة لتهزئ المدرس فى مكان عمله وممكن بعض الحالات تصل إلى أقسام الشرطة والعقاب

أقول لولى أمر الطالب إبنك لو تربى بهذا الأسلوب فأول من يتطاول عليه هو أنت

دع معلمك الذى التحم فتره طويله بإبنك يربيه ويساعدك فى تأديبه ليكون رجلا قادرا على تحمل المسئولية

وإن كنت غاضبا من أجله فلا تظهر لإبنك

وإن كان له حق تريد أخذه فلا يتطلع على ذلك ابنك


لو كسرت أمامه المعلم فلن تجد له مربى ولن يحترمه ولن يخشاه وأنت تحتاج ليد تساعدك فى تربيته تربية سليمة

حب إبنك لدرجة أنك تتحمل من أجله رقة عاطفتك نحوه فلا تبعثرها له فتؤذيه

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الآن هو الدور الحقيقى

بسم الله الرحمن الرحيم

( والعصر * إن الإنسان لفى خسر * إلا الذين ءامنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر )

العصر : هو الوقت من الزمن الذى تحدث فيه حركات بنى آدم من خير وشر

ويقسم الله تعالى بذلك على أن الإنسان فى خسارة وهلاك ماعدا الذين يعملون الصالحات وتواصوا بالحق : يؤدون الطاعات ويبعدون عن المعاصىوتواصوا بالصبر : ويتواصوا فيما بينهم بالصبر على المصائب والأقدار والأذى

أى يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

هذا الرجل أغلقوا القناة الفضائية له التى طالما قال فيها لاإله إلا الله

الآية 114 ـ البقرة

( ومن أظلم ممن منع مساجد الله أن يذكر فيها اسمه وسعى فى خرابها ، أولئك ما كان لهم أن يدخلوها إلا خائفين ، لهم فى الدنيا خزى ولهم فى الآخرة عذاب عظيم )

قيل أنها نزلت فى ططوس الرومى وأصحابه من النصارى حين قتلوا اليهود وخربوا بيت المقدس

وقيل أنها نزلت فى بختنصر الذى غزا اليهود وخرب بيت المقدس

وقيل نزلت فى المشركين فى مكة الذين منعوا المسلمين من دخول البيت الحرام لذكر الله .

وهى دائمة مع تطور الأزمان فيمن يخربون بيوت الله ويمنعون دخولها لذكر الله والصلاة من منافقى المسلمين أو أعداءهم .ومن يمنعون المسلمين من ذكر الله والدعوة لله ويحاولون كتم صوت الحق والدعوة

كتب الله عليهم الخوف كما أخافوا الناس


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ليس التخريب هو الحل

كيف نحطم أنفسنا لنطلب حقنا

هذا غير منطقى ولا يقبله عقل

هيا نجدد العهد مع الله على الطاعة والإصلاح والبعد عن الفساد

( إن الله لا يحب المفسدين )

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فى ظل هذا المعنى


( أثرتنى مقولة )
ـــــــــــــــــــــــــ

" من يسره أن يُحمل على أكتاف الناس ، فإن السقوط حتما هو مصيره "

كم من أصحاب سلطان وكم من أصحاب مراكز ، وكم من أصحاب رئاسة تربعوا على كراسى عالية وأمسكوا بالسياط لمن دونهم من المرؤسين وكان العقاب من جنس العمل

أخافوا الناس وأرهبوهم وما كان من عقاب الله إلا أن جعل لهم نهاية ملؤها الخوف والرعب

من يبحث فى التاريخ الإنسانى يجد ذلك واضحا جليا بين ملوك فى الأرض عاشوا متجبرين وماتوا أذلاء

هذا النمرود

و هذا فرعون قوم موسى

وهذا أبرهة

وهذا وذاك من ملوك عرفتها الأرض وسئمت من حملهم

وهذا رئيس عمل على المستوى الأقل فالأقل وكثير صالحون ما كانت لهم إلا الذكرى الطيبة وحسن الخاتمة ، وأكثرهم أسوأ حالا وما اكتسبوا إلا سوء الخاتمة وسوء السيرة

وهؤلاء وهؤلاء تضمهم الأرض إما بحنان وحب وإما بغيظ وتكدير

وفى نهاية المطاف هى الساعة والقيامة

أليست القيامة من الأمر الشاق المعتبر له حسابها ؟

( يوم نقول لجهنم هل امتلأت ، وتقول هل من مزيد )

( وأزلفت الجنة للمتقين غير بعيد )
إذا حدث هياج فى الشارع تخوف الناس وارتعبوا واستغاثوا ، فما بال أحداث القيامة لا تخيفهم ؟

( يوم ترونها تذهل كل مرضعة عما أرضعت ، وتضع كل ذات حمل حملها وترى الناس سكارى وما هم بسكارى ولكن عذاب الله شديد )  الحج 2

يقول لكم من بيده الأمر كله ، المحيا والممات والعزة والإذلال والسطوة والخذلان : يقول تعالى :

( يا أيها الناس اتقوا ربكم ، أن زلزلة الساعة شئ عظيم )

الجميع يظن فى نفسه التقوى والكثيرين تأخذه العزة بالإثم

لابد أن نتحرى عن معنى التقوى وننظر فى أنفسنا

ولابد من أن نعرف ماهو الإثم وننظر أيضا فى أنفسنا

لابد من مواجهة حقيقية للنفس لننجوا بها من عذاب أليم ... فالأمر خطير

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

البقرة 206

قوله تعالى : " وإذا قيل له اتق الله أخذته العزة بالإثم فحسبه جهنم ولبئس المهاد "

معنى المكابرين الذين تأخذهم العزة بالإثم


الكبر : قال فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لا يدخل الجنة من كان فى قلبه مثقال ذرة من كبر "



تأخذه العزة : يشعر بأنه وضيع ولكنه يتعاظم ليظهر للناس غير ذلك



الإثم : هو الذنب الكبير من القتل والزنا وشهادة الزور و ... والكبائر



ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ولنتعلم سويا محور هذه الآيات وكنت قد شرحتها من قبل فى سورة البقرة لمن تتفضل بالمتابعة ويتفضل علينا الله بتعلم دينه

الآيات 204 ـ 207

( ومن الناس من يعجبك قوله فى الحياة الدنيا ويشهد الله علىما فى قلبه وهو ألد الخصام * وإذا تولى سعى فى الأرض ليفسد فيها ويهلك الحرث والنسل والله لا يحب الفساد * وإذا قيل له اتق الله أخذته العزة بالإثم فحسبه جهنم ولبئس المهاد * ومن الناس من يشرى نفسه ابتغاء مرضات الله والله رءوف بالعباد * )



يقول الله سبحانه أن بعض الناس وهم المنافقون يظهر الإسلام ويبارز الله بما فى قلبه من كفر ونفاق ، فيظهر الحلف للناس بالإيمان ويقول الله شهيد على أنه كذلك وأن ما فى قلبه يوافق ما يظهره ولكن فى الحقيقة أن ما فى قلبه هو العوج وكذب وافتراء فهو سيئ الأفعال واعتقاده فاسد وفعله فاسد قبيح يدمر كل شئ

وقوله ( يهلك الحرث والنسل )

معناه يهلك محل نماء الزروع ونتاج الحيوانات ــــ أى يهلك كل شئ بفعله القبيح

والله لا يحب الفساد

وإذا وعظ هذا الفاجر بالرجوع عن فعله ويتق الله فإنه يغضب وتأخذه الحمية بسبب ما فعل من آثام ، ومثل هذا ليس له سوى الجحيم كافية لإهلاكه

وقوله ( ومن الناس من يشرى نفسه ابتغاء مرضات الله )

أن هناك نوع آخر من الناس وهو المؤمن على حق يدفع أمواله ونفسه ليرضى عنه الله

وهذه نزلت فى صهيب الرومى إذ أنه أسلم فى مكة ثم أراد الهجرة فمنعه الناس أن يأخذ ماله معه فتركه كله وهاجر فنزلت الآية فيه فقال له عمر بن الخطاب رضى الله عنه ربح البيع ، أما أنتم (من أخذوا ماله ) فلا أخسر الله تجارتكم فسأل ما ذاك قيل له أن الله أنزل هذه الآية

وقيل أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال له " ربح البيع صهيب "

ثم فسر بعد ذلك أن هذه الآية لكل مجاهد فى سبيل الله

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

أبحث عنك يا عمر ...

ادخرت زوجته من مصروف طعامها ما أمكنها من صناعة حلوى وقدمتها لزوجها ليأكل

فأنقص من راتبه ما أمكن زوجته ادخاره وأعاده إلى بيت مال المسلمين

وقال لها : ما زاد على حاجتنا فليس من حقنا
.........................................

جاءه السيد بغلامه فقد سرق

سأل عمر الغلام لماذا سرق ... ؟

فعلم أن سيده لا يكفيه طعاما وأجاعه

فحكم عمر بأن لا تقطع يد الغلام

ولكن من يستحق قطع يده هو سيده ... !


...................................................................

عمر أمير المؤمنين يبكى

يحمل على ظهره الدقيق ويذهب إلى تلك المرأة وأبنائها التى لم تحصل على حقها فى بيت المال ويخبز بنفسه الخبز ويوقظ أبناءها ليطعمهم بيده مخافة أن يسأله الله هذه كانت تحت سلطانك

لماذا لم تعرف حالتها ...

ألا تعجبون معى ممن يخافون أن يحكم البلد المسلمين فيقضوا بلبس الحجاب ؟

رضيت بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبيا ورسولا
...................................................................
دخل عمر بن الخطاب الإسلام وكان مازال سرا

فقال يا رسول الله : ألسنا على حق وهم على باطل

قال : بلى

فذهب فى وسط الكعبة ينادى أنه دخل الإسلام وأنه سيتصدى للباطل


فمما تخاف يا صاحب الحق

ما أصابك لم يكن ليخطئك وما أخطأك لم يكن ليصيبك

وتوكل على الله

......................................................................................

عمر بن الخطاب الشديد الذى حفرت دموعه على خديه لها مجرى

كان يبكى تخوفا ويقول " بماذا أجيب ربى لو سألنى عن دابة عثرت فى الشام ؟ لماذا لم أمهد لها الطريق "


أين تذهب المئات والألوف والملايين ثم المليارات التى يدفعها سائقى السيارات الأجرة والملاكى وهم تتكسر بهم سياراتهم عند النزول فى المطبات ؟

ثم تسير السيارة على الأقدام فتنكسر لأن المطب أو الحجارة لوحت قدمهم


آآآآآآآآآآآآه على من انكسرت رجلها بهذه الطريقة وعندها هشاشة عظام وعاشت مقيده فى السرير لا تقدر على دخول الحمام إلا بالعناء ومنهن من تعمل الخلاء فى سريرها ........آآآآآآآآه

وولى الأمر المسئول عن تمهيد الطرق وولى أمره المحاسب له ينعمان بالصحة والعافية والمليارات التى حبست عن اصلاح الطرق.آآآه

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ







الزخرف

تفسير سورة الزخرف

ـــــــــــــــــــــــــــ

بسم الله الرحمن الرحيم


الآيات 1 ـ 8


( حم * والكتاب المبين * إنا جعلناه قرآنا عربيا لعلكم تعقلون * وإنه فى أم الكتاب لدينا لعلى حكيم * أفنضرب عنكم الذكر صفحا أن كنتم قوما مسرفين * وكم أرسلنا من نبى فى الأولين * وما يأتيهم من نبى إلا كانوا به يستهزؤن * فأهلكنا أشد منهم بطشا ومضى مثل الأولين )


حم : الحروف فى بداية السور كما أوضحنا من قبل


والكتاب المبين : القرآن الواضح المفهوم المعانى والألفاظ


إنا جعلناه : أنزلناه


قرآنا عربيا لعلكم تعقلون : قرآنا باللغة العربية التى تتكلمون بها حتى تفهمونه وتتدبرونه


وإنه فى أم الكتاب لدينا لعلى حكيم : إن القرآن فى اللوح المحفوظ عند الله ذو مكانة عظيمة وشرف ومحكم آياته ليس به شك ولا زيغ


أفنضرب عنكم الذكر صفحا أن كنتم قوما مسرفين : ولو أن القرآن رفع عندما رفضت الأمة فى بادئ الأمر الخضوع له لكان دمار الأمة كالسابقين


( وقيل معنى آخر وهو هل تظنون أن نصفح عنكم فلا تعذبون أنكم لم تفعلوا ما أمركم الله به ؟ )


ولقد أرسل الله كثير من الأنبياء للأمم السابقة


وما كان يأت لهم نبى ينذرهم إلا استهزؤا به وسخروا منه


فأهلكهم الله وأهلك الذين هم أكثر منهم عتوا وظلما وانتهت هذه الأمم وكانت عبرة لمن يعتبر


الآيات 9 ـ 11


( ولئن سألتهم من خلق السموات والأرض ليقولن خلقهن العزيز العليم * الذى جعل لكم الأرض مهدا وجعل لكم فيها سبلا لعلكم تهتدون * والذى نزل من السماء ماء بقدر فأنشرنا به بلدة ميتا ، كذلك تخرجون )


لو سألت يا محمد المشركين عن خالق السموات والأرض فسيقولون لك هو الله الذى يعبدون معه آلهة أخرى ويعترفوا بذلك


الله الذى مهد لكم الأرض لتسيروا عليها وجعلكم عليها تقومون وتنامون وتعملون وتتحركون ولكم عليها سبل الحياة الكثيرة ولعلكم تهتدون وتتنقلون من بلد لآخر عليها .


والله هو الذى أنزل لكم من السماء الماء ( بقدر ) أى بمقدار ما تحتاجون من رى المزروعات وتشربون وتشرب أنعامكم


فأحيا الله بماء المطر أرضا قد جفت وماتت لا حياة ولا زرع فيها فلما نزل عليها المطر اهتزت وربت وأحياها الله من بعد موتها وأنبت بها الزرع ودبت بها الحياة مرة أخرى


وهذا هو حالكم لتخرجوا للحياة مرة أخرى يوم القيامة .


" يوم القيامة يسقط مطر شديد من البحر المسجور حول السماوات على الأرض فيعود إلى الأجسام ما كانت قد فقدت من ماء وجفت فتعود إلى تكوينها مرة أخرى إذ أن جسم الإنسان 75 %_ من وزنه ماء وتعود الأجسام للحياة وتدب فيها الأرواح بإذن الله " .
الآيات 12 ـ 14


( والذى خلق الأزواج كلها وجعل لكم من الفلك والأنعام ما تركبون * لتستووا على ظهوره ثم تذكروا نعمة ربكم إذا استويتم عليه وتقولوا سبحان الذى سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين * وإنا إلى ربنا لمنقلبون )


الله الذى خلق أزواج النبات البهيج وجعل الزوجين الذكر والأنثى وجعل الأزواج من كل شئ الليل والنهار والشمس والقمر والموت والحياة والأبيض والأسود والظلمات والنور


الله الذى خلق الأنعام وسخرها للناس ليأكلوا لحومها ويشربوا لبنها وتساعد فى حرث الأرض و ليركبها الناس


وخلق السفن ليركبوها ويتنقلوا من مكان لآخر ومن بلد لآخر


فتذكروا الله على نعمته عليكم وتقولون " سبحان الله الذى سخر لنا كل ذلك وما كنا لنقدر على تسخيره لولا نعمة الله وتسخيرها لنا وما كنا نطيق ذلك


( مقرنين ) لولا رحمة الله ، ونحن نسير فى الدنيا إلى طريق الآخرة "


وهذا تذكير بالآخرة حتى لا ننسى فى مسيرة حياتنا الدنيا فلا نطغى


وهذا يعلمنا الله أن ندعوا به عند ركوب الدابة أو السيارة أو الطائرة أو وسيلة التنقل عموما فنقول ( سبحان الذى سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين وإنا إلى ربنا لمنقلبون )


الآيات 15 ـ 20


( وجعلوا له من عباده جزءا ، إن الإنسان لكفور مبين * أم اتخذ مما يخلق بنات وأصفاكم بالبنين * وإذا بشر أحدهم بما ضرب للرحمن مثلا ظل وجهه مسودا وهو كظيم * أو من ينشأ فى الحلية وهو فى الخصام غير مبين * وجعلوا الملائكة الذين هم عباد الرحمن إناثا ، أشهدوا خلقهم ، ستكتب شهادتهم ويسألون * وقالوا لو شاء الرحمن ما عبدناهم ، ما لهم بذلك من علم ، إن هم إلا يخرصون )


جعل الكفار افتراء على الله من بعض الأنعام جزءا لهم وجزءا لله وجزءا لما يعبدون من دون الله


وكذلك جعلوا لله الملائكة وقالوا هى بنات الله ، وجعلوا لأنفسهم البنين


وهذا من كفرهم وظلمهم


فكيف ذلك هل يتخذ الله لنفسه البنات ويميزكم أنتم بالذكور ؟


ولو أن أحدهم أنجب أنثى كما ينسب لله لكان وجهه مسودا من الحزن والغيظ


فكيف تنسبون لله ما تنكرونه لأنفسكم


فهذه الأنثى تكون ناقصة وهى طفلة بلبس الحلى وإذا خاصمت فلا شأن لها


هل يصح إنسابها لله ولهم الذكر كما يزعمون


جعلوا الملائكة إناثا ثم نسبوها لله فكيف ذلك ؟


فهل شهدوا خلق الملائكة حتى يزعموا أنها إناث


ستكتب شهادتهم وقولهم هذا ويحاسبون عليه أشد العقاب


وقالوا لو أراد الله ما تركنا نعبدهم ومنعنا من عبادة الأصنام


ليس لهم بكل ذلك من علم ، إنهم كاذبون ( يخرصون )


الآيات 21 ـ 25


( أم آتيناهم كتابا من قبله فهم به مستمسكون * بل قالوا إنا وجدنا آباءنا على أمة وإنا على آثارهم مهتدون * وكذلك ما أرسلنا من قبلك فى قرية من نذير إلا قال مترفوها إنا وجدنا آباءنا على أمة وإنا على آثارهم مقتدون * قال أولو جئتكم بأهدى مما وجدتم عليه آباءكم ، قالوا إنا بما أرسلتم به كافرون * فانتقمنا منهم ، فانظر كيف كان عاقبة المكذبين )


يسخر الله من الكافرين فيقول :


هل أرسلنا لهم كتاب بما يدعون من قبل فهم يتمسكون به .. ليس كذلك


قالوا آباءنا كانوا يفعلون ذلك ونحن نفعل مثلهم ( على آثارهم مهتدون ) وليس لهم أى دليل إلا هذا القول الباطل


ومثلهم قالت كل الأمم من قبلهم . نحن نفعل مثل آباءنا


لو قلت لهم يا محمد ... حتى لو كنت جئت لكم بأفضل مما وجدتم عليه آباءكم ، سيقولون كفرنا بما جئت به


لقد انتقمنا من كل الأمم المكذبين وهذا جزاء التكذيب والعناد
الآيات 26ـ 32


( وإذ قال إبراهيم لأبيه وقومه إننى برآء مما تعبدون * إلا الذى فطرنى فإنه سيهدين * وجعلها كلمة باقية فى عقبه لعلهم يرجعون * بل متعت هؤلاء وآباءهم حتى جاءهم الحق ورسول مبين * ولما جاءهم الحق قالوا هذا سحر وإنا به كافرون * وقالوا لولا نزل هذا القرآن على رجل من القريتين عظيم * أهم يقسمون رحمت ربك ، نحن قسمنا بينهم معيشتهم فى الحياة الدنيا ، ورفعنا بعضهم فوق بعض درجات ليتخذ بعضهم بعضا سخريا ، ورحمت ربك خير مما يجمعون )


ولقد تبرأ إبراهيم عليه السلام من تكذيب قومه له وتبرأ من أصنامهم ومما يعبدون


وقال لهم إنى أعبد الله وهو الذى سيهدينى


وجعل كلمة لا إله إلا الله من بعده قائمة فى ذريته ليقتدى بها كل من بعده


ولكن الله متع هؤلاء وآباءهم وكل من كفر به ثم أرسل لهم الرسل والآيات الواضحات ليتبعوا طريق الهدى ولكن كلما جاءهم رسول بالحق كفروا به وقالوا هذا سحر


وقال مشركوا قريش لو كان نزل علينا هذا القرآن مع رجل عظيم من أحدى القريتين مكة أو الطائف مثل الوليد بن المغيرة مثلا أو عروة بن مسعود الثقفى لكنا آمنا به


فهل هم الذين يقسمون رحمة الله على من تنزل ؟


الله الذى قسم لهم معيشتهم وجعل الغنى غنيا والفقير فقيرا ورفه أناس وأزل أناس ليسخر بعضهم من بعض ويختبرهم ويحاسب كلٌ على عمله


ورحمة الله وخيره أفضل مما يجمعون من أموال


الآيات 33 ـ 35


( ولولا أن يكون الناس أمة واحدة لجعلنا لمن يكفر بالرحمن لبيوتهم سقفا من فضة ومعارج عليها يظهرون * ولبيوتهم أبوابا وسررا عليها يتكئون * وزخرفا ، وإن كل ذلك لمّا متاع الحياة الدنيا ، والآخرة عند ربك للمتقين )


يقول سبحانه وتعالى :


ولولا ان يعتقد الجهلاء أن المال الكثير دليل على صحة الكفر فيجتمعوا عليه ، لكنا جعلنا لهؤلاء الكافرين بيوتا فخمة وقصور لها أسقف من الفضة وسلالم يصعدون وأبواب وسرر من فضة وزخارف وذهب


وهذا متاع الدنيا الزائف الذاهب ويعجل لهم بجزاء أعمالهم الحسنة


ولكن الآخرة خير وأبقى لمن خاف الله وكان من المتقين


الآيات 36 ـ 45


( ومن يعش عن ذكر الرحمن نقيض له شيطانا فهو له قرين * وإنهم ليصدونهم عن السبيل ويحسبون أنهم مهتدون * حتى إذا جآءنا قال يا ليت بينى وبينك بعد المشرقين فبئس القرين * ولن ينفعكم اليوم إذ ظلمتم أنكم فى العذاب مشتركون * أفأنت تسمع الصم أو تهدى العمى ومن كان فى ضلال مبين * فإما نذهبن بك فإنا منهم منتقمون * أو نرينك الذى وعدناهم فإنا عليهم مقتدرون * فاستمسك بالذى أوحى إليك ، إنك على صراط مستقيم * وإنه لذكر لك ولقومك ، وسوف تسألون * وسئل من أرسلنا من قبلك من رسلنا أجعلنا من دون الرحمن آلهة يُعبدون )


يعش : يتغافل


ومن يتغافل ويعرض عن ذكر الله وطاعته نقيض له من الشياطين من يضله عن سبيل الله ويهديه إلى طريق الجحيم ويظن الغافل أنه على الطريق السوى


يرافقه شيطانه فى الدنيا ويوم القيامة يتبرأ منه.ويتنصل له ، وبئس الرفيق كان.


ولا ينفعهم ولا يغنى عنهم يوم القيامة جمعهم ، فلهم العذاب الأليم مشتركون فيه.


وليس عليك يا محمد من شئ فهل أنت ستسمع الصم أو من عمى بصره وقلبه ومن كان على ضلالة ، ما عليك إلا البلاغ وليس عليك هداهم.


ولو ذهبت أنت عنهم فلابد من أن ننتقم منهم ونعذبهم .


ونحن قادرون على أن نريك ما توعدناهم به لتقر عينك من أعدائك .


فخذ بالقرآن وتمسك به وبإبلاغه فهو الحق وانت على صراط الله المستقيم.


وهو ذكر وشرف وعزة لك وتذكيرلقومك فاستمسك به وسوف تسألون عن ما أرسل إليكم هل عملتم به .


وهؤلاء الرسل جميعا من قبلك دعوا لعبادة الله الواحد لا شريك له ونهوا عن عبادة الأصنام ، فاسألهم عن ذلك


الآيات 46 ـ 50


( ولقد أرسلنا موسى بآياتنا إلى فرعون وملائيه فقال إنى رسول رب العالمين * فلما جاءهم بآياتنا إذا هم منها يضحكون * وما نريهم من آية إلا هى أكبر من أختها ، وأخذناهم بالعذاب لعلهم يرجعون * وقالوا يا أيه الساحر ادع لنا ربك بما عهد عندك إننا لمهتدون * فلما كشفنا عنهم العذاب إذا هم ينكثون )


ويخبر الله عن موسى عليه السلام فيقول :


لقد أرسلنا موسى إلى فرعون وحاشيته وقال لهم إنى رسول من الله إليكم فاعبدوا الله لا شريك له فكذبوه وسخروا منه وقالوا ساحر وقالوا مجنون


وأصابهم الله بآيات عظيمة منها القمل والجراد والدم ونقص الزروع والثمرات ليعتبروا فكانوا يطلبوا من موسى الدعاء لهم لكشف الغمة عنهم ولما يكشف الله الضر عنهم يعودون لما كانوا عليه من كفر .


وقد أوضحنا قصة موسى بالتفصيل من قبل فى سورة الدخان والبقرة وغيرهما
الآيات 51 ـ 56


( ونادى فرعون فى قومه قال يا قوم أليس لى ملك مصر وهذه الأنهار تجرى من تحتى ، أفلا تبصرون * أم أنا خيرٌ من هذا الذى هو مهين ولا يكاد يُبين * فلولا أُلقى عليه أسورةٌ من ذهب أو جاء معه الملائكةُ مقترنين * فاستخف قومه فأطاعوه ، إنهم كانوا قوما فاسقين * فلما آسفونا انتقمنا منهم فأغرقناهم أجمعين * فجعلناهم سلفا ومثلا للآخرين )
وهذا فرعون بتمرده وعتوه يجمع القوم وينادى بأن إله وله عظمة ملك مصر وأن الأنهار والخير كله ملكه وملك أمره وتصرفه ألا ترون ما لى من عظمة وقوة ؟


ويقول : أنا أفضل من موسى الذى لا يستطيع أن يوضح قولا وليس له برهان بما يدعى


( فقد كان عندما وجده جنود فرعون وهو فى المهد فى صندوق فى البحر فرحت به زوجته آسيا وقالت لا تقتلوه سنتخذه ولدا ، فأراد أن يطمئن فرعون فأمر بتقريب جمرة من نار وتمرة ليرى ما يأخذ منهما فأمسك بالجمرة ووضعها فى فمه فأصابت لسانه فأصبح لا يفصح الكلام ، وكان ذلك من قدر الله لينقذه من غدر فرعون ويربيه فى بيته وبيد عدوه ليحميه من القتل )


ويقول فرعون لو كان رسولا من الله كما يدعى لكانت نزلت عليه أسورة ذهب أو جاءت معه ملائكة يخدمونه


وبذلك استخف فرعون بعقول أتباعه واتبعوه لأنهم كانوا فاسقين خارجين عن الطريق السوى


فلما أغضبوا الله انتقم منهم وأغرقهم جميعا وجعلهم عبرة لمن بعدهم جميعا إلى يوم القيامة .


آسفونا : أغضبونا


الآيات 57 ـ 65


( ولما ضُرب ابن مريم مثلا إذا قومك منه يصدون * وقالوا ءآلهتنا خيرٌ أم هو ، ما ضربوه لك إلا جدلا ، بل هم قومٌ خصمون * إن هو إلا عبدٌ أنعمنا عليه وجعلناه مثلا لبنى إسرائيل * ولو نشاءُ لجعلنا منكم ملائكة فى الأرض يخلفون * وإنه لعلم للساعة فلا تمترن بها واتبعون * هذا صراط مستقيم * ولا يصدنكم الشيطان ، إنه لكم عدوٌ مبين * ولما جاء عيسى بالبينات قال قد جئتكم بالحكمة ولأبين لكم بعض الذى تختلفون فيه ، فاتقوا الله وأطيعون * إن الله هو ربى وربكم فاعبدوه ، هذا صراط مستقيم * فاختلف الأحزاب من بينهم ، فويلٌ للذين ظلموا من عذاب يوم أليم )


ويقول الله :


عندما ضربنا المثل لكفار قريش بعيسى ابن مريم فصدوا عنه وضحكوا من ذلك


وقالوا آلهتنا خير من محمد وعيسى


وما قالوا ذلك إلا جدالا ليصروا على العناد


وهم فعلوا ذلك لأنهم يعبدون الأصنام ولا يتبعون عيسى


إن عيسى عبد الله أنعم الله عليه ليكون رسولا لبنى إسرائيل آتاهم بالبراهين والحجة


ولو شاء الله لجعل الناس ملائكة يخلف بعضهم بعضا كما تخلفون بعضكم بعضا


وإن عيسى ( علم للساعة ) دليل على اقتراب القيامة فسينزل قبلها


فلا تشكوا فى يوم القيامة فهى واقعة


وأطيعوا طريق الله المستقيم واتبعوه


ولا لا تطيعوا الشيطان فهو للإنسان عدو واضح عداءه ويريد أن يصدكم عن الطريق المستقيم ليوقع بكم


ولما أرسلنا عيسى لبنى إسرائيل قال لهم أرسلنى الله بالدلائل والبراهين والحكمة ولأوضح لكم ما تختلفون فيه وأحل لكم بعض ما حرّم إسرائيل


( يعقوب )على نفسه


فاتقوا الله وأطيعوا ما آمركم به


فالله هو ربى وربكم فأطيعوه وهذا هو الطريق المستقيم


ولكن اختلفت الفرق وأصبحوا أحزاب


فالويل لهم من ظلمهم ولهم العذاب الأليم .


الآيات 66 ـ 73


( هل ينظرون إلا الساعة أن تأتيهم بغتة وهم لا يشعرون * الأخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدوٌ إلا المتقين * يا عباد لا خوف عليكم اليوم ولآ أنتم تحزنون * الذين آمنوا بآياتنا وكانوا مسلمين * ادخلوا الجنة أنتم وأزواجكم تحبرون * يُطاف عليهم بصحاف من ذهب وأكواب ، وفيها ما تشتهيه الأنفس وتلذ الأعين ، وأنتم فيها خالدون * وتلك الجنة التى أورثتموها بما كنتم تعملون * لكم فيها فاكهةٌ كثيرةٌ منها تأكلون )


فماذا ينتظرون


هل ينتظرون حتى تأتيهم القيامة فجأة وهم لايشعرون بها


الأخلاء : الأصدقاء


الأصدقاء والصداقة التى ليست لوجه الله تعالى تنقلب يوم القيامة لعداوة ، أما ما كان لوجه الله فهو باق ولا خوف عليهم ولا يحزن الذين أسلموا وجههم لله وآمنوا به وأطاعوه


يقال لهم ادخلوا الجنة ومن كان على شاكلتهم تنعمون فيها ( أزواجهم : نظراؤهم وأمثالهم )


تحبرون : تتنعمون وتسعدون


ويمر عليهم الملائكة والخدم بأطباق من الذهب بها ما تشتهى الأنفس وتتمتع به الأعين وهذا نعيم خالد فى الجنة


ويقال لهم هذا جزاء عملكم الصالح ، كلوا من الفاكهة الكثيرة وتمتعوا هنيئا لكم
الآيات 74 ـ 79


( إن المجرمين فى عذاب جهنم خالدون * لا يُفتّر عنهم وهم فيه مبلسون * وما ظلمناهم ولكن كانوا هم الظالمين * ونادوا يا مالك ليقض علينا ربُك ، قال إنكم ماكثون * لقد جئناكم بالحق ولكن أكثركم للحق كارهون * أم أبرموا أمرا فإنا مُبرمون )


إن المجرمين لهم عذاب جهنم لا يرفع ( يفتر ) عنهم ولا ساعة واحدة وهم فى العذاب آيسون من كل خير ( مبلسون )


ولم يظلمهم الله ولكنهم بعنادهم وكفرهم ظلموا أنفسهم


وينادون مالك خازن النار يقولون قل لله يقضى علينا ويقبض أرواحنا ليريحنا مما نحن فيه


فيقول لهم لا إنكم ماكثون فى العذاب خالدين ولا موت


لقد أرسل لكم الله الآيات وبينها لكم ولكنكم كرهتم ذلك


فالكافرون أرادوا شرا فعاقبهم الله بشرهم وكاد لهم


أبرموا : أرادوا كيد الشر فكاد الله لهم


الآيات 80 ـ 83


( أم يحسبون أنا لا نسمع سرهم ونجواهم ، بلى ورسلنا لديهم يكتبون * قل إن كان للرحمن ولدٌ فأنا أول العابدين * سبحان رب السموات والأرض رب العرش عما يصفون * فذرهم يخوضوا ويلعبوا حتى يلاقوا يومهم الذى يوعدون )


هل ظنوا أننا لا نسمع سرهم وعلانيتهم


نحن نعلم كل شئ والملائكة تكتب أعمالهم


قل لهم يا محمد لو فرض أن لله ولد لكنت عبدته على ذلك لأنى عبد مطيع له وليس بى استكبار لذلك


ولكن الله ليس له ولد


فسبحانه تنزه عن كل معيب فهو مالك السموات والأرض وما فيهن وله العرش العظيم


دعك منهم يامحمد واتركهم فى لهوهم حتى يلاقوا يوم القيامة الذى وعدتهم به ويلاقوا عقابهم


الآيات 84 ـ 89


( وهو الذى فى السماء إله وفى الأرض إله ، وهو الحكيم العليم * وتبارك الذى له ملك السموات والأرض وما بينهما وعنده علم الساعة وإليه ترجعون * ولا يملك الذين يدعون من دونه الشفاعة إلا من شهد بالحق وهم يعلمون * ولئن سألتهم من خلقهم ليقولٌن الله ، فأنى يؤفكون * وقيله يا رب إن هؤلاء قوم لا يؤمنون * فاصفح عنهم وقل سلامٌ ، فسوف يعلمون )


والله إله من فى السموات وهو إله من فى الأرض والجميع تحت سيطرته ويعبدوه خاضعين أذلاء له حكيم فى أفعاله عالم بكل شئ فيها .


تبارك الله : تنزه عن النقص والعيب فهو رب كل شئ ولا ينقصه شئ


والله يعلم موعد القيامة حين ترجعون إليه ويجازى كلٌ بعمله


وهذه الأصنام التى يعبدونها من دون الله لا يقدرون على التشفع لمن عبدوهم


إلا من شهد بالحق وعلى بصيرة وعلم فإن الشفاعة تنفع عنده وبإذنه تعالى


وإذا سألت المشركين من خالقهم قالوا الله ويعترفون بذلك


فإلى أين تصرف عقول هؤلاء عن الحق بعبادتهم غيره أو الإشراك فى عبادته آلهة أخرى ؟


وقال محمد وشكا لله فقال يارب هؤلاء قوم لا يؤمنون لأنهم كذبوه


فاصفح يا محمد عن المشركين وقل لهم قولا لينا


فسوف يعاقبهم الله بذلك ويعلمون الحق من الباطل ويعلى الله كلمته وينصرك عليهم .


ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


تمت بحمد الله تعالى .

تفسير سورة فصلت

تفسير سورة فُصِّلت



بسم الله الرحمن الرحيم


الآيات 1 ـ 5


( حم~ * تنزيلٌ منَ الرحمنِ الرّحيم * كتابٌ فُصِلت آياتُهُ قرآنا عربيا لقومٍ يعلمون * بشيرا ونذيرا فأعرض أكثرهم فهم لا يسمعون * وقالوا قُلُوبنا فى أكنةٍ مما تدعونا إليه وفى آذاننا وقرٌ ومن بيننا وبينك حجابٌ فاعمل إننا عاملون )


حم : الحروف فى بداية السور كما ذكرنا من قبل


القرآن منزل من عند الله رحمة خاصة وعامة شاملة للعباد


والقرآن كتاب من الله يوضح فيه كل شئ بلغة العرب ومعانيه مفصلة واضحة


ويعرف هذا الوضوح العلماء فى البيان


وهو يبشر المؤمنين وينذر الكافرين


ولكن أكثر قوم قريش لا يفقهون بالرغم من وضوحه


لأنهم قالوا قلوبنا مغلفة مغطاه ولن نسمع لك يا محمد وآذاننا فى صمم عما جئت به


وبيننا وبينك حجاب فلن نستجيب لك فلك طريقتك ولنا طريقتنا ولن نتبعك


الآيات 6 ـ 8
( قل إنما أنا بشر مثلكم يوحى إلىّ أنما إلاهكم إله واحد فاستقيموا إليه واستغفروه ، وويل للمشركين * الذين لا يؤتون الزكاة وهم بالآخرة هم كافرون * إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات لهم أجر غير ممنون )


قل يا محمد للمشركين : أنا بشر مثلكم تماما ولكن الله يوحى إلىّ أن أدعوكم لعبادة الله وحده لا شريك له وتنتهوا عن عبادة الأصنام والأرباب المتفرقين


فأخلصوا العبادة لله وحده واستغفروه لما فعلتم من ذنوب


فالهلاك والعذاب للكافرين بالله


( الذين لا يؤتون الزكاة ) : الذين لا يطهرون أنفسهم من الكفر ولا يشهدون أن لا إله إلا الله .............. فالزكاة هنا تطهير النفس من الكفر وزكاة المال تطهيره


أما الذين آمنوا بالله واتبعوا ذلك بالعمل الصالح فإن لهم الثواب والأجر غير مقطوع


الآيات 9 ـ 12


( قل أئنكم لتكفرون بالذى خلق الأرض فى يومين وتجعلون له أندادا ، ذلك رب العالمين * وجعل فيها رواسى من فوقها وبارك فيها وقدّر فيها أقواتها فى أربعة أيام سواءً للسائلين * ثم استوى إلى السماء وهى دخان فقال لها وللأرض ائتيا طوعا أو كرها قالتا أتينا طائعين * فقضاهن سبع سموات فى يومين وأوحى فى كل سماءٍ أمرها ، وزينا السماء الدنيا بمصابيح وحفظا ، ذلك تقدير العزيز العليم )


ينكر الله على المشركين الذين يعبدون غيره فيقول :


كيف تكفرون بالله الذى خلق الأرض فى يومين وتجعلون له نظراء تعبدونها ؟


فالله هو رب العالمين كلهم


وجعل على الأرض جبالا تثبتها ومن فوقها السماوات


وبارك فى الأرض فجعلها قابلة للغرس والبذر والزرع


وقدر الأرزاق والأماكن التى يزرع فيها فى أربعة أيام أخرى


وفق رغبة من له حاجة إلى رزق


ثم أمر السماء وهى بخار ماء متصاعد من الأرض وأمرها أن تكون وأمر الشمس والقمر والنجوم وأمر الأرض أن تنشق الأنهار وتخرج الثمار


فاستجابت الأرض والسماء بلا مخالفة مطيعين


وفرغ من تسوية سبع سماوات فى يومين آخرين وقرر فى كل سماء مخلوقاتها وما فيها من ملائكة


وزين السماء الأخيرة بالنجوم والكواكب والأقمار لتنير الأرض وحفظ السماء من الشياطين التى كانت تتسمع إلى الأقدار حين كتابتها فى اللوح المحفوظ


وهذا كله من تقدير الله القاهر القوى العزيز العليم بكل شئ من حركات وسكنات مخلوقاته


فالأرض خلقت يومى الأحد والأثنين


وما على الأرض خلق يومى الثلاثاء والأربعاء


والسموات وما فيهن فى يومى الخميس والجمعة


ولم يخلق شئ يوم السبت


ثم استوى الله جل جلاله على العرش


الآيات 13 ـ 14


( فإن أعرضوا فقل أنذرتكم صاعقة مثل صاعقة عاد وثمود * إذ جاءتهم الرسل من بين أيديهم ومن خلفهم ألا تعبدوا إلا الله ، قالوا لو شاء ربنا لأنزل ملائكة فإنا بما أرسلتم به كافرون )
قل يا محمد للمشركين الذين رفضوا أن يؤمنوا لك إن أعرضتم عما جاء به الله فإنى أنذركم عذابا ونقمة كما أصاب الأقوام المكذبين السابقين من أمثال عاد وثمود الذين جاءتهم الرسل بالآيات فكذبوا فأنزل عليهم الله الصواعق فدمرهم


الآيات 15 ـ 18


( فأما عاد فاستكبروا فى الأرض بغير الحق وقالوا من أشد منا قوة ، أولم يروا أن الله الذى خلقهم هو أشد منهم قوة ، وكانوا بآياتنا يجحدون * فأرسلنا عليهم ريحا صرصرا فى أيام نحسات لنذيقهم عذاب الخزى فى الحياة الدنيا ، ولعذاب الآخرة أخزى ، وهم لا ينصرون * وأما ثمود فهديناهم فاستحبوا العمى على الهدى فأخذتهم صاعقة العذاب الهون بما كانوا يكسبون * ونجينا الذين آمنوا وكانوا يتقون )


فهؤلاء قبيلة عاد سكنت الأحقاف ( جبال الرمل ) من حضرموت ، كانوا يسكنون الخيام ذات الأعمدة الضخمة ، وهم أول قوم زين لهم الشيطان عبادة الأصنام بعد نوح ، وأصنامهم تسمى ( صمدا ـ صمودا ـ هرا )


منحهم الله بسطة فى الجسم وقوة البدن ورغد العيش ، ولكنهم عبدوا الأصنام وأفسدوا فى الأرض وظنوا أن ليس أقوى منهم فى الأرض ، فأرسل لهم نبيهم هود فكذبوه فمنع الله عنهم المطر ثلاثة سنوات فكادوا أن يهلكوا ، ثم أرسل عليهم ريحا شديدة ظنوا أنها عارض ممطر لهم ولكنها كانت ريحا سلطها الله عليهم سبعة ليال وثمانية أيام متتابعة (حسوما ) فأصبحوا صرعى جميعا .


وعذاب الآخرة أشد


أما قوم ثمود قوم صالح نبيهم


قبيلة سميت باسم جدهم الحفيد الثانى لنوح عليه السلام ،سكنوا الحجر ( بين الحجاز و تبوك ) وكانوا يعبدون الأصنام


أرسل الله لهم صالحا نبيا يأمرهم بعبادة الله وحده ، فاشترطوا لأن يفعلوا ذلك أن يخرج لهم ناقة ضخمة من الصخر ، فأخرج لهم الله الناقة ،ولما صعب عليهم أن تشرب ماءهم وتأكل المرعى ذبحوها بعد أن خططوا ودبروا وكذبوا أيضا بعد أن بين لهم الآيات ، فأرسل الله عليهم صيحة من السماء ورجفة من الأرض أهلكهم بها جميعا .، ونجى المؤمنين


الآيات 19 ـ 24


( ويوم يحشر أعداء الله إلى النار فهم يوزعون * حتى إذا ما جاؤها شهد عليهم سمعهم وأبصارهم وجلودهم بما كانوا يعملون * وقالوا لجلودهم لم شهدتم علينا ، قالوا أنطقنا الله الذى أنطق كل شئ وهو خلقكم أول مرة وإليه ترجعون * وما كنتم تستترون أن يشهد عليكم سمعكم ولا أبصاركم ولا جلودكم ولكن ظننتم أن الله لا يعلم كثيرا مما تعملون * وذلكم ظنكم الذى ظننتم بربكم أرداكم فأصبحتم من الخاسرين * فإن يصبروا فالنار مثوى لهم ، وإن يستعتبوا فما هم من المعتبين )


وهؤلاء الكافرون سيجمعون عن آخرهم يوم القيامة


حتى إذا ما وقفوا عليها شهدت بأعمالهم سمعهم وأبصارهم وجلودهم


ويلومون أعضاءهم ويقولون لم وكيف شهدتم علينا ؟، فترد أعضاءهم وتقول أنطقنا الله الذى ينطق كل شئ ولا يمانع ولا يخالف


فالله خلقكم منذ البداية وإليه المرجع


كنتم تظنون أنكم مستترون بما تعملون فى الخفاء ولن تشهد عليكم أعضاءكم ولن يعلم الله أفعالكم بلا ولكن الله مطلع على كل شئ


هذا كان ظنكم بالله ولكنه أخزاكم وكنتم خاسرين يوم القيامة


فسواء صبرتم أم لم تصبروا فالنار مأوى لكم


وإن طلبتم العتاب لتبدوا الأعذار فلا معاتبة ولن تقبل منكم أعذار


الآيات 25 ـ 29


( وقيضنا لهم قرناء فزينوا لهم ما بين أيديهم وما خلفهم وحق عليهم القول فى أمم قد خلت من قبلهم من الجن والإنس ، إنهم كانوا خاسرين * وقال الذين كفروا لا تسمعوا لهذا القرآن والغوا فيه لعلكم تغلبون * فلنذيقن الذين كفروا عذابا شديدا ولنجزينهم أسوأ الذى كانوا يعملون * ذلك جزاء أعداء الله النار ، لهم فيها دار الخلد ، جزاء بما كانوا بآياتنا يجحدون * وقال الذين كفروا ربنا أرنا الذين أضلانا من الجن والإنس نجعلهما تحت أقدامنا ليكونا من الأسفلين )


وهؤلاء المشركين أضلهم الله بما قيض لهم من شياطين قرناء لهم يغونهم عن طريق الله بما قست قلوبهم


فحسنوا لهم أعمالهم فى الماضى والحاضر وظنوا أنهم محسنين ولكنهم بذلك خسروا


قال الكافرون لبعضهم البعض لا تسمعوا القرآن ولا تنفذوا منه أمرا


وإذا تلى عليكم الغوا فيه بخلط المنطق والصفير للغروشة عليهلتكونوا انتم الغالبين عليه


ويقول سبحانه وتعالى : وفى مقابل ذلك سوف نذيق الكافرين العذاب الشديد وسنذيقهم العذاب بشر أعمالهم سيئ أفعالهم


والنار جزاء الكافرين خالدين فيها جزاء جحودهم بآيات الله


يوم القيامة يقول الكفار يارب نريد رؤية الذين أضلانا من الجن ( إبليس ) ومن الإنس ( قابيل ) وسنوا لنا المعصية لنجعلهم تحت أقدامنا وأسفل منا فى النار ليكونا أشد عذابا فى الدرك الأسفل من النار


ولكن كلهم سواء فى العذاب


الآيات 30 ـ 32


( إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا تتنزل عليهم الملائكة ألا تخافوا ولا تحزنوا وأبشروا بالجنة التى كنتم توعدون * نحن أولياؤكم فى الحياة الدنيا وفى الآخرة ، ولكم فيها ما تشتهى أنفسكم ولكم فيها ما تدعون * نزلا من غفور رحيم )


ثم يعد الله المؤمنين بالله وأخلصوا عملهم لله عندما تنزل عليهم ملائكة الموت يطمئنونهم بما هم قادمون عليه من أمر الآخرة وما هم تاركوه من أمر الدنيا والأولاد والأهل ويعدونهم بالجنة والنعيم فيها وتتنزل عليهم أيضا عند خروجهم من القبور يوم القيامة يبشرونهم بالجنات


ويقولون لهم نحن كنا أولياؤكم فى الدنيا نحفظكم وسنكون معكم فى الآخرة نعاونكم على الصراط فى الآخرة حتى تبلغوا الجنات وتكون لكم فيها كل ماتشتهى نفوسكم


ضيافة من الله لكم فيها من الله الغفور الرحيم


الآيات 33 ـ 36

( ومن أحسن قولا ممن دعا إلى الله وعمل صالحا وقال إننى من المسلمين * ولا تستوى الحسنة ولا السيئة ، ادفع بالتى هى أحسن فإذا الذى بينك وبينه عداوة كأنه ولىّ حميم * وما يلقاها إلا الذين صبروا وما يلقاها إلا ذو حظ عظيم * وإما ينزغنك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله ، إنه هو السميع العليم )


وهل هناك أفضل من الذى يدعو عباد الله إلى الإيمان بالله وتفريده بالعبادةوهو مهتد فى نفسه فنفع نفسه وغيره


ولا تتساوى الحسنة بالسيئة فبينهما فرق عظيم


فمن أساء لك ادفعه بالإحسان إليه فسوف تجد منه الصداقة والمحبة لقاء ما فعلت معه ويصبح قريب لك مشفق عليك


وهذه وصية من الله لن يتقبلها إلا من صبر لأن ذلك شاق على النفس ولن يتقبلها إلا من كتب الله له حظ كبير من السعادة فى الدنيا والآخرة


والشيطان يوسوس للإنسان فاستعن بالله وتعوذ منه ترد كيده


الآيات 37 ـ 39

( ومن آياته الليل والنهار والشمس والقمر ، لاتسجدوا للشمس ولا للقمر واسجدوا لله الذى خلقهن إن كنتم إياه تعبدون * فإن استكبروا فالذين عند ربك يسبحون له بالليل والنهار وهم لايسئمون * ومن آياته أنك ترى الأرض خاشعة فإذا أنزلنا عليها الماء اهتزت وربت ، إن الذى أحياها لمحى الموتى ، إنه على كل شئ قدير )


ينبه الله عباده بقوله تعالى :


أنه خلق الليل والنهار ، والشمس والقمر مسببات لليل والنهار


وكلها من عبيده فلا تشركوا بالله بعبادة الشمس والقمر الذى خلقهن وأخلصوا العبادة لله وحده


فإن أصر المشركون على ما يفعلونه فإن الله خلق الملائكة يسبحون له بالليل والنهار ولا يملون من ذلك


ومن آيات الله الدالة على قدرته تعالى إحياء الموتى


فإذا رأيت الأرض هامدة ( خاشعة ) ميتة لا زرع فيها وينزل الله عليها ماء المطر فتعود لها الحياة وتنبت الزرع والثمار


فالذى أحيا الأرض قادر بنفس الطريقة أن يحى الموتى من الإنس والجن لمحاسبتهم .
الآيات 40 ـ 43


( إن الذين يلحدون فى آياتنا لا يخفون علينا ، أفمن يُلقى فى النار خيرٌ أم من يأتى آمنا يوم القيامة ، اعملوا ما شئتم ، إنه بما تعملون بصير * إن الذين كفروا بالذكر لما جاءهم ، وإنه لكتاب عزيز * لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه ، تنزيل من حكيم حميد * ما يُقال لك إلا ما قد قيل للرسل من قبلك ، إن ربك لذو مغفرة وذو عقاب أليم )


الإلحاد : هو الكفر والعناد ووضع الكلام على غير مواضعه


يقول تعالى : إن الذين يكفرون بالله ليسوا بغائبين على الله فهو يعرفهم وسيجزيهم بالعقوبة على ذلك


فلا يستوى من يلقى فى النار يوم القيامة بغير حساب والذين هم آمنون من العذاب سعداء فى الجنة


افعلوا ما يحلوا لكم من خير وشر فالله يعلم ويرى كل أفعالكم وستجزون عليها


إن الكافرون بالقرآن الذى هو منيع الجانب ولا يمكن أن يدخله باطلا لأنه منزل من الله الحكيم فى أقواله وشرعه سيجزون بكفرهم


فما يقولون لك الكافرون هو كما قال الكافرون من قبل للرسل من قبلك فاصبر كما صبر الرسل


فالله غفور لمن تاب وعقابه شديد لمن أصر على عناده وكفره


الآيات 44


( ولو جعلناه قرآنا أعجميا لقالوا لولا فصلت آياته ، ءأعجمى وعربى ، قل هو للذين آمنوا هدى وشفاء ، والذين لا يؤمنون فى آذانهم وقرٌ وهو عليهم عمىً ، أولئك ينادون من مكان بعيد )


هذا القرآن جعلناه باللغة العربية واضح المعانى شديد البلاغة والفصاحة ومحكمة آياته ومعانيه ومع ذلك يصر الكفار على عنادهم ولو أنزل بلغة الأعاجم لقالوا ليته أنزل بلغة العرب لنفهم آياته ( أأعجمى وعربى ) أى كيف ينزل بلغة الأعاجم على عربى فنحن لا نفهم ليبالغوا فى عنادهم


قل لهم يا محمد : إن القرآن لمن آمن واتقى هدى وشفاء لقضاياهم وشفاء للصدور ونجاة من النار


أما الكفار فالقرآن يزيدهم عمى على عميهم وضلالا على ضلالتهم ولا يفهمون ما فيه ( فى آذانهم وقر ) كأن هؤلاء يتحدث إليهم من مكان بعيد فلا يفهمون القول .
الآيات 45 ـ 48


( ولقد آتينا موسى الكتاب فاختُلف فيه ، ولولا كلمةٌ سبقت من ربك لقضى بينهم ، وإنهم لفى شك منه مريب * من عمل صالحا فلنفسه ، ومن أساء فعليها ، وما ربك بظلام للعبيد * إليه يُردُ علمُ الساعةِ ، وما تخرجُ من ثمراتٍ من أكمامها وما تحملُ من أنثى ولا تضعُ إلا بعلمهِ ، ويومَ يناديهم أين شركائى قالوا آذناك ما منا من شهيد * وضلّ عنهم ما كانوا يدعونَ من قبلُ ، وظنوا ما لهم من محيصٍ )


ولييهدئ الله من حزن نبيه يقول له :


فهذا موسى كذبه قومه وآذوه ولولا أن الله عهد على نفسه تأجيل العقاب إلى يوم القيامة لعجل لهم العذاب ولكن لهم يوم للحساب هم شاكين فيه وهو عند الله أكيد .


فمن يعمل خيرا يجد خيرا ومن يعمل السوء فعلى نفسه والله لا يظلم عبيده .


ولا يعلم القيامة إلا الله ولا يعلم ما تخرج الزروع من ثمرات وما تضع الإناث من ذكور وإناث إلا الله


ويوم القيامة ينادى الله أين شركائى الذين عبدهم المشركون معى ؟


فيقولون ليس منا أحد يشهد أن معك من شريك


وذهب عن الكفار ما كانوا يشركون بالله ويعبدون من دونه


وعلموا أن لا منجى لهم من عذاب الله

الآيات 49 ـ 51


( لا يسئم الإنسان من دعاء الخير وإن مسه الشر فيئوس قنوط * ولئن أذقناه رحمةً منا من بعد ضراءَ مستهُ ليقولنَّ هذا لى ومآ أظنُ الساعةَ قائمةًولئن رُجعتُ إلى ربى إن لى عندهُ للحسنى ، فلننبئن الذين كفروا بما عملوا ولنذيقنهم من عذاب غليظ * وإذا أنعمنا على الإنسان أعرضَ ونأَ بجانبه وإذا مسهُ الشر فذو دعاءٍ عريض )


يقول الله تعالى :


هذا هو الإنسان لا يمل من طلب الخير والدعاء لله به


وإذا أصابه فقر أو مرض فهو ييأس ويظن أن لا مخرج له منه


ولو أعطاه الله الخير ورزقه من بعد شدة فيقول هذا حقى عند الله وأنا استحق ذلك


ويكفر بالقيامة ولا يعمل لقدومها حساب


ويظن أنه إذا كان حقا يوجد معاد فسوف يعطيه الله أكثر مما أعطاه فى الدنيا بالرغم من عمله السيئ فيها


لا بل سنذكر للكفار أعمالهم ونحاسبهم بها ويذوقون العذاب الشديد


فإذا ذاق الإنسان نعمة الله فهو يعرض عن طاعة ربه


وإذا مسه شر فيدعوا بكلام عريض طويل المسألة قليل المعنى


الآيات 52 ـ 54


( قل أرأيتم إن كان من عند الله ثم كفرتم به من أضل ممن هو فى شقاق بعيد * سنريهم آياتنا فى الآفاق وفى أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق ، أولم يكف بربك أنه على كل شئ شهيد * ألا إنهم فى مرية من لقاء ربهم ، ألا إنه بكل شئ محيط )


يا محمد قل لهم : ماذا تفعلون إن كان القرآن من عند الله ثم أنتم تكفرون به


فماذا تفعلون عندما تكونون ضالون بعيدين عن الهدى


سنوضح لهم الدلائل والحجج فى الفتوحات الإسلامية على سائر البلاد وكذلك فى أنفسهم فى ما يقع بهم من هزيمة ونصر لمحمد ومن معه حتى يعلموا أن الله والقرآن ومحمد على حق وهم على باطل


أفلا يكفيك يا محمد أن الله يشهد على ما يفعلون ويجازيهم وينصرك عليهم


هم فى شك من قيام الساعة السهلة على الله إقامتها


فالمخلوقات كلها تحت قهره وسلطانه وتصرفه جل وعلا .


ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


تمت بحمد الله تعالى .