مــــرحــــــباَ بـــأحـبـــاب الله مــعــاَ

في طريق الجنة


الأربعاء، 31 أغسطس 2011

تابع القصص حتى الآية 51

الآيات 36 ـ 42



( فَلَمَّا جَاءهُم مُّوسَى بِآيَاتِنَا بَيِّنَاتٍ قَالُوا مَا هَذَا إِلَّا سِحْرٌ مُّفْتَرًى وَمَا سَمِعْنَا بِهَذَا فِي آبَائِنَا الْأَوَّلِينَ * وَقَالَ مُوسَى رَبِّي أَعْلَمُ بِمَن جَاء بِالْهُدَى مِنْ عِندِهِ وَمَن تَكُونُ لَهُ عَاقِبَةُ الدَّارِ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ* وَقَالَ فِرْعَوْنُ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ مَا عَلِمْتُ لَكُم مِّنْ إِلَهٍ غَيْرِي فَأَوْقِدْ لِي يَا هَامَانُ عَلَى الطِّينِ فَاجْعَل لِّي صَرْحًا لَّعَلِّي أَطَّلِعُ إِلَى إِلَهِ مُوسَى وَإِنِّي لَأَظُنُّهُ مِنَ الْكَاذِبِينَ * وَاسْتَكْبَرَ هُوَ وَجُنُودُهُ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ إِلَيْنَا لَا يُرْجَعُونَ * فَأَخَذْنَاهُ وَجُنُودَهُ فَنَبَذْنَاهُمْ فِي الْيَمِّ فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الظَّالِمِينَ * وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ لَا يُنصَرُونَ * وَأَتْبَعْنَاهُمْ فِي هَذِهِ الدُّنْيَا لَعْنَةً وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ هُم مِّنَ الْمَقْبُوحِينَ )


ولما عرض موسى ما أعطاه الله من دلائل على نبوته قال فرعون ومن معه والناس إن هذا من السحر المدعى وأنهم لم يسمعوا بمثل ذلك فى آبائهم القدامى .


قال موسى أن الله يعلم بصدقه وأعلم بمن اهتدى ومن ظلم وعليه ظلمه فى الآخرة حيث لا يفلح الظالمون .


قال فرعون للناس جميعا أنه ليس لهم إله غيره


وطلب من هامان وزيره أن يبنى له مبنى مرتفع ليطلع عليه وينظر ليرى رب السماء ومع ذلك العتو والكفر فإنه يؤكد قبل طلوعه الجاهل بأن موسى كاذبا


وهكذا استكبر فرعون وجنده فى الأرض وأفسدوا ظلما وعتوا ظنا بأنهم لن يرجعوا فى قبضة القوى العزيز .


فأهلكهم الله وأغرقهم جميعا وأغرقهم فى البحر


وهذه هى عاقبة الظلم والظالمين .


ويوم القيامة يكونون أئمة يتحركون إلى النار وتتبعهم أولياؤهم ويسقطون فى الجحيم .


وتظل أخبارهم فى الدنيا ملعونين خارجين من رحمة الله على ألسنة المؤمنين وكل من قرأ القرآن ، وفى الآخرة خارجين من رحمة الله ومصيرهم النار .


الآية 43


( وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ مِن بَعْدِ مَا أَهْلَكْنَا الْقُرُونَ الْأُولَى بَصَائِرَ لِلنَّاسِ وَهُدًى وَرَحْمَةً لَّعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ )


وبعد هلاك فرعون أنزلنا على موسى التوراة تبصرة للناس وهداية لهم ورحمة من غى أنفسهم ، وبعد إنزالها لم نعذب أمة كاملة ، بل أمر الله المؤمنين بقتال الكافرين أعداء الله


ولعل الناس يتذكرون ويهتدون .


الآيات 44 ـ 47


( وَمَا كُنتَ بِجَانِبِ الْغَرْبِيِّ إِذْ قَضَيْنَا إِلَى مُوسَى الْأَمْرَ وَمَا كُنتَ مِنَ الشَّاهِدِينَ * وَلَكِنَّا أَنشَأْنَا قُرُونًا فَتَطَاوَلَ عَلَيْهِمُ الْعُمُرُ وَمَا كُنتَ ثَاوِيًا فِي أَهْلِ مَدْيَنَ تَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِنَا وَلَكِنَّا كُنَّا مُرْسِلِينَ * وَمَا كُنتَ بِجَانِبِ الطُّورِ إِذْ نَادَيْنَا وَلَكِن رَّحْمَةً مِّن رَّبِّكَ لِتُنذِرَ قَوْمًا مَّا أَتَاهُم مِّن نَّذِيرٍ مِّن قَبْلِكَ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ * وَلَوْلَا أَن تُصِيبَهُم مُّصِيبَةٌ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ فَيَقُولُوا رَبَّنَا لَوْلَا أَرْسَلْتَ إِلَيْنَا رَسُولًا فَنَتَّبِعَ آيَاتِكَ وَنَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ )


إنك يا محمد لم تكن ترى موسى ونحن ننزل عليه التوراة فى الجانب الغربى من جبل الطور ....... وهذا برهان على نبوتك فلم ترى بنفسك ولكن الله أوحى إليك خبره .


ولكن خلقنا قرونا بعد ذلك طويلة ، وطالت أعمارهم فنسوا ذكر الله


ولم تكن مقيما فى أهل مدين تتلوا عليهم أخبار شعيبا ولكنا أوحينا إليك أخباره .


ولم تكن مقيما بجانب جبل الطور لتسمع وترى عندما نادينا على موسى وكلمناه


ولكن كل ذلك رحمة من ربك بك وبالعباد أن أرسلك إليهم لتنذرهم


فهم لم ينذروا من قبل ، فربما يهتدون بما جئتهم به من الله .


وأرسلناك لتكون منذرا وحجة لهم حتى لا يقول الظالمون لو أن أرسلت إلينا يا رب رسولا نتبعه ونعمل صالحا .


الآيات 48 ـ 51


( فَلَمَّا جَاءهُمُ الْحَقُّ مِنْ عِندِنَا قَالُوا لَوْلَا أُوتِيَ مِثْلَ مَا أُوتِيَ مُوسَى أَوَلَمْ يَكْفُرُوا بِمَا أُوتِيَ مُوسَى مِن قَبْلُ قَالُوا سِحْرَانِ تَظَاهَرَا وَقَالُوا إِنَّا بِكُلٍّ كَافِرُونَ * قُلْ فَأْتُوا بِكِتَابٍ مِّنْ عِندِ اللَّهِ هُوَ أَهْدَى مِنْهُمَا أَتَّبِعْهُ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ * فَإِن لَّمْ يَسْتَجِيبُوا لَكَ فَاعْلَمْ أَنَّمَا يَتَّبِعُونَ أَهْوَاءهُمْ وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنِ اتَّبَعَ هَوَاهُ بِغَيْرِ هُدًى مِّنَ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ * وَلَقَدْ وَصَّلْنَا لَهُمُ الْقَوْلَ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ )


ولما أرسلنا لهم القرآن وهو الحق من عند الله قالوا : ليته أتى لنا بمثل التوراة التى أنزلت على موسى


.............. عجبا ألم يكفروا بالتوراة من قبل ذلك وقالوا عن موسى وأخاه إنهما ساحران يريدان أن يظهرا فى الأرض علينا ، وأعلنوا أنهم كافرون بهما .


قل لهم هاتوا كتاب من عند الله غير القرآن الذى تكفرون به ليكون أهدى من التوراة والقرآن يهديكم للحق ويبعدكم عن الباطل وأنا أتبعه معكم لو كنتم صادقين فى طلبكم .


فإن لم يستجيبوا لك فاعلم أنهم على ضلال ويتبعون أهواءهم الضالة


ولا أظلم من من اتبع هواه فأضله بعيدا عن طاعة الله .


ولا يهدى الله من كان ظالما مصر على ظلمه .


ولقد أوضحنا لهم القول لعلهم يتذكرون كيف كانت عاقبة الذين ضلوا من قبلهم .


ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الجمعة، 26 أغسطس 2011

تفسير سورة القصص

تفسير سورة القصص


بسم الله الرحمن الرحيم


الآيات 1 ـ 6




طسم * تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْمُبِينِ * نَتْلُوا عَلَيْكَ مِن نَّبَإِ مُوسَى وَفِرْعَوْنَ بِالْحَقِّ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ * إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلَا فِي الْأَرْضِ وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعًا يَسْتَضْعِفُ طَائِفَةً مِّنْهُمْ يُذَبِّحُ أَبْنَاءهُمْ وَيَسْتَحْيِي نِسَاءهُمْ إِنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ * وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ * وَنُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَنُرِي فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا مِنْهُم مَّا كَانُوا يَحْذَرُونَ )


طسم : الحروف فى بدايات السور


هذه آيات القرآن الواضحة


نقص عليك يا محمد من أخبار فرعون وموسى لتنذر الناس ليعتبروا بها


إن فرعون استكبر وطغى وتجبر فى الأرض ، وقسم أهلها وجعل منهم طائفة الشرفاء وطائفة العبيد المهانين من بنى إسرائيل الذين كانوا من أفضل أهل الأرض من ذرية إبراهيم ويعقوب ، لأنه علم أن منهم يولد ولدا يسبب هلاك فرعون ودولته ، ولذلك سخرهم فى الأعمال المهينة وعذبهم وقتل أبناءهم وترك البنات وأفسد فى الأرض .


ولذلك أراد الله أن ينعم على هؤلاء الضعفاء بأن يجعلهم الوارثين للأرض ويهلك عدوهم ، ويوضح لفرعون ووزيره هامان وجنودهما الذى كانوا يخافونه ويفعله بهم .


الآيات 7 ـ 9


( وَأَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّ مُوسَى أَنْ أَرْضِعِيهِ فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ وَلَا تَخَافِي وَلَا تَحْزَنِي إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجَاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ * فَالْتَقَطَهُ آلُ فِرْعَوْنَ لِيَكُونَ لَهُمْ عَدُوًّا وَحَزَنًا إِنَّ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا كَانُوا خَاطِئِينَ * وَقَالَتِ امْرَأَتُ فِرْعَوْنَ قُرَّتُ عَيْنٍ لِّي وَلَكَ لَا تَقْتُلُوهُ عَسَى أَن يَنفَعَنَا أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَدًا وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ )


شكا القبط ( وهم أهل مصر ) إلى فرعون أن قتل ألذكور من بنو إسرائيل سيسبب أن تفنى الكبار وتقتل الصغار فمن سيقوم بأعمالهم بعد ذلك إلا القبط ... فأمر فرعون بأن تقتل الذكور عاما وتترك عاما


وولد هارون فى سنة المسامحة


ثم حملت أمه وستلد فى سنة القتل


ووضعت ولدا أسمته موسى وخافت عليه


فأوحى لها الله فكرة النجاة وهى بأن تضعه فى صندوق وتربطه بخيط وتضعه فى النيل وكانت دارها مجاورة للنيل تراقبه طوال النهار هى وابنتها مريم وترضعه ثم تضعه ثانيا فى البحر وتمسك طرف الحبل عندها فإذا بعد الجند أخذته


هذه أمه حائرة ويتمزق قلبها مخافة أن يطلع الجند على ولادة موسى


وتأت القدرة الإلهية لتربط على قلبها وتطمئنها


أرضعيه وإن خفت عليه ألقيه فى البحر فهو فى رعاية الله ... سبحان الله
ويبشرها ( إنا رادوه إليك ) ... ( وجاعلوه من المرسلين )
ولكن وجده الجنود وأخذوه


أخذوه ليصبح لهم عدو


خافت أمه من آل فرعون ولكنهم أخذوه وهذا فرعون وهامان اللذان كانا يقتلان كل مولود أخذوه بلا بحث ولا عناء ويلقى الله محبته فى قلوبهم وقلب زوجة فرعون التى كانت لا تنجب فتتمناه لها ولدا وقالت ( قرت عين لى ولك )
وهذا ما حدث فكان لها قرة عين فى الدنيا وسكن لها فى الآخرة فى الجنة


أما لفرعون فلا فقد انتهى ملكه وظلمه على يديه وغرق فى البحر بسببه وهو فى الآخرة من أصحاب الجحيم


الآيات 10 ـ 13


( وَأَصْبَحَ فُؤَادُ أُمِّ مُوسَى فَارِغًا إِن كَادَتْ لَتُبْدِي بِهِ لَوْلَا أَن رَّبَطْنَا عَلَى قَلْبِهَا لِتَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ * وَقَالَتْ لِأُخْتِهِ قُصِّيهِ فَبَصُرَتْ بِهِ عَن جُنُبٍ وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ * وَحَرَّمْنَا عَلَيْهِ الْمَرَاضِعَ مِن قَبْلُ فَقَالَتْ هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى أَهْلِ بَيْتٍ يَكْفُلُونَهُ لَكُمْ وَهُمْ لَهُ نَاصِحُونَ * فَرَدَدْنَاهُ إِلَى أُمِّهِ كَيْ تَقَرَّ عَيْنُهَا وَلَا تَحْزَنَ وَلِتَعْلَمَ أَنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ )
أى طار عقلها من الجزع والخوف وكادت تكشف عن أمرها بأنه وليدها لولا أن الله ثبت قلبها وأنعم عليها بالصبر فاطمأن قلبها




( وقالت لأخته قصيه ) قالت لأخته مريم تتبعيه واتبعى أخباره


وكانت تراه عن بعد والجند لا يشعرون بمتابعتها له .


وأخذه آل فرعون ليكون لهم ولدا وأغشى الله أبصارهم


ولكن عرضوا عليه المراضع لإرضاعه بدون فائدة لأن الله حرم عليه المراضع ليرجعه لأمه


قالت لهم أخته أتريدون أن أدلكم على مرضعة له ترضعه فقالوا نعم فأدخلته على أمه وهم لا يعرفون أنها أمه فرضع منها وبذلك كانوا يدخلون عليه فى كل وقت يحتاج فيه الرضاع وأعطوها أيضا أجرة إرضاعه وكسوتها وطعامها ونفقتها


ونشأ موسى وتربى فى قصر فرعون أفضل تربية


وفى رعاية أمه التى أعاده الله إليها لتهدأ وتسعد نفسها بجواره .وتعلم أن وعد الله لها حق ، ولكن كثير من الناس لا تعلم فضل الله عليهم .


الآيات 14 ـ 17


( وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَاسْتَوَى آتَيْنَاهُ حُكْمًا وَعِلْمًا وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ * وَدَخَلَ الْمَدِينَةَ عَلَى حِينِ غَفْلَةٍ مِّنْ أَهْلِهَا فَوَجَدَ فِيهَا رَجُلَيْنِ يَقْتَتِلَانِ هَذَا مِن شِيعَتِهِ وَهَذَا مِنْ عَدُوِّهِ فَاسْتَغَاثَهُ الَّذِي مِن شِيعَتِهِ عَلَى الَّذِي مِنْ عَدُوِّهِ فَوَكَزَهُ مُوسَى فَقَضَى عَلَيْهِ قَالَ هَذَا مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ عَدُوٌّ مُّضِلٌّ مُّبِينٌ * قَالَ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي فَاغْفِرْ لِي فَغَفَرَ لَهُ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ * قالَ رَبِّ بِمَا أَنْعَمْتَ عَلَيَّ فَلَنْ أَكُونَ ظَهِيرًا لِّلْمُجْرِمِينَ )


بعد أن كبر وبلغ سن الأربعين وهو سن التكليف واحتكام الخلق وأتاه الله العلم والحكم


قال تعالى : ( ولما بلغ أشده واستوى آتيناه حكما وعلما وكذلك نجزى المحسنين )


قال تعالى يشرح لنا قصة لموسى بعد أن بلغ أشده


( ودخل المدينة على حين غفلة من أهلها فوجد فيها رجلين يقتتلان هذا من شيعته وهذا من عدوه فاستغاثه الذى من شيعته على الذى من عدوه فوكزه موسى فقضى عليه قال هذا من عمل الشيطان إنه عدو مضل مبين )


فى ذات يوم كان اليوم انتصف وأغلقت الأسواق والناس فى غفلة القيلولة من الحر الشديد ، وكان موسى يمشى نحو المدينة وجد رجلين يتصارعان ويقتتلان ، أحدهما من القبط والآخر من بنو إسرائيل ، فاستغاث به الذى من بنو إسرائيل يستنجد به على عدوهما القبطى


وهذا يدل على أن موسى كان قد ترك قصر فرعون وأصبح ناقم على الملك وحاشيته وأن بنو إسرائيل علموا ذلك


فوكز موسى بيده القبطى ليبعده عن الإسرائيلى وكان موسى قوى وانفعل وكان فى ضيق من فرعون ومن معه فقضت الوكزة عليه ومات القبطى


عندما وجد ذلك ندم على انفعاله وغضبه وقال هذا من فعل الشيطان لأنه لم يكن ينوى قتله وإنما وكزه ليبعده عن الرجل فقط


ثم استغفر وطلب العفو من الله فقال ( قال رب إنى ظلمت نفسى فاغفر لى )


واستجاب له الله فغفر له ( فغفر له إنه هو الغفور الرحيم )


قال موسى كما ذكرالله لنا ( قال رب بما أنعمت علىّ فلن أكون ظهيرا للمجرمين ) عندما تاب موسى ورجع لربه وزلزلت نفسه بشعوره أن الله استجاب له وغفر له خطأه قال لن أعود ثانيا مساندا للمجرمين .




الآيات 18 ـ 19


( فأَصْبَحَ فِي الْمَدِينَةِ خَائِفًا يَتَرَقَّبُ فَإِذَا الَّذِي اسْتَنصَرَهُ بِالْأَمْسِ يَسْتَصْرِخُهُ قَالَ لَهُ مُوسَى إِنَّكَ لَغَوِيٌّ مُّبِينٌ * فَلَمَّا أَنْ أَرَادَ أَن يَبْطِشَ بِالَّذِي هُوَ عَدُوٌّ لَّهُمَا قَالَ يَا مُوسَى أَتُرِيدُ أَن تَقْتُلَنِي كَمَا قَتَلْتَ نَفْسًا بِالْأَمْسِ إِن تُرِيدُ إِلَّا أَن تَكُونَ جَبَّارًا فِي الْأَرْضِ وَمَا تُرِيدُ أَن تَكُونَ مِنَ الْمُصْلِحِينَ )


و( فأصبح فى المدينة خائفا يترقب ) يلتفت حوله من أن يدركه الأذى بسبب جريمته الغير مقصودة ( فإذا الذى استنصره بالأمس يستصرخه قال موسى إنك لغوى مبين ) وهذا الذى كانت الجريمة بسبب تشاجره بالأمس يتشاجر ويتصارع اليوم مع آخر ويستنجد بموسى ثانية بعد الذى حدث


فقال موسى يتضح الآن إن المخطئ والمذنب هو أنت


أراد أيضاأن ينقذ الإسرائيلى من القبطى ولكن صورة القتيل التى تراوده بالأمس تتخيل له فيقاوم شدته ويصرخ القبطى ويقول ( أتريد أن تقتلنى كما قتلت نفسا بالأمس إن تريد إلا أن تكون جبارا فى الأرض وما تريد أن تكون من المصلحين )


وقيل فى ذلك أن ما قال ذلك هو الإسرائيلى لما رأى من تعنيف موسى له لما رأى أنه هو الذى يتشاجر مع الأقباط


الآية 20


( وَجَاء رَجُلٌ مِّنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ يَسْعَى قَالَ يَا مُوسَى إِنَّ الْمَلَأَ يَأْتَمِرُونَ بِكَ لِيَقْتُلُوكَ فَاخْرُجْ إِنِّي لَكَ مِنَ النَّاصِحِينَ )


وذهب القبطى إلى قصر فرعون وأخبر بالخبر واشتد غضب فرعون وأرسل فى طلب موسى لقتله والتخلص منه فهو الطفل الذى كان قد قدر له أن يقتل موسى ورباه فى قصره بدون أن يعلم فهو فى نظرهم يثور لنصرة بنى إسرائيل إذن فهو المخلص المنتظر


وجاء من بعيد رجل من آل فرعون كان مؤمنا يكتم إيمانه وقال له إنهم يأتمرون بك ويريدون قتلك فاهرب واخرج من المدينة


وخرج موسى من مصر خائفا على نفسه وهو يدعو الله أن ينجيه من قوم فرعون والأقباط المصريين الظالمين


الآيات 21 ـ 24


( فَخَرَجَ مِنْهَا خَائِفًا يَتَرَقَّبُ قَالَ رَبِّ نَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ * وَلَمَّا تَوَجَّهَ تِلْقَاء مَدْيَنَ قَالَ عَسَى رَبِّي أَن يَهْدِيَنِي سَوَاء السَّبِيلِ* وَلَمَّا وَرَدَ مَاء مَدْيَنَ وَجَدَ عَلَيْهِ أُمَّةً مِّنَ النَّاسِ يَسْقُونَ وَوَجَدَ مِن دُونِهِمُ امْرَأتَيْنِ تَذُودَانِ قَالَ مَا خَطْبُدُمَا قَالَتَا لَا نَسْقِي حَتَّى يُصْدِرَ الرِّعَاء وَأَبُونَا شَيْخٌ كَبِيرٌ * فَسَقَى لَهُمَا ثُمَّ تَوَلَّى إِلَى الظِّلِّ فَقَالَ رَبِّ إِنِّي لِمَا أَنزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ )


وخرج موسى خائفا وجنود فرعون يبحثون عنه وهو حائرا أين يذهب وسلك الطريق المؤدى إلى مدين ( ولما توجه تلقاء مدين قال عسى ربى أن يهدينى سواء السبيل )


وكان بين مصر ومدين مسيرة 8 أيام


ولنا أن نتصور المشقة فى السفر بلا طعام يأكل ورق الشجر الذى تأنف الدواب أن تأكلها كما ذكر ابن مسعود وحافيا وجلس فى الظل جائعا


وكان قريبا من الشجرة التى يستظل بها بئر عظيمة يستقى الناس منها ويسقون دوابهم ، ووجد فى مكان أسفل منهم امرأتان تمنعان غنمهما أن تختلطان بغنم القوم وتمنعا أغنامهما عن الماء


ثم بدأت المرأتان تسقيان غنمهما بعد أن سار القوم وكان ذلك بسبب ضعفهما وكراهة مخالطة الرجال


وهنا لنا وقفة فى سلوك المرأة إذا احتاجت للخروج للعمل


لا تختلط بالرجال


وتلتزم الحياء


عندما رأى موسى هذا الحال من حياة أهل مدين نسى جوعه وتعبه وتملكته نخوة الرجال وشعر أن تلك الفتاتان تحتاجان المساعدة فقام وسألهما : ما خبركما ؟


قالتا : لانستطيع أن نزاحم الرجال فنتأخر حتى تسير الرعاة ثم نسقى لأن أبونا شيخ كبير فنرعى بدلا منه


فتقدم وسقى لهما وكانت على فم البئر صخرة لا يقدر على إزاحتها إلا مجموعة من الرجال فرفعها وحده وسقى لهما ثم أعادها


سارت الفتاتان وعاد موسى يجلس تحت الشجرة ويحدث ربه يشكو جوعه وضعفه وتعبه وفقره لعون الله ووحدته .


الآيات 25 ـ 28

( فَجَاءتْهُ إِحْدَاهُمَا تَمْشِي عَلَى اسْتِحْيَاء قَالَتْ إِنَّ أَبِي يَدْعُوكَ لِيَجْزِيَكَ أَجْرَ مَا سَقَيْتَ لَنَا فَلَمَّا جَاءهُ وَقَصَّ عَلَيْهِ الْقَصَصَ قَالَ لَا تَخَفْ نَجَوْتَ مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِين * قَالَتْ إِحْدَاهُمَا يَا أَبَتِ اسْتَأْجِرْهُ إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الْأَمِينُ * قَالَ إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أُنكِحَكَ إِحْدَى ابْنَتَيَّ هَاتَيْنِ عَلَى أَن تَأْجُرَنِي ثَمَانِيَ حِجَجٍ فَإِنْ أَتْمَمْتَ عَشْرًا فَمِنْ عِندِكَ وَمَا أُرِيدُ أَنْ أَشُقَّ عَلَيْكَ سَتَجِدُنِي إِن شَاء اللَّهُ مِنَ الصَّالِحِينَ * قَالَ ذَلِكَ بَيْنِي وَبَيْنَكَ أَيَّمَا الْأَجَلَيْنِ قَضَيْتُ فَلَا عُدْوَانَ عَلَيَّ وَاللَّهُ عَلَى مَا نَقُولُ وَكِيلٌ )


واستمع الله لنجواه


فما لبثت أن عادت إليه إحدى الفتاتان تسير فى حياء لا تبرج ولا ابتذال كما نرى اليوم


وقالت له : ( إن أبى يدعوك ليجزيك أجر ما سقيت لنا )


وتلك الفتاة يجب أن تكون عنوانا لبناتنا ( الحياء ـ الوضوح ـ عدم التبرج ـ لا تبجح ـ لا إغواء ـ لا تعثر ولا ربكة ـ طهارة ـ استقامة )


ما فعله موسى كان مساعدة لوجه الله بدون مقابل ولهذا جزاه الله خير الجزاء


عندما عادت الفتاتان لأبيهما قصصن عليه ما حدث
تبع موسى الفتاه ذاهبا لأبيها استجابة للدعوة


وهنا يتجلى الحياء من الله فقد سار أمامها حتى لا ينظر إليها


وسارت خلفه بعيدا عنه


وعندما قابل أبيها قص عليه قصته وسره


فقال الشيخ : إطمئن نجوت من القوم الظالمين فبلاد مدين ليست تحت سلطان فرعون وإنما هى تابعة لملك الكنعانيين وهم أهل قوة ونجدة وبأس شديد ( العراق )


واختلفت الأقوال فى تحديد من هذا الشيخ هل الخضر أم شعيب ولا دليل على صحة كلاهما ولا يهمنا فى شئ الآن


دارت مودة بين الرجلين وظهرت الرحمة والطهارة والقوة على موسى والكرم من الشيخ وتولدت محبة ومودة بينهما
وهنا عرضت إحدى الفتاتان الرأى لأبيها ( يا أبت استأجره إن خير من استأجرت القوى الأمين )


فعرض الشيخ على موسى أن يزوجه إحدى ابنتيه ويكون مهرها أن يخدمه لمدة عشرة سنوات فى رعى الأغنام


وسعد موسى بذلك


وكان أمينا فى الوفاء بشروط العقد بينهما فالله شهيد عليهما


الآيات 29 ـ 32


( فَلَمَّا قَضَى مُوسَى الْأَجَلَ وَسَارَ بِأَهْلِهِ آنَسَ مِن جَانِبِ الطُّورِ نَارًا قَالَ لِأَهْلِهِ امْكُثُوا إِنِّي آنَسْتُ نَارًا لَّعَلِّي آتِيكُم مِّنْهَا بِخَبَرٍ أَوْ جَذْوَةٍ مِنَ النَّارِ لَعَلَّكُمْ تَصْطَلُونَ * فَلَمَّا أَتَاهَا نُودِي مِن شَاطِئِ الْوَادِي الْأَيْمَنِ فِي الْبُقْعَةِ الْمُبَارَكَةِ مِنَ الشَّجَرَةِ أَن يَا مُوسَى إِنِّي أَنَا اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ * وَأَنْ أَلْقِ عَصَاكَ فَلَمَّا رَآهَا تَهْتَزُّ كَأَنَّهَا جَانٌّ وَلَّى مُدْبِرًا وَلَمْ يُعَقِّبْ يَا مُوسَى أَقْبِلْ وَلَا تَخَفْ إِنَّكَ مِنَ الْآمِنِينَ * اسْلُكْ يَدَكَ فِي جَيْبِكَ تَخْرُجْ بَيْضَاء مِنْ غَيْرِ سُوءٍ وَاضْمُمْ إِلَيْكَ جَنَاحَكَ مِنَ الرَّهْبِ فَذَانِكَ بُرْهَانَانِ مِن رَّبِّكَ إِلَى فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمًا فَاسِقِينَ )


انتهت الفترة المحددة وبدأ يحن موسى لوطنه مصر... أمه وأخته وأخيه هارون


وكانت الزوجة مطيعة وأطاعت رغبة زوجها


وبدأ رحيل موسى مع زوجته الحامل وولديه منها وأعطاه الشيخ كل شاة ولدت على غير لونها وقد قدر الله رزقه فولدت كل الشياه على غير لونها فى هذا العام وساقها


وسارت العائلة ... ونسى موسى مخاوفه وساقه الله ليؤدى المهمة التى أعدها له


وتحت تأثير الميل للوطن عائد موسى مع أهله وزوجته إلى الوطن مصر ولا يعبأ بالخطر الذى كان قد هرب منه


وأثناء الطريق دخل عليه الليل والظلمة فى ليلة شاتية، فاحتاج النار للتدفئة والإضاءة والطبخ وقد ضلوا عن الطريق


وعندما نظر رأى نارا من بعيد ولم يراها غيره فقال لأهله إنى آنست نارا ـ امكثوا هنا لأذهب آتيكم بجذوة منها


وكل هذا تشرحه الآيات فى سورة النمل ـ 7


( إذ قال موسى لأهله إنى آنست نارا سآتيكم منها بخبر أو آتيكم بشهاب قبس لعلكم تصطلون )


وهنا يكلمه ربه


انطلق موسى فى الوادى نحو ما يرى من نور يظنه ناراوهو يتوكأ على عصاه


اقترب موسى وإذا به يسمع صوت رب العزة يناديه ويقول ( أن بورك من فى النار ومن حولها وسبحان الله رب العالمين )


ارتعد موسى ولاذ محاولا الهرب ولكن الصوت يحيطه من كل مكان ويقول : ( يا موسى * إنى أنا ربك فاخلع نعليك إنك بالواد المقدس طوى )


ثم قال : ( وأنا اخترتك فاستمع لما يوحى * إننى أنا الله لا أله إلا أنا فاعبدنى وأقم الصلاة لذكرى * إن الساعة آتية أكاد أخفيها لتجزى كل نفس بما تسعى * فلا يصدنك عنها من لا يؤمن بها واتبع هواه فتردى )


ثم قال له الله : ( وما تلك بيمينك يا موسى ) أى انظر هذه العصاة التى تمسك بها دائما


( قال هى عصاى أتوكأ عليها وأهش بها على غنمى ولى فيها مآرب أخرى )


( قال ألقها ياموسى * فألقاها فإذا هى حية تسعى )


وهذا بالطبع شئ رهيب خارق للطبيعة والعادة وهذا من قدرة الله الذى يقول للشئ كن فيكون


وخاف موسى ( ولى مدبرا ) ورجع هاربا ولم يلتفت


ولكن الله ناداه ( يا موسى أقبل ولا تخف إنك من الآمنين )


ولما رجع قال له ( قال خذها ولا تخف سنعيدها سيرتها الأولى )


ولما مسك بها تحولت ثانيا إلى عصاه


وسبحان القدير العظيم
ثم أمره أن يدخل يده فى جيبه ثم يخرجها فيجدها بيضاء بغير بهق ولا برص


وهذه علامات من الله على أنك مرسل من عند الله إلى الناس لتدعوهم لعبادة الله الواحد


وعاد موسى إلى زوجته ينقل لها خبر نبوته ، ثم نزل معها إلى مصر


الآيات 33 ـ 35


( قَالَ رَبِّ إِنِّي قَتَلْتُ مِنْهُمْ نَفْسًا فَأَخَافُ أَن يَقْتُلُونِ * وَأَخِي هَارُونُ هُوَ أَفْصَحُ مِنِّي لِسَانًا فَأَرْسِلْهُ مَعِيَ رِدْءًا يُصَدِّقُنِي إِنِّي أَخَافُ أَن يُكَذِّبُونِ * قَالَ سَنَشُدُّ عَضُدَكَ بِأَخِيكَ وَنَجْعَلُ لَكُمَا سُلْطَانًا فَلَا يَصِلُونَ إِلَيْكُمَا بِآيَاتِنَا أَنتُمَا وَمَنِ اتَّبَعَكُمَا الْغَالِبُونَ )


قال موسى لربه : إنى قتلت منهم نفسا وأخشى أن يقتلوننى ،


و أخى هارون هو أفصح كلاما ولسانا وأبلغ فى البيان ، فاجعله نبيا يساعدنى فيما أقول لأنى أخشى أن يكذبنى القوم فيكون هارون مصدقا على رسالتى .


وقد لبى الله له طلبه ، بعد أن طمأنه و حصنه الله منهم حتى لا يقتلوهما وأن له ومن اتبعه الغلبة


مازلنا مع الشعراء

الآيات 192 ـ 195


( وَإِنَّهُ لَتَنزِيلُ رَبِّ الْعَالَمِينَ * نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ * عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنذِرِينَ * بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُّبِينٍ )




إن القرآن أنزله الله وأوحاه إليك يا محمد .


وأنزله عن طريق رسول الملائكة جبريل الروح الأمين


نزل به على قلبك بغير نقص ولا زيادة لتنذر به الناس بشرى للمؤمنين وتحذير للكافرين .


ونزل بلغة العرب الواضحة


الآيات 196 ـ 199


( وَإِنَّهُ لَفِي زُبُرِ الْأَوَّلِينَ * أَوَلَمْ يَكُن لَّهُمْ آيَةً أَن يَعْلَمَهُ عُلَمَاء بَنِي إِسْرَائِيلَ * وَلَوْ نَزَّلْنَاهُ عَلَى بَعْضِ الْأَعْجَمِينَ * فَقَرَأَهُ عَلَيْهِم مَّا كَانُوا بِهِ مُؤْمِنِينَ )


وهذا القرآن موجود فى كتب الأولين مع الأنبياء القدامى .


أليس له دلالة فى التوراة المنزلة على بنى إسرائيل وعلماؤهم يجدون ذكر القرآن عندهم


ولو أن القرآن نزل على رجل من الأعاجم الذين لا يعرفون اللغة العربية فإنهم لا يؤمنون .


الآيات 200 ـ 209


( كَذَلِكَ سَلَكْنَاهُ فِي قُلُوبِ الْمُجْرِمِينَ * لَا يُؤْمِنُونَ بِهِ حَتَّى يَرَوُا الْعَذَابَ الْأَلِيمَ * فَيَأْتِيَهُم بَغْتَةً وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ * فَيَقُولُوا هَلْ نَحْنُ مُنظَرُونَ * أَفَبِعَذَابِنَا يَسْتَعْجِلُونَ * أَفَرَأَيْتَ إِن مَّتَّعْنَاهُمْ سِنِينَ * ثُمَّ جَاءهُم مَّا كَانُوا يُوعَدُونَ * مَا أَغْنَى عَنْهُم مَّا كَانُوا يُمَتَّعُونَ * وَمَا أَهْلَكْنَا مِن قَرْيَةٍ إِلَّا لَهَا مُنذِرُونَ * ذِكْرَى وَمَا كُنَّا ظَالِمِينَ )


وكذلك أدخلنا التكذيب والجحود فى قلوب المجرمين


فهم لا يؤمنون بالقرآن حيث لا ينفع الظالمين معذرتهم ولهم العذاب المؤلم


العذاب الذى يأتيهم فجأة ويتمنون أن يتركهم الله ليعودوا ويعملوا صالحا كما يزعمون .


إنهم يستعجلون عذاب الله


أرأيت لو تركناهم سنوات بدون عذاب يتمتعون فى الدنيا ثم جاءهم ما وعدناهم من عذاب ، فهل كان ينفعهم ويرفع عنهم العذاب ما تمتعوا به ؟


ولم نحكم بإهلاك قرية إلا بعد أن أرسلنا لها المنذرين من الرسل


ليذكروهم بثواب الله وعقابه لأن الله لا يظلم أحد .


الآيات 210 ـ 212


( وَمَا تَنَزَّلَتْ بِهِ الشَّيَاطِينُ *وَمَا يَنبَغِي لَهُمْ وَمَا يَسْتَطِيعُونَ * إِنَّهُمْ عَنِ السَّمْعِ لَمَعْزُولُونَ )


إن القرآن لم تنزل به الشياطين ، لأن ذلك لا يليق بهم فهو كتاب لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه ، وأن الشياطين لا يقدرون على ذلك فهم معزولون عن أن يستمعوا لوحيه ومن صفاتهم الفساد والإضلال .


الآيات 213 ـ 220


( فَلَا تَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ فَتَكُونَ مِنَ الْمُعَذَّبِينَ * وَأَنذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ * وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ * فَإِنْ عَصَوْكَ فَقُلْ إِنِّي بَرِيءٌ مِّمَّا تَعْمَلُونَ * وَتَوَكَّلْ عَلَى الْعَزِيزِ الرَّحِيمِ * الَّذِي يَرَاكَ حِينَ تَقُومُ * وَتَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِينَ * إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ )


فادع الله وحده لا شريك له ولا تدع معه إلاها آخر فتكون من الذين يعذبهم الله


وابدأ بإنذار قومك الالأدنى فالأدنى


وكن لينا مع من اتبعوك وآمنوا


فإن عصاك قومك فقل لهم أنك برئ من عملهم وتوكل على الله القوى الذى لا يغالب الرحيم بالمؤمنين


الله الذى يراك فى جميع أحوالك وفى صلاتك وحدك او مع غيرك


ويسمعك ويعلم ما فى نفسك وسرك وجهرك .


الآيات 221 ـ 227


( هَلْ أُنَبِّئُكُمْ عَلَى مَن تَنَزَّلُ الشَّيَاطِينُ * تَنَزَّلُ عَلَى كُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ * يُلْقُونَ السَّمْعَ وَأَكْثَرُهُمْ كَاذِبُونَ * وَالشُّعَرَاء يَتَّبِعُهُمُ الْغَاوُونَ * أَلَمْ تَرَ أَنَّهُمْ فِي كُلِّ وَادٍ يَهِيمُونَ * وَأَنَّهُمْ يَقُولُونَ مَا لَا يَفْعَلُونَ * إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَذَكَرُوا اللَّهَ كَثِيرًا وَانتَصَرُوا مِن بَعْدِ مَا ظُلِمُوا وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ )


هل أخبركم على من تنزل الشياطين ؟


تتنزل على كل كذوب ، فاجر بأفعاله


يتسمعون إلى السماء ويضيفون الأقوال الكاذبة من عندهم ويلقون بها على سمع أولياءهم


والشعراء يتبعهم الغاوون : الكفار من الشعراء يتبعهم الضالون من الإنس والجن


ألا ترى أنهم يخوضون فى كل شئ فيمدح الشاعر قوما بالباطل ويهجو آخرين باطلا


ويقولون ما لا يفعلون


ولكن من الشعراء مؤمنون ويذكرون الله كثيرا ويردون على الكفار الذين كانوا يهجون المؤمنين وينصرهم الله عليهم


وسوف يعلم الظالمون يوم القيامة جزاءهم يوم أن يعودوا إلى الله وينقلبوا فى العذاب .


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


تمت بحمد الله تعالى .


الخميس، 25 أغسطس 2011

.........................191

الآيات 160 ـ 164



( كَذَّبَتْ قَوْمُ لُوطٍ الْمُرْسَلِينَ * إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ لُوطٌ أَلَا تَتَّقُونَ * إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ * فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ * وَمَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ * أَتَأْتُونَ الذُّكْرَانَ مِنَ الْعَالَمِينَ * وَتَذَرُونَ مَا خَلَقَ لَكُمْ رَبُّكُمْ مِنْ أَزْوَاجِكُم بَلْ أَنتُمْ قَوْمٌ عَادُونَ * قَالُوا لَئِن لَّمْ تَنتَهِ يَا لُوطُ لَتَكُونَنَّ مِنَ الْمُخْرَجِينَ * قَالَ إِنِّي لِعَمَلِكُم مِّنَ الْقَالِينَ * رَبِّ نَجِّنِي وَأَهْلِي مِمَّا يَعْمَلُونَ * فَنَجَّيْنَاهُ وَأَهْلَهُ أَجْمَعِينَ * إِلَّا عَجُوزًا فِي الْغَابِرِينَ * ثُمَّ دَمَّرْنَا الْآخَرِينَ * وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِم مَّطَرًا فَسَاء مَطَرُ الْمُنذَرِينَ * إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُم مُّؤْمِنِينَ * وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ )


قصة قوم لوط

وهذا إبن الأخ لإبراهيم


لوط بن هاران


وقد سبق التعريف به


نزح مع عمه ، وأنزله مدينة سدوم


كان أهلها يأتون المنكر فى ناديهم وفعل الفواحش التى ابتدعوها ولم يكن يعرفها من قبل أحد وهى الشذوذ الجنسى


فكانوا يأتون الرجال بدلا من النساء


وكانوا يفعلون جميع الشرور


نهاهم لوط ولكن دون جدوى مع الإيذاء والسخرية منه ومن المؤمنين


أرسل الله لهم ثلاثة ملائكة ( جبريل وميكائيل وإسرافيل ) الذين مروا أولا على إبراهيم وبشروه بمولد اسحاق ،


ثم أخبروه بأنهم قد أرسلهم الله لإهلاك قوم لوط ،


وأمروا لوطا أن يترك القرية هو ومن تبعه من المؤمنين ويترك زوجته التى كانت ترسل إلى قومها إذا أتى ضيف الى زوجها ليفعلوا به الفاحشة


وحاول أهل القرية أن يغتصبوا الملائكة الذين ظنوا أنهم شبان حسنة المظهر وقاومهم لوط وقاوموه


ضرب جبريل وجوههم بطرف جناحه فطمست أعينهمكما قال تعالى ( ولقد راودوه عن ضيفه ، فطمسنا اعينهم ...)


وخرج لوط باهله إلا زوجه ، فاقتلع جبريل بطرف جناحه بلادهم وكانت 7 مدائن بمن فيهن من أحياء وزرع ومبانى وحيوانات ، وقيل كان عددهم 400 نسمة وقيل 4 آلاف نسمة ، ورفعها إلى السماء ثم قلبها عليهم فجعل عاليها سافلها


ثم أمطرت عليهم السماء حجارة من سجيل ( شديدة الصلابة ) منضود ( يتبع بعضها البعض ) مسومة ( مكتوب على كل حجر اسم من يسقط عليه )




ولهذا كانت عقوبه اللائط الرجم بالحجارة


وقال صلى الله عليه وسلم " من وجدتموه يعمل عمل قوم لوط فاقتلوا الفاعل والمفعول به "


وقال أبو حنيفة : ( إن اللائط يلقى من شاهق جبل ويتبع بالحجارة كما فعل بقوم لوط )


وجعل الله مكان هذه القرية بحيرة منتنة لا ينتفع بمائها ، وصارت عبرة لمن يتعظ .


وفى ذلك عبرة لمن يعتبر ، ولم يكن كثير منهم مؤمنين


والله هو القوى العزيز الذى لا يغالبه كافر والرحيم بالمؤمنين


الآيات 176 ـ 184


( كَذَّبَ أَصْحَابُ الْأَيْكَةِ الْمُرْسَلِينَ * إِذْ قَالَ لَهُمْ شُعَيْبٌ أَلَا تَتَّقُونَ * إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ * فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ * وَمَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ * أَوْفُوا الْكَيْلَ وَلَا تَكُونُوا مِنَ الْمُخْسِرِينَ * وَزِنُوا بِالْقِسْطَاسِ الْمُسْتَقِيمِ * وَلَا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْيَاءهُمْ وَلَا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ * وَاتَّقُوا الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالْجِبِلَّةَ الْأَوَّلِينَ )

 
* توجد مدين عند أطراف الشام ناحية الحجاز قريبا من بحيرة قوم لوط


* شعيب هو الحفيد الرابع لأحد أبناء إبراهيم عليه السلام


وقيل فى نسبه كثيرا وهو ممن آمن بإبراهيم مع لوط ،


* وهم ليسوا ببعيد عن قوم لوط من الناحية الزمنية


* سمى خطيب الأنبياء لفصاحته


* أهل مدين كانوا كفارا لهم شجرة من نبات الآيك ( نبات عشبى لا ثمرله ) تلتف حولها نباتات كثيفة وكانوا يعبدونها ، وكانوا من أسوأ الناس فى المعاملات من بخس الميزان والتطفيف وقطع الطريق

* نهاهم نبيهم عن ذلك ولكن استهزؤا به


والأحداث تتكرر مع كل نبى من إيذاء وسخرية واصرار على المعصية والكفر والعناد وتضرب لهم الأمثال بمن سبقوهم ، ودون فائدة


• كان شعيبا ضعيفا بينهم بسبب ضعف بصره فقد كان ضريرا بسبب كثرة البكاء من شدة خوفه من الله وحبه له وخوفه من النار وشوقه إلى الجنة


• كانت له عشيرة وقبيلة تحميه


الآيات 185 ـ 191


( قَالُوا إِنَّمَا أَنتَ مِنَ الْمُسَحَّرِينَ * وَمَا أَنتَ إِلَّا بَشَرٌ مِّثْلُنَا وَإِن نَّظُنُّكَ لَمِنَ الْكَاذِبِينَ * فَأَسْقِطْ عَلَيْنَا كِسَفًا مِّنَ السَّمَاء إِن كُنتَ مِنَ الصَّادِقِينَ * قَالَ رَبِّي أَعْلَمُ بِمَا تَعْمَلُونَ * فَكَذَّبُوهُ فَأَخَذَهُمْ عَذَابُ يَوْمِ الظُّلَّةِ إِنَّهُ كَانَ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ * إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُم مُّؤْمِنِينَ * وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ )


قالوا إنك مسحور ، وأنت مثلنا بشر ، ونظن أنك كاذب فيما تدعيه


لو كنت صادقا ادع لنا ربك ينزل علينا قطع من السحاب والسماء
قال شعيب الله أعلم بما تريدون .


• وبعد الإصرار على المعصية يأت العذاب من السماء


• سلط الله عليهم زلزالا عنيفا زهقت أرواحهم معه


• أرسل عليهم صيحة من السماء أخمدت الأصوات


• سلط عليهم الحر الشديد ثم أرسل عليه ظلة تجمعوا تحتها فأسقطت عليه الشرر والنيران التى أبادتهم جميعا


وفى ذلك عبرة لمن يعتبر ، ولم يكن كثير منهم مؤمنين


والله هو القوى العزيز الذى لا يغالبه كافر والرحيم بالمؤمنين


.........................159

الآيات 123 ـ 135



( كَذَّبَتْ عَادٌ الْمُرْسَلِينَ * إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ هُودٌ أَلَا تَتَّقُونَ * إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ * فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ * وَمَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ * أَتَبْنُونَ بِكُلِّ رِيعٍ آيَةً تَعْبَثُونَ * وَتَتَّخِذُونَ مَصَانِعَ لَعَلَّكُمْ تَخْلُدُونَ * وَإِذَا بَطَشْتُم بَطَشْتُمْ جَبَّارِينَ *فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ * وَاتَّقُوا الَّذِي أَمَدَّكُم بِمَا تَعْلَمُونَ * أَمَدَّكُم بِأَنْعَامٍ وَبَنِينَ * وَجَنَّاتٍ وَعُيُونٍ * إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ * قَالُوا سَوَاء عَلَيْنَا أَوَعَظْتَ أَمْ لَمْ تَكُن مِّنَ الْوَاعِظِينَ * إِنْ هَذَا إِلَّا خُلُقُ الْأَوَّلِينَ * وَمَا نَحْنُ بِمُعَذَّبِينَ * فَكَذَّبُوهُ فَأَهْلَكْنَاهُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُم مُّؤْمِنِينَ * وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ )


هـــــــــــــــــود عليه السلام






من هو ؟


هود بن شالخ بن أرفخشذ بن سام بن نوح


من قبيلة عادجدهم الأكبر ، يسكنون الأحقاف ( جبال الرمل ) باليمن بين عمان وحضرموت ، المطلة على البحر


يسكنون الخيام ذات الأعمدة الضخمة


هم من ذرية نوح وأولاده الذين نجوا معه وكانوا مؤمنين وموحدين بالله


وقوم عاد أول من زين لهم الشيطان بعد الطوفان عبادة الأصنام


وأصنامهم هى ( صمدا ، صمودا ، هرا ) .


طبيعة حياتهم : .


منحهم الله بسطة فى الجسم وقوة البدن ورغد العيش ، وفجروا العيون ، وزرعوا الأرض وعمروها ، وشيدوا القصور ، ولكن أفسدوا فى الأرض ،


فأرسل الله لهم هودا نبيا لهدايتهم ، وما كان منهم إلا العناد والأستكبار.


الأعراف ( 66 ـــ 69 )


الشعراء ( 128 ــ 135 )


هود ( 52 )
حبس الله عنهم المطر ثلاث سنين حتى كادوا أن يهلكوا ، فأمرهم هود بالتوبة والأستغفار ووعدهم بذلك أن ينزل الله لهم المط ، ولكنهم أصروا العناد


المؤمنون ( 33 ــ 38 )


أنكروا واستعجلواالعذاب كدليل لهم أنه من الصادقين ( الأعراف 71 )


فجاءهم رد السماء بالعذاب
هلاكهم :


قال تعالى : ( فارسلنا عليهم ريحا صرصرا فى أيام نحسات لنذيقهم عذاب الخزى فى الحياة الدنيا ولعذاب الآخرة أخزى وهم لا ينصرون )


أرسل الله عليهم ريحا صرصرا ،( أى شديدة ولها صوت مزعج وباردة ) فى أيام نحسات ( متتابعات ) لمدة سبع ليال وثمانية أيام متتابعة ( الحاقة 6 ـ 8 )


فأصبحوا صرعى فى ديارهم كأنهم أصول نخل متآكلة جوفاء ، وقيل أن الريح كانت تقطع رؤوسهم .


قال تعالى ( وتلك عاد جحدوا ربهم وعصوا رسله ) هود 59


عاد جحدت نصيحة هود وهو رسول واحد ، ولكن صيغة الجمع فى الآية ( رسله ) لأن كل رسول يدعوا إلى نفس الشئ وجميع الرسل تدعوا لعبادة الله وحده ، فمن عصى رسولا فكأنما عصى الرسل كلها .


وفى ذلك عبرة لمن يعتبر ، ولم يكن كثير منهم مؤمنين


والله هو القوى العزيز الذى لا يغالبه كافر والرحيم بالمؤمنين
الآيات 141 ـ 159


( كَذَّبَتْ ثَمُودُ الْمُرْسَلِينَ * إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ صَالِحٌ أَلَا تَتَّقُونَ * إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ * فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ * وَمَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ * أَتُتْرَكُونَ فِي مَا هَاهُنَا آمِنِينَ * فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ * وَزُرُوعٍ وَنَخْلٍ طَلْعُهَا هَضِيمٌ * وَتَنْحِتُونَ مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا فَارِهِينَ * فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ * وَلَا تُطِيعُوا أَمْرَ الْمُسْرِفِينَ * الَّذِينَ يُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ وَلَا يُصْلِحُونَ * قَالُوا إِنَّمَا أَنتَ مِنَ الْمُسَحَّرِينَ * مَا أَنتَ إِلَّا بَشَرٌ مِّثْلُنَا فَأْتِ بِآيَةٍ إِن كُنتَ مِنَ الصَّادِقِينَ * قَالَ هَذِهِ نَاقَةٌ لَّهَا شِرْبٌ وَلَكُمْ شِرْبُ يَوْمٍ مَّعْلُومٍ * وَلَا تَمَسُّوهَا بِسُوءٍ فَيَأْخُذَكُمْ عَذَابُ يَوْمٍ عَظِيمٍ * فَعَقَرُوهَا فَأَصْبَحُوا نَادِمِينَ * فَأَخَذَهُمُ الْعَذَابُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُم مُّؤْمِنِينَ * وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ )


قوم ثمود ونبيهم صالح


من هم ..؟


هم قبيلة مشهورة تسمى ثمود باسم جدهم الأكبر أخوه جديس ( حيث جديس وثمود ابنا عابر بن أرم بن سام بن نوح )


وهم عرب عاربة ( أى عرب من قوم العرب أصلا ولكن قوم اسماعيل ومن بعده يقال لهم عرب مستعربة حيث تزوج من قبيلة جرهم العاربة فأصبح ينتمى لهم )
مكانهم :


سكنوا الحجر الذى بين الحجاز وتبوك.


زمانهم ودينهم :


كانوا بعد عاد ويعبدون الأصنام ولم يعتبروا مما كان من امر عاد ونبيهم هود


كانوا يبنون القصور فى السهول وينحتون فى الجبال بيوتا شاهقة محكمة الصنع ويزرعون النخل .
من صالح ؟


رسول الله صالح بن عبد بن ماسح بن عبيد بن حاجر بن ثمود بن عابر بن ارم بن سام بن نوح



وهؤلاء المشركون فى كل زمان ، قتلوا أنبياءهم حسدا وحقدا عليهم بما فضلهم الله برسالاته ، ودوما قالوا مثل ما قال قوم ثمود لنبيهم صالح :


قال تعالى : ( فقالوا أبشرا منا واحدا نتبعه إنا إذا لفى ضلال وسعر * أألقى الذكر عليه من بيننا بل هو كذاب أشر ) القمر 24 ـ 25


سخرية ، واستهزاء ، واستعلاء وكبرياء مدمر لصاحبه ، تعجب من أمر الوحى ، كيف يلقى الذكر والنبوة والرسالة على واحدغير هذه النفوس المريضة التى تتكبر على الداعية وتخشى اتباعه حتى لا يكون له الإيثار عليهم .


يعلمون الحق بدليل اشتراطهم عليه بأن يأت النبى بالآيات ليستدلوا بها على صدقه ، فبأت بها بإذن الله .


تشددوا فى اشتراطهم وطلبوا خروج ناقة ضخمة عظيمة من بين الصخور فأخرجها الله لهم ، ولكن العتو والكبر والحسد فى نفوس تبغض أن يتفضل النبى من الله خالقه عليهم ، فدمروا أنفسهم.


كان اشتراطهم فى خروج الناقة أن أخرجها الله لهم عشراء ضخمة وعلى الصفة التى طلبوها ، ولكنهم جحدوا بها عندما رأوا أن وجودها فى ضررهم ، فالماء أصبح قسمة بينهم وبينها، وبالرغم من أنهم كانوا يشربون لبنها ، وتأتي يوما تشرب ماء البئر فيرفعون احتياجهم من الماء ، ولكنهم لم يصبروا ، دبروا وخططوا وذبحوها بالرغم من تحذير نبيهم لهم من ذبحها ، فآتاهم العذاب ، والعذاب الذى استعجلوه لأنفسهم ، فقد قالوا لنبيهم قل لربك أن ينزل بنا العذاب إن كنت من المرسلين .


قال تعالى : ( وقالوا ياصالح ائتنا بما تعدنا إن كنت من المرسلين ) الأعراف77


فقال لهم صالح بم أخبرنا به تعالى : ( قال يا قوم لم تستعجلون بالسيئة قبل الحسنة ) ــــ ( لولاتستغفرون الله لعلكم ترحمون ) ـــ توبوا إلى الله وإرجعوا عن شرككم وآذاكملبعضكم البعض وللمؤمنين ، ولكن دون جدوى من دعائه ومناجاته .


قال تعالى : ( فعقروا الناقة وعتوا عن أمر ربهم وقالوا يا صالح ائتنا بما تعدنا إن كنت من المرسلين )


وحاولوا قتل صالحا ، ومن تبعه من المؤمنين ، فكان عقاب الحسدوالكبر والاستعلاء ( فأخذتهم الرجفة فأصبحوا فى دارهم جاثمين ) الأعراف 78


وقال تعالى : ( وأخذ الذين ظلموا الصيحة فأصبحوا فى ديارهم جاثمين . كأن لم يغنوا فيها ألا أن ثمود كفروا ربهم ألا بعدا لثمود ) هود 67 ــ 68


قال تعالى : ( فانظر كيف كان عاقبة مكرهم أنا دمرناهم وقومهم أجمعين * فتلك بيوتهم خاوية بما ظلموا إن فى ذلك لآية لقوم يعلمون ) النمل 51 ـ52


وجاء العذاب ......


قتلوا الناقة يوم الأربعاء ، فأنذرهم بثلاثة أيام ، فأصبحت ثمود يوم الخميس وجوههم مصفرة ، وفى يوم الجمعة وجوههم محمرة ، ويوم السبت الثالث وجوههم مسودة ، ويوم الأحد تحنطوا وقعدوا ينتظرون العذاب من الله ، فجاءت صيحة من السماء ورجفة شديدة ففاضت أرواحهم وزهقت أنفسهم .


قال رسول الله صلى الله عليه وسلم برواية عن جابر : " لا تسألوا الآيات ــ دلائل الحق ــ فقد سألها قوم صالح فكانت ــ الناقة ــ ترد من هذا الفج وتصدر من هذا الفج فعتوا عن أمر ربهم فعقروها وكانت تشرب ماءهم يوما ويشربون لبنها يوما ، فعقروها ، فأخذتهم صيحة أهمد الله بها من تحت أديم السماء ــ ما أظلهم من السماء ــ منهم إلا رجلا كان فى حرم الله "


وقالوا : من هو يا رسول الله ؟ قال صلى الله عليه وسلم : " هو أبو رغال ، فلما خرج من الحرم ، أصابه ما أصاب قومه " رواه أحمد .


وفى ذلك عبرة لمن يعتبر ، ولم يكن كثير منهم مؤمنين


والله هو القوى العزيز الذى لا يغالبه كافر والرحيم بالمؤمنين






......... 122

الآيات 90 ـ 104



( وَأُزْلِفَتِ الْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِينَ * وَبُرِّزَتِ الْجَحِيمُ لِلْغَاوِينَ * وَقِيلَ لَهُمْ أَيْنَ مَا كُنتُمْ تَعْبُدُونَ * مِن دُونِ اللَّهِ هَلْ يَنصُرُونَكُمْ أَوْ يَنتَصِرُونَ * فَكُبْكِبُوا فِيهَا هُمْ وَالْغَاوُونَ * وَجُنُودُ إِبْلِيسَ أَجْمَعُونَ * قَالُوا وَهُمْ فِيهَا يَخْتَصِمُونَ * تَاللَّهِ إِن كُنَّا لَفِي ضَلالٍ مُّبِينٍ * إِذْ نُسَوِّيكُم بِرَبِّ الْعَالَمِينَ * وَمَا أَضَلَّنَا إِلاَّ الْمُجْرِمُونَ * فَمَا لَنَا مِن شَافِعِينَ * وَلا صَدِيقٍ حَمِيمٍ * فَلَوْ أَنَّ لَنَا كَرَّةً فَنَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ * إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُم مُّؤْمِنِينَ * وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ )


وأدنيت الجنة للمؤمنين


وظهرت الجحيم للمكذبين والمجرمين


ويقذفون فيها بعضهم على بعض هم وجنود إبليس الذين أغوهم


ويقال لهم أين ما عبدتم من غير الله لينصرونكم وينقذونكم مما أنتم فيه ، أو ينصروا أنفسهم من عذاب الجحيم .


ويتعاتب أهل النار ويلعن بعضهم بعضا


ويقول الضعفاء نحن كنا فى ضلال أن سوينا بكم وبالله فى الطاعة ، فأطعناكم


وإنكم مجرمون أن أضلتونا عن الحق


فليس لنا من يشفع لنا ولا صديق ينقذنا مما نحن فيه .


لو أعادنا الله إلى الدنيا فسوف نكون من المؤمنين


وفى ذلك عبرة لمن له عقل ليعتبر قبل أن يصبح فى مثل المقام الذى عليه المكذبين


فالله غفور رحيم بمن يتوب ويعود إلى طاعته .


الآيات 105 ـ 122


( كَذَّبَتْ قَوْمُ نُوحٍ الْمُرْسَلِينَ * إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ نُوحٌ أَلَا تَتَّقُونَ * إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ * فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ * وَمَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ* فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ * قَالُوا أَنُؤْمِنُ لَكَ وَاتَّبَعَكَ الْأَرْذَلُونَ * قَالَ وَمَا عِلْمِي بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ * إِنْ حِسَابُهُمْ إِلَّا عَلَى رَبِّي لَوْ تَشْعُرُونَ * وَمَا أَنَا بِطَارِدِ الْمُؤْمِنِينَ * إِنْ أَنَا إِلَّا نَذِيرٌ مُّبِينٌ * قَالُوا لَئِن لَّمْ تَنتَهِ يَا نُوحُ لَتَكُونَنَّ مِنَ الْمَرْجُومِينَ * قال رَبِّ إِنَّ قَوْمِي كَذَّبُونِ * فَافْتَحْ بَيْنِي وَبَيْنَهُمْ فَتْحًا وَنَجِّنِي وَمَن مَّعِي مِنَ الْمُؤْمِنِينَ * فَأَنجَيْنَاهُ وَمَن مَّعَهُ فِي الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ * ثُمَّ أَغْرَقْنَا بَعْدُ الْبَاقِينَ * إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُم مُّؤْمِنِينَ * وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ )



نوح عليه السلام




• هو نوح بن لامك بن متوشلخ بن إدريس


• ولد بعد وفاة آدم ب 126 سنة


• وبينه وبين آدم 10 قرون ( 1000 ) سنة كلها على الإسلام والتوحيد


• هو أول رسول يبعث فى الأرض ، لأن من قبله كانوا أنبياء


• قومه يسمون بنو راسب


• نزلت عليه الرسالة وعمره ( 50 أو 350 أو 480 ) ـ هناك اختلاف


• سور ( نوح ـ هود ـ المؤمنون ـ الشعراء ـ العنكبوت ) تحكى قصته كاملة


• كانت هناك رجال من الصالحين ، ماتوا ، وحزنت أتباعهم كثيرا عليهم فنصبوا لهم على قبورهم نصبا ، ثم حولوها إلى تماثيل ، وبالتدريج تمسحوا فيها كما يحدث هذه الأيام من أضرحة الأموات، وبالتدريج عبدوها


• هؤلاء الصالحين هم ( ود ـ سواع ـ يغوث ـ يعوق ـ نسر ) ، وقد وردت أسماءهم بسورة نوح


• اشتدت الناس فى المعاصى ورسول الله يدعوهم ويناله الأذى ويسب ويقال مجنون، وإمرأته تصفه كما وصفه الناس بالجنون ، وهو لايمل الدعوة لتوحيد الله والطاعة ، ( للأسف هذا مشابه لما يحدث الآن ) هو يكبر فى السن والناس لم تكن كلها من مثل عمره ، فكانت تأتى أجيال وتموت أجيال وهو على دينه يدعوالناس، ولكن إزداد الطغيان


• شكى رسول الله نوح لربه عناد الناس


• مر به رجل يحمل حفيده على ظهره وقال لحفيده ( أوصيك يابنى عندما تكبر أن لا تتبع هذا الرجل المخبول ، فهو يسب آلهتنا ويعيبهم ويسفه أحلامنا ، فقال له الحفيد وما دام كذلك لماذا لا تتخلصوا منه ؟ٌ


• قال الرجل : لأنه شيخ عجوز ، وكيف نتخلص منه؟ قال : أنزلنى لأريك فأنزله فمسك بصخرة وشج بها رأس نوح عليه السلام


• وهنا تأكد نوح أن الأجيال التالية ستموت فى قلوبها الرحمة وأن لا جدوى من دعاءهم فقال لربه كما ذكر الله تعالى فى كتابه الكريم : ( قال رب إنى دعوت قومى ليلا ونهارا * فلم يزدهم دعائى إلا فرارا * وإنى كلما دعوتهم لتغفر لهم جعلوا أصابعهم فى آذانهم واستغشوا ثيابهم وأصروا واستكبروا استكبارا * ثم إنى دعوتهم جهارا * ثم إنى أعلنت لهم وأسررت لهم إسرارا * فقلت استغفروا ربكم إنه كان غفارا * يرسل السماء عليكم مدرارا * ويمددكم بأموال وبنين ويجعل لكم جنات ويجعل لكم أنهارا * ما لكم لا ترجون لله وقارا * وقد خلقكم أطوارا .......) يصف الله ما دعى نوح وشرح من آيات الله وفضله ، ثم قال ( وقال نوح رب لا تذر على الأرض من الكافرين ديارا * إنك إن تذرهم يضلوا عبادك ولا يلدوا إلا فاجرا كفارا * ...)


• فأمره بأن يزرع فى الصحراء شجرا ويقطع أخشابه ويبنى به سفينة ضخمة ، وبعضا من أبنائه المذكورين أعلاه آمنوا به وأحفاده عاونوه فى ذلك ، وصنع مسامير ضخمة من الخشب ليمسك بها أجزاء السفينة


• كلما مر به أحد يسخر منه ومن معه ويقولون مجنون ، فهل من المعقول أن يبنى أحد فى الصحراء سفينة ويصبر على نمو الأشجار وأين الماء الذى تسير فيه السفينة؟


• وصبر نبى ورسول الله على الأذى ومن معه


• حتى إذا انتهى البناء ، وفار التنور ( قيل أن التنور هو عين ماء بالهند ، وقيل بالكوفة ، وقيل بالجزيرة العربية ، ـــــــــــ أما علىّ بن أبى طالب فقال معناها فلق الصبح وظهور النهار ، وعند الجمهور أن التنور فلق سطح الأرض وخروج البراكين من كل مكان حيث معناها فى اللغة نار الفرن ، ومن المعروف أن بعد البركان تخرج الماء والفيضانات من البحور لتغطى الأرض ) وانهمرت السماء بالمطر الغزير ، وانفجرت العيون ، وارتفع الماء والسفينة تعلو على سطحه


• وأمر الله رسوله نوح أن يجمع المؤمنون معه وكانوا من أهله إلا إبن له يسمى يام ، وزوجته أمر بتركهم حيث أخذ ينادى عليه ولم يستجب وأصر الكفر والعصيان وقال سأحتمى بالجبل ولكن الماء غطى الجبل وغرق يام


• أمر الله نوحا أن يأخذ من كل نوع من المخلوقات نبات ، وحيوان ، زوجان ذكر وأنثى ، لتستمر الحياة بعد ذلك


• قال محمد صلى الله عليه وسلم ( لما حمل نوح فى السفينة من كل زوجين اثنين قال أصحابه وكيف نطمئن أو كيف تطمئن المواشى ومعنا الأسد ، فسلط الله عليها الحمى ـ أى على الأسد ليضعفه ـ فكانت أول حمى نزلت فى الأرض ، ثم شكوا الفأرة فقالوا : الفويسقة تفسد علينا طعامنا ومتاعنا فأوحى الله إلى الأسد فعطس فخرجت الهرة منه ـأى خافت القطة من عطسه فخرجت ـ فتخبأت الفأرة منها


• وركبوا فى السفينة 150 يوما ، وخرجوا منها يوم عاشوراء من محرم ، وصاموا يومهم


قصة نوح موجودة بالتوراة ، وفى معتقدات النصارى على لسان حام إبن نوح الذى أحياه عيسى عليه السلام بإذن الله






سالوه عن السفينة فقال : " طولها 1200 ذراع ـ والذراع 64 سم ـ وعرضها 600 ذراع ، مكونة من 3 طبقات


طبقة فيها الوحش ، وطبقة فيها الإنس ، وطبقة فيها الطير


ولما كثر روث الدواب أوحى الله إلى نوح أن أغمز ذنب الفيل فوقع منه خنزير وخنزيرة فأقبلا على الروث فأكلاه


ولما وقع الفأر يحزز السفينة ويقرضه أوحى الله إلى نوح أن أضرب بين عينى السد فخرج من منخره سنور وسنورة فأقبلا على الفأر




سال الحواريون عيسى عليه السلام كيف علم نوح أن البلاد غرقت ؟


قال بعث الغراب ياتيه الخبر فوجد جيفة فوقع عليها فدعا عليه نوح بالخوف ولذا الغراب لا يألف البيوت


ثم بعث حمامة فجاءت بورق زيتون بمنقارها وطين برجلها ، فعلم بأن البلاد غرقت وطوقتها الخضرة


وأخذ يرسلها كل فترة حتى عادت برجلها جفاف فعلم أن الأرض جفت فنزل ومن معه من السفينة


بنى نوح قرية سماها ثمانين بعدد من كانوا معه ، وأصبحوا على 80 لغة لا يفهمون بعض وقام نوح يعبر عنهم


قال رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم ( صام نوح الدهر إلا يوم الفطر ويوم الأضحى )




مكث نوح فى قومه بعد ان بعثه الله وقبل الطوفان 950 سنة يدعوا قومه وهذا ما ورد فى القرآن


وذكر ابن عباس أنه عاش بعد الطوفان 350 سنة ، وبعث وعمره 480 سنة


فيكون مجموع ما عاشه 1780 سنة


مات ودفن بالمسجد الحرام الذى جدد بعد الطوفان


وفى ذلك عبرة لمن يعتبر ، ولم يكن كثير منهم مؤمنين


والله هو القوى العزيز الذى لا يغالبه كافر والرحيم بالمؤمنين


........... 89

الآيات 69 ـ 78

( وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ إِبْرَاهِيمَ * إِذْ قَالَ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ مَا تَعْبُدُونَ *قَالُوا نَعْبُدُ أَصْنَامًا فَنَظَلُّ لَهَا عَاكِفِينَ *قَالَ هَلْ يَسْمَعُونَكُمْ إِذْ تَدْعُونَ * أَوْ يَنفَعُونَكُمْ أَوْ يَضُرُّونَ * قَالُوا بَلْ وَجَدْنَا آبَاءنَا كَذَلِكَ يَفْعَلُونَ * قَالَ أَفَرَأَيْتُم مَّا كُنتُمْ تَعْبُدُونَ * أَنتُمْ وَآبَاؤُكُمُ الْأَقْدَمُونَ * فَإِنَّهُمْ عَدُوٌّ لِّي إِلَّا رَبَّ الْعَالَمِينَ * الَّذِي خَلَقَنِي فَهُوَ يَهْدِينِ )
وقص على الناس يا محمد خبر إبراهيم ليعتبروا بلإخلاصه وتبرؤه من الشرك


فقد قال لأبيه ولقومه ما هذه الأصنام التى تعبدونها ؟


قالوا : نحن مقيمون على عبادتها ودعائها


قال إبراهيم : فهل تسمعكم لو دعوتموها أو تنفعكم أو تضركم


قالوا : لا بل وجدنا آباءنا تفعل ذلك


قال إبراهيم إذا كانت هذه الأصنام التى عبدتونها أنتم وآباؤكم شيئا فتوذينى لأنى لا أؤمن بها ولا أعبدها مثلكم وهى أعداء لى


ولكن الله الذى خلق الأشياء وخلقنى وهدى الخلائق يهدينى .


الآيات 79 ـ 82


( وَالَّذِي هُوَ يُطْعِمُنِي وَيَسْقِينِ * وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ * وَالَّذِي يُمِيتُنِي ثُمَّ يُحْيِينِ * وَالَّذِي أَطْمَعُ أَن يَغْفِرَ لِي خَطِيئَتِي يَوْمَ الدِّينِ )


وهو الذى يرزقنى ويطعمنى مما خلق من الأرض ويسقينى من ماء المطر الذى ينزله من السماء ، ويشفينى من المرض ، وهو الذى أحيانى وسيميتنى وبدأ الخلق ثم يعيده


وأرجوا من الله أن يغفر لى ذنوبى يوم القيامة فهو الذى يملك الصفح والمغفرة


الآيات 83 ـ 89


( رَبِّ هَبْ لِي حُكْمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ * وَاجْعَل لِّي لِسَانَ صِدْقٍ فِي الْآخِرِينَ * وَاجْعَلْنِي مِن وَرَثَةِ جَنَّةِ النَّعِيمِ * وَاغْفِرْ لِأَبِي إِنَّهُ كَانَ مِنَ الضَّالِّينَ * وَلَا تُخْزِنِي يَوْمَ يُبْعَثُونَ * يَوْمَ لَا يَنفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ * إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ )
اللهم اعطنى علما وحكما واجعلنى من الصالحين .


رب اجعل لسانى ينطق بالحق فى الدنيا ويقتدى بى فى الخير بين الناس الذين أنا بينهم والذين يأتون من بعدى .


وانعم علىّ بجنتك .


اللهم اغفر لأبى الذى ضل الطريق .


وأجرنى من خزى يوم القيامة .


اليوم الذى لا ينفع أحده ماله ولا أولاده .


ولا ينفع أحد إلا المؤمن بالله الذى يرجع وقلبه خال من الشرك نقى بالإيمان .

الأربعاء، 24 أغسطس 2011

الشعراء حتى ............................68

الآيات 38 ـ 48



( فَجُمِعَ السَّحَرَةُ لِمِيقَاتِ يَوْمٍ مَّعْلُومٍ * وَقِيلَ لِلنَّاسِ هَلْ أَنتُم مُّجْتَمِعُونَ * لَعَلَّنَا نَتَّبِعُ السَّحَرَةَ إِن كَانُوا هُمُ الْغَالِبِينَ * فَلَمَّا جَاء السَّحَرَةُ قَالُوا لِفِرْعَوْنَ أَئِنَّ لَنَا لَأَجْرًا إِن كُنَّا نَحْنُ الْغَالِبِينَ * قَالَ نَعَمْ وَإِنَّكُمْ إِذًا لَّمِنَ الْمُقَرَّبِينَ * قَالَ لَهُم مُّوسَى أَلْقُوا مَا أَنتُم مُّلْقُونَ * فَأَلْقَوْا حِبَالَهُمْ وَعِصِيَّهُمْ وَقَالُوا بِعِزَّةِ فِرْعَوْنَ إِنَّا لَنَحْنُ الْغَالِبُونَ * فَأَلْقَى مُوسَى عَصَاهُ فَإِذَا هِيَ تَلْقَفُ مَا يَأْفِكُونَ * فَأُلْقِيَ السَّحَرَةُ سَاجِدِينَ * قَالُوا آمَنَّا بِرَبِّ الْعَالَمِينَ * رَبِّ مُوسَى وَهَارُونَ )




جمع فرعون السحرة من مدن المملكة وجاء على سرير ملكه واجتمع الناس ظهيرة يوم الزينة وهو يوم عيد قومى للبلاد ، واصطف أكابر رجال الدولة وجاء موسى وأخاه هارون وقال فرعون للسحرة ــ ليحرضهم على أعمال سحرية ليغلبوا موسى وهارون ــ لو كنتم غالبين سأجعلكم من المقربين


قال لهم موسى : لو كذبتم على الله سيعذبكم ويهلككم بعقوبته


فهذا أمر نبى وليس بسحر


وتنازعوا فيما بينهم وتناجوا السحرة وفرعون وأعوانه والناس بأن هذا موسى وأخاه ساحران يريدان أن يغلبوا السحرة ويكونا لهم السيادة


فاجتمعوا بسحركم عليه لتبطلوا أعماله ومن غلب فهو اليوم هو المقرب للملك وله السيادة


وجمع الناس والسحرة وكانت السحرة البادئة باسم فرعون بإلقاء عصيهم وحبالهم فكانت تتلوى كالثعابين ، ثم ألقى موسى عصاه باسم الله العلى القدير فتحولت إلى حية ضخمة حقيقية إلتهمت كل عصى وحبال السحرة


ثم تلقفها موسى بيده فعادت عصاه


فتأكدت السحرة أن هذا ليس بسحرا وسجدوا كلهم جميعا وأعلنوا إيمانهم بالله الواحد وبما جاء به موسى


اغتاظ فرعون فأمر بالسحرة تعلق على الجزوع وتصلب وتقطع أيديهم وأرجلهم وكانوا صابرين وقالوا أن آذاك علينا إن آمنا أو لم نؤمن سواء وصبروا


الآيات 49 ـ 51


( قَالَ آمَنتُمْ لَهُ قَبْلَ أَنْ آذَنَ لَكُمْ إِنَّهُ لَكَبِيرُكُمُ الَّذِي عَلَّمَكُمُ السِّحْرَ فَلَسَوْفَ تَعْلَمُونَ لَأُقَطِّعَنَّ أَيْدِيَكُمْ وَأَرْجُلَكُم مِّنْ خِلَافٍ وَلَأُصَلِّبَنَّكُمْ أَجْمَعِينَ *قَالُوا لَا ضَيْرَ إِنَّا إِلَى رَبِّنَا مُنقَلِبُونَ *إِنَّا نَطْمَعُ أَن يَغْفِرَ لَنَا رَبُّنَا خَطَايَانَا أَن كُنَّا أَوَّلَ الْمُؤْمِنِينَ )
قال فرعون : كيف لكم أن تؤمنوا له قبل أن أصرح لكم بذلك ، إنكم خطتم لذلك مع موسى لتعاونوه على أن يخرج بنى إسرائيل من البلدة وتكن لكم دولة مستقلة وتخرجوا أكابرها ورؤساءها فسوف ترون ما أفعل بكم


سأقطع أيديكم اليمنى و أرجلكم اليسرى وأعلقكم على جذوع النخل


وستعلمون من هو أقوى عذابا


فقال له السحرة إنا آمنا بالله الذى نرجع إليه وعقابه أشد من عقابك ، فما فعلنا من شئ غير أن آمنا بالله وآياته ولن نفضلك على ما جاء موسى به من دلائل


فسنصبر على عذابك لنتخلص من عذاب الله ، وافعل ما شئت ، إنها الحياة الدنيا وستنتهى


فنحن نستغفر الله فيما اضطررتنا إليه من سحر فالله هو الباقى اللهم أنزل علينا الصبر وثبتنا على دينك وتوفنا تابعين لله ولرسوله موسى عليه السلام
الآيات 52 ـ 58


( وَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنْ أَسْرِ بِعِبَادِي إِنَّكُم مُّتَّبَعُونَ * فَأَرْسَلَ فِرْعَوْنُ فِي الْمَدَائِنِ حَاشِرِينَ * إِنَّ هَؤُلَاء لَشِرْذِمَةٌ قَلِيلُونَ * وَإِنَّهُمْ لَنَا لَغَائِظُونَ * وَإِنَّا لَجَمِيعٌ حَاذِرُونَ * فَأَخْرَجْنَاهُم مِّن جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ * وَكُنُوزٍ وَمَقَامٍ كَرِيمٍ )


عندما أشتد أذى فرعون لموسى ومن معه أمر الله موسى أن يهرب ومن معه إلى الأراضى المقدسة


أمر الله موسى أن يخرج ومن معه من مصر ، وجعل ذلك الشهر هو أول سنة بنى إسرائيل وأمرهم أن يذبح كل أهل بيت حملا من الغنم ، فإذا كانوا لا يحتاجون إلى حملا فاليشترك الجار وجاره فيه ، فإذا ذبحوه فلينضحوا من دمه على أعتاب أبوابهم ليكون علامة على بيوتهم ولا يأكلونه مطبوخا ولكن مشويا برأسه وأكارعه وبطنه ولا يبيتوا منه شئ ولا يكسروا له عظما ولا يخرجوا منه شيئا خارج بيوتهم


وليكن خبزهم فطيرا سبعة أيام ابتداؤها من الرابع عشر من الشهر الأول من سنتهم وكذلك يفعل فى الربيع.


فإذا أكلوا فلتكن أوساطهم مشدودة وخفافهم فى أرجلهم وعصيهم فى أيديهم وليأكلوا بسرعة قياما وما تبقى من عشائهم فليحرقوه بالنار




وقتل الله فى هذه الليلة أبكار القبط وابكار دوابهم ليشتغلوا عنهم ، وخرج بنوا اسرائيل حتى انتصف النهار وأهل مصر فى مناحة عظيمة وعويل


أمر الوحى موسى أن يخرج ومن معه فحملوا أدواتهم وكانوا قد استعاروا من القبط ( أهل مصر ) حليا كثيرة من الذهب ، فخرجوا بها وعددهم 600 رجل بعد أن عاشوا فى مصر 430 سنة وحملوا معهم الفطير قبل ان يختمر


فسموا عامهم هذا عيد الفسخ أو عيد الفطير أو عيد الحمل


خرجوا من مصر ومعهم تابوت يوسف عليه السلام الذى كان قد أوصى بأن يدفن بأرض آبائه بالشام وقد حنطوه ووضعوه فى تابوت


وخرجوا على طريق بحر وكانوا فى النهار تغطيهم سحابة وأمامهم عمود نور ، وفى الليل أمامهم عمود نار حتى وصلوا إلى ساحل البحر نزلوا هناك


الآيات 59 ـ 68


( كَذَلِكَ وَأَوْرَثْنَاهَا بَنِي إِسْرَائِيلَ * فَأَتْبَعُوهُم مُّشْرِقِينَ* فَلَمَّا تَرَاءى الْجَمْعَانِ قَالَ أَصْحَابُ مُوسَى إِنَّا لَمُدْرَكُونَ * قَالَ كَلَّا إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ * فَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنِ اضْرِب بِّعَصَاكَ الْبَحْرَ فَانفَلَقَ فَكَانَ كُلُّ فِرْقٍ كَالطَّوْدِ الْعَظِيمِ * وَأَزْلَفْنَا ثَمَّ الْآخَرِينَ * وَأَنجَيْنَا مُوسَى وَمَن مَّعَهُ أَجْمَعِينَ * ثُمَّ أَغْرَقْنَا الْآخَرِينَ * إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُم مُّؤْمِنِينَ * وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ )


لقد جعلنا لبنى إسرائيل أرض مصر من بعد هلاك فرعون وجنده


إذ أنه تبعهم نحو الشرق من البلاد


وأدركهم فرعون وجنوده من المصريين ، فلما رأى كلا من الفريقين الآخر قلق كثير من أتباع موسى حتى قال بعضهم ( إنهم سيلحقوا بنا ويهلكونا ، وكان بقاؤنا فى مصر أحب إلينا من الموت بهذه الصحراء )




\قال لهم موسى :


( لا تخشوا فإن فرعون وجنوده لا يرجعون إلى بلدهم بعد ذلك )
أمر الله موسى أن يضرب بعصاه البحر فصار الماء على الجانبين كجبلين عظيمين وظهر بينهما اليابس ومر بنوا اسرائيل عليه ، وتبعهم فرعون وجنوده حتى إذا وصلوا منتصف الماء ضرب موسى البحر بعصاه أخرى فاجتمع الماء وغرق فرعون وجنوده وآمن فرعون وهو يغرق عندما لاتقبل توبة ممن كفر


وكان بنوا اسرائيل ينظرون إليهم من الجانب الآخر


وكان فى هلاك فرعون وإنفلاق البحر عبرة وعظة ليتعظ الناس


ولكن كان كثير منهم غير مؤمنين


والله غفور لعباده رحيم بمن تاب ورجع إليه .


الشعراء من 23 .......... إلى 37

الآيات 23 ـ 28



( قَالَ فِرْعَوْنُ وَمَا رَبُّ الْعَالَمِينَ * قَالَ رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا إن كُنتُم مُّوقِنِينَ * قَالَ لِمَنْ حَوْلَهُ أَلَا تَسْتَمِعُونَ * قَالَ رَبُّكُمْ وَرَبُّ آبَائِكُمُ الْأَوَّلِينَ * قَالَ إِنَّ رَسُولَكُمُ الَّذِي أُرْسِلَ إِلَيْكُمْ لَمَجْنُونٌ * قَالَ رَبُّ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَمَا بَيْنَهُمَا إِن كُنتُمْ تَعْقِلُون )


وقال فرعون لموسى : ومن يكون رب العالمين الذى تزعم أنه رب غيرى ؟


قال موسى : هو رب السموات والأرض ومن فيهن وما بينهما الذى خلق كل شئ وله التصرف فيها إن كنتم موقنين ولكم قلوب موقنة تفهم وتعقل .
قال فرعون لمن حوله سخرية واستهزاء بموسى : ألا تعجبون مما يقول ، يقول رب لكم ولمن قبلكم ، إن رسولكم هذا ليس له عقل فى دعواه ، إنه مجنون .


قال موسى : الله هو الذى جعل المشرق تطلع منه الكواكب والمغرب لتغرب فيه وجعل ما بين المشرق والمغرب لو كانت عندكم عقول تفهم وتعقل ما تراه .


الآيات 29 ـ 37


( قَالَ لَئِنِ اتَّخَذْتَ إِلَهًا غَيْرِي لَأَجْعَلَنَّكَ مِنَ الْمَسْجُونِينَ * قَالَ أَوَلَوْ جِئْتُكَ بِشَيْءٍ مُّبِينٍ * قَالَ فَأْتِ بِهِ إِن كُنتَ مِنَ الصَّادِقِينَ * فَأَلْقَى عَصَاهُ فَإِذَا هِيَ ثُعْبَانٌ مُّبِينٌ * وَنَزَعَ يَدَهُ فَإِذَا هِيَ بَيْضَاء لِلنَّاظِرِينَ * قَالَ لِلْمَلَإِ حَوْلَهُ إِنَّ هَذَا لَسَاحِرٌ عَلِيمٌ * يُرِيدُ أَن يُخْرِجَكُم مِّنْ أَرْضِكُم بِسِحْرِهِ فَمَاذَا تَأْمُرُونَ * قَالُوا أَرْجِهِ وَأَخَاهُ وَابْعَثْ فِي الْمَدَائِنِ حَاشِرِينَ * يَأْتُوكَ بِكُلِّ سَحَّارٍ عَلِيمٍ )



قال فرعون لموسى بعد أن أقام الحجة فى مناقشته : لو علمت أنك تتخذ إلاها غيرى سأسجنك وأعذبك .




قال موسى : حتى لو جئتك بمعجزة وبرهان قاطع ؟




قال فرعون : أظهر ما عندك لو صدقت




فألقى موسى عصاه على الأرض فإذا بها تتحول إلى حية ضخمة هائلة واضحة مزعجة




وأدخل يده فى جيبه ثم أخرجها فإذا بها بيضاء تشع نور بدون مرض البرص ولا شئ معيب ، ثم أعادها إلى جيبة فعادت إلى حالتها الأولى .




بهت فرعون ولكنه يصر على العناد والكفر خوفا على مكانته بين قومه فقال : إنه ساحر وليست معجزات


إنه يريد بسحره أن يذهب عقول الناس لتكثر أتباعه ويأخذ بلادكم ، أشيروا علىّ ما أصنع معه ؟


قال له حاشيته وأعوانه : أخره هو وأخاه حتى نرسل فى المدن نجمع لك السحرة منها جميعا لتغلبه وتبهته ونجمع الناس جميعا ليشهدوا كذبه فلا يتبعوه .