مــــرحــــــباَ بـــأحـبـــاب الله مــعــاَ

في طريق الجنة


الاثنين، 27 يونيو 2011

النحل ... 83

الآية 75



( ضرب الله مثلا عبدا مملوكا لا يقدر على شئ ومن رزقناه منا رزقا حسنا فهو ينفق منه سرا وجهرا ، هل يستوون ، الحمد لله ، بل أكثرهم لا يعلمون )
يضرب الله المثل للرجل الكافر والرجل المؤمن


فالكافر مثل المملوك الذى لا يقدر على شئ


والمؤمن كمثل الرجل الذى رزق رزقا حسنا فهو ينفق منه على مصارف الخيرسرا وعلانية


فهما لا يستويان .


وقالوا أن المثل يضرب لله وله الحق المثل الأعلى بمن ينفق سرا وعلانية فى مصارف الخير والصنم الذى لا يقدر على شئ فهما لا يستويان فى المثل .


الآية 76


( وضرب الله مثلا رجلين أحدهما أبكم لا يقدرعلى شئ وهو كلٌ على مولاه أينما يوجهه لا يأت بخير، هل يستوى هو ومن يأمر بالعدل ، وهوعلى صراط مستقيم)


ويضرب المثل أيضا بالوثن الذى لا يتكلم ولا ينطق بخير ولا يقدر على شئ لا فعل ولا قول وهو علة على سيده مهما كلفه بشئ فهو لا ينجح فى سعيه


لا يتساوى بمن يأمر بالمعروف ويأمر بالعدل وهو على حق وطريق مستقيم .


الآيات 77 ـ 79


( ولله غيب السموات والأرض ، وما أمر الساعة إلا كلمح البصر أو هو أقرب ، إن الله على كل شئ قدير * والله أخرجكم من بطون أمهاتكم لا تعلمون شيئا وجعل لكم السمع والأبصار والأفئدة ، لعلكم تشكرون * ألم يروا إلى الطير مسخرات فى جو السماء ما يمسكهن إلا الله ، إن فى ذلك لآيات لقوم يؤمنون )


فالله يعلم كل غيب فى الأرض أو فى السماء ، وأمر القيامة يكون كطرفة عين أو أسرع ، لأن الله يقدر على كل شئ .


فالله له القدرة التى لا منتهى لها فهو الذى يخرج الإنسان من بطن أمه لا يعلم شئ ولا قدرة له على شئ ثم يجعل له السمع والبصر والقلب والعقول بالقلوب ليميز بين الأشياء ويعلمه كل شئ .


وكذلك سبحانه الذى يجعل الطيور ترتفع بجناحيها فى الهواء ويحمله الهواء فيسير فيه


كل هذه آيات وعلامات على قدرة الله تعالى وعظمته .
الآيات 80 ـ 83


( والله جعل لكم من بيوتكم سكنا وجعل لكم من جلود الأنعام بيوتا تستخفونها يوم ظعنكم ويوم إقامتكم ، ومن أصوافها وأوبارها وأشعارها أثاثا ومتاعا إلى حين * والله جعل لكم مما خلق ظلالا وجعل لكم من الجبال أكنانا وجعل لكم سرابيل تقيكم الحر وسرابيل تقيكم بأسكم ، كذلك يتم نعمته عليكم لعلكم تسلمون * فإن تولوا فإنما عليك البلاغ المبين * يعرفون نعمت الله ثم ينكرونها وأكثرهم الكافرون )


ومن نعم الله على الإنسان أن جعل لهم بيوتا ليسكنوا فيها ويستترون وينتفعون فيها


وجعل لهم من جلود الأنعام بيوتا ( الخيام ) يستترون فيها فى أثناء أسفارهم يضربونها فى السفر أو فى الإقامة


وجعل من أصواف وأشعار وأوبار الأنعام أثاثات ومتاع وثياب وبسط وغيرها من المتاع إلى أجل معلوم
جعل لكم مما خلق ظلالا : وجعل ظلا للشجر
وجعل لكم من الجبال أكنانا : وجعل من الجبال حصونا
وجعل لكم سرابيل تقيكم الحر : وجعل الثياب من القطن والكتان والصوف تحمى الجسم من الحر


وسرابيل تقيكم بأسكم : وجعل من الحديد دروع للوقاية من الأذى فى الحرب


وكل ذلك من تمام فضل الله على الناس فليتفكروا ويفهموا ويسلموا لله ويؤمنوا به .


يا محمد إن أعرض الناس بعد هذا الإيضاح فما عليك إلا أن تبلغهم فقط .


فهم يعلمون جيدا فضل الله ولكنهم ينكرون نعمته ويكفرونها ويخفونها .


الأحد، 26 يونيو 2011

70 ـ 74

الآية 70 ـ 71



( والله خلقكم ثم يتوفاكم ، ومنكم من يرد إلى أرذل العمر لكيلا يعلم بعد علم شيئا ، إن الله عليم قدير * والله فضل بعضكم على بعض فى الرزق ، فما الذين فضلوا برادى رزقهم على ما ملكت أيمانهم فهم فيه سواء ، أفبنعمة الله يجحدون )


وهذا تصرف الله فى عباده :


يخلق الناس من عدم ثم يتوفاهم


ومنهم من يتركه حتى يبلغ الهرم والضعف والشيبة حتى يصبح ضعيف العقل من بعد أن كان عالما فلا يدرى شئ من الخرف


والله عليم بعباده قدير على كل شئ


والله يرزق العباد منهم من يوسع رزقه ومنهم من يقتر عليه فلا يتساوى الناس فتنة واختبارا


والله فضل بعضكم على بعض فى الرزق ، فما الذين فضلوا برادى رزقهم على ما ملكت أيمانهم فهم فيه سواء : فالذين فضلهم الله فى الرزق لا يساوون عبيدهم فيما رزقهم الله


كذلك الله تعالى لا يساوى عبيده فى الرزق


أفبنعمة الله يجحدون : فإذا رضى المشركون بالله أن لا يشاركه مملوكه فى زوجته وماله فكيف يسمح لنفسه بأن يجعل لله شركاء فى ملكه ... كذلك هم يجحدون نعمة الله وأشركوا معه غيره .

الآية 72 ـ 74


( والله جعل لكم من أنفسكم أزواجا وجعل لكم من أزواجكم بنين وحفدة ورزقكم من الطيبات ، أفبالباطل يؤمنون وبنعمت الله هم يكفرون * ويعبدون من دون الله مالا يملك لهم رزقا من السموات والأرض شيئا ولا يستطيعون * فلا تضربوا لله الأمثال ، إن الله يعلم وأنتم لا تعلمون )


وتلك نعمة الله على عبيده


جعل لهم الزوجات من جنسهم وليس من نوع آخر لتحصل المودة والرحمة بينهم


ورزقهم من زوجاتهم البنين والحفدة وهم أبناء الأبناء


ورزقهم من المطاعم والمشارب الطيبة


ثم إنهم يؤمنون بالأصنام الباطلة ويكفرون بالله الحق ويكفرون بنعمه عليهم


ويعبدون من غير الله أصناما وطواغيت لا تستطيع أن ترزقهم مطرا من السماء ولا زرعا من الأرض كما رزقهم الله
ولا يستطيعون : ولا يملكون لأنفسهم شيئا


فلا تجعلوا لله أندادا وشبه تشركون به العبادة


فالعبادة لله وحده


66 ... 69

الآيات 66 ، 67
( وإن لكم فى الأنعام لعبرة ، نسقيكم مما فى بطونه من بين فرث ودم لبنا خالصا سائغا للشاربين * ومن ثمرات النخيل والأعناب تتخذون منه سكرا ورزقا حسنا ، إن فى ذلك لآية لقوم يعقلون )


يا أيها الناس :


إن لكم فى الأنعام ( الإبل والبقر والغنم ) لدلائل على حكمة الله وقدرته ورحمته


جعلنا لكم مما فى بطون هذه الأنعام شرابا يتخلص من الدم وما فى كروشها لبن حلو الطعم مغذى أبيض طعمه مستساغا لمن شربه


كذلك جعلنا من النخيل والأعناب المختلفة الأنواع شرابا لذيذ الطعم منه ماهو رزق حسن ومنه ماهو يسكر العقول ( وحرم ماهو مسكر )


وفى هذا دلائل على لطف الله ورحمته وقدرته


الآيات 68 ـ 69


( وأوحى ربك إلى النحل أن اتخذى من الجبال بيوتا ومن الشجر ومما يعرشون * ثم كلى من كل الثمرات فاسلكى سبل ربك ذللا يخرج من بطونها شراب مختلف ألوانه فيه شفاء للناس ، إن فى ذلك لآية لقوم يتفكرون )


وكذلك أوحى الله إلى النحل وهداه وأرشده أن يتخذ من الجبال بيوتا تأوى إليها


ومن الشجر


ثم أذن لها أن تمتص رحيق الثمرات وتتبع طرقا علمها لها الله سهلة عالية فى الجو والأودية والجبال العالية ثم تعود إلى بيوتها تعرفها لتضع عسلا من بطونها وهو ذو أنواع مختلفة الطعوم والفوائد فيه شفاء للناس من الأمراض


ولمن يتفكر ويتدبر سيجد فى ذلك عبرة ودلائل أخرى .

السبت، 25 يونيو 2011

مع النحل 61 ... 65

الآيات 61 ، 62



( و لو يؤاخذ الله الناس بظلمهم ما ترك عليها من دابة ولكن يؤخرهم إلى أجل مسمى فإذا جاء أجلهم لا يستئخرون ساعة ، ولا يستقدمون * ويجعلون لله ما يكرهون وتصف ألسنتهم الكذب أن لهم الحسنى ، لا جرم أن لهم النار وأنهم مفرطون )


ولو كان الله يحاسب الناس بظلمهم فى الدنيا لأهلك الناس والخلق جميعا وما ترك على ظهر الأرض من دابة


ولكن يؤخر حسابهم إلى يوم القيامة


حيث إذا جاء موعد هذا اليوم لا يتقدم ولا يتأخر أجلهم ولا محاسبتهم .


لقد جعلوا ونسبوا لله ما تكره نفوسهم من البنات وظنوا أن لهم الحسنى فى الدنيا


فحقا لا جرم إن لهم هم النار وهم ينسون مفرطون فيها .


الآيات 63 ـ 65


( تالله لقد أرسلنا إلى أمم من قبلك فزين لهم الشيطان أعمالهم فهو وليهم اليوم ولهم عذاب أليم * وما أنزلنا عليك الكتاب إلا لتبين لهم الذى اختلفوا فيه وهدى ورحمة لقوم يؤمنون * والله أنزل من السماء ماء فأحيا به الأرض بعد موتها ، إن فى ذلك لآية لقوم يسمعون )


يقول الله أنه أرسل إلى الأمم من قبل محمد صلى الله عليه وسلم ولكن الناس كذبوا وزين لهم الشيطان ما فعلوه


وحين أتتهم العقوبة تنكر لهم فهو لا ينصرهم ولا يرفع عنهم العذاب المؤلم .


يا محمد لقد أنزلنا عليك القرآن لتوضح للناس ما يتنازعون فيه وهدى ورحمة لقلوب من يتمسكون به .


وكما جعلنا فى الماء الذى أنزلناه من السماء إحياء للأرض بعد موتها كذلك جعلنا فى القرآن إحياء للقلوب الميتة بالكفر


وهذا لمن كان عنده عقل يتدبر وأذن تسمع .






النحل 51 ....... 60

الآيات 51 ـ55



( وقال الله لا تتخذوا إلهين اثنين ، إنما هو إله واحد ، فإياى فارهبون * وله ما فى السموات والأرض وله الدين واصبا ، أفغير الله تتقون * وما بكم من نعمة فمن الله ، ثم إذا مسكم الضر فإليه تجأرون * ثم إذا كشف الضر عنكم إذا فريق منكم بربهم يشركون * ليكفروا بما آتيناهم ، فتمتعوا ، فسوف تعلمون )


ويأمر الله الناس بأن لايشركوا بالله فى عبادتهم فهو لا إله إلا هو ولا تنبغى العبادة إلا له وحده وهو مالك كل شئ فى الأرض وفى السماء وله الدين الخالص دائما .
فكيف يمكن للإنسان أن يتقى ويخشى غير الله


فالله أحق بالخشية والرهبة وما دونه لا يملكون ضرا ولا نفعا


والله أحق أن تلجؤوا إليه وتتضرعوا إليه فما بالناس من نعمة فهى من الله


ومع ذلك فإن الناس يدعون الله إذا أحاط بهم الضرر ثم إذا أزاح عنهم الضر فهم يشركون بالله فى عبادتهم .


عليهم ما يفعلون ليكفروا بالله ثم ليجدوا وسوف يرون عاقبة ذلك من العذاب الأليم
الآيات 56 ـ 60


( ويجعلون لما لا يعلمون نصيبا مما رزقناهم ، تالله لتسئلن عما كنتم تفترون * ويجعلون لله البنات سبحانه ، ولهم ما يشتهون * وإذا بشر أحدهم بالأنثى ظل وجهه مسودا وهو كظيم * يتوارى من القوم من سوء ما بشر به ، أيمسكه على هون أم يدسه فى التراب ، ألا ساء ما يحكمون * للذين لا يؤمنون بالآخرة مثل السوء ، ولله المثل الأعلى ، وهو العزيز الحكيم )


هؤلاء الكفار جعلوا للأصنام وما يعبدون من غير الله نصيبا من الأنعام التى خلقها الله ورزقهم بها ، فوالله سوف يسألكم الله عن هذا الإفتراء عليه ويحاسبكم به.


وادعوا أن الملائكة إناث وأنهم بنات الله وهم يكرهون أن يرزقهم الله بالبنات ويشتهون الذكور وينسبون ما يكرهون لله .


إذا أنجب أحدهم أنثى يظل مكتئبا ووجهه مسودا وحزين لما أنجب ويكره أن يراه الناس ويختفى من ملاقاتهم مما يظن أنه سوء وهو يفكر كيف يتخلص منها ، هل يتحمل مشقة الإهانة والكراهة أم يدفنها حية فى التراب .


بئس ما يحكمون وبئس ما قالوا


فهؤلاء الكفار لهم هذا السوء والنقص معيبون فى الآخرة ولهم العذاب الشديد


ولكن الله له المثل الأعلى والكمال المطلق وهو عزيز الجانب حكيم فى أقواله وأفعاله .


الجمعة، 24 يونيو 2011

النحل من 38 ...... 50

الآيات 38 ـ 40



( وأقسموا بالله جهد أيمانهم ، لا يبعث الله من يموت ، بلى وعدا عليه حقا ولكن أكثر الناس لا يعلمون * ليبين لهم الذى يختلفون فيه وليعلم الذين كفروا أنهم كانوا كاذبين * إنما قولنا لشئ إذا أردناه أن نقول له كن فيكون )


واجتهد المشركون فى الحلف بأن الله لا يبعث الخلق بعد الموت وكذبوا الرسل


فيقول لهم الله : لا هذا وعد الله للناس أن يعيدهم بعد الموت ليحاسبهم يوم القيامة ولكن كثير من الناس يجهلون ذلك فيكفرون .


ولكن يوم القيامة سيوضح لهم كذبهم وجهلهم عندما يعيد الله الموتى إلى الحياة مرة أخرى ويفصل بين المؤمنين والكفار فيما اختلفوا فيه


وسيعلم الكفار أنهم كانوا فى قسمهم كاذبين


وأن الله لا يعجزه شئ فى الأرض ولا فى السماء وأنه قادر على أن يقول للشئ كن فيكون .


الآيات 41 ـ 42


( والذين هاجروا فى الله من بعد ما ظلموا لنبوئنهم فى الدنيا حسنة ، ولأجر الآخرة أكبر ، لو كانوا يعلمون * الذين صبروا وعلى ربهم يتوكلون )


وهؤلاء الذين هاجروا فى سبيل الله من مكة إلى المدينة إبتغاء مرضاة الله فسوف يعوضهم الله خيرا فى الدنيا فيمكن لهم من بلادهم مرة أخرى وصاروا أمراء وحكاما وأئمة للمسلمين وجزاء الله أكبر وأعظم فى الآخرة لو كانوا يعلمون ما ادخر لهم فيها


هؤلاء صبروا على الأذى وتوكلوا على الله ، فلهم حسن العاقبة فى الدنيا والآخرة .


الآيات 43 ـ 44


( وما أرسلنا من قبلك إلا رجالا نوحى إليهم ، فسئلوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون * بالبينات والزبر ، وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم ولعلهم يتفكرون )


وما أرسلنا من قبلك يا محمد من رسل فهم رجال بشر يوحى إليهم


فاسألوا أيها المؤمنون أصحاب الكتب السابقة إن كنتم لا تعلمون من أمر الرسل


فقد جاؤا بالحجج والكتب السماوية ( بالبينات والزبر )


وأنزلنا يا محمد إليك القرآن لتوضح للناس معانى ما فيه وليتفكروا ويطيعوا الله ويتبعونك .


الآيات 45 ـ 47


( أفأمن الذين مكروا السيئات أن يخسف الله بهم الأرض أو يأتيهم العذاب من حيث لا يشعرون * أو يأخذهم فى تقلبهم فما هم بمعجزين * أو يأخذهم على تخوف فإن ربكم لرؤف رحيم )


يقول الله عن هؤلاء الكفار هل أمنوا أن يخسف الله بهم الأرض ويجعلها تفقد اتزانها فتتقلب بهم ، وهل أمنوا أن يرسل الله عليهم من السماء الحصباء يبيدهم بها كما فعل مع أبرهة فى عام الفيل فقد كذب أقوام كثيرة من قبلهم وكان عاقبتهم أن دمرهم الله تدميرا


أو أن يدمرهم أثناء اشتغالهم بالمعايش ليلا أو نهارا


فهم لا يعجزون الله عن ذلك


أو أن يأخذهم فى حال خوفهم من أخذه لهم وهذا أشد وأعنف عليهم


ولكن الله رؤف بالناس رحيم بهم فلم يعجل عقوبتهم .


الآيات 48 ـ 50


( أو لم يروا إلى ما خلق الله من شئ يتفيؤا ظلاله عن اليمين والشمائل سجدا لله وهم داخرون * ولله يسجد ما فى السموات وما فى الأرض من دابة والملائكة وهم لا يستكبرون * يخافون ربهم من فوقهم ويفعلون ما يؤمرون )


يخبر سبحانه عن عظمته وجلاله فيقول : ألم ينظروا كيف أن كل شئ يخضع لجلاله وكبرياءه وتسجد له جميع الأشياء والمخلوقات أحياء وجمادات وكل ما له ظل يمينا وشمالا يسجد بظله وقت وجود الشمس حيث يكون له ظل وإذا غربت يسجد فى الليل وهم صاغرون مطيعون


يسجد جميع من فى السموات والأرض من الملائكة والإنس والجن والدواب كرها وطوعا ولا يستكبرون عن طاعته


والملائكة يسجدون خائفين مجبولين على طاعته ينفذون أوامره .

33 ـ 37

الآيات 33 ـ 34
( هل ينظرون إلا أن تأتيهم الملائكة أو يأتى أمر ربك ، كذلك فعل الذين من قبلهم ، وما ظلمهم الله ولكن كانوا أنفسهم يظلمون * فأصابهم سيئات ما عملوا وحاق بهم ما كانوا به يستهزئون )


يتمادى الكافرون فى غيهم ، ولهذا يقول لهم سبحانه وتعالى : إلى متى تتمادون وتستمرون على ظلمكم ... هل تنتظرون حتى يأت الملائكة لتقبض أرواحكم ، أو يأت أمر الله بهلاككم .


أيضا فعل ذلك الذين سبقوكم فى الظلم من الأمم السابقة حتى أتاهم أمر الله بالهلاك فدمرهم ، ولم يظلمهم الله ولكن هم الذين ظلموا أنفسهم


وكان عاقبتهم أن أحاط بهم العذاب بسبب سخريتهم من الرسل .


الآيات 35 ـ 37


( وقال الذين أشركوا لو شاء الله ما عبدنا من دونه من شئ نحن ولآ آباؤنا ولا حرمنا من دونه من شئ ، كذلك فعل الذين من قبلهم ، فهل على الرسل إلا البلاغ المبين * ولقد بعثنا فى كل أمة رسولا أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت ، فمنهم من هدى الله ومنهم من حقت عليه الضلالة ، فسيروا فى الأرض فانظروا كيف كان عاقبة المكذبين * إن تحرص على هداهم فإن الله لا يهدى من يضل ، وما لهم من ناصرين )


يقول المشركين من قريش : لو أراد الله أن لا نشرك فى عبادته أحد لمنعنا من ذلك ولمنع آباءنا من عبادة غيره ، ولمنعنا من تحريم ما حرمنا من الإبل والغنم


هكذا قال الذين سبقوهم من المشركين فى الأمم الهالكة ، لا بل نهاكم وأنكر عليكم ذلك على لسان الرسل فلم تنتهوا


فليس على الرسل إلا أن يبلغوا رسالات الله وليس عليهم هداية من أضل الله .


لقد أرسل الله الرسل وبعث فى كل أمة رسولا يدعو إلى عبادة الله وحده وينهى عن عبادة غيره معه ولكن كذبوا وأصروا فكان عاقبتهم أن دمرهم الله بسبب ضلالتهم


ومنهم من هدى الله وأطاع فنجاهم الله


فانظروا كيف عاقب الله المكذبين


يا محمد ، إذا كنت حريصا على هدايتهم فإن الله لا يهدى إلا من يستحق الهداية ويضل من لا يستحق إلا الضلال وليس لهم من ناصر من دون الله ومنجى من عذابه .


الخميس، 23 يونيو 2011

من 28 ـ 32

الآيات 28 ـ 29



( الذين تتوفاهم الملائكة ظالمى أنفسهم ، فألقوا السلم ما كنا نعمل من سوء ، بلى إن الله عليم بما كنتم تعملون * فادخلوا أبواب جهنم خالدين فيها ، فلبئس مثوى المتكبرين )


هؤلاء المشركين الذين ظلموا أنفسهم عندما يأتيهم الموت وتجئ الملائكة لتتوفاهم تقبض أرواحهم الخبيثة فإنهم يلقون السلام على الملائكة يتظاهرون بالسمع والطاعة من خوفهم ويقولون نحن ما عملنا من سوء


لا ... فإن الله يعلم ما كانوا يعملون


ويقال لهم ادخلوا جهنم خالدين فيها وهذا مصيركم السيئ لما تكبرتم واستكبرتم عن الطاعة .

الآيات 30 ـ 32


( وقيل للذين اتقوا ماذا أنزل ربكم ، قالوا خيرا للذين أحسنوا فى هذه الدنيا حسنة ولدار الآخرة خير ، ولنعم دار المتقين * جنات عدن يدخلونها تجرى من تحتها الأنهار ، لهم فيها ما يشاؤن ، كذلك يجزى الله المتقين * الذين تتوفاهم الملائكة طيبين ، يقولون سلام عليكم ادخلوا الجنة بما كنتم تعملون )


أما المؤمنين الذين اتقوا الله وعملوا عملا صالحا فيقال لهم ماذا قال ربكم فيقولون قال الحق ورحمة وبركة


فهؤلاء الذين أحسنوا عملهم فى الدنيا لهم الحسنى فى الآخرة


والآخرة بالنسبة لهم خير وأبقى من الدنيا الزائلة حيث يدخلون الجنة خالدين فى النعيم ، فيها من كل الخيرات والأنهار ولهم كل ما تشتهى أنفسهم ، وهذا جزاء الذين أحسنوا .


وعندما تات الملائكة لتقبض أرواحهم تلقى عليهم سلاما وتدعوا لهم بالرحمة والمغفرة ويدعونهم إلى جنات النعيم بما فعلوا من خير فى الدنيا وبما صدقوا وأطاعوا الله ورسله .

مع النحل

الآيات 19 ـ 21



( والله يعلم ما تسرون وما تعلنون * والذين يدعون من دون الله لا يخلقون شيئا وهم يخلقون * أموات غير أحياء ، وما يشعرون أيان يبعثون )


الله يرى ويسمع وعلى علم بأحوالكم فى السر والعلانية ويجازى كلٌ بعمله .


وهذه الأصنام التى عبدوها من دون الله لا تستطيع خلق شئ مما خلقه الله ولكن أكثر من ذلك هم أنفسهم خلقهم الله


هى جمادات لا حياة فيهم مثل الأموات وليست بأحياء ولا تعلم ولا يشعرون ولا تسمع ولا ترى ولا تدرى متى الساعة .


الآيات 22 ـ 23


( إلهكم إله واحد ، فالذين لا يؤمنون بالآخرة قلوبهم منكرة وهم مستكبرون * لا جرم أن الله يعلم ما يسرون وما يعلنون ، إنه لا يحب المستكبرين )


فإلهكم هو إله واحد لا إله إلا هو الصمد الذى تلجأ إليه الخلائق


أما الكافرون فينكرون ذلك وقلوبهم تتكبر على أن يكون لها خالق واحد تعبده .


وحقا الله يرى ويسمع وعلى علم بأحوالكم فى السر والعلانية ويجازى كلٌ بعمله لأنه لا يحب الذين يتكبرون
الآيات 24 ـ 25


( وإذا قيل لهم ماذا أنزل ربكم ، قالوا أساطير الأولين * ليحملوا أوزارهم كاملة يوم القيامة ، ومن أوزار الذين يضلونهم بغير علم ، ألا ساء ما يزرون )


هؤلاء المكذبين إذا قيل لهم ماذا أنزل ربكم يقولون لا شئ إنما هى قصص من كتب الأولين .


فقدر لهم الله هذا القول ليحملوا ذنوبهم وذنوب من يتبعونهم الذين يضلونهم معهم بقولهم وإغوائهم لهم


بئس الغواية وبئس دعوة الضلال .
الآيات 26 ـ 27


( قد مكر الذين من قبلهم فأتى الله بنيانهم من القواعد فخر عليهم السقف من فوقهم وأتاهم العذاب من حيث لا يشعرون * ثم يوم القيامة يخزيهم ويقول أين شركائى الذين كنتم تشاقون فيهم ، قال الذين أوتوا العلم إن الخزى اليوم والسوء على الكافرين )
كان من قبل كفار قريش آخرين أشركوا وكان لهم بنيان وسطوة وملك وأضلوا الناس بالحيل والقوة ولكن دمر الله بنيانهم وملكهم وسقط سقفهم ودمرهم من القواعد وجاءهم الله بعذاب من حيث لا يشعرون


ويوم القيامة يسخر منهم ويؤنبهم ويقول أين ما أشركتم بالله الذين كنتم تعادون الله ورسله من أجلهم لينجوكم من عذاب الله


ويقول المؤمنون العلماء بدين الله الحق فى الدنيا والآخرة ، اليوم الخزى والعذاب والفضيحة لمن كفر بالله وأشرك معه آلهة أخرى .






تابع النحل من 10 ـ 18

الآيات 10 ـ 11



( هو الذى أنزل من السماء ماء ، لكم منه شراب ومنه شجر فيه تسيمون * ينبت لكم به الزرع والزيتون والنخيل والعناب ومن كل الثمرات ، إن فى ذلك لآية لقوم يتفكرون )


أنعم الله عليكم بالأنعام ثم أنزل للناس وللأنعام الماء من السماء لتشربوا وتشرب أنعامكم وتنبت الزروع والأشجار الذى ترعون فيها أنعامكم ( تسيمون )


وينبت بالماء الواحد ومن نفس الأرض زروع مختلفة وزيتون ونخيل وأعناب مختلفة الطعوم والألوان والأشكال والروائح


وهذا كله حجج ودلائل على وحدانية الله تعالى لمن كان له عقل يتفكر ويتدبر .


الآيات 12 ، 13


( وسخر لكم الليل والنهار والشمس والقمر ، والنجوم مسخرات بأمره ، إن فى ذلك لآيات لقوم يعقلون * وما ذرا لكم فى الأرض مختلفا الوانه ، إن فى ذلك لآية لقوم يذكرون )


والله هو الذى سخر الليل والنهار يتعاقبان والشمس والقمر يدوران فى فلك ثابت لإضاءة الأرض وإمدادها بالطاقة والدفء والغذاء وإنبات الزرع والليل لتسكنوا فيه والنهار لتسعوا لطلب الرزق وهذا لمن كان له عقل يتفكر به


وهو الله الذى خلق كل ما فى الأرض من معادن وحيوانات ونباتات وجمادات بأشكال مختلفة وألوان مختلفة لتذكروا نعم الله وتشكروه عليها .


الآيات 14 ـ 18


( وهو الذى سخر البحر لتأكلوا منه لحما طريا وتستخرجوا منه حلية تلبسونها وترى الفلك مواخر فيه ولتبتغوا من فضله ولعلكم تشكرون * وألقى فى الأرض رواسى أن تميد بكم وأنهارا وسبلا لعلكم تهتدون * وعلامات ، وبالنجم هم يهتدون * أفمن يخلق كمن لا يخلق ، أفلا تذكرون * وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها ، إن الله لغفور رحيم )


الله خلق البحر وخلق به أنواع مختلفة من الأسماك والحيوانات ليأكل الناس ، ويستخرجوا اللؤلؤ والمرجان ليصنعوا منها أدوات الزينة ، وسخره لتسيير السفن للتنقل بين أرجاء الأرض وتطلبوا رزق الله وتشكروه على ما رزقكم .


وخلق الجبال الراسيات أوتادا لتثبت الأرض عند دورانها وخلق بها الأنهار بالماء العذب للشرب والإغتسال والرى والتبقل على الأرض من بلد لآخر


وجعل النجوم والكواكب لتهتدوا فى الليل للطرق على الأرض ودلائل يستدل بها المسافرون على الأرض


فتفكروا أيها المشركون مع الله آلهة أخرى ، هل من يخلق مثل من لايستطيع أن يخلق


فلو حاولتم أن تعدوا نعم الله فلن تقدروا على إحصاءها


وهو سبحانه يتجاوز عن سيئاتكم ويغفر لكم لأنه رحيم بكم .

الأربعاء، 22 يونيو 2011

تفسير سورة النحل

تفسير سورة النحل




بسم الله الرحمن الرحيــــم
الآيات 1 ـ 2


( أتى أمر الله فلا تستعجلوه ، سبحانه وتعالى عما يشركون * ينزل الملائكة بالروح من أمره على من يشاء من عباده أن أنذروا أنه لآ إله إلا أنا فاتقون )


يخبر الله عن اقتراب يوم القيامة


وصيغة الماضى تؤكد أنها واقعة لا محالة


فلا تستعجلوا القيامة وتستعجلوا العذاب فهو آتيكم


فتنزه الله وعظم عن ما تشركون به فى عبادته


الله ينزل الملائكة وينزل الوحى على من يختص ويختار من عباده الأنبياء لينذروا قومهم بأنه لا إله إلا الله فاخشوه واتقوا عذابه


الآيات 3 ، 4


( خلق السموات والأرض بالحق ، تعالى عما يشركون * خلق الإنسان من نطفة فغذا هو خصيم مبين )


خلق الله السموات والأرض وما تحوى كلا منهما من مخلوقات بالحق وليس عبثا


فتنزه الله وتعالى عما يشركون معه فى عبادته فهو وحده يستحق حسن العبادة .


لقد خلق الله آدم من تراب ثم خلق ذريته من نطفة من ماء مهين ومع ذلك أصبح يتطاول على خالقه ويكون له خصم واضح الخصومة يكذب به ويكذبه ويحارب رسله .


لآيات 5 ـ 7


( والأنعام خلقها ، لكم فيها دفء ومنافع ومنها تأكلون * ولكم فيها جمال حين تريحون وحين تسرحون * وتحمل أثقالكم إلى بلد لم تكونوا بالغيه إلا بشق الأنفس ، إن ربكم لرؤف رحيم )


والله يمن على الإنسان بأن خلق له الأنعام يصنع منها الملابس لتدفئه وله منها منافع كطعام وشراب ومنافع أخرى بأوبارها وأشعارها وأصوافها وألبانها وزينة


ولها جمال حين عودتها من المرعى وحين تبعث إلى المرعى


وتحملون عليها أمتعتكم أثناء أسفاركم وتركبوها لتذهبوا بها إلى بلاد بعيدة ما لكم أن تستطيعوا الذهاب إليها إلا بالمشقة والتعب للتجارة والغزو والحج


فالله بذلك رؤف بكم رحيم .


الآية 8


( والخيل والبغال والحمير لتركبوها وزينة ، ويخلق ما لا تعلمون )


ويمن الله على الإنسان بخلق آخر وهى الخيل والبغال والحمير التى يركبوها والتزين بها ، وما غير ذلك مما لا يعلم الإنسان .


الآية 9


( وعلى الله قصد السبيل ومنها جائر ، ولو شاء لهداكم أجمعين )


وعلى الله قصد السبيل : وإذا كانت الخيل والبغال والحمير تركبوها لتصل بكم إلى الطرق التى ترغبونها ، فإن أفضل طريق هو ما يوصل إلى طريق الله وطريق الحق


ومنها جائر : ومن الطرق ما هو جائر بعيد عن الحق مائل عنه وهى طرق الأهواء والآراء المختلفة


ولو أراد الله هدايتكم لهداكم جميعا ولكنه أوضح الطريق لمن له عقل يتدبر .





الحجر من 89 ................... الآخر

الآيات 89 ـ 93



( وقل إنى أنا النذير المبين * كما أنزلنا على المقتسمين * الذين جعلوا القرآن عضين * فوربك لنسئلنهم أجمعين * عما كانوا يعملون )


وقل لهم يا محمد أنا أنذركم من عذاب الله الأليم لمن كذب وأعرض عن طاعة الله وذكره


كما أنذرنا ( المقتسمين ) الذين تحالفوا على مخالفة الأنبياء وتكذيبهم وأذاهم


فهؤلاء الذين قالوا عن القرآن أنه سحر أو قصص الأولين ومنهم من آمن ببعض وكفر ببعض


ويقسم الله بذاته العلية أن يسألهم جميعا عما كانوا يعملون وعن لا إله إلا الله ، ويجازيهم بعملهم .


الآيات 94 ـ 99


( فاصدع بما تؤمر وأعرض عن المشركين * إنا كفيناك المستهزئين * الذين يجعلون مع الله إلاها آخر ، فسوف يعلمون * ولقد نعلم أنك يضيق صدرك بما يقولون * فسبح بحمد ربك وكن من الساجدين * واعبد ربك حتى يأتيك اليقين )


فواجه المشركين بما أمرت من تبليغ وامضى فيه ( اصدع بما تؤمر ) ولا تلتفت للمشركين ولا تعبأ بهم


فإن الله كافيك شر المستهزئين بك


الذين أشركوا مع الله آلهة أخرى


فسوف يعلمون الحق حين يأتيهم العذاب


الله يعلم يا محمد أن صدرك يضيق وينقبض لما يقولون


فلا تجعل ذلك يشغلك عن التسبيح بحمد الله والصلاة والسجود لله وإبلاغ دعوتك


واستمر على الطاعة والعبادة حتى يأتى الموت .


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
تمت بحمد الله تعالى .






الحجر من 73 ... 88

الآيات 73 ـ 77



( فأخذتهم الصيحة مشرقين * فجعلنا عاليها سافلها وأمطرنا عليهم حجارة من سجيل * إن فى ذلك لآيات للمتوسمين * وإنها لبسبيل مقيم * إن فى ذلك لآية للمؤمنين )


وجاء صوت قاصف عند شروق الشمس


ورفعت بلادهم إلى أعلى فى السماء على طرف جناح جبريل عليه السلام ثم قلبها وجعل عاليها سافلها


وأمطرت عليهم السماء حجارة من جهنم


وفى ذلك عبرة للمعتبرين ( المتوسمين )


وأصبحت قريتهم سدوم بحيرة منتنة خبيثة معلمة الطريق واضحة لتكون عبرة للناس


الآيات 78 ـ ، 79


( وإن أصحاب الأيكة لظالمين * فانتقمنا منهم وإنهما لبإمام مبين )
أصحاب الأيكة هم قوم شعيب


والأيكة هى شجرة آيك يلتف حولها أشجار كثيرة متعانقة ، وكانوا ظالمين يقطعون الطريق وينقصوا المكيال ويخسروا الميزان ويعبدون الشجرة من دون الله


فانتقم الله منهم وهم فى طريق ظاهر ليكون عبرة للناس


الآيات 80 ـ 84


( ولقد كذب أصحاب الحجر المرسلين * وآتيناهم آياتنا فكانوا عنها معرضين * وكانوا ينحتون من الجبال بيوتا آمنين * فأخذتهم الصيحة مصبحين * فما أغنى عنهم ما كانوا يكسبون )


أصحاب الحجر هم قوم ثمود الذين كذبوا صالحا نبيهم


وقيل المرسلين لأن من كذب برسول واحد فقد كذب بالجميع من الرسل


وجاءتهم الدلائل والمعجزات مثل الناقة التى أخرجها لهم الله كما طلبوا من الصخر الأصم ، فأعرضوا عنها واستمروا على طريقتهم الضالة


وكانوا من قوتهم وأمنهم ينحتون قصورا فى الجبال عبثا بدون حاجة لها


ولما أصروا على التكذيب وذبحوا الناقة جاءهم العذاب بالصيحة فى صباح اليوم الرابع


ولم ينجيهم من العذاب ما كانوا يزرعون ويمنعوا الماء عن الناقة وذبحوها حتى لا تشرب الماء ، ولم تنفعهم أموالهم .
الآيات 85 ـ 86


( وما خلقنا السموات والأرض وما بينهما إلا بالحق ، وإن الساعة لآتية ، فاصفح الصفح الجميل * إن ربك هو الخلاق العليم )


الله خلق السموات والأرض وما بينهما بالحق والعدل وليس عبثا


ويوم القيامة آت لا محالة


فاعفو واصفح عن المشركين واصبر على تكذيبهم وأذاهم حتى يأت الله بأمره وينصرك يا محمد وينصر المؤمنين .


فالله هو الخلاق الذى لا يعجزه شئ وسيأت بالساعة فى يوم يعلمه هو وحده ، وهو يعلم كل شئ فى الأرض والسماء ولا يعجزه جمع الناس مهما تفرقوا أو بليت أجسادهم .
الآيات 87 ـ 88


( ولقد آتيناك سبعا من المثانى والقرآن العظيم * لا تمدن عينيك إلى ما متعنا به أزواجا منهم ولا تحزن عليهم واخفض جناحك للمؤمنين )


ولقد أنزلنا عليك فاتحة الكتاب ببركتها وهى سبع آيات والقرآن العظيم ، ( وقيل المقصود بالسبع المثانى سور البقرة وآل عمران والنساء والمائدة والأنعام والأعراف ويونس ... وهى السور الطوال فى القرآن )


فلا تنظر للدنيا وزينتها وما متع الله بها كثير من الناس فهى زهرة فانية ذابلة نبتليهم ونختبرهم بها


ولا تحزن على ما يصيبون به أنفسهم من عاقبة تكذيبهم وظلمهم


وألن جانبك للمؤمنين وكن لينا معهم .






الثلاثاء، 21 يونيو 2011

الحجر 39 ـــــــــــ 72

الآيات 39 ـ 44



 قال رب بما أغويتنى لأزينن لهم فى الأرض ولأغوينهم أجمعين * إلا عبادك منهم المخلصين * قال هذا صراط علىّ مستقيم * إن عبادى ليس لك عليهم سلطان إلا من اتبعك من الغاوين * و إن جهنم لموعدهم أجمعين * لها سبعة أبواب لكل باب منهم جزء مقسوم )


قال الشيطان :


رب كما فتنتنى بهذا المخلوق فسوف أغويه وأزين له الظلم والمعصية فى الأرض كلهم


إلا من كان مخلصا منهم فى عبادتك وطاعتك


وهذا عهد مستقيم اتخذته على نفسى ما دمت حيا لن أحيد عنه.


قال الله له :


إن عبادى المخلصين فى طاعتى ليس لك عليهم مقدرة لغوايتهم إلا من تبعك منهم من الغاوين


ولك ولهم جهنم وعذاب النار وهى موعدكم كلكم


إن جهنم لها سبعة أبواب لكل باب جزء مقسوم


..................................................................................................


وهذه الأبواب السبعة هى : جهنم ـ لظى ـ الحطمة ـ السعير ـ سقر ـ الجحيم ـ الهاوية


وقيل هم : باب لليهود وباب للنصارى وباب للمجوس وباب لمشركى العرب وباب للمنافقين وباب للصابئين وباب لأهل التوحيد العصاة
الآيات 45 ـ 50


( إن المتقين فى جنات وعيون * ادخلوها بسلام آمنين * ونزعنا ما فى صدورهم من غل إخوانا على سرر متقابلين * لا يمسهم فيها نصب وما هم منها بمخرجين * نبئ عبادى أنى أنا الغفور الرحيم * وأن عذابى هو العذاب الأليم )


أما المؤمنين فلهم جنات عدن بها عيون الماء العذب الذى لا يتغير طعمه وأنهار المشارب ، يقال لهم ادخلوها سالمين من الآفات والأذى ومسلما عليكم


وينزع الغل والحقد الذى كان فى نفوس المؤمنين مما وقع عليهم من ظلم فى الدنيا من نفوسهم و تصبح صدورهم صافية ، ويتكئون على سرر متقابلة وجوههم .


لا يمسهم تعب ولا صخب ولا مرض


ولا يخرجون من الجنة أبدا .


قل يا محمد لعبادى المحسنين فى عبادتهم أن الله هو الغفور لكم الرحيم بكم .


وأن عذاب الله للكافرين والظالمين إنما هو عذاب شديد مؤلم .
الآيات 51 ـ 4 6


( ونبئهم عن ضيف إبراهيم * إذ دخلوا عليه فقالوا سلاما قال إنا منكم وجلون * قالوا لا توجل إنا نبشرك بغلام عليم * قال أبشرتمونى على أن مسنى الكبر فبم تبشرون * قالوا بشرناك بالحق فلا تكن من القانطين * قال ومن يقنط من رحمة ربه إلا الضالون * قال فما خطبكم أيها المرسلون * قالوا إنا أرسلنا إلى قوم مجرمين * إلا آل لوط إنا لمنجوهم أجمعين * إلا امرأته قدرنا إنها لمن الغابرين * فلما جاء آل لوط المرسلون * قال إنكم قوم منكرون * قالوا بل جئناك بما كانوا فيه يمترون * وأتيناك بالحق وإنا لصادقون )


يا محمد اذكر لهم عن ضيوف إبراهيم


أن سارة زوجة إبراهيم عاقرا وبلغت من العمر التسعون ، فيما لا يمكن أن تلد النساء


وإبراهيم عليه السلام فاق المائة


و كان قوم لوط كافرين فجار ، ابتدعوا الفواحش والشذوذ الجنسى مما لم يكن معروفا من قبل ، وكانوا يأتون الرجال بدلا من النساء


وطغوا بكل معانى الطغيان


أرسل الله لهم ثلاثة من الملائكة ( جبريل وميكائيل وإسرافيل ) فى صورة ثلاث شبان حسنة المظهر، أقوياء


بدأوا بزيارة إبراهيم عليه السلام ، فأمر زوجته بإحضار ( عجل حنيذ ) سمين مشوى ـ فقد كان يعرف عنه الكرم والعطاء دون الأخذ ـ وقدمه لهم


ولكن لم تمتد له أيديهم ليأكلوا ( لا تصل إليه ) ، فخاف أن يكونوا قد أرادوا شرا


ولكنهم عرفوه بأنفسهم أنهم ملائكة وجاؤا ليدمروا قوم لوط لكثرة فسادهم وبشروه بأنه سينجب ولدا من زوجته سارة


فضحكت ضحكة استغراب وهى عجوز وزوجها شيخا كما ضحكت أن قوما يأتيهم العذاب وهم غافلون .


فقالوا لها هل تتعجبين من أن هذا أمر الله الذى إذا قضى أمرا فإنه يقول له كن فيكون


تعجب إبراهيم فرحا وقال إنه لا يقنط من رحمة الله إلا الظالمون الضالون ، فبشروه بأن هذا جزاء صبره وإيمانه ، وأنه سيولد لإسحاق ولد يسمى يعقوب من بعده ومن ذريته الأنبياء .


فالله حميد فى أفعاله ممجد فى صفاته .


وهذا إبن الأخ لإبراهيم


لوط بن هاران


وقد سبق التعريف به


نزح مع عمه ، وأنزله مدينة سدوم


كان أهلها يأتون المنكر فى ناديهم وفعل الفواحش التى ابتدعوها ولم يكن يعرفها من قبل أحد وهى الشذوذ الجنسى


فكانوا يأتون الرجال بدلا من النساء


وكانوا يفعلون جميع الشرور


نهاهم لوط ولكن دون جدوى مع الإيذاء والسخرية منه ومن المؤمنين


ولما جاءت رسلنا لوطا سئ بهم وضاق بهم ذرعا وقال هذا يوم عصيب:


أرسل الله لهم ثلاثة ملائكة ( جبريل وميكائيل وإسرافيل ) الذين مروا أولا على إبراهيم وبشروه بمولد اسحاق ،


ثم أخبروه بأنهم قد أرسلهم الله لإهلاك قوم لوط ، وذهبوا إلى لوط وأخبروه خبر السماء وأنهم جاؤا لإهلاك قومه وزوجته ، فقدر الله أنها تكون من الغابرين أى المهلكين الباقين مع قومها .


ولما جاءت الرسل لوطا قالوا له أنهم جاؤا بالعذاب لأهل قريته الذى كانوا يشكون فى وقوعه وأنهم صادقون فيما أخبروه به .
الآيات 65 ، 66


( فأسر بأهلك بقطع من الليل واتبع أدبارهم ولا يلتفت منكم أحد وامضوا حيث تؤمرون * وقضينا إليه ذلك الأمر أن دابر هؤلاء مقطوع مصبحين )


وأمروا لوطا أن يترك القرية هو ومن تبعه من المؤمنين ويترك زوجته التى كانت ترسل إلى قومها إذا أتى ضيف الى زوجها ليفعلوا به الفاحشة


واتبع أدبارهم : وأن يكون لوطا يمشى وراءهم ليكون أحفظ لهم


ولا يلتفت منكم أحد : وإذا سمعتم الصيحة لا يلتفت أحد واتركوا قومكم فى العذاب


وامضوا حيث تؤمرون : وكانت معهم ملائكة تهديهم إلى الطريق


وقضينا إليه ذلك الأمر أن دابر هؤلاء مقطوع مصبحين : وقضى بأن يكون القوم مهلكين فى الصباح


الآيات 67 ـ 72


( وجاء أهل المدينة يستبشرون * قال إن هؤلاء ضيفى فلا تفضحون * واتقوا الله ولا تخزون * قالوا أولم ننهك عن العالمين * قال هؤلاء بناتى إن كنتم فاعلين * لعمرك إنهم لفى سكرتهم يعمهون )


وجاء القوم مسرعين بفاحشتهم ، وحاولوا أن يغتصبوا الملائكة الذين ظنوا أنهم شبان حسنة المظهر وقاومهم لوط وقاوموه .


قال لهم لا تفضحونى فى ضيفى ، أليس منكم رجل عاقل يراجعكم عن فعلكم ، خافوا الله ولا تسيؤا بفعلكم .


فرفضوا الزواج حلالا وأصروا على فعلهم المنكر وقالوا أولم ننهاك عن استضافة أحد .


قال لهم لوط : لو أردتم زواجا فبنات قريتنا أحل لكم وأطهر من أن تأتوا الفاحشة ومن منكم متزوج فليأت زوجته ،


قالوا له : لا نرغب فى البنات والنساء وأنت تعلم رغبتنا فى الرجال .


يقول الله لمحمد صلى الله عليه وسلم : لعمرك إنهم لفى سكرتهم يعمهون وحياتك يا محمد إنهم يترددون ويلعبون كالسكارى .... وهذا تشريف لمحمد صلى الله عليه وسلم

الحجر من 14 ـ 38

الآيات 14 ، 15



( ولو فتحنا عليهم بابا من السماء فظلوا فيه يعرجون * لقالوا إنما سكرت أبصارنا بل نحن قوم مسحورون )


يوضح الله أن الكفار متعنتون فى كفرهم معاندون فيقول :


لو فتحنا لهم بابا فى السماء ليصعدوا فيها لكذبوا وقالوا إنما نحن مسحورون وشبه علينا .


الآيات 16 ـ 20


( ولقد جعلنا فى السماء بروجا وزيناها للناظرين * وحفظناها من كل شيطان رجيم * إلا من استرق السمع فأتبعه شهاب مبين * والأرض مددناها وألقينا فيها رواسى وأنبتنا فيها من كل شئ موزون * وجعلنا لكم فيها معايش ومن لستم له برازقين )


البروج : هى مجموعات من النجوم تتجاور بعضها وتكون أشكالا معينة منها ماهو بشكل الميزان ومنها بشكل الدب ومنها بشكل الدلو ... وهكذا


فيقول سبحانه عن خلقه للسماء والنجوم :


هذه النجوم والكواكب خلقها الله فى السماء الدنيا القريبة من الأرض لتكون زينة للأرض ، وعلامات يهتدى بها الإنسان على الأرض ، وإضاءة لها بالشمس والقمر ، كما خلق الشهب ليحرق بها الشياطين الذين يحاولون تطرق السمع لأخبار السماء ، فقد كانوا يحاولون سمع صوت القلم وهو يكتب الأقدار فى اللوح المحفوظ ثم يخبرون أوليائهم من الدجالين ويكذبون على ما سمعوا ليخبروا به الناس ويخدعوهم


فمن حاول ذلك يتبعه شهاب ليحرقه


والشهاب عبارة عن جزء صغير جدا من أحجار السماء عندما يدخل جو الأرض والغلاف الغازى يصطدم به ويشتعل . وبذلك حفظ الله السموات والأرض من أضرار الشياطين .


ومد الله الأرض شرقا وغربا وشمالا وجنوبا ومهدها للناس ليعيشوا عليها ويتنقلون ويسعون لطلب الرزق.


وجعل فى الأرض الأرزاق من نباتات وحيوانات وأسماك وغيرها مما لم يصنع الإنسان لنفسه وإنما صنعها الله ، وجعل كل شئ فيها بقدر موزون معلوم .
ولإيضاح معنى التوازن نضرب مثلا :
الإتزان البيئى


وهذا .. علم البيئة الذى يحدثنا عن الإتزان البيئى


فكل شئ على سطح الأرض فى حالة توازن بيئى وهذا لفظ علمى بحت ورد فى القرآن الكريم ويعبر عن اتزان كلا من الأحياء من نبات وحيوان وغير أحياء كالغازات والمعادن والضوء وكل شئ من قبيل ذلك .


فمثلا كمية الأكسجين وغاز ثانى أكسيد الكربون وغاز النيتروجين فى الهواء الجوى لها نسب معلومة ، إذ يتكون الهواء الجوى من حوالى 21 % أكسجين ، و 3., % ثانى أكسيد الكربون ، 87 % من حجمه نيتروجين ، 1 % غازات أخرى


وتظل هذه النسب ثابتة فى الظروف العادية بسبب التوازن الدقيق الذى وضعه الخالق سبحانه وتعالى فى خلق الكون بين عمليتى تنفس الكائنات الحية وعملية البناء الضوئى فى النبات ، ففى عملية التنفس يستهلك غاز الأكسجين ويستبدل بغاز ثانى أكسيد الكربون ، وهذه الزيادة فى نسبة الغاز الأخير يستهلك فى عملية البناء الضوئى فى النبات لتعوض المفقود من غاز الأكسجين ويصنع عن طريق ذلك غذاء النبات فى مصنعه الورقة ، وهكذا يصبح الغازين فى إتزان و تكامل .


الآيات 21 ـ 25


( وإن من شئ إلا عندنا خزائنه وما ننزله إلا بقدر معلوم * وأرسلنا الرياح لواقح فأنزلنا من السماء ماء فاسقيناكموه وما أنتم له بخازنين * وإنا لنحن نحى ونميت ونحن الوارثون * ولقد علمنا المستقدمين منكم ولقد علمنا المستأخرين * وإن ربك هو يحشرهم ، إنه حكيم عليم )


يقول الله تعالى عن ذاته الشريفة أنه مالك كل شئ وعنده خزائن كل شئ ولكن ينزل منها بمقدار كما يريد ويشاء لحكمة بالغة ورحمة بعباده


وأنه يرسل الرياح تلقح بعضها البعض فيسقط المطر ، ويسقيكم الله المطر عذبا تشربوه وتسقون الزروع والحيوانات ولكنكم لا يمكنكم تخزينه وإنما يسلكه الله ينابيع وعيون ويقوم هو بتخزينه وحفظه .


وكذلك تسبب الرياح تلقيح النباتات فتنبت


وإن الله هو الذى خلق الأحياء من موت أى من عدم ، ثم يميت الأحياء ثم يحيهم مرة أخرى ، وله ميراث كل شئ


ولقد علمنا المستقدمين منكم ولقد علمنا المستأخرين : وسبحانه يعلم الأول منهم والآخر ـ ويعلم من هو حى ومن سيأت إلى يوم القيامة


ثم يجمع الناس جميعا إليه يوم القيامة


فهو حكيم فى أفعاله عليم بكل شئ خيرا وشرا .


الآيات 26 ، 27


( ولقد خلقنا الإنسان من صلصال من حمأ مسنون * والجان خلقناه من قبل من نار السموم )


يخبر الله عن كيفية خلقه الإنسان والجان فيقول :


لقد خلقنا الإنسان من الطين المنتن ( وهو التراب بعد أن يبلل بالماء ويترك لينتن ثم يجف ثم يصير فخارا )


وخلق الجان قبل الإنسان من طرف اللهب وهو أحسن النار .


الآيات 28 ـ 38


( وإذ قال ربك للملائكة إنى خالق بشرا من صلصال من حمأ مسنون * فإذا سويته ونفخت فيه من روحى فقعوا له ساجدين * فسجد الملائكة كلهم أجمعون * إلا إبليس أبى أن يكون مع الساجدين * قال يا إبليس ما لك ألا تكون مع الساجدين * قال لم أكن لأسجد لبشر خلقته من صلصال من حمأ مسنون * قال فاخرج منها فإنك رجيم * وإن عليك اللعنة إلى يوم الدين * قال رب فأنظرنى إلى يوم يبعثون * قال فإنك من المنظرين * إلى يوم الوقت المعلوم )


قال الله للملائكة :


إنى خلقت وصورت من الطين المبلل بالماء بشرا ، فإذا نفخت الروح فى آدم وقام رجلا فاسجدوا له ( والسجود هنا ليس سجود عبادة وإنما إنحناءة التحية )


فلما نفخ الله فى آدم الروح وصار رجلا ، سجد الملائكة كلهم طاعة لله


ولكن نظر إبليس نفسه بطريق المقايسة بينه وبين آدم ورأى نفسه أشرف من آدم ، فامتنع عن السجود حسدا له .


هذا القياس من إبليس كان فاسد الأعتبار فإن الطين أنفع وخير من النار حيث الطين فيه الرزانة والأناة والنوم أما النار فيها الطيش والخفة والسرعة والإحراق


ثم آدم شرفه الله بأربعة تشريفات


1 ـ خلقه بيده الكريمة


2 ـ نفخ فيه من روحه


3 ـ أمر الملائكة بالسجود له


4 ـ علمه الأسماء


وهنا كان عدم تنفيذ إبليس الأمر من الله كان من الكفر لأنه رد الأمر على ربه وامتنع استكبارا وليس عجزا


ــ غضب الله عليه وقال له :


ما الذى منعك من طاعتى بالسجود لآدم


ــ قال إبليس : إنى لا أسجد لبشر خلقته من الطين وأنا أفضل منه خلقتنى من النار ــ ــ فقال له الله عز وجل : أخرج من رحمتى وجنتى وسماه إبليس ( أى خارج عن الطاعة وخارج من رحمة ربه )


ــ وإنك رجيم ... أى مرجوم بغضب الله واللعنات فى النار إلى يوم القيامة


ــ قال : رب اتركنى لا أموت حتى يوم القيامة


ــ قال الله له : لك ما سألت وأنت متروك حتى يوم القيامة فى وقت يعلمه الله .


الاثنين، 20 يونيو 2011

سورة الحجر

تفسير سورة الحجر



بسم اللـــــه الرحمن الرحيــــــم


الآيات 1 ـ 3


( الر، تلك آيات الكتاب وقرآن مبين * ربما يود الذين كفروا لو كانوا مسلمين * ذرهم يأكلوا ويتمتعوا ويلههم الأمل ، فسوف يعلمون )


الر : الحروف فى بدايات السور كما سبق التوضيح


هذا القرآن وما به من عبر و عظات وإنذار يعبر عن قدرات وعظمة الخالق لمن أراد أن ينجو من عذاب الله


سيندم الكفار عن عدم إيمانهم ويتمنوا لو كانوا أسلموا وما تعرضوا لغضب وعقاب الله


فاتركهم يخوضوا فيما يخوضون فيه وتشغلهم آمالهم الواهية عن ذكر الله واتباع الحق


فسوف يعلمون الحق عندما يأتيهم العذاب .


الآيات 4 ـ 5


( وما أهلكنا من قرية إلا ولها كتاب معلوم * ما تسبق من أمة أجلها وما يستأخرون )


لم يهلك الله من أهل قرية إلا بعد قيام الحجة عليهم وإنتهاء أجلهم


فلا تؤخر عند موعد هلاكها ولا تتقدم عن موعدها الذى حدده الله لها


وهذا كان تنبيه لأهل مكة تحذيرا لهم من الإصرار على الكفر


وكذلك لكل أمة ظالمة .


الحجر : هى ديار ثمود

 
الآيات 6 ـ 9


( وقالوا يا أيها الذى نزل عليه الذكر إنك لمجنون * لو ما تأتينا بالملائكة إن كنت من الصادقين * ما ننزل الملائكة إلا بالحق وما كانوا إذا منظرين * إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون )


وهؤلاء الكفار يتعنتون ويقولون لرسول الله صلى الله عليه وسلم : إنك مجنون أن تطلب منا اتباعك


ويقولون هات لنا الملائكة لنراها إذا كنت صادقا فيما تزعم


فيقول لهم الله جل جلاله : ما ننزل الملائكة إلا بالحق : لا ننزل الملائكة إلا للرسالة أو لتعذيب أمة


ولو نزلوا فلن تروهم فطبيعتهم غير طبيعة البشر


إن الله هو الذى أنزل القرآن وهو حافظا له من أى تغيير أو تبديل .


الآيات 10 ـ 13


( ولقد أرسلنا من قبلك فى شيع الأولين * وما يأتيهم من رسول إلا كانوا به يستهزئون * كذلك نسلكه فى قلوب المجرمين * لا يؤمنون به ، وقد خلت سنة الأولين )


يقول الله تعالى لنبيه ورسوله محمد صلى الله عليه وسلم :

لا تحزن فقد سلك المشركون من قبل فى الأمم السابقة نفس ما فعله كفار قريش من تكذيب وإجرام وشرك


فكلما أرسلنا رسول فإن المشركين يستهزئون به


وهكذا سلك الإجرام هذا فى سلوك المكذبين


فهم لا يؤمنون ، وقد علم ما فعله الله من إهلاك المكذبين ونصر المؤمنين دائما .


إبراهيم ....

الآيات 24 ـ 26



( ألم تر كيف ضرب الله مثلا كلمة طيبة كشجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها فى السماء * تؤتى أكلها كل حين بإذن ربها ، ويضرب الله الأمثال للناس لعلهم يتذكرون * ومثل كلمة خبيثة كشجرة خبيثة اجتثت من فوق الأرض ما لها من قرار )


يضرب الله الأمثال للناس ليفهموا ويعقلوا ويتذكروا وعبرة


فيمثل الله الكلمة الطيبة بشجرة مثمرة ثابتة فى الأرض وتعلو فى السماء وتعطى ثمرها خيرا طيبا وهو حال المؤمن ترفع له أعماله الصالحة ليلا ونهارا .


ويمثل الكلمة السيئة وكلمة الكفر بشجرة سيئة أصولها فوق الأرض غير ثابتة تقطع من فوق الأرض لا تأت بثمر مثل شجر الحنظل ، والكافر لا يرفع له إلا أفعاله الضالة .


الآية 27


( يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت فى الحياة الدنيا وفى الآخرة ، ويضل الله الظالمين ، ويفعل الله ما يشاء )


إذا سئل المسلم فى الدنيا وفى القبر ، فإنه يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله


أما الكافرين فيضلهم الله عند السؤال فلا يستطيعون إجابة


والله يفعل ما يريد .


الآيات 28 ـ 30


( ألم تر إلى الذين بدلوا نعمت الله كفرا وأحلوا قومهم دار البوار * جهنم يصلونها ، وبئس القرار * وجعلوا لله أندادا ليضلوا عن سبيله ، قل تمتعوا فإن مصيركم إلى النار )


هؤلاء الكفار الذين بدلوا كلمات الله الحق قد أضلوا قومهم وأهلكوهم


ليس لهم استقرار إلا فى جهنم يصلون سعيرها


فقد جعلوا لله أندادا يعبدونها من دونه فأضلوهم عن الحق


قل لهم يا محمد أن مصيرهم هو جهنم .
الآية 31


( قل لعبادى الذين آمنوا يقيموا الصلاة وينفقوا مما رزقناهم سرا وعلانية من قبل أن يأتى يوم لا بيع فيه ولا خلال )


وقل يا محمد للمؤمنين يقيموا الصلاة بأن يؤدوا الصلاة فى أوقاتها وبحق اٌحسان فيها والخشية وتأدية مناسكها على وجهها


وينفقوا من أموالهم التى رزقهم الله فى السر وفى العلانية


من قبل أن يأت يوم القيامة أو يأتيهم الموت حيث لا تقبل نفقات ولا صداقات ولا شفاعات الأصدقاء ولو افتدى بملء الأرض ذهبا .


الآيات 32 ـ 34


( الله الذى خلق السموات والأرض وأنزل من السماء ماء فأخرج به من الثمرات رزقا لكم ، وسخر لكم الفلك لتجرى فى البحر بأمره ، وسخر لكم الأنهار * وسخر لكم الشمس والقمر دآئبين ، وسخر لكم الليل والنهار * وآتاكم من كل ما سألتموه ، وإن تعدوا نعمت الله لا تحصوها ، إن الإنسان لظلوم كفار )


وتلك نعم الله على خلقه :


خلق السموات والأرض وسخر كل ما فيهما للإنسان


أنزل ماء المطر من السماء ليخرج الزروع بأنواعها والثمرات والمرعى للأنعام


سخر السفن تجرى فى البحر ليسهل التنقل بين أنحاء الأرض للإنتفاع والتجارة


وجعل الأنهار العذبة مسخرة للشرب والزراعة والإستخدامات النافعة


وجعل الشمس والقمر فى حركة دائمة متتابعة للدفء والإنارة والغذاء فضوء الشمس لازم لعملية البناء الضوئى ونمو النبات وبها فيتامين د وغيرها من المنافع


وجعل الليل للراحة والنهار للسعى لطلب الرزق


وأعطى الإنسان من كل خير سأله


ولو حاول الإنسان أن يعد نعم الله لا يمكن له إحصاءها


ولكن مع ذلك كله فهو يكفر بنعم الله أو بالله ذاته الشريفة ويظلم .
الآيات 35 ، 36


( وإذ قال إبراهيم رب اجعل هذا البلد آمنا واجنبنى وبنى أن نعبد الأصنام * رب إنهن أضللن كثيرا من الناس ، فمن تبعنى فإنه منى ، ومن عصانى فإنك غفور رحيم )


وهذا أبو الأنبياء إبراهيم عليه السلام يدعو الله بعد أن بنى الكعبة وترك زوجته هاجر وابنه اسماعيل فى مكة فإنه يدعو أن يجعل الله مكة آمنة من عبادة الأصنام ويطهرها من الكفار عبدة الأصنام ويدعو لنفسه ولأبناءه وذريته بأن يطهرهم من الشرك والأوثان


فقد أضل الكفار الكثيرين من الناس


ويقول من اتبعنى فهو منى ومن لم يتبعنى فى التوحيد فى عبادة الله فأنا برئ من فعله وعفوك ومغفرتك أوسع لهم .


الآية 37


( ربنا إنى أسكنت من ذريتى بواد غير ذى زرع عند بيتك المحرم ربنا ليقيموا الصلاة فاجعل أفئدة من الناس تهوى إليهم وارزقهم من الثمرات لعلهم يشكرون )


قول إبراهيم عليه السلام :


اللهم إنى اسكنت بعضا من ذريتى ( وهى زوجته هاجر وابنه إسماعيل ) فى وادى من مكة عند البيت الذى جعلته حراما ليتمكن الناس من إقامة الصلاة ، ليس عنده زرع ، فاجعل اللهم لهم فيه زروعا وثمارا واجعل نفوس الناس تستهوى وتحب أن تعيش فيه ليعمروه ويشكروا الله على ما رزقهم فيه .


الآيات 38 ـ 41


( ربنا إنك تعلم ما نخفى وما نعلن ، وما يخفى على الله من شئ فى الأرض ولا فى السماء * الحمد لله الذى وهب لى على الكبر إسماعيل وإسحاق ، إن ربى لسميع الدعاء * رب اجعلنى مقيم الصلاة ومن ذريتى ، ربنا وتقبل دعاء * ربنا اغفر لى ولوالدى وللمؤمنين يوم يقوم الحساب )


يقول إبراهيم عليه السلام داعيا الله :


اللهم إن علمك يسع جميع ما نفعل فى السر والعلانية


ولا يخفى عليك شئ فى الأرض أو فى السماء


الحمد لله الذى رزقنى إسماعيل ولدا وقد كبرت وأصبحت شيخا من هاجر ورزقتنى إسحاق من سارة التى بلغت الستون من عمرها وأنا فى التسعين من عمرى


وقد سمعت لدعائى عندما دعوت بالذرية الصالحة


اللهم يسر لى أن أقيم الصلاة فى أوقاتها وبخشوعها واجعل ذريتى تقيم الصلاة وتداوم عليها


اللهم تقبل دعائى


اللهم اغفر لى ولوالدى واغفر للمؤمنين يوم القيامة
الآيات 42 ، 43


( ولا تحسبن الله غافلا عما يعمل الظالمون ، إنما يؤخرهم ليوم تشخص فيه الأبصار * مهطعين مقنعى رؤسهم لا يرتد إليهم طرفهم ، وأفئدتهم هواء )


ينذر الله الناس فيقول :


ـ ولا تحسبن الله غافلا عما يعمل الظالمون : لا تظنون أن الله لا يعلم ما يفعله الظالمون


ـ إنما يؤخرهم ليوم تشخص فيه الأبصار : إنما يترك محاسبتهم ليوم القيامة حيث ترتفع الأبصار ولا تطرف العيون


ـ مهطعين مقنعى رؤسهم : رافعين رؤسهم لا يرتد إليهم طرفهم : ولا تغمض أعينهم من شدة هول أحداث القيامة


ـ وأفئدتهم هواء : وقلوبهم خاوية من الفهم من شدة الحيرة .


الآيات 44 ـ 46


( وأنذر الناس يوم يأتيهم العذاب فيقول الذين ظلموا ربنا أخرنا إلى أجل قريب نجب دعوتك ونتبع الرسل ، أو لم تكونوا أقسمتم من قبل ما لكم من زوال * وسكنتم فى مساكن الذين ظلموا أنفسهم وتبين لكم كيف فعلنا بهم وضربنا لكم الأمثال * وقد مكروا مكرهم وعند الله مكرهم وإن كان مكرهم لتزول منه الجبال )


أنذر يا محمد الكافرين عندما تقوم الساعة ويأتيهم عذاب الله وعقابه إذ يندمون ويتمنون لو كان الله يؤخرهم إلى وقت قليل ليتبعوا الرسل ويؤمنون بالله ويطيعوه لينجوا من العذاب


ولا جدوى من تمنياتهم فلا فرصة ولا رجوع .


يقال لهم ألستم كنتم أقسمتم أنكم لن يزول سلطانكم ولا قاهر لكم ؟.. وهذا للتأنيب والتوبيخ .


لقد سكنتم منازل الأقوام التى عوقبت قبلكم ولم تعتبروا بالرغم من أن الله ضرب لكم الأمثال وقص لكم قصصهم لتعتبروا


ولكنكم لم تعتبروا وخطتم ودبرتم لمحاربة الله ورسله والمؤمنين ولكن الله أحكم وأسرع منكم مكرا فدمركم ونصر رسله ومن اتبعوهم ، بالرغم من أن تدبيركم كانت لتزول من كرهه الجبال .
الآيات 47 ـ 48


( فلا تحسبن الله مخلف وعده رسله ، إن الله عزيز ذو انتقام * يوم تبدل الأرض غير الأرض والسموات ، وبرزوا لله الواحد القهار )


والله لا يخلف وعده لرسله بأن ينصرهم ومن اتبعوهم على أعداءهم فى الدنيا والآخرة ، والله قوى لا يغالب وذو انتقام من الظالمين .


يوم القيامة حيث يبدل الله الأرض والسموات بغيرهن لجمع الناس وحسابهم وعقاب الظالمين . فالله هو الإله الواحد قاهر كل شئ ومسيطر على كل شئ .


الآيات 49 ـ 51


( وترى المجرمين يومئذ مقرنين فى الأصفاد * سرابيلهم من قطران وتغشى وجوههم النار * ليجزى الله كل نفس ما كسبت ، إن الله سريع الحساب )


ويوم القيامة سترى يا محمد الكافرين المجرمين مقيدون فى جماعات متشابهة قرناء كلٌ على شاكلته


سرابيلهم من قطران : يلبسون ثياب من القطران ( الزفت )


والنار تلفح وجوههم


وتحاسب كل نفس على ما فعلت


فالله سريع المحاسبة يومئذ .
الآية 52


( هذا بلاغ للناس ولينذروا به وليعلموا أنما هو إله واحد وليذكر أولوا الألباب )


وهذا بلاغ للإنس والجن ليتعظوا به


إن إلاهكم واحد ويستدل عليه ذوو العقول من الحجج والبراهين .


ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
تمت بحمد الله تعالى .

السبت، 18 يونيو 2011

إلى 23 مع إبراهيم

الآية 21



( وبرزوا لله جميعا فقال الضعفاء للذين استكبروا إنا كنا لكم تبعا فهل أنتم مغنون عنا من عذاب الله من شئ ، وقالوا لو هدانا الله لهديناكم ، سواء علينا أجزعنا أم صبرنا ما لنا من محيص )
وبرزوا : ويجتمع الناس جميعا صالحها وفاجرها فى أرض واسعة لا ستر فيها


فيقول الضعفاء لمن اتبعوا من عظماء القوم : نحن كنا نتبعكم ونطيعكم فيما أمرتونا به ، فهل لكم أن تنقذونا من عذاب الله اليوم ؟


يقول لهم المستكبرين : لو كان الله هدانا الطريق القويم لكنا هديناكم إليه ولكن نحن وأنتم على سواء ومهما جزعنا أو صبرنا فليس لنا من عذاب الله من منقذ ولا مخرج من النار .
الآيات 22 ـ 23


( وقال الشيطان لما قضى الأمر إن الله وعدكم وعد الحق ووعدتكم فأخلفتكم ، وما كان لى عليكم من سلطان إلا أن دعوتكم فاستجبتم لى ، فلا تلومونى ولوموا أنفسكم ، ما أنا بمصرخكم وما أنتم بمصرخى ، إنى كفرت بما أشركتمون من قبل ، إن الظالمين لهم عذاب أليم * وأدخل الذين آمنوا وعملوا الصالحات جنات تجرى من تحتها الأنهار خالدين فيها بإذن ربهم ، تحيتهم فيها سلام )


وبعد أن قضى الله بين العباد وانتهى الأمر وأدخل أهل الجنة الجنة ، وأدخل أهل النار النار ، يقف إبليس خطيبا فى أهل النار ويقول لهم ليزيدهم حسة على ما صاروا إليه فيقول :


لقد وعدكم الله على ألسنة رسله بالوعد الحق والنجاة وأنا وعدتكم بالعزة فى المعصية ولكنكم اتبعتونى وتركتم طريق الهداية ولم أجبر منكم أحدا على طاعتى ولكنكم أطعتونى بإرادتكم فلا تلومونى وإنما لوموا أنفسكم


ما أنا بمصرخكم وما أنتم بمصرخى : فلا أنا منقذكم ولا نافعكم اليوم ولا أنتم بمنقذوننى مما أنا فيه


فقد من قبل وجحدت أن أكون شريكا لله .


وأنتم ظلمتم بإعراضكم عن الحق واتبعتم الباطل والظالمين ليس لهم إلا العذاب المؤلم


أما المؤمنين فلهم الجنة فيها من أنهار الخير وأنواع النعيم ويسلم عليهم الملائكة ليحيونهم .


إبراهيم 1 ـ 20

تفسير سورة إبراهيم



بسم الله الرحمن الرحيم


الآيات 1 ـ 3


( الر ، كتاب أنزلناه إليك لتخرج الناس من الظلمات إلى النور بإذن ربهم إلى صراط العزيز الحميد * الله الذى له ما فى السموات وما فى الأرض ، وويل للكافرين من عذاب شديد * الذين يستحبون الحياة الدنيا على الآخرة ويصدون عن سبيل الله ويبغونها عوجا ، أولئك فى ضلال بعيد )


الر : الحروف فى بداية السور كما أوضحنا من قبل


هذا الكتاب ( القرآن ) أنزلناه من عند الله إليك يا محمد لتخرج الناس من ظلمات الجهل والبغى إلى نور الهداية والإيمان والرشد وذلك بإذن الله ربهم ليهديهم إلى طريق الله العزيز الذى يغلب ولا يمانع القاهر المحمود فى أفعاله وأوامره


الله الذى له سلطان السماء والأرض وكل ما فيهما خاضع له


ويوم القيامة العذاب الشديد لمن كفر به


فهم يحبون الدنيا أكثر من الآخرة ويمنعون الناس عن عبادة الله الحق واتباع الرسل


ويريدون أن يميلوا عن الطريق المستقيم إلى الضلال


وهؤلاء هم فى ضلال عظيم .


الآية 4


( وما أرسلنا من رسول إلا بلسان قومه ليبين لهم فيضل الله من يشاء ويهدى من يشاء ، وهو العزيز الحكيم )


من لطف الله بعباده أنه يرسل الرسل بلغة قومهم ليفهموا وتقام عليهم الحجة


ويضل الله من يريد ويهدى من يريد فهو الحكيم فى أقواله وأفعاله وعزيز قوى لا يغالبه أحد .


الآية 5


( ولقد أرسلنا موسى بآياتنا أن أخرج قومك من الظلمات إلى النور وذكرهم بأيام الله إن فى ذلك لآيات لكل صبار شكور )


يقول الله تعالى : فكما أرسلناك يا محمد بالقرآن لتخرج الناس من الظلمات إلى النور بهدى القرآن سبق أن أرسلنا موسى لقومه بنى إسرائيل بالتوراة هدى ونور وتذكرة ودعوة الحق


وذكرهم بأيام الله : ذكرهم بالأيام التى أنعم الله فيها عليهم بأن نجاهم من فرعون وأغرق فرعون وأعوانه وأن فلق بهم البحر لينجيهم ويغرق أعداءهم وبأن ظلل عليهم الغمام وأنزل لهم المن والسلوى وغير ذلك من نعم الله عليهم


وكل هذا لعل الناس تعتبر وتشكر الله حق شكره وتصبر على البلاء .


الآيات 6 ـ 8


( وإذ قال موسى لقومه اذكروا نعمة الله عليكم إذ أنجاكم من آل فرعون يسومونكم سوء العذاب ويذبحون أبنآءكم ويستحيون نساءكم وفى ذالكم بلاء من ربكم عظيم * وإذ تأذن ربكم لئن شكرتم لأزيدنكم ولئن كفرتم إن عذابى لشديد * وقال موسى إن تكفروا أنتم ومن فى الأرض جميعا فإن الله لغنى حميد )


يذكر الله اليهود بقصتهم مع فرعون ومع نبيهم موسى ويكشف أسرارا كان لا يعرفها إلا أحبارهم


وهى " كان موسى ومن آمن معه يعانون العذاب من فرعون الذى قال له أحد الكهنة أن نهاية ملكه على يد غلام يزلد من بنى إسرائيل


فكان فرعون يقتل الأولاد ويترك البنات ( يستحى بمعنى يترك ) وهذا يسبب بلاء أزمات خلقية للنساء بعدم الزواج وأزمات فى شعب كله من النساء ولا توجد الأيدى العاملة من الرجال للأعمال التى لا تصلح إلا للرجال ويتدمر المجتمع


وفى ذالكم بلاء من ربكم عظيم : ولله عليكم عظيم الإمتنان والنعمة بأن أنقذكم من ذلك ، وأنتم عاجزون عن آداء شكرها وإختبار من الله بهل ستؤدون شكرها لله أم لا ( مثل .. ونبلوكم بالشر والخير فتنة )
وإذ تأذن ربكم لئن شكرتم لأزيدنكم ولئن كفرتم إن عذابى لشديد : وقد علمكم الله أن لو شكرتم أن يزيدكم فضلا ولو كفرتم فإن الله عذابه مؤلم .


وقال موسى إن تكفروا أنتم ومن فى الأرض جميعا فإن الله لغنى حميد : وقال موسى لقومه لو كفرتم أنتم وجميع من على الأرض فلن تضروا الله شيئا وهو غنى عنكم حميد محمود .

الآية 9


( ألم يأتكم نبؤا الذين من قبلكم قوم نوح وعاد وثمود ، والذين من بعدهم ، لا يعلمهم إلا الله ، جاءتهم رسلهم بالبينات فردوا أيديهم فى أفواههم وقالوا إنا كفرنا بما أرسلتم به وإنا لفى شك مما تدعوننا إليه مريب )


لقد أخبر الله عن أخبار الأقوام السابقة من أمثال قوم نوح وقوم عاد وقوم ثمود ، وأقوام بعدهم الله وحده الذى يعلم أخبارهم لتكون عبرة للناس


جاءتهم رسلهم بالبينات فردّوا أيديهم فى أفواههم : لما جاءت رسلهم ليذكروهم بالله والإيمان وضعوا أصابعهم إلى أفواه الرسل يأمرونهم بالسكوت ويشيرون لهم بالتكذيب


وقالوا لهم أنهم لا يصدقونهم ولا يريدون اتباع ما جاؤا به وأنهم يشكون فيما يقولون شكا قويا .
الآيات 10 ـ 12


( قالت رسلهم أفى الله شك فاطر السموات والأرض ، يدعوكم ليغفر لكم من ذنوبكم ويؤخركم إلى أجل مسمى قالوا إن أنتم إلا بشر مثلنا تريدون أن تصدونا عما كان يعبد آباؤنا فأتونا بسلطان مبين * قالت لهم رسلهم إن نحن إلا بشر مثلكم ولكن الله يمن على من يشاء من عباده ، وما كان لنا أن نأتيكم بسلطان إلا بإذن الله ، وعلى الله فليتوكل المؤمنون * وما لنا ألا نتوكل على الله وقد هدانا سبلنا ، ولنصبرن على ما آذيتمونا ، وعلى الله فليتوكل المتوكلون )


وتدور بين الكفار وبين رسلهم حوار متشابه فيقولون الرسل : ليس فى وجود الله شك ، فإن فطرة الله التى فطر الناس عليها توجب الإيمان بوجوده فهو خالق السموات والأرض وجميع الموجودات


فالله يدعوكم ليغفر لكم ذنوبكم يوم القيامة ويؤخر حسابكم إلى أجل يعلمه لتستغفروا وتتوبوا


فيقول المكذبون : أنتم بشر مثلنا وتريدون أن تتفضلوا علينا وأنتم كاذبون ما أنزل الله لكم من شئ ولم نجد معكم معجزة تثبت صدقكم ، إنما أنتم تريدون أن تمنعونا من عبادة ما عبد آباؤنا .


فتقول الرسل : نحن حقا بشر مثلكم ولكن الله منّ علينا بالنبوة والرسالة وليس لنا أن نأت لكم بمعجزات إلا بإذن الله ونحن نتوكل عليه فى كل أمورنا ويتوكل على الله المؤمنون به


وكيف لا نتوكل عليه وقد هدانا إلى الحق


فافعلوا ما شئتم وسنصبر على أذاكم لنا وعلى الله نتوكل ويتوكل من آمن به .
الآيات 13 ـ 17


( وقال الذين كفروا لرسلهم لنخرجنكم من أرضنا أو لتعودن فى ملتنا ، فأوحى إليهم ربهم لنهلكن الظالمين * ولنسكننكم الأرض من بعدهم ، ذلك لمن خاف مقامى وخاف وعيد * واستفتحوا وخاب كل جبار عنيد * من ورائه جهنم ويسقى من ماء صديد * يتجرعه ولا يكاد يسيغه ويأتيه الموت من كل مكان وما هو بميت ، ومن ورائه عذاب غليظ )


يتوعد الكفار المرسلين بالأذى والطرد من أرضهم وإلا ليتركوا دعوتهم الحق ويرجعوا إلى الضلال فى ملة أقوامهم الكافرين .


فيوحى الله للمرسلين بأنه ناصرهم ومهلك المكذبين الظالمين ، وأن يملكهم أرضهم من بعد هلاكهم ، وهذا دائما لمن خاف الوقوف بين يدى الله وخاف وعيده وعذابه .


وتدعوا الرسل ( استفتحوا ) فينصرهم الله على من عداهم ويهلك الكافرين المعاندين المتجبرين .


وتنتظره جهنم من وراءه بالمرصاد ليلقى فيها ويسكنها خالدا يوم القيامة


سقياه فى جهنم من القيح والدم ومما يسيل من لحمه وجلده ، فلا يستسيغ طعمه فيضرب بمطارق من الحديد ليشربه قهرا ( يتجرعه )


ويشعر كـأنه يعانى الموت والألم فى جسده كله ويعانى أنواع العذاب من كل ناحية وما هو بميت ، ويتلقى العذاب من بعد العذاب الشديد .


الآية 18


( مثل الذين كفروا بربهم ، أعمالهم كرماد اشتدت به الريح فى يوم عاصف ، لا يقدرون مما كسبوا على شئ ، ذلك هو الضلال البعيد )


يشبه الله تعالى عمل الكفار يوم القيامة وقد كانوا يظنون أنهم على حق وسيقبل الله منهم عمل خير فلا يقبله الله يوم القيامة شبهه الله برماد جاءت ريح شديدة فأطارت به ولا يقدرون على الإستفادة منه بشئ .

الآيات 19 ـ 20


( ألم تر أن الله خلق السموات والأرض بالحق ، إن يشأ يذهبكم ويأت بخلق جديد * وما ذلك على الله بعزيز )


يخبر سبحانه أنه إذا كان الله قد قدر على خلق السموات والأرض فهو قادر على أن يهلك الناس ويخلق غيرهم أفضل منه وهذا دليل على قدرته على إعادة المخلوقات بعد الموت يوم القيامة ، وليس ذلك بصعب على الله وقدرته .