مــــرحــــــباَ بـــأحـبـــاب الله مــعــاَ

في طريق الجنة


الأربعاء، 18 مايو 2011

37 ـ 39

الآيات 37 ـ 39



( ولا تمش فى الأرض مرحا ، إنك لن تخرق الأرض ولن تبلغ الجبال طولا * كل ذلك كان سيئه عند ربك مكروها * ذلك مما أوحى إليك ربك من الحكمة ، ولا تجعل مع الله إلاها آخر فتلقى فى جهنم ملوما مدحورا )


ينهى الله عن التبختر والتجبر


ويقول إنك لن تقطع الأرض بمشيك ولن تعلوا الجبال بتفاخرك وإعجابك بنفسك


فقد يدفعك ذلك إلى الكبر والعمل الذى يخفضك فى جهنم


وكل ما سبق ونهى عنه فهو سيئة تؤاخذ عليها ولا يرضاه الله ويكرهه


وهذا من الأخلاق الحميدة التى أمرناك بها ونهيناك عن الأخلاق الرذيلة عن طريق الوحى فأمر بها الناس


ولا تطع ولا تعبد غير الله فيكون مصيرك إلى جهنم وتطرد من كل خير ،


وهذا الحديث يوجه للرسول بأنه وحى له ليأمر الناس به لأنه صلى الله عليه وسلم معصوم من الخطأ ووصفه الله بأنه على خُلق عظيم .


الثلاثاء، 17 مايو 2011

34 ـ 35

الآيات 34 ، 35



( ولا تقربوا مال اليتيم إلا بالتى هى أحسن حتى يبلغ أشده ، وأوفوا بالعهد ، إن العهد كان مسئولا * وأوفوا الكيل إذا كلتم وزنوا بالقسطاس المستقيم ، ذلك خير وأحسن تأويلا )


يأمر الله بأن لا يقترب إلى مال اليتيم إلا بالتى هى أحسن


ويأمر بالوفاء بالعقود والعهود


ويأمر بالعدل فى الميزان


فذلك كله خير لمعاشكم وحياتكم فى الدنيا والآخرة

مع الإسراء

الآية 31

( ولا تقتلوا أولادكم خشية إملاق ، نحن نرزقهم وإياكم ، إن قتلهم كان خطئا كبيرا )


ينهى الله عن قتل الأبناء مخافة الفقر حيث كان بعض الأهل فى الجاهلية يقتلون البنات ولا يورثونهم لأن الله أولى بعبده من أمه فيوصى بالنفقة لهم ويوصى بحقهم فى الميراث والإهتمام بهم فالله يرزقهم كما يرزق أهلهم


فإن قتلهم ذنب كبير عظيم
الآية 32 ، 33


( ولا تقربوا الزنى ، إنه كان فاحشة وسآء سبيلا * ولا تقتلوا النفس التى حرم الله إلا بالحق ، ومن قتل مظلوما فقد جعلنا لوليه سلطانا فلا يسرف فى القتل ، إنه كان منصورا )


ينهى الله عباده عن الزنا فهو ذنب عظيم وهو بئس الطريق والمسلك


وينهى الله عن قتل النفس إلا بحق شرعى كما ورد بحديث النبى صلى الله عليه وسلم " لا يحل دم امرئ مسلم يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله إلا بإحدى ثلاث : النفس بالنفس والزانى المحصن والتارك لدينه المفارق للجماعة "


ومن قتل مظلوما فقد جعلنا لوليه سلطانا : وجعل الله الحق للولى أن يقتل القاتل أو يعفو عنه إن شاء ذلك أو يأخذ ديته أو يتركها وهذا هو السلطان


فلا يسرف فى القتل : فلا يمثل بالقاتل ولا يقتل غير القاتل


إنه كان منصورا : فالولى منصورا على القاتل بيد الشرع

الاثنين، 16 مايو 2011

إسراء

الآيات 26 ـ 28



( وآت ذا القربى حقه والمسكين وابن السبيل ولا تبذر تبذيرا * إن المبذرين كانوا إخوان الشياطين ، وكان الشيطان لربه كفورا * وإما تعرضن عنهم ابتغاء رحمة من ربك ترجوها فقل لهم قولا ميسورا )


يلى بر الوالدين الإحسان إلى القرابة وصلة الأرحام كما ورد بالحديث ، ويوصى بالإنفاق لهم مع عدم التبذير فالمبذرين إخوان الشياطين وأشباههم إذ أن كلا منهما لا يتوسط فى الأمور ويترك الطاعة لله


والشيطان ( كفور ) أى جحود لنعمة ربه


ولو أن أحد الأقرباء طلب منك ماليس بمقدورك فعدهم بميسور الحال وبلطف


الآيات 29 ـ 30


( ولا تجعل يدك مغلولة إلى عنقك ولا تبسطها كل البسط فتقعد ملوما محسورا * إن ربك يبسط الرزق لمن يشاء ويقدر ، إنه كان بعباده خبيرا بصيرا )


ويأمر الله بالتوسط فى النفقة يذم البخل وينهى عن السرف حتى لا يندم الشخص عندما يفقد ماله جميعا ثم يحتاج فلا يجد أو يدعه أقرباءه وذويه لبخله


فالله يوسع على من يشاء ويقتر على من يشاء لأنه خبير بطباع ونفوس عباده ويبصر أحوالهم .


تابع الإسراء

الآيات 23 ، 24



( وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا ، إما يبلغن عندك الكبر أحدهما أو كلاهما فلا تقل لهما أف ولا تنهرهما وقل لهما قولا كريما * واخفض لهما جناح الذل من الرحمة وقل رب ارحمهما كما ربيانى صغيرا )


قضى : وصى


تنهرهما : تضايقهما بفعل قبيح


قولا كريما : قولا طيبا


اخفض لهما جناح الذل من الرحمة : تواضع لهما ووقرهما رحمة بهما


يوصى الله بالمعاملة الحسنة الطيبة للوالدين والرحمة بهما فى الكبر كما ربيا إبنهما فى الصغر والتواضع لهما


قال النبى صلى الله عليه وسلم " إن الله يوصيكم بآبائكم ، إن الله يوصيكم بأمهاتكم ، إن الله يوصيكم بأمهاتكم ، إن الله يوصيكم بأمهاتكم ، ، إن الله يوصيكم بالأقرب فالأقرب "


الآية 25


( ربكم أعلم بما فى نفوسكم ، إن تكونوا صالحين فإنه كان للأوابين غفورا )


فإن صدر منكم بادرة إلى الأبوين وفى نياتكم لا تريدون إلا الخير فالله يعلم ما فى نفوسكم ويغفر لمن تاب ورجع إلى الله


الأحد، 15 مايو 2011

17 ـ 22

الآية 17ـ 22



( وكم أهلكنا من القرون من بعد نوح ، وكفى بربك بذنوب عباده خبيرا بصيرا * من كان يريد العاجلة عجلنا له فيها ما نشاء لمن نريد ثم جعلنا له جهنم يصلاها مذموما مد حورا * ومن أراد الآخرة وسعى لها سعيها وهو مؤمن فأولئك كان سعيهم مشكورا * كلا نمد هؤلاء وهؤلاء من عطاء ربك ، وما كان عطاء ربك محظورا * انظر كيف فضلنا بعضهم على بعض ، وللآخرة أكبر درجات وأكبر تفضيلا * لا تجعل مع الله إلاها آخر فتقعد مذموما مخذولا )


نوح ومن آمنوا معه كانوا أعز على الله من كفار قريش ، ومع ذلك فقد أهلك قرون منهم لما ظلموا فاحذروا من غضب الله أيها المشركون


فالله سميع وبصير بما تعملون .


من أراد الحياة الدنيا وزينتها كان له ما طلب ولكن بإرادة الله ومشيئته ثم إنه فى الآخرة لن يجد إلا الجحيم عقابا له على سوء عملهوهو مذموم ، و(مدحور ) مبعد حقير ذليل


ومن أراد نعيم الآخرة وعمل صالحا وتابع رسول الله فله الجنة والنعيم والثواب .


وكلا من الفريقين من أراد الدنيا ونسى الآخرة ومن أراد الآخرة وعمل صالحا يمدهم الله من الشقاء أو السعادة فلا يمنع عطاء الله أحد


فانظر يا محمد كيف فضلنا بعضهم على بعض فى الدنيا فمنهم الفقير ومنهم الغنى ومنهم الحسن ومنهم القبيح ولكن فى الآخرة يكون التفاوت بينهم أكبر فمنهم من يكون فى الجنة وهى درجات تختلف فى النعيم ومنهم من يكون فى النار وهى دركات تختلف فى أنواع مابها من عذاب أيضا


فلا تعبد مع الله شريك آخر فتصبح مذموما على شركك ويخذلك الله ويتركك لمن عبدت غيره فلا ينصرك .

16

الآية 16



( وإذا أردنا أن نهلك قرية أمرنا مترفيها ففسقوا فيها فحق عليها القول فدمرناها تدميرا )


إذا أراد الله تدمير قرية فإنه يأمر علية القوم المترفين بالطاعات ولكنهم يصرون على فعل الفواحش فيدمرهم شر تدمير ليس بعده قيام بما فعلوا .


ولنا وقفة هنا مع ما يحدث فى هذا الزمان لنرى كيف تتحقق الآية مع كل زمان


ولعلنا نفيق إلى أمر الله ونعتبر وننتهى عن المنكرات وننقذ أنفسنا قبل الهلاك .


15

الآية 15



( من اهتدى فإنما يهتدى لنفسه ، ومن ضل فإنما يضل عليها ، ولا تزر وازرة وزر أخرى ، وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا )


من اتبع الحق واتبع الله ورسوله فإنما يعود ذلك عليه بالحياة الكريمة فى الدنيا والثواب فى الآخرة


ومن ابتعد عن الحق وزاغ عن سبيل الله فإنما يجنى وبال أمره فى الدنيا والآخرة


ولا يحمل أحد ذنب غيره وإنما كلٌ يجنى ثمرة عمله


وما كان الله ليعذب أحد إلا بعد أن يرسل الرسل مبشرين ومنذرين لإقامة الحجة عليهم .

السبت، 14 مايو 2011

13 ، 14

الآيات 13 ، 14



( وكل إنسان ألزمناه طائره فى عنقه ، ونخرج له يوم القيامة كتابا يلقاه منشورا * إقرأ كتابك كفى بنفسك اليوم عليك حسيبا )


ولكل إنسان ما طار من عمله من خير أو شر يسجل عليه ويكتب ليلا ونهارا ثم يجازى به يوم القيامة إذ يجد كتابه ويمسك به بيمينه إن كان سعيدا ويمسك به بشماله إن كان من الأشقياء


ويقال له إقرأ كتابك وهذا عملك كله فى الدنيا صغيرا وكبيرا ويشهد عليك ما كان منك .

11 ، 12

الآية 11



( ويدع الإنسان دعاءه بالخير ، وكان الإنسان عجولا )


يتعجل الإنسان ويظل يدعوا وربما يكون ما يظنه خيرا فهو فى الحقيقة شر له أو لأبنائه أو لماله


وقد يدعو بالموت أو الهلاك والدمار فلو استجاب له ربه لهلك


الآية 12


( وجعلنا الليل والنهار آيتين ، فمحونا آية الليل وجعلنا آية النهار مبصرة لتبتغوا فضلا من ربكم ولتعلموا عدد السنين والحساب ، وكل شئ فصلناه تفصيلا )


من آيات الله التى تدل على عظمة قدرته تعالى المخالفة بين الليل والنهار ليسكن الناس فى الليل ويخلدوا للراحة بعد عناء الإنتشار فى النهار للسعى وجلب الرزق والأسفار والصنائع وكذلك الليل والنهار ليتعلم الناس عدد السنين والحساب والأيام والشهور ويعلموا الآجال المعتمدة للديون والعبادات والمعاملات ، وهذا كله فضل الله


وقد تم إيضاح كل ذلك فى القرآن بدقة .

4 ـ 10

الآيات 4 ـ 8



( وقضينا إلى بنى إسرائيل فى الكتاب لتفسدن فى الأرض مرتين ولتعلن علوا كبيرا * فإذا جاء وعد أولاهما بعثنا عليكم عبادا لنا أولى بأس شديد فجاسوا خلال الديار وكان أمرا مفعولا * ثم رددنا لكم الكرة عليهم وأمددناكم بأموال وبنين وجعلناكم أكثر نفيرا * إن أحسنتم أحسنتم لأنفسكم ، وإن أسأتم فلها ، فإذا جاء وعد الآخرة ليسئوا وجوهكم وليدخلوا المسجد كما دخلوه أول مرة وليتبروا ما علوا تتبيرا * عسى ربكم أن يرحمكم ، وإن عدتم عدنا وجعلنا جهنم للكافرين حصيرا )


يخبر الله تعالى أنه أخبر بنى إسرائيل فى التوراة بأنهم سيفسدون فى الأرض مرتين ويتجبرون و يفجرون على الناس .


المرة الأولى منهما يرسل الله عليهم جندا لهم قوة وبأس شديد وعدة ويتملكون بلاد بنى إسرائيل يروحون ويجيئون لا يخافون لائم .


( وقيل أن هؤلاء الناس هو جالوت وجنوده ثم قتل داود جالوت وتولى الحكم والنبوة وأتاه الله الحكمة والقضاء والعدل . وقيل أنه ملك الموصل سنجاريب وجنوده ، وقيل أنه بختنصر ملك بابل فلا يعلم أيها كان أشد بأسا عليهم ومن المقصود فى هؤلاء فهو أحدهم .)


وعموما فى كل مرة كان النصر فى النهاية لبنى إسرائيل وأمدهم الله بالبنين والأموال ، وجعلهم الله أكثر قوة ( نفيرا ).


ويقول لهم سبحانه إن أحسنتم العمل فلكم وإن أسأتم فعليكم .


وعندما تأت المرة الآخرة أى تفسدون مرة أخرى وتأت أعداءكم فإن أعداءكم يهينوكم ويقهروكم ويدخلوا بيت المقدس كما دخلوا من قبل ويدمروا ويخربوا ( يتبروا ) ما ظهروا عليه وتملكوه ( ما علوا ) تخريبا .


لعل الله يصرف أعداءكم عنكم ، ولكن متى عدتم إلى الإفساد فسوف نجعلهم يقهروكم فى الدنيا وتعذبون فى الآخرة .


ويجعل الله للكافرين جهنم ( حصيرا ) وسجنا ومستقرا وفرشا و محصرا .


الآيات 9 ، 10

( إن هذا القرآن يهدى للتى هى أقوم ويبشر المؤمنين الذين يعملون الصالحات أن لهم أجرا كبيرا * وأن الذين لا يؤمنون بالآخرة أعتدنا لهم عذابا أليما )


إن القرآن الذى أنزل عليك يا محمد يهدى إلى الطريق القويم المستقيم والذى فيه تبشير للمؤمنين الذين أخلصوا عملهم لله وأحسنوا بأن لهم الأجر العظيم والثواب يوم القيامة


أما الذين كفروا بالآخرة ويوم القيامة فقد أعد الله لهم جهنم ليعذبهم فيها العذاب المؤلم .


ونعود لتفسير سورة الإسراء


الآية 1
( سبحان الذى أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصا الذى باركنا حوله لنريه من آياتنا ، إنه هو السميع البصير)


والتسبيح بقدرة الله عز وجل هنا لأن الأمر عظيم ، والإسراء حدث فى الليل ، والهدف منه أن يريه قدرة الله وعظمته من الغيبيات ويخفف عنه مصابه وموعظة للمتقين ، وفرضت عليه الصلاة.


الآيات 2 ، 3


( وآتينا موسى الكتاب وجعلناه هدى لبنى إسرائيل ألا تتخذوا من دونى وكيلا * ذرية من حملنا مع نوح إنه كان عبدا شكورا )


ثم يقص الله على نبيه محمد ما حدث لموسى :


لقد أرسلنا إلى موسى التوراة التى بها طريق الهداية لبنى إسرائيل ، وقلنا لهم فيها اعبدوا الله وحده لا شريك ولا نصير ولا معبود غيرى


وقلنا لهم : يا ذرية نوح ( أى يا سلالة المؤمنين ممن نجينا مع نوح فى السفينة فتشبهوا بأبيكم ... ليستحثهم على الإيمان ) لقد كان نوح عبد كثير الشكر لله مؤمن صبور فاشكروا الله مثله .


سدرة المنتهى

وهذه السدرة شجرة وصفها رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : " ورقها كآذان الفيلة ، وإذا ثمرها كالقلال ، فلما غشيها من أمر الله ما غشيها تغيرت ، فما أحد من خلق الله تعالى يستطيع أن يصفها من حسنها "



وقال :" فأوحى الله إلىّ ما أوحى ، وقد فرض علىّ فى كل يوم وليلة خمسين صلاة ، فنزلت حتى انتهيت إلى موسى ، قال : ما فرض ربك على أمتك ؟


قلت : خمسين صلاة فى كل يوم وليلة


قال : ارجع إلى ربك فاسأله التخفيف لأمتك ، فإن أمتك لا تطيق ذلك ، وإنى قد بلوت بنى إسرائيل وخبرتهم


فرجعت إلى ربى فقلت : أى رب خفف عن أمتى ، فحط عنى خمسا ،فنزلت حتى انتهيت إلى موسى ، فقال : ما فعلت ؟


فقلت : قد حط عنى خمسا


فقال : إن أمتك لا تطيق ذلك ، فارجع إلى ربك فاسأله التخفيف لأمتك


قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فلم أزل أرجع بين ربى وبين موسى ، ويحط عنى خمسا خمسا حتى قال : يا محمد ، هن خمس صلوات فى كل يوم وليلة ، بكل صلاة عشر ، فتلك خمسون صلاة ، ومن هم بحسنة فلم يعملها كتبت له حسنة ، فإن عملها كتبت عشرا ، ومن هم بسيئة فلم يعملها لم تكتب ، فإن عملها كتبت سيئة واحدة .


فنزلت حتى انتهيت إلى موسى ، فأخبرته ، فقال : ارجع إلى ربك فاسأله التخفيف لأمتك ، فإن أمتك لا تطيق ذلك


فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لقد رجعت إلى ربى حتى استحييت " .


وقد أسرى بالنبى صلى الله عليه وسلم ببدنه وروحه يقظة لا مناما





معراج

المعراج :



يقول صلى الله عليه وسلم عن رحلته مع جبريل عليه السلام إلى السموات : " فاستفتح جبريل ، فقيل له : من أنت ؟ قال : جبريل ، قيل : ومن معك ؟ ، قال : محمد ، قيل : وقد أرسل إليه ؟ ، قال : قد أرسل إليه .


ففتح لنا ، فإذا أنا بآدم فرحب بى ودعا لى بخير


ثم عرج بنا إلى السماء الثانية ، فاستفتح جبريل ، فقيل له : من أنت ؟ قال : جبريل ، قيل : ومن معك ؟ ، قال : محمد ، قيل : وقد أرسل إليه ؟ ، قال : قد أرسل إليه .


ففتح لنا ، فإذا أنا بابنى الخالة : يحيى وعيسى ، فرحبا بى ودعوا لى بخير


ثم عرج بنا إلى السماء الثالثة ، فاستفتح جبريل ، فقيل له : من أنت ؟ قال : جبريل ، قيل : ومن معك ؟ ، قال : محمد ، قيل : وقد أرسل إليه ؟ ، قال : قد أرسل إليه .


ففتح لنا ، فإذا أنا بيوسف عليه السلام وإذا هو قد أعطى شطر الحسن ، فرحب بى ودعا لى بخير


ثم عرج بنا إلى السماء الرابعة ، فاستفتح جبريل ، فقيل له : من أنت ؟ قال : جبريل ، قيل : ومن معك ؟ ، قال : محمد ، قيل : وقد أرسل إليه ؟ ، قال : قد بعث إليه .


ففتح لنا ، فإذا أنا بإدريس عليه السلام فرحب بى ودعا لى بخير ، ثم يقول الله تعالى : ( ورفعناه مكانا عليا ) .


ثم عرج بنا إلى السماء الخامسة ، فاستفتح جبريل ، فقيل له : من أنت ؟ قال : جبريل ، قيل : ومن معك ؟ ، قال : محمد ، قيل : وقد أرسل إليه ؟ ، قال : قد بعث إليه .


ففتح لنا ، فإذا أنا بهارون عليه السلام فرحب بى ودعا لى بخير


ثم عرج بنا إلى السماء السادسة ، فاستفتح جبريل ، فقيل له : من أنت ؟ قال : جبريل ، قيل : ومن معك ؟ ، قال : محمد ، قيل : وقد بعث إليه ؟ ، قال : قد بعث إليه .


ففتح لنا ، فإذا أنا بموسى عليه السلام فرحب بى ودعا لى بخير


ثم عرج بنا إلى السماء السابعة ، فاستفتح جبريل ، فقيل له : من أنت ؟ قال : جبريل ، قيل : ومن معك ؟ ، قال : محمد ، قيل : وقد بعث إليه ؟ ، قال : قد بعث إليه .


ففتح لنا ، فإذا أنا بإبراهيم عليه السلام وإذا هو مستند إلى البيت المعمور ، وهو يدخله كل يوم سبعون ألف ملك ، ثم لا يعودون إليه


ثم ذهب بى إلى سدرة المنتهى .

اسراء

الإسراء :



قال أنس بن مالك رضى الله عنه ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " بينما أنا فى الحطيم مضطجعا إذ أتانى آت فشق ما بين هذه إلى هذه " ـ وقيل من ثغرة نحره إلى شعرته ـ " فاستخرج قلبى . ثم أتيت بدابة ( البراق ) دون البغل وفوق الحمار ـ أبيض ـ يضع حافره عند منتهى طرفه ، فركبته فسار بى حتى أتيت بيت المقدس ، فربطت الدابة بالحلقة التى يربط فيها الأنبياء ، ثم دخلت فصليت فيه ركعتين ، ثم خرجت فأتانى جبريل بإناء من خمر ، وإناء من لبن ، فاخترت اللبن ، فقال جبريل : أصبت الفطرة ، ثم عرج بى إلى السماء الدنيا " .

الإسراء

تفسير سورة الإسراء



بسم الله الرحمن الرحيم

الآية 1


( سبحان الذى أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصا الذى باركنا حوله لنريه من آياتنا ، إنه هو السميع البصير )


يعظم الله نفسه وشأنه لقدرته على ما لا يقدر عليه أحد غيره فهو الرب ولا إله غيره


لقد أسرى بمحمد عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم فى الليل من المسجد الحرام الذى بمكة إلى المسجد الأقصا ببيت المقدس الأرض المقدسة لأنها أرض الأنبياء إبراهيم واسحاق ويعقوب وذريتهم التى بارك فيها من الزروع والثمار


فأسرى الله بمحمد ليأم الأنبياء جميعا فى الأرض الطاهرة ويصلى بهم صلوات الله عليهم جميعا .


ثم أراه الله من قدراته وعظمة آياته


والله سميع لعباده يسمع أقوالهم ويرى أفعالهم وسمع لمناجاة عبده محمد وأبصر ما لحق به من أذى من الكفار من بعد موت السيدة خديجة وموت عمه أبو طالب ، وسمع استغاثته .


وهنا يحق لنا أن نتوقف لذكر ما ينبغى أن نعلمه عن هذا الحادث الهام .


فمع ...حادث الإسراء والمعراج


54 ـ 60

الآية 54



( الله الذى خلقكم من ضعف ثم جعل من بعد ضعف قوة ثم جعل من بعد قوة ضعفا وشيبة ، يخلق ما يشاء ، وهو العليم القدير )


خلق الله الإنسان من تراب ثم من نطفة ثم من علقة بجدار الرحم ثم من مضغة من اللحم بقدر ما يمضغ من الطعام ثم جعله عظاما وكساه لحما وفصله أجهزة وأعضاء وجعله خلق متكامل


ثم خرج ضعيفا لا حول له ولا قوة من بطن أمه


ثم شد عوده وتدرج فى الخلق صغيرا ثم حدثا ثم مراهقا ثم شابا وجعله قويا من بعد ضعفه ، ثم يبدأ فى الضعف مرة أخرى والهذلان بالكهوله ثم يصير شيخا ويهرم وهذا هو الضعف من بعد قوة


والله يتصرف فى عباده كيف يشاء


وهو أعلم بهم وقادر لا يقهر جانبه .
الآيات 55 ـ 57
( ويوم تقوم الساعة يقسم المجرمون ما لبثوا غير ساعة ، كذلك كانوا يؤفكون * وقال الذين أوتوا العلم والإيمان لقد لبثتم فى كتاب الله إلى يوم البعث ، فهذا يوم البعث ولكنكم كنتم لا تعلمون * فيومئذ لا ينفع الذين ظلموا معذرتهم ولا هم يستعتبون )


يفعل الكفار ما يشاؤن فى الدنيا ثم يوم القيامة يشعرون بالدنيا مرت بهم كأنها ساعة واحدة ويقسمون على ذلك حتى لا تقوم الحجة عليهم ، وهم فى ذلك جاهلون .


ويقول لهم المؤمنون العلماء فى الآخرة كما كانوا يقولون لهم فى الدنيا : بل قضيتم فيها كما وعدكم الله إلى يوم القيامة وهذا هو يوم القيامة الذى وعدكم الله وكذبتم به وقد ظللتم فى كتاب الأعمال منذ خلقكم حتى بعثتم . ولكنكم لا تعلمون وجهلتم هذا


واليوم وقد قامت القيامة لا ينفع إعتذاركم عما فعلتم ولا ترجعون الدنيا ثانية ( ولا هم يستعتبون )
الآيات 58 ـ60


( ولقد ضربنا للناس فى هذا القرآن من كل مثل ، ولئن جئتهم بآية ليقولن الذين كفروا إن أنتم إلا مبطلون * كذلك يطبع الله على قلوب الذين لا يعلمون * فاصبر إن وعد الله حق ، ولا يستخفنك الذين لا يوقنون )


يقول سبحانه : لقد بينا للناس الأمثال ووضحنا لهم الحق ليتبعوه


ولو جئتهم بآية طلبوها أم لم يطلبوها فهم يكفرون بها عنادا


فقد ختم الله على قلوبهم بظلمهم ، فاصبر على عنادهم فإن الله ناصرك ومؤيدك أنت ومن معك من المؤمنين


ولا يبعدك عن الحق الذين لا يوقنون بنصر الله ، فالله ناصرك لا محالة .


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

تمت بحمد الله تعالى .



48 ـ 53

الآيات 48 ـ 51



( الله الذى يرسل الرياح فتثير سحابا فيبسطه فى السماء كيف يشاء ويجعله كسفا فترى الودق يخرج من خلاله ، فإذا أصاب به من يشاء من عباده إذا هم يستبشرون * وإن كانوا من قبل أن ينزل عليهم من قبله لمبلسين * فانظر إلى آثار رحمت الله كيف يحى الأرض بعد موتها ، إن ذلك لمحى الموتى ، وهو على كل شئ قدير* ولئن أرسلنا ريحا فرأوه مصفرا لظلوا من بعده يكفرون )


يوضح الله كيف يخلق السحاب فيقول :


الله الذى يرسل الرياح فتثير سحابا : يرسل الله الرياح التى تساعد على البخر من البحار مع الحرارة


فيبسطه فى السماء كيف يشاء : فيكثر وينمو وينتشر فى السماء ويوزعه كما يشاء الله


ويجعله كسفا : ويجعله متراكما


فترى الودق يخرج من خلاله : ثم ينزل المطر من بين السحب الكثيفة


فإذا أصاب به من يشاء من عباده إذا هم يستبشرون : يفرح به الناس عندما ينزل لحاجتهم إليه


وإن كانوا من قبل أن ينزل عليهم من قبله لمبلسين : وقد كانوا من قبل نزوله قانطين يائسين من نزوله وقد كانوا يحتاجونه .


فانظر إلى آثار رحمت الله كيف يحى الأرض بعد موتها : فانظرللمطر إن فيه رحمة من الله لعباده


إن ذلك لمحى الموتى ، وهو على كل شئ قدير : هكذا يحى الله الموتى وهو قادر على كل شئ


ولئن أرسلنا ريحا فرأوه مصفرا لظلوا من بعده يكفرون : ولو أرسل الله ريحا يابسة على الزروع التى زرعوها فهى تصفر وتشرع فى الفساد إختبارا لهم فإن الناس تجحد فضل الله ويكفرون بما قدم لهم من نعم .
الآيات 52 ـ 53


( فإنك لا تسمع الموتى ولا تسمع الصم الدعاء إذا ولوا مدبرين * وما أنت بهادى العمى عن ضلالتهم ، إن تسمع إلا من يؤمن بآياتنا فهم مسلمون )


فكما أنك لا يمكن أن تسمع الصم أو الموتى الدعاء كذلك هؤلاء المشركين مثلهم كمثل الأصم أو الميت الذى لايسمع ويفرون منك لا يهتدون .


وإنك لا تستطيع أن تهدى العميان وتردهم عن ضلالتهم فالكافرون كالعميان


أما المؤمنون فهم خاضعون مطيعون فأولئك يسمعون ويتبعون الحق

43 ـ 47

الآيات 43 ـ 45



( فأقم وجهك للدين القيم من قبل أن يأتى يوم لا مرد له من الله ، يومئذ يصدعون * من كفر فعليه كفره ، ومن عمل صالحا فلأنفسهم يمهدون * ليجزى الذين آمنوا وعملوا الصالحات من فضله ، إنه لا يحب الكافرين )


استقيموا أيها الناس على الطريق المستقيم من قبل أن يأت يوم القيامة الذى لا مرد له حيث يتفرق الناس ( يصدعون ) فريق فى الجنة وفريق فى السعير .


ومن كفر بالله ورسله ويوم القيامة فسوف يجازى على كفره ومن آمن وعمل صالحا يجازيهم الله بالحسنات فضلا منه ويرحمهم والحسنة بعشر أمثالها ويزيد لمن يشاء إلى سبعمائة ضعف


والله لا يحب الكافرين .


الآيات 46 ـ 47


( ومن آياته أن يرسل الرياح مبشرات وليذيقكم من رحمته ولتجرى الفلك بأمره ولتبتغوا من فضله ولعلكم تشكرون * ولقد أرسلنا من قبلك رسلا إلى قومهم فجاءوهم بالبينات فانتقمنا من الذين أجرموا ، وكان حقا علينا نصر المؤمنين )


ومن نعم الله على عباده أن يرسل الرياح لتبشر بمجئ المطر الذى يحى الأرض بعد موتها وينبت الزروع لينعم الله من فضله على الناس وليجرى السفن للتجارة والمعيشة والتنقل بين الأقطار


فاشكروا الله على فضله ونعمه الظاهرة والباطنة التى لا تحصى .


ويهون الله على رسوله صلى الله عليه وسلم فيقول له : لقد أرسلنا إلى الأمم رسل كما أرسلناك ولما كفروا دمرنا الظالمين ونجينا المؤمنين ونصرناهم .

41 ـ 43

الآيات 41 ، 42



( ظهر الفساد فى البر والبحر بما كسبت أيدى الناس ليذيقهم بعض الذى عملوا لعلهم يرجعون * قل سيروا فى الأرض فانظروا كيف كان عاقبة الذين من قبل ، كان أكثرهم مشركين )


فسد البر بانقطاع المطر ونقص الزروع وفسد البحر وما به من دواب وجزائر


بسبب ذنوب الناس ومعاصيهم ، وهذا النقص فى الخيرات إبتلاء من الله للناس ومجازاة على ما فعلوا ، لعلهم يرجعون عن المعاصى


قل لهم يا محمد انظروا ما أصاب الأقوام من قبلكم بسبب كفرهم وعنادهم وكان منهم الكثيرين مشركين .

معا مع ... الروم

الآيات 33 ـ 37



( وإذا مس الناس ضر دعوا ربهم منيبين إليه ثم إذا أذاقهم منه رحمة إذا فريق منهم بربهم يشركون * ليكفروا بما آتيناهم ، فتمتعوا فسوف تعلمون * أم أنزلنا عليهم سلطانا فهو يتكلم بما كانوا به يشركون * وإذا أذقنا الناس رحمة فرحوا بها ، وإن تصبهم سيئة بما قدمت أيديهم إذا هم يقنطون * أولم يروا أن الله يبسط الرزق لمن يشاء ويقدر ، إن فى ذلك لآيات لقوم يؤمنون )


وهذا حال الناس إذا كانوا فى ضرر واضطرار فإنهم يدعون الله وحده لا شريك معه وإذا أنعم عليهم فإنهم يجعلون معه شركاء ويعبدون ويطيعون غيره


ليكفروا بما آتيناهم ، فتمتعوا فسوف تعلمون : تكفرون بالقرآن وبالرسل وما جاء معهم ، هذا يمتعكم ، إذن تمتعوا فسوف تلقون العقاب والعذاب


أم أنزلنا عليهم سلطانا فهو يتكلم بما كانوا به يشركون : فهلأنزلنا لكم حجة تنطق بما زعمتم من شرك بالله ؟ ... وهذا استفهام للتهكم مما يقول المشركون


وإذا أذقنا الناس رحمة فرحوا بها ، وإن تصبهم سيئة بما قدمت أيديهم إذا هم يقنطون : وينكر الله على الناس ما يفعلونه ، فهم إذا أصابتهم سراء فرحوا بها وتفاخروا على غيرهم ، وإذا أصابته ضراء يئس من أن يخرج منها أو تتبدل بخير . أولم يروا أن الله يبسط الرزق لمن يشاء ويقدر : فالله هو المتصرف فى عباده بحكمته وعلمه وعدله فيوسع على قوم ويضيق على آخرين لحكمته .


وهذه آيات الله للمؤمنين .


الآيات 38 ـ 40


( فآت ذا القربى حقه والمسكين وابن السبيل ، ذلك خير للذين يريدون وجه الله ، وأولئك هم المفلحون * وما آتيتم من ربا ليربوا فى أموال الناس فلا يربوا عند الله ، وما آتيتم من زكاة تريدون وجه الله فأولئك هم المضعفون * الله الذى خلقكم ثم رزقكم ثم يميتكم ثم يحييكم ، هل من شركائكم من يفعل من ذالكم من شئ ، سبحانه وتعالى عما يشركون )


حق الأقرباء صلة وبر ، والمسكين هو الذى لا مال له لينفق أو ماله لا يكفيه ، وابن السبيل هو المسافر الذى يحتاج نفقة تعينه على سفره ، ويأمر الله بإعطائهم وذلك حق لهم على الميسر ماله ، والنفقة عليهم واجب على من خاف الله وأراد أن ينظر إليه يوم القيامة ، وهم المفلحون فى الدنيا والآخرة .


ولكن من أعطى ليرد عليه أكثر مما أعطى فهذا هو الربا فلا ثواب له عند الله حتى ولو كان بصفة الهدية فلا ثواب عليه .


( مثال ذلك نجده وخاصة فى بلاد الأرياف ، يعطى الشخص فى المناسبات ويرجى أن يرد له وأكثر منه عند ظروف مشابهة لمن أعطى تحت اسم نقوط )

وما آتيتم من زكاة تريدون وجه الله فأولئك هم المضعفون : ولكن يضاعف الله الثواب لمن تزكى وأعطى وتصدق ولو بشق تمرة عن طيب نفس .


فالله هو الخالق وهو الذى رزق الناس المال واللباس والأملاك والمكاسب من بعد أن خلق الإنسان عاريا من بطن أمه لا مال ولا ملبس ولا علم ولا سمع ولا بصر .


وهو سبحانه يميت الإنسان ثم يحييه يوم القيامة ليحاسبه على أفعاله


يا أيها المشركون هل شركاءكم يفعلون ذلك ؟ ... وهذا للتوبيخ .


فسبحان الله تنزه وتقدست أسماؤه عن أن يكون له شريك .






الخميس، 12 مايو 2011

تابع

الآيات 30 ـ 32



( فأقم وجهك للدين حنيفا ، فطرت الله التى فطر الناس عليها ، لا تبديل لخلق الله ، ذلك الدين القيم ولكن أكثر الناس لا يعلمون * منيبين إليه واتقوه وأقيموا الصلاة ولا تكونوا من المشركين * من الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا ، كل حزب بما لديهم فرحون )


يقول الله تعالى :


فأقم وجهك للدين حنيفا : فاجعل هدفك هو الإستمرار على الدين الذى شرعه الله على ملة إبراهيم التى هداك لها الله


فطرت الله التى فطر الناس عليها : وقد فطر الله الخلق عليها وهى معرفته وتوحيده


لا تبديل لخلق الله : فلا تغيروا ما فطركم الله عليه


ذلك الدين القيم : فهذا هو الدين السليم على الطريق المستقيم


ولكن أكثر الناس لا يعلمون : وكثير من الناس لا يعرفونه ولهذا هم عنه معرضون


منيبين إليه واتقوه وأقيموا الصلاة ولا تكونوا من المشركين : التزموا بهذا الدين وارجعوا إلى الله وخافوه وأطيعوا الله بالصلاة ولا تشركوا فى عبادته أحد ووحدوه فى العبادة


من الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا : ولا تكونوا من المشركين الذين تفرقوا فى دينهم وكانوا أحزابا


كل حزب بما لديهم فرحون : كل فرقة تظن أنها على الحق


وقد تفرقت الأمة إلى ثلاث وسبعون شعبة كلها فى النار إلا أهل الكتاب والسنة كما ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم

الآيات 28 ، 29 ... الروم



( ضرب لكم مثلا من أنفسكم،هل لكم من ما ملكت أيمانكم من شركاء فى ما رزقناكم فأنتم فيه سواء تخافونهم كخيفتكم أنفسكم ، كذلك نفصل الآيات لقوم يعقلون * بل اتبع الذين ظلموا أهواءهم بغير علم ، فمن يهدى من أضل الله وما لهم من ناصرين )






ضرب لكم مثلا من أنفسكم: هذا مثل ضربه لكم الله منكم أيها المشركين العابدين غيره معه وجاعلين له شركاء


هل لكم من ما ملكت أيمانكم من شركاء : هل يريد أحد منكم أن يكون عبده شريك له فى ماله ويكون هو وعبده فى هذا المال شركاء على السواء ؟


تخافونهم كخيفتكم أنفسكم : تخافون أن يقاسموكم أموالكم


كذلك نفصل الآيات لقوم يعقلون : وهكذا نوضح لكم الأمور لمن كان له عقل يتفهم


بل اتبع الذين ظلموا أهواءهم بغير علم : ولكن الظالمين المكذبين يتبعون أهواءهم فيما يعبدون بغير علم


فمن يهدى من أضل الله وما لهم من ناصرين : ولكن لا أحد يهدىمن كتب له الله الضلالة ولا مجير لهم من عذاب الله .





الأربعاء، 11 مايو 2011

تابع ... الروم


الآيات 24 ، 25


( ومن آياته يريكم البرق خوفا وطمعا وينزل من السماء مآء فيحى به الأرض بعد موتها ، إن فى ذلك لآيات لقوم يعقلون * ومن آياته أن تقوم السماء والأرض بأمره ، ثم إذا دعاكم دعوة من الأرض إذا أنتم تخرجون )


ومما يدل على عظمة الله البرق


مرة تخشونه من إزعاجه وصواعقه الضارة ، ومرة تستبشرون به وبما يأت بعده من مطر الذى هو أساس الحياة


فينزل المطر الذى يحى الأرض الجدباء وينبت الزرع


وهذه آيات لمن كان لديه عقل ليتدبر ويعى .


وأيضا من قدرات الخالق هذه السموات والأرض الثابتة بأمره تعالى ، ثم إذا كانت القيامة تتبدل الأرض غير الأرض والسموات غير السموات وتخرج الأموات من قبورها أحياء بأمر من الله عز وجل ودعوته .
الآيات 26 ، 27


( وله من فى السموات والأرض ، كلٌ له قانتون * وهو الذى يبدأ الخلق ثم يعيده وهو أهون عليه ، وله المثل الأعلى فى السموات والأرض ، وهو العزيز الحكيم )


والله يملك جميع المخلوقات فى السموات وفى الأرض كلهم عبيده خاضعون خاشعون لخ سبحانه .


وهو الذى بدأ الخلق وأسهل عليه إعادته .


وله المثل الأعلى فى السموات والأرض : ليس كمثله شئ فى الأرض ولا فى السماء ولا إله إلا هو .


وهو العزيز القوى الذى لا يقهر الحكيم فى أقواله وأفعاله .

الروم ...........

الآيات 20 ، 21



( ومن آياته أن خلقكم من تراب ثم إذا أنتم بشر تنتشرون * ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة ، إن فى ذلك لآيات لقوم يتفكرون )


ومن الدلائل التى تدل على عظمة الله وقدرته أن خلق الإنسان من تراب بلله بالماء فصار طينا وجف فأصبح صلصالا ثم نفخ فيه الروح التى خلقها وبعد ذلك جعل التناسل من الماء المهين ليكون نطفة وعلقة ومضغة ثم عظاما ولحما ثم ينفخ فيه الروح وبالتناسل يكثر البشر وينتشرون فى الأرض .


وكذلك من آيات عظمة الله وقدرته أن خلق من جنس البشر الإناث لتكون أزواجا للرجال يأنسوا لهن ولم يجعل الإناث من جنس آخر ولكن جاء الإئتناس لأنهم من نفس النوع وجعل بين الرجل والمرأة مودة وهى المحبة لها ورحمة وهى الرأفة بها .


وهذا كله من قدرة الله وآياته لو تدبرها أصحاب العقول لاستدلوا على عظمته .
الآيات 22 ، 23


( ومن آياته خلق السموات والأرض واختلاف ألسنتكم وألوانكم ، إن فى ذلك لآيات للعالمين * ومن آياته منامكم بالليل والنهار وابتغاؤكم من فضله ، إن فى ذلك لآيات لقوم يسمعون )


وكذلك من الدلائل على قدرة الله وعظمته خلق السموات والأرض


واختلاف ألسنة العرب واختلاف اللغات واختلاف الألوان مع تشابه الخلق فى وجود العينين والفم والحاجبان والأنف


وهذا دلائل للناس


ومن آياته أيضا خاصية النوم الذى تحصل معه الراحة وتجديد النشاط وذهاب التعب بسبب السعى فى النهار


وهذا دليل لمن يعى ويفهم ويسمع .

الثلاثاء، 10 مايو 2011

معا وتفسير سورة الروم

الآيات 11 ـ 16



( الله يبدأ الخلق ثم يعيده ثم إليه ترجعون * ويوم تقوم الساعة يبلس المجرمون * ولم يكن لهم من شركائهم شفعاء وكانوا بشركائهم كافرين * ويوم تقوم الساعة يومئذ يتفرقون * فأما الذين آمنوا وعملوا الصالحات فهم فى روضة يحبرون * وأما الذين كفروا وكذبوا بآياتنا ولقاء الآخرة فأولئك فى العذاب محضرون )


الله كما بدأ الخلق فهو قادر على أن يعيده ويوم القيامة يرجع الناس إلى الله ليحاسبهم على أعمالهم .


ويوم القيامة ييأس المجرمون ويفتضحون .


ولم تشفع لهم الآلهة التى عبدوها من دون الله ، وكفروا بهم وخانوهم عند احتياجهم لهم .


ويوم القيامة يتفرق الناس فرقة لا بعدها اجتماع


أما المؤمنون فهم يتنعمون فى الجنة .


و الكافرون فى أسفل سافلين فى النار .


الآيات 17 ـ 19


( فسبحان الله حين تمسون وحين تصبحون * وله الحمد فى السموات والأرض وعشيا وحين تظهرون * يخرج الحى من الميت ويخرج الميت من الحى ويحى الأرض بعد موتها ، وكذلك تخرجون )


يرشد الله عباده لضرورة تسبيحه وتحميده فى كل الأوقات فى الصباح والمساء وفى العشية ووقت الظهيرة وتعاقب ذلك وفى كل الأماكن فى السموات أو فى الأرض فيسبح نفسه تعالى ليعلم عباده


فالله جدير بهذا التحميد والتسبيح لأنه يولد الأحياء من الميت ويخرج الميت من الحى ، كمثل إخراج الدجاجة من البيض وتنتج البيض من الدجاجة ، ويخرج النبات من الحب ويخرج الحب من النبات ، ويخلق الإنسان الحى من نطفة ، ويخرج المؤمن من الكافر والكافر من أب مؤمن (وهذا معنى الحى من الميت ـ والميت من الحى )


والله قادر على إحياء الأرض الجدباء ويخرج منها النبات والماء ، وهذه هى طريقة إحياءه للموتى يوم القيامة .

الروم ...........

الآيات 8 ـ 10



( أولم يتفكروا فى أنفسهم ، ما خلق الله السموات والأرض وما بينهما إلا بالحق وأجل مسمى ، وإن كثيرا من الناس بلقائ ربهم لكافرون * أولم يسيروا فى الأرض فينظروا كيف كان عاقبة الذين من قبلهم ، كانوا أشد منهم قوة وأثاروا الأرض وعمروها أكثر مما عمروها وجاءتهم رسلهم بالبينات ، فما كان الله ليظلمهم ولكن كانوا أنفسهم يظلمون * ثم كان عاقبة الذين أساؤا السوأى أن كذبوا بآيات الله وكانوا بها يستهزئون )


يجب على الناس أن يتفكروا ويتأملوا فى خلق السموات والأرض وما بينهما وفى خلق أنفسهم ليعلموا أن الله هو الخالق ويتعرفوا على قدرته


لقد خلقهم الله بالحق وليس باطلا وعبثا


وهذا الخلق يستمر لوقت محدد وهو يوم القيامة


ولكن كثير من الناس لا يتفكرون فيكفرون قدرة الله تعالى


( يكفر تعنى يغطى وينكر )


ألم يروا ويسمعوا عن الأمم التى سبقتهم كيف أن الله دمرهم بسبب كفرهم بالرغم من أنهم كانوا أشد قوة وأكثر حضارة وتمكن من الأرض ولكن عندما جاءتهم الرسل بالآيات والمعجزات من الله فكذبوهم فدمر الله عليهم


ولم يظلمهم الله ولكن ظلموا أنفسهم بسبب عنادهم


وكان عاقبتهم السوء بما كذبوا وفعلوا السوء


مع ... الروم

تفسير سورة الروم
بسم الله الرحمن الرحيم

الآيات 1 ـ 7


( الم * غلبت الروم * فى أدنى الأرض وهم من بعد غلبهم سيغلبون * فى بضع سنين ، لله الأمر من قبل ومن بعد ، ويومئذ يفرح المؤمنون * بنصر الله ، ينصر من يشاء ، وهو العزيز الرحيم * وعد الله ، لايخلف الله وعده ولكن أكثر الناس لا يعلمون * يعلمون ظاهرا من الحياة الدنيا وهم عن الآخرة هم غافلون )


الم : الحروف فى بداية السورة كما أوضحنا من قبل


هذه الآيات نزلت عندما غلب سابورملك الفرس على بلاد الشام والروم ثم غلبه هرقل ملك الروم وحاصره فى القسطنتينية وعادت لهرقل الدولة


غلبت الروم * فى أدنى الأرض وهم من بعد غلبهم سيغلبون * فى بضع سنين ، لله الأمر من قبل ومن بعد ، ويومئذ يفرح المؤمنون * بنصر الله ، ينصر من يشاء ، وهو العزيز الرحيم : كان المشركون يحبون أن تتغلب فارس على الروم لأنهم كانوا يعبدون الأوثان مثلهم


وكان المسلمون يحبون أن تغلب الروم لأنهم أهل كتاب ورسالة


فذكر ذلك لأبى بكر وذكره لرسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال الرسول صلى الله عليه وسلم : " أما إنهم سيغلبون "


يقصد غلبة الروم


فذكر أبو بكر ذلك لهم فقالوا : اجعل بيننا وبينك أجلا ، فإن ظهرنا ( أى غلبت فارس ) كان لنا كذا وكذا ، وإن ظهرتم كان لكم كذا وكذا


فجعل أجلا خمس سنين فلم يظهروا


فذكر ذلك أبو بكر لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : " ألا جعلتها إلى دون العشر "


ثم غلبت الروم بعد ذلك .. ونزلت الآية لتؤكد غلبة الروم بالرغم من قهر الفرس لهم .


لله الأمر من قبل ومن بعد ، ويومئذ يفرح المؤمنون * بنصر الله ، ينصر من يشاء ، وهو العزيز الرحيم :


فالروم من سلالة العيص بن اسحاق بن إبراهيم أخ يعقوب عليهم السلام جميعا ، ويقال لهم بنو الأصفر


والأمر كله بيد الله من قبل ذلك ومن بعده ، ويخبر الله بفرحة المؤمنين بانتصار الروم على الفرس


والله عزيزقو ى الجانب لا يقهر ، رحيم بعباده المؤمنين .


وعد الله ، لايخلف الله وعده ولكن أكثر الناس لا يعلمون : وهذا خبر حق نخبرك به يا محمد عن مابين الفرس والروم لا يخلف وهو وعد الله بنصر المؤمنين على الكفار


ولكن كثير من الناس لا يعلمون حكم الله وأفعاله مع عباده .


وأكثر الناس يعلمون ما يظهر لهم فى الدنيا فقط ولا يعلمون عن الآخرة غافلين عما ينفعهم فيها .

آخر لقمان

الآية 33



( يا أيها الناس اتقوا ربكم واخشوا يوما لا يجزى والد عن ولده ولا مولود هو جاز عن والده شيئا ، إن وعد الله حق ، فلا تغرنكم الحياة الدنيا ولا يغرنكم بالله الغرور )


يأمر الله الناس بتقواه والخوف منه ومن حساب يوم القيامة حيث لا يمكن لوالد أن يفتدى ولده ولا يمكن لولد أن ينجى أباه


لا تلهيكم الدنيا وزينتها عن طاعة الله ولا يغركم الشيطان ويعدكم ويمنيكم بما ليس بشئ .
الآية 34


( إن الله عنده علم الساعة وينزل الغيث ويعلم ما فى الأرحام ، وما تدرى نفس ماذا تكسب غدا، وما تدرى نفس بأى أرض تموت،إن الله عليم خبير )


فالله وحده يعلم متى يوم القيامة ، وهو الذى ينزل المطر من السماء ليلا أو نهارا ، ويعلم ما تحمل الأرحام ذكر أم انثى ، ويعلم شكله


ولا تدرى أية نفس ما تكسب من خير أو شر


ولا تعلم نفس أين ومتى تموت


إنما الله يعلم ويخبر بذلك كله .


ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


تمت بحمد الله تعالى .


مع لقمان

الآيات 29 ـ 30





( ألم تر أن الله يولج الليل فى النهار ويولج النهار فى الليل وسخر الشمس والقمر كلٌ يجرى إلى أجل مسمى وأن الله بما تعملون خبير * ذلك بأن الله هو الحق وأن ما يدعون من دونه الباطل وأن الله هو العلى الكبير )


انظر إن الله يدخل طول الليل فى النهار ويدخل من النهار فى الليل ويطول هذا ويقصر هذا ويقلبهما بين الفصول الأربعة


ويجعل الشمس والقمر فى حركة مستمرة إلى يوم القيامة وسخرهما لخدمة الأرض وما عليها


والله بما يفعل الناس عليم وخبير بكل كبيرة وصغيرة


وهذه الآيات تدل على أن الله هو الحق وما غيره باطلا


والله يعلو كل شئ وأكبر من كل شئ وكل شئ خاضع له
الآيات 31 ، 32


( ألم تر أن الفلك تجرى فى البحر بنعمت الله ليريكم من آياته ، إن فى ذلك لآيات لكل صبار شكور * وإذا غشيهم موج كالظلل دعوا الله مخلصين له الدين فلما نجاهم إلى البر فمنهم مقتصد ، وما يجحد بآياتنا إلا كل ختار كفور )


وانظر إلى السفن تسير فى البحر بقدرة الله وحده وبأمره وتسخيره


هذه آية أخرى لمن كان صابرا فى السراء والضراء وشاكرا لأنعم الله


ومن الناس من إذا كان فى البحر وعلا عليه الموج كالجبال دعوا الله بإخلاص وإذا نجاه وأخرجه إلى البر فإذا به يجحد وينسى ما حدث له ويقصر فى العمل الصالح


والذى يجحد هو الغدار الشديد الكفر وناكر نعمة ربه


مازلنا مع لقمان

الآيات 22 ـ 26



( ومن يسلم وجهه إلى الله وهو محسن فقد استمسك بالعروة الوثقى ، وإلى الله عاقبة الأمور * ومن كفر فلا يحزنك كفره ، إلينا مرجعهم فننبئهم بما عملوا ، إن الله عليم بذات الصدور * نمتعهم قليلا ثم نضطرهم إلى عذاب غليظ * ولئن سألتهم من خلق السموات والأرض ليقولن الله ، قل الحمد لله ، بل أكثرهم لا يعلمون * لله ما فى السموات والأرض ، إن الله هو الغنى الحميد )


من أسلم لله وأحسن العمل باتباع أوامر الله والبعد عن نواهييه فقد أخذ من الله موثقا بأن لا يعذبه


وقدر الله نافذ


ولا تحزن يا محمد بسبب كفرهم فسيرجعون إلى الله ويملى عليهم أفعالهم ويعذبهم بها


فالله يعلم خائنة الأعين وما تخفى الصدور ولا تخفى عليه خافية


دعهم يتمتعون فى الدنيا فإن متاعها قليل وفى الآخرة لهم العذاب الشديد


ولو سألت هؤلاء المكذبين من الذى خلق السموات والأرض فإنهم يعترفون بأن خالقهم هو الله


فقل لهم الحمد لله لقد قامت عليكم الحجة باعترافكم ، ولكن أكثرهم لا يفهمون ذلك


والله هو الذى خلق كل شئ فى الأرض والسماء ويملك كل شئ وهو غنى عمن سواه وكل شئ فقير إليه له الحمد على ما خلق وله الحمد فى جميع الأمور .


الآيات 27 ـ 28


( ولو أنما فى الأرض من شجرة أقلام والبحر يمده من بعده سبعة أبحر ما نفدت كلمات الله ، إن الله عزيز حكيم * ما خلقكم ولا بعثكم إلا كنفس واحدة ، إن الله سميع بصير )


ولو أن جعل من جميع الأشجار أقلام وكان البحر ومعه مثله سبعة أبحر لتكتب عن آيات الله وعظمته وقدرته وصفاته الجليلة فإن الأقلام تتكسر والبحار تجف ولا تنتهى صفات الله وجلاله وقدرته وعلمه وخلقه وعجائبه


فالله قوى الجانب لا يقهر وحكيم فى أقواله وأفعاله


وخلق الناس جميعا وبعثهم يوم القيامة بالنسبة لقدرة الله هى كخلق نفس واحدة وهين الأمر على الله

مع لقمان

الآيات 16 ـ 19


( يابنى إنها إن تك مثقال حبة من خردل فتكن فى صخرة أو فى السموات أو فى الأرض يأت بها الله ، إن الله لطيف خبير * يابنى أقم الصلاة وأمر بالمعروف وانه عن المنكر واصبر على مآ أصابك ، إن ذلك من عزم الأمور * ولا تصعر خدك للناس ولا تمش فى الأرض مرحا ، إن الله لا يحب كل مختال فخور * واقصد فى مشيك واغضض من صوتك ، إن أنكر الأصوات لصوت الحمير )

يقول لقمان لإبنه :

الخطيئة مهما صغرت ولو كانت مثقال حبة من خردل مختفية فى الأرض أو فى السماء أو فى صخرة صماء فإن الله يعلمها ويأت بها يوم القيامة ويجازى عليها

فالله لطيف العلم لا تخفى عليه خافية

خبير بكل شئ حتى دبيب النمل فإنه يعلمه

ثم يستترد لقمان فى نصائحه فيقول :

أقم الصلوات فى مواقيتها وحافظ عليها

وأمر بالمعروف وانه عن المنكرات حسب طاقتك

واصبر على ما يصيبك من أذى بسبب الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر

فإن الصبر على الأذى من عزم الأمور

ولا تصعر خدك للناس : ولا تشيح بوجهك عن الناس إذا حدثتهم احتقارا لهم .

ولا تمش فى الأرض مرحا : ولا تتملكك الخيلاء والتكبر فالله لا يحب المتكبرين

واقصد فى مشيك : وامش ليس بطيئا ولا سريعا إنما توسط بين ذلك وذاك

واغضض من صوتك : ولا ترفع صوتك عند الكلام ولا تبالغ فيه

إن أقبح الأصوات هو صوت الحمير ( وقد شبه الصوت المرتفع المنفر بصوت الحمار )

قال صلى الله عليه وسلم " إذا سمعتم صياح الديكة فاسألوا الله من فضله ، وإذا سمعتم نهيق الحمير فتعوذوا بالله من الشيطان فإنها رأت شيطانا " .
الآيات 20 ـ 21

( ألم تروا أن الله سخر لكم ما فى السموات وما فى الأرض وأسبغ نعمه ظاهرة وباطنة ، ومن الناس من يجادل فى الله بغير علم ولا هدى ولا كتاب منير * وإذا قيل لهم اتبعوا ما أنزل الله قالوا بل نتبع ما وجدنا عليه آباءنا ، أولو كان الشيطان يدعوهم إلى عذاب السعير )

ينبه الله الخلق لما أسبغ عليهم من نعم فيقول :

انظروا فإن الله خلق السموات والأرض وما فيهن من نعم ظاهرة وباطنة وسخرهم جميعا لكم

ولكن كثير من الناس يجادلون فى صفات الله بدون علم عندهم ولا خبر ولا كتاب موضح مبين لما يقولون .

وإذا قيل لهؤلاء المجادلين فى التوحيد بربوبية وألوهية وصفات الله اتبعوا ما أنزل الله رفضوا وقالوا نحن نتبع ما وجدنا آباءنا عليه

وأصروا وأطاعوا الشيطان الذى يغويهم ويسحب بهم إلى عذاب النار .

تابع ... لقمان

الآيات 10 ، 11



( خلق السموات بغير عمد ترونها ، وألقى فى الأرض رواسى أن تميد بكم وبث فيها من كل دابة ، وأنزلنا من السماء ماء فأنبتنا فيها من كل زوج كريم * هذا خلق الله فأرونى ماذا خلق الذين من دونه ، بل الظالمون فى ضلال مبين )


إن من عظمة قدرة الله أن خلق السموات بدون أعمدة تستند عليها وخلق فى الأرض جبال لتجعلها راسية ثابته فلا تضطرب بالناس وخلق فيها من كل أنواع الحيوانات وسخرها لخدمة الإنسان ، كما أنزل المطر من السماء وفقا لحاجات الناس من الزراعة والشرب وغير ذلك وانبت من الزروع المختلفة الجميلة فى الشكل والطعم


فهذا ما خلقه الله فأرونى ماذا خلق ما تعبدون من غير الله


ولا شئ بالطبع إنما المكذبون المشركون فى ضلال واضح .


الآية 12


( ولقد آتينا لقمان الحكمة أن اشكر لله ، ومن يشكر فإنما يشكر لنفسه ، ومن كفر فإن الله غنى حميد )


كان لقمان عبدا أسود ضخم الشفتين مشقق القدمين


وأنعم الله عليه بالفهم والعلم والتعبير ، وأمره بأن يشكر الله على نعمه عليه التى خصه بها دون غيره


وقال له من يشكر الله يرجع نفعه على نفسه ، أما من كفر بنعمة الله فإن الله غنى عن العباد لا ينفعه من شكر ولا يضره من كفر
الآيات 13 ـ 15


( وإذ قال لقمان لابنه وهو يعظه يا بنى لا تشرك بالله ، إن الشرك لظلم عظيم * ووصينا الإنسان بوالديه حملته أمه وهنا على وهن وفصاله فى عامين أن اشكر لى ولوالديك إلىّ المصير * وإن جاهداك على أن تشرك بى ما ليس لك به علم فلا تطعهما ، وصاحبهما فى الدنيا معروفا ، واتبع سبيل من أناب إلىّ ، ثم إلىّ مرجعكم فأنبئكم بما كنتم تعملون )


يوصى لقمان ابنه الذى هو أحب الناس إليه فيقول له :


لا تشرك بعبادة الله شيئا آخر لأن الشرك أعظم الظلم


ثم يقول الله تعالى مقرنا بوصية لقمان :


ضرورة البر بالوالدين لأن أمه حملت وعانت متاعب الحمل فيه وتحملت ضعف على ضعف وجهد التربية صغيرا لمدة عامين فى الرضاعة


فيجب على الإنسان شكر الله وشكر والديه


إلىّ المصير : والله يجازى على ذلك أحسن الجزاء


ولكن تكون الطاعة للوالدين فى حدود ما أمر الله به من إفراده بالعبادة والطاعة فإن تعارضت طاعتهما مع طاعة الله وأمرا بما يغضب الله فلا طاعة لهما


وعلى الإنسان مصاحبتهما بالحسنى وإنما لا يتبع إلا المؤمنين


والجميع مرجعه إلى الله الذى يخبر كل واحد بما عمل فى الدنيا .


لقمان

تفسير سورة لقمـــــــــــــان



بسم الله الرحمن الرحيم
الآيات 1 ـ 5


( الم * تلك آيات الكتاب الحكيم * هدى ورحمة للمحسنين * الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم بالآخرة هم يوقنون * أولئك على هدى من ربهم ، وأولئك هم المفلحون )


ألم : الحروف فى بداية السور قال فيها العلماء عدة أقوال :


1 ـ أن هذا القرآن بنفس حروف الهجاء بلغة العرب ، حتى ينتبهوا لما ينزل من السماء على رسول الله صلى الله عليه وسلم لأنه يحدثهم فى امور دنياهم وأخراهم


2 ـ أن هذا القرآن ينزل بنفس حروف الهجاء للغتهم ولم يفهموا معناها بالرغم من براعتهم فى استخدام اللغة


3 ـ ويتحدى البلغاء منهم أن يأتوا بسورة مثلها ، أو آية


فهو أداة إعجاز كما كانت العصاة أداة إعجاز موسى


4 ـ عندما يحدث البلغاء بحروف لم يفهموها فهذا يجذب الأنتباه


فكأنه يقول ( انتبهوا فالأمر جد خطير )


ـــ إن آيات القرآن هدى وشفاء للمحسنين


ـــ الذين يحسنون آداء الصلاة فى مواقيتها وحدودها ويؤدون زكاة أموالهم ويصلون أرحامهم ويوقنون بالآخرة وما فيها من جزاء وعقاب ويريدون مرضاة الله


ـــ وهؤلاء هم المفلحون الفائزون ، الذين هداهم الله على طريقه المستقيم


الآيات 6 ، 7


( ومن الناس من يشترى لهو الحديث ليضل عن سبيل الله بغير علم ويتخذها هزوا ، أولئك لهم عذاب مهين * وإذا تتلى عليه آياتنا ولى مستكبرا كأن لم يسمعها كأن فى أذنيه وقرا ، فبشره بعذاب أليم )


وبعد أن وصف الله المؤمنين يصف لنا نوع آخر من الناس :


نوع من الناس يعرض عن ذكر الله فيقبل على سماع الأغانى والمزامير والألحان التى تلهى عن ذكر الله ويصنع ما يسخر به ويهزأ بسبيل الله ويضحك بغير هدى وهؤلاء لهم العذاب كما أستهانوا بآيات الله يكون عذابهم مهين يوم القيامة


وفى المقابل لهذا اللهو والإستهزاء إذا قرئ عليهم القرآن أعرضوا عنه ولا يطيع ما أمر الله به فى القرآن وتأنف نفسه لسماعه وهؤلاء حذرهم بأن لهم العذاب المؤلم يوم القيامة


وهنا اسمحوا لى أن أشير لما يفعله الناس هذه الأيام من غناء ورقص وأفلام محرم رؤيتها ونكت وغيره من اللهو وترك القرآن ويقال نرفه عن أنفسنا


وهذا هو رد الخالق سبحانه وتعالى .


الآيات 8 ، 9


( إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات لهم جنات النعيم * خالدين فيها ، وعد الله حقا ، وهو العزيز الحكيم )


أما الذين آمنوا وعملوا صالحا وأطاعوا الله ورسوله فليس لهم جزاء إلا الجنة خالدين فى النعيم بكل أنواع الملذات والخيرلت وما تشتهى أنفسهم


وهذا وعد لهم من الله القوى القاهر لكل شئ الحكيم فى أقواله وأفعاله .

الاثنين، 9 مايو 2011

السجدة

الآيات 28 ـ 30


( ويقولون متى هذا الفتح إن كنتم صادقين * قل يوم الفتح لا ينفع الذين كفروا إيمانهم ولا هم ينظرون * فأعرض عنهم وانتظر إنهم منتظرون )

ومع ذلك كله يستعجل الكفار العذاب ويتسآءلون أين ما وعد ربكم وحذرتم من العذاب والنصر علينا إن صدقتم

فقل لهم يا محمد إن النصر قريب لن ينفعهم سخط الله وغضبه عليهم فى الدنيا ، ويوم القيامة لن ينفعهم أن يؤمنوا عندما يرون العذاب

فدعك منهم وانتظر وهم منتظرون الدوائر تدور عليكم ، فسوف يحقق الله لك ما وعدك وسينصرك عليهم ، وتكون الدائرة عليهم .

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

تمت بحمد الله تعالى .

السجدة

الآيات 23 ـ 24


( ولقد آتينا موسى الكتاب فلا تكن فى مرية من لقائه ، وجعلناه هدى لبنى إسرائيل * وجعلنا منهم أئمة يهدون بأمرنا لما صبروا ، وكانوا بآياتنا يوقنون )

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " رأيت ليلة أسرى بى موسى بن عمران رجلا آدم طوالا جعدا كأنه من رجال شنوءة ، ورأيت عيسى رجلا مربوع الخلق إلى الحمرة والبياض ، سبط الرأس ، ورأيت مالكا خازن النار والدجال " .

وفى الآيات يقول الله عز وجل لرسوله :

لقد أرسلت موسى لبنى إسرائيل بالتوراة وجعلتها هداية لهم ، فلا تكن فى شك مما رأيت ليلة الإسراء

وكان منهم من صبروا على أوامر الله وامتنعوا عن ما يغضبه وصدقوا برسله وكان منهم أئمة يدعون إلى الحق ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وصبروا عن الدنيا وكان لديهم من التصديق واليقين .


الآيات 25 ـ 27

( إن ربك هو يفصل بينهم يوم القيامة فيما كانوا فيه يختلفون * أولم يهد لهم كم أهلكنا من قبلهم من القرون يمشون فى مساكنهم ، إن فى ذلك لآيات ، أفلا يسمعون * أولم يروا أنا نسوق الماء إلى الأرض الجرز فنخرج به زرعا تأكل منه أنعامهم وأنفسهم ، أفلا يبصرون )

ألم ير المكذبين كم أهلكنا قبلهم من أمم كذبوا وهم الآن يمشون فى أرضهم ويسكنون مساكنهم التى دمرناها عليهم عقابا لتكذيبهم ، وهذه آيات من الله لهم لعلهم يسمعوا أو يعقلوا

فالله يفصل بينهم يوم القيامة فيما اختلفوا فيه

ألم ينظروا فيرون لطف الله بهم وإحسانه فهو الذى سخر السحاب وساقه إليهم وإلى الأرض الجدباء وأنزله أمطارا من السماء فأحيا به تلك الأرض وأخرج الزرع منها ليأكلوا وتأكل أنعامهم .



السجدة

الآيات 18 ـ 22




( أفمن كان مؤمنا كمن كان فاسقا ، لا يستوون * أما الذين آمنوا وعملوا الصالحات فلهم جنات المأوى نزلا بما كانوا يعملون * وأما الذين فسقوا فمأواهم النار ، كلما أرادوا أن يخرجوا منها أعيدوا فيها وقيل لهم ذوقوا عذاب النار الذى كنتم به تكذبون * ولنذيقنهم من العذاب الأدنى دون العذاب الأكبر لعلهم يرجعون * ومن أظلم ممن ذكر بآيات ربه ثم أعرض عنها ، إنا من المجرمين منتقمون )



لا يتساوى المؤمن بمن خرج على طاعة الله

فالذين آمنوا بالله ورسله وأطاعوه يدخلهم الله منازل كريمة فى الجنة جزاء بما عملوا من الطيبات

وأما من عصوا ربهم فليس لهم منزلا إلا النار خالدين فيها كلما نضجت جلودهم أعادهم الله فى النارويقال لهم ذوقوا فهذا ما كذبتم من العذاب



وليذوقوا عذابا فى الدنيا ( العذاب الأدنى ) بالمصائب والآفات وما يحل بهم وبأهل بيتهم من مصائب وكوارث

قبل عذاب الآخرة الكبير ( الأكبر ) فى الجحيم لعل من يتراجع منهم عن فعله وظلمه .

وهل هناك أكثر ظلما من التكذيب بآيات الله ورسله وكتبه وجحد بها ( أعرض عنها )

فالله ينتقم من الظالمين المجرمين أشد انتقام .

السجدة

الآيات 12 ـ 14


( ولو ترى إذ المجرمون ناكسوا رءوسهم عند ربهم ربنا أبصرنا وسمعنا فارجعنا نعمل صالحا إنا موقنون * ولو شئنا لأتينا كل نفس هداها ولكن حق القول منى لأملأن جهنم من الجنة والناس أجمعين * فذوقوا بما نسيتم لقاء يومكم هذا إنا نسيناكم ، وذوقوا عذاب الخلد بما كنتم تعملون )

وهكذا يكون حال المكذبون يوم القيامة

خاشعة أبصارهم ترهقهم من الذل ناكسوا الرأس من الخجل والحياء ويقولون نحن الآن نسمع ونطيع أمرك ، فارجعنا إلى الدنيا لكى نعمل صالحا فقد أيقنا أنك الحق

ولكن الله يعلم أنهم لو رجعوا لعادوا لطغيانهم

فلو أراد الله أن يهدى لهدى الناس جميعا ولكن هذا تحذير من الله وقد سبق أن اتخذ عهدا بأن يملأ جهنم من الإنس والجن ممن عصوا وخالفوا أوامر الله

وذوقوا العذاب بما كذبتم بلقاء يوم القيامة واليوم تعاملون معاملة المنسى من جنس فعلكم وستعيشون فى العذاب مخلدين فى النار .


الآيات 15 ـ 17

( إنما يؤمن بآياتنا الذين إذا ذكّروا بها خروا سجدا وسبحوا بحمد ربهم وهم لا يستكبرون * تتجافى جنوبهم عن المضاجع يدعون ربهم خوفا وطمعا ومما رزقناهم ينفقون * فلا تعلم نفس ما أخفى لهم من قرة أعين جزاء بما كانوا يعملون )

إن صفات المؤمنين أنهم عرضت عليهم آيات الله وأوامره أطاعوا من فورهم وشكروا الله قولا وفعلا ولا يستكبرون عن الإنقياد لطاعة الله

وهم يقومون الليل ويتركون النوم خوفا وطمعا فى رحمة الله ومغفرته وجنته

وينفقون من أموالهم فى المصارف التى حددها الله حلالا طيبا

وهؤلاء لا يعلم أحد عظمة ما جعل الله لهم من الجزاء فى الجنة ، وبما أنهم أخفوا عملهم فقد أخفى الله لهم عظيم الجزاء مما لا يخطر على قلب بشر .


السجدة

الآيات 7 ـ 9


( الذى أحسن كل شئ خلقه ، وبدأ خلق الإنسان من طين * ثم جعل نسله من سلالة من ماء مهين * ثم سواه ونفخ فيه من روحه ، وجعل لكم السمع والأبصار والأفئدة ، قليلا ما تشكرون )

الله يخبر عن قدرته سبحانه وتعالى بأنه أتقن وأحسن كل ما خلق

وبعد أن خلق السموات والأرض شرع فى خلق الإنسان ( آدم عليه السلام ) من الطين

ثم جعله وحواء يتناسلون من ماء الرجل والمرأة الذى هو ماء حقير

ثم بعد خلق آدم من التراب المبلل فى صورة طين أحسن خلقته فجعله مستقيما سويا

ثم نفخ فيه الروح التى خلقها من قبل

وشق سمعه وبصره وعقله ... فالفؤاد هو العقل

ولكن الإنسان قليل الشكر لنعمة ربه عليه ومن الشاكرين القليلون والسعيد من استعمل عقله فى الطاعة .


الآيات 10 ، 11
( وقالوا أئذا ضللنا فى الأرض أئنا لفى خلق جديد ، بل هم بلقاء ربهم كافرون * قل يتوفاكم ملك الموت الذى وُكل بكم ثم إلى ربكم تُرجعون )

وقال المشركون يستبعدون وينكرون البعث :

أبعد أن نهلك فى الأرض وتتفرق أجزاء أجسادنا فيها نعود ونحيا ثانية

إنهم يكذبون بلقاء الله وبقدرته على استعادة أجسامهم


فقل لهم يا محمد ، إن ملك الموت يقبض أرواحكم الذى وكله الله بهذا العمل

ثم ترجعون إلى الله ويوم القيامة موعدكم لقيامكم من القبور للقاء الله ليحاسبكم على أفعالكم .



السجدة

الآيات 4 ـ 6



( الله الذى خلق السموات والأرض وما بينهما فى ستة أيام ثم استوى على العرش ، ما لكم من دونه من ولى ولا شفيع أفلا تتذكرون * يدبر الأمر من السماء إلى الأرض ثم يعرج إليه فى يوم كان مقداره ألف سنة مما تعدون * ذلك عالم الغيب والشهادة العزيز الرحيم )


يخبر سبحانه وتعالى أنه خالق الأشياء كلها


فخلق السموات والأرض وما بينهما فى ستة أيام وبعد ذلك استوى على عرشه


والعرش يحيط بالسموات جميعا وتحته البحر المسجور الذى يحيط أيضا بالسموات وكرسى الرحمن على العرش واستوائه ليس كإستواء البشر ولا مشابهة بين الله والعباد


ما لكم من دونه من ولى ولا شفيع أفلا تتذكرون : الله هو مالك الأمور جميعا والمدبر لها والقادر عليها ولا ولىّ لخلقه ولا شفيع إلا بعد إذنه


وهذا ليعلم العباد أن لا نظير له ولا رب سواه


يدبر الأمر من السماء إلى الأرض ثم يعرج إليه فى يوم كان مقداره ألف سنة مما تعدون : والذى يدبر أمور السموات السبع والأرضين السبع هو الله وحده ينزل أويصعد فى يوم واحد مقداره خمسين ألف سنة مما يعد البشر ... ولكنه سبحانه يقطعها كلمح البصر فليس لقدرته زمن للقياس مثل البشر ولهذا قال مما تعدون .


ذلك عالم الغيب والشهادة العزيز الرحيم : فهو الذى يدبر الأمور جميعا وشاهد على أعمال العباد يعلم كبيرها وصغيرها وما خفى وما علن


وهو العزيز القوى الذى لا يقهر ، وهو أيضا الرحيم بعباده المؤمنين .


السجدة

تفسير سورة السجدة




بسم الله الرحمن الرحيم



الآيات 1 ـ 3



( الم * تنزيل الكتاب لا ريب فيه من رب العالمين * أم تقولون افتراه ، بل هو الحق من ربك لتنذر قوما ما أتاهم من نذير من قبلك لعلهم يهتدون )



الم : الحروف فى بدايات السور كما سبق شرحه



تنزيل الكتاب لا ريب فيه من رب العالمين : تعنى أن القرآن ليس به شك ولا يحتمل الشك وهو منزل من الله رب الخلق جميعا

أم تقولون افتراه : ويقول الكافرون أن محمداصلى الله عليه وسلم اختلقه من عند نفسه

إنما القرآن منزل من عند الله حقا لتحذر الناس الذين لم يأت لهم من منذر من قبلك حتى يتبعوا الحق

مشكلة

لا حول ولا قوة إلا بالله

الله

بسم الله الرحمن الرحيم

بسم الله

بسم الله الرحمن الرحيم

السبت، 7 مايو 2011

تابع ـ طه

الآيات 49 ـ 52




( قال فمن ربكما يا موسى * قال ربنا الذى أعطى كل شئ خلقه ثم هدى * قال فما بال القرون الأولى * قال علمها عند ربى فى كتاب ، لا يضل ربى ولا ينسى )

ينكر فرعون وجود الله الصانع لكل شئ وخالقه فيقول لموسى

من الذى أرسلكما أنا لا أعرف لكم إله غيرى

فيرد عليه موسى قائلا : ربنا هو من خلق كل شئ وهو الذى أعطى لكل شئ صفة خلق معينة يميزه بها فجعل الإنسان صفة الإنسان وصورته وأعطى للكلب صفة الكلب وأعطى النبات صفته التى عليها وهو الذى يهدى إليه من يشاء

فقال فرعون : إذا كان الأمر كما تقول فلماذا أهل القرون القديمة لم تعبد شئ ؟

فقال موسى : لا أعلم عنهم شئ وإنما الله يعلم أعمالهم وسيجزيهم عليها وهى مكتوبة عنده فى اللوح المحفوظ

والله لا تخفى عليه خافية ولا يفوته شئ ولا ينسى شئ



الآيات 53 ـ 56



( الذى جعل لكم الأرض مهدا وسلك لكم فيها سبلا وأنزل من السماء ماء فأخرجنا به أزواجا من نبات شتى * كلوا وارعوا أنعامكم ، إن فى ذلك لآيات لأولى النهى * منها خلقناكم وفيها نعيدكم ومنها نخرجكم تارة أخرى * ولقد أريناه آياتنا كلها فكذب وأبى )

ويكمل موسى قوله لفرعون يصف ربه فيقول :

الله هو الذى جعل الأرض سهلة لتعيشوا عليها ومهدها لكم

وجعل فيها طرق تمشون فيها

وأنزل المطر من السماء لينبت لكم به الأنواع المختلفة من النباتات والأطعمة لكم ولأنعامكم

وهذا كله من الآيات والدلائل لمن يعمل عقله ويتفكر

ثم يقول الله سبحانه :

خلقناكم من الأرض ثم نعيدكم إليها ثم نعيد إخراجكم منها مرة ثانية

وعرضت على فرعون آيات ودلائل كثيرة ولكنه أصر على الكفر والعناد والبغى



الآيات 57 ـ 59



( قال أجئتنا لتخرجنا من أرضنا بسحرك يا موسى * فلنأتينك بسحر مثله فاجعل بيننا وبينك موعدا لا نخلفه نحن ولا أنت مكانا سوى * قال موعدكم يوم الزينة وأن يحشر الناس ضحى )

عندما رأى فرعون ما أتى به موسى من آيات وهى أن يلقى العصا فتتحول إلى ثعبان وتعود لحالتها إذا أمسك به ، وتبيض يده بلا مرض إذا وضعها فى جيبه وتعود لحالتها إذا أعادها لجيبه وغير ذلك من آيات الله قال فرعون لموسى :

هل جئت بأعمال السحر لتستولى على عقول الناس ليتبعوك فلا تغتر بذلك فنحن عندنا من السحرة ما يفعلون ذلك

فاجعل يوما نجتمع نحن وأنت ونرى من بسحره سيكون له الغلبة

فقال موسى وهو كذلك موعدنا نجتمع يوم الزينة ساعة الضحى وأن يجمع السحرة والناس

ويوم الزينة هذا كان يوم عيد لهم يتركون العمل فيه



الآيات 60 ـ 64



( فتولى فرعون فجمع كيده ثم أتى * قال لهم موسى ويلكم لا تفتروا على الله كذبا فيسحتكم بعذاب ، وقد خاب من افترى * فتنازعوا أمرهم بينهم وأسروا النجوى * قالوا إن هذان لساحران يريدان أن يخرجاكم من أرضكم بسحرهما ويذهبا بطريقتكم المثلى * فأجمعوا كيدكم ثم ائتوا صفا ، وقد أفلح اليوم من استعلى )

جمع فرعون السحرة من مدن المملكة وجاء على سرير ملكه واجتمع الناس ظهيرة يوم الزينة واصطف أكابر رجال الدولة وجاء موسى وأخاه هارون وقال فرعون للسحرة ــ ليحرضهم على أعمال سحرية ليغلبوا موسى وهارون ــ لو كنتم غالبين سأجعلكم من المقربين



قال لهم موسى : لو كذبتم على الله سيعذبكم ويهلككم بعقوبته

فهذا أمر نبى وليس بسحر

وتنازعوا فيما بينهم وتناجوا السحرة وفرعون وأعوانه والناس بأن هذا موسى وأخاه ساحران يريدان أن يغلبوا السحرة ويكونا لهم السيادة

فاجتمعوا بسحركم عليه لتبطلوا أعماله ومن غلب فهو اليوم هو المقرب للملك وله السيادة



الآيات 65 ـ 70



( قالوا يا موسى إما أن تلقى وإما أن نكون أول من ألقى * قال بل ألقوا ، فإذا حبالهم وعصيهم يخيل إليه من سحرهم أنها تسعى * فأوجس فى نفسه خيفة موسى * قلنا لا تخف إنك أنت الأعلى * وألق ما فى يمينك تلقف ما صنعوا ، إنما صنعوا كيد ساحر ، ولا يفلح الساحر حيث أتى * فألقى السحرة سجدا قالوا آمنا برب هارون وموسى )

وبدأت المناظرة

فقال السحرة لموسى : أتلق عصاك أم نبدأ نحن

فقال موسى : لا ابدؤا أنتم

وكانت السحرة البادئة بإلقاء عصيهم وحبالهم فكانت تتلوى كالثعابين ، وهذا جعل الخوف يدخل نفس موسى من السحر العظيم الذى جاؤوا به

فأوحى الله لموسى أن لا تخف فالله معك ينصرك عليهم

لو ألقيت عصاك ستتحول إلى حية تلتقط ما صنعه السحرة ، فإن ما صنعوه هو ألعاب ساحر يفتتن بها الأبصار بعيدة عن الحقيقة ومهما فعل الساحر فلا يفلح سحره

ثم ألقى موسى عصاه فتحولت إلى حية ضخمة حقيقية إلتهمت كل عصى وحبال السحرة

ثم تلقفها موسى بيده فعادت عصاه

فتأكدت السحرة أن هذا ليس بسحرا وسجدوا كلهم جميعا وأعلنوا إيمانهم بالله الواحد وبما جاء به موسى وهارون .



الآيات 71 ـ 73



)قال ءامنتم له قبل أن آذن لكم ، إنه لكبيركم الذى علمكم السحر ، فلأقطعن أيديكم وأرجلكم من خلاف ولأصلبنكم فى جذوع النخل ولتعلمن أينا أشد عذابا وأبقى * قالوا لن نؤثرك على ما جاءنا من البينات والذى فطرنا ، فاقض ما أنت قاض ، إنما تقضى هذه الحياة الدنيا * إنا آمنا بربنا ليغفر لنا خطايانا وما أكرهتنا عليه من السحر ، والله خير وأبقى )

قال فرعون : كيف لكم أن تؤمنوا له قبل أن أصرح لكم بذلك ، إنكم خطتم لذلك مع موسى لتعاونوه على أن يخرج بنى إسرائيل من البلدة وتكن لكم دولة مستقلة وتخرجوا أكابرها ورؤساءها فسوف ترون ما أفعل بكم



سأقطع أيديكم اليمنى و أرجلكم اليسرى وأعلقكم على جذوع النخل

وستعلمون من هو أقوى عذابا



فقال له السحرة إنا آمنا بالله الذى نرجع إليه وعقابه أشد من عقابك ، فما فعلنا من شئ غير أن آمنا بالله وآياته ولن نفضلك على ما جاء موسى به من دلائل

فسنصبر على عذابك لنتخلص من عذاب الله ، وافعل ما شئت ، إنها الحياة الدنيا وستنتهى



فنحن نستغفر الله فيما اضطررتنا إليه من سحر فالله هو الباقى اللهم أنزل علينا الصبر وثبتنا على دينك وتوفنا تابعين لله ولرسوله موسى عليه السلام



الآيات 74 ـ 76



) إنه من يأت ربه مجرما فإن له جهنم لا يموت فيها ولا يحيى * ومن يأته مؤمنا قد عمل الصالحات فأولئك لهم الدرجات العلى * جنات عدن تجرى من تحتها الأنهار خالدين فيها ، وذلك جزاء من تزكى )

قال السحرةلفرعون يعظونه :

إن الذى يلقى ربه يوم القيامة وهو مجرم فإنه يدخله نارا لا يموت فيها ولا يحيى

ومن يلقى الله مؤمنا صدق بالقول والعمل فإنه يدخله جنات ومساكن عالية طيبة وغرف آمنة

جنات عدن : إقامة دائمة فى الجنة

تجرى من تحتها الأنهار : بها خيرات لا تنتهى

خالدين فيها : ماكثين فيها بلا نهاية

وذلك جزاء من طهر نفسه وزكاها من الخبث والشرك



الآيات 77 ـ 79



( ولقد أوحينا إلى موسى أن أسر بعبادى فاضرب لهم طريقا فى البحر يبسا لا تخاف دركا ولا تخشى * فأتبعهم فرعون بجنوده فغشيهم من اليم ما غشيهم * وأضل فرعون قومه وما هدى )

عندما أشتد أذى فرعون لموسى ومن معه أمر الله موسى أن يهرب ومن معه إلى الأراضى المقدسة

أمر الله موسى أن يخرج ومن معه من مصر ، وجعل ذلك الشهر هو أول سنة بنى إسرائيل وأمرهم أن يذبح كل أهل بيت حملا من الغنم ، فإذا كانوا لا يحتاجون إلى حملا فاليشترك الجار وجاره فيه ، فإذا ذبحوه فلينضحوا من دمه على أعتاب أبوابهم ليكون علامة على بيوتهم ولا يأكلونه مطبوخا ولكن مشويا برأسه وأكارعه وبطنه ولا يبيتوا منه شئ ولا يكسروا له عظما ولا يخرجوا منه شيئا خارج بيوتهم



وليكن خبزهم فطيرا سبعة أيام ابتداؤها من الرابع عشر من الشهر الأول من سنتهم وكذلك يفعل فى الربيع.



فإذا أكلوا فلتكن أوساطهم مشدودة وخفافهم فى أرجلهم وعصيهم فى أيديهم وليأكلوا بسرعة قياما وما تبقى من عشائهم فليحرقوه بالنار



وقتل الله فى هذه الليلة أبكار القبط وابكار دوابهم ليشتغلوا عنهم ، وخرج بنوا اسرائيل حتى انتصف النهار وأهل مصر فى مناحة عظيمة وعويل

أمر الوحى موسى أن يخرج ومن معه فحملوا أدواتهم وكانوا قد استعاروا من القبط ( أهل مصر ) حليا كثيرة من الذهب ، فخرجوا بها وعددهم 600 رجل بعد أن عاشوا فى مصر 430 سنة وحملوا معهم الفطير قبل ان يختمر



فسموا عامهم هذا عيد الفسخ أو عيد الفطير أو عيد الحمل



خرجوا من مصر ومعهم تابوت يوسف عليه السلام الذى كان قد أوصى بأن يدفن بأرض آبائه بالشام وقد حنطوه ووضعوه فى تابوت



وخرجوا على طريق بحر وكانوا فى النهار تغطيهم سحابة وأمامهم عمود نور ، وفى الليل أمامهم عمود نار حتى وصلوا إلى ساحل البحر نزلوا هناك



وأدركهم فرعون وجنوده من المصريين ، فقلق كثير من أتباع موسى حتى قال بعضهم ( كان بقاؤنا فى مصر أحب إلينا من الموت بهذه الصحراء )



قال لهم موسى :



( لا تخشوا فإن فرعون وجنوده لا يرجعون إلى بلدهم بعد ذلك (





أمر الله موسى أن يضرب بعصاه البحر فصار الماء على الجانبين كجبلين عظيمين وظهر بينهما اليابس ومر بنوا اسرائيل عليه ، وتبعهم فرعون وجنوده حتى إذا وصلوا منتصف الماء ضرب موسى البحر بعصاه أخرى فاجتمع الماء وغرق فرعون وجنوده وآمن فرعون وهو يغرق عندما لاتقبل توبة ممن كفر

وكان بنوا اسرائيل ينظرون إليهم من الجانب الآخر



الآيات 80 ـ 82

( يا بنى إسرائيل قد أنجيناكم من عدوكم وواعدناكم جانب الطور الأيمن ونزلنا عليكم المن والسلوى * كلوا من طيبات ما رزقناكم ولا تطغوا فيه فيحل عليكم غضبى ، ومن يحلل عليه غضبى فقد هوى * وإنى لغفار لمن تاب وآمن وعمل صالحا ثم اهتدى )



يذكر الله بنى إسرائيل بفضله عليهم عندما أنجاهم من فرعون وهم ينظرون

وعندما واعد موسى عليه السلام عند الجانب الأيمن من جبل الطور وأعطاه التوراة

وعبدوا العجل من الذهب الذى صنعه لهم السامرى ثم عفا الله عنهم

وأنزل عليهم العسل والحلوى من السماء وأرسل لهم طائر السمان ليأكلوا فى الصحراء

وقال لهم كلوا على قدر حاجتكم ولا تطغوا فيه ( أى لا تأخذوا زيادة عن حاجتكم بدون داع و لا حاجة ) حتى لا يحل عليهم غضب الله إذا عصوه ، لأن من يغضب عليه الله فقد شقى

والله يغفر لمن يتوب وينيب إليه ويعمل صالحا ويستمر على الطريق المستقيم



الآيات 83 ـ 89



( وما أعجلك عن قومك ياموسى * قال هم أولاء على أثرى وعجلت إليك رب لترضى * قال فإنا قد فتنا قومك من بعدك وأضلهم السامرى * فرجع موسى إلى قومه غضبان أسفا ، قال يا قوم ألم يعدكم ربكم وعدا حسنا ، أفطال عليكم العهد أم أردتم أن يحل عليكم غضب من ربكم فأخلفتم موعدى * قالوا ما أخلفنا موعدك بملكنا ولكنا حملنا أوزارا من زينة القوم فقذفناها فكذلك ألقى السامرى * فأخرج لهم عجلا جسدا له خوار فقالوا هذا إلهكم وإله موسى فنسى * أفلا يرون ألا يرجع إليهم قولا ولا يملك لهم ضرا ولا نفعا )





وكما روى الله لنا فى سورتى الأعراف والبقرة :



جاوز اليهود مع نبيهم البحر ، وذهبوا قاصدين بلاد الشام ومكثوا ثلاثة أيام لايجدون ماء ، فطلبوا من نبيهم الماء ، فأمر الله موسى أن يأخذ خشبة وضعها فى الماء الأجاج فحلا وساغ شربه ، وعلمه الله وصايا وسنن وفرائض كثيرة



ومروا على قوم يعبدون لهم أصناما على صورة البقر فطلبوا من نبيهم أن يجعل لهم آلهة مثلهم ، فقال لهم موسى : أنتم قوم تجهلون عظمة الله وجلاله ويجب أن ينزه عن الشريك

إن هؤلاء الذين يعبدون الأصنام هالك ( متبر ) ما هم فيه وباطل ما يعملون









ذهب موسى لموعد ( ميقات ) مع ربه ومكث على جبل الطور يناجيه ويسأله عن أشياء كثيرة لمدة شهر وتركهم ، وأزاد له الله عشرا فأصبحت أربعين ليلة ، وترك قومه بعد أن أوصى أخاه هارون أن يظل فيهم ولا يتركهم ولا يتبع ما يأمره المفسدين منهم .





ولما جاء موسى لميقات الله تعالى وكلمه الله ، سأل الله تعالى أن يجعله ينظر إليه ويراه

فقال له الله لن تستطيع أن ترانى لأن تكوين موسى الإنسانى لا يقدر على تحمل ذلك

وقال له الله : أنظر إلى الجبل سأتجلى له فإن استطاع الجبل الإستقرار فسوف ترانى

وتجلى سبحانه وتعالى للجبل فلم يتحمل وصعق الجبل ودك وإنهار وتسوى بالأرض ، وسقط موسى مغشيا عليه



ولما أفاق موسى من غشيته قال أستغفر الله وتبت عن طلب الرؤية ثانية وأشهد بأن الله حق وأنا أول الموقنين بذلك



قال له الله تعالى :

يا موسى إنى اختارتك وميزتك على الأنبياء فى زمانك برسالاتى وبكلامى المباشر بغير الوحى

فعليك أن تتبع ما آمرك به وتمسك به وكن من الشاكرين لأنعم الله .

وكتب الله لموسى المواعظ والأحكام وشريعة بنى إسرائيل على ألواح من الجواهى مبينة للحلال والحرام وموضحة كل شئ .



فتمسك بها يا موسى وأأمر قومك بالتمسك بها وتنفيذ ما بها

فسوف أنصركم على عدوكم وسترون عاقبة من خرج على طاعة الله من الظالمين فى أرض الشام وأملككم أرضهم وديارهم



وكان رجل من السامريين من أهل الشام ، يسمى هارون السامرى قد رأى جبريل عليه السلام يمر خلف اليهود ليطمئن فرعون وجنوده إلى المرور خلفهم وكان يركب على فرس ، فأخذ قبضة من الرمال التى مر عليها واحتفظ بها

أخذ السامرى ( رجل من السامريين كان معهم فى رحلتهم وهو من القوم العابدين للعجل ) الحلى من القوم وقال أنه حرام عليهم الأحتفاظ بها وأسال الذهب وصنع لهم تمثالا على هيئة عجلا وألقى عليه الرمال التى معه ، وكلما دخل منه الريح وخرج أصدر صوت كالخوار للعجل إقتداء بمن رأول من عبدة الأبقار ، وقال أعبدوه حتى يرجع موسى



نهاهم هارون أخو بن عمران أخو موسى ولكنهم أذوه ولم ينتهوا



خاف أن يتركهم فيعيب موسى عليه تركهم وظل يدعوهم

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

وما أعجلك عن قومك ياموسى

قال الله لموسى : لماذا تركت قومك

قال هم أولاء على أثرى وعجلت إليك رب لترضى : قال موسى تعجلت لموعدك لترضى عنى وتركتهم على طريقتى وعهدى معهم



قال فإنا قد فتنا قومك من بعدك وأضلهم السامرى : قال له الله : إرجع فقد أفتتن قومك، وقد أضلهم السامرى

فأخذ الألواح التى بها التوراة وعاد مسرعا وهو يتملكه الغضب



فرجع موسى إلى قومه غضبان أسفا ، قال يا قوم ألم يعدكم ربكم وعدا حسنا ، أفطال عليكم العهد أم أردتم أن يحل عليكم غضب من ربكم فأخلفتم موعدى : عاد موسى وتشاجر مع أخيه وحرق العجل وألقاه فى البحر ، والقى الألواح من يده مغاضبا لهم وعنفهم من سوء ما فعلوا، فقال لهم لقد أخلفتم عهدى معكم ، هل تريدون أن يحل عليكم غضب من الله

قالوا ما أخلفنا موعدك بملكنا ولكنا حملنا أوزارا من زينة القوم فقذفناها فكذلك ألقى السامرى : فاعتذروا له ، وألقوا اللوم على السامرى وقصوا عليه ما فعل من صناعة العجل



فأخرج لهم عجلا جسدا له خوار فقالوا هذا إلهكم وإله موسى فنسى : وقال لهم السامرى هذا هو إله موسى فقد سار ونسيه هنا ونسى أن يقول لكم أن هذا إلهكم .



أفلا يرون ألا يرجع إليهم قولا ولا يملك لهم ضرا ولا نفعا : ألم يتدبروا أن هذا الصنم لا ينطق ولا يسمعهم ولا يكلمهم ولا ينفعهم ولا يضرهم ... وهذا من باب التوبيخ لهم



الآيات 90 ـ 91



( ولقد قال لهم هارون من قبل ياقوم إنما فتنتم به ، وإن ربكم الرحمن فاتبعونى وأطيعوا أمرى * قالوا لن نبرح عليه عاكفين حتى يرجع إلينا موسى )



ويخبر الله تعالى عن أن بنى إسرائيل ليس لهم عذر فيما فعلوا فلقد نصحهم هارون وقال لهم احذروا هذا العجل فتنة وابتلاء فلا تعبدوه ، والله الرحمن بجميع عباده وهو أحق بالعبادة

فلا تطيعوا السامرى وأطيعونى أهديكم طريق الرشاد

فقالوا له لا سنظل على عبادة العجل حتى يرجع موسى ونرى ما يقول عنه .



الآيات 92 ـ 94



( قال يا هارون ما منعك إذ رأيتهم ضلوا * ألا تتبعن ، أفعصيت أمرى * قال يا ابن أم لا تأخذ بلحيتى ولا برأسى ، إنى خشيت أن تقول فرقت بين بنى إسرائيل ولم ترقب قولى )



عندما رجع موسى إلى قومه ووجد ما هم عليه من عبادة العجل ألقى الألواح المكتوب بها التوراة من شدة غضبه وأخذ يجر برأس أخيه ويجذبه من لحيته وهو يلوم أخيه قائلا لماذا لم تلحق بى عندما فعلوا ذلك لتخبرنى بما فعلوا

فقال هارون : دعنى فأنا خفت أفعل ذلك تلومنى وتقول لماذا تركت القوم ولم تنفذ ما أمرتك به من البقاء معهم وأنت فرقت بينهم وتركتهم وحدهم



الآيات 95 ـ 98



( قال فما خطبك يا سامرى * قال بصرت بما لم يبصروا به فقبضت قبضة من أثر الرسول فنبذتها وكذلك سولت لى نفسى * قال فاذهب فإن لك فى الحياة أن تقول لا مساس ، وإن لك موعدا لن تُخلفه ، وانظر إلى إلاهك الذى ظلت عليه عاكفا ، لنحرقنه ، ثم لننسفنه فى اليم نسفا * إنما إلاهكم الله الذى لا إله إلا هو ، وسع كل شئ علما )



قال موسى : وما شأنك أنت يا سامرى ؟

قال السامرى : لقد رأيت جبريل عندما تردد فرعون فى المرور مر بفرسه أمامه فظن فرعون أن الأرض يابسة له فمر مثله فانغلق عليه البحر بجنوده

فأخذت قبضة من أثر فرسه فألقيتها على عجل الذهب فصدر له صوت الخوار ( وفى الحقيقة لم يكن خوار حقيقى ولكن صوت دخول الهواء فى العجل الأجوف كان مثل الخوار )

ويقول السامرى : هكذا أعجب نفسى أن أفعل ذلك

فدعا عليه موسى وقال له : بما فعلت من مس أثر جبريل وهو ليس لك بحق فعليك أن لا تمس الناس ولا يمسونك

ولك يوم القيامة موعد لن يتغير ليعاقبك الله على فعلتك

وانظر هذا العجل الذى اعتبرته إلهك وظللت تعبده سيحطم و نحرقه و نلقى به فى البحر مع فرعون ومن ظلم



ثم يقول موسى لقومه : إنما الله لا شريك له هو ربى وربكم لا إله إلا هو ولا يعبد إلا هو

وهو عليم بكل شئ .



الآيات 99 ـ 101



( كذلك نقص عليك من أنباء ما قد سبق ، وقد آتيناك من لدنا ذكرا * من أعرض عنه فإنه يحمل يوم القيامة وزرا * خالدين فيه ، وسآء لهم يوم القيامة حملا )

يقول الله عز وجل لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم : كما قصصنا عليك من خبر موسى وفرعون نقص عليك من أخبار من سبق من الأمم

ولقد آتيناك القرآن من عندنا

ومن يكذب به ويعرض عنه فإنه يضله الله ويكون آثما يوم القيامة

ولا خلاص لهم من الإثم وسيكون حملهم ثقيل وسيئ



الآيات 102 ـ 104



( يوم ينفخ فى الصور ، ونحشر المجرمين يومئذ زرقا * يتخافتون بينهم إن لبثتم إلا عشرا * نحن أعلم بما يقولون إذ يقول أمثلهم طريقة إن لبثتم إلا يوما )



الصور : قرن ضخم ينفخ فيه الملك إسرافيل يوم القيامة

زرقا : عيون المجرمين زرقاء اللون من شدة الرعب

يتخافتون : يتحدثون بصوت منخفض ويتساءلون فيما بينهم كم عشتم فى الدنيا

فيقول البعض حوالى عشرة أيام أو مثل ذلك

نحن أعلم بما يقولون : الله يعلم نجواهم

يقول أمثلهم طريقة : العاقل فيهم يقول

إن لبثتم إلا يوما : لم تلبثوا فيها إلا يوما واحدا



الآيات 105 ـ 108



( ويسئلونك عن الجبال فقل ينسفها ربى نسفا * فيذرها قاعا صفصفا * لا ترى فيها عوجا ولآ أمتا * يومئذ يتبعون الداعى لا عوج له ، وخشعت الأصوات للرحمن فلا تسمع إلا همسا )



ويسئلونك عن الجبال فقل ينسفها ربى نسفا : يسألك الكفار يامحمد عن الجبال يوم القيامة

فقل لهم ينسفها الله ويسيرها عن أماكنها

فيذرها قاعا صفصفا * لا ترى فيها عوجا ولآ أمتا : ويجعلها بساطا مستوى على الأرض

ولا ترى فى الأرض واديا ولا مرتفع ولا منخفض

يومئذ يتبعون الداعى لا عوج له : يوم القيامة يستجيبون إلى الداعى ولا يميلون عنه ولو كان ذلك فى الدنيا لكان أنفع لهم

وخشعت الأصوات للرحمن فلا تسمع إلا همسا : وتستمع وتسكن الأصوات لله فلا تسمع أصواتا إلا همس خفى من الخوف فى خضوع

الآية 109



( يومئذ لا تنفع الشفاعة إلا من أذن له الرحمن ورضى له قولا )

ويوم القيامة لا تنفع شفاعة الشافعين إلا بإذن الله عز وجل

لا تنفع لصالحين ولا طالحين ولا قوى ولا ضعيف ولا حتى للرسل والأنبياء إلا من أذن له الله برحمة منه وفضل وهو محمد صلى الله عليه وسلم



يقول صلى الله عليه وسلم : " آتى تحت العرش وأخر لله ساجدا ويفتح علىّ بمحامد لا أحصيها الآن ، فيدعنى ما شاء الله أن يدعنى ، ثم يقول : يا محمد ، ارفع رأسك ، وقل يسمع ، واشفع تشفع " " فيحد لى حدا فأدخلهم الجنة ثم أعود "



الآيات 110 ـ 112



( يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم ولا يحيطون به علما * وعنت الوجوه للحى القيوم ، وقد خاب من حمل ظلما * ومن يعمل من الصالحات وهو مؤمن فلا يخاف ظلما ولا هضما )



يحيط الله الخلائق بعلمه ولا يحيطون بعلمه

وخضعت الوجوه لله الخالق الجبار الحى الذى لا يموت

القيوم : الذى لا ينام وهو قيم على كل شئ يدبره

ويا ويله من جاء يحمل ظلما لله أو للعباد أو لنفسه يوم القيامة

أما من آمن وعمل صالحا فلا يضيع عمله ولا يظلم ولا تنقص حسناته

هضما : نقصا



الآيات 113 ـ 114



( وكذلك أنزلناه قرآنا عربيا وصرفنا فيه من الوعيد لعلهم يتقون أو يحدث لهم ذكرا * فتعالى الله الملك الحق ، ولا تعجل بالقرآن من قبل أن يقضى إليك وحيه ، وقل رب زدنى علما )

وهكذا لما كان يوم القيامة واقع بلا شك فقد أنزلنا القرآن واضحا بلغة العرب لا لبس فيه ولا غموض ووضحنا فيع العقاب لمن أثم وأجرم حتى يتراجعون ويتحلون بالطاعة



فتنزه الله وتقدست أسماؤه فهو المالك الحق للكون وجميع المخلوقات

ولا تتعجل يا محمد فى تلقى القرآن قبل أن يوحى إليك ولكن انصت وتقبل ثم اقرأ بعده

وادع الله أن يزيدك علما منه .

فقد أوضحنا من قبل فى سورة القيامة أن كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا نزل عليه الوحى يعانى مشقة فى متابعته ويسبقه بتحريك شفاهه مخافة من أن لا يستوعبه ويحفظه

فأنزل له الله هذه الآيات يطمئنه ويقول له : إذا جاءك الوحى فاستمع وتابعه فعلينا جمعه فى صدرك وتفسيره وتثبيته

( إن علينا جمعه ) : جمعه فى صدرك

( قرأناه ) : يتلى عليك من الملك

( قرآنه ) : على الله تيسيير قراءته

( اتبع قرآنه ) : استمع ثم قل مثله

( ثم إن علينا بيانه ) : توضيحه وتفسير أحكامه



الآيات 115 ـ 122



( ولقد عهدنا إلى آدم من قبل فنسى ولم نجد له عزما * وإذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا إلا إبليس أبى * فقلنا يا آدم إن هذا عدو لك ولزوجك فلا يخرجنكما من الجنة فتشقى * إن لك ألا تجوع فيها ولا تعرى * وأنك لا تظمأ فيها ولا تضحى * فوسوس إليه الشيطان قال يا آدم هل أدلك على شجرة الخلد وملك لا يبلى * فأكلا منها فبدت لهما سوآتهما وطفقا يخصفان عليهما من ورق الجنة وعصى آدم ربه فغوى * ثم اجتباه ربه فتاب عليه وهدى )



وبعد أن أوضح الله قصة خلق آدم عليه السلام وقصة ما أمره الله به ونهيه عن الأكل من الشجرة بالجنة ووسوس له الشيطان فأكل منها وذلك بالتفصيل فى سورة البقرة ، نجد هنا الإختصار فى الإيضاح والتفصيل لبعض الدقائق التى لم توضح فى سورة البقرة

فيقول سبحانه وتعالى :

لقد عهدنا لآدم عهدا ولكنه نسى وضعفت عزيمته فترك عهده

وذلك حدث منه عندما أمرنا الملائكة بالسجود له فسجدوا تحية له وتكبر إبليس وحسده ولم يسجد

وقد حذرناه بقولنا أن الشيطان عدو لك ولحواء زوجتك فحذار من طاعته فيجعلكما أشقياء بالخروج من الجنة ومكابدة الحياة الدنيا

فإن فى الجنة لن تجوع ولن تتعرى ولن تعطش من الحر فى ساعة الظهيرة

ولكن الشيطان أسر لهم ودلاهما كذبا وقال لهما إن ربكما حرم عليكما هذه الشجرة حتى لا تكونا ملكين فمن أكل منها يخلد ولا يموت

فطاوعا الشيطان ونسيا عهدهما مع الله وأكلا من الشجرة فظهرت لهما العورات وظلا يخطفان من أوراق الشجر ليغطيان عوراتهما

وهكذا عصى آدم الله وغواه الشيطان

ولكنه تاب وأناب فغفر الله له ثم هداه .



الآيات 123 ـ 126

( قال اهبطا منها جميعا ، بعضكم لبعض عدو ، فإما يأتينكم منى هدى فمن اتبع هداى فلا يضل ولا يشقى * ومن أعرض عن ذكرى فإن له معيشة ضنكا ونحشره يوم القيامة أعمى * قال رب لم حشرتنى أعمى وقد كنت بصيرا * قال كذلك أتتك آياتنا فنسيتها ، وكذلك اليوم تنسى )



فغضب الرحمن وقال لهما أخرجا من الجنة واهبطا إلى الأرض فاسكناها كعدوين يكيد كلاكما للآخرإلى فترة من الزمن ترجعون بعدها إلى الله للحساب



( فتلقى آدم من ربه كلمات فتاب عليه ، إنه هو التواب الرحيم )



قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " قال آدم عليه السلام أرأيت يا رب إن تبت ورجعت أعائدى إلى الجنة ، قال نعم "



وقيل أنه قال ( اللهم لا إله إلا أنت سبحانك وبحمدك ـ رب إنى ظلمت نفسى فاغفر لى ، إنك خير الغافرين ، اللهم لاإله إلا أنت سبحانك وبحمدك رب إنى ظلمت نفسى فاغفر لى إنك خير الراحمين ، اللهم لا إله إلا أنت سبحانك وبحمدك رب إنى ظلمت نفسى فتب علىّ إنك التواب الرحيم )

وبما أن الله قد خلق الأرض ليعمرها الإنسان فكان من الضرورى النزول إليها ، واشترط عليهم جميعا بان يرسل إليهم الرسل من يهدونهم فمن عمل صالحا فعودته إلى الجنة ومن عمل شرا فعودته إلى النار

وان من نسى ذكر ربه وأعرض عن عبادته وطاعته فله المعيشة الشقية الضيقة المتعبة ويوم القيامة يجمع أعمى

فيقول رب لقد كنت فى الدنيا أبصر فلماذا حشرتنى أعمى

فيقال له لقد أبلغت برسالاتى فعميت عنها وانتهيت عنها وأيضا الجزاء من جنس العمل فاليوم تنسى وكما أغمضت عن الحق فى الدنيا تأت يوم القيامة لا تبصر







الآية 127 ـ 130





( وكذلك نجزى من أسرف ولم يؤمن بآيات ربه ، ولعذاب الآخرة أشد وأبقى * أفلم يهد لهم كم أهلكنا قبلهم من القرون يمشون فى مساكنهم ، إن فى ذلك لآيات لأولى النهى * ولولا كلمة سبقت من ربك لكان لزاما وأجل مسمى * فاصبر على ما يقولون وسبح بحمد ربك قبل طلوع الشمس وقبل غروبها ، ومن آناء الليل فسبح وأطراف النهار لعلك ترضى )





وهكذا نجازى المكذبين بآيات الله فى الدنيا وفى الآخرة أشد العذاب خالدين



ألم يهد المكذبين ما جئتهم به يا محمد كم أهلكنا من الأمم السابقة المكذبين لرسلهم فبادوا ولم تبق لهم باقية

فهم يمشون فى بلادهم ويشاهدون ديارهم وآثارهم ، أفلا يتعظون

فهذا عبرة لأصحاب العقول الرشيدة المستقيمة



ولولا أن الله عهد بأن لا يعذب أحدا إلا بعد قيام الحجة عليه لدمر هؤلاء الكفرة المكذبين



فاصبر عليهم وعلى تكذيبهم وكن من المسبحين فى كل وقت قبل طلوع الشمس وقبل غروبها وفى الليل فهذا يرضى نفسك ويطمئنها





وهذه الآيات أعيش بها حاضر زماننا



لابد أن نأخذ عبرة إن لم تكن من الأمم السابقة ففى زماننا هذا القصص والأعاجيب لعقاب الله لمن أسرف فى معصية الله

ولمن آلمته نفسه عليه بالتسبيح لله فى كل أوقاته سيصل للراحة النفسية والصبر والسلوان



ويجب علينا أن نتناول آيات القرآن بالتنفيذ لنستفيد منها ونعيشها ونجازى عليها من قبل أن نحتسب ممن نسوا آيات الله فنسيهم ِ



الآيات 131 ـ 132



( ولا تمدن عينيك إلى ما متعنا به أزواجا منهم زهرة الحياة الدنيا لنفتنهم فيه ، ورزق ربك خير وأبقى * وأمر أهلك بالصلاة واصطبر عليها ، لا نسألك رزقا ، نحن نرزقك ، والعاقبة للتقوى )



لا تنظر يا محمد لما متعنا به هؤلاء فى الدنيا من أموال وأولاد فإنها نعمة وزينة زائلة إختبارا لهم

وإنما رزق الله من التقوى والإيمان هو الأبقى فى الدنيا والآخرة وقليل من عبادى الشكور

انقذ أهلك من عذاب الله بأن تنصحهم بالصبر على الطاعة والصلاة واصبر معهم عليها



لا نسألك رزقا ، نحن نرزقك : فإذا أقمت الصلاة أتاك الرزق من الله

والعاقبة للتقوى : فمن يتق الله يرزقه من حيث لا يحتسب



الآيات 133 135



( وقالوا لولا يأتينا بآية من ربه ، أولم تأتهم بينة ما فى الصحف الأولى * ولو أنا أهلكناهم بعذاب من قبله لقالوا ربنا لولا أرسلت إلينا رسولا فنتبع آياتك من قبل أن نذل ونخزى * قل كلٌ متربصٌ فتربصوا ، فستعلمون من أصحاب الصراط السوى ومن اهتدى )



يقول الكفار ليأتنا محمد بمعجزة من ربه حتى نصدقه ( كأن يجعل جبل الصفا ذهبا أو يزيح الجبال من حول مكة فتصبح بساتين أو يجرى لنا ينبوعا )



ألم ينزل علي محمد القرآن وهو أمى لا يعرف الكتابة ولم يدرس من أهل الكتاب وقد جاء بالقرآن قصص من سبقوا من الأمم ووافق ذلك ما ورد بالكتب المتقدمة

ولو أنا أهلكنا هؤلاء المكذبين قبل بعث الرسل إليهم لقالوا لو أن الله أرسل إلينا رسلا لكنا صدقنا وآمنا

قل لهم يا محمد انتظروا ونحن ننتظر ثم نرى من منا على الطريق المستقيم ومن على الحق

وسوف يعلمون عندما يعانون العذاب من الأضل .

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

تمت بحمد الله تعالى .