الجسد
قال تعالى فى سورة المؤمنون ( 12 ـ14 )
( ولقد خلقنا الإنسان من سلالة من طين * ثم جعلناه نطفة فى قرار مكين * ثم خلقنا النطفة علقة فخلقنا العلقة مضغة فخلقنا المضغة عظاما فكسونا العظام لحما ثم أنشأناه خلقا آخر ، فتبارك الله أحسن الخالقين *)
وفى سورة الحجر 26 قال :
( ولقد خلقنا الإنسان من صلصال من حمأ مسنون ...)
والصلصال هو الطين يبلل ثم يترك لينتن " حمأ مسنون " وإذا جف وأصبح أجوف فعند دخول الهواء يحدث صوتا يسمى صلصلة
وقد أثبت العلم الحديث أن الطين يتكون فى تركيبه من نفس العناصر التى يتكون منها جسم الإنسان وهى الكربون والهيدروجين والأكسجين والفوسفور والكالسيوم والحديد والكبريت
وفى سورة المؤمنون ( ثم جعلناه فى قرار مكين ) وهو رحم الأم المستقر المتمكن من الحفاظ على الجنين ، والنطفة هى المشيج المتكون من اتحاد الحيوان المنوى مع بويضة الأنثى
أما عندما يلتصق المشيج فى مراحل التكوين بجدار الرحم فى صورة قطعة من الدم فيسمى علقة ، ثم تنمو العلقة وتتحول إلى قطعة لحم بقدر ما يمضغ فتسمى مضغة
ثم يبدأ ظهور العظام ويكسوه اللحم وتبدأ الخلايا فى التصنيف إلى أنسجة والأنسجة إلى أجهزة ويتكون الجسد الكامل ويصبح خلقا جديدا آخر يشبه الأبوين
وتبارك الله أحسن الخالقين
وهذا الجسد يغطيه جلد به الخلايا الحسية والذى يرتبط بالجهاز العصبى المتحكم فى افراز الهرمونات المختلفة ومسئول عن الإحساس وردود الأفعال
وبذلك يتحرك الجسد ويشعر بالألم والحرارة والإستمتاع ويروح ويجئ ويسمع ويتكلم ويرى وغير ذلك من الحواس
ولكن الجسم كامن لا يصدر تفاعلات حتى تدخله الروح
الروح
يقول الله تعالى فى سورة الإسراء 85
( ويسئلونك عن الروح ، قل الروح من أمر ربى وما أوتيتم من العلم إلا قليلا )
فالروح من الأمور الغيبية التى حجب سرها الله عنا
وكل ما نعلمه عنها أنها سر أوضعه الله فى الأحياء من إنسان وحيوان وملائكة وجان لتدب فيهم الحياة
أما الحيوان والنبات فذهب العلماء أن ليس لها أرواح وإنما أحياها الله وتعيش بالغريزة وما تكتسب من البيئة من أفعال وليس لها عقل ولا إدراك وإنما هى أنفس ، وبالموت تخرج النفس وتنفق
ولا يرجع يوم القيامة منها إلا ما ظلم منها من نفوس ليقتص من الظالم للمظلوم ثم تنفق مرة أخرى لمزيد العدل من الله .
تقبض الملائكة الأرواح وتصعد بها إلى الخالق ثم تعيدها لتلازم الجسد حتى يتم حساب نفسه فى قبره لفترة معينة ثم تنتهى إلى عالم البرزخ الذى تعيش مع النفس فيه لحين أن يأذن الله بعودة الأجساد يوم القيامة
العقل
هو آداة التفكير والتمييز بين الأشياء ، ومحله القلب
ودائما يخاطب الله العقل الذى ميز به الإنسان والجان على باقى المخلوقات ولذلك وقع عليهما التكليف
أما الملائكة فهى جنود الله المجبولة على الطاعة
يخاطب سبحانه العقل فى سورة الجاثية 5 فيقول :
( واختلاف الليل والنهار وما أنزل الله من السماء من رزق فأحيا به الأرض بعد موتها وتصريف الرياح آيات لقوم يعقلون )
ويقول فى مواضع كثيرة ( أفلا تعقلون ) معاتبا العقول الغافلة
ويقول فى الجاثية 13: ( ........إن فى ذلك لآيات لقوم يتفكرون ) ــــ فالعقل آداة التفكير
وفى سورة غافر 54 يقول تعالى :( ...... لآيات لأولى الألباب ) وهى العقول
كما يقول فى غافر 56: ( إن الذين يجادلون فى آيات الله بغير سلطان أتاهم إن فى صدورهم إلا كبر ما هم ببالغيه فاستعذ بالله إنه هو السميع البصير )
وهنا إشارة إلى أن العقول محلها القلوب التى فى الصدور وأن العقل محله القلب
وفى سورة فصلت 5 : ( وقالوا قلوبنا فى أكنة مما تدعونا إليه وفى آذاننا وقر ومن بيننا وبينك حجاب فاعمل إنا عاملون )
فالإدراك يؤديه العقل الموجود فى القلب
والتدبر والتعقل محله القلب كما ورد فى سورة محمد 24
( أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها )
النفس
يقول تعالى ( واذكر ربك فى نفسك تضرعا وخيفة ودون الجهر من القول بالغدو والآصال ولا تكن من الغافلين )
فالأوامر والنواهى موجهة دائما للنفس التى سهل لها الله طريق الخير والشر ثم يوجهها إلى الخير ولها أن تتخذ ما يسرت له
والنفس ترتبط بالعقل الذى يميز بين السبيلين ولها الإختيار
فتأمر النفس الحواس من الجسد لتؤدى الأفعال
والذى يقوم بالفعل هو النفس محركة آداة الفعل من الجسد إذ يقول سبحانه فى سورة الزمر 56 ـ 58 ( أن تقول نفس يا حسرتى على ما فرطت فى جنب الله وإن كنت لمن الساخرين * أو تقول لو أن الله هدانى لكنت من المتقين * أو تقول حين ترى العذاب لو أن لى كرة فأكون من المحسنين )
والتى تحاسب هى النفس كما فى الزمر 70 إذ يقول سبحانه ( ووفيت كل نفس ما عملت وهو أعلم بما يفعلون )
ونتأمل الآية 42 من الزمر يقول تعالى ( الله يتوفى الأنفس حين موتها والتى لم تمت فى منامها فيمسك التى قضى عليها الموت ويرسل الأخرى إلى أجل مسمى ، إن فى ذلك لآيات لقوم يتفكرون )
يتضح من الآية أن الأنفس تموت مع النوم ويمسك الله التى قضى لها أن تفارق الحياة ويعيد الأخرى التى قضى لها أن تستمر على الأرض
أما الأرواح فهى سر الحياة فقط وعلمها عند الله
والتى تحاسب هى الأنفس وليست الأرواح كما فى غافر 17 ( اليوم تجزى كل نفس بما كسبت لا ظلم اليوم إن الله سريع الحساب )
والتى تنعم هى النفس ( ... ولكم فيها ما تشتهى انفسكم ولكم فيها ما تدعون ) فصلت 31
والتى تعذب هى الأنفس ( من عمل صالحا فلنفسه ومن أساء فعليها وما ربك بظلام للعبيد ) فصلت 46
وكذلك تعذب وتنعم الأجساد
( كالمهل يغلى فى البطون ) ، ( يلبسون من سندس واستبرق متقابلين كذلك وزوجناهم بحور عين ، يدعون فيها بكل فاكهة آمنين ) سورة الدخان
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ماذا عن الخلق من البداية للنهاية
خلق الله الأرواح من ظهر آدم عليه السلام وأشهدهم على أنه الخالق وشهدنا جميعا على ذلك
ثم يخلق الأجساد من الآباء فى بطون أمهاتهم ، وتنزل الروح فى بطون أمهاتهم وهى مادة الحياة وتنزل فى الجسد كذلك النفوس
يخرج الأبناء من بطون الأمهات لا تعلم شيئا سوى شعور فطرى بان هناك خالق تخضع له
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ينمو الجسد والنفس وتكتسب النفس من البيئة المحيطة بها أفعال وعقائد وتصرفات ولكن يسيطر عليها انتماء فطرى وشعور بوجود قوة أعظم هى السبب فى وجودها حتى تصل إلى مرحلة الإدراك والتساؤلات والإستقلال فى التفكير والبحث والتدبر
فتبدأ تبحث عن سبب هذا الشعور الفطرى فتسلك فى ذلك عدة طرق
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وتتشكل النفوس
هناك ثلاثة أنواع من النفوس
1 ـ النفس الأمارة
وهى تلك النفس التى تتبع هواها وتتبع طريق الشيطان ولا رابط لها سوى أن تعيش بمقتضى ما تمليه عليها رغباتها
2 ـ النفس اللوامة
وهذه نفس تبحث عن الطريق الصواب ولكنها تخلط عملا صالحا وآخر سيئا وتعود إلى الله تحاسب نفسها ولكنها تضعف ثانيا وتقع وتقوم
3 ـ النفس المطمئنة
وتلك نفس قد عاهدت الله على الطريق المستقيم وزلاتها قليلة منيبة إلى الله دائما وزاهدة فى الدنيا وترغب ما عند الله
والنوع الأول من النفوس عافانا الله منهم ليس له إلا غضب الله وعقابه الجحيم
أما النوع الثالث ففى رحمة الله فى الدنيا والآخرة خالدين فيها رضى الله عنهم ورضوا عنه
أما النوع الثانى وهو النفس اللوامة فى إن شاء الله فى خير وإنما فى خطر فإذا مالت بها الأمور إلى كفة الشر ضاعت وانقلب بها الحال لأن تكون أمارة إلا أن تستيقظ وتنتشل نفسها من غضب الله
وإما أن تميل بها كفة الخير وتصبح بالتدريج نفس مطمئنة مادامت تحاول تنقية أعمالها وعقيدتها
وتستمر الحياة حتى ينتهى بها الوقت المعلوم عند الله ويكون القضاء المحتوم بالموت
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وكيف أنقى نفسى اللوامة ؟
1 ـ الصدق ... يهدى النفس للتغيير
2 ـ العفة ...( عفة النفس بعدم النظر لما بيد الغير والزهد فيه ـــ وإن رغبته النفس تطهر بطلب مثله من الله والدعاء بالبركة لصاحبه
وعفة اللسان والبطن والفرج والترفع عن إتيان ما حرم الله )
3 ـ الوفاء ... ( بالوعد بعدم الكذب وتنفيذ ما وعدت لغيرك
وبالعهد والإيفاء بالقسم )
كل ذلك يعين النفس على السمو بها إلى درجة الإطمئنان
قال تعالى فى سورة المؤمنون ( 12 ـ14 )
( ولقد خلقنا الإنسان من سلالة من طين * ثم جعلناه نطفة فى قرار مكين * ثم خلقنا النطفة علقة فخلقنا العلقة مضغة فخلقنا المضغة عظاما فكسونا العظام لحما ثم أنشأناه خلقا آخر ، فتبارك الله أحسن الخالقين *)
وفى سورة الحجر 26 قال :
( ولقد خلقنا الإنسان من صلصال من حمأ مسنون ...)
والصلصال هو الطين يبلل ثم يترك لينتن " حمأ مسنون " وإذا جف وأصبح أجوف فعند دخول الهواء يحدث صوتا يسمى صلصلة
وقد أثبت العلم الحديث أن الطين يتكون فى تركيبه من نفس العناصر التى يتكون منها جسم الإنسان وهى الكربون والهيدروجين والأكسجين والفوسفور والكالسيوم والحديد والكبريت
وفى سورة المؤمنون ( ثم جعلناه فى قرار مكين ) وهو رحم الأم المستقر المتمكن من الحفاظ على الجنين ، والنطفة هى المشيج المتكون من اتحاد الحيوان المنوى مع بويضة الأنثى
أما عندما يلتصق المشيج فى مراحل التكوين بجدار الرحم فى صورة قطعة من الدم فيسمى علقة ، ثم تنمو العلقة وتتحول إلى قطعة لحم بقدر ما يمضغ فتسمى مضغة
ثم يبدأ ظهور العظام ويكسوه اللحم وتبدأ الخلايا فى التصنيف إلى أنسجة والأنسجة إلى أجهزة ويتكون الجسد الكامل ويصبح خلقا جديدا آخر يشبه الأبوين
وتبارك الله أحسن الخالقين
وهذا الجسد يغطيه جلد به الخلايا الحسية والذى يرتبط بالجهاز العصبى المتحكم فى افراز الهرمونات المختلفة ومسئول عن الإحساس وردود الأفعال
وبذلك يتحرك الجسد ويشعر بالألم والحرارة والإستمتاع ويروح ويجئ ويسمع ويتكلم ويرى وغير ذلك من الحواس
ولكن الجسم كامن لا يصدر تفاعلات حتى تدخله الروح
الروح
يقول الله تعالى فى سورة الإسراء 85
( ويسئلونك عن الروح ، قل الروح من أمر ربى وما أوتيتم من العلم إلا قليلا )
فالروح من الأمور الغيبية التى حجب سرها الله عنا
وكل ما نعلمه عنها أنها سر أوضعه الله فى الأحياء من إنسان وحيوان وملائكة وجان لتدب فيهم الحياة
أما الحيوان والنبات فذهب العلماء أن ليس لها أرواح وإنما أحياها الله وتعيش بالغريزة وما تكتسب من البيئة من أفعال وليس لها عقل ولا إدراك وإنما هى أنفس ، وبالموت تخرج النفس وتنفق
ولا يرجع يوم القيامة منها إلا ما ظلم منها من نفوس ليقتص من الظالم للمظلوم ثم تنفق مرة أخرى لمزيد العدل من الله .
تقبض الملائكة الأرواح وتصعد بها إلى الخالق ثم تعيدها لتلازم الجسد حتى يتم حساب نفسه فى قبره لفترة معينة ثم تنتهى إلى عالم البرزخ الذى تعيش مع النفس فيه لحين أن يأذن الله بعودة الأجساد يوم القيامة
العقل
هو آداة التفكير والتمييز بين الأشياء ، ومحله القلب
ودائما يخاطب الله العقل الذى ميز به الإنسان والجان على باقى المخلوقات ولذلك وقع عليهما التكليف
أما الملائكة فهى جنود الله المجبولة على الطاعة
يخاطب سبحانه العقل فى سورة الجاثية 5 فيقول :
( واختلاف الليل والنهار وما أنزل الله من السماء من رزق فأحيا به الأرض بعد موتها وتصريف الرياح آيات لقوم يعقلون )
ويقول فى مواضع كثيرة ( أفلا تعقلون ) معاتبا العقول الغافلة
ويقول فى الجاثية 13: ( ........إن فى ذلك لآيات لقوم يتفكرون ) ــــ فالعقل آداة التفكير
وفى سورة غافر 54 يقول تعالى :( ...... لآيات لأولى الألباب ) وهى العقول
كما يقول فى غافر 56: ( إن الذين يجادلون فى آيات الله بغير سلطان أتاهم إن فى صدورهم إلا كبر ما هم ببالغيه فاستعذ بالله إنه هو السميع البصير )
وهنا إشارة إلى أن العقول محلها القلوب التى فى الصدور وأن العقل محله القلب
وفى سورة فصلت 5 : ( وقالوا قلوبنا فى أكنة مما تدعونا إليه وفى آذاننا وقر ومن بيننا وبينك حجاب فاعمل إنا عاملون )
فالإدراك يؤديه العقل الموجود فى القلب
والتدبر والتعقل محله القلب كما ورد فى سورة محمد 24
( أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها )
النفس
يقول تعالى ( واذكر ربك فى نفسك تضرعا وخيفة ودون الجهر من القول بالغدو والآصال ولا تكن من الغافلين )
فالأوامر والنواهى موجهة دائما للنفس التى سهل لها الله طريق الخير والشر ثم يوجهها إلى الخير ولها أن تتخذ ما يسرت له
والنفس ترتبط بالعقل الذى يميز بين السبيلين ولها الإختيار
فتأمر النفس الحواس من الجسد لتؤدى الأفعال
والذى يقوم بالفعل هو النفس محركة آداة الفعل من الجسد إذ يقول سبحانه فى سورة الزمر 56 ـ 58 ( أن تقول نفس يا حسرتى على ما فرطت فى جنب الله وإن كنت لمن الساخرين * أو تقول لو أن الله هدانى لكنت من المتقين * أو تقول حين ترى العذاب لو أن لى كرة فأكون من المحسنين )
والتى تحاسب هى النفس كما فى الزمر 70 إذ يقول سبحانه ( ووفيت كل نفس ما عملت وهو أعلم بما يفعلون )
ونتأمل الآية 42 من الزمر يقول تعالى ( الله يتوفى الأنفس حين موتها والتى لم تمت فى منامها فيمسك التى قضى عليها الموت ويرسل الأخرى إلى أجل مسمى ، إن فى ذلك لآيات لقوم يتفكرون )
يتضح من الآية أن الأنفس تموت مع النوم ويمسك الله التى قضى لها أن تفارق الحياة ويعيد الأخرى التى قضى لها أن تستمر على الأرض
أما الأرواح فهى سر الحياة فقط وعلمها عند الله
والتى تحاسب هى الأنفس وليست الأرواح كما فى غافر 17 ( اليوم تجزى كل نفس بما كسبت لا ظلم اليوم إن الله سريع الحساب )
والتى تنعم هى النفس ( ... ولكم فيها ما تشتهى انفسكم ولكم فيها ما تدعون ) فصلت 31
والتى تعذب هى الأنفس ( من عمل صالحا فلنفسه ومن أساء فعليها وما ربك بظلام للعبيد ) فصلت 46
وكذلك تعذب وتنعم الأجساد
( كالمهل يغلى فى البطون ) ، ( يلبسون من سندس واستبرق متقابلين كذلك وزوجناهم بحور عين ، يدعون فيها بكل فاكهة آمنين ) سورة الدخان
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ماذا عن الخلق من البداية للنهاية
خلق الله الأرواح من ظهر آدم عليه السلام وأشهدهم على أنه الخالق وشهدنا جميعا على ذلك
ثم يخلق الأجساد من الآباء فى بطون أمهاتهم ، وتنزل الروح فى بطون أمهاتهم وهى مادة الحياة وتنزل فى الجسد كذلك النفوس
يخرج الأبناء من بطون الأمهات لا تعلم شيئا سوى شعور فطرى بان هناك خالق تخضع له
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ينمو الجسد والنفس وتكتسب النفس من البيئة المحيطة بها أفعال وعقائد وتصرفات ولكن يسيطر عليها انتماء فطرى وشعور بوجود قوة أعظم هى السبب فى وجودها حتى تصل إلى مرحلة الإدراك والتساؤلات والإستقلال فى التفكير والبحث والتدبر
فتبدأ تبحث عن سبب هذا الشعور الفطرى فتسلك فى ذلك عدة طرق
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وتتشكل النفوس
هناك ثلاثة أنواع من النفوس
1 ـ النفس الأمارة
وهى تلك النفس التى تتبع هواها وتتبع طريق الشيطان ولا رابط لها سوى أن تعيش بمقتضى ما تمليه عليها رغباتها
2 ـ النفس اللوامة
وهذه نفس تبحث عن الطريق الصواب ولكنها تخلط عملا صالحا وآخر سيئا وتعود إلى الله تحاسب نفسها ولكنها تضعف ثانيا وتقع وتقوم
3 ـ النفس المطمئنة
وتلك نفس قد عاهدت الله على الطريق المستقيم وزلاتها قليلة منيبة إلى الله دائما وزاهدة فى الدنيا وترغب ما عند الله
والنوع الأول من النفوس عافانا الله منهم ليس له إلا غضب الله وعقابه الجحيم
أما النوع الثالث ففى رحمة الله فى الدنيا والآخرة خالدين فيها رضى الله عنهم ورضوا عنه
أما النوع الثانى وهو النفس اللوامة فى إن شاء الله فى خير وإنما فى خطر فإذا مالت بها الأمور إلى كفة الشر ضاعت وانقلب بها الحال لأن تكون أمارة إلا أن تستيقظ وتنتشل نفسها من غضب الله
وإما أن تميل بها كفة الخير وتصبح بالتدريج نفس مطمئنة مادامت تحاول تنقية أعمالها وعقيدتها
وتستمر الحياة حتى ينتهى بها الوقت المعلوم عند الله ويكون القضاء المحتوم بالموت
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وكيف أنقى نفسى اللوامة ؟
1 ـ الصدق ... يهدى النفس للتغيير
2 ـ العفة ...( عفة النفس بعدم النظر لما بيد الغير والزهد فيه ـــ وإن رغبته النفس تطهر بطلب مثله من الله والدعاء بالبركة لصاحبه
وعفة اللسان والبطن والفرج والترفع عن إتيان ما حرم الله )
3 ـ الوفاء ... ( بالوعد بعدم الكذب وتنفيذ ما وعدت لغيرك
وبالعهد والإيفاء بالقسم )
كل ذلك يعين النفس على السمو بها إلى درجة الإطمئنان