مــــرحــــــباَ بـــأحـبـــاب الله مــعــاَ

في طريق الجنة


الأربعاء، 16 نوفمبر 2011

اسلام الإراشى

قصة الإراشى





عن عبد الملك بن أبى سفيان الثقفى قال :


قدم رجل من إرش ـــــ وله إبل إلى مكة ، فابتاعها منه أبو جهل بن هشام ، فماطله بأثمانها


فأقبل الإراشى حتى وقف على نادى قريش ورسول الله صلى الله عليه وسلم جالس فى ناحية المسجد فقال :


يا معشر قريش ، من رجل يعدينى على أبى الحكم بن هشام ، فإنى غريب وابن سبيل ، وقد غلبنى على حقى


فقال أهل المجلس : ترى ذلك ـــ يهزون به إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم لما يعلمون ما بينه وبين أبى جهل من العداوة ـــ :


اذهب إليه فهو يعديك عليه


فأقبل الإراشى حتى وقف على رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكر ذلك له ، فقام معه


فلما رأوه قام معه قالوا لرجل ممن معهم : اتبعه فانظر ما يصنع ؟



خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى جاءه فضرب عليه بابه


فقال : من هذا ؟


قال : محمد ، فاخرج


فخرج إليه وما فى وجهه قطرة دم ، وقد انتقع لونه


فقال : " أعط هذا الرجل حقه "


قال : لا تبرح حتى أعطيه الذى له


قال : فدخل فخرج إليه بحقه فدفعه إليه ثم انصرف رسول الله صلى الله عليه وسلم



فأقبل الإراشى حتى وقف على ذلك المجلس فقال : جزاه الله خيرا فقد أخذت الذى لى



وجاء الرجل الذى بعثوا معه ، فقالوا : ويحك ماذا رأيت ؟


قال : عجبا من العجب ، والله ما هو إلا أن ضرب عليه بابه فخرج وما معه روحه


فقال : " أعط هذا الرجل حقه "


فقال : نعم لا تبرح حتى أخرج إليه حقه فأعطاه


ثم لم يلبث أن جاء أبو جهل ، فقالوا له : ويلك ... مالك ؟ فوالله ما رأينا مثل ما صنعت


فقال : ويحكم ، والله ما هو إلا أن ضرب علىّ بابى وسمعت صوته فملئت رعبا ، ثم خرجت إليه وإن فوق رأسه لفحلا من الإبل ما رأيت مثل هامته ، ولا قصرته ، ولا أنيابه لفحل قط ، فوالله لو أبيت لأكلنى .


وقد ذكر مثل ذلك أبو جهل عندما أخذ بحجر ليشج رأس النبى وهو يصلى فى الحرم والكعبة بينه وبين الشام


فقال : لما دنوت منه عرض لى دونه فحل من الإبل ، والله ما رأيت مثل هامته ولا قصرته ولا أنيابه لفحل قط ، فهمّ أن يأكلنى


فذكر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " ذلك جبريل ولو دنا منه لأخذه " .


وأسلم الإراشى .


.............................................................................