هل من منقذ ... ؟
قال الله عز وجل ورسوله محمد صلى الله عليه وسلم للنساء ( قرن فى بيوتكن .... ) إلا من كانت مضطرة للخروج لقضاء حاجاتها أو العمل لعدم وجود عائل أو الحاجة ، بشرط عدم الإختلاط إلا فى ضرورة ، والإلتزام بالزى الإسلامى وعدم الخضوع بالقول أو المعاملات لكى لا يطمع من فى قلبه مرض ، حفاظا عليها من الفواحش التى تدخل النفوس تدريجيا حتى تنتهى إلى الوقوع فى المحرمات بأنواعها .
ولكن قالت النساء والرجال : لقد أصبح الأمر معتادا ولا ضير فى الإختلاط .
ثم أصبحنا مع التدرج الذى تخوفنا منه نعانى من مشكلات تحرش الرجال بالنساء المسلمات ، وفساد البيوت ، وتلاطم الأزواج والزوجات مع أمواج المشاكل الأسرية والطلاق وخراب البيوتات .
لماذا لا نعود إلى ما أمر الله ورسوله صلى الله عليه وسلم ؟
قالوا : لا يصلح مع ما وصل العصر من تقدم علمى وتكنولوجيا وصعود للقمر .
نقول : وما وصل به العصر قد أدى إلى فساد أمورنا وحياتنا وفهمناه خطأ فأدى بنا إلى الخراب والدمار والقتل وسفك الدماء
لماذا لا نستعمل الحضارة للعلو والسمو بالأخلاق والنهوض الحق وإصلاح أمورنا ؟
هل التقدم يمنعه الإلتزام بالمثل والقيم والأخلاق الحميدة ، وهل الحضارة تعرقلها عدم التعرى والإحتشام وحسن الخلق ، وهل صعود القمر يوقفه عمل المرأة فى مجال مناسب وعمل الرجل فى مجاله الملائق ، بلى .. إن صلاح النفوس وهدوء البيوت وسكينتها وعدم انشغال النفس بما حرم الله تضفى على النفوس سكينة تستطع معها التفكر والتدبر والإختراع والبحث والكشف والعمل .
قال صلى الله عليه وسلم : " تعرض الفتن على القلوب كالحصير عودا عودا ، فأى قلب أشربها نكت فيه نكتة سوداء ، وأى قلب أنكرها نكت فيه نكتة بيضاء ، حتى تصير على قلبين : على أبيض مثل الصفاء فلا تضره فتنة ما دامت السموات والأرض ، والآخر أسود مرباد كالكوز مجخيا لا يعرف معروفا ولا ينكر منكرا . "
وهذا ما قال عنه الله عز وجل : ( كلا بل ز ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون ) .
فإذا توالت الذنوب على القلوب فإنها تغلقها ، ويختم الله عليها ويطبع عليها فلا يدخلها الإيمان ولا تشعر بحلاوته ، وهؤلاء من قال فيهم الله تعالى : ( ختم الله على قلوبهم ) ـ ( وعلى سمعهم ) فلا تصل دعوة إلى قلوبهم ، ( وعلى أبصارهم غشاوة ) ـ فلا يرون طريقا للحق وتشتبه عليهم الأمور ، ويرون الباطل معتادا فليس بباطل ، ولا يرون من الحق إلا قيدا يمنع حرياتهم التى أصبحت داء لهم وداء عليهم وعلى من جاوروهم .
فانقذوا أنفسكم قبل أن يأت يوم لا بيع فيه ولا شفاعة ، والمفسدون خاسرون .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ