قول الله تعالى : ( مستكبرين به سامرا تهجرون ) : في تفسيره قولان
أحدهما : أن مستكبرين حال منهم حين نكوصهم عن
الحق وإبائهم إياه ، استكبارا عليه واحتقارا له ولأهله
والآخر : ( مستكبرين به ) أي :
بالبيت ، يفتخرون به ويعتقدون أنهم أولياؤه [ ويسمرون فيه ، ولا
يعمرونه ، ويهجرونه ].
وعلى هذا ؛ الضمير في ( به ) فيه ثلاثة أقوال :
أحدهما : أنه الحرم بمكة ، ذموا لأنهم كانوا يسمرون بالهجر من الكلام .
والثاني : أنه ضمير القرآن ، كانوا يسمرون ويذكرون القرآن بالهجر من الكلام : " إنه سحر ، إنه شعر ، إنه كهانة " إلى غير ذلك من الأقوال الباطلة .
والثالث : أنه محمد صلى الله عليه وسلم ، كانوا يذكرونه في سمرهم بالأقوال الفاسدة ، ويضربون له الأمثال الباطلة ، من أنه شاعر ، أو كاهن ، أو ساحر ، أو كذاب ، أو مجنون .