مــــرحــــــباَ بـــأحـبـــاب الله مــعــاَ

في طريق الجنة


الأربعاء، 10 مارس 2010

لا أذى ولا مس شيطانى بعد اليوم

من سورة الجن


قال تعالى :

( وأنه كان رجال من الإنس يعوذون برجال من الجن فزادوهم رهقا ) الجن 6

كان على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلا يسمى _ رافع بن عمير _ من بنى تميم ، وكان من أعرف الناس بالطريق فى الليل فى الصحراء وأهجمهم على هول ، وكانت العرب تسميه دعموص العرب لهدايته وجراوته على السير .

قال ليقص عن بدء اسلامه :

إنى لأسير برمل عالج ذات ليلة إذ غلبنى النوم فنزلت عن راحلتى ونختها وتوسدت ذراعها ونمت وقد تعوذت قبل نومى بعظيم الوادى من أن أوذى أو أهاج .

فرأيت فى منامى رجلا شابا يرصد ناقتى وبيده حربة يريد أن يضعها فى نحرها ،

فنتبهت لذلك فزعا فنظرت يمينا وشمالا فلم أر شيئا فقلت هذا حلم .

وعدت فغفوت فرأيت مثل رؤياى الأولى ، فنتبهت ودرت حول ناقتى وهى ترعد ولم أر شيئا .

ثم غفوت فرأيت مثل ما رأيت ، فانتبهت ورأيت الناقة تضطرب وإذا برجل شاب بيده حربة كالذى رأيت فى المنام يمسك به شيخ يرد يده عنه وهو يقول شعرا

( وذكر الشعر فيما معناه أن الشيخ ينهى الشاب عن أذى الإنسى وناقته وأنه هو عظيم الوادى

والشاب يرد عليه أيضا بشعر فيما معناه أنه يصر على أذى الإنسى حتى يكون له ولقومه السيادة ويحصل على الناقة )

قال رافع بن عمير : فبينا هما يتنازعان إذ طلعت ثلاثة أثوار من الوحش

فقال الشيخ للفتى : قم ياابن أخت فخذ أيها شئت فداء لناقة الإنسى . فقام الشاب فأخذ منها ثورا وانصرف ثم قال للشيخ : ياهذا إذا نزلت واديا من الأودية فخفت هوله فقل

أعوذبالله رب محمد من هول هذا الوادى ! ولا تعذ بأحد من الجن فقد بطل أمرها ( وهو يتهكم ويسخر منه )

فقال الشيخ مثل ذلك.

فقلت له : من محمد هذا ؟

قال : نبى عربى لا شرقى ولا غربى بعث يوم الأثنين .

قلت : أين مسكنه ؟

قال : يثرب ذات نخل
فركبت راحلتى حين برق لى الصبح وجددت السير حتى اقتحمت المدينة فرآنى رسول الله صلى الله عليه وسلم فحدثنى بحديثى قبل ان أذكر له منه شئ ودعانى الى الإسلام فاسلمت .

وقال سعيد بن حبير : وهو من أنزل الله فيه الآية

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

وورد كثير من مثل هذه الأحاديث عن حال الجن مع الناس عند بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم من أن الكهان كانت لها أعوان من الجن وكانوا يحدثونهم من داخل الأصنام وتنقلب الأصنام على وجهها ، ويتحسرون لخروج النبى أو أن بعضهم أسلم وهجر صاحبه ، أو أن الإنسى يسلم فيبتعد عنه صاحبه الجنى .

ومن هذا نستدل على أن الإيمان والأستعانه بالله تبعد الجان عن الإنس وتترك المكان وربما كثير منا أحس بمثل هذه الظروف من معاكسات الجن وأبعدها اللجوء إلى الله والإستعانة به

وقد قال تعالى :
( وإما ينزغنك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله إنه هو السميع العليم ) فصلت 36

فلا مس شيطانى ولا أذى مع التعلق بالله
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ