تفسير سورة الصف
بسم الله الرحمن الرحيم
الآيات 1 ـ 4
( سبح لله ما فى السموات وما فى الأرض ، وهو العزيز الحكيم * يا أيها الذين آمنوا لم تقولون مالا تفعلون * كبر مقتا عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون * إن الله يحب الذين يقاتلون فى سبيله صفا كأنهم بنيان مرصوص )
قال عبد الله بن سلام : إن أناسا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قالوا : لو أرسلنا إلى رسول الله نسأله عن أحب الأعمال إلى الله عز وجل ؟ فلم يذهب إليه أحد منا
فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم أولئك النفر رجلا رجلا حتى جمعهم ونزلت فيهم السورة
ينكر الله فى هذه الآيات على الذين يعدون ولا يوفون بعهدهم
فهذه صفة من النفاق
فقد قال صلى الله عليه وسلم : " آية المنافق ثلاث : إذا حدث كذب وإذا وعد أخلف وإذا أؤتمن خان "
ويقول سبحانه أنه يحب المؤمنين الذين يصطفون صفا واحدا فى مواجهة أعدائه لإعلاء كلمته كأنهم بنيان ترتص طوبته بعضا إلى بعض
الآيات 5 ، 6
( وإذ قال موسى لقومه يا قوم لم تؤذوننى وقد تعلمون أنى رسول الله إليكم ، فلما زاغوا أزاغ الله قلوبهم ، والله لا يهدى القوم الفاسقين * وإذ قال عيسى ابن مريم يا بنى إسرائيل إنى رسول الله إليكم مصدقا لما بين يدى من التوراة ومبشرا برسول يأتى من بعدى اسمه أحمد فلما جاءهم بالبينات قالوا هذا سحر مبين )
يخبر الله عن موسى عليه السلام أنه قال لقومه لماذا تؤذوننى بالرغم من أنكم تعلمون صدقى فيما أرسلت إليكم به ؟
فلما تراجعوا عن اتباع الحق أزاغ الله قلوبهم وصرفها عن الحق والهدى وتركهم فى الحيرة والشك
وكذلك قال عيسى ابن مريم عليه السلام لبنى إسرائيل أنه مرسل إليهم من الله يؤكد ما جاءت به التوراة ويبشر بقدوم محمدا صلى الله عليه وسلم خاتما للأنبياء وعندما أتى لهم بالمعجزات التى تدل على صدقه قالوا إنه ساحر واضح سحره
الآيات 7 ـ 9
( ومن أظلم ممن افترى على الله الكذب وهو يدعى إلى الإسلام ، والله لا يهدى القوم الظالمين * يريدون ليطفئوا نور الله بأفواههم والله متم نوره ولو كره الكافرون * هو الذى أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون )
ويقول سبحانه وتعالى إنه لا أحد أظلم من من يفترى الكذب على الله ويجعل له الشركاء ويصفه بما ليس له بالرغم من أنه يدعوا إلى التوحيد ولا هداية لمن ظلم
يحاولون أن يخفون الحق بما يدعون من الباطل كالذى يحاول إطفاء النور بكلمات مستحيلة
ولكن الله يصر على إظهار الحقيقة وينشر هدايته بالرغم عن أنف هؤلاء الكافرون
فهو الله الذى أرسل محمدا بالهداية ودين الحق ليعلوا على كل العقائد والأديان مهما كره ذلك المشركون
الآيات 10 ـ 13
( يا أيها الذين آمنوا هل أدلكم على تجارة تنجيكم من عذاب أليم * تؤمنون بالله ورسوله وتجاهدون فى سبيل الله بأموالكم وأنفسكم ، ذلكم خير لكم إن كنتم تعلمون * يغفر لكم ذنوبكم ويدخلكم جنات تجرى من تحتها الأنهار ومساكن طيبة فى جنات عدن ، ذلك الفوز العظيم * وأخرى تحبونها ، نصر من الله وفتح قريب ، وبشر المؤمنين )
وهنا يرد الله على الذين سألوا عن أحب الأعمال إلى الله فيقول لهم :
هذه تجارة عظيمة مع الله تنجيكم من عذاب شديد فى النار وهى أن تؤمنوا بالله وبرسوله وتجاهدون فى سبيل رفعة كلمة الله بأموالكم وأرواحكم ومجهودكم وأنفسكم فهذا خير لكم من أى شئ آخر
يغفر الله لكم ذنوبكم ويدخلكم الجنة خالدين منعمين فيها وهذا خير الجزاء
وفى الدنيا ما تحبونه وهو النصر القريب على أعداء الله وأعداءكم وهذه بشرى للمؤمنين بالنصر القريب
الآيات 14
( يا أيها الذين آمنوا كونوا أنصار الله كما قال عيسى ابن مريم للحواريين من أنصارى إلى الله قال الحواريون نحن أنصار الله ، فآمنت طائفة من بنى إسرائيل وكفرت طائفة ، فأيدنا الذين آمنوا على عدوهم فأصبحوا ظاهرين )
يأمر الله المؤمنين أن يكونوا أنصارا لله بأقوالهم وأفعالهم فى جميع أحوالهم
ويضرب مثلا بمن اتبعوا عيسى عليه السلام ونصروه فى الدعوة إلى الله فى بلاد الشام لليهود والرومان ويأمرهم أن ينصروا محمدا صلى الله عليه وسلم فى دعوة الحق
فقد يجعل الله على أيديهم من يهتدى كما اهتدت طائفة من بنوا اسرائيل
فعندما رفع الله عيسى إلى السماء تفرقت اليهود فآمنت به مجموعة وقالوا إنه رسول الله
ومجموعة أخرى غالت فى ذلك فقالوا هو الله كان بيننا وأخرى قالت ابن الله ورفعه ليحميه وقالت ثالثة إنه ثلاث الأب والإبن وروح مقدسة وبذلك ارتدوا إلى الكفر عندما فسروا بعقولهم مالم يرشدهم به الله
ولكن الله نصر المؤمنين على أعدائهم وبعث محمدا كما نبأ عيسى عليه السلام
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بسم الله الرحمن الرحيم
الآيات 1 ـ 4
( سبح لله ما فى السموات وما فى الأرض ، وهو العزيز الحكيم * يا أيها الذين آمنوا لم تقولون مالا تفعلون * كبر مقتا عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون * إن الله يحب الذين يقاتلون فى سبيله صفا كأنهم بنيان مرصوص )
قال عبد الله بن سلام : إن أناسا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قالوا : لو أرسلنا إلى رسول الله نسأله عن أحب الأعمال إلى الله عز وجل ؟ فلم يذهب إليه أحد منا
فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم أولئك النفر رجلا رجلا حتى جمعهم ونزلت فيهم السورة
ينكر الله فى هذه الآيات على الذين يعدون ولا يوفون بعهدهم
فهذه صفة من النفاق
فقد قال صلى الله عليه وسلم : " آية المنافق ثلاث : إذا حدث كذب وإذا وعد أخلف وإذا أؤتمن خان "
ويقول سبحانه أنه يحب المؤمنين الذين يصطفون صفا واحدا فى مواجهة أعدائه لإعلاء كلمته كأنهم بنيان ترتص طوبته بعضا إلى بعض
الآيات 5 ، 6
( وإذ قال موسى لقومه يا قوم لم تؤذوننى وقد تعلمون أنى رسول الله إليكم ، فلما زاغوا أزاغ الله قلوبهم ، والله لا يهدى القوم الفاسقين * وإذ قال عيسى ابن مريم يا بنى إسرائيل إنى رسول الله إليكم مصدقا لما بين يدى من التوراة ومبشرا برسول يأتى من بعدى اسمه أحمد فلما جاءهم بالبينات قالوا هذا سحر مبين )
يخبر الله عن موسى عليه السلام أنه قال لقومه لماذا تؤذوننى بالرغم من أنكم تعلمون صدقى فيما أرسلت إليكم به ؟
فلما تراجعوا عن اتباع الحق أزاغ الله قلوبهم وصرفها عن الحق والهدى وتركهم فى الحيرة والشك
وكذلك قال عيسى ابن مريم عليه السلام لبنى إسرائيل أنه مرسل إليهم من الله يؤكد ما جاءت به التوراة ويبشر بقدوم محمدا صلى الله عليه وسلم خاتما للأنبياء وعندما أتى لهم بالمعجزات التى تدل على صدقه قالوا إنه ساحر واضح سحره
الآيات 7 ـ 9
( ومن أظلم ممن افترى على الله الكذب وهو يدعى إلى الإسلام ، والله لا يهدى القوم الظالمين * يريدون ليطفئوا نور الله بأفواههم والله متم نوره ولو كره الكافرون * هو الذى أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون )
ويقول سبحانه وتعالى إنه لا أحد أظلم من من يفترى الكذب على الله ويجعل له الشركاء ويصفه بما ليس له بالرغم من أنه يدعوا إلى التوحيد ولا هداية لمن ظلم
يحاولون أن يخفون الحق بما يدعون من الباطل كالذى يحاول إطفاء النور بكلمات مستحيلة
ولكن الله يصر على إظهار الحقيقة وينشر هدايته بالرغم عن أنف هؤلاء الكافرون
فهو الله الذى أرسل محمدا بالهداية ودين الحق ليعلوا على كل العقائد والأديان مهما كره ذلك المشركون
الآيات 10 ـ 13
( يا أيها الذين آمنوا هل أدلكم على تجارة تنجيكم من عذاب أليم * تؤمنون بالله ورسوله وتجاهدون فى سبيل الله بأموالكم وأنفسكم ، ذلكم خير لكم إن كنتم تعلمون * يغفر لكم ذنوبكم ويدخلكم جنات تجرى من تحتها الأنهار ومساكن طيبة فى جنات عدن ، ذلك الفوز العظيم * وأخرى تحبونها ، نصر من الله وفتح قريب ، وبشر المؤمنين )
وهنا يرد الله على الذين سألوا عن أحب الأعمال إلى الله فيقول لهم :
هذه تجارة عظيمة مع الله تنجيكم من عذاب شديد فى النار وهى أن تؤمنوا بالله وبرسوله وتجاهدون فى سبيل رفعة كلمة الله بأموالكم وأرواحكم ومجهودكم وأنفسكم فهذا خير لكم من أى شئ آخر
يغفر الله لكم ذنوبكم ويدخلكم الجنة خالدين منعمين فيها وهذا خير الجزاء
وفى الدنيا ما تحبونه وهو النصر القريب على أعداء الله وأعداءكم وهذه بشرى للمؤمنين بالنصر القريب
الآيات 14
( يا أيها الذين آمنوا كونوا أنصار الله كما قال عيسى ابن مريم للحواريين من أنصارى إلى الله قال الحواريون نحن أنصار الله ، فآمنت طائفة من بنى إسرائيل وكفرت طائفة ، فأيدنا الذين آمنوا على عدوهم فأصبحوا ظاهرين )
يأمر الله المؤمنين أن يكونوا أنصارا لله بأقوالهم وأفعالهم فى جميع أحوالهم
ويضرب مثلا بمن اتبعوا عيسى عليه السلام ونصروه فى الدعوة إلى الله فى بلاد الشام لليهود والرومان ويأمرهم أن ينصروا محمدا صلى الله عليه وسلم فى دعوة الحق
فقد يجعل الله على أيديهم من يهتدى كما اهتدت طائفة من بنوا اسرائيل
فعندما رفع الله عيسى إلى السماء تفرقت اليهود فآمنت به مجموعة وقالوا إنه رسول الله
ومجموعة أخرى غالت فى ذلك فقالوا هو الله كان بيننا وأخرى قالت ابن الله ورفعه ليحميه وقالت ثالثة إنه ثلاث الأب والإبن وروح مقدسة وبذلك ارتدوا إلى الكفر عندما فسروا بعقولهم مالم يرشدهم به الله
ولكن الله نصر المؤمنين على أعدائهم وبعث محمدا كما نبأ عيسى عليه السلام
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ