مــــرحــــــباَ بـــأحـبـــاب الله مــعــاَ

في طريق الجنة


الخميس، 13 يناير 2011

الجن

تفسير سورة الجن



بسم الله الرحمن الرحيم


الآيات 1 ـ 7


( قل أوحى إلىّ أنه استمع نفر من الجن فقالوا إنا سمعنا قرآنا عجبا * يهدى إلى الرشد فآمنا به ، ولن نشرك بربنا أحدا * وأنه تعالى جد ربنا ما اتخذ صاحبة ولا ولدا * وأنه كان يقول سفيهنا على الله شططا * وأنا ظننا أن لن تقول الإنس والجن على الله كذبا * وأنه كان رجال من الإنس يعوذون برجال من الجن فزادوهم رهقا * وأنهم ظنوا كما ظننتم أن لن يبعث الله أحدا * )


يأمر الله رسوله صلى الله عليه وسلم بأن يخبر قومه بأن الجن استمعوا للقرآن فآمنوا وصدقوا


1 ـ استمع عدد من الجن للقرآن فقالوا لقومهم لقد سمعنا قرآنا عجيب


2 ـ يهدى إلى السداد والنجاحونحن مؤمنون به من عند الله الواحد ولن نشرك بعبادته شئ آخر


3 ـ وأن كل شئ هو فعله تعالى وأمره وجلاله وحده وليس له زوجة وليس له ولد


4 ــ وأن إبليس السفيه ومن قال على الله غير الحق فهو سفيه مشتت العقل كان يقول على الله غير الحق


5 ـ ونظن أن لإنس والجن لا يميلون لقول الباطل على الله


6 ـ وكان بعض الإنس يتعوذون ويستعينون بنا لنحفظهم إذا دخلوا واديا ولكن هؤلاء الجن زادوهم رعبا وخوفا


7 ـ وأن هؤلاء الإنس مثلكم كانوا يظنون أن الله لن يبعث رسولا بعد هذه المدة






الآيات 8 ـ 10


( وأنا لمسنا السماء فوجدناها ملئت حرسا شديدا وشهبا * وأنا كنا نقعد منها مقاعد للسمع ، فمن يستمع الآن يجد له شهابا رصدا * وأنا لا ندرى أشر أريد بمن فى الأرض أم أراد بهم ربهم رشدا )


الشهاب هو ما يدخل جو الأرض من الأجرام السماوية الصغيرة جدا ( فتات ) فتحتك بالغلاف الجوى فتشتعل نارا ثم تحترق وإذا سقطت على شئ أحرقته


وهنا تكمل الجن قولها عن حالها فتقول :


8 ـ عندما صعدنا نستمع إلى خبر السماء وجدناها قد امتلأت حرسا كثيرا من الملائكة وأعدت الشهب


9 ـ فقد كانت الشياطين تقعد فى أماكن من السماء تستمع إلى حديث الملائكة عن أخبار ما كتب القلم على اللوح المحفوظ وتنزل به لأعوانهم من الإنس


فمن يحاول الآن يتبعه شهاب فيحرقه


10 ـ ونحن لا ندرى ما يحدث الآن فى السماء هل هو شر أعد لمن فى الأرض من الإنس والجن أم يريد الله بهم النجاح والسداد






وهنا يظهر الأدب فى الحديث فقد نسبوا الشر للمجهول ونسبوا الخير لله


الآيات 11 ـ 17


( وإنا منا الصالحون ومنا دون ذلك ، كنا طرائق قددا * وأنا ظننا أن لن نعجز الله فى الأرض ولن نعجزه هربا * وأنا لما سمعنا الهدى آمنا به ، فمن يؤمن بربه فلا يخاف بخسا ولا رهقا * وأنا منا المسلمون ومنا القاسطون ، فمن أسلم فأولئك تحروا رشدا * وأما القاسطون فكانوا لجهنم حطبا * وألو استقاموا على الطريقة لأسقيناهم ماء غدقا * لنفتنهم فيه ، ومن يعرض عن ذكر ربه يسلكه عذابا صعدا * )


يخبر الله عن الجن الذين يتحدثون عن أنفسهم فيقولون :


11 ـ إنه من بيننا الصالحون وآخرين غير ذلك لقد كنا طرق مختلفة متفرقة


12 ـ ونحن نعلم أن الله قادر علينا ولن نقدر على الهرب منه


13 ـ ويفتخرون بأنهم لما سمعوا القرآن آمنوا به فمن يؤمن بالله لا يخاف نقصا فى حسناته ولا يتحمل غير سيئاته


14 ـ ومنا المسلمون لله ومنا الجائرون عن الحق ، والذين أسلموا قد طلبوا لأنفسهم النجاة


15 ـ والذين كفروا وجاروا عن الحق فلهم جهنم تحرقهم


16 ـ وهنا يقول الله أن الجائرون لو اعتدلوا عن طريقتهم يغفر لهم ويجعل لهم الرزق الوفير كالماء المعين






وقول آخر يقول لو أنهم ظلوا على طريقتهم من الجور فسوف نوسع لهم الرزق


17 ـ ليكون لهم فتنة واستدراج ، فمن يعرض عن طريق الله فسوف نعذبه عذابا شديدا شاقا


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ






الآيات 18 ـ 24


( وأن المساجد لله فلا تدعوا مع الله أحدا * وأنه لما قام عبد الله يدعوه كادوا يكونون عليه لبدا * قل إنما أدعوا ربى ولآ أشرك به أحدا * قل إنى لآ أملك لكم ضرا ولا رشدا * قل إنى لن يجيرنى من الله أحد ولن أجد ىمن دونه ملتحدا * إلا بلاغا من الله ورسالاته ، ومن يعص الله ورسوله فإن له نار جهنم خالدين فيها أبدا * حتى إذا رأوا ما يوعدون فسيعلمون من أضعف ناصرا وأقل عددا )


كانت اليهود والنصارى إذا دخلوا كنائسهم أشركوا بالله


18 ـ فأمر الله نبيه بأن لا يدعوا مع الله إلاها آخر


فيقول : إن المساجد لله وحده فلا تدعوا مع الله أحدا






19 ـ ويخبر بأن الجن عندما سمعوا الرسول يتلوا القرآن اجتمعوا ودنوا منه بشدة ليسمعوا القرآن من شدة الحرص






20 ـ فقل يا محمد إننى أدعو الله وحده لا شريك له واستجير به ردا على ما آذاه به الكفار


21 ـ قل لهم يامحمد أنك بشر مثلهم وعبد الله ولا تملك لنفسك نفعا أو شرا إذا عصيته


22 ـ وليس لى ملجأ إلا الله


23 ـ لا ملجأ لى إلا اتباع رسالاته، فمن عصى الله ليس له إلا نار جهنم خالدا فيه معذبا


24 ـ حتى يأتى الموت ويعلم كل منهم نتيجة عمله ويعلم من أكثر جندا ونصرا المؤمنون أم المشركون






الآيات 25 ـ 28


( قل إن أدرى أقريب ما توعدون أم يجعل له ربى أمدا * عالم الغيب فلا يظهر على غيبه أحدا * إلا من ارتضى من رسول فإنه يسلك من بين يديه ومن خلفه رصدا * ليعلم أن قد أبلغوا رسالات ربهم وأحاط بما لديهم وأحصى كل شئ عددا )


يقول الله تعالى :


25 ـ قل لهم لا أعلم بوقت الساعة ولا أعلم أهو قريب أم بعيد


26 ـ فالله وحده يعلم موعدها والله لا يخبر بغيبه أحد إلا ما شاء


27 ـ ومن رضى من رسل الإنس والملائكة فهو يعلمهم بما أراد أن يبلغ به الناس ويجعل لهم حفظة يحفظونهم ويساندوهم فى رسالاتهم حتى يتمكنوا من تبليغها


28 ـ ليعلم الرسول أن الأنبياء قد بلغوا ما أمرهم الله به والله يحصى كل شئ ويعلم كل شئ

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ