لأحتنكن الإنس ... إنهم عدو لى
..........................
أعرفكم بنفسى ...
أنا عزازيل
قال سبحانه وتعالى : ( خلق الإنسان من صلصال كالفخار * وخلق الجان من مارج من نار) الرحمن 14 ـ15
ومارج النار هو طرف اللهب ، وهو خالصه و أحسنه . وقد قالت عائشة رضي الله عنها : قال رسول الله صلي الله عليه وسلم : " خلقت الملائكة من نور ، وخلق الجان من نار ، وخلق آدم مما وصف لكم " . رواه مسلم
كان يعيش على الأرض قبيلتان هما الجن والبن الذين أفسدوا في الأرض وسفكوا الدماء ، فأرسل الله إليهم ملائكة طردوهم وأجلوهم عن الأرض ، وأسكنوهم جزائر البحور ، ثم سكنا نحن قبيلة الجن الذين كنا من خزنة الجنة الأرض بعدهم وعلي رأسهمأنا إبليس ، وكان اسمى قبل معصيتى لله عزازيل وكنيتي أبو كردوس ، وكان لى سلطان سماء الدنيا و سلطان الأرض .
البعض وصفونى بأن قالوا في وصفهم أن إبليس من الجن الذين طردتهم الملائكة وأسروه وذهبوا به إلي السماء .
والله يعلم وأنتم لا تعلمون .
وتبدأ القصه... أنا والإنس
تبدأ عندما خلق الله أدم ، تبدأ بالغيرة والحسد والتعاظم والغرور الذى أصبت به فغويت ، ثم يا حسرتى رددت الأمر على الله , حين قال تعالى لى أسجد لآدم :
( وإذ قال ربك للملائكة إنى جاعل فى الأرض خليفة، قالوا أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك ، قال إنى أعلم ما لا تعلمون * وعلم آدم الأسماء كلها ثم عرضهم على الملائكة فقال أنبئونى بأسماء هؤلاء إن كنتم صادقين * قالوا سبحانك لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت العليم الحكيم * قال يا آدم أنبئهم بأسمائهم. فلما أنبأهم بأسمائهم قال ألم أقل لكم إنى أعلم غيب السماوات والأرض وأعلم ما تبدون وما كنتم تكتمون * وإذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا إلا إبليس أبى واستكبر وكان من الكافرين ) البقرة 34 ـ 38
ونستكمل الصورة فقد سمونى المتكبر والمتجبر والمتمرد من سورة الإسراء ، إذ يقول تعالى :
( وإذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا إلا إبليس قال أأسجد لمن خلقت طينا * قال أرأيتك هذا الذى كرمت علىّ لإن أخرتن إلى يوم القيامة لأحتنكن ذريته إلا قليلا * قال إذهب فمن تبعك منهم فإن جهنم جزاؤكم جزاء موفورا * واستفزز من استطعت منهم بصوتك وأجلب عليهم بخيلك ورجلك وشاركهم فى الأموال والأولاد وعدهم وما يعدهم الشيطان إلا غرورا * إن عبادى ليس لك عليهم سلطان وكفى بربك وكيلا ) الإسراء 61 –65
فما كان من جواب الملعون كما وصفونى إلا أن قلت لربى جل وعلا ما ورد بالقرآن كما قال سبحانه وتعالى:
( قال فبما أغويتنى لأقعدن لهم صراطك المستقيم * لآتينهم من بين أيديهم ومن خلفهم وعن أيمانهم وعن شمائلهم ولا تجد أكثرهم شاكرين * قال اخرج منها مذءوما مدحورا لمن تبعك منهم لأملأن جهنم منكم أجمعين) الأعراف 6 – 18
وبدأت الحرب النفسيه مع آدم عليه السلام وزوجه حواء بالجنه ثم تتبعهما وذريتهما فى الأرض ، حيث اخرجتهما من نعيم الجنه وجعلت ذريتهما يسفكون الدماء ويعصون الله فى الأرض ، إلا من عصم الله ، أليسوا بطائعين لى ولم أجبر أحد على طاعتى ؟
فأنا برئ منهم إنى أخاف الله
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
سمعت الآن من تتعوذ منى وتخاصموا عندما ذكرنى أحدهم بأن الآخر مثلى ...
نعم فأنا أراكم أنا وعشيرتى من حيث لا ترونى
عجبا لكم معشر الإنس
إذا كنتم تكرهوننى إلى هذا الحد فلم تطيعوننى ، أنا لم أفعل سوى أن دعوتكم فاستجبتم لى بالرغم من أن ربى وربكم حذركم وذكر لكم قولى فى كتابه العظيم القرآن
إنكم أطعتم شهواتكم وغرائزكم وأنفسكم المريضة
دعنا الآن من ذلك ولنكمل التعريف
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وها هو استكمال حديث الله لكم عما جنيت أنا الشيطان من الإنسان ، فقال عز وجل :
( ويا آدم اسكن أنت وزوجك الجنه فكلا من حيث شئتما ولا تقربا هذه الشجره فتكونا من الظالمين * فوسوس لهما الشيطان ليبدى لهما ما وورى عنهما من سوءاتهما وقال ما نهاكما ربكما عن هذه الشجره إلا أن تكونا ملكين أو تكونا من الخالدين * وقاسمهما إنى لكما لمن الناصحين * فدلاهما بغرور فلما ذاقا الشجره بدت لهما سوءاتهما وطفقا يخصفان عليهما من ورق الجنه وناداهما ربهما ألم أنهكما عن تلكما الشجره أقل لكما إن الشيطاتن لكما عدو مبين * قالا ربنا ظلمنا انفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين * قال إهبطو بعضكم لبعض عدو ولكم فى الأرض مستقر ومتاع إلى حين * قال فيها تحيون وفيها تموتون ومنها تخرجون) .الأعراف 19 –25
ألم يناديكم الرحمن ، ويحذركم منى كعدو لدود لكم ، فيقول :
( يابنى آدم قد أنزلنا عليكم لباسا يوارى سوءاتكم وريشا ، ولباس التقوى ذلك خير ذلك من آيات الله لعلهم يذكرون * يابنى آدم لا يفتننكم الشيطان كما أخرج أبويكم من الجنه ينزع عنهما لباسهما ليوريهما سوآتهما ، إنه يراكم هو وقبيله من حيث لا ترونهم إنا جعلنا الشياطين أولياء للذين لا يؤمنون ) الأعراف26 ـ 27
أقص عليكم ما بدأت به بعد نجاحى فى نزول آدم عدوى الذى فضل علىّ وأنا خير منه من الجنة :
بدأت بولديه قابيل وهابيل وأقص عليكم قصتهما :
واعلموا ... أنا أمرت الأثنين فأطاعنى قابيل ، ولم يطيعنى هابيل
وأذكركم ما جنيت على أحد ، فهذا من أطاعنى وهذا من عصانى
إنها حرية وديمقراطية تامة
قال تعالى : ( واتل عليهم نبأ ابنى آدم بالحق إذ قربا قربانا فتقبل من أحدهما ولم يتقبل من الآخر قال لأقتلنك . قال إنما يتقبل الله من المتقين * لإن بسطت إلى يدك لتقتلنى ما أنا بباسط يدى إليك لأقتلك . إنى أخاف الله رب العالمين * إنى أريد أن تبوء بإثمى وإثمك فتكون من أصحاب النار . وذلك جزاء الظالمين * فطوعت له نفسه قتل أخيه فقتله فأصبح من الخاسرين ) المائدة 27 – 30
وملخص القصة كما ذكرها أئمة السلف : أن آدم كان يزوج ذكر كل بطن بأنثى البطن الأخرى ، وهابيل أراد أن يتزوج بإخت قابيل الأكبر منه ، وكانت أخت قابيل حسناء ، وكانت فرصتى جعلت قلبه يتعلق بخطيبة أخاه وملأت قلبه بالحسرة والطمع فى الإستئثار بها
فأراد قابيل أن يستأثر للزواج منها على أخيه ، ولكن آدم أمرهما أن يقربا قربانا لله ، وذهب آدم ليحج وترك بنيه .
فقرب هابيل جذعة سمينة جيدة لأنه كان صاحب غنم ، وقرب قابيل حزمة من ردئ زرعه لأنه كان صاحب زرع ، فنزلت النار من السماء ، فأكلت قربان هابيل وتركت قربان قابيل ، فغضب قابيل فأشعلت قلبه وحقده ، وقال لأخيه لأقتلنك ، حتى لا تتزوج من أختى الحسناء ، و قتل قابيل هابيل نتيجة لما استولى على قلبه من حسد لأخيه على حظه من زوجة حسناء تمناها قابيل لنفسه وهى لا تحق له ، وكانت قمة سعادتى فهذا أول عمل صالح لى على الأرض
وهذا يدفعنى لأستزيد من إغواء الضعفاء
ولكننى أبكى حسرة لأن هابيل لم تنشط يده هو الآخر لقتل أخيه قابيل
ولكن ليس مهم سأستمر .............. فالطريق طويل لأنى طلبت من ربى لينظرنى حتى يبعثون لأحتنك من ذرية آدم وقد لبى الله لى رغبتى لأنه يريد أن من يطيعه يكون بإرادته ومن يعصى الله يكون أيضا بإرادته ويحاسب كلٌ على عمله .
ولنستمر ..
وهكذا ... كان الحسد سببا فى تدمير أخوين ، هابيل الذى قتل ظلما ، وقابيل الحاقد الذى قال فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم برواية ابن مسعود : "لا تقتل نفسا ظلما إلا كان على ابن آدم الأول كفل من دمها ، لأنه كان أول من سن القتل "رواه الجماعة .
وذكر مجاهد : ( أن قابيل عوجل بالعقوبة يوم قتل أخاه فعلقت ساقه إلى فخذه وجعل وجهه إلى اشمس كيفما دارت تنكيلا به وتعجيلا لذنبه وبغيه وحسده لأخيه لأبويه )
وقال صلى الله عليه وسلم : " ما من ذنب أجدر أن يعجل الله عقوبته فى الدنيا مع ما يدخر لصاحبه فى الآخرة من البغى ، وقطيعة الرحم "
ثم أنه قال تعالى : ( فبعث الله غرابا يبحث فى الأرض ليريه كيف يوارى سوءة أخيه قال ياويلتى أعجزت أن أكون مثل هذا الغراب فأوارى سوءة أخى فأصبح من النادمين ) المائدة 31
وحصد قابيل من حسده الندم والعقوبة .
مكان الحادث
مغارة تسمى مغارة الدم بجبل قاسيون شمالى دمشق
عقوبته
علقت ساقه إلى فخذه وجعل وجهه إلى الشمس
هذا دور عظيم للغواية بالقتل للنفس التى حرم الله إلا بالحق
جاء دورى فى إغوائهم بالشرك ولأجرب :
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
انظروا معى هذه الآية إذ قال تعالى :
( هو الذى خلقكم من نفس واحدة وجعل منها زوجها ليسكن إليها فلما تغشاها حملت حملا خفيفا فمرت به فلما أثقلت دعوا الله ربهما لئن أتيتنا صالحا لنكونن من الشاكرين . فلما آتاهما صالحا جعلا له شركاء فيما آتاهما فتعالى الله عما يشركون ) الأعراف 189 ـ 190
قال صلى الله عليه وسلم فى معنى الآية
" لما ولدت حواء طافت بها وكان لا يعيش لها ولد
فقلت لها : سميه عبد الحارث فإنه يعيش
فسمته عبد الحارث فعاش وكان ذلك من وحى وأمرى " .
ظنت حواء ان تسميته هى التى جعلته يعيش وهذا شرك
وبعد وفاة هابيل ولد لآدم ولده شيث ومعناها( هبة الله ) وكان نبيا
وتوالت الرسل فى زمن ألف سنة وأنا تعبان ، ما من أحد يريد طاعتى ، إنهم يعرفونى جيدا ... ماذا أفعل ؟
نعم .. نعم
وجدت الطريق للغواية
هؤلاء الناس .. قالوا عنهم الصالحين هم ( ود ـ سواع ـ يغوث ـ يعوق ـ نسر )
ماتوا ، وحزنت أتباعهم كثيرا عليهم فنصبوا لهم على قبورهم نصبا ، ثم حولوها إلى تماثيل ، وبالتدريج سأجعل الناس يتمسحوا فيها ، وبالتدريج يعبدوها ويفعلوا أعظم ظلم يمكن أن يفترونه ويغضب الرب بإشراكهم غيره فى العبادة وتكون هى ضربتى القاضية لهذا المخلوق الضعيف الاجوف الذى يتهاوى سريعا .
هاهاها .. لقد عبدوهم مع الله بعد ان طال عليهم الأمد ونسوا ربهم
يالعذابى ثانيا لقد بعث الله نبيا ورسولا لإنقاذ البشر من شراكى
لقد أرسل نوحا
ولكن ليس مهم فأنا لى دورى مع كل نبى فإن الأنبياء عدو لى يدعون الناس للحق وأنا أدعوهم للباطل ويحاربوننى فى مسئوليتى ، ويجذبون الناس من قبضتى
إذن حيلتى معهم أن أقنع الناس بأن هؤلاء ما هم أنبياء وإنما هم مجانين أو مسحورون ، أو لربما يكونون هم السحرة
لالالالا إنهم كاذبون ، أيوة .. أيوة كاذبون ... هذا أصلح
كيف يكون لهم صلة بالله الرحمن رب السموات والأرض وهم بشر مثلكم
هذا لايكون فيه بقاؤكم إنهم أناس يريدون أن يخرجوكم من أرضكم ويستولون عليها
نعم ، هذا أنسب ما يكون لى أن أقول
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الإنسان هو كما هو فى كل زمان ومكان ، تأتيه الرسل والمنذرين ويرسل الله الكتب ويحذرهم
منهم من يعاند ويكابر ، ومنهم من يخشى على مركزه وزعامته فيصر ويبيع نفسه ومنهم من ينافق ليشترى الدارين ولا يدرى أن الله يرقبه ويعلم خائنة عينه وتمرد قلبه ، وهؤلاء ما أتعبونى بشئ
إن أهواءهم تتماشى مع إغوائى لهم ، نفوسهم مريضة فسهلوا علىّ المهمة
ولكن ما شق علىّ إلا هؤلاء الذين آمنوا وتوكلوا على الله
إنهم عدو لى وأنا عدوهم ولن أهدأ حتى أسحب منهم أكبر عدد ليكونوا مؤنسى فى الجحيم .
فعلى هؤلاء أعمل ...
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وعلىينا بنفس اللعبة القديمة يا أعوانى
اذهبوا إلى ذرية آدم فى كل مكان وزمان
ستجدون من هم بسطاء مهما يحذرهم ربهم مما وقع فيه آباءهم فهم يسيرون على نفس المنهاج
هاها .. ها
إما أنهم جهلاء ، وإما أنهم أغبياء وإما أنهم تركوا دينهم وشغلتهم الحياة وجمع المال عن اليقظة وتعلم دينهم فاكتفوا بتقليد الآباء
إنها مهمة سهلة علينا معشر الشياطين لإغواء هؤلاء
علينا بالضرائح التى هى القبور
أيضا الذين طغوا علينا ممن سموهم الصالحين والمشايخ ، وكما خضع القدامى يجب أن يخضع الأحدث فالأحدث إلى يوم القيامة لأنهل من مثل هؤلاء ...
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أقص عليكم كيف ذهبت بعقول البشر بذكائى وخديعتى إياهم ...
جمعت أعوانى وشرحت لهم قضيتنا ثم أمرتهم :
اذهبوا يا أعز أعوانى .. حدثوهم من أضرحتهم واغوهم أن يصنعوا لأحبابهم التماثيل ليخلدوا ذكراهم وهم لا يعلمون إذا كان بعضهم صالحا حقا ، أم منافقا ـ فنحن نرى ما يخفيه هؤلاء عن الآخرين .
لنكلمهم من داخل الضرائح فيظنوا أنها أصوات صالحيهم ، ولنضئ أنوارا خافتة من داخلها ، وبعضكم يتشكل فى صورة طير يخرج من قبورهم ، ووسوسوا للبلهاء إن هذه أرواح محبيهم
ثم ارجعوا لى وقصوا علىّ ما فعله البلهاء لأكمل لكم الطريق الرشيد مع هؤلاء البلهاء
* * *
جمعت أحبابى من أعوانى بعد أن غابوا عنى ...
أهلا بكم فى مجلسى وليعرض كلا منكم ما فعل فى أمر الشرك بالله ...
أنت .. أنت .. ماذا فعلت ؟
قال لى : ذهبت إلى قوم يدعون الآن أصحاب الرس ، وجدتهم قوم كان لهم بئر ترويهم وتكفى أرضهم ، وكان لهم ملك عادل حسن السيرة ، فلما مات حزنوا عليه حزنا شديدا ، وبعد أيام تصورت لهم أنا الشيطان فى صورته ، فقلت لهم إنى لم أمت ولكن تغيبت لأرى صنيعكم ، ففرحوا بشدة وأخبرتهم أنى لا أموت أبدا ثم ضربت بينهم وبينه حجاب أحدثهم ولا يرونى ...فعبدوا ملكهم .
صدقونى .. فجاؤوا لى بمطالبهم وقرابينهم ومرضاهم وطلباتهم وفقرائهم يتوسلون إلىّ ويطلبون ... فتعاظمت لفعلهم .
ولكن لم تكتمل فرحتى ...!
بعث الله نبيا يسمى حنظلة بن صفوان نهاهم عن عبادته وأخبرهم أنما الشيطان يحدثهم وأمرهم بعبادة الله وحده
ولكنى لم أترك سعييى يضيع هباء ، فاكملت عملى معهم
وسوست لهم حتى عانى حنظلة من قومه الأذى والسخرية والمجاهدة ليمنعهم عنى ، وأنا فى مجاهدة ونضال من أجل طاعتك سيدى إبليس حتى أقنعتهم بأن حنظلة كافر بالملك وظالم لمنافع الناس وجاحد لخيرات الملك ، وقلت لهم لابد من قتل حنظلة ذاك ، فقتلوه ودفنوه (رسوه ) فى البئر ، فغار الماء فى البئر حتى هلكوا من العطش ويبست الأشجار وانقطعت الثمار وخربت الديار فهلكوا عن آخرهم وسكنت الجن والوحوش ديارهم
والسعادة الأعظم يوم أن نسعد بلقائهم فى جهنم ونتبرأ منهم ، فما كان لى عليهم من سلطان غير أننى دعوتهم فاستجابوا لى ، وننهل سويا من شجر الزقوم الذى توعدنا الله به .
وسارت مجموعات الشياطين لأقوام ، وأقوام على نفس العهد وكنا سببا لتحطيم وإهلاك الآلاف والملايين منهم ، فهؤلاء قوم عاد وقوم ثمود ، وذاك قوم تبع وأصحاب الأيكة ، وقوم إبراهيم وابن أخيه لوط ، وقوم فرعون وغيرهم وغيرهم حتى الآن وبعد الآن إلى أن تقوم الساعة
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
انظروا كيف أنى مظلوم مع هؤلاء البشر
ربكم أنذركم وبصركم وأرسل لكم الرسل
وأنا ها أكشف جميع أوراقى
ونزل القرآن على رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم وأنا برئ من أفعالكم
فهل أنتم منتهون ؟؟؟ ... لا أظن ذلك
ألم يقل لكم الله فى سورة النساء :
( إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء ، ومن يشرك بالله فقد ضل ضلالا بعيدا * إن يدعون من دونه إلا إناثا وإن يدعون إلا شيطانا مريدا * لعنه الله وقال لأتخذن من عبادك نصيبا مفروضا * ولأضلنهم ولأمنينهم ولأمرنهم فليبتكن آذات الأنعام ولأمرنهم فليغيرن خلق الله ، ومن يتخذ الشيطان وليا من دون الله فقد خسر خسرانا مبينا )
هل ستنتهون يا من أمركم الله بأن لا تغيرن خلق الله ؟
لا .. والله ما أظن بك يا إمرأة أنك ستنتهى عن التنمص
أليس كذلك
لا شكلك ومظهرك أجمل إذا نزعت شعر حاجبيك وغيرت دوران الحاجب من أعلى وأسفل
ورققى إنه زائد
أيوة بسرعة قبل أن يخرج الشعر الجديد انزعيه فيكون مجرد ضبط للحاجب على ما هو عليه ولم تقعى فى حرام
أقولك .. تعودت على شكلك هكذا وليس معقول يقال عن النظافة حرام
انظرى كيف خدعتك بحجج تميل نفسك لها
ولا أقول لك سوى أنت التى ظلمت نفسك ولندم أظلمك
وستستمرى على ما أشرحه لك الآن ـــــــ أنت ... ضعى لنفسك التعريف المناسب .
أنا ضربت لكم مثلا بسيطا بمناسبة تغيير خلق الله لتعلموا أنى لم أجبر أحد على طاعتى ولكن وسوست وقد قال الله عن كيدى إنه كان ضعيفا ومع ذلك سقتكم ورائى بلا منازع .
ونعود لإستكمال الحديث عن الشرك والضرائح .
ــــــــــــــــــــــــــــــ
قالت إحداهن :
موضوع رااائع
جزاك الله كل الخير وجعل مثواك الجنه
حبيبتى
هذا تعليق ومشاركة أعتز بها فى وصفى وتجسيد صورتى والتعاون معى فى تمجيدى ليسير من خلفى السفهاء
وشكرا
للأسف ومع تطور العلم والعلماء ومع تطور العقل ما زال هناك من يوقرون الضرائح ومن فيها لدرجة تتدرج معهم إلى الشرك الخفى ويحسبون أنهم مهتدون.
لو كان الأمر هين كما يزعم الجهلاء من أن هذا مجرد حب لأصحاب هذه الضرائح وتقدير لهم ، فهل كان الأمر قد ساء مثل هذه الإساءة مع بدء الخلق الذى كان طاهرا لا يعرف غير الرب الذى خلقه وانتقل بأمره إلى الأرض ليعمرها
كيف تطور الأمر من الطهر إلى نجاسة الشرك إلا بسبب هذا التهاون مع مرور الزمن ؟ !
مع دراسة تاريخ الأنبياء على مر العصور نجد الداعى الأول فى دعوة الأنبياء هو ترك الشرك وعبادة الأصنام ثم الدعوة لحميد الخصال
ما معنى الكفر ، والشرك بالله ؟
ـ الكفر هو الجحود
وكفر بالشئ تعنى غطاه وستره أى أخفاه
وكفر بالله أى غطى وجوده وأنكره وأنكر صفاته وقدراته
ـ الشرك بالشئ هو جعل معه ند له
والشرك بالله معناه إشراك الله بآخر فى قدراته وصفاته
وهؤلاء الذين يتمسحون بالضرائح نجد للأسف ليس فقط بين العامة الغير متعلمين من الناس ولكن شاعت أيضا بين المتعلمين ممن حباهم الله فرصة استخدام العقل وتنميته
ذهبوا إلى الضرائح بطلباتهم
هذا مريض ، وهذا فى ضائقة مالية ، وهذا فى حاجة للزواج ، وهذا له مطلب ، وأقلها هذا المحب
وقالوا المدد يا حبيب يا فلان
وكيف يمنحهم المدد إلا إذا كان هذا إعترافا ضمنيا بقدرته ؟
إذا عارضتهم قالوا : نعرف أن العاطى والمانع هو الله
هذا هو الشرك بعينه
لجؤا إلى التقرب لله عن طريق التودد لهذا الميت صاحب الضريح ( القبر) ليقربهم إلى الله
وهذا ما كان يفعله ويصرح به المشركون فى كل عهد من العهود لأنبيائهم
( إنما نعبدهم ليقربونا إلى الله زلفى )
ولو تحدثت مع صاحب فكر وهذا هو المؤلم فالعذر مقبول للجاهل وعليك أن تعلمه ، أما هذا المعلم فماذا تقول له وهو يتشبث برأيه من باب الكبر والغرور بعلمه ، ماذا تقول له إذا قال لك : أنرفض ما كان آباءنا وأجدادنا عايشيين عليه ؟
وهذا ما ندد به الله فى كتابه الكريم فى مئات الآيات فقال :
( وإذا قيل لهم اتبعوا ما أنزل الله قالوا بل نتبع ما وجدنا عليه آباءنا ، أولو كان الشيطان يدعوهم إلى عذاب السعير ) لقمان 21
وفى غيرها ( .......... أولو كان آباؤهم لا يعقلون شيئا ولا يهتدون )
لو كان رسول الله صلى الله عليه وسلم بيننا الآن ، هل كان يوافق ويقر وجود هذه الضرائح والتمسح بها ؟
ما من عاقل يقول نعم
كيف يقرها من علمنا أن لا ترتفع الضرائح فوق شبر واحد عن سطح الأرض ؟
.......................
أقص عليكم قصة رأيتها بعينى وعشت معها لأتعرف على بعض سلوكيات البسطاء من الناس وللأسف وجدت من لهم علم دينى ودنيوى يشاركون فيها بغض النظر عن اقتناعهم بها أم عدم اقتناعهم ، فمجرد المشاركة تتحول للعقول الجاهلة البسيطة إلى إقرار وتزيد عقيدتهم .
القصة :
أحد الضرائح فى قرية ميت أبو الكوم بالمنوفيه :
كنت فى زيارة لمدة ثلاثة أيام وهذه الأيام تبدأ بمولد لأحد المشايخ كما يسمون وبدأ اليومباستعدادات فى تعليق الزينات والميكروفونات
ومع تدرج اليوم امتلأت الشوارع بعربات اللعب والحلويات والمراجيح وقاعات التواشيح والأناشيد الدينية
ومع الليل بعد العشاء يوم الخميس بدأ الضجيج والميكروفونات تعمل وخرجت أهل القرية كلهم فى الساحة مستمتعين بذكرى الشيخ فلان
وكل من له حاجة جرى يتمسح فى ضريح الشيخ الذى مر على وفاته أكثر من مائة عام ولم يعد يسمع ولا دعاء ولا نداء .
وفى نفس الوقت من فرحة الناس كان هناك رجل يعد نفسه ويعده من معه لتولى الخلافة للشيخ المتوفى منذ زمن تتنقل هذه الخلافة من رجل لآخر حتى هذا اليوم الذى أذكره لكم الآن
ما حال هذا الرجل وكيف يتم إعداده ؟
تم حبس الرجل فى حجرة مظلمة ، لا يذوق طعاما ولا شراب منذ الصباح حتى الليل موعد الفرحة حتى تنتهى قواه ويضعف ويسقط مغشيا عليه حتى الصباح الجمعة ساعة صلاة الجمعة
وبعد أنتهاء صلاة الجمعة يوضع الرجل على حصان ويربط عليه كى لا يسقط ويمسك به رجل آخر
وهذا الرجل المغشى عليه ( الشيخ الجديد ) يلف بملاءة بيضاء ولا يظهر منه شئ ويدور الحصان به القرية كلها شارع شارع وحارة حارة إلى العصر ثم إلى المغرب وهو فى حالة غيبوبة تامة وتتبعه الحمير عليها ركابها والشباب يمسكون بالطبول ويدقون الدفوف وينشدون
وعند المغرب يعاد الرجل غلى حجرته الفردية ليحاولوا إيقاظه وإسعافه بالماء ثم الطعام قليلا قليلا حتى يفيق
وعندئذ يسمى الشيخ الجديد فقد تولى بذلك الخلافة عن الراحل حتى يرحل ويبنى له ضريح يلجأ إليه الناس فى طلب حوائجهم
ما رأيكم فى ذلك ؟
أليس هذا الجهل يتبعه الشرك بالله ُثم الكفر بقدرة الله القادر وإرجاء القدرة لغيره ؟
ثم يسترسل الجاحدون ويقولون عن تصرفهم أو إقرارهم بما يحدث أو بتجاهلهم لما يحدث ـ فيقال هو إحنا كدة بنعبدهم
دول ناس صالحين نوقرهم
هذا ما تردد على ألسنة الكفار والمشركين على مر العصور
الطريقة سهلة وليست ممنوعة ، وهى متشابهة إلا بعض التغيرات البسيطة مع اختلاف ظروف المجتمعات وطبيعة البشر فى كل زمان .
ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ
هؤلاء عبدوا أصناما ومنهم من يظل على ذلك مهما كان من تقدم العلم فالشيطان يجب أن يكون حريصا كيف يدخل إلى النفوس ، ويعلل لها فعلها ، وتلك هى براعتى ...
هؤلاء عبدوا البقر والحيوانات والطيور ، وهؤلاء عبدوا أهواءهم وأنفسهم حتى بالرغم من قول الله عنهم ( أفرأيت من اتخذ إلهه هواه ...)
نعم .. نعم .. ليس كل من ترك الأشياء المادية فهو موحد
أنت .. أنت .. مشرك بالله وأثبت لك
أنت مخطوبة ، ونفسك تحدثك وتقول :
ـــ خطيبى إن لم أستجب لطلباته سيتركنى لمن تلبى طلبه فى قلبه ، فى لمسة ، فى قبلة ، فى .......
ـــ وأنا قرينك قلت : ليس مهم
نفسك تراودك ـ ربنا قال حرام لا يلمسك ولا يرى شعرك ولا يخلو بك
ـــ ولكن سنتزوج وهو لا يلعب بك وإنما أنجذب له وينجذب لى وهذه فوق طاقتى وطاقته .
وأنا حريص عليك وعلى مصلحتك ، خلاص سقطة وتمر ثم سنعيش حلالا .
ما رأيك ؟
وما رأيه؟
أطعتما غرائز وشهوات النفس والجسد فى معصية الله ... فما اسمكما ؟
وهؤلاء عبدوا بعضهم البعض فى اتباع الضعيف لأوامر القوى وترك طاعة الله ، وهؤلاء عبدوا المال ، وهؤلاء عبدوا المرأة ، وأولئك ، وهؤلاء على اختلاف الطرق ، فإن الإنس لم يكونوا عقلاء ، إنهم أفسحوا لى الطريق لأوسوس وأغوى وأمتع بالشهوات واستعملت عليهم غرائزهم وشهواتهم وما كثر بين يديهم من رزق وما قل منه لأعذبهم بها .
وتلك هى أصنامكم .
والهدف واحد ... وقعوا فى الشرك الذى تبعته المعاصى والذنوب والآثام .
ثم انظروا لحالكم
فى الآية ـ 25من سورة العنكبوت
( وَقَالَ إِنَّمَا اتَّخَذْتُم مِّن دُونِ اللَّهِ أَوْثَانًا مَّوَدَّةَ بَيْنِكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ثُمَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُ بَعْضُكُم بِبَعْضٍ وَيَلْعَنُ بَعْضُكُم بَعْضًا وَمَأْوَاكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُم مِّن نَّاصِرِينَ )
إنكم عبدتم أصناما من غير الله وتوددتم لها فى الدنيا ولكن يوم القيامة ستلعنوها ويلعنوكم ويلعن الأتباع المتبوعين ، وإنكم جميعا فى نار جهنم ولن ينقذكم أحد .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
هيا يا أعوانى نجتمع يا أحبابى لنوزع العمل ونضع الخطط لإحكام الغلق على بنوا آدم ..البشر
لابد أن تكون الخطة محكمة التخطيط ، ونبدأ من حيث أننا نراهم وهم لا يروننا ...
على كل شيطان أن يرجع لى آخر اليوم ويقدم لى تقريرا عما فعل اليوم
اذهبوا
والآن وفى آخر النهار والليل نجتمع نحن معشر الشياطين لتقدموا لى تقارير أعمالكم
ابدأ أنت ..
جعلت فلانا يسرق
لا .. لا .. لم تأت بشئ
وأنت ؟
جعلت فلانة تكذب
لا .. لا .. لم تأت بخير
وأنت هناك ؟
جعلت فلانا يقتل أخاه ، وفلانة توقع فتنة بين صديقتين ، وفلانة تخلع ملابسها وتتزين وتخرج إلى الشباب فقتل أحدهم صديقه من أجلها ... أليس هذا يشفى كيد صدرك سيدى ؟
لالالالالا ....
وأنت من هناك يجلس بعيدا فى آخر الصفوف ، ألم تأت بشئ ما بك تكسل عنى ؟
لا سيدى إننى خربت بيت فلان وفلانة فقط .
إليك حبيبى ، اقترب منى وأدنو ، إنك أعظمهم وأقربهم من مجلسى ، إنك جئت بأعظم مما جاء به زملاءك وإخوانك ، إن ما فعلته سيقلل من ذرية بنو آدم ويشتت جمعهم ويكسر قدرتهم على الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر ، ويفسد فى الأرض فهذه تصبح مطلقة وتحتاج لإشباع غرائزها ، وهؤلاء الذين فسدت أنفسهم يطمعون بها ، ومن مرضت قلوبهم يغتابونها ، وهذه تغار منها على زوجها فنخرب بيتا آخر ، وهذا مطلق والأحقاد تجعله يطمع فى زوجة أخيه أو صديقه ، و.. و.. و..
هذا سيفتح لنا مجالات عظيمة للوقائع
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
علينا أعزائى أن نلبس عليهم طرقهم حتى من ادعوا الإلتزام بتعاليم دينهم منهم
سأفرقهم شيعا وأشككهم فى طريقهم وأجعل هذا شيعى ، وهذا صوفى ، وهذا من جماعة تكفير ، وهذا هدفه الهجرة ، وهذا بهائى ، وهذا .. وهذا .. وهذا
وحقيقة حذرهم رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم من ذلك وقال لهم :
" سوف تفترق امتي الي بضع وسبعين شعبه كلها في النار الا من تمسك بهدي الله وسنتي " .
وبالرغم من ذلك كل يوم أنشئ جماعات و جماعات ، وأفرق أمة المسلمين وأشتت شملهم بلا حذر ، وإن قيل لهم قال رسول الله ، قالوا إنما يخبر عن غيرنا ، والجميع فى النار إلا نحن .
ألا يدل ذلك على براعتى فى خديعتهم وإحكام المكر والتدبير ؟
أحيانا إذا خلوت بنفسى أحزن لإعترافى بالحقيقة وأبكى ... إن كيدى ضعيفا وما يحدث هو جهل وسفاهة وعناد المكابرين
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
والآن نبدأ ذريتى الغاليين وأعوانى الأعزاء الدرس الجديد لنتدارس معا طبائع الناس لنتعرف كيف نسلك الطريق معهم :
فهم أنواع
ـ أهوج
وهذا نفسه سريعة الميل للفساد ، أمارة بالسوء .. وهذا مهمتنا ستكون معه سهلة ، إذا قلنا له افعل فإنه يفعل ، وربما يفعل قبل أن تصل له أوامرنا ولا يحتاج منا عناء فى التدبير والتخطيط . وهذا النوع من النفوس عافانا الله منهم ليس له إلا غضب الله وعقابه الجحيم .
2 ـ إنسان مؤمن قوى الشكيمة ، عنيد فى الحق ، حريص متيقظ .. وهذا تكون معه مهمتنا صعبة وشاقة ، وعلينا جمع التدابير للتغلب عليه ولن نيأس
سنحاول مرة وعشرة ومليون ... ولكنى مع ذلك الإصرار أظن أننا سنتعب وربما نيأس معه فى محاولات القهر ، ولن ننال منه إلا القليل الذى يمكنه معه التيقظ سريعا ليفلت من شراكنا ، وتلك نفس قد عاهدت الله على الطريق المستقيم وزلاتها قليلة منيبة إلى الله دائما وزاهدة فى الدنيا وترغب ما عند الله
وهذا صاحب النفس المطمئنة .
3 ـ والنوع الثالث وسط بينهما ، ليس بضعيف تتملكه الأهواء والكبر والعناد وليس بالقوى الشديد المتيقظ ، وهذا سيراوغنا ونراوغه وننال منه وينال منا .
وهى النفس اللوامة هى فى خير وإنما فى خطر فإذا مالت بها الأمور إلى كفة الشر ضاعت وانقلب بها الحال لأن تكون أمارة إلا أن تستيقظ وتنتشل نفسها من غضب الله
وإما أن تميل بها كفة الخير وتصبح بالتدريج نفس مطمئنة مادامت تحاول تنقية أعمالها وعقيدتها
وتستمر الحياة حتى ينتهى بها الوقت المعلوم عند الله ويكون القضاء المحتوم بالموت
......................
والآن أريد أن يوضح لنا أحدكم تجاربه مع كل نوع ويشرح لنا ما خلص إليها من خصائص كل نوع ... تفضل أنت
الأهوج لا يحب القيود ، لا يلتزم بدين أو قيم أو مُثُل ، نفسه حرة طائرة يمينا ويسارا يمكننا أن نتلقفه ونطيح بهواه أينما أردنا فهو طوع أوامرنا نعلوا به إلى السماء ثم نسقطه إلى الهاوية
إنه ألعوبة يمتعنا ونمتعه فى كل وادى ننهل من متع الدنيا معه حراما حراما فنحن وهو فى الجحيم ، ثم نلعنه كما لعنا ونتبرأ منه ... إنه فاسق لا يسير على طريق محدد ولا ولن يسير إلا على المرجيحة
فهو من أصحاب الشمال ونفسه خبيثة ، أمارة بالسوء .
حقا ، هذا جيد ، وتفسيرك يدل على إخلاصك فى عملك .
..............................
ومن يوضح لنا النوع الثالث ؟
أنا أنا ، أنا سيدى
تفضل .
أما الثالث الذى هو بين ذلك وذاك يرهقنا فى محاورته مرة نخدعه ومرة يتيقظ لأنه ذو نفس لوامة .
وهذه نفس تبحث عن الطريق الصواب ولكنها تخلط عملا صالحا وآخر سيئا وتعود إلى الله تحاسب نفسها ولكنها تضعف ثانيا وتقع وتقوم .
تذكر الله ثم تلهو وتنشغل ، تسقط فى الترف والمحارم ثم تسمع الموعظة وتقرأ القرآن فتخشع وتؤنب نفسها وتتوب ، ثم تعود ، ثم تتوب ، وهكذا .
نتعب معها ونحذر كى لا تتراجع وتتوب فيضيع عرقنا هباء عندما يغفر لها الله
هؤلاء يمكننا أن ندخل إليهم من ماضيهم ليتظلم أحدهم من الآخر ويدعو عليه ويطلب الثأر بالمزيد ، وأكون خبطت رأس الظالم والمظلوم ليهلكا الأثنين .
ولابد أن أكون حذرا من أن يسامح بعضهم الآخر فيفوتنى دمار الأثنين ، لابد أن أذكر أحدهم بما وقع عليه من ظلم الآخر فلا يغفر له ، فيصبح مجهودى وعنائى معهم فى الهواء .
هيا هيا نخرب بيت فلان وفلانة ، ندخل من باب الرزق ففتنة هؤلاء المال الذى سيطر على نفوسهم ، أو حتى فتنة النساء فهى ذات أثر بديع فى خراب البيوت العامرة .
... طريق النساء
أحدنا يقنع النساء بأن الزى المناسب للمرأة ليس ما أمر به الله ورسوله صلى الله عليه وسلم وإنما يجب أن يتناسب مع العصر وتطوره وخروج المرأة للعمل ،
الحر شديد ، والنقاب خانق ، وتلوث الجو جعل أمراض الحساسية تزداد ويصعب معها كتم الأنفاس .
من متعة المرأة أن ترى عيون الرجال والنساء تأكل من جمالها وتنهار
وأيضا نقنع النساء بأن زواج المتعة والزواج العرفى أفضل من الحرمان أو الزنا
ثم نتدرج بهم إلى الزنا مرة مع مرة ليقعوا فى الكبائر التى لايفلح معها توبة وعليها حدود .
أحدنا نحن الشياطين يذهب بألسنة النساء الثرثارات ويخبرهم بخيانة الزوج الذى وقع فى شراكنا فلربما تثور زوجته وتثأر لنفسها وتطلب الطلاق فندمر أطفالهم
أو حتى تسرق ما نقنعها بأنه حقها من زوجها فهى أولى من الغريبة
أو ربما يسعدنا الحظ بقتله .
براقو ، أحاديثكم تدل على خبرة لا يستهان بها مع هؤلاء .
....................................
أما النوع الثانى فقد تركته مؤخرا لنرى لنا معه حلا
إنها النفس المطمئنة .. من يعرفها لنا ؟
أنت من يبكى هناك ..
أبكى حزنا سيدى من تلك النفس التى عاهدت الله على الطريق المستقيم وذلاتها قليلة منيبة إلى الله دائما وزاهدة فى الدنيا وترغب ما عند الله
وتلك هى المشكلة ، تكمن فى زهدها فمن أين لنا أن ندخل إليها ؟
أصحابها لا يكتفون بترك التعلق بالدنيا ولكنهم أيضا فى حصانة بذكر الله فى كل لحظة من حياتهم
قراءة القرآن ، التسابيح ـ السعى فى أمر الدعوة للدين ورفع كلمة لا إله إلا الله ، التعوذ بالله منا ، فى الصلاة ينسون الدنيا وما فيها وإذا وسوسنا لهم فيها فإنهم يتعوذون بالله ويتفلون علينا ، يتسلحون دائما بسورة البقرة ، والمعوذتان ، ويقيدوننا عن أذاهم بآية الكرسى فى الصباح والمساء ، يكثرون من الطاعات التى أمرهم الله بها وما لم يأمرهم بها توددا إليه ، يحذرون بعضهم البعض من حيلنا ، يتسلحون بالآذان الذى يخرق آذاننا ويجعلنا نهرب من المكان نصرخ وقد سمع صوتنا رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم وافتضح لهم أمرنا ، لا يضيعون ثانية بدون استغفار فيغتسلون من الذنوب أول بأول ، دائمون على الصلاة ولم يكتفوا بالصلوات المفروضة بل يستزيدون بالنوافل ، صائمون ، عابدون ، متصدقين ، تائبون ولا ينسون زكاة أموالهم تدفع أول بأول ، ودائما متطهرون وعلى وضوء مستمر ، ويكثرون من السجود الذى هو أساس غضب الله علينا .
فمن أى ثغرة يمكن لنا الدخول إليهم ؟
لو جلسوا مع أى نوع من الأول أو الثالث فإنهم ينهون عن المنكر ويأمرون بالمعروف ، وإذا سمعوا اللغو أعرضوا وتركوا المجلس .
الغيبة ينفرون من سمعها ، والنميمة يحقرونها . يستعظمون الكبائر وتشمئز نفوسهم من مجرد السماع عنها فلا يقربونها
المال فى نظرهم حقير ، والجنس الآخر له حرمة البعد عنه
يحذرون الخلوة التى نكون دائما فيها ، ويغضون أبصارهم فتتنزه عن المعصية .
من يقل لى حلا معهم فأدنيه منى؟
أنا ، أنا ، أنا سيدى
قل أنت .. ماذا نفعل ؟
يمكننا سيدى أن نوسوس لهم فنسب لهم الرسول ونسب لهم الله فنصب كيدنا فى أذنيهم صبا
صحيح إنك لملعون ..............
حاولت وأحاول كل يوم فلا يزيدهم ذلك إلا يقظه وتعوذ بالله ونفرت نفوسهم ، وقد اشتكى أحدهم لرسول الله ذلك فقال له صلى الله عليه وسلم أن هذا دليل على شدة إيمانه إذ لم تطمئن نفسه لسماع وسوستنا هذه ، فزاده ذلك إصرارا على الإستمرار على طريق الله ، وأعرض عن وسوستنا وسخر فى نفسه منها ، حتى إننى أوشكت على اليأس من ثباتهم ، إنهم وللأسف السابقون إلى الجنة .
....................................................................................................
سيدى ، سيدى ، أريد أن أخرج بك إلى أمر مهم وموضوع شائك سيخفف عنك حدة يأسك ويهون عليك
قل عزيزى ...
ما رأيك فى أمر السحر ؟
أنا وزملائى جعلنا نبى الله سليمان يتهم من قبل اليهود بأنه ساحر ونستمر منذ هذا العهد إلى وقتنا هذا نلعب بعقول السفهاء
كيف ؟
سأحكو لك ..
( كنا نحن الشياطين نصعد إلى السماء فنقعد منها مقاعد للسمع فنستمع من كلام الملائكة مما يكون فى الأرض من موت أو غيب أو أمر فنأتى الكهنة ونخبرهم فتحدث الكهنة الناس فيجدونه كما قالوا ، فلما أمنتنا الكهنة كذبنا لهم وأدخلنا فيه غيره ، فزدنا مع كل كلمة سبعين كلمة ، فاكتتب الناس ذلك الحديث فى كتب وفشا ذلك فى بنى إسرائيل أن الجن تعلم الغيب ، فبعث سليمان فى الناس فجمع الكتب فى صندوق ثم دفنها تحت كرسيه ولم يكن أحد منا نحن الشياطين يستطيع أن يدنوا من الكرسى إلا احترق .
فلما مات سليمان عليه السلام وذهبت العلماء الذين كانوا يعرفون أمره وخلف من بعد ذلك خلف تمثل شيطان منا فى صورة إنسان ، ثم أتى نفرا من بنى إسرائيل فقال لهم :
هل أدلكم على كنز لا تأكلونه أبدا ؟
قالوا : نعم
قال : احفروا تحت الكرسى
فذهب معهم وأراهم المكان وقام ناحيته
فقالوا له : فادنوا ( أى اقترب )
فقال : لا ولكننى ها هنا فى أيديكم فإن لم تجدوه فاقتلونى
فحفروا فوجدوا تلك الكتب ، فلما أخرجوها قال الشيطان : إن سليمان كان يضبط الإنس والجن والطير بهذا السحر ثم طار وذهب وفشا فى الناس أن سليمان كان ساحرا واتخذت بنو إسرائيل تلك الكتب .
ولما جاء محمدا صلى الله عليه وسلم خاصموه بأن يجعل من سليمان نبيا فى القرآن على الرغم من أنه ساحرا فنزلت الآيات
يقول جل وعلا : ( واتبعواما تتلوا الشياطين على ملك سليمان وما كفر سليمان ولكن الشياطين كفروا يعلمون الناس السحر وما أنزل على الملكين ببابل هاروت وماروت وما يعلمان من أحد حتى يقولا إنما نحن فتنة فلا تكفر فيتعلمون منهما ما يفرقون به بين المرء وزوجه وما هم بضارين به من أحد إلا بإذن الله ويتعلمون ما يضرهم ولا ينفعهم ولقد علموا لمن اشتراه ماله فى الآخرة من خلاق ولبئس ما شروا به أنفسهم لو كانوا يعلمون ) البقرة 102
وتدرج الناس فى أعمال السحر والتعاون معنا الشياطين فى جلب الأخبار واللعب بعقول الجهلاء .
ولكننا كنا فى حرص أن نأخذ من الكهنة والمشعوذين الثمن منهم أنفسهم ، فكان شرطنا لهم هو أن يكفروا لنحطمهم ، وقد فعلوا .
كيف جعلتوهم يكفرون يا أبناء إبليس وأحبابه ؟
طلبنا منهم إذا كانوا يرجون تعاوننا أن يضعوا المصحف والقرآن العظيم فى الحمامات ويلقون بها فى مكان إتيان الحاجة
وأن يضعوا القرآن تحت أرجلهم
وأن يسبوا الله والرسول
وأن يذبحوا ذبائح تطلب من أهل الحاجة على غير اسم الله ، بل باسمك سيدى
وأن يدخلوا المسلمين بيوت المسيحيين ويأمروهم بلبس الصليب ووشمه على جلودهم .
وأن يأتوا بكل حرام فى وسائل علاجهم الجهلاء والضعفاء
وأن يستخدموا الخديعة والزنى مع زبائن الكفر تحت اسم العلاج من الأزمات والأمراض .
التى لا تنجب يعطونها نطفتهم على قطنة فتنجب وهى تظن أنها شفيت بأعمال السحر ولا تدرى أنها زنت .
دق الطبول بما سميناه لهم الزار لنهلك أعصابهم ويلبون طلباتنا
أدخلناهم القبور ، ونهشوها
سعد البلهاء بأعمالنا وأطاعونا لكسب المال ، ولم يهمهم إن كان ما اكتسبوا حلالا أم حراما .
نعاونهم لإهلاك السفهاء .
ونحن نقف عن جنب نتفرج ونهزأ وهم لا يرون سخريتنا منهم ومن فريستهم .
ولكن أحدكم ، صبى منكم ـ لا يعى خطورة ما فعل ـ قد افتضح أمركم فكان سببا فى قلة أعداد من ساقهم المشعوذون فى طريقكم
كيف سيدى ؟
الغبى حدث منه أمر أقصه عليكم :
قال أبى هريرة يقص للمؤمنين من أتباع رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم :
وكلنى رسول الله صلى الله عليه وسلم بحفظ زكاة رمضان فآتآنى آت فجعل يحثو من الطعام ، فأخذته فقلت : لأرفعنك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم
قال : إنى محتاج وعلى عيال وبى حاجة شديدة
فخليت عنه ، فأصبحت ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( يا أبا هريرة ما فعل أسيرك البارحة ؟ )
قلت : يارسول الله شكا حاجة وعيالا فرحمته فخليت سبيله
فقال : أما أنه كذبك وسيعود
فعرفت أنه سيعود لقول رسول الله فرصدته ، فجاء يحثو من الطعام ،
فقلت : لأرفعنك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم
قال : دعنى فإنى محتاج وعلى عيال لا أعود
فرحمته وخليت سبيله فأصبحت ، فقال لى رسول الله :
( يا أبا هريرة ما فعل أسيرك البارحة ؟ )
قلت : يا رسول الله شكا حاجة وعيالا فرحمته فخليت سبيله
فقال : ( إنه كذبك وسيعود )
فرصدته الثالثة ، فجاء يحثو من الطعام فأخذته
فقلت : لأرفعنك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وهذا آخر ثلاث مرات أنك تزعم أنك لا تعود ثم تعود
فقال : دعنى أعلمك كلمات ينفعك الله بها
قلت : ما هن ؟
قال : إذا أويت إلى فراشك فاقرأ آية الكرسى فإنه لن يزال عليك من الله حافظا ولا يقربك شيطان حتى تصبح
فخليت سبيله، فأصبحت
فقال لى رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( ما فعل أسيرك البارحة ؟ )
فقلت يا رسول الله زعم أنه سيعلمنى كلمات ينفعنى بها الله فخليت سبيله ،
قال : وما هى ؟
قلت : قال لى : إذا أويت إلى فراشك فأقرأ آية الكرسى من أولها حتى تختم الآية ( الله لا اله إلا هو الحى القيوم ) ـــ وقال لى : إنك لا يزال عليك من الله حافظا ولن يقربك شيطان حتى تصبح
فقال النبى صلى الله عليه وسلم : ( أما إنه صدقك وهو كذوب ـ تعلم من تخاطب منذ ثلاث يا أبا هريرة ؟ )
قلت : لا
قال : ( ذاك شيطان )
أرأيتم كيف أن هذا الشيطان منكم قد افتضح ضعفنا لآية الكرسى ، وجعل الكثيرين يفلتوا من شباكنا
إن من قرأها فى الصباح لا يقدر أحدنا الإقتراب منه حتى المساء ، ومن قرأها فى المساء لا نقدر على إيذاءه حتى الصباح ، وبذلك يكون قد نجى من إيذائنا .
وأيضا سلح الله الناس بالمعوذتين اللتين هما سورتى الفلق ، والناس
سورة الفلق
بسم الله الرحمن الرحيم
( قل أعوذ برب الفلق * من شر ما خلق * ومن شر غاسق إذا وقب * ومن شر النفاثات فى العقد * ومن شر حاسد إذا حسد )
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ بها وبسورة الناس كل ليلة فى كفيه ويتفل بهما ويمسح على جسده
وأمر بأن تقرأ دبر كل صلاة وفى الصباح والمساء
الفلق : الصبح
ما خلق : جميع المخلوقات
غاسق إذا وقب : الليل إذا أقبل ـــ ويقال القمر والنجوم لأنها علامات قدوم الليل وعند الغروب
النفاثات فى العقد : نفث السحرة وأعمال الأذى والشر فى العقد
فهم يقولون الأقوال المخاطبة للجان على عقد يعقدونها
وذلك الحاسد الذى يتمنى زوال نعمة الغير والأذى
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ هذه السور عند الإستشفاء من الحسد والعين ويقول " بسم الله أرقيك من كل داء يؤذيك ومن شر كل حاسد وعين الله يشفيك "
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أما سورة الناس
بسم الله الرحمن الرحيــــــــــــــــــــــم
( قل أعوذ برب الناس * ملك الناس * إله الناس * من شر الوسواس الخناس * الذى يوسوس فى صدور الناس * من الجنة والناس )
وهنا نستعين بصفات الله وكماله ونستغيث بربوبيته تعالى وكونه إلاهنا الذى يملك الكون والأمر كله من شر وسوسة أصحاب الشرور من الإنس والجن
الخناس: الذى يكمن ويخنس عند ذكر الله
فالجان تمتنع عند ذكر الله من الوصول إلى النفس وكذلك الشرير من الناس لا يقدر على الوصول إلى النفس عند مقاومة شره بالتعلق بالله
وقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم أن سورتى الفلق والناس هما أفضل ما قرأ الإنسان
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ