الآيات 52 ـ 55
( الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ مِن قَبْلِهِ هُم بِهِ يُؤْمِنُونَ * وَإِذَا يُتْلَى عَلَيْهِمْ قَالُوا آمَنَّا بِهِ إِنَّهُ الْحَقُّ مِن رَّبِّنَا إِنَّا كُنَّا مِن قَبْلِهِ مُسْلِمِينَ * أُوْلَئِكَ يُؤْتَوْنَ أَجْرَهُم مَّرَّتَيْنِ بِمَا صَبَرُوا وَيَدْرَؤُونَ بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ * وَإِذَا سَمِعُوا اللَّغْوَ أَعْرَضُوا عَنْهُ وَقَالُوا لَنَا أَعْمَالُنَا وَلَكُمْ أَعْمَالُكُمْ سَلَامٌ عَلَيْكُمْ لَا نَبْتَغِي الْجَاهِلِينَ )
إن الذين آتاهم الكتاب من قبل القرآن ( الزبور والتوراة والإنجيل ) ، يؤمنون بكتبهم ويؤمنون بالقرآن كذلك حيث أنه نبئ به فى كتبهم فآمنوا به
وعندما قرئ عليهم القرآن قالوا آمنا به فهو من عند ربنا ونحن من قبله مسلمون مؤمنون بالله موحدين بالله مطيعين له
فهؤلاء يجزون حقهم مرتين ، مرة لإيمانهم بكتبهم الأولى ومرة أخرى لإيمانهم بالقرآن وصبرهم على الطاعة والأذى وهم يدفعون الأذى عن أنفسهم بالحسنى ويعفون ويصفحون وينفقون من أموالهم كما علمهم الله
وهم إذا سمعوا اللغو بالحديث أعرضوا عنه ولم يشاركوا فيه
وابتغوا ما يرضى الله من القول وقالوا لكم عملكم ولنا أعمالنا وابتعدوا عن الجاهلين ولم يسايروا لهم حديث وقالوا الحسنى .
الآيات 56 ـ 57
( إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَن يَشَاء وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ * وَقَالُوا إِن نَّتَّبِعِ الْهُدَى مَعَكَ نُتَخَطَّفْ مِنْ أَرْضِنَا أَوَلَمْ نُمَكِّن لَّهُمْ حَرَمًا آمِنًا يُجْبَى إِلَيْهِ ثَمَرَاتُ كُلِّ شَيْءٍ رِزْقًا مِن لَّدُنَّا وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ )
لا تحزن يا محمد على عدم إيمانهم فأنت لا تهدى من تحب وما عليك غير الإبلاغ ، ولكن الله هو الذى يهدى من يشاء إذا وجد فيه خير وهو الذى يعلم من منهم يستحق الهداية .
وبعض الكفار اعتذروا عن اتباع طريق الهداية واتباع محمدا صلى الله عليه وسلم فقالوا إننا نخشى لو اتبعنا ما جئت به من الهدى أن يحاربنا المشركين من العرب ويؤذوننا .
إنهم كاذبون لأن الله جعلهم فى بلد آمن وحرم معظم وفيه من كل الثمرات والخير رزقا من عند الله ، فكيف يكون آمنا فى حال كفرهم
وغير آمن فى حال لإيمانهم
إنهم لا يعلمون فضل الله عليهم فقالوا ما قالوا .
الآيات 58 ـ 59
( وَكَمْ أَهْلَكْنَا مِن قَرْيَةٍ بَطِرَتْ مَعِيشَتَهَا فَتِلْكَ مَسَاكِنُهُمْ لَمْ تُسْكَن مِّن بَعْدِهِمْ إِلَّا قَلِيلًا وَكُنَّا نَحْنُ الْوَارِثِينَ * وَمَا كَانَ رَبُّكَ مُهْلِكَ الْقُرَى حَتَّى يَبْعَثَ فِي أُمِّهَا رَسُولًا يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِنَا وَمَا كُنَّا مُهْلِكِي الْقُرَى إِلَّا وَأَهْلُهَا ظَالِمُونَ )
وكثير من القرى أهلكناها عندما طغت وكفرت بنعم الله عليها من أرزاق ، وهذه مساكنهم خربت ولم يسكنها أحد من بعدهم ، وورثها الله خالفها من بعدهم .
ولا يهلك الله قرى إلا بعد أن يرسل لهم الرسل تقرأ عليهم آيات الله وعند عتوهم وإصرارهم على الكفر والإفساد يهلكها الله .
وهذا من تمام عدله عز وجل .
( وَمَا أُوتِيتُم مِّن شَيْءٍ فَمَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَزِينَتُهَا وَمَا عِندَ اللَّهِ خَيْرٌ وَأَبْقَى أَفَلَا تَعْقِلُونَ * أَفَمَن وَعَدْنَاهُ وَعْدًا حَسَنًا فَهُوَ لَاقِيهِ كَمَن مَّتَّعْنَاهُ مَتَاعَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ثُمَّ هُوَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنَ الْمُحْضَرِينَ )
وكل مافى الدنيا إنما هو متاع زائل قصير الزمن ولكن ما أعد الله للمؤمنين المتقين فى الآخرة هو أعظم وباق لا ينتهى ، وهذا ليميز من كان له عقل يفكر .
لا يتساوى الذى وعده الله بالجزاء الحسن فى الآخرة مع الذى متعه الله متاعا زائلا اختبارا له فى الدنيا فأفسد وله العذاب فى الآخرة .
الآيات 62 ـ 67
( وَيَوْمَ يُنَادِيهِمْ فَيَقُولُ أَيْنَ شُرَكَائِيَ الَّذِينَ كُنتُمْ تَزْعُمُونَ * قَالَ الَّذِينَ حَقَّ عَلَيْهِمُ الْقَوْلُ رَبَّنَا هَؤُلَاء الَّذِينَ أَغْوَيْنَا أَغْوَيْنَاهُمْ كَمَا غَوَيْنَا تَبَرَّأْنَا إِلَيْكَ مَا كَانُوا إِيَّانَا يَعْبُدُونَ * وَقِيلَ ادْعُوا شُرَكَاءكُمْ فَدَعَوْهُمْ فَلَمْ يَسْتَجِيبُوا لَهُمْ وَرَأَوُا الْعَذَابَ لَوْ أَنَّهُمْ كَانُوا يَهْتَدُونَ * وَيَوْمَ يُنَادِيهِمْ فَيَقُولُ مَاذَا أَجَبْتُمُ الْمُرْسَلِينَ * فَعَمِيَتْ عَلَيْهِمُ الْأَنبَاء يَوْمَئِذٍ فَهُمْ لَا يَتَسَاءلُونَ * فَأَمَّا مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَعَسَى أَن يَكُونَ مِنَ الْمُفْلِحِينَ )
ويوم القيامة ينادى الله المشركين ليوبخهم فيقول أين الذين زعمتم أنهم آلهة وعبدتوهم من دونى ، وزعمتم أنهم شركائى ليخلصوكم من عذابى الشديد الذى حذرتكم ؟
قَالَ الَّذِينَ حَقَّ عَلَيْهِمُ الْقَوْلُ : قال الشياطين ودعاة الكفر يارب هؤلاء الذين أغويناهم كما غوينا وجعلناهم يكفرون كما كفرنا والآن نتبرأ منهم فهم لم يكونوا يتبعونا إنما هم مجرمون
ويقال للمشركين ادعوا شركاءكم ليخلصوكم ، فلما دعوهم لم يستجيبوا لهم وتركوهم فى العذاب المهين
فليتهم كانوا اهتدوا من قبل .
ويقال لهم عندما أرسلت إليكم الرسل فما كانت إجابتكم لهم ؟
فعميت عليهم الحجج عندئذ ولا يتساءلون بينهم وبين بعض
ولكن من كان أشرك ثم تاب فإن الله يغفر له برحمة منه وفضل .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ