مــــرحــــــباَ بـــأحـبـــاب الله مــعــاَ

في طريق الجنة


الخميس، 8 سبتمبر 2011

وعجلت إليك ربى لترضى

وعجلت إليك ربى لترضى


إذا تدبرنا سورة الواقعة ، نجد تقسيم الله لأنواع من الناس لا تخرج عنها صفة ولا أقسام


وهى :
الآيات 4 ـ 10


( إذا رجت الأرض رجا * وبست الجبال بسا * فكانت هباء منبثا * وكنتم أزواجا ثلاثة * فأصحاب الميمنة ما أصحاب الميمنة * وأصحاب المشئمة ما أصحاب المشئمة * والسابقون السابقون )


يوم القيامة تزلزل الأرض زلزالا شديدا


وتتفتت الجبال تفتتا كالهباء المتناثر ودكت دكا


وينقسم الناس يوم القيامة إلى ثلاثة أصناف


فهؤلاء


1 ـ أصحاب اليمين المؤمنون الصالحون الطائعين لأوامر الله


2 ـوأصحاب الشمال وهم الكافرين والمشركين وأهل السوء


3 ـ والسابقين وهم نوع من المؤمنين يسارعون فى الطاعات والخيرات مما أمرهم الله وزيادة وهم المحسنين لأعمال الخيريبحثون عن أعمال الخير ليزدادوا حسنا


الآيات 11 ـ 26
(أولئك المقربون * فى جنات النعيم * ئلة من الأولين * وقليل من الآخرين * على سرر موضونة * متكئين عليها متقابلين * يطوف عليهم ولدان مخلدون * بأكواب وأباريق وكأس من معين * لا يصدعون عنها ولا ينزفون * وفاكهة مما يتخيرون * ولحم طير مما يشتهون * وحور عين * كأمثال اللؤلؤ المكنون * جزاء بما كانوا يعملون * لايسمعون فيها لغوا ولا تأثيما * إلا قيلا سلاما سلاما * )


وهؤلاء المقربون وهم السابقون يتنعمون فى جنات ذات خصائص عالية من النعيم ، وهم ( ثلة = كثير ) من الأولين وهم قيل أنهم الذين آمنوا فى عهد الرسول صلى الله عليه وسلم وقيل أنهم المؤمنون فى بداية كل عهد وأمة صبرت على التعذيب ، وقليل من الآخرين وهم الذين قبضوا على دينهم وقت الفتن


ويوضح الله ما أعد لهؤلاء من جزاء فى الجنة


سرر منسوجة بالذهب متكئون عليها وجوههم لقاء بعض


يمر عليهم أطفال فى أجمل خلقة وأبهى طلعة فى سن محبوبة لا يكبرون عنها مخلدون فى هذه السن لا يشيبون ، يحملون الأكواب من والأباريق والكؤوس من الفضة مملوءة بأفضل الشراب والخمر الصاف لا تفرغ أبدا


لا تصدع رؤوسهم ولا تنزف عقولهم بالرغم من اللذة التى بهذا الشراب


ويطوفون أيضا بأجمل الثمار التى يختارها المؤمنين وأشهى لحم طير


ولهم الحور العين وهن نساء جميلات كأمثال اللؤلؤ الأبيض الصاف


وهذا كله جزاء عملهم الصالح فى الدنيا


لا يسمعون فى الجنة لغو الحديث ولا العبث ولا التحقير من القول ولكن يسمعون التحية من الملائكة والدعوات الطيبة والتسليم على بعض


فلا تكتف بأن تكونى ممن يصلون فرضهم ويصومون شهرهم ويؤدون زكاة أموالهم ويطيعون الله فيما أمر وينتهون عما نهى ... وكفى


أين المزيد مما حبب إلى نفسك لتقدميه قربات لله


اجعلى لك منهاجا عظيما تسيرى فى خطاه


وتذوقى حلاوة الإيمان


تذوقى السعادة النفسية ، والإطمئنان فى جنب الله ، والحب العظيم الذى يكبر ويكبر ويكبر فى صدرك لله ولرسوله وللمؤمنين حتى يصبح قلبك صغيرا على تحمل هذا الحب فيفيض منه على جنبات حياتك


ثم لعل الله يرضى عنك فتكون لك السبق إلى رحمة الله وسعادة الآخرة فى الدرجات العلى تحت عرش الرحمن


وأى سعادة عندما تكونى ممن يرون وينظرون وجه الكريم فى الجنة ، ويأمنون الفزع الأكبر يوم القيامة ولا يشعرون بعذاب الإنتظار ليفصل الله بين العباد ولا يعذب أجسادهم عرق ذنوبهم


فيصير لك نورا تطيرى فى سبحاته فوق الصراط .


ولا تنسى قول الخالق فى سورة العنكبوت :


بسم الله الرحمن الرحيم


الآيات 1 ـ 4


( الم * أحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكُوا أَن يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لا يُفْتَنُونَ * وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ * أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ أَن يَسْبِقُونَا سَاء مَا يَحْكُمُونَ )


الم : الحروف فى بدايات السور


وسبق شرحها فى سور عديدة


وهل يظن الناس أنهم يتركون ليعلنوا إيمانهم بدون أن يتعرضوا للفتن والإختبارات بحسب ما عندهم من إيمان


وفى الحديث يقول الرسول صلى الله عليه وسلم : " أشد الناس بلاء الأنبياء ثم الصالحون ثم الأمثل فالأمثل ، يبتلى الرجل على حسب دينه ، فإن كان فى دينه صلابة زيد له فى البلاء " .


ولقد اختبرنا الذين من قبل ليعلم الله الصادقون فى إيمانهم من الكاذبين


ولا يظن الذين لم يؤمنوا أنهم يتخلصون من هذه الإبتلاءات ولكن ما يقع بهم من عقوبة هو أشد وأغلظ ، فبئس ما يظنون .


الآيات 5 ـ 7


( مَن كَانَ يَرْجُو لِقَاء اللَّهِ فَإِنَّ أَجَلَ اللَّهِ لَآتٍ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ * وَمَن جَاهَدَ فَإِنَّمَا يُجَاهِدُ لِنَفْسِهِ إِنَّ اللَّهَ لَغَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ * وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَنُكَفِّرَنَّ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَحْسَنَ الَّذِي كَانُوا يَعْمَلُونَ )


من كان يريد لقاء الله ورحمته فى الدار الآخرة فليعمل الصالحات لأنه لا محالة سيلقى الله ويجازيه على حسن عمله ويثاب عليه ، فالله يسمع ويعلم كل أعمال العباد .


وعليه بمجاهدة نفسه فإن جهاده له خير ويعود عليه وحده بالجزاء الحسن ، فالله غنى عن أفعال العباد .


فالذين يخشون الله ويعملون الأعمال الصالحة يكفر الله عنهم سيئاتهم ويغفر لهم ويجازيهم بأفضل الأعمال التى عملوها فى الدنيا .


وهذا وعد حق من الله الحق الذى لا يخلف وعده .


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ