مــــرحــــــباَ بـــأحـبـــاب الله مــعــاَ

في طريق الجنة


الأربعاء، 6 أبريل 2011

قالوا ............. أضرحة

الضرائح
ـــــــــــــــــــ



معناها القبور


ومن الخطأ قول أضرحه فهى معناها : ضرح الشئ أى شقّه


أما الصواب فهو ضرائح


للأسف ومع تطور العلم والعلماء ومع تطور العقل ما زال هناك من يوقرون الضرائح ومن فيها لدرجة تتدرج معهم إلى الشرك الخفى ويحسبون أنهم مهتدون.




نبدأ القصة من البداية


من بعد ألف سنة على عقيدة التوحيد بالله فى عهد آدم عليه السلام وبدأ الناس بالتدريج يحيزون عن الحق


• وجاء نوح عليه السلام رسول الهداية ـــ نوح بن لامك بن متوشلخ بن إدريس


• ولد بعد وفاة آدم ب 126 سنة


• وبينه وبين آدم 10 قرون ( 1000 ) سنة كلها على الإسلام والتوحيد


• هو أول رسول يبعث فى الأرض ، لأن من قبله كانوا أنبياء


• قومه يسمون بنو راسب


• نزلت عليه الرسالة وعمره ( 50 أو 350 أو 480 ) ـ هناك اختلاف


• و سور ( نوح ـ هود ـ المؤمنون ـ الشعراء ـ العنكبوت ) تحكى قصته كاملة


• كانت هناك رجال من الصالحين ، ماتوا ، وحزنت أتباعهم كثيرا عليهم فنصبوا لهم على قبورهم نصبا ، ثم حولوها إلى تماثيل ، وبالتدريج تمسحوا فيها كما يحدث هذه الأيام من ضرائح الأموات، وبالتدريج عبدوها


• هؤلاء الصالحين هم ( ود ـ سواع ـ يغوث ـ يعوق ـ نسر ) ، وقد وردت أسماءهم بسورة نوح


وهكذا عرف الإنسان ماهى الأصنام وعرف الشرك بالله


غضب الرب وحزن المؤمن ، وغفل الغافلون و تجهم الجاهلون ( استقبلوا الأمر بوجه كريه )




وبدأ الرب يرسل الرسالات للناس ليحق الحق ويبطل الباطل ويقضى على ما دخل النفوس الكريهة من شرك بالله فى القدرة والعبادة


لو كان الأمر هين كما يزعم الجهلاء من أن هذا مجرد حب لأصحاب هذه الضرائح وتقدير لهم ، فهل كان الأمر قد ساء مثل هذه الإساءة مع بدء الخلق الذى كان طاهرا لا يعرف غير الرب الذى خلقه وانتقل بأمره إلى الأرض ليعمرها


كيف تطور الأمر من الطهر إلى نجاسة الشرك إلا بسبب هذا التهاون مع مرور الزمن ؟ !


مع دراسة تاريخ الأنبياء على مر العصور نجد الداعى الأول فى دعوة الأنبياء هو ترك الشرك وعبادة الأصنام ثم الدعوة لحميد الخصال




ما معنى الكفر ، والشرك بالله ؟


ـ الكفر هو الجحود


وكفر بالشئ تعنى غطاه وستره أى أخفاه


وكفر بالله أى غطى وجوده وأنكره وأنكر صفاته وقدراته


ـ الشرك بالشئ هو جعل معه ند له


والشرك بالله معناه إشراك الله بآخر فى قدراته وصفاته


وهؤلاء الذين يتمسحون بالضرائح نجد للأسف ليس فقط بين العامة الغير متعلمين من الناس ولكن شاعت أيضا بين المتعلمين ممن حباهم الله فرصة استخدام العقل وتنميته


ذهبوا إلى الضرائح بطلباتهم


هذا مريض ، وهذا فى ضائقة مالية ، وهذا فى حاجة للزواج ، وهذا له مطلب ، وأقلها هذا المحب


وقالوا المدد يا حبيب يا فلان


وكيف يمنحهم المدد إلا إذا كان هذا إعترافا ضمنيا بقدرته ؟


إذا عارضتهم قالوا : نعرف أن العاطى والمانع هو الله


هذا هو الشرك بعينه


لجؤا إلى التقرب لله عن طريق التودد لهذا الميت صاحب الضريح ( القبر) ليقربهم إلى الله


وهذا ما كان يفعله ويصرح به المشركون فى كل عهد من العهود لأنبيائهم


( إنما نعبدهم ليقربونا إلى الله زلفى )


ولو تحدثت مع صاحب فكر وهذا هو المؤلم فالعذر مقبول للجاهل وعليك أن تعلمه ، أما هذا المعلم فماذا تقول له وهو يتشبث برأيه من باب الكبر والغرور بعلمه ، ماذا تقول له إذا قال لك : أنرفض ما كان آباءنا وأجدادنا عايشيين عليه ؟


هذا ما ندد به الله فى كتابه الكريم فى مئات الآيات فقال :


( وإذا قيل لهم اتبعوا ما أنزل الله قالوا بل نتبع ما وجدنا عليه آباءنا ، أولو كان الشيطان يدعوهم إلى عذاب السعير ) ..... لقمان 21


وفى غيرها ( .......... أولو كان آباؤهم لا يعقلون شيئا ولا يهتدون )


لو كان رسول الله صلى الله عليه وسلم بيننا الآن ، هل كان يوافق ويقر وجود هذه الضرائح والتمسح بها ؟


ما من عاقل يقول نعم


كيف يقرها من علمنا أن لا ترتفع الضرائح فوق شبر واحد عن سطح الأرض ؟


.......................
أقص عليكم قصة رأيتها بعينى وعشت معها لأتعرف على بعض سلوكيات البسطاء من الناس وللأسف وجدت من لهم علم دينى ودنيوى يشاركون فيها بغض النظر عن اقتناعهم بها أم عدم اقتناعهم ، فمجرد المشاركة تتحول للعقول الجاهلة البسيطة إلى إقرار وتزيد عقيدتهم .


القصة :


أحد الضرائح فى قرية بالمنوفيه :


كنت فى زيارة لمدة ثلاثة أيام وهذه الأيام تبدأ بمولد لأحد المشايخ كما يسمون وبدأ اليوم باستعدادات فى تعليق الزينات والميكروفونات


ومع تدرج اليوم امتلأت الشوارع بعربات اللعب والحلويات والمراجيح وقاعات التواشيح والأناشيد الدينية


ومع الليل بعد العشاء يوم الخميس بدأ الضجيج والميكروفونات تعمل وخرجت أهل القرية كلهم فى الساحة مستمتعين بذكرى الشيخ فلان


وكل من له حاجة جرى يتمسح فى ضريح الشيخ الذى مر على وفاته أكثر من مائة عام ولم يعد يسمع ولا دعاء ولا نداء .


وفى نفس الوقت من فرحة الناس كان هناك رجل يعد نفسه ويعده من معه لتولى الخلافة للشيخ المتوفى منذ زمن تتنقل هذه الخلافة من رجل لآخر حتى هذا اليوم الذى أذكره لكم الآن


ما حال هذا الرجل وكيف يتم إعداده ؟


تم حبس الرجل فى حجرة مظلمة ، لا يذوق طعاما ولا شراب منذ الصباح حتى الليل موعد الفرحة حتى تنتهى قواه ويضعف ويسقط مغشيا عليه حتى الصباح الجمعة ساعة صلاة الجمعة


وبعد أنتهاء صلاة الجمعة يوضع الرجل على حصان ويربط عليه كى لا يسقط ويمسك به رجل آخر


وهذا الرجل المغشى عليه ( الشيخ الجديد ) يلف بملاءة بيضاء ولا يظهر منه شئ ويدور الحصان به القرية كلها شارع شارع وحارة حارة إلى العصر ثم إلى المغرب وهو فى حالة غيبوبة تامة وتتبعه الحمير عليها ركابها والشباب يمسكون بالطبول ويدقون الدفوف وينشدون


وعند المغرب يعاد الرجل غلى حجرته الفردية ليحاولوا إيقاظه وإسعافه بالماء ثم الطعام قليلا قليلا حتى يفيق


وعندئذ يسمى الشيخ الجديد فقد تولى بذلك الخلافة عن الراحل


حتى يرحل ويبنى له ضريح يلجأ إليه الناس فى طلب حوائجهم


ما رأيكم فى ذلك ؟


أليس هذا الجهل يتبعه الشرك بالله ُثم الكفر بقدرة الله القادر وإرجاء القدرة لغيره ؟


ثم يسترسل الجاحدون ويقولون عن تصرفهم أو إقرارهم بما يحدث أو بتجاهلهم لما يحدث ـ فيقال هو إحنا كدة بنعبدهم


دول ناس صالحين نوقرهم




هذا ما تردد على ألسنة الكفار والمشركين على مر العصور


فهل من المنطق أن نترك أنفسنا أو من هم بعدنا بأجيال حتى يسقطوا فى الشرك والكفر تدريجيا ؟


ثم الآن مما يدل على خطورة الموقف نرى بعضا من رجال الدين هم الذين يحاربون من أجل الإبقاء على هذه الضرائح ومهاجمة من يقولون لابد من إزالتها لأنها فتنة فى الدين


وأى فتنة للناس أكبر من أن رجال دين من الأزهر وعالمون متعلمون ويعلمون هم الذين يهاجمون ذلك


أى فتنة أكبر للعامة فى دينهم بعد مشورة أهل الإفتاء والمعرفة


إنا لله وإنا إليه راجعون


لعلها علامات الساعة


اللهم لا تجعلنا ممن تقوم عليهم الساعة