مــــرحــــــباَ بـــأحـبـــاب الله مــعــاَ

في طريق الجنة


الثلاثاء، 28 سبتمبر 2021

شرح سورة الانعام

 

 

شرح سورة الانعام

 

بسم الله الرحمن الرحيم

الأيات 1 ـ  3

 

(  الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَجَعَلَ الظُّلُمَاتِ وَالنُّورَ ثُمَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ بِرَبِّهِم  يَعْدِلُونَ * هُوَ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن طِينٍ ثُمَّ قَضَى أَجَلاً وَأَجَلٌ مُّسَمًّى عِندَهُ ثُمَّ أَنتُمْ تَمْتَرُونَ * وَهُوَ اللَّهُ فِي السَّمَاوَاتِ وَفِي الأَرْضِ يَعْلَمُ سِرَّكُمْ وَجَهْرَكُمْ وَ يَعْلَمُ مَا تَكْسِبُونَ)

 

يحمد ويمدح سبحانه وتعالى نفسه على أنه خلق السموات والأرض وخلق الظلمات والنور نفعا لعباده فى الليل والنهار ، ومع كل ذلك فإن الكافرين جعلوا له الأنداد وساووا بينه وبين شركائهم الذين لم يخلقوا شئ .

 

ثم يوضح للناس أنه سبحانه خلقهم من الطين وقضى لهم أن يعيشوا فى الحياة الدنيا إلى وقت محدود لتكون الآخرة ، وهى معلومة ومحددة عنده بأجل يعلمه هو سبحانه وتعالى . ومع ذلك الناس يشكون فى أمر القيامة .

 

وسبحانه هو الخالق والرب فى السموات والأرض وله يرجع كل شئ ولا خالق غيره وهو يعلم ما يسر عباده وما يعلنون .

ويعلم ما يفعلون .

 

الآيات 4 ـ 6

 

( وَمَا تَأْتِيهِم مِّنْ آيَةٍ مِّنْ آيَاتِ رَبِّهِمْ إِلاَّ كَانُواْ عَنْهَا مُعْرِضِينَ  *فَقَدْ كَذَّبُواْ بِالْحَقِّ لَمَّا جَاءَهُمْ فَسَوْفَ يَأْتِيهِمْ أَنبَاء مَا كَانُواْ بِهِ يَسْتَهْزِؤُونَ  *أَلَمْ يَرَوْا كَمْ أَهْلَكْنَا مِن قَبْلِهِم مِّن قَرْنٍ مَّكَّنَّاهُمْ فِي الأَرْضِ مَا لَمْ نُمَكِّن لَّكُمْ وَأَرْسَلْنَا السَّمَاء عَلَيْهِم مِّدْرَارًا وَجَعَلْنَا الأَنْهَارَ تَجْرِي مِن تَحْتِهِمْ فَأَهْلَكْنَاهُم بِذُنُوبِهِمْ وَأَنشَأْنَا مِن بَعْدِهِمْ قَرْنًا آخَرِين )

 

وهؤلاء المشركين والكفار كلما جآتهم دلالة ومعجزة تدل على وحدانية الله وأن الرسول حق فهم يعرضون عنها ويتجاهلونها

 

ويهددهم بأنهم إذا كانوا يكذبون بالحق فسوف يأتيهم ما يكذبون به ويجدون أشد العذاب والتنكيل بما استهزؤا به

 

يقول تعالى أنه من قبل هؤلاء الطغاة كانت هناك قرونا على الضلال أهلكها الله وقد كانوا أشد ظلما وقوة وساروا فى البلاد يطلبون الأرزاق وطافوا فى البلاد أكثر مما طفتم أنتم ولكن لم يعجزوا الله فبعد أن أنعم عليهم الله بألوان الخيرات كفروا فأهلكهم ودمرهم

 

الآيات 7 ـ 11

 

( وَلَوْ نَزَّلْنَا عَلَيْكَ كِتَابًا فِي قِرْطَاسٍ فَلَمَسُوهُ بِأَيْدِيهِمْ لَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُواْ إِنْ هَذَا إِلاَّ سِحْرٌ مُّبِينٌ  *وَقَالُواْ لَوْلا أُنزِلَ عَلَيْهِ مَلَكٌ وَلَوْ أَنزَلْنَا مَلَكًا لَّقُضِيَ الأَمْرُ ثُمَّ لاَ يُنظَرُونَ * وَلَوْ جَعَلْنَاهُ مَلَكًا لَّجَعَلْنَاهُ رَجُلاً وَلَلَبَسْنَا عَلَيْهِم مَّا يَلْبِسُونَ  *وَلَقَدِ اسْتُهْزِئَ بِرُسُلٍ مِّن قَبْلِكَ فَحَاقَ بِالَّذِينَ سَخِرُواْ مِنْهُم مَّا كَانُواْ بِهِ يَسْتَهْزِؤُونَ  *قُلْ سِيرُواْ فِي الأَرْضِ ثُمَّ انظُرُواْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ )

 

وهؤلاء الكافرين والمشركين معاندين فلو أنزل الله على رسوله كتابا من السماء ولمسته أيديهم فإنهم يصروا على العناد والمكابرة ويقولون هذا من السحر

ويقولون لو كان ينزل معه ملك لينذر الناس معه

ولو أنزل عليهم الله ملكا من السماء وهم يصرون على عنادهم لدمرهم الله ولا يمهلهم

 

ولو بعث الله ملكا لكان له صورة البشر ليستطيع التفاهم معهم ويكون فى نفوسهم نفس الشك الذى يشكونه عند تكليف البشر لينذرونهم

 

ولقد استهزأ الكفار بالرسل من قبلك يا محمد وكانت عاقبتهم العذاب والهلاك بسبب سخريتهم .

قل لهم انظروا ما أحل بالقرون الأولى لما كذبوا الرسل وطغوا فما كان لهم غير العقوبة والدمار بسبب تكذيبهم .

 

الآيات 12

 

(  قُل لِّمَن مَّا فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ قُل لِلَّهِ كَتَبَ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ لَيَجْمَعَنَّكُمْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ لاَ رَيْبَ فِيهِ الَّذِينَ خَسِرُواْ أَنفُسَهُمْ فَهُمْ لاَ يُؤْمِنُونَ  *)

الله مالك السموات والأرض وما فيهما

وفرض الله على نفسه الرحمة بعباده

وأقسم أن يجمع الإنس والجن يوم القيامة الذى لا شك فيه

والخاسرون يوم القيامة هم الذين لا يصدقون بيوم القيامة به

الآيات 13ـ 16

( وَلَهُ مَا سَكَنَ فِي اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ  *قُلْ أَغَيْرَ اللَّهِ أَتَّخِذُ وَلِيًّا فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَهُوَ يُطْعِمُ وَلاَ يُطْعَمُ قُلْ إِنِّيَ أُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ أَوَّلَ مَنْ أَسْلَمَ وَلاَ تَكُونَنَّ مِنَ الْمُشْرِكِينَ  *قلْ إِنِّيَ أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ * مَّن يُصْرَفْ عَنْهُ يَوْمَئِذٍ فَقَدْ رَحِمَهُ وَذَلِكَ الْفَوْزُ الْمُبِينُ )

 

وكل دابة فى السموات أو فى الأرض توجد ليلا أو نهارا فهى تحت قهره وتصرفه

وهو سبحانه سميع لأقوال عباده عليم بحركاتهم وسكناتهم .

 

قل لهم يا محمد : لا أتخذ نصيرا إلا الله لا شريك له

فهو خالق السموات والأرض ، وهو الرزاق لعباده ولا يحتاج لهم

قل لهم أمرنى الله بعبادته وحده وأن أكون أول من أسلم من هذه الأمة ولا تشرك بالله شئ آخر

قل لهم إننى أخاف أن أعصى أوامر الله فيصيبنى عذاب يوم القيامة

فمن بعد عنه عذاب يوم القيامة فقد فاز فوزا عظيما .

 

الآيات 17 ـ 21

 

(  وَإِن يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلاَ كَاشِفَ لَهُ إِلاَّ هُوَ وَإِن يَمْسَسْكَ بِخَيْرٍ فَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ  *وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ *  قُلْ أَيُّ شَيْءٍ أَكْبَرُ شَهَادَةً قُلِ اللَّهُ شَهِيدٌ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَأُوحِيَ إِلَيَّ هَذَا الْقُرْآنُ لأُنذِرَكُم بِهِ وَمَن بَلَغَ أَئِنَّكُمْ لَتَشْهَدُونَ أَنَّ مَعَ اللَّهِ آلِهَةً أُخْرَى قُل لاَّ أَشْهَدُ قُلْ إِنَّمَا هُوَ إِلَهٌ وَاحِدٌ وَإِنَّنِي بَرِيءٌ مِّمَّا تُشْرِكُونَ * الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءَهُمُ الَّذِينَ خَسِرُواْ أَنفُسَهُمْ فَهُمْ لاَ يُؤْمِنُونَ * وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أَوْ كَذَّبَ بِآيَاتِهِ إِنَّهُ لاَ يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ )

 

الله يملك النفع والضرر وهو المتصرف فى عباده قادر على كل شئ

وهو الذى قهر كل شئ وتواضعت له الخلائق والأشياء وتضاءلت وهى تحت تصرفه

حكيم فى أوامره وأفعاله وأقواله ، وخبير بأماكن الأشياء وأحوال العباد

 

اسألهم عن أعظم الأشياء شهادة

قل لهم الله يشهد بينى وبينكم يعلم ما قلتم وما فعلتم

وقل لهم أن القرآن أوحى إليك لتنذرهم وتنذر كل من بلغه هذا القرآن

أيها المشركون إنكم تدعون أن هناك آلهة غير الله

فقل لهم لا أشهد بما تدعون ، فالله واحد لا شريك له وأتبرأ من قولكم

 

فاليهود والنصارى يعلمون فى كتبهم وشريعتهم ذلك جيدا كما يعرفون أبناءهم فقد بشروا بقدوم محمد

إنما الذين ينكرون ذلك فقد خسروا أنفسهم وعرضوها لعذاب الله يوم القيامة

فليس هناك ظلما أكثر من أن يكذبون على الله وادعى أن الله أرسله ويكذب بآيات الله

فلا يفلح مكذب أو مفترى على الله .

 

الآيات 22 ـ 26

 

(  وَيَوْمَ نَحْشُرُهُمْ جَمِيعًا ثُمَّ نَقُولُ لِلَّذِينَ أَشْرَكُواْ أَيْنَ شُرَكَاؤُكُمُ الَّذِينَ كُنتُمْ تَزْعُمُونَ  *ثُمَّ لَمْ تَكُن فِتْنَتُهُمْ إِلاَّ أَن قَالُواْ وَاللَّهِ رَبِّنَا مَا كُنَّا مُشْرِكِينَ * انظُرْ كَيْفَ كَذَبُواْ عَلَى أَنفُسِهِمْ وَضَلَّ عَنْهُم مَّا كَانُواْ يَفْتَرُونَ  *وَمِنْهُم مَّن يَسْتَمِعُ إِلَيْكَ وَجَعَلْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَن يَفْقَهُوهُ وَفِي آذَانِهِمْ وَقْرًا وَإِن يَرَوْا كُلَّ آيَةٍ لاَّ يُؤْمِنُواْ بِهَا حَتَّى إِذَا جَاؤُوكَ يُجَادِلُونَكَ يَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُواْ إِنْ هَذَا إِلاَّ أَسَاطِيرُ الأَوَّلِينَ  *وَهُمْ يَنْهَوْنَ عَنْهُ وَيَنْأَوْنَ عَنْهُ وَإِن يُهْلِكُونَ إِلاَّ أَنفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ )

 

ويوم القيامة نجمع الناس كلهم للمحاسبة ونسخر من المشركين ونسألهم أين ما عبدتم من دون الله ليرفعوا عنكم العذاب اليوم

 

وعند فتنتنا إياهم عما أشركوا ينكرون ما فعلوا من شرك ويقولون الله ربنا ولم نشرك به شيئا

انظر يا محمد كيف كذبوا على أنفسهم وخدعوا أنفسهم لما رأوا العذاب ، وتركهم ما عبدوا فى العذاب

 

ومن المشركين من يسمعك ولكن قلبه مغلق عن الحق كأن فى أذنيه ما يحجب عنه السمع وعلى قلوبهم أقفال

ويجادلون فى كل دليل حق بالباطل عنادا وكبرا ويكفرون به

ثم يقولون هذه قصص القدامى ولم يعتبروا بها

وهم ينهون  : وهم ينهون الناس عن اتباع الحق

وينئون عنه : ويبعدون الناس عن اتباع الحق

وبذلك الفعل فإنهم يهلكون أنفسهم بدون أن يشعروا .

 

 

الآيات 27 ـ 30

 

(  وَلَوْ تَرَىَ إِذْ وُقِفُواْ عَلَى النَّارِ فَقَالُواْ يَا لَيْتَنَا نُرَدُّ وَلاَ نُكَذِّبَ بِآيَاتِ رَبِّنَا وَنَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ * بَلْ بَدَا لَهُم مَّا كَانُواْ يُخْفُونَ مِن قَبْلُ وَلَوْ رُدُّواْ لَعَادُواْ لِمَا نُهُواْ عَنْهُ وَإِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ * وَقَالُواْ إِنْ هِيَ إِلاَّ حَيَاتُنَا الدُّنْيَا وَمَا نَحْنُ بِمَبْعُوثِينَ * وَلَوْ تَرَى إِذْ وُقِفُواْ عَلَى رَبِّهِمْ قَالَ أَلَيْسَ هَذَا بِالْحَقِّ قَالُواْ بَلَى وَرَبِّنَا قَالَ فَذُوقُواْ الْعَذَابَ بِمَا كُنتُمْ تَكْفُرُونَ )

 

وحين يقفون على النار ويرون ما فيها من سلاسل وأنواع العذاب يتمنون لو كانوا آمنوا ولم يكذبوا فى الدنيا

 

وظهر حينئذ ما كانوا يخفون من الكفر والعناد بالرغم من انكارهم

ولو أنهم عادوا للدار الدنيا سيعودون لكفرهم وكبرهم الذى نهيناهم عنه ويكذبون

 

قال الكفار إن الحياة الدنيا لا موعد ولا حياة بعدها ولا بعث

 

ولكنهم عندما يقفون بين يدى الله للمحاسبة يقول لهم أليس هذا ما كذبتم به فهو الآن حقا وليس بباطل

فيقولون : نعم يا ربنا

يقول لهم : فذوقوا اليوم وبال تكذيبكم .

 

الآيات 31 ـ 32

 

)قَدْ خَسِرَ الَّذِينَ كَذَّبُواْ بِلِقَاء اللَّهِ حَتَّى إِذَا جَاءَتْهُمُ السَّاعَةُ بَغْتَةً قَالُواْ يَا حَسْرَتَنَا عَلَى مَا فَرَّطْنَا فِيهَا وَهُمْ يَحْمِلُونَ أَوْزَارَهُمْ عَلَى ظُهُورِهِمْ أَلاَ سَاء مَا يَزِرُونَ  *وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلاَّ لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَلَلدَّارُ الآخِرَةُ خَيْرٌ لِّلَّذِينَ يَتَّقُونَ أَفَلاَ تَعْقِلُونَ )

 

وخاب من كذب بيوم القيامة ولقاء الله وخسر نفسه يوم القيامة حيث تأت الساعة فجأة

ويتحسرون على ما فات من عملهم فى الدنيا وهم يحملون نتائج أفعالهم السيئة على ظهورهم ، وبئس ما حملوا

فالحياة الدنيا متاع ولعب ولهو زائل ، إنما الآخرة هى الأفضل والحياة الدائمة لمن اتقى

اعقلوا واتبعوا الحق .

 

 

الآيات 33 ـ 36

 

 ) قَدْ نَعْلَمُ إِنَّهُ لَيَحْزُنُكَ الَّذِي يَقُولُونَ فَإِنَّهُمْ لاَ يُكَذِّبُونَكَ وَلَكِنَّ الظَّالِمِينَ بِآيَاتِ اللَّهِ يَجْحَدُونَ  *وَلَقَدْ كُذِّبَتْ رُسُلٌ مِّن قَبْلِكَ فَصَبَرُواْ عَلَى مَا كُذِّبُواْ وَأُوذُواْ حَتَّى أَتَاهُمْ نَصْرُنَا وَلاَ مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِ اللَّهِ وَلَقَدْ جَاءَكَ مِن نَّبَإِ الْمُرْسَلِينَ  *وَإِن كَانَ كَبُرَ عَلَيْكَ إِعْرَاضُهُمْ فَإِنِ اسْتَطَعْتَ أَن تَبْتَغِيَ نَفَقًا فِي الأَرْضِ أَوْ سُلَّمًا فِي السَّمَاء فَتَأْتِيَهُم بِآيَةٍ وَلَوْ شَاء اللَّهُ لَجَمَعَهُمْ عَلَى الْهُدَى فَلاَ تَكُونَنَّ مِنَ الْجَاهِلِينَ  *إِنَّمَا يَسْتَجِيبُ الَّذِينَ يَسْمَعُونَ وَالْمَوْتَى يَبْعَثُهُمُ اللَّهُ ثُمَّ إِلَيْهِ يُرْجَعُونَ )

 

يسلى الله نبيه صلى الله عليه وسلم فيقول له :

نحن نعلم مدى حزنك على أنهم يكذبون ، هم لا يكذبونك أنت لشخصك وإنما هم يجحدون بفضل الله ودلائله ونعمه عليهم

 

وهذا حال الكفار دائما فقد كذبوا من أرسلنا من رسل من قبلك وأذوهم

وصبر الرسل على الأذى حتى جاء نصرنا لهم وللمؤمنين الذين اتبعوهم

وهذا وعد الله لا يخلف وعده ولا يستطع أحد أن يغير قدره

وقد أخبرناك من خبر المرسلين فى القرآن

 

فإن استطعت أن تبتغى نفقا فى الأرض أو سلما فى السماء فتأتيهم بآية : وإذا كان تكذيبهم لما جئت به كبيرا وصعبا عليك فافعل المستحيل لتأت بالدلائل لهم ولن تجدى معهم

لو أراد الله أن يجمعهم على الهدى وطريق الحق لفعل

فلا تكونن من الجاهلين : فلا تكن ممن لا يعلمون ، واصبر ولا تحزن .

 

إنما يهدى الله الذين يستمعون للحق ويستجيبون ولا يكابرون

فإنهم سيموتون ويرجعون إلى الله ويبعثهم من بعد موتهم ليحاسبهم .

 

الآيات 37 ـ 39

 

(  وَقَالُواْ لَوْلاَ نُزِّلَ عَلَيْهِ آيَةٌ مِّن رَّبِّهِ قُلْ إِنَّ اللَّهَ قَادِرٌ عَلَى أَن يُنَزِّلَ آيَةً وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ  *وَمَا مِن دَابَّةٍ فِي الأَرْضِ وَلاَ طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلاَّ أُمَمٌ أَمْثَالُكُم مَّا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِن شَيْءٍ ثُمَّ إِلَى رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ  *وَالَّذِينَ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا صُمٌّ وَبُكْمٌ فِي الظُّلُمَاتِ مَن يَشَإِ اللَّهُ يُضْلِلْهُ وَمَن يَشَأْ يَجْعَلْهُ عَلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ )

 

وقال الكافرون : لو كان نزل على محمد دليل و معجزة من ربه ليصدقوه

قل لهم يا محمد إن الله قادر على أن ينزل معجزة عليكم ولكن هذا معناه أن إذا نزلت الآية ولم تؤمنوا لعجلت العقوبة لهم ولكن قضى الله أن يؤخر ذلك .

 

وقل لهم ليعلموا أن ملك الله عظيم ، فالطيور والدواب هى أمم مثل أمم البشر والجن ، ويرزق الله الجميع ويعلم ويحيط بالجميع ولم يفرط الله ولا ينسى أحد والجميع يجمع ويرجع إلى الله .

 

والكافرين فى جهلهم مثل الذى يعيش فى الظلام لا يسمع ولا يرى ولا يعقل

ومن أراد الله أن يضله عن الطريق المستقيم فهو كذلك ومن أراد أن يهديه فهو المهتدى بأمر من الله .

 

الآيات 40 ـ 45

 

(  قُلْ أَرَأَيْتَكُم إِنْ أَتَاكُمْ عَذَابُ اللَّهِ أَوْ أَتَتْكُمُ السَّاعَةُ أَغَيْرَ اللَّهِ تَدْعُونَ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ    *بَلْ إِيَّاهُ تَدْعُونَ فَيَكْشِفُ مَا تَدْعُونَ إِلَيْهِ إِنْ شَاء وَتَنسَوْنَ مَا تُشْرِكُونَ  *وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا إِلَى أُمَمٍ مِّن قَبْلِكَ فَأَخَذْنَاهُمْ بِالْبَأْسَاء وَالضَّرَّاء لَعَلَّهُمْ يَتَضَرَّعُونَ  *فَلَوْلا إِذْ جَاءَهُمْ بَأْسُنَا تَضَرَّعُواْ وَلَكِن قَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ  *فَلَمَّا نَسُواْ مَا ذُكِّرُواْ بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّى إِذَا فَرِحُواْ بِمَا أُوتُواْ أَخَذْنَاهُم بَغْتَةً فَإِذَا هُم مُّبْلِسُونَ  *فَقُطِعَ دَابِرُ الْقَوْمِ الَّذِينَ ظَلَمُواْ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ )

 

إذا جاءت القيامة ، أو أصابكم عذاب من الله فإنكم لا تدعون غير الله لعلمكم أنه وحده القادر على رفع العذاب عنكم ،

إن كنتم صادقين : فهل يصح لكم أن تتخذوا معه آلهة أخرى

 

إنكم تدعون الله وحده وتنسون أن تدعوا من أشركتم معه فى العبادة

 

وقد كان أمم من قبلكم أصبناهم بالفقر والجوع والمرض حتى يدعون الله وحده وتخشع قلوبهم لذكر الله ، ولكنهم قست قلوبهم ولا خشعت وزين لهم الشيطان العناد والكبر ، فلما أعرضوا عن الله فتحنا لهم أبواب الخير والرزق والأموال والأولاد حتى ظنوا أنهم لا يقدر عليهم أحد ، أهلكناهم حتى يئسوا من كل خير .

 

ودمر الله الذين ظلموا

والحمد لله على تدميره إياهم إذ هم مفسدون مخربون فى الأرض .

 

الآيات 46 ـ 49

 

(  قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَخَذَ اللَّهُ سَمْعَكُمْ وَأَبْصَارَكُمْ وَخَتَمَ عَلَى قُلُوبِكُم مَّنْ إِلَهٌ غَيْرُ اللَّهِ يَأْتِيكُم بِهِ انظُرْ كَيْفَ نُصَرِّفُ الآيَاتِ ثُمَّ هُمْ يَصْدِفُونَ  *قُلْ أَرَأَيْتَكُمْ إِنْ أَتَاكُمْ عَذَابُ اللَّهِ بَغْتَةً أَوْ جَهْرَةً هَلْ يُهْلَكُ إِلاَّ الْقَوْمُ الظَّالِمُونَ  *وَمَا نُرْسِلُ الْمُرْسَلِينَ إِلاَّ مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ فَمَنْ آمَنَ وَأَصْلَحَ فَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ  *وَالَّذِينَ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا يَمَسُّهُمُ الْعَذَابُ بِمَا كَانُواْ يَفْسُقُونَ )

 

قل يا محمد للمكذبين لو سلب الله ما أعطاكم من بصر وسمع وعقول ، فمن يمنحها لكم من بعده ؟

انظر كيف بعد كل هذا التوضيح ومع ذلك هم مصرون على العناد والمكابرة

 

قل لهم لو جاءكم عذاب الله فجأة أو ظاهرا فإن الهلاك يكون للظالمين وينجوا المؤمنين

وإنما نرسل الرسل لينذروا الكفار من العذاب ويبشروا المؤمنين بالثواب والجزاء

فمن يؤمن بالله فلا خوف عليه ومن يكفر فيعذب بما كان يعمل من ظلم وإفساد .

 

الآيات 50 ـ 54

 

(  قُل لاَّ أَقُولُ لَكُمْ عِندِي خَزَائِنُ اللَّهِ وَلا أَعْلَمُ الْغَيْبَ وَلا أَقُولُ لَكُمْ إِنِّي مَلَكٌ إِنْ أَتَّبِعُ إِلاَّ مَا يُوحَى إِلَيَّ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الأَعْمَى وَالْبَصِيرُ أَفَلاَ تَتَفَكَّرُونَ  *وَأَنذِرْ بِهِ الَّذِينَ يَخَافُونَ أَن يُحْشَرُواْ إِلَى رَبِّهِمْ لَيْسَ لَهُم مِّن دُونِهِ وَلِيٌّ وَلاَ شَفِيعٌ لَّعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ * وَلاَ تَطْرُدِ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ مَا عَلَيْكَ مِنْ حِسَابِهِم مِّن شَيْءٍ وَمَا مِنْ حِسَابِكَ عَلَيْهِم مِّن شَيْءٍ فَتَطْرُدَهُمْ فَتَكُونَ مِنَ الظَّالِمِينَ  *وَكَذَلِكَ فَتَنَّا بَعْضَهُم بِبَعْضٍ لِّيَقُولُوا أَهَؤُلاء مَنَّ اللَّهُ عَلَيْهِم مِّن بَيْنِنَا أَلَيْسَ اللَّهُ بِأَعْلَمَ بِالشَّاكِرِينَ * وَإِذَا جَاءَكَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِآيَاتِنَا فَقُلْ سَلامٌ عَلَيْكُمْ كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ أَنَّهُ مَن عَمِلَ مِنكُمْ سُوءًا بِجَهَالَةٍ ثُمَّ تَابَ مِن بَعْدِهِ وَأَصْلَحَ فَأَنَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ )

 

قل لهم يا محمد : أنا لم أقل لكم إنى ملك من السماء أو أملك الرزق ولا أعلم الغيب ، وإنما أنا بشر مثلكم يوحى إلىّ لأنذركم من عذاب الله وأبشر المؤمنين بالجنة

ولا تساوى بين من يبصر الحق فيتبعه ومن لا يبصر فهو على ضلال ومصيره إلى العذاب

تفكروا لتفرقوا بين الحق والباطل

 

أنذر بالقرآن يا محمد الذين يخافون الله ويخشون عذابه يوم أن يجمعهم الله للحساب ولا يكون من ينصرهم من عذاب الله ، ربما يتقون الله ويخشونه

 

ولا تبعد عنك الذين يخشون الله ويدعونه ليلا ونهارا رغبة مرضاته وخشية عذابه فليس عليك من محاسبتهم ولا عليهم محاسبتك ، ولو أبعدتهم عنك تكون ظالما .

 

ولقد اختبرنا الناس بعضهم ببعض ، فيقول البعض كيف هدى الله هؤلاء ولم يهدنا

قل لهم إن الله يعلم من يشكره ويتقيه فيهديه ويعلم الظالمين فيضلهم عن الحق .

 

يا محمد قل للمؤمنين قد اتخذ الله عهدا على نفسه أنه من يخطئ عن جهل ثم يتوب ويرجع إلى الله ويحسن عمله فإن الله يغفر له

فإن الله شديد المغفرة رحيم بمن تاب وآمن وعمل صالحا .

 

الآيات 55 ـ 59

 

(  وَكَذَلِكَ نُفَصِّلُ الآيَاتِ وَلِتَسْتَبِينَ سَبِيلُ الْمُجْرِمِينَ * قُلْ إِنِّي نُهِيتُ أَنْ أَعْبُدَ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ قُل لاَّ أَتَّبِعُ أَهْوَاءكُمْ قَدْ ضَلَلْتُ إِذًا وَمَا أَنَاْ مِنَ الْمُهْتَدِينَ  *قُلْ إِنِّي عَلَى بَيِّنَةٍ مِّن رَّبِّي وَكَذَّبْتُم بِهِ مَا عِندِي مَا تَسْتَعْجِلُونَ بِهِ إِنِ الْحُكْمُ إِلاَّ لِلَّهِ يَقُصُّ الْحَقَّ وَهُوَ خَيْرُ الْفَاصِلِينَ * قُل لَّوْ أَنَّ عِندِي مَا تَسْتَعْجِلُونَ بِهِ لَقُضِيَ الأَمْرُ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِالظَّالِمِينَ  *وَعِندَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لاَ يَعْلَمُهَا إِلاَّ هُوَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَا تَسْقُطُ مِن وَرَقَةٍ إِلاَّ يَعْلَمُهَا وَلاَ حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الأَرْضِ وَلاَ رَطْبٍ وَلاَ يَابِسٍ إِلاَّ فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ )

 

وهكذا نوضح للناس الدلائل ليظهر طريق المجرمين المخالفين للرسل

قل لهم يا محمد قد نهانى الله عن عبادة ما تعبدون من غير الله ، ولا أن اتبع أهواءكم ولو فعلت ذلك أكون من الضالين .

 

قل لهم أنا على طريق واضح من الله وليس عندى ما تستعجلون من العذاب ، وإنما يرجع ذلك كله إلى الله إن شاء عذبكم وإن شاء أجلكم لأجل يعلمه والله يقضى بينى وبينكم فهو أحسن الحاكمين .

 

قل لهم لو كان ما تستعجلون من عذاب بيدى لوقع بكم ما تستحقونه ولكن الله أعلم بمن ظلم

والله يعلم الغيب ( من علم الساعة وإنزال الغيث وما فى الأرحام وبأى أرض تموت النفس وماذا تكسب غدا كل نفس ) ، ويعلم الله ما فى البر وما فى البحر من أحياء وجمادات ويعلم ما يسقط من ورق النبات ويعلم كل حبة صغيرة أو كبيرة فى الظلام أو النور ويعلم كل شئ جامد أو رطب ويعلم الحركات والسكنات ، وكل ذلك عنده فى كتاب .

 

الآيات 60 ـ 62

 

(  وَهُوَ الَّذِي يَتَوَفَّاكُم بِاللَّيْلِ وَيَعْلَمُ مَا جَرَحْتُم بِالنَّهَارِ ثُمَّ يَبْعَثُكُمْ فِيهِ لِيُقْضَى أَجَلٌ مُّسَمًّى ثُمَّ إِلَيْهِ مَرْجِعُكُمْ ثُمَّ يُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ  *وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ وَيُرْسِلُ عَلَيْكُم حَفَظَةً حَتَّىَ إِذَا جَاءَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ تَوَفَّتْهُ رُسُلُنَا وَهُمْ لاَ يُفَرِّطُونَ  *ثُمَّ رُدُّواْ إِلَى اللَّهِ مَوْلاهُمُ الْحَقِّ أَلاَ لَهُ الْحُكْمُ وَهُوَ أَسْرَعُ الْحَاسِبِينَ )

 

والله هو الذى يتوفاكم الموت الأصغر فى الليل ، ويعلم ما عملتم بالنهار ويبعثكم فى النهار حتى ينتهى أجل كل فرد من الناس ، ثم يرجعون بالموت الأكبر إلى الله ليخبركم بما عملتم

 

والله الذى قهر كل شئ وخضع لعظمته وكبريائه كل شئ

يرسل الملائكة ليحفظوا الإنسان من كل سوء ويحصون عليه عمله

حتى إذا جاء أجله تقبض روحه الملائكة الموكلون بذلك وهم لا يفرطون فى روحه ويحفظونها وينزلونها حيث أمر الله

وأرواح المؤمنين فى الجنات وأرواح الفجار فى الجحيم

 

ثم ترد الخلائق إلى الله ليحاسبهم على أعمالهم ، والله أسرع المحاسبين بعدله .

 

 

الآيات 63 ـ 65

 

(  قُلْ مَن يُنَجِّيكُم مِّن ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ تَدْعُونَهُ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً لَّئِنْ أَنجَانَا مِنْ هَذِهِ لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ  *قُلِ اللَّهُ يُنَجِّيكُم مِّنْهَا وَمِن كُلِّ كَرْبٍ ثُمَّ أَنتُمْ تُشْرِكُونَ  *قُلْ هُوَ الْقَادِرُ عَلَى أَن يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَابًا مِّن فَوْقِكُمْ أَوْ مِن تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ أَوْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعًا وَيُذِيقَ بَعْضَكُم بَأْسَ بَعْضٍ انظُرْ كَيْفَ نُصَرِّفُ الآيَاتِ لَعَلَّهُمْ يَفْقَهُونَ )

 

قل لهم يا محمد إنكم إذا تعرضتم لبلاء فى البر أو فى البحر فإنكم تلجأون إلى الله سرا وعلانية وتقولون لو انجيتنا من هذا البلاء سنشكرك ونطيعك

قل لهم الله ينجيكم منها وينجيكم من كل شر ولكنكم تعودون للشرك فى عبادته آلهة أخرى .

قل لهم الله قادر على أن يحيط بكم العذاب من كل جانب وأن يجعلكم تقتلون بعضكم بعضا ويذيق بعضكم بأس بعض أو يجعلكم أحزابا مختلفين أو يلبسكم شيعا

 

انظر كيف نوضح لهم ونبين الآيات لعلهم يتدبرون ويفهمون .

 

الآيات 66 ـ 69

 

)وَكَذَّبَ بِهِ قَوْمُكَ وَهُوَ الْحَقُّ قُل لَّسْتُ عَلَيْكُم بِوَكِيلٍ  *لِّكُلِّ نَبَإٍ مُّسْتَقَرٌّ وَسَوْفَ تَعْلَمُونَ   * وَإِذَا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِي آيَاتِنَا فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ  حَتَّى يَخُوضُواْ فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ وَإِمَّا يُنسِيَنَّكَ الشَّيْطَانُ فَلاَ تَقْعُدْ بَعْدَ الذِّكْرَى مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ * وَمَا عَلَى الَّذِينَ يَتَّقُونَ مِنْ حِسَابِهِم مِّن شَيْءٍ وَلَكِن ذِكْرَى لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ )

 

لقد كذب قومك يا محمد بالقرآن بالرغم من أنه حق وما يأت به حق

قل لهم أنك ليس بوكيل على وحفيظ وإنما عليك البلاغ

 

ولكل خبر وقوع ولو بعد حين وسوف تعلمون ذلك فى حينه

 

وإذا رأيت الذين يستهزئون ويكذبون بالقرآن فاتركهم وأعرض عنهم حتى يغيروا الحديث فى أمر آخر

وإذا أنساك الشيطان فلا تقعد بعد أن تتذكر مع هؤلاء الظالمين .

والذين يتقون الله إذا تجنبوا الظالمين وتركوا مجلسهم فليس عليهم من حساب وهم بريئون منهم ، وهذه تذكرة لمن اتقى .

 

الآية 70

 

(  وَذَرِ الَّذِينَ اتَّخَذُواْ دِينَهُمْ لَعِبًا وَلَهْوًا وَغَرَّتْهُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَذَكِّرْ بِهِ أَن تُبْسَلَ نَفْسٌ بِمَا كَسَبَتْ لَيْسَ لَهَا مِن دُونِ اللَّهِ وَلِيٌّ وَلاَ شَفِيعٌ وَإِن تَعْدِلْ كُلَّ عَدْلٍ لاَّ يُؤْخَذْ مِنْهَا أُوْلَئِكَ الَّذِينَ أُبْسِلُواْ بِمَا كَسَبُواْ لَهُمْ شَرَابٌ مِّنْ حَمِيمٍ وَعَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُواْ يَكْفُرُونَ )

 

ودعك يا محمد من الذين هزئوا من دينهم وغرتهم الدنيا بزخارفها فهم صائرون إلى العذاب

 

وذكر الناس بالقرآن حتى تؤاخذ تبسل كل نفس بما عملت كسبت .

وليس لنفس شفيع ولا نصير من عذاب الله ولو بذلت كل مبذول لتعفى من المحاسبة فلا يمنعها من عذاب الله شئ.

هؤلاء الذين يؤاخذون بما عملوا من شر وظلم ليس لهم شراب فى الجحيم إلا من الزيت الحار والعذاب المؤلم بسبب تكذيبهم وكفرهم .

 

الآيات 71 ـ 73

 

(  قُلْ أَنَدْعُو مِن دُونِ اللَّهِ مَا لاَ يَنفَعُنَا وَلاَ يَضُرُّنَا وَنُرَدُّ عَلَى أَعْقَابِنَا بَعْدَ إِذْ هَدَانَا اللَّهُ كَالَّذِي اسْتَهْوَتْهُ الشَّيَاطِينُ فِي الأَرْضِ حَيْرَانَ لَهُ أَصْحَابٌ يَدْعُونَهُ إِلَى الْهُدَى ائْتِنَا قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَىَ وَأُمِرْنَا لِنُسْلِمَ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ  *وَأَنْ أَقِيمُواْ الصَّلاةَ وَاتَّقُوهُ وَهُوَ الَّذِيَ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ * وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ بِالْحَقِّ وَيَوْمَ يَقُولُ كُن فَيَكُونُ قَوْلُهُ الْحَقُّ وَلَهُ الْمُلْكُ يَوْمَ يُنفَخُ فِي الصُّورِ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ )

 

قال المشركون للمسلمين اتبعونا خير لكم فأنزل الله الآية:

 

قل لهم يا محمد كيف نتبع وندعوا من هم غير الله الذين لا ينفعوننا ولا يضروننا  ونعود للكفر بعد أن هدانا الله لنعمة الإيمان وطريق الهداية ، فيكون مثلنا كمثل الذى خرج مع قوم على الطريق فضل وحيرته الشياطين واستهوته فى الأرض وأصحابه على الطريق وجعلوا يدعونه ليأت إليهم وهو يأبى أن يأتيهم

قل لهم إن الهداية بيد الله وربنا أمرنا أن نسلم له ونتبع طريقه المستقيم .

 

وأقيموا الصلاة فى مواقيتها وهذه رمز لكل طاعة لله كما أمر واتقوا الله فى أقوالكم وأفعالكم لأنكم ستجمعون بين يديه ليحاسبكم .

 

والله هو الذى خلق السموات والأرض بالعدل يدبر أمرهما وأمور من فيهن وإذا قال لشئ كن فيكون وقوله حق وعدل

له الملك فى السموات والأرض ويوم القيامة حيث ينفخ فى البوق ليجمع الخلق ويحاسبهم

يعلم الغيب ويعلم الجهر

وهو حكيم فى أفعاله وأقواله خبير بكل شئ صغيرا أو كبيرا سرا أو علانية خفى أو مشهود .

 

الآيات 74 ـ 79

 

(  وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لِأَبِيهِ آزَرَ أَتَتَّخِذُ أَصْنَامًا آلِهَةً إِنِّي أَرَاكَ وَقَوْمَكَ فِي ضَلالٍ مُّبِينٍ  * وَكَذَلِكَ نُرِي إِبْرَاهِيمَ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَلِيَكُونَ مِنَ الْمُوقِنِينَ * فَلَمَّا جَنَّ عَلَيْهِ اللَّيْلُ رَأَى كَوْكَبًا قَالَ هَذَا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لا أُحِبُّ الآفِلِينَ  *فَلَمَّا رَأَى الْقَمَرَ بَازِغًا قَالَ هَذَا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لَئِن لَّمْ يَهْدِنِي رَبِّي لأكُونَنَّ مِنَ الْقَوْمِ الضَّالِّينَ * فَلَمَّا رَأَى الشَّمْسَ بَازِغَةً قَالَ هَذَا رَبِّي هَذَا أَكْبَرُ فَلَمَّا أَفَلَتْ قَالَ يَا قَوْمِ إِنِّي بَرِيءٌ مِّمَّا تُشْرِكُونَ  *إِنِّي وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ حَنِيفًا وَمَا أَنَاْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ )

هذا إبراهيم الذى وعظ أباه لينتهى عن عبادة الأصنام فلم ينتهى

 

قال إبراهيم كيف تتخذ من التماثيل التى صنعتم بأيديكم آلهة ، إنى أرى يا أبت أنك وقومك ضالين الطريق الصحيح

 

وهكذا نوضح لإبراهيم الدلالة على وحدانية الله فى خلق الكون ليكون من الموقنين بوحدانية الله فنريه آيات الكون .

 

فعندما دخل عليه الليل بظلمته شاهد نجما ، فقال ربما يكون هذا هو الله ، وعندما غاب وذهب النجم قال لا فلا يكون الله من الغائبين

وبعد فترة ظهر القمر فقال إبراهيم ربما يكون هذا هو الله ، فلما غاب القمر قال لا يصح أن يكون وقد غاب فإذا لم يهدينى الله إليه أكون ضالا مثل القوم الذين كان منهم من يعبد الشمس والكواكب .

 

ثم ظهرت الشمس وأنارت الأرض فقال هذا نجم كبير ربما يكون هو الله ولكن غابت الشمس وغربت فقال إبراهيم لا هذا ولا ذاك

إنما الله الذى خلقهن جميعا

إشهد أننى توجهت للإيمان بالله خالق كل شئ ولا يراه أحد منحرفا عن الشرك ومتجها إلى طريق الله خالق السموات والأرض وما فيهن لا شريك له .

 

الآيات 80 ـ 83

 

(  وَحَاجَّهُ قَوْمُهُ قَالَ أَتُحَاجُّونِّي فِي اللَّهِ وَقَدْ هَدَانِ وَلاَ أَخَافُ مَا تُشْرِكُونَ بِهِ إِلاَّ أَن يَشَاء رَبِّي شَيْئًا وَسِعَ رَبِّي كُلَّ شَيْءٍ عِلْمًا أَفَلاَ تَتَذَكَّرُونَ  *وكَيْفَ أَخَافُ مَا أَشْرَكْتُمْ وَلاَ تَخَافُونَ أَنَّكُمْ أَشْرَكْتُم بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ عَلَيْكُمْ سُلْطَانًا فَأَيُّ الْفَرِيقَيْنِ أَحَقُّ بِالأَمْنِ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ  *الَّذِينَ آمَنُواْ وَلَمْ يَلْبِسُواْ إِيمَانَهُم بِظُلْمٍ أُوْلَئِكَ لَهُمُ الأَمْنُ وَهُم مُّهْتَدُونَ    *وَتِلْكَ حُجَّتُنَا آتَيْنَاهَا إِبْرَاهِيمَ عَلَى قَوْمِهِ نَرْفَعُ دَرَجَاتٍ مَّن نَّشَاء إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَلِيمٌ )

وجادله قومه فى التوحيد لله فقال لهم :

كيف تحاجونى وتجادلوننى وقد علمنى الله أنه لا إله إلا هو وهدانى الطريق

 

وأنا لا أخشى أصنامكم التى لا تنفع ولا تضر وإنما الله الذى يضر وينفع

وقد أحاط الله بعلم كل شئ ، ألا تنتهون عن عبادة هذه الأصنام

 

كيف لى أن أخاف هذه الأصنام التى أشركتم بها العبادة لله وأنتم لا تخشون الله الذى خلقكم وأشركتم به هذه التى خلقها وخلقكم ؟ ولم يذكر الله عليها دليل فأيهما أحق بالأمن من عذاب الله يوم القيامة؟

 

إن الذين أخلصوا العبادة لله وحده ولم يشركوا فى عبادته شيئا ولم يخلطوا عملهم بظلم وشرك هم الآمنون يوم القيامة وهم الذين هدى الله .

 

وهذه حجة الله التى علم إبراهيم ليحاج بها قومه وهى : وكيف أخاف ما أشركتم ولا تخافون أنكم أشركتم بالله ما لم ينزل به عليكم سلطانا ، فأى الفريقين أحق بالأمن ، إن كنتم تعلمون

والله يرفع من أراد درجات

فالله حكيم فى أفعاله وأقواله ويعلم من يستحق الرفعة والهداية .

 

الآيات 84 ـ 90

 

(  وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ كُلاًّ هَدَيْنَا وَنُوحًا هَدَيْنَا مِن قَبْلُ وَمِن ذُرِّيَّتِهِ دَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ وَأَيُّوبَ وَيُوسُفَ وَمُوسَى وَهَارُونَ وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ * وَزَكَرِيَّا وَيَحْيَى وَعِيسَى وَإِلْيَاسَ كُلٌّ مِّنَ الصَّالِحِينَ * وَإِسْمَاعِيلَ وَالْيَسَعَ وَيُونُسَ وَلُوطًا وَكُلاًّ فَضَّلْنَا عَلَى الْعَالَمِينَ * وَمِنْ آبَائِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ وَإِخْوَانِهِمْ وَاجْتَبَيْنَاهُمْ وَهَدَيْنَاهُمْ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ * ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَن يَشَاء مِنْ عِبَادِهِ وَلَوْ أَشْرَكُواْ لَحَبِطَ عَنْهُم مَّا كَانُواْ يَعْمَلُونَ * أُوْلَئِكَ الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ فَإِن يَكْفُرْ بِهَا هَؤُلاء فَقَدْ وَكَّلْنَا بِهَا قَوْمًا لَّيْسُواْ بِهَا بِكَافِرِينَ * أُوْلَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ قُل لاَّ أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِنْ هُوَ إِلاَّ ذِكْرَى لِلْعَالَمِينَ )

 

ويخبر الله نبيه عن ما سبقوه من الأنبياء ليسلى عنه

يقول أنه وهب لإبراهيم إسحاق بعد أن أصبح شيخا كبيرا ويئس وزوجته سارة من الإنجاب ، ومن بعد إسحاق يعقوب بعد أن يئس من الإنجاب

وهذا جزاء لإبراهيم على اعتزاله قومه وعبادة الله الواحد لا شريك له

 

ومن قبل ذلك هدى الله نوحا ووهب له الذرية الصالحة جزاء صبره فكان ممن كانوا معه بالسفينة الذرية الباقية وكان منهم الناس جميعا .

 

وكان من ذرية نوح ( وقيل من ذرية إبراهيم ) داود وسليمان وأيوب ويوسف وموسى وهارون وزكريا ويحيى وعيسى وإلياس وإسماعيل واليسع ويونس ولوط وهؤلاء جميعا من الصالحين المحسنين الذين فضلوا على الناس بتقواهم وإيمانهم

 

وكان من ذرياتهم وآبائهم وإخوانهم من شملهم الله بهدايته ، وخصهم الله بالهداية والصلاح

 

وهكذا إذا أراد أن يهدى الله عبدا من عباده فهو يوفقه ويهديه إلى الطريق المستقيم

ولو أنهم كانوا أشركوا بالله عبادته لحبطت أعمالهم الصالحة ولكن آمنوا فأتاهم الله الحكم والنبوة والعلم

 

ولو كفر أهل مكة بنعمة الكتاب والحكم والنبوة فإن الله يوكل بها المهاجرين والأنصار ممن هم موحدين بالله وليسوا بكافرين بهذه النعم من الله .

 

وهؤلاء الأنبياء والصالحين هم الذين هداهم الله فاقتدى بهداهم يا محمد أنت ومن معك واتبع سبيلهم

وقل للناس أنك لا تطلب أجرا على إبلاغك لهم ذلك وإنما أنت تذكر بالقرآن ليهتدوا .

 

الآيات 91 ـ 92

 

(  وَمَا قَدَرُواْ اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ إِذْ قَالُواْ مَا أَنزَلَ اللَّهُ عَلَى بَشَرٍ مِّن شَيْءٍ قُلْ مَنْ أَنزَلَ الْكِتَابَ الَّذِي جَاءَ بِهِ مُوسَى نُورًا وَهُدًى لِّلنَّاسِ تَجْعَلُونَهُ قَرَاطِيسَ تُبْدُونَهَا وَتُخْفُونَ كَثِيرًا وَعُلِّمْتُم مَّا لَمْ تَعْلَمُواْ أَنتُمْ وَلاَ آبَاؤُكُمْ قُلِ اللَّهُ ثُمَّ ذَرْهُمْ فِي خَوْضِهِمْ يَلْعَبُونَ * وَهَذَا كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ مُّصَدِّقُ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَلِتُنذِرَ أُمَّ الْقُرَى وَمَنْ حَوْلَهَا وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَهُمْ عَلَى صَلاتِهِمْ يُحَافِظُونَ )

 

وهؤلاء المكذبين لم يعظموا الله حق تعظيمه وإنما كذبوا رسله الذين أرسل إليهم وقالوا لم ينزل الله من بشر

فاسألهم يا محمد فمن الذى أنزل التوراة على موسى لتكون نورا وهداية للناس

فقد جعلتم منها أجزاء تكتبونها من الكتاب الأصلى الذى أنزل لكم والبعض تكتبوه بأيديكم وتحرفون منها ما تريدون وتبدلون ما تريدون تبديله وتخفون ما تريدون

 

وقد نزل فى القرآن خبر ما سبق من آبائكم وعلمكم فيه ما لم تعلموا ما لم تكونوا تعلمون أنتم ولا آباؤكم

قل لهم الله أنزل القرآن ثم اتركهم فى جهلهم وضلالهم يلعبون حتى يأتيهم العذاب من حيث لا يشعرون .

 

فالقرآن كتاب الله مبارك لتنذر به أهل مكة ومن حولها من قرى وأحياء من عرب وعجم

ومن يؤمن بالله ويؤمن بالآخرة فهو يؤمن بالقرآن الذى نزل على محمد ويحافظون على صلاتهم فى أوقاتها .

 

الآيات 93 ـ 94

 

(  وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أَوْ قَالَ أُوحِيَ إِلَيَّ وَلَمْ يُوحَ إِلَيْهِ شَيْءٌ وَمَن قَالَ سَأُنزِلُ مِثْلَ مَا أَنزَلَ اللَّهُ وَلَوْ تَرَى إِذِ الظَّالِمُونَ فِي غَمَرَاتِ الْمَوْتِ وَالْمَلائِكَةُ بَاسِطُواْ أَيْدِيهِمْ أَخْرِجُواْ أَنفُسَكُمُ الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ بِمَا كُنتُمْ تَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ غَيْرَ الْحَقِّ وَكُنتُمْ عَنْ آيَاتِهِ تَسْتَكْبِرُونَ * وَلَقَدْ جِئْتُمُونَا فُرَادَى كَمَا خَلَقْنَاكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَتَرَكْتُم مَّا خَوَّلْنَاكُمْ وَرَاء ظُهُورِكُمْ وَمَا نَرَى مَعَكُمْ شُفَعَاءَكُمُ الَّذِينَ زَعَمْتُمْ أَنَّهُمْ فِيكُمْ شُرَكَاء لَقَد تَّقَطَّعَ بَيْنَكُمْ وَضَلَّ عَنكُم مَّا كُنتُمْ تَزْعُمُونَ )

 

ولا أكثر ظلما ممن يجعل لله شركاء افتراء وكذبا عليه

أو يدعى أن الله أرسله للناس ولم يرسله

ومن قال أنه يقول مثل ما يأت به الوحى من القرآن

 

فإن هؤلاء الظالمون حين يأت لهم الموت والملائكة يضربونهم لتخرج أرواحهم الملعونة ويقولون لهم انقذوا أنفسكم من العذاب إن استطعتم ذلك ، فاليوم تبشرون بالعذاب والجحيم والسلاسل بسبب ما كذبتم به على الله افتراء عليه وبسبب استكباركم عن اتباع الحق الذى أرسل الله لكم .

 

والآن ترجعون إلى الله فرادى بدون أولادكم ولا عشيرتكم مثلما خلقتم وجئتم الحياة الدنيا بمفردكم وتركتم ما أعطيناكم من أموال وأولاد وخيرات وراء ظهوركم فى الدنيا

ولم تنفعكم شركاءكم الذين جعلتم لله أندادا ، فقد انقطع ما بينكم من وسائل وأسباب وذهب عنكم ما زعمتم من أصنام وشركاء .

 

الآيات 95 ـ 97

 

(  إِنَّ اللَّهَ فَالِقُ الْحَبِّ وَالنَّوَى يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَمُخْرِجُ الْمَيِّتِ مِنَ الْحَيِّ ذَلِكُمُ اللَّهُ فَأَنَّى تُؤْفَكُونَ * فَالِقُ الإِصْبَاحِ وَجَعَلَ اللَّيْلَ سَكَنًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ حُسْبَانًا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ * وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ النُّجُومَ لِتَهْتَدُواْ بِهَا فِي ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ قَدْ فَصَّلْنَا الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ )

 

إن الله هو الذى يشق الحبوب والنوى فى الأرض لتنبت ويخرج منها زروعا مختلفة الألوان والأشكال

وهو يخرج النبات الحى من الحبوب الميتة كالجمادات وكذلك يخرج الميت كالبيضة من الحى كالدجاجة

وكذلك يقاس عليها أن يخرج الولد الصالح من الأب الفاجر ويخرج الولد الفاجر من الأب الصالح

وهذه من عظمة الله وقدرته ، فإلى أين تصرف عقولكم عن الحق

 

فالق الإصباح : الله هو خالق الضياء

وجعل ظلمات الليل لتهدؤا وتسكنوا فيه عن الحركة

وجعل النهار لتسعوا فيه

وخلق الشمس بضيائها وخلق القمر بنوره ليضئ لكم الليل وجعلهما يجريان بحساب مقدر لا يتغير حسبانا .

 

وهذا كله بتقدير الله العزيز قوى الجانب الذى لا يغالب العليم بكل شئ وبكل مقتضيات الأمور ولا يغيب عنه شئ فى الأرض ولا فى السماء .

 

وهو الله الذى خلق النجوم لتهتدوا بها فى البحر وتدلكم على الإتجاهات فى الظلام وكذلك جعلها زينة للسماء الدنيا ورجوما للشياطين

قد وضحنا لكم الآيات لعلكم تعقلون وتعرفون الحق وتتجنبون الباطل .

 

الآيات 98 ـ 99

(  وَهُوَ الَّذِيَ أَنشَأَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ فَمُسْتَقَرٌّ وَمُسْتَوْدَعٌ قَدْ فَصَّلْنَا الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَفْقَهُونَ   *وَهُوَ الَّذِيَ أَنزَلَ مِنَ السَّمَاء مَاء فَأَخْرَجْنَا بِهِ نَبَاتَ كُلِّ شَيْءٍ فَأَخْرَجْنَا مِنْهُ خَضِرًا نُّخْرِجُ مِنْهُ حَبًّا مُّتَرَاكِبًا وَمِنَ النَّخْلِ مِن طَلْعِهَا قِنْوَانٌ دَانِيَةٌ وَجَنَّاتٍ مِّنْ أَعْنَابٍ وَالزَّيْتُونَ وَالرُّمَّانَ مُشْتَبِهًا وَغَيْرَ مُتَشَابِهٍ انظُرُواْ إِلَى ثَمَرِهِ إِذَا أَثْمَرَ وَيَنْعِهِ إِنَّ فِي ذَلِكُمْ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ )

والله هو الذى خلق الناس جميعا من نفس واحدة وهو آدم عليه السلام

ثم جعل مستقر باقى الأنفس فى أرحام ثم استودعها فى أصلاب ثم فى الدنيا حتى تموت .

وهكذا نوضح بالتفصيل الآيات لعل الناس يعون ويفهمون

 

الله هو الذى أنزل ماء المطر من السماء وأنبت به نبات كل شئ منه الزرع الأخضر والشجر الذى خلق منه الحب والثمر يركب بعضه على بعض كالسنابل ، والنخل منها عذوق رطبة قنوان قريبة متناولة دانية ، وخلق الجنان من الزيتون وأنواع الأعناب والرمان متشابه فى الورق قريب من بعضه ومختلف الثمار مشتبها وغير متشابه ،

انظروا إلى نضجه ثمره إذا أثمر وينعه ، وفكروا فى خالقها وقدرته وعظمته فى خلقها من عدم حتى صارت ثمارا مختلفة الألوان والأشكال والطعوم والروائح

إن ذلك كله آيات للناس ليتفكروا فيها ويؤمنوا بقدرة الله وحكمته وعظمته ويؤمنون ويتبعون الرسل .

 

الآيات 100 ـ 101

(  وَجَعَلُواْ لِلَّهِ شُرَكَاء الْجِنَّ وَخَلَقَهُمْ وَخَرَقُواْ لَهُ بَنِينَ وَبَنَاتٍ بِغَيْرِ عِلْمٍ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يَصِفُونَ  *بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ أَنَّى يَكُونُ لَهُ وَلَدٌ وَلَمْ تَكُن لَّهُ صَاحِبَةٌ وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ )

أمر الجن الكفار بعبادة الأصنام فأطاعوهم ، وبذلك فقد أشركوا فى عبادة الله عبادة الجن وأطاعوهم وذلك بالرغم من أن الله هو الذى خلق الجن .

وزعموا أن لله البنات وزعم اليهود أن عزير ابن الله وزعم النصارى أن المسيح ابن الله وقال المشركين أن الملائكة بنات وهن بنات الله ، وكل ذلك بغير علم وإنما زعم من عند أنفسهم

تنزه وتقدس الله عما وصفوه به .

فالله مبدع السموات والأرض وخالقهم

فكيف يكون له ولد ولم تكن له صاحبة من خلقه تناسبه وهو الذى لا نظير له وخالق كل شئ ... وهو يعلم كل شئ وتعالى عن كل شئ علوا كبيرا .

.

الآيات 102 ـ 103.... الانعام

(  ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ فَاعْبُدُوهُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ  *لاَّ تُدْرِكُهُ الأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الأَبْصَارَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ )

فهذا هو الله خالقكم وربكم الذى لا إله إلا هو خالق كل شئ

فاعبدوه وحده ولا تشركوا معه شئ

وتوكلوا عليه فى جميع أموركم

فهو لا يمكن للأبصار أن تراه وسبحانه هو يرى كل شئ خفى أو سرا أو علانية صغيرا أو كبيرا ويحيط بكل شئ علما .

.

الآيات 104 ـ 105

 

(  قَدْ جَاءَكُم بَصَائِرُ مِن رَّبِّكُمْ فَمَنْ أَبْصَرَ فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ عَمِيَ فَعَلَيْهَا وَمَا أَنَاْ عَلَيْكُم بِحَفِيظٍ * وَكَذَلِكَ نُصَرِّفُ الآيَاتِ وَلِيَقُولُواْ دَرَسْتَ وَلِنُبَيِّنَهُ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ )

قل لهم يا محمد :

لقد جاءتكم بينات وحجج بصائر من الله ربكم فمن اهتدى وابصر الحق فهو المهتدى وأنقذ نفسه من العذاب ومن ضل وعمى قلبه عن طاعة الله فعلى نفسه ويعاقب فى الدنيا والآخرة ، ولست عليهم بوكيل ولا حافظ ولا رقيب إنما أنت منذر .

 

وهكذا بينا ووضحنا الآيات فى السورة لنبين للناس دينهم وضرورة التوحيد بالله وعدم الشرك فى عبادته

ويقولون يا محمد قد درست ذلك فى كتب من قبلك وتعلمت منهم وذلك عنادا منهم وكفرا .

ولكن نبين ونوضح لقوم يعلمون الحق فيتبعونه .

 

الآيات 106 ـ 108

 

(  اتَّبِعْ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ  *وَلَوْ شَاء اللَّهُ مَا أَشْرَكُواْ وَمَا جَعَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا وَمَا أَنتَ عَلَيْهِم بِوَكِيلٍ  *وَلاَ تَسُبُّواْ الَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ فَيَسُبُّواْ اللَّهَ عَدْوًا بِغَيْرِ عِلْمٍ كَذَلِكَ زَيَّنَّا لِكُلِّ أُمَّةٍ عَمَلَهُمْ ثُمَّ إِلَى رَبِّهِم مَّرْجِعُهُمْ فَيُنَبِّئُهُم بِمَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ )

اتبع يا محمد ما يوحى إليك من الله ربك أنت ومن معك من المؤمنين فالله لا إله إلا هو ولا تتبع طريق المشركين وأعرض عنهم

 

فلو أراد الله هدايتهم ما أشركوا فى عبادته ولكن الله يعلم أنهم ظالمين

فلم نجعلك عليهم حافظا ومهيمنا ولكن أنت منذر لهم من عذاب الله ولست بوكيل ورقيب على أفعالهم .

ولا تسبوا الأصنام فيدفعهم الغيظ أن يسبوا الله وهم جاهلون

وهكذا نزين لكل أمة أفعالهم ثم يرجعون إلى الله ليحاسبهم على ما اقترفوا من أفعال .

 

الآيات 109 ـ 110

 

(  وَأَقْسَمُواْ بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ لَئِن جَاءَتْهُمْ آيَةٌ لَّيُؤْمِنُنَّ بِهَا قُلْ إِنَّمَا الآيَاتُ عِندَ اللَّهِ وَمَا يُشْعِرُكُمْ أَنَّهَا إِذَا جَاءَتْ لاَ يُؤْمِنُونَ  *وَنُقَلِّبُ أَفْئِدَتَهُمْ وَأَبْصَارَهُمْ كَمَا لَمْ يُؤْمِنُواْ بِهِ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَنَذَرُهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ )

 

وحلفوا الأيمان بأن لو جاءتهم معجزة ليؤمنوا ويصدقوا بها

قل لهم إن المعجزات والآيات هى من عند الله إن شاء أتاكم بها وإن لم يشأ لم يأت بها

وما يدريكم أيها المؤمنون لو جاءتهم الآيات التى طلبوا أنهم يؤمنوا

 

ونحول بين الإيمان وبين قلوبهم فلا يؤمنون ونتركهم فى طغيانهم وكفرهم يترددون .

 

الآيات 111 ـ 113

 

(  وَلَوْ أَنَّنَا نَزَّلْنَا إِلَيْهِمُ الْمَلائِكَةَ وَكَلَّمَهُمُ الْمَوْتَى وَحَشَرْنَا عَلَيْهِمْ كُلَّ شَيْءٍ قُبُلاً مَّا كَانُواْ لِيُؤْمِنُواْ إِلاَّ أَن يَشَاء اللَّهُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ يَجْهَلُونَ * وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا شَيَاطِينَ الإِنسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا وَلَوْ شَاء رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ  *وَلِتَصْغَى إِلَيْهِ أَفْئِدَةُ الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ وَلِيَرْضَوْهُ وَلِيَقْتَرِفُواْ مَا هُم مُّقْتَرِفُونَ )

 

ولو أستجبنا لهؤلاء وما أقسموا به من إيمان لو جاءتهم معجزة ، وجعلنا الملائكة يكلمونهم وجعلنا الموتى تكلمهم وجمعنا عليهم كل شئ يقابلونه ويعاينونه قبائل وقبائل فإنهم لن يؤمنوا ، إلا أن يريد الله هدايتهم ولكنهم جهلاء ضالون .

 

وهكذا يا محمد يكون لكل نبى أعداء من شياطين الإنس وشياطين الجن يخالفونه ويحاربونه ويعدون بعضهم البعض وما يعدون إلا وعد الغرور المزخرف ولو أراد الله منعهم لمنعهم ولكن اتركهم وما يفعلون فالله ناصرك عليهم

دع الذين لا يؤمنون باليوم الآخر هم الذين يستمعون لهم وليكذبوا كيف يريدون من كذب ودعك منهم فالله ناصرك عليهم .

 

الآيات 114 ـ 115

 

(  أَفَغَيْرَ اللَّهِ أَبْتَغِي حَكَمًا وَهُوَ الَّذِي أَنزَلَ إِلَيْكُمُ الْكِتَابَ مُفَصَّلاً وَالَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْلَمُونَ أَنَّهُ مُنَزَّلٌ مِّن رَّبِّكَ بِالْحَقِّ فَلاَ تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ * وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ صِدْقًا وَعَدْلاً لاَّ مُبَدِّلِ لِكَلِمَاتِهِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ )

 

قل للمشركين يا محمد كيف اتخذ حكما بينى وبينكم غير الله الذى أنزل لكم القرآن يوضح كل شئ

واليهود والنصارى يعرفون أنه الحق من الله ربى فقد بشروا به فى كتبهم ، ولا تكن فى شك من ذلك .

وقد تمت كلمة الله صادقة الأخبار وعادلة فى الطلب ، فهو العدل وما أمر به هو العدل ونهى عن ماهو باطل ولا مغير لأوامره وهو السميع لأقوال العباد العليم بأفعالهم وأحوالهم وحركاتهم وسكناتهم .

 

الآيات 116 ـ 117

 

(  وَإِن تُطِعْ أَكْثَرَ مَن فِي الأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ إِن يَتَّبِعُونَ إِلاَّ الظَّنَّ وَإِنْ هُمْ إِلاَّ يَخْرُصُونَ * إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ مَن يَضِلُّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ )

 

وكثير من حال بنوا آدم الضلال ، ولو أطعتهم على ضلالهم فإنهم يضلونك معهم ، لأنهم لا يتبعون إلا ظنونهم وليسوا على حق والله يعلم الذى يضل عن طريقه وأعلم بمن اتخذ طريق الله الحق .

 

الآيات 118 ـ 119

 

(  فَكُلُواْ مِمَّا ذُكِرَ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ إِن كُنتُمْ بِآيَاتِهِ مُؤْمِنِينَ * وَمَا لَكُمْ أَلاَّ تَأْكُلُواْ مِمَّا ذُكِرَ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ وَقَدْ فَصَّلَ لَكُم مَّا حَرَّمَ عَلَيْكُمْ إِلاَّ مَا اضْطُرِرْتُمْ إِلَيْهِ وَإِنَّ كَثِيرًا لَّيُضِلُّونَ بِأَهْوَائِهِم بِغَيْرِ عِلْمٍ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِالْمُعْتَدِينَ )

 

كلوا من الذبائح التى يذكر عليها اسم الله ( وحرام ما لم يذكر عليها اسم الله ) وهذه علا مة إيمانكم بالله وطاعته .

وقد بين الله لكم ما حرم وما حلل من الأطعمة إلا فى حال الضرورة فإنه يباح لكم ما تجدونه

وإن كثيرا من المشركين يذكرون اسماء غير الله ويأكلون الميتة ويحاولون أن يضلوا المؤمنين بأهوائهم وآرائهم وافترائهم .

 

الآيات 120 ـ 121

 

(  وَذَرُواْ ظَاهِرَ الإِثْمِ وَبَاطِنَهُ إِنَّ الَّذِينَ يَكْسِبُونَ الإِثْمَ سَيُجْزَوْنَ بِمَا كَانُواْ يَقْتَرِفُونَ * وَلاَ تَأْكُلُواْ مِمَّا لَمْ يُذْكَرِ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ وَإِنَّهُ لَفِسْقٌ وَإِنَّ الشَّيَاطِينَ لَيُوحُونَ إِلَى أَوْلِيَائِهِمْ لِيُجَادِلُوكُمْ وَإِنْ أَطَعْتُمُوهُمْ إِنَّكُمْ لَمُشْرِكُونَ )

 

وذروا ظاهر الإثم وباطنه : ودعكم من المعصية فى السر والعلانية

فإن الذين يعملون المعاصى سيجزيهم الله بما عملوا

 

ولا تأكلوا الذبائح التى لم يذكر عليها اسم الله وما ذكر عليه غير اسم الله فهو من الفسق والخروج على طاعة الله .

 

ووإن الشياطين توحى للناس بعمل المعاصى وتوحى لبعضهم ليجادلون فى شرع الله

ومن يتبعهم فى معصية الله فهو مشرك .

 

الآيات 122 ـ 124

 

(  أَوَ مَن كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَن مَّثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِّنْهَا كَذَلِكَ زُيِّنَ لِلْكَافِرِينَ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ  *وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا فِي كُلِّ قَرْيَةٍ أَكَابِرَ مُجْرِمِيهَا لِيَمْكُرُواْ فِيهَا وَمَا يَمْكُرُونَ إِلاَّ بِأَنفُسِهِمْ وَمَا يَشْعُرُونَ  *وَإِذَا جَاءَتْهُمْ آيَةٌ قَالُواْ لَن نُّؤْمِنَ حَتَّى نُؤْتَى مِثْلَ مَا أُوتِيَ رُسُلُ اللَّهِ اللَّهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسَالَتَهُ سَيُصِيبُ الَّذِينَ أَجْرَمُواْ صَغَارٌ عِندَ اللَّهِ وَعَذَابٌ شَدِيدٌ بِمَا كَانُواْ يَمْكُرُونَ )

 

مثل المؤمن كمثل الذى كان ميتا فأحيا الله قلبه بالإيمان ، وجعل الله له إيمانه نورا يهدى به الناس ويضيف عليهم منه

وهذا لا يتساوى مع الكافر الذى لا يهتدى فى ظلمات الجهل والظلم ولا يستطع الخروج منها

وقد زين الشيطان للكفار عملهم الفاسد .

 

وكما جعلنا يا محمد فى قريتك أكابر المجرمين ورؤساء ودعاة الكفر كان كذلك الرسل من قبلك فى قراهم يجدون أكابر المجرمين ويبتلون بهم ويدبرون ويحاربون دعوتهم ، وهم لا يعلمون أنهم يمكرون بأنفسهم فذاقوا العذاب الأليم .

 

وكلما جاءتهم بينة وحجة قالوا لن نؤمن حتى تأتى الملائكة من عند الله

قل لهم الله يعلم حيث يضع رسالته ومن يصلح من خلقه ليرسلها معه .

 

سيصب الله غضبه وعذابه الشديد على من تكبر عن اتباع الرسل وسيكون صغيرا ذليلا بين يدى الله بسبب عداوته ومكره وتدابيره .

 

الآية 125

 

(  فَمَن يُرِدِ اللَّهُ أَن يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلإِسْلامِ وَمَن يُرِدْ أَن يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا حَرَجًا كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاء كَذَلِكَ يَجْعَلُ اللَّهُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ (

من يرى الله فيه خيرا فهو ييسر له طريق الهداية وينشطه فيه ويوسع قلبه للإيمان

ومن يشاء أن يضله بعمله فهو يجعل قلبه لا يتسع لكلمة التوحيد فلا تدخل قلبه كمن لا يتسع قلبه لدخول الهواء فى صدره كما لو كان يرتفع فى طبقات الهواء فيضيق صدره

 

وهنا نجد إعجازا للقرآن بالتنبيه لظاهرة علمية وهى :

 

 

نعلم أنه كلما زاد الأرتفاع فوق الجبل يقل الضغط الجوى حيث أن الضغط يقاس بمقدار وزن العمود من الهواء من الغلاف الغازى المحيط بالكرة الأرضيةالواقع على وحدة المساحات ( سمنتيمتر مربع )من سطح الجسم ، وبالأرتفاع فوق الجبل يقل طول العمود من الهواء ويقل وزنه ، فيقل الضغط الخارجى على جسم الإنسان فيزداد ضغط الدم والسوائل داخل جسم الإنسان عن خارجه فيشعر بضيق الصدر وصعوبة التنفس ، وهذا ما يشعر به راكبى الطائرات .

وهذه الآية الشريفة تحدثنا أيضا عن هذه الظاهرة العلمية من قبل العلم بألف وثلثمائة
سنة إذ يقول سبحانه وتعالى : ( ............. صدره ضيقا حرجا كأنما يصعد فى السماء )

 

الآيات 126 ، 127

 

(  وَهَذَا صِرَاطُ رَبِّكَ مُسْتَقِيمًا قَدْ فَصَّلْنَا الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَذَّكَّرُونَ  *لَهُمْ دَارُ السَّلامِ عِندَ رَبِّهِمْ وَهُوَ وَلِيُّهُمْ بِمَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ (

وهذا الدين هو الطريق الحق المستقيم الذى ليس فيه عوج

قد أوضحنا وفسرنا وبينا الآيات لمن كان له وعى وعقل يعقل عن الله ورسوله

 

ومن يتبع الله ورسوله فإن له الجنة يوم القيامة وله سلام من العذاب والله حافظهم وناصرهم جزاء بما كانوا يعملون صالحا فى الدنيا .

الآية 128

 

(وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ جَمِيعًا يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ قَدِ اسْتَكْثَرْتُم مِّنَ الإِنسِ وَقَالَ أَوْلِيَاؤُهُم مِّنَ الإِنسِ رَبَّنَا اسْتَمْتَعَ بَعْضُنَا بِبَعْضٍ وَبَلَغْنَا أَجَلَنَا الَّذِيَ أَجَّلْتَ لَنَا قَالَ النَّارُ مَثْوَاكُمْ خَالِدِينَ فِيهَا إِلاَّ مَا شَاء اللَّهُ إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَلِيمٌ (

وقل لهم يامحمد لتذكرهم :

يوم القيامة يجمع الله الجن ومن كانوا أولياء لهم من الإنس الذين اتبعوهم وعبدوهم واستعاذوا بهم وأوحى بعضهم لبعض فى الدنيا فيقول لهم :

يا معشر الجن لقد أغويتم الإنس وأضللتم كثيرا منهم عن الحق

وقال أولياؤهم من الإنس مجيبين لله تعالى : لقد استمتع الإنس بما استعذنا بالجن فى الأودية

واستمتع الجن بنا مما نالوه منا من تعظيم واستعانه ، ثم بلغنا الموت الذى أجلت لنا

فيقول لهم سبحانه : النار مصيركم جميعا خالدين فيها وماكثين بها


فالأشقياء يظلون فى النار يعيشون ويتنفسون الحار دائمين خالدين إلا من شاء الله أن يخرجهم منها من عصاة الموحدين بعد أن يتلقون عقابهم على قدر عملهم

والله يفعل ما يريد ولا معقب لحكمه .

ويوم تكون السموات غير السموات والأرض غير الأرض .

 

إن الله حكيم فى أقواله وأفعاله عليم بمن يستحق العقاب ومن يستحق العفو والصفح .

 

الآية 129

 

(وَكَذَلِكَ نُوَلِّي بَعْضَ الظَّالِمِينَ بَعْضًا بِمَا كَانُواْ يَكْسِبُونَ )

وهكذا كما جعلنا الخاسرين من الإنس تغويهم الجن ، فنحن نسلط الظالمين بعضهم على بعض ونهلك بعضهم ببعض جزاء على ظلمهم .

 

الآية 130

(  يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالإِنسِ أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِّنكُمْ يَقُصُّونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِي وَيُنذِرُونَكُمْ لِقَاء يَوْمِكُمْ هَذَا قَالُواْ شَهِدْنَا عَلَى أَنفُسِنَا وَغَرَّتْهُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَشَهِدُواْ عَلَى أَنفُسِهِمْ أَنَّهُمْ كَانُواْ كَافِرِينَ )

يقال يوم القيامة لكفار الإنس والجن : ألم يرسل لكم الله الرسل ليقصون عليكم القصص والآيات والعبر وينذرونكم من لقاء الله ليحاسبكم فى هذا اليوم ( يوم القيامة )

فيقولون نعم نشهد بذلك ، ولكن غرتهم الحياة الدنيا بزخرفها ، فيشهدوا على أنفسهم بأنهم كانوا كافرين ويستحقون العقاب والعذاب .

 

الآيات 131 ـ 132

 

)ذَلِكَ أَن لَّمْ يَكُن رَّبُّكَ مُهْلِكَ الْقُرَى بِظُلْمٍ وَأَهْلُهَا غَافِلُونَ  *وَلِكُلٍّ دَرَجَاتٌ مِّمَّا عَمِلُواْ وَمَا رَبُّكَ بِغَافِلٍ عَمَّا يَعْمَلُونَ )

 

وهكذا يكون إرسال الرسل منذرين لأهل القرى ولا يهلكها الله إلا بإصرارهم على الظلم والكفر والغفلة عن طريق الله الحق .

 

ولكل عامل من الطاعة أو المعصية مراتب ومنازل من عمله فيثيب الله الصالحون على قدر أعمالهم ويجازى العاصين بدرجات عصيانهم والله يعلم كل ما يفعلون وليس بغافل عن أعمالهم .

 

الآيات 133 ـ 135

 

(  وَرَبُّكَ الْغَنِيُّ ذُو الرَّحْمَةِ إِن يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ وَيَسْتَخْلِفْ مِن بَعْدِكُم مَّا يَشَاء كَمَا أَنشَأَكُم مِّن ذُرِّيَّةِ قَوْمٍ آخَرِينَ  *إِنَّ مَا تُوعَدُونَ لَآتٍ وَمَا أَنتُم بِمُعْجِزِينَ  *قُلْ يَا قَوْمِ اعْمَلُواْ عَلَى مَكَانَتِكُمْ إِنِّي عَامِلٌ فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ مَن تَكُونُ لَهُ عَاقِبَةُ الدَّارِ إِنَّهُ لاَ يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ )

 

وربك يا محمد غنى عن عباده وهم فقراء إليه ومع ذلك فهو واسع الرحمة بهم ويغفر لهم ، ولو أراد أن يهلككم ويأت بغيركم يطيعوه ويمتثلون لأمره كما فعل من قبل فى القرون الأولى  .

وما أخبرتكم يا محمد من أمر المعاد كائن لا محالة وأنتم لا تعجزون الله عن إعادتكم بعد الموت وأن تصبحوا ترابا وعظاما .

 

قل لهم ياقوم افعلوا ما شئتم وأنا سأفعل ما أمرت به وكلٌ يعمل على طريقته وسوف تعلمون من الذى يكون له النصر كما وعد الله

فإن الظالمون لن يفلحوا فى الدنيا أو الآخرة .

 

الآية 136

 

(  وَجَعَلُواْ لِلَّهِ مِمَّا ذَرَأَ مِنَ الْحَرْثِ وَالأَنْعَامِ نَصِيبًا فَقَالُواْ هَذَا لِلَّهِ بِزَعْمِهِمْ وَهَذَا لِشُرَكَائِنَا فَمَا كَانَ لِشُرَكَائِهِمْ فَلاَ يَصِلُ إِلَى اللَّهِ وَمَا كَانَ لِلَّهِ فَهُوَ يَصِلُ إِلَى شُرَكَائِهِمْ سَاء مَا يَحْكُمُونَ )

 

ويوبخ الله المشركين الذين ابتدعوا كفرا وشركا فيقول :

إنهم جعلوا لله شركاء وجزء مما خلق من الزروع الحرث ومن الأنعام جزءا نصيبا وهو خالق كل شئ ، فقالوا مدعين أن هذا الجزء لله وهذا الجزء للأوثان وما يشركون فى عبادة الله

وكانوا إذا حرثوا حرثا ( زرعوا ويقال حرثوا لأن الزارع هو الله ) جعلوا منه جزءا لله وجزءا للوثن ، فما يسقط من الجزء الذى جعلوه لله يأخذونه للوثن وما زعموه للوثن فيبقى للوثن ولا يجعلوا منه شيئا لله ، وإذا جرى الماء فسقى شيئا مما جعلوه لله فإنهم يأخذونه للوثن

أما فى الأنعام فقد جعلوا السائبة والبحيرة والوصيلة والحام للأوثان كما أوضحنا من قبل فى سورة المائدة 103 ... لبئس ما حكموا وقسموا فلله الخلق جميعا تحت تصرفه ومشيئته وله الملك .

 

الآية 137

 

(  وَكَذَلِكَ زَيَّنَ لِكَثِيرٍ مِّنَ الْمُشْرِكِينَ قَتْلَ أَوْلادِهِمْ شُرَكَاؤُهُمْ لِيُرْدُوهُمْ وَلِيَلْبِسُواْ عَلَيْهِمْ دِينَهُمْ وَلَوْ شَاء اللَّهُ مَا فَعَلُوهُ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ )

 

وأيضا زين الشياطين للمشركين قتل أولادهم مخافة الفقر ووأد البنات مخافة العار وأمرتهم الشياطين بذلك ليهلكوا بناتهم أو يشككونهم فى دينهم

 

يردوهم : يفتنوهم و يغونهم 
يلبسوا : يشككونهم فى دينهم

وكل هذا واقع بمشيئة الله ولو أراد أن يمنعهم لمنعهم ولكن تركهم لتكون أفعالهم حجة عليهم يوم القيامة

فدعهم يا محمد واجتنبهم وماهم فيه حتى يحكم الله بينكم .

 

الآية 138

 

(  وَقَالُواْ هَذِهِ أَنْعَامٌ وَحَرْثٌ حِجْرٌ لاَّ يَطْعَمُهَا إِلاَّ مَن نَّشَاء بِزَعْمِهِمْ وَأَنْعَامٌ حُرِّمَتْ ظُهُورُهَا وَأَنْعَامٌ لاَّ يَذْكُرُونَ اسْمَ اللَّهِ عَلَيْهَا افْتِرَاء عَلَيْهِ سَيَجْزِيهِم بِمَا كَانُواْ يَفْتَرُونَ )

 

وقالوا عن بعض أنواع من الأنعام والزروع هذه حرام حجر واحتجزوها لآلهتهم وقالوا حرام لا يطعمها إلا من نريد

وأنعام حرموا ظهورها مثل البحيرة والسائبة والوصيلة والحام

وأخرى لا يذكرون اسم الله عليها لا عند ولادتها ولا عند ذبحها وذلك كله افتراء على الله كذبا وسيجازيهم الله ما افتروا عليه .

 

الآية 139

 

(  وَقَالُواْ مَا فِي بُطُونِ هَذِهِ الأَنْعَامِ خَالِصَةٌ لِّذُكُورِنَا وَمُحَرَّمٌ عَلَى أَزْوَاجِنَا وَإِن يَكُن مَّيْتَةً فَهُمْ فِيهِ شُرَكَاء سَيَجْزِيهِمْ وَصْفَهُمْ إِنَّهُ حَكِيمٌ عَلِيمٌ )

 

كان الكفار يحرمون اللبن على إناثهم ويشربه الذكور

وكانت الشاة إذا ولدت ذكرا ذبحوه وتأكله الرجال ويحرم على النساء

وإن كانت أنثى فلا تذبح

وإن كانت ميتة فهم شركاء فى تناولها الرجال والنساء

وقد حرم الله كل هذا

وسيجازيهم قولهم الكذب هذا

والله حكيم فى أقواله وأفعاله ، عليم بما ينفعهم وما يضرهم .

 

الآية 140

 

(قَدْ خَسِرَ الَّذِينَ قَتَلُواْ أَوْلادَهُمْ سَفَهًا بِغَيْرِ عِلْمٍ وَحَرَّمُواْ مَا رَزَقَهُمُ اللَّهُ افْتِرَاء عَلَى اللَّهِ قَدْ ضَلُّواْ وَمَا كَانُواْ مُهْتَدِينَ )

 

خسر الذين فعلوا هذه الأشياء فى الدنيا والآخرة

ففى الدنيا خسروا أولادهم بقتلهم وضيقوا على أنفسهم فى الرزق بما ابتدعوا من تحريم أشياء

وفى الآخرة فسيعاقبون فى النار بما ابتدعوا ظلما وافتراء على الله

وقد ضلوا الطريق وما اهتدوا بفعل هذه الأشياء .

 

الآيات 141 ـ 142

 

(  وَهُوَ الَّذِي أَنشَأَ جَنَّاتٍ مَّعْرُوشَاتٍ وَغَيْرَ مَعْرُوشَاتٍ وَالنَّخْلَ وَالزَّرْعَ مُخْتَلِفًا أُكُلُهُ وَالزَّيْتُونَ وَالرُّمَّانَ مُتَشَابِهًا وَغَيْرَ مُتَشَابِهٍ كُلُواْ مِن ثَمَرِهِ إِذَا أَثْمَرَ وَآتُواْ حَقَّهُ يَوْمَ حَصَادِهِ وَلاَ تُسْرِفُواْ إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ  *وَمِنَ الأَنْعَامِ حَمُولَةً وَفَرْشًا كُلُواْ مِمَّا رَزَقَكُمُ اللَّهُ وَلاَ تَتَّبِعُواْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ )

 

الله خالق كل شئ من الزروع والثمار جنات مما عرّش الناس وجنات غير معروشة فى الجبال والبر والأعناب المعرشة والغير معرشة

وخلق النخيل والزروع مختلفة الألوان والأشكال والنواع والطعوم ومنها المتشابه فى الشكل الغير متشابه فى الطعم

كلوا من الثمار العنب والتمر وادفعوا زكاته يوم تحصدونه

ولا تسرفوا فى الأكل حتى لا يضر أبدانكم ، فالله لا يحب المسرفين .

 

وكذلك خلق الله الأنعام منها ما يحمل عليه كالإبل ، ومنها الفرش وهى الصغار من الإبل .

فكلوا منها مع عدم الإسراف

ولا تطيعوا الشيطان ولا تتبعوا طريقه فيحل لكم ما حرم الله أو يحرم ما أحل الله ، ولا تنسوا أن الشيطان لكم عدو واضحة عداوته .

 

الآيات 143 ـ 144

 

(  ثَمَانِيَةَ أَزْوَاجٍ مِّنَ الضَّأْنِ اثْنَيْنِ وَمِنَ الْمَعْزِ اثْنَيْنِ قُلْ آلذَّكَرَيْنِ حَرَّمَ أَمِ الأُنثَيَيْنِ أَمَّا اشْتَمَلَتْ عَلَيْهِ أَرْحَامُ الأُنثَيَيْنِ نَبِّؤُونِي بِعِلْمٍ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ * وَمِنَ الإِبِلِ اثْنَيْنِ وَمِنَ الْبَقَرِ اثْنَيْنِ قُلْ آلذَّكَرَيْنِ حَرَّمَ أَمِ الأُنثَيَيْنِ أَمَّا اشْتَمَلَتْ عَلَيْهِ أَرْحَامُ الأُنثَيَيْنِ أَمْ كُنتُمْ شُهَدَاء إِذْ وَصَّاكُمُ اللَّهُ بِهَذَا فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا لِيُضِلَّ النَّاسَ بِغَيْرِ عِلْمٍ إِنَّ اللَّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ )

والأنعام أصناف من الأغنام منها الضأن بيضاء وسوداء

والمعز ذكور وإناث فلم  يحرم منها على النساء كما فعل المشركين

والإبل منها ذكور وإناث والله لم يحرم منها شئ كما ادعى المشركين

بل كلها خلقها الله للناس أكلا وركوبا وحمولة وتحلب ألبانها

 

ولم يوصى بتحريم شئ كما فعل المشركين

فليس أظلم من من يدعى افتراء على الله وكذبا ليضل الناس

والله لا يهدى من ظلم

ويخص فى الآية عمرو بن لحى بن قمعة الذى كان أول من سيب السوائب ووصل الوصيلة وحمى الحام

 

الآية 145

 

(  قُل لاَّ أَجِدُ فِي مَا أُوحِيَ إِلَيَّ مُحَرَّمًا عَلَى طَاعِمٍ يَطْعَمُهُ إِلاَّ أَن يَكُونَ مَيْتَةً أَوْ دَمًا مَّسْفُوحًا أَوْ لَحْمَ خِنزِيرٍ فَإِنَّهُ رِجْسٌ أَوْ فِسْقًا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلاَ عَادٍ فَإِنَّ رَبَّكَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ )

 

قل لهم يا محمد لا يوجد شئ حرام مما خلق الله على من يريد ان يطعم غير الميتة والدم المسفوح ولحم الخنزير وما لم يذكر عليه اسم الله

إلا من اضطر لعدم وجود غير هذه الأشياء واضطر لأن يطعم منها ، فالله يغفر ويرحم عبده .

 

الآية 146

 

(  وَعَلَى الَّذِينَ هَادُواْ حَرَّمْنَا كُلَّ ذِي ظُفُرٍ وَمِنَ الْبَقَرِ وَالْغَنَمِ حَرَّمْنَا عَلَيْهِمْ شُحُومَهُمَا إِلاَّ مَا حَمَلَتْ ظُهُورُهُمَا أَوِ الْحَوَايَا أَوْ مَا اخْتَلَطَ بِعَظْمٍ ذَلِكَ جَزَيْنَاهُم بِبَغْيِهِمْ وَإِنَّا لَصَادِقُونَ )

 

وحرمنا على اليهود كل ذى ظفر وهو البهائم والطير ما لم يكن مشقوق الأصابع كالإبل والنعام والأوز والبط

وشحوم الكليتين من البقر والغنم ، وكل شحم ليس فى عظم ، إلا ما علق بالظهر من الشحوم وما تحوى البطن والأمعاء .

وكانت اليهود تقول : ما حرم إسرائيل فنحن نحرمه

 

وهذا كان تضييق عليهم ومجازاة لهم على بغيهم ومخالفة الله ، ولم يظلمهم الله ولكن هم الذين ظلموا أنفسهم .

وإنا لصادقون : إنا لعادلون فيما جزيناهم به .

 

الآية 147

 

(  فَإِن كَذَّبُوكَ فَقُل رَّبُّكُمْ ذُو رَحْمَةٍ وَاسِعَةٍ وَلاَ يُرَدُّ بَأْسُهُ عَنِ الْقَوْمِ الْمُجْرِمِينَ )

 

وإن كذبك يا محمد وخالفك المشركين واليهود وغيرهم فقل لهم إن رحمة الله واسعة لمن يرغب فى اتباع الله ورسوله ويرجع عن ما فعل من آثام ولا يهرب من عذابه وغضبه من استمر فى التكذيب بالقرآن وخالف رسوله .

 

الآيات 148 ـ 150

 

(  سَيَقُولُ الَّذِينَ أَشْرَكُواْ لَوْ شَاء اللَّهُ مَا أَشْرَكْنَا وَلاَ آبَاؤُنَا وَلاَ حَرَّمْنَا مِن شَيْءٍ كَذَلِكَ كَذَّبَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِم حَتَّى ذَاقُواْ بَأْسَنَا قُلْ هَلْ عِندَكُم مِّنْ عِلْمٍ فَتُخْرِجُوهُ لَنَا إِن تَتَّبِعُونَ إِلاَّ الظَّنَّ وَإِنْ أَنتُمْ إِلاَّ تَخْرُصُونَ  *قُلْ فَلِلَّهِ الْحُجَّةُ الْبَالِغَةُ فَلَوْ شَاء لَهَدَاكُمْ أَجْمَعِينَ  *قُلْ هَلُمَّ شُهَدَاءَكُمُ الَّذِينَ يَشْهَدُونَ أَنَّ اللَّهَ حَرَّمَ هَذَا فَإِن شَهِدُواْ فَلاَ تَشْهَدْ مَعَهُمْ وَلاَ تَتَّبِعْ أَهْوَاء الَّذِينَ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا وَالَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ وَهُم بِرَبِّهِمْ يَعْدِلُونَ )

يقول المشركون : لو أراد الله لنا أن لا نشرك لألهمنا الإيمان وما أشركنا ولا حرمنا شئ وبما أنه لم يغير ذلك فى نفوسنا فهو يرضى عن ذلك ... وهذا من جهلهم وشدة عنادهم

وهكذا قال الذين سبقوهم من الأمم ، كذبوا فأخذهم الله بذنوبهم وأهلكهم

 

اسألهم هل عندهم من علم بما يقولون فتطلعونا عليه ؟

أم إنكم تتبعون ظنكم وابتداعكم

وإن أنتم إلا تخرصون : إنكم تكذبون على الله

 

قل لهم يا محمد أن الحكمة التامة فى الهداية لله وحده ، يهدى من هدى ويضل من يضل ولو أراد الله لكم الهداية لهداكم جميعا

 

قل لهم احضروا شهداءكم ليشهدوا أن الله حرم هذا فيما افتريتم على الله فيه

فهم لن يشهدوا بذلك ولو شهدوا ظلما وزورا فلا تشهد معهم ولا تتبع ضلالهم وأهواءهم

فهم لا يؤمنون بالآخرة ويشركون بالله ويجعلون له عديلا .

 

الآية 151

 

(  قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ أَلاَّ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَلاَ تَقْتُلُواْ أَوْلادَكُم مِّنْ إِمْلاقٍ نَّحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ وَلاَ تَقْرَبُواْ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَلاَ تَقْتُلُواْ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلاَّ بِالْحَقِّ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ )

 

قل لهم يا محمد تعالوا أعلمكم ماذا حرم الله عليكم حتى لا تكون لكم حجة بعد ذلك :

 

أن لا تشركوا فى عبادة الله أحد وتشهدون أن لا إله إلا الله

وتحسنوا معاملة الوالدين

ولا تقتلوا أولادكم خشية الفقر ، فالله الذى يرزقكم ويرزقهم .

ولا تقربوا الفواحش ما ظهر منها وما خفى سرا أو علانية من قول أو فعل

ولا تقتلوا النفس إلا بحقها كالقصاص وما شرع الله

وهذا يوصيكم الله به لعلكم تعقلون ما ينفعكم وما يضركم .

 

الآية 152

 

(  وَلاَ تَقْرَبُواْ مَالَ الْيَتِيمِ إِلاَّ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ حَتَّى يَبْلُغَ أَشُدَّهُ وَأَوْفُواْ الْكَيْلَ وَالْمِيزَانَ بِالْقِسْطِ لاَ نُكَلِّفُ نَفْسًا إِلاَّ وُسْعَهَا وَإِذَا قُلْتُمْ فَاعْدِلُواْ وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى وَبِعَهْدِ اللَّهِ أَوْفُواْ ذَلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ )

 

وحرم الله عليكم أن تأخذوا شيئا من مال اليتيم إلا بالحسنى مما يصرف عليه بدون تبذير ولا إسراف ، حتى يبلغ السن التى يعتمد فيها على نفسه فتدفعوا لهم أموالهم

 

ووصاكم بأن تعدلوا وتوفوا الكيل والميزان فلا تخسروا ولا تطلبوا ما ليس لكم

 

وهذا كله فى وسعكم عمله والإلتزام به ، فالله لا يكلف نفسا إلا ما تقدر على تأديته ، فإن أخطأ البعض بعد بذل جهده فلا حرج عليه والله غفور رحيم .

 

وإذا شهدتم فاشهدوا بالحق ولو كان على أقرباءكم .

وأوفوا بما عاهدتم به أمام الله .

وهذا يوصيكم الله باتباعه ولعلكم تتعظون وتنتهون عما غير ذلك

 

الآية 153

 

(  وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلاَ تَتَّبِعُواْ السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ )

 

وهذا هو طريق الله الحق فلا تتفرقوا أيها المؤمنين وكونوا دائما فى جماعة فقد هلك من قبلكم حين تفرقوا ودخلت بينهم الخصومات

هذه وصية من الله لكم لكى تتقوا الفتنة والفرقة .

وهذا الدين هو الطريق الحق المستقيم الذى ليس فيه عوج

 

 

الآيات 154 ـ 155

 

(  ثُمَّ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ تَمَامًا عَلَى الَّذِيَ أَحْسَنَ وَتَفْصِيلاً لِّكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً لَّعَلَّهُم بِلِقَاء رَبِّهِمْ يُؤْمِنُونَ  *وَهَذَا كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ فَاتَّبِعُوهُ وَاتَّقُواْ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ )

 

وكما أرسلنا القرآن تفصيلا لكل شئ

فقد أرسلنا من قبل التوراة على موسى بها تفصيل وإيضاحا لكل شئ وهداية ورحمة للناس لعلهم يؤمنون بالله وما يريد من إصلاح أمورهم ، ويؤمنون بالآخرة .

وهذا القرآن كتاب الله إليكم مبارك فاتبعوا ما فيه لأنه رحمة لكم .

 

الآيات 156 ـ 157

 

(  أَن  تَقُولُواْ إِنَّمَا أُنزِلَ الْكِتَابُ عَلَى طَائِفَتَيْنِ مِن قَبْلِنَا وَإِن كُنَّا عَن دِرَاسَتِهِمْ لَغَافِلِينَ    *أَوْ تَقُولُواْ لَوْ أَنَّا أُنزِلَ عَلَيْنَا الْكِتَابُ لَكُنَّا أَهْدَى مِنْهُمْ  فَقَدْ جَاءَكُم بَيِّنَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن كَذَّبَ بِآيَاتِ اللَّهِ  وَصَدَفَ عَنْهَا سَنَجْزِي الَّذِينَ يَصْدِفُونَ عَنْ آيَاتِنَا سُوءَ الْعَذَابِ بِمَا كَانُواْ يَصْدِفُونَ )

 

وهذا الكتاب أنزلناه حتى لا تقولوا أن ما أنزل من قبل كان على طائفتى اليهود والنصارى وما كنا نفهم لغتهم

أو يقول أحد لوكانت التوراة نزلت إلينا لكنا أصلح منهم وأهدى

وليس لكم حجة فقد جاءتكم البينات من ربكم والأمر رحمة لكم وهدى من الله

وليس أظلم ممن يكذب الله أو ينصرف عن آياته ، يكون له العذاب السيئ بما انصرف عنها .

 

الآية 158

 

(هَلْ يَنظُرُونَ إِلاَّ أَن تَأْتِيَهُمُ الْمَلائِكَةُ أَوْ يَأْتِيَ رَبُّكَ أَوْ يَأْتِيَ بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ لاَ يَنفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِن قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْرًا قُلِ انتَظِرُواْ إِنَّا مُنتَظِرُونَ )

 

ماذا ينتظر الكافرون ولا يؤمنون

هل ينتظرون حتى يأتى الملائكة أو يأتى الله أو تأت بعض آيات الله ليدمرهم

فيوم تأت آيات الله فستكون القيامة والهلاك ولا تنفع نفس إلا أن تكون آمنت من قبل أو فعلت الخيرات

قل لهم انتظروا كما تريدون ، ونحن منتظرون مثلكم حتى يأت أمر الله .

 

الآية 159

 

( إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُواْ دِينَهُمْ وَكَانُواْ شِيَعًا لَّسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ إِنَّمَا أَمْرُهُمْ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ يُنَبِّئُهُم بِمَا كَانُواْ يَفْعَلُونَ)

إن اليهود والنصارى وأصحاب البدع الذين فرقوا فى دينهم وأصبحوا فرقا وشيعا بأهوائهم فإنك يا محمد برئ منهم والله برئ منهم ، وأمرهم يعود إلى الله ليحاسبهم على تفرقهم وضلالاتهم .

 

الآية 160

 

(مَن جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا وَمَن جَاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَلاَ يُجْزَى إِلاَّ مِثْلَهَا وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ )

 

ومن كرم الله ورحمته أن من عمل حسنة فيكافئه الله بعشر من أمثالها

ومن عمل سيئة فلا يجازى إلا عليها وبمثلها ولا يظلم الله أحدا

 

الآيات 161 ـ 163

 

(  قُلْ إِنَّنِي هَدَانِي رَبِّي إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ دِينًا قِيَمًا مِّلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ  *قُلْ إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ  *لاَ شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَاْ أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ )

 

قل لهم يا محمد أن الله أنعم عليك بأن تكون على صراط الله المستقيم دينا قائما ثابتا وهو طريق إبراهيم عليه السلام منحرفا عن الضلالة والشرك

قل لهم إن صلاتك وجميع مناسكك من ذبح وعبادات وحج هى جميعا لله وحده لا شريك له فيها وأن المحيا والممات هو بأمر الله وحده

وأن الله أمرك بذلك يا محمد وأنت أول من أسلم فى عهدك .

 

الآية 164

(  قُلْ أَغَيْرَ اللَّهِ أَبْغِي رَبًّا وَهُوَ رَبُّ كُلِّ شَيْءٍ وَلاَ تَكْسِبُ كُلُّ نَفْسٍ إِلاَّ عَلَيْهَا وَلاَ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى ثُمَّ إِلَى رَبِّكُم مَّرْجِعُكُمْ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ )

قل يا محمد للمشركين لا أطلب ربا غير الله فهو يربينى ويحفظنى وهو رب كل شئ

ويوم القيامة يحكم بين العباد بالعدل ولا يحمل أحد خطأ غيره

وترجعون جميعا إليه فيحاسب كلٌ على عمله ويحكم بيننا فيما تختلفون معنا فيه .

 

الآية 165

 

(  وَهُوَ الَّذِي جَعَلَكُمْ خَلائِفَ الأَرْضِ وَرَفَعَ بَعْضَكُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِّيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُمْ إِنَّ رَبَّكَ سَرِيعُ الْعِقَابِ وَإِنَّهُ لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ )

 

والله هو الذى جعلكم تعمرون الأرض جيلا بعد جيل تخلفون بعضكم بعضا

وفاوت بينكم فى الأرزاق والأخلاق والمحاسن والمناظر والأشكال والألوان ... وله فى ذلك حكمة وليختبركم فى ما رزقكم ولينظر ماذا تفعلون

والله سريع الحساب يعاقب من يستحق العقاب ويجازى بالحسنى من يستحق الثواب .

وهو غفور رحيم لمن تاب وعمل صالحا .

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

تمت بحمد الله تعالى