بسم الله
الرحمن الرحيــــم
الآيات 1 ـ 2
( أَتَى أَمْرُ اللَّهِ فَلاَ
تَسْتَعْجِلُوهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ *يُنَزِّلُ الْمَلائِكَةَ
بِالْرُّوحِ مِنْ أَمْرِهِ عَلَى مَن يَشَاء مِنْ عِبَادِهِ أَنْ أَنذِرُواْ
أَنَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ أَنَاْ فَاتَّقُونِ )
يخبر الله عن اقتراب يوم القيامة
وصيغة الماضى تؤكد أنها واقعة لا محالة
فلا تستعجلوا القيامة وتستعجلوا العذاب فهو آتيكم
فتنزه الله وعظم عن ما تشركون به فى عبادته
الله ينزل الملائكة وينزل الوحى على من يختص ويختار من عباده الأنبياء لينذروا
قومهم بأنه لا إله إلا الله فاخشوه واتقوا عذابه
الآيات 3 ، 4
(خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ
بِالْحَقِّ تَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ *
خَلَقَ الإِنسَانَ
مِن نُّطْفَةٍ فَإِذَا هُوَ خَصِيمٌ مُّبِينٌ )
خلق الله السموات والأرض وما تحوى كلا منهما من مخلوقات بالحق وليس عبثا
فتنزه الله وتعالى عما يشركون معه فى عبادته فهو وحده يستحق حسن العبادة .
لقد خلق الله آدم من تراب ثم خلق ذريته من نطفة من ماء مهين ومع ذلك أصبح
يتطاول على خالقه ويكون له خصم واضح الخصومة يكذب به ويكذبه ويحارب رسله .
الآيات 5 ـ 7
( وَالأَنْعَامَ خَلَقَهَا لَكُمْ
فِيهَا دِفْءٌ وَمَنَافِعُ وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ *وَلَكُمْ فِيهَا جَمَالٌ حِينَ
تُرِيحُونَ وَحِينَ تَسْرَحُونَ *وَتَحْمِلُ أَثْقَالَكُمْ إِلَى
بَلَدٍ لَّمْ تَكُونُواْ بَالِغِيهِ إِلاَّ بِشِقِّ الأَنفُسِ إِنَّ رَبَّكُمْ
لَرَؤُوفٌ رَّحِيمٌ )
والله يمن على الإنسان بأن خلق له الأنعام يصنع منها الملابس لتدفئه وله منها منافع كطعام
وشراب ومنافع أخرى بأوبارها وأشعارها وأصوافها وألبانها وزينة
ولها جمال حين عودتها من المرعى وحين تبعث إلى المرعى
(تريحون = تروحون وتذهبون ...............تسرحون = تجولون بها للمرعى )
وتحملون عليها أمتعتكم أثناء أسفاركم وتركبوها لتذهبوا بها إلى بلاد بعيدة
ما لكم أن تستطيعوا الذهاب إليها إلا بالمشقة والتعب للتجارة والغزو والحج
فالله بذلك رؤف بكم رحيم .
الآية 8
( وَالْخَيْلَ وَالْبِغَالَ وَالْحَمِيرَ لِتَرْكَبُوهَا وَزِينَةً
وَيَخْلُقُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ )
ويمن الله على الإنسان بخلق آخر وهى الخيل والبغال والحمير التى يركبوها
والتزين بها ، وما غير ذلك مما لا يعلم الإنسان .
الآية 9
( وَعَلَى اللَّهِ قَصْدُ السَّبِيلِ
وَمِنْهَا جَائِرٌ وَلَوْ شَاء لَهَدَاكُمْ أَجْمَعِينَ )
وعلى الله قصد السبيل : وإذا كانت الخيل والبغال
والحمير تركبوها لتصل بكم إلى الطرق التى ترغبونها ، فإن أفضل طريق هو ما يوصل إلى
طريق الله وطريق الحق
ومنها جائر : ومن الطرق ما هو جائر بعيد عن الحق مائل عنه
وهى طرق الأهواء والآراء المختلفة
ولو أراد الله هدايتكم لهداكم جميعا ولكنه أوضح الطريق لمن له عقل يتدبر .
الآيات 10 ـ 11
( هُوَ الَّذِي أَنزَلَ مِنَ السَّمَاء مَاء لَّكُم مِّنْهُ
شَرَابٌ وَمِنْهُ شَجَرٌ فِيهِ تُسِيمُونَ *يُنبِتُ لَكُم بِهِ الزَّرْعَ
وَالزَّيْتُونَ وَالنَّخِيلَ وَالأَعْنَابَ وَمِن كُلِّ الثَّمَرَاتِ إِنَّ فِي
ذَلِكَ لآيَةً لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ )
أنعم الله عليكم بالأنعام ثم أنزل للناس وللأنعام الماء من السماء لتشربوا
وتشرب أنعامكم وتنبت الزروع والأشجار الذى ترعون فيها أنعامكم ( تسيمون )
وينبت بالماء الواحد ومن نفس الأرض زروع مختلفة وزيتون ونخيل وأعناب مختلفة
الطعوم والألوان والأشكال والروائح
وهذا كله حجج ودلائل على وحدانية الله تعالى لمن كان له عقل يتفكر ويتدبر .
الآيات 12 ، 13
( وَسَخَّرَ لَكُمُ اللَّيْلَ
وَالنَّهَارَ وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومُ مُسَخَّرَاتٌ بِأَمْرِهِ إِنَّ
فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ *
وَمَا ذَرَأَ لَكُمْ
فِي الأَرْضِ مُخْتَلِفًا أَلْوَانُهُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لِّقَوْمٍ
يَذَّكَّرُونَ )
والله هو الذى سخر الليل والنهار يتعاقبان والشمس والقمر يدوران فى فلك
ثابت لإضاءة الأرض وإمدادها بالطاقة والدفء والغذاء وإنبات الزرع والليل لتسكنوا
فيه والنهار لتسعوا لطلب الرزق وهذا لمن كان له عقل يتفكر به
وهو الله الذى خلق كل ما فى الأرض من معادن وحيوانات ونباتات وجمادات
بأشكال مختلفة وألوان مختلفة لتذكروا نعم الله وتشكروه عليها .
الآيات 14 ـ 18
( وَهُوَ الَّذِي سَخَّرَ الْبَحْرَ لِتَأْكُلُواْ مِنْهُ لَحْمًا
طَرِيًّا وَتَسْتَخْرِجُواْ مِنْهُ حِلْيَةً تَلْبَسُونَهَا وَتَرَى الْفُلْكَ
مَوَاخِرَ فِيهِ وَلِتَبْتَغُواْ مِن فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ *وَأَلْقَى فِي الأَرْضِ رَوَاسِيَ أَن تَمِيدَ بِكُمْ وَأَنْهَارًا
وَسُبُلاً لَّعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ *
وَعَلامَاتٍ
وَبِالنَّجْمِ هُمْ يَهْتَدُونَ *أَفَمَن يَخْلُقُ كَمَن لاَّ يَخْلُقُ أَفَلا تَذَكَّرُونَ * وَإِن تَعُدُّواْ نِعْمَةَ اللَّهِ لاَ تُحْصُوهَا إِنَّ اللَّهَ
لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ )
الله خلق البحر وخلق به أنواع مختلفة من الأسماك والحيوانات ليأكل الناس ،
ويستخرجوا اللؤلؤ والمرجان ليصنعوا منها أدوات الزينة ، وسخره لتسيير السفن للتنقل
بين أرجاء الأرض وتطلبوا رزق الله وتشكروه على ما رزقكم .
وخلق الجبال الراسيات أوتادا لتثبت الأرض عند دورانها وخلق بها الأنهار
بالماء العذب للشرب والإغتسال والرى والتبقل على الأرض من بلد لآخر
وجعل النجوم والكواكب لتهتدوا فى الليل للطرق على الأرض ودلائل يستدل بها
المسافرون على الأرض
فتفكروا أيها المشركون مع الله آلهة أخرى ، هل من يخلق مثل من لايستطيع أن
يخلق
فلو حاولتم أن تعدوا نعم الله فلن تقدروا على إحصاءها
وهو سبحانه يتجاوز عن سيئاتكم ويغفر لكم لأنه رحيم بكم .
الآيات 19 ـ 21
( وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تُسِرُّونَ وَمَا
تُعْلِنُونَ * وَالَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ لاَ يَخْلُقُونَ
شَيْئًا وَهُمْ يُخْلَقُونَ * أَمْوَاتٌ غَيْرُ
أَحْيَاء وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ )
الله يرى ويسمع وعلى علم بأحوالكم فى السر والعلانية ويجازى كلٌ بعمله .
وهذه الأصنام التى عبدوها من دون الله لا تستطيع خلق شئ مما خلقه الله ولكن
أكثر من ذلك هم أنفسهم خلقهم الله
هى جمادات لا حياة فيهم مثل
الأموات وليست بأحياء ولا تعلم ولا يشعرون
ولا تسمع ولا ترى ولا تدرى متى الساعة .
الآيات 22 ـ 23....... النحل
( إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ
فَالَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ قُلُوبُهُم مُّنكِرَةٌ وَهُم
مُّسْتَكْبِرُونَ * لاَ جَرَمَ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا يُسِرُّونَ وَمَا
يُعْلِنُونَ إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُسْتَكْبِرِينَ
)
فإلهكم هو إله واحد لا إله إلا هو الصمد الذى تلجأ إليه الخلائق
أما الكافرون فينكرون ذلك وقلوبهم تتكبر على أن يكون لها خالق واحد تعبده .
وحقا الله يرى ويسمع وعلى علم بأحوالكم فى السر والعلانية ويجازى كلٌ بعمله
لأنه لا يحب الذين يتكبرون
الآيات 24 ـ 25
( وَإِذَا قِيلَ لَهُم مَّاذَا
أَنزَلَ رَبُّكُمْ قَالُواْ أَسَاطِيرُ الأَوَّلِينَ * لِيَحْمِلُواْ أَوْزَارَهُمْ
كَامِلَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَمِنْ أَوْزَارِ الَّذِينَ يُضِلُّونَهُم بِغَيْرِ
عِلْمٍ أَلاَ سَاء مَا يَزِرُونَ )
هؤلاء المكذبين إذا قيل لهم ماذا أنزل ربكم يقولون لا شئ إنما هى قصص من
كتب الأولين .
فقدر لهم الله هذا القول ليحملوا ذنوبهم وذنوب من يتبعونهم الذين يضلونهم معهم
بقولهم وإغوائهم لهم
بئس الغواية وبئس دعوة الضلال .
الآيات 26 ـ 27
( قَدْ مَكَرَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ فَأَتَى
اللَّهُ بُنْيَانَهُم مِّنَ الْقَوَاعِدِ فَخَرَّ عَلَيْهِمُ السَّقْفُ مِن
فَوْقِهِمْ وَأَتَاهُمُ الْعَذَابُ مِنْ حَيْثُ لاَ يَشْعُرُونَ * ثُمَّ يَوْمَ
الْقِيَامَةِ يُخْزِيهِمْ وَيَقُولُ أَيْنَ شُرَكَائِيَ الَّذِينَ كُنتُمْ
تُشَاقُّونَ فِيهِمْ قَالَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْعِلْمَ إِنَّ الْخِزْيَ
الْيَوْمَ وَالْسُّوءَ عَلَى الْكَافِرِينَ )
كان من قبل كفار قريش آخرين أشركوا وكان لهم بنيان وسطوة وملك وأضلوا الناس
بالحيل والقوة ولكن دمر الله بنيانهم وملكهم وسقط سقفهم ودمرهم من القواعد وجاءهم
الله بعذاب من حيث لا يشعرون
ويوم القيامة يسخر منهم ويؤنبهم ويقول أين ما أشركتم بالله الذين كنتم
تعادون الله ورسله من أجلهم لينجوكم من عذاب الله
ويقول المؤمنون العلماء بدين الله الحق فى الدنيا والآخرة ، اليوم الخزى
والعذاب والفضيحة لمن كفر بالله وأشرك معه آلهة أخرى .
الآيات 28 ـ 29
( الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ
ظَالِمِي أَنفُسِهِمْ فَأَلْقَوُاْ السَّلَمَ مَا كُنَّا نَعْمَلُ مِن سُوءٍ بَلَى
إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ * فَادْخُلُواْ أَبْوَابَ
جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا فَلَبِئْسَ مَثْوَى الْمُتَكَبِّرِينَ
)
هؤلاء المشركين الذين ظلموا أنفسهم عندما يأتيهم الموت وتجئ الملائكة
لتتوفاهم تقبض أرواحهم الخبيثة فإنهم يلقون السلام على الملائكة يتظاهرون بالسمع
والطاعة من خوفهم ويقولون نحن ما عملنا من سوء
لا فإن الله يعلم ما كانوا يعملون
ويقال لهم ادخلوا جهنم خالدين فيها وهذا مصيركم السيئ لما تكبرتم واستكبرتم
عن الطاعة .
الآيات 30 ـ 32
( وَقِيلَ لِلَّذِينَ اتَّقَوْا مَاذَا أَنزَلَ رَبُّكُمْ
قَالُواْ خَيْرًا لِّلَّذِينَ أَحْسَنُواْ فِي هَذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةٌ
وَلَدَارُ الآخِرَةِ خَيْرٌ وَلَنِعْمَ دَارُ الْمُتَّقِينَ * جَنَّاتُ عَدْنٍ
يَدْخُلُونَهَا تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ لَهُمْ فِيهَا مَا يَشَاؤُونَ
كَذَلِكَ يَجْزِي اللَّهُ الْمُتَّقِينَ * الَّذِينَ
تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ طَيِّبِينَ يَقُولُونَ سَلامٌ عَلَيْكُمُ ادْخُلُواْ
الْجَنَّةَ بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ )
أما المؤمنين الذين اتقوا الله وعملوا عملا صالحا فيقال لهم ماذا قال ربكم
فيقولون قال الحق ورحمة وبركة
فهؤلاء الذين أحسنوا عملهم فى الدنيا لهم الحسنى فى الآخرة
والآخرة بالنسبة لهم خير وأبقى من الدنيا الزائلة حيث يدخلون الجنة خالدين
فى النعيم ، فيها من كل الخيرات والأنهار ولهم كل ما تشتهى أنفسهم ، وهذا جزاء
الذين أحسنوا .
وعندما تات الملائكة لتقبض أرواحهم تلقى عليهم سلاما وتدعوا لهم بالرحمة
والمغفرة ويدعونهم إلى جنات النعيم بما فعلوا من خير فى الدنيا وبما صدقوا وأطاعوا
الله ورسله .
الآيات 33 ـ 34
(
هَلْ يَنظُرُونَ
إِلاَّ أَن تَأْتِيَهُمُ الْمَلائِكَةُ أَوْ يَأْتِيَ أَمْرُ رَبِّكَ كَذَلِكَ
فَعَلَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَمَا ظَلَمَهُمُ اللَّهُ وَلَكِن كَانُواْ
أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ * فَأَصَابَهُمْ سَيِّئَاتُ مَا عَمِلُواْ وَحَاقَ بِهِم مَّا
كَانُواْ بِهِ يَسْتَهْزِؤُونَ )
يتمادى الكافرون فى غيهم ، ولهذا يقول لهم سبحانه وتعالى : إلى متى تتمادون
وتستمرون على ظلمكم ... هل تنتظرون حتى يأت الملائكة لتقبض أرواحكم ، أو يأت أمر
الله بهلاككم .
أيضا فعل ذلك الذين سبقوكم فى الظلم من الأمم السابقة حتى أتاهم أمر الله
بالهلاك فدمرهم ، ولم يظلمهم الله ولكن هم الذين ظلموا أنفسهم
وكان عاقبتهم أن أحاط بهم العذاب بسبب سخريتهم من الرسل .
الآيات 35 ـ 37
(
وَقَالَ الَّذِينَ
أَشْرَكُواْ لَوْ شَاء اللَّهُ مَا عَبَدْنَا مِن دُونِهِ مِن شَيْءٍ نَّحْنُ وَلا
آبَاؤُنَا وَلاَ حَرَّمْنَا مِن دُونِهِ مِن شَيْءٍ كَذَلِكَ فَعَلَ الَّذِينَ مِن
قَبْلِهِمْ فَهَلْ عَلَى الرُّسُلِ إِلاَّ الْبَلاغُ الْمُبِينُ * وَلَقَدْ
بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولاً أَنِ اعْبُدُواْ اللَّهَ وَاجْتَنِبُواْ
الطَّاغُوتَ فَمِنْهُم مَّنْ هَدَى اللَّهُ وَمِنْهُم مَّنْ حَقَّتْ عَلَيْهِ
الضَّلالَةُ فَسِيرُواْ فِي الأَرْضِ فَانظُرُواْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ
الْمُكَذِّبِينَ * إِن تَحْرِصْ عَلَى هُدَاهُمْ
فَإِنَّ اللَّهَ لاَ يَهْدِي مَن يُضِلُّ وَمَا لَهُم مِّن نَّاصِرِينَ
)
يقول المشركين من قريش : لو أراد الله أن لا نشرك فى عبادته أحد لمنعنا من
ذلك ولمنع آباءنا من عبادة غيره ، ولمنعنا من تحريم ما حرمنا من الإبل والغنم
هكذا قال الذين سبقوهم من المشركين فى الأمم الهالكة ، لا بل نهاكم وأنكر
عليكم ذلك على لسان الرسل فلم تنتهوا
فليس على الرسل إلا أن يبلغوا رسالات الله وليس عليهم هداية من أضل الله .
لقد أرسل الله الرسل وبعث فى كل أمة رسولا يدعو إلى عبادة الله وحده وينهى
عن عبادة غيره معه ولكن كذبوا وأصروا فكان عاقبتهم أن دمرهم الله بسبب ضلالتهم
ومنهم من هدى الله وأطاع فنجاهم الله
فانظروا كيف عاقب الله المكذبين
يا محمد ، إذا كنت حريصا على هدايتهم فإن الله لا يهدى إلا من يستحق
الهداية ويضل من لا يستحق إلا الضلال وليس لهم من ناصر من دون الله ومنجى من عذابه
.
الآيات 38 ـ 40
( وَأَقْسَمُواْ بِاللَّهِ جَهْدَ
أَيْمَانِهِمْ لاَ يَبْعَثُ اللَّهُ مَن يَمُوتُ بَلَى وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا
وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ * لِيُبَيِّنَ لَهُمُ الَّذِي
يَخْتَلِفُونَ فِيهِ وَلِيَعْلَمَ الَّذِينَ كَفَرُواْ أَنَّهُمْ كَانُواْ
كَاذِبِينَ * إِنَّمَا قَوْلُنَا لِشَيْءٍ إِذَا
أَرَدْنَاهُ أَن نَّقُولَ لَهُ كُن فَيَكُونُ )
واجتهد المشركون فى الحلف بأن الله لا يبعث الخلق بعد الموت وكذبوا الرسل
فيقول لهم الله : لا هذا وعد الله للناس أن يعيدهم بعد الموت ليحاسبهم يوم
القيامة ولكن كثير من الناس يجهلون ذلك فيكفرون .
ولكن يوم القيامة سيوضح لهم كذبهم وجهلهم عندما يعيد الله الموتى إلى
الحياة مرة أخرى ويفصل بين المؤمنين والكفار فيما اختلفوا فيه
وسيعلم الكفار أنهم كانوا فى قسمهم كاذبين
وأن الله لا يعجزه شئ فى الأرض ولا فى السماء وأنه قادر على أن يقول للشئ
كن فيكون .
الآيات 41 ـ 42
( وَالَّذِينَ هَاجَرُواْ فِي
اللَّهِ مِن بَعْدِ مَا ظُلِمُواْ لَنُبَوِّئَنَّهُمْ فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً
وَلَأَجْرُ الآخِرَةِ أَكْبَرُ لَوْ كَانُواْ يَعْلَمُونَ * الَّذِينَ
صَبَرُواْ وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ )
وهؤلاء الذين هاجروا فى سبيل الله من مكة إلى المدينة إبتغاء مرضاة الله
فسوف يعوضهم الله خيرا فى الدنيا فيمكن لهم من بلادهم مرة أخرى وصاروا أمراء
وحكاما وأئمة للمسلمين وجزاء الله أكبر وأعظم فى الآخرة لو كانوا يعلمون ما ادخر
لهم فيها
هؤلاء صبروا على الأذى وتوكلوا على الله
، فلهم حسن العاقبة فى الدنيا والآخرة
\.
الآيات 43 ـ 44
( وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ إِلاَّ رِجَالاً نُّوحِي
إِلَيْهِمْ فَاسْأَلُواْ أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ * بِالْبَيِّنَاتِ
وَالزُّبُرِ وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ
إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ )
وما أرسلنا من قبلك يا محمد من رسل فهم رجال بشر يوحى إليهم
فاسألوا أيها المؤمنون أصحاب الكتب السابقة إن كنتم لا تعلمون من أمر الرسل
فقد جاؤا بالحجج والكتب السماوية ( بالبينات
والزبر )
وأنزلنا يا محمد إليك القرآن لتوضح للناس معانى ما فيه وليتفكروا ويطيعوا
الله ويتبعونك .
الآيات 45 ـ 47
(
أَفَأَمِنَ الَّذِينَ
مَكَرُواْ السَّيِّئَاتِ أَن يَخْسِفَ اللَّهُ بِهِمُ الأَرْضَ أَوْ يَأْتِيَهُمُ
الْعَذَابُ مِنْ حَيْثُ لاَ يَشْعُرُونَ * أوْ يَأْخُذَهُمْ فِي
تَقَلُّبِهِمْ فَمَا هُم بِمُعْجِزِينَ * أَوْ
يَأْخُذَهُمْ عَلَى تَخَوُّفٍ فَإِنَّ رَبَّكُمْ لَرَؤُوفٌ رَّحِيمٌ
)
يقول الله عن هؤلاء الكفار هل أمنوا أن يخسف الله بهم الأرض ويجعلها
تفقد اتزانها فتتقلب بهم ، وهل أمنوا أن يرسل الله عليهم من السماء الحصباء يبيدهم
بها كما فعل مع أبرهة فى عام الفيل فقد كذب أقوام كثيرة من قبلهم وكان عاقبتهم أن
دمرهم الله تدميرا
أو أن يدمرهم أثناء اشتغالهم بالمعايش ليلا أو نهارا
فهم لا يعجزون الله عن ذلك
أو أن يأخذهم فى حال خوفهم من أخذه لهم وهذا أشد وأعنف عليهم
ولكن الله رؤف بالناس رحيم بهم فلم يعجل عقوبتهم .
الآيات 48 ـ 50
( أَوَ
لَمْ يَرَوْا إِلَى مَا خَلَقَ اللَّهُ مِن شَيْءٍ يَتَفَيَّأُ ظِلالُهُ عَنِ
الْيَمِينِ وَالْشَّمَائِلِ سُجَّدًا لِلَّهِ وَهُمْ دَاخِرُونَ * وَلِلَّهِ يَسْجُدُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ
مِن دَابَّةٍ وَالْمَلائِكَةُ وَهُمْ لاَ يَسْتَكْبِرُونَ * يخافون رَبَّهُم مِّن
فَوْقِهِمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ )
يخبر سبحانه عن عظمته وجلاله فيقول : ألم ينظروا كيف أن كل شئ يخضع لجلاله
وكبرياءه وتسجد له جميع الأشياء والمخلوقات أحياء وجمادات وكل ما له ظل يمينا
وشمالا يسجد بظله وقت وجود الشمس حيث يكون له ظل وإذا غربت يسجد فى الليل وهم
صاغرون مطيعون
يسجد جميع من فى السموات والأرض من الملائكة والإنس والجن والدواب كرها
وطوعا ولا يستكبرون عن طاعته
والملائكة يسجدون خائفين مجبولين على طاعته ينفذون أوامره .
الآيات 51 ـ55
( وَقَالَ اللَّهُ لاَ تَتَّخِذُواْ
إِلَهَيْنِ اثْنَيْنِ إِنَّمَا هُوَ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَإِيَّايَ فَارْهَبُونِ * وَلَهُ مَا فِي
السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَلَهُ الدِّينُ وَاصِبًا أَفَغَيْرَ اللَّهِ تَتَّقُونَ
* وَمَا بِكُم مِّن نِّعْمَةٍ فَمِنَ اللَّهِ
ثُمَّ إِذَا مَسَّكُمُ الضُّرُّ فَإِلَيْهِ تَجْأَرُونَ * ثُمَّ إِذَا كَشَفَ الضُّرَّ عَنكُمْ إِذَا فَرِيقٌ مِّنكُم
بِرَبِّهِمْ يُشْرِكُونَ * لِيَكْفُرُواْ بِمَا
آتَيْنَاهُمْ فَتَمَتَّعُواْ فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ )
ويأمر الله الناس بأن لايشركوا بالله فى عبادتهم فهو لا إله إلا هو ولا
تنبغى العبادة إلا له وحده وهو مالك كل شئ فى الأرض وفى السماء وله الدين الخالص
دائما .
فكيف يمكن للإنسان أن يتقى ويخشى غير الله
فالله أحق بالخشية والرهبة وما دونه لا يملكون ضرا ولا نفعا
والله أحق أن تلجؤوا إليه وتتضرعوا إليه فما بالناس من نعمة فهى من الله
ومع ذلك فإن الناس يدعون الله إذا أحاط بهم الضرر ثم إذا أزاح عنهم الضر
فهم يشركون بالله فى عبادتهم .
عليهم ما يفعلون ليكفروا بالله ثم ليجدوا وسوف يرون عاقبة ذلك من العذاب
الأليم
الآيات 56 ـ 60
( وَيَجْعَلُونَ لِمَا لاَ
يَعْلَمُونَ نَصِيبًا مِّمَّا رَزَقْنَاهُمْ تَاللَّهِ لَتُسْأَلُنَّ عَمَّا
كُنتُمْ تَفْتَرُونَ * وَيَجْعَلُونَ لِلَّهِ الْبَنَاتِ سُبْحَانَهُ وَلَهُم مَّا
يَشْتَهُونَ * وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ
بِالأُنثَى ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا وَهُوَ كَظِيمٌ * يَتَوَارَى مِنَ الْقَوْمِ مِن سُوءِ مَا بُشِّرَ بِهِ
أَيُمْسِكُهُ عَلَى هُونٍ أَمْ يَدُسُّهُ فِي التُّرَابِ أَلاَ سَاء مَا
يَحْكُمُونَ * لِلَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ
بِالآخِرَةِ مَثَلُ السَّوْءِ وَلِلَّهِ الْمَثَلُ الأَعْلَىَ وَهُوَ الْعَزِيزُ
الْحَكِيمُ )
هؤلاء الكفار جعلوا للأصنام وما يعبدون من غير الله نصيبا من الأنعام التى
خلقها الله ورزقهم بها ، فوالله سوف يسألكم الله عن هذا الإفتراء عليه ويحاسبكم
به.
وادعوا أن الملائكة إناث وأنهم بنات الله وهم يكرهون أن يرزقهم الله
بالبنات ويشتهون الذكور وينسبون ما يكرهون لله .
إذا أنجب أحدهم أنثى يظل مكتئبا ووجهه مسودا وحزين لما أنجب ويكره أن يراه
الناس ويختفى من ملاقاتهم مما يظن أنه سوء وهو يفكر كيف يتخلص منها ، هل يتحمل
مشقة الإهانة والكراهة أم يدفنها حية فى التراب .
بئس ما يحكمون وبئس ما قالوا
فهؤلاء الكفار لهم هذا السوء والنقص معيبون فى الآخرة ولهم العذاب الشديد
ولكن الله له المثل الأعلى والكمال المطلق وهو عزيز الجانب حكيم فى أقواله
وأفعاله .
الآيات 61 ، 62
( وَلَوْ يُؤَاخِذُ اللَّهُ النَّاسَ
بِظُلْمِهِم مَّا تَرَكَ عَلَيْهَا مِن دَابَّةٍ وَلَكِن يُؤَخِّرُهُمْ إِلَى
أَجَلٍ مُّسَمًّى فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ لاَ يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلاَ
يَسْتَقْدِمُونَ * وَيَجْعَلُونَ لِلَّهِ مَا يَكْرَهُونَ وَتَصِفُ
أَلْسِنَتُهُمُ الْكَذِبَ أَنَّ لَهُمُ الْحُسْنَى لاَ جَرَمَ أَنَّ لَهُمُ
النَّارَ وَأَنَّهُم مُّفْرَطُونَ )
ولو كان الله يحاسب الناس بظلمهم فى الدنيا لأهلك الناس والخلق جميعا وما
ترك على ظهر الأرض من دابة
ولكن يؤخر حسابهم إلى يوم القيامة
حيث إذا جاء موعد هذا اليوم لا يتقدم ولا يتأخر أجلهم ولا محاسبتهم .
لقد جعلوا ونسبوا لله ما تكره نفوسهم من البنات وظنوا أن لهم الحسنى فى
الدنيا
فحقا لا جرم إن لهم هم النار
وهم ينسون مفرطون فيها .
الآيات 63 ـ 65
( تَاللَّهِ لَقَدْ أَرْسَلْنَا إِلَى أُمَمٍ
مِّن قَبْلِكَ فَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَهُوَ وَلِيُّهُمُ
الْيَوْمَ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ * وَمَا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ إِلاَّ
لِتُبَيِّنَ لَهُمُ الَّذِي اخْتَلَفُواْ فِيهِ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِّقَوْمٍ
يُؤْمِنُونَ * وَاللَّهُ أَنزَلَ مِنَ السَّمَاء
مَاء فَأَحْيَا بِهِ الأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لِّقَوْمٍ
يَسْمَعُونَ )
يقول
الله أنه أرسل إلى الأمم من قبل محمد صلى الله عليه وسلم ولكن الناس كذبوا وزين
لهم الشيطان ما فعلوه
وحين أتتهم العقوبة تنكر لهم فهو لا ينصرهم ولا يرفع عنهم العذاب المؤلم .
يا محمد لقد أنزلنا عليك القرآن لتوضح للناس ما يتنازعون فيه وهدى ورحمة
لقلوب من يتمسكون به .
وكما جعلنا فى الماء الذى أنزلناه من السماء إحياء للأرض بعد موتها كذلك
جعلنا فى القرآن إحياء للقلوب الميتة بالكفر
وهذا لمن كان عنده عقل يتدبر وأذن تسمع .
الآيات 66 ، 67
( وَإِنَّ
لَكُمْ فِي الأَنْعَامِ لَعِبْرَةً نُّسْقِيكُم مِّمَّا فِي بُطُونِهِ مِن بَيْنِ
فَرْثٍ وَدَمٍ لَّبَنًا خَالِصًا سَائِغًا لِلشَّارِبِينَ * وَمِن ثَمَرَاتِ النَّخِيلِ وَالأَعْنَابِ تَتَّخِذُونَ مِنْهُ
سَكَرًا وَرِزْقًا حَسَنًا إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ )
يا أيها الناس :
إن لكم فى الأنعام ( الإبل والبقر والغنم
) لدلائل على حكمة الله وقدرته ورحمته
جعلنا لكم مما فى بطون هذه الأنعام شرابا يتخلص من الدم وما فى كروشها لبن حلو الطعم مغذى أبيض طعمه
مستساغا لمن شربه
كذلك جعلنا من النخيل والأعناب المختلفة الأنواع شرابا لذيذ الطعم منه ماهو
رزق حسن ومنه ماهو يسكر العقول ( وحرم ماهو مسكر
)
وفى هذا دلائل على لطف الله ورحمته وقدرته
الآيات 68 ـ 69
( وَأَوْحَى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ أَنِ اتَّخِذِي مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا وَمِنَ الشَّجَرِ وَمِمَّا يَعْرِشُونَ * ثُمَّ كُلِي مِن كُلِّ الثَّمَرَاتِ فَاسْلُكِي سُبُلَ رَبِّكِ ذُلُلاً يَخْرُجُ مِن بُطُونِهَا شَرَابٌ مُّخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ فِيهِ شِفَاء لِلنَّاسِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ )
وكذلك أوحى الله إلى النحل وهداه وأرشده أن يتخذ من الجبال بيوتا تأوى
إليها
ومن الشجر
ثم أذن لها أن تمتص رحيق الثمرات وتتبع طرقا علمها لها الله سهلة عالية فى الجو والأودية والجبال العالية ثم تعود إلى بيوتها تعرفها لتضع عسلا من بطونها وهو ذو أنواع مختلفة الطعوم والفوائد فيه شفاء للناس من الأمراض
ولمن يتفكر ويتدبر سيجد فى ذلك عبرة ودلائل أخرى .
الآية 70 ـ 71
( وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ ثُمَّ يَتَوَفَّاكُمْ وَمِنكُم مَّن
يُرَدُّ إِلَى أَرْذَلِ الْعُمُرِ لِكَيْ لاَ يَعْلَمَ بَعْدَ عِلْمٍ شَيْئًا
إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ قَدِيرٌ * وَاللَّهُ فَضَّلَ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ فِي الرِّزْقِ
فَمَا الَّذِينَ فُضِّلُواْ بِرَادِّي رِزْقِهِمْ عَلَى مَا مَلَكَتْ
أَيْمَانُهُمْ فَهُمْ فِيهِ سَوَاء أَفَبِنِعْمَةِ اللَّهِ يَجْحَدُونَ
)
وهذا تصرف الله فى عباده :
يخلق الناس من عدم ثم يتوفاهم
ومنهم من يتركه حتى يبلغ الهرم والضعف والشيبة حتى يصبح ضعيف العقل من بعد
أن كان عالما فلا يدرى شئ من الخرف
والله عليم بعباده قدير على كل شئ
والله يرزق العباد منهم من يوسع رزقه ومنهم من يقتر عليه فلا يتساوى الناس
فتنة واختبارا
( والله فضل بعضكم على بعض فى الرزق ، فما الذين فضلوا
برادى رزقهم على ما ملكت أيمانهم فهم فيه سواء ) : فالذين فضلهم الله فى الرزق
لا يساوون عبيدهم فيما رزقهم الله
كذلك الله تعالى لا يساوى عبيده فى الرزق
أفبنعمة الله يجحدون : فإذا رضى المشركون بالله أن
لا يشاركه مملوكه فى زوجته وماله فكيف يسمح لنفسه بأن يجعل لله شركاء فى ملكه ...
كذلك هم يجحدون نعمة الله وأشركوا معه غيره .
الآية 72 ـ 74
(
وَاللَّهُ جَعَلَ
لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا وَجَعَلَ لَكُم مِّنْ أَزْوَاجِكُم بَنِينَ
وَحَفَدَةً وَرَزَقَكُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ أَفَبِالْبَاطِلِ يُؤْمِنُونَ
وَبِنِعْمَتِ اللَّهِ هُمْ يَكْفُرُونَ * وَيَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ مَا لاَ
يَمْلِكُ لَهُمْ رِزْقًا مِّنَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ شَيْئًا وَلاَ
يَسْتَطِيعُونَ * فَلاَ تَضْرِبُواْ لِلَّهِ
الأَمْثَالَ إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ
)
وتلك نعمة الله على عبيده
جعل لهم الزوجات من جنسهم وليس من نوع آخر لتحصل المودة والرحمة بينهم
ورزقهم من زوجاتهم البنين والحفدة وهم أبناء الأبناء
ورزقهم من المطاعم والمشارب الطيبة
ثم إنهم يؤمنون بالأصنام الباطلة ويكفرون بالله الحق ويكفرون بنعمه عليهم
ويعبدون من غير الله أصناما وطواغيت لا تستطيع أن ترزقهم مطرا من السماء
ولا زرعا من الأرض كما رزقهم الله
ولا يستطيعون : ولا يملكون لأنفسهم شيئا
فلا تجعلوا لله أندادا وشبه تشركون به العبادة
فالعبادة لله وحده
الآية 75
( ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً عَبْدًا مَّمْلُوكًا لاَّ يَقْدِرُ عَلَى شَيْءٍ وَمَن رَّزَقْنَاهُ مِنَّا رِزْقًا حَسَنًا فَهُوَ يُنفِقُ مِنْهُ سِرًّا وَجَهْرًا هَلْ يَسْتَوُونَ الْحَمْدُ لِلَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ )
يضرب الله المثل للرجل الكافر والرجل المؤمن
فالكافر مثل المملوك الذى لا يقدر على شئ
والمؤمن كمثل الرجل الذى رزق رزقا حسنا فهو ينفق منه على مصارف الخيرسرا
وعلانية
فهما لا يستويان .
وقالوا أن المثل يضرب لله وله الحق المثل الأعلى بمن ينفق سرا وعلانية فى
مصارف الخير والصنم الذى لا يقدر على شئ فهما لا يستويان فى المثل .
الآية 76
( وَضَرَبَ
اللَّهُ مَثَلاً رَّجُلَيْنِ أَحَدُهُمَا أَبْكَمُ لاَ يَقْدِرُ عَلَىَ شَيْءٍ
وَهُوَ كَلٌّ عَلَى مَوْلاهُ أَيْنَمَا يُوَجِّههُّ لاَ يَأْتِ بِخَيْرٍ هَلْ
يَسْتَوِي هُوَ وَمَن يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَهُوَ عَلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ
)
ويضرب المثل أيضا بالوثن الذى لا يتكلم ولا ينطق بخير ولا يقدر على شئ لا
فعل ولا قول وهو علة على سيده مهما كلفه بشئ فهو لا ينجح فى سعيه
لا يتساوى بمن يأمر بالمعروف ويأمر بالعدل وهو على حق وطريق مستقيم .
الآيات 77 ـ 79
( وَلِلَّهِ غَيْبُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا أَمْرُ
السَّاعَةِ إِلاَّ كَلَمْحِ الْبَصَرِ أَوْ هُوَ أَقْرَبُ إِنَّ اللَّهَ عَلَى
كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ * وَاللَّهُ أَخْرَجَكُم مِّن بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لاَ
تَعْلَمُونَ شَيْئًا وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالأَبْصَارَ وَالأَفْئِدَةَ
لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ * أَلَمْ يَرَوْا إِلَى
الطَّيْرِ مُسَخَّرَاتٍ فِي جَوِّ السَّمَاء مَا يُمْسِكُهُنَّ إِلاَّ اللَّهُ
إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ )
فالله يعلم كل غيب فى الأرض أو فى السماء ، وأمر القيامة يكون كطرفة عين أو
أسرع ، لأن الله يقدر على كل شئ .
فالله له القدرة التى لا منتهى لها فهو الذى يخرج الإنسان من بطن أمه لا
يعلم شئ ولا قدرة له على شئ ثم يجعل له السمع والبصر والقلب والعقول بالقلوب ليميز
بين الأشياء ويعلمه كل شئ .
وكذلك سبحانه الذى يجعل الطيور ترتفع بجناحيها فى الهواء ويحمله الهواء
فيسير فيه
كل هذه آيات وعلامات على قدرة الله تعالى وعظمته .
الآيات 80
( وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُم مِّن بُيُوتِكُمْ سَكَنًا وَجَعَلَ
لَكُم مِّن جُلُودِ الأَنْعَامِ بُيُوتًا تَسْتَخِفُّونَهَا يَوْمَ ظَعْنِكُمْ
وَيَوْمَ إِقَامَتِكُمْ وَمِنْ أَصْوَافِهَا وَأَوْبَارِهَا وَأَشْعَارِهَا
أَثَاثًا وَمَتَاعًا إِلَى حِينٍ )
ومن نعم الله على الإنسان أن جعل لهم بيوتا ليسكنوا فيها ويستترون وينتفعون
فيها
وجعل لهم من جلود الأنعام بيوتا ( الخيام ) يستترون فيها فى أثناء أسفارهم
يضربونها فى السفر ( ظعنكم ) أو فى الإقامة
وجعل من أصواف وأشعار وأوبار الأنعام أثاثات ومتاع وثياب وبسط وغيرها من
المتاع إلى أجل معلوم
الايات 81 ـ 83
( وَاللَّهُ
جَعَلَ لَكُم مِّمَّا خَلَقَ ظِلالاً وَجَعَلَ لَكُم مِّنَ الْجِبَالِ أَكْنَانًا
وَجَعَلَ لَكُمْ سَرَابِيلَ تَقِيكُمُ الْحَرَّ وَسَرَابِيلَ تَقِيكُم بَأْسَكُمْ
كَذَلِكَ يُتِمُّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تُسْلِمُونَ * فَإِن تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا عَلَيْكَ الْبَلاغُ الْمُبِينُ * يَعْرِفُونَ نِعْمَتَ اللَّهِ ثُمَّ يُنكِرُونَهَا
وَأَكْثَرُهُمُ الْكَافِرُونَ )
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
جعل لكم مما خلق ظلالا : وجعل ظلا للشجر
وجعل لكم من الجبال أكنانا : وجعل من الجبال حصونا
وجعل لكم سرابيل تقيكم الحر : وجعل الثياب من القطن والكتان
والصوف تحمى الجسم من الحر
وسرابيل تقيكم بأسكم : وجعل من الحديد دروع للوقاية
من الأذى فى الحرب
وكل ذلك من تمام فضل الله على الناس فليتفكروا ويفهموا ويسلموا لله ويؤمنوا
به .
يا محمد إن أعرض الناس بعد هذا الإيضاح فما عليك إلا أن تبلغهم فقط .
فهم يعلمون جيدا فضل الله ولكنهم ينكرون نعمته ويكفرونها ويخفونها .
الآيات 84 ـ 88
( وَيَوْمَ
نَبْعَثُ مِن كُلِّ أُمَّةٍ شَهِيدًا ثُمَّ لاَ يُؤْذَنُ لِلَّذِينَ كَفَرُواْ
وَلاَ هُمْ يُسْتَعْتَبُونَ * وَإِذَا رَأى
الَّذِينَ ظَلَمُواْ الْعَذَابَ فَلاَ يُخَفَّفُ عَنْهُمْ وَلاَ هُمْ يُنظَرُونَ * وَإِذَا رَأى الَّذِينَ أَشْرَكُواْ شُرَكَاءَهُمْ قَالُواْ
رَبَّنَا هَؤُلاء شُرَكَاؤُنَا الَّذِينَ كُنَّا نَدْعُوْ مِن دُونِكَ فَأَلْقَوْا
إِلَيْهِمُ الْقَوْلَ إِنَّكُمْ لَكَاذِبُونَ * وَأَلْقَوْا
إِلَى اللَّهِ يَوْمَئِذٍ السَّلَمَ وَضَلَّ عَنْهُم مَّا كَانُواْ يَفْتَرُونَ * الَّذِينَ كَفَرُواْ وَصَدُّواْ عَن سَبِيلِ اللَّهِ
زِدْنَاهُمْ عَذَابًا فَوْقَ الْعَذَابِ بِمَا كَانُواْ يُفْسِدُونَ )
ويوم القيامة يشهد على كل أمة نبيها الذى أرسل إليها يشهد بما كانوا صدقوه
أو كذبوه
أما الكافرين فلا يؤذن لهم فى الإعتذار لأنهم كانوا يتعنتون ويصرون على
التكذيب
ويأتيهم العذاب شديدا لا يخفف عنهم ولا يؤجل تعذيبهم
وإذا رءا الذين أشركوا شركاءهم الذين أشركوا بهم مع الله يقولون هؤلاء
الذين كنا ندعوا معك ليشفعوا لنا عندك
فيقول شركاءهم إنكم كاذبون ونحن لم نعهد لكم بذلك
وألقوا إلى الله يومئذ السلم ، وضل عنهم ما كانوا يفترون : وحينئذ يستسلمون
لله ويطيعوه ويذهب عنهم ما كانوا يعبدون من دون الله فلا ناصر ولا معين لهم
فللكافرين الذين منعوا الناس عن عبادة الله وحده يعذبون عذابا على كفرهم
وعذابا على ما صدوا الناس عنه فلهم عذاب فوق العذاب لأنهم كانوا مفسدين .
الآية 89
( ويَوْمَ نَبْعَثُ فِي كُلِّ
أُمَّةٍ شَهِيدًا عَلَيْهِم مِّنْ أَنفُسِهِمْ وَجِئْنَا بِكَ شَهِيدًا عَلَى
هَؤُلاء وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِّكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى
وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ )
ويوم القيامة تبعث كل أمة مع نبيها الذى أرسل إليها يشهد بما كانوا صدقوه
أو كذبوه
ويبعث محمدا صلى الله عليه وسلم شهيدا على أمة الناس جميعا فى زمانه وما
بعده إلى يوم القيامة
ونزل الله القرآن فيه توضيح لكل شئ وهو هداية للناس إلى طريق الحق ويبشر من
أسلم وجهه لله وأحسن العمل بالجنة وحسن الثواب .
الآية 90
( إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ
بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاء ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء
وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ
)
الله يأمر بالعدل والعدل ويهدى إلى الإحسان وينهى الناس عن الفحشاء
والمحرمات والمنكرات وينهى عن العدوان على الناس
ويأمر الناس بالخير ووينهى عن الشر .
الآيات 91 ـ 92
( وَأَوْفُواْ بِعَهْدِ اللَّهِ
إِذَا عَاهَدتُّمْ وَلاَ تَنقُضُواْ الأَيْمَانَ بَعْدَ تَوْكِيدِهَا وَقَدْ
جَعَلْتُمُ اللَّهَ عَلَيْكُمْ كَفِيلاً إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ * وَلاَ تَكُونُواْ
كَالَّتِي نَقَضَتْ غَزْلَهَا مِن بَعْدِ قُوَّةٍ أَنكَاثًا تَتَّخِذُونَ
أَيْمَانَكُمْ دَخَلاً بَيْنَكُمْ أَن تَكُونَ أُمَّةٌ هِيَ أَرْبَى مِنْ أُمَّةٍ
إِنَّمَا يَبْلُوكُمُ اللَّهُ بِهِ وَلَيُبَيِّنَنَّ لَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ
مَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ )
يأمر الله عز وجل بالوفاء بالعهود والمواثيق والمحافظة على الأيمان الداخلة
فى العهود
فمن الغدر البيع على بيع آخر والرجوع فى المتفق عليه بعهد وميثاق
وشبهه الله بمن غزلت غزل وقوى ثم عادت لتنفضه وتعيد غزله
فالله يهدد بأنه يعلم تلك العهود ويحاسب على الغدر فيها والخديعة دخلا بينكم
أن تكون أمة هى أربى من أمة : لتكون أمة أكثر من أخرى وأعز
إن الكثرة ابتلاء من الله
ويجازى الله يوم القيامة كلٌ بعمله خيرا أو شرا .
الآيات 93 ـ 96
( وَلَوْ شَاء اللَّهُ لَجَعَلَكُمْ
أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَكِن يُضِلُّ مَن يَشَاء وَيَهْدِي مَن يَشَاء
وَلَتُسْأَلُنَّ عَمَّا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ * وَلاَ تَتَّخِذُواْ
أَيْمَانَكُمْ دَخَلاً بَيْنَكُمْ فَتَزِلَّ قَدَمٌ بَعْدَ ثُبُوتِهَا
وَتَذُوقُواْ السُّوءَ بِمَا صَدَدتُّمْ عَن سَبِيلِ اللَّهِ وَلَكُمْ عَذَابٌ
عَظِيمٌ * وَلاَ تَشْتَرُواْ بِعَهْدِ اللَّهِ
ثَمَنًا قَلِيلاً إِنَّمَا عِندَ اللَّهِ هُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ
تَعْلَمُونَ * مَا عِندَكُمْ يَنفَدُ وَمَا عِندَ
اللَّهِ بَاقٍ وَلَنَجْزِيَنَّ الَّذِينَ صَبَرُواْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا
كَانُواْ يَعْمَلُونَ )
لو أراد الله لوفق بين الناس جميعا وما جعل بينهم شحناء ولا اختلاف
ولكن يضل من حقت عليه الضلاله ويهدى من يريد
ثم يحاسب كلٌ يوم القيامة على عمله .
ولا تأخذوا من أيمانكم سبيلا لتخدعوا بعضكم البعض فتبعدوا عن الحق وتضلوا
بعضكم بعضا بالغدر والخديعة وتذوقوا الشر وبأس بعضكم بالبعد عن طريق الله الحق
ولا تستعيضوا عن الإيمان بالله بعرض الدنيا وزخرفها الزائل
فجزاء الله وجنته هو الأفضل وهو الباق وثوابه خير لكم
فما عندكم من زخارف الدنيا زائل وخير الآخرة هو الباقى
والله يجازى الصابرين بأحسن ما عملوا ويتجاوز عن سيئاتهم .
الآية 97
( مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى
وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ
أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ )
وعد الله لمن عمل صالحا وهو مؤمن بالله وأخلص عمله لله أن يحييه حياة طيبة
فى الدنيا ويوم القيامة يجازيه بأحسن ما كان يعمل ثواب الجنات ويتجاوز عن أخطاءه
الصغيرة ويغفر له .
الآيات 98 ـ 100
( فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ
فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ * إِنَّهُ لَيْسَ لَهُ
سُلْطَانٌ عَلَى الَّذِينَ آمَنُواْ وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ * إِنَّمَا سُلْطَانُهُ عَلَى الَّذِينَ يَتَوَلَّوْنَهُ
وَالَّذِينَ هُم بِهِ مُشْرِكُونَ )
وهذا أمر من الله بالإستعانة بالله والتعوذ به من الشيطان الرجيم الخارج من
رحمة الله قبل قراءة القرآن حتى لا يلبس القراءة والآيات ومعانيها على القارئ
فهو لا يقدر على أن يوقع من آمنوا بالله وتوكلوا عليه فى الذنوب ولا حجة له
عليهم
وإنما قدرته على الذين أشركوا به وأطاعوه من دون الله وصاروا بطاعته مشركين
.
الآيات 101 ـ 102
( وَإِذَا بَدَّلْنَا آيَةً مَّكَانَ
آيَةٍ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا يُنَزِّلُ قَالُواْ إِنَّمَا أَنتَ مُفْتَرٍ بَلْ
أَكْثَرُهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ * قُلْ نَزَّلَهُ رُوحُ الْقُدُسِ مِن رَّبِّكَ بِالْحَقِّ
لِيُثَبِّتَ الَّذِينَ آمَنُواْ وَهُدًى وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ )
وهؤلاء المشركين ذو العقول الضعيفة إذا رأوا تغيير فى الأحكام ونسخ آيات
قالوا يا محمد أنت كذاب وتفترى ذلك من عند نفسك ، فهم جاهلون لا يعلمون أن ذلك
لحكمة يرضاها الله .
فقل لهم أن ذلك من عند الله ينزل به جبريل عليه السلام بالصدق والعدل والحق ليزداد المؤمنون إيمانا ويبشرهم الله بالجنات نتيجة تصديقهم وإيمانهم .
الاية 103
( وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّهُمْ يَقُولُونَ إِنَّمَا يُعَلِّمُهُ
بَشَرٌ لّسَانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ وَهَذَا لِسَانٌ
عَرَبِيٌّ مُّبِينٌ )
يعلم الله ما يقول المشركين من أن الذى يلقى على محمد القرآن إنما هو أحد
البشر ويقصدون رجل أعجمى كان يعيش بين قريش وكان بياع يبيع عند الصفا وكان هذا
الرجل أعجمى لا يعرف اللغة العربية ولا يتكلم إلا القليل للتفاهم بالعربية
فالقرآن باللغة العربية الواضحة البلاغة والمعنى فكيف يعلمه رجل أعجمى لا
ينطق ولا يعلم اللغة العربية
الآيات 104 ـ 105
( إِنَّ الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ
بِآيَاتِ اللَّهِ لاَ يَهْدِيهِمُ اللَّهُ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ * إِنَّمَا
يَفْتَرِي الْكَذِبَ الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَأُولَئِكَ هُمُ
الْكَاذِبُونَ )
لا يهدى الله من يعرض عن ذكره وتغافل عما أنزل على رسول الله صلى الله عليه وسلم فلا يهديهم الله إلى الإيمان به وما
أنزل على رسله وليس لهم إلا العذاب المؤلم
والذين يكذبون هم الكافرون لأنهم لا يعلمون عن محمد إلا أنه الصادق الأمين
، ثم يكذبون ليكفروا ويرمونه بالكذب
فهم الكاذبون وليس محمد صلى الله عليه وسلم
الآيات 106 ـ 109
( مَن كَفَرَ بِاللَّهِ مِن بَعْدِ
إِيمَانِهِ إِلاَّ مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالإِيمَانِ وَلَكِن
مَّن شَرَحَ بِالْكُفْرِ صَدْرًا فَعَلَيْهِمْ غَضَبٌ مِّنَ اللَّهِ وَلَهُمْ
عَذَابٌ عَظِيمٌ * ذَلِكَ بِأَنَّهُمُ اسْتَحَبُّواْ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا عَلَى
الآخِرَةِ وَأَنَّ اللَّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ * أُوْلَئِكَ الَّذِينَ طَبَعَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ
وَسَمْعِهِمْ وَأَبْصَارِهِمْ وَأُولَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ * لاَ جَرَمَ أَنَّهُمْ فِي الآخِرَةِ هُمُ الْخَاسِرُونَ
)
من آمن ثم كفر وشرح صدره بالكفر فعليه غضب من الله ولكن من أكره لينطق
بكلمة الكفر مهددا من الكفار وإنما يملأ قلبه الإيمان ويطمئن به فهو مؤمن ويغفر
الله له ويعذب الكافرين عذاب مؤلم عظيم .
فالكفار فضلوا خير الدنيا على الآخرة ولا يهدى الله الكفار إلى الخير
والصلاح وإنما عليهم غضبه وختم الله على سمعهم وأبصارهم وقلوبهم فلا يسمعون ولا
يبصرون الحق ولا تطمئن قلوبهم إلا للضلالة ، ولابد ( لآ جرم ) أنهم خاسرون فى الآخرة .
الآيات 110 ـ 111
( ثُمَّ إِنَّ رَبَّكَ لِلَّذِينَ هَاجَرُواْ
مِن بَعْدِ مَا فُتِنُواْ ثُمَّ جَاهَدُواْ وَصَبَرُواْ إِنَّ رَبَّكَ مِن
بَعْدِهَا لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ * يَوْمَ تَأْتِي كُلُّ نَفْسٍ تُجَادِلُ عَن نَّفْسِهَا
وَتُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَّا عَمِلَتْ وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ
)
وصنف آخر كان ضعيفا فى مكة وافقوا قومهم لضعفهم على الفتنة ، ثم أمكنهم
بالهجرة الخلاص فسلكوا مسلك المسلمين وثبتوا على الإيمان وجاهدوا الكفار وصبروا ،
هؤلاء يغفر لهم الله ويرحمهم يوم أن تدافع كل نفس عن نفسها ولا يجادل عنها أحد
وتلقى كل نفس مصيرها من الخير والشر وتحاسب على ما فعلت ولا تظلم نفس مثقال ذرة .
الآيات 112 ـ 113
(
وَضَرَبَ اللَّهُ
مَثَلاً قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُّطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَدًا
مِّن كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللَّهِ فَأَذَاقَهَا اللَّهُ لِبَاسَ
الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُواْ يَصْنَعُونَ * وَلَقَدْ جَاءَهُمْ رَسُولٌ
مِّنْهُمْ فَكَذَّبُوهُ فَأَخَذَهُمُ الْعَذَابُ وَهُمْ ظَالِمُونَ
)
وهذا مثل لأهل مكة :
كان رزقها يأتيها هنيئا سهلا من كل مكان وعندما جاءهم محمد صلى الله عليه وسلم بالرسالة جحدوا ربهم وكفروا فأذاقهم
الله الجوع لما دعا عليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم
بسبع سنين كسبع سنوات يوسف فأصابتهم سنة كانوا من القحط يأكلون وبر البعير مخلوط
بدمه بعد ذبحه
وبدل الله أمنهم خوفا من الرسول صلى الله عليه
وسلم ومن معه عندما هاجروا إلى المدينة حتى دمرهم ثم فتحها الرسول صلى الله عليه وسلم
وذلك بسبب تكذيبهم للرسول صلى الله عليه وسلم
وبغيهم .
الآيات 114 ـ 117
( فَكُلُواْ مِمَّا رَزَقَكُمُ
اللَّهُ حَلالاً طَيِّبًا وَاشْكُرُواْ نِعْمَتَ اللَّهِ إِن كُنتُمْ إِيَّاهُ
تَعْبُدُونَ * إِنَّمَا حَرَّمَ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةَ وَالدَّمَ وَلَحْمَ
الْخِنزِيرِ وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ
وَلاَ عَادٍ فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ * وَلاَ
تَقُولُواْ لِمَا تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ الْكَذِبَ هَذَا حَلالٌ وَهَذَا حَرَامٌ
لِّتَفْتَرُواْ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى
اللَّهِ الْكَذِبَ لاَ يُفْلِحُونَ * مَتَاعٌ
قَلِيلٌ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ )
أحل الله
أن يأكل الإنسان مما هو غير ضار طيب للأبدان والعقول ونهى عن اتباع الشيطان من
تحريم ما أحل الله أو تناول ما حرم
ويأمر الله تعالى المؤمنين بالأكل من طيبات
مارزقهم الله ومن الحلال الطيب مع شكر الله على ما رزقهم ، وأن الحرام لا يتقبل
الله معه الدعاء
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " أيها الناس إن الله طيب لا يقبل إلا طيبا و
إن الله أمر المؤمنين بما أمر به المرسلين ، فقال ( يا أيها الرسل كلوا من الطيبات واعملوا صالحا إنى بما تعملون
عليم ) ، وقال ( ياأيها الذين آمنوا كلوا من طيبات ما رزقناكم ) ، ثم ذكر الرجل يطيل السفر ، أشعث أغبر يمد يديه
إلى السماء ، يارب ، يارب ، ومطعمه حرام ، ومشربه حرام ، وملبسه حرام ، وغذى
بالحرام ، فأنى يستجاب لذلك ؟ "
قال تعالى
(إنما حرم عليكم الميتة والدم ولحم الخنزير وما
أهل به لغير الله )
الميتة:
عندما يموت الكائن الحى تنشط بكتيريا التعفن وتفرز مواد سامة بالجسم
الدم :
يحتوى على بولينا وحمض بوليك وهى مواد سامة تفرز مع البول
لحم الخنزير:
يتغذى على القمامة والروث فتدخل الدودة الشريطية الىجسمه وتستقر فى العضلات
وهى من نوع تينيا سوليم وهذه الدودة لها درجة مقاومة عالية للحرارة وجسمها مكون من
قطع كل قطعة تحتوى على اعضاء الذكورة والأنوثة وتعمل كدودة كاملة فاذا قطعت نمت
وظهر لها راس وطولها اكثر من10 امتار تسد الأمعاء وتؤدى للوفاة
اما الدودة التى تصيب الأبقار فهى من نوع تينياساجيناتا تستقر فى الأمعاء التى
يمكن الإستغناء عنها .
ما أهل به لغير الله :
وهو مالم يذكر اسم الله عليه عند ذبحه أوذكر غير الله كالصليب مثلا فإن
الذبيحة لا تنتفض فلا تتخلص مما بها من دم الا القليل الذى به سموم
فمن اضطر غير باغ ولا عاد فإن الله غفور رحيم : أما من اضطر لأن يأكل شئ من هذا بسبب
مجاعة أو وجوده فى مكان لا يتوفر فيه إلا شئ من هذا وإلا تعرض للوفاة لو لم يأكل
فله أن يسد حاجته لحين تغير الظروف على تضرر وعدم تعدى مقصود على حدود شرع الله
ويغفر له الله الذى يعلم اضطراره لذلك
ولا تقولوا لما تصف ألسنتكم الكذب هذا حلال وهذا حرام
لتفتروا على الله الكذب : وينهى الله عن الإبتداع وتحليل ما حرم الله أو تحريم
ما أحل أو ادعاء على الله ما هو بخلاف ما شرع الله لأن ذلك افتراء على الله وكذب
يعاقب عليه الله
متاع قليل ولهم عذاب أليم : وهذا متاع قليل زائل ولكن
يستوجب عليه عقاب أليم
الآيات 118ـ 119
( وَعَلَى الَّذِينَ هَادُواْ حَرَّمْنَا مَا قَصَصْنَا عَلَيْكَ
مِن قَبْلُ وَمَا ظَلَمْنَاهُمْ وَلَكِن كَانُواْ أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ * ثُمَّ إِنَّ
رَبَّكَ لِلَّذِينَ عَمِلُواْ السُّوءَ بِجَهَالَةٍ ثُمَّ تَابُواْ مِن بَعْدِ
ذَلِكَ وَأَصْلَحُواْ إِنَّ رَبَّكَ مِن بَعْدِهَا لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ
)
وحرمنا على اليهود كل ذى ظفر وهو البهائم والطير ما لم يكن مشقوق الأصابع
كالإبل والنعام والأوز والبط
وشحوم الكليتين من البقر والغنم ، وكل شحم ليس فى عظم ، إلا ما علق بالظهر
من الشحوم وما تحوى البطن والأمعاء .
وكانت اليهود تقول : ما حرم إسرائيل فنحن نحرمه
وهذا كان تضييق عليهم ومجازاة لهم على بغيهم ومخالفة الله ، ولم يظلمهم
الله ولكن هم الذين ظلموا أنفسهم .
ولكن من فعل خطأ ومعصية عن جهل ثم عاد لله واستغفر عند علمه بأن فيما فعل
غضب لله وأصلح من عمله فإن الله يغفر له
ويرحمه .
الآيات 120 ـ 123
(إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً
قَانِتًا لِلَّهِ حَنِيفًا وَلَمْ يَكُ مِنَ الْمُشْرِكِينَ * شَاكِرًا
لِّأَنْعُمِهِ اجْتَبَاهُ وَهَدَاهُ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ * وَآتَيْنَاهُ فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَإِنَّهُ فِي الآخِرَةِ
لَمِنَ الصَّالِحِينَ * ثُمَّ أَوْحَيْنَا
إِلَيْكَ أَنِ اتَّبِعْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ
الْمُشْرِكِينَ )
يمدح الله خليله إبراهيم عليه السلام والد الأنبياء ويبرئه من اليهودية
والنصرانية فهو ( أمة )
إمام يقتدى به ( قانتا ) خاشع لله مطيع ( حنيفا ) منحرف عن الشرك إلى التوحيد .
شاكرا لأنعمه : شاكرا لنعم الله عليه
اجتباه وهداه إلى صراط مستقيم : اختاره الله وهداه إلى عبادة
الله وحده لا شريك له على طريق الحق .
وآتيناه فى الدنيا حسنة : و جعله الله ذو لسان صدق فى
الدنيا
وهو من الصالحين فى الآخرة .
ثم أوحينا إليك يا محمد أن تتبع طريقة إبراهيم بعيدا عن الشرك ، فإبراهيم
لم يكن من المشركين .
وهذا كان دين الرسول قبل ان يأت له الوحى بالدعوة الى الاسلام .
الآية 124
( إِنَّمَا جُعِلَ السَّبْتُ عَلَى الَّذِينَ اخْتَلَفُواْ فِيهِ
وَإِنَّ رَبَّكَ لَيَحْكُمُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِيمَا كَانُواْ فِيهِ
يَخْتَلِفُونَ
)
شرع الله لكل أمة يوما يجتمعون فيه من الأسبوع
فجعل الجمعة لأمة محمد صلى الله عليه وسلم
وكان كذلك لليهود ولكنهم رفضوه من موسى وجعلوا يومهم باختيارهم وهو السبت ،
فألزمهم الله به فى شريعة التوراة وأن يحافظوا عليه مع الأمر بمتابعة محمد صلى
الله عليه وسلم وأخذ منهم وعليهم مواثيق بذلك .
ويوم القيامة يحاسبهم الله على اختلافهم هذا .
الآية 125
(
ادْعُ إِلَى سَبِيلِ
رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ
أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ
بِالْمُهْتَدِينَ )
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
يأمر الله نبيه محمد صلى الله عليه وسلم أن
يدعو إلى طاعة الله وعبادة الله وحده بالحكمة وهو ما أنزل عليه من الكتاب والسنة
والموعظة الحسنة بما فيه الزجر والتحذير من عذاب الله .
ومن احتاج لجدال ومناظرة فليكون برفق ولين وحسن مخاطبة .
ولا تحزن عليهم فالله يعلم من فى ضلال ومن اهتدى .
فعليك البلاغ وعلى الله الحساب .
الآيات 126 ـ 128
( وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُواْ بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُم بِهِ وَلَئِن صَبَرْتُمْ لَهُوَ خَيْرٌ لِّلصَّابِرِينَ * وَاصْبِرْ وَمَا صَبْرُكَ إِلاَّ بِاللَّهِ وَلاَ تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَلاَ تَكُ فِي ضَيْقٍ مِّمَّا يَمْكُرُونَ * إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَواْ وَّالَّذِينَ هُم مُّحْسِنُونَ )
وهذا أمر بالعدل فى القصاص
إذا أوذيتم بشئ فخذوا مثله .
ومن صبر فهو خير له عند الله ولا تعاقب .
ثم يؤكد الله على فضل الصبر ولا تكن فى ضيق مما يدبرون فالله ناصرك عليهم
ومؤيد المتقين المحسنون بأعمالهم وأطاعوا الله .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
تمت بحمد الله تعالى .