رسالة الحجاب
فيم جاء عن فضيلة الشيخ محمد بن صالح بن عثيمين فى رسالة الحجاب اتقدم بملخص عن ما نشر فى الكتيب تسهيلا على القراء والدارسين
بعث الله محمدا صلىالله عليه وسلم بالهدى ودين الحق ليخرج الناس من الظلمات إلى النور بإذن ربهم ، وإن من مكارم الأخلاق التى بعث بها ذلك الخلق الكريم ــــ خلق الحياء ــــ وإحتشام المرأة وبعدها عن مواقع الفتن من الحياء ،فقد كانت المرأة فى العصور الماضية على عهد رسول الله وما يليه تخرج محتشمة ولكن فى هذا العصر وما جلبه المستعمر الغربى إلى بلادنا من سفور وباطل ، جعل المسلمين فى حيرة من أمر الحجاب بالرغم من أن احتجاب المرأة عن الرجال الأجانب وتغطية وجهها أمر واجب دلت عليه الآيات وسنة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم .
من أدلة القرآن
سورة النور الآية 31 ( وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن ويحفظن فروجهن ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها وليضربن بخمرهن على جيوبهن ولا يبدين زينتهن إلا لبعولتهن أو آبائهن أو آباء بعولتهن أو أبنائهن أو ما ملكت أيمانهن أو التابعين غير أولى الإربة من الرجال أو الطفل الذين لم يظهروا على عورات النساء ولا يضربن بأرجلهن ليعلم ما يخفين من زينتهن وتوبوا إلى الله جميعا أيها المؤمنون لعلكم تفلحون )
والأدلة فى هذه الآية على الوجوب ما يلى :
أ ــ حفظ الفرج يأت من وسائله تغطية الوجه الذى هو سبب النظر ـــ وفى الحديث " العينان تزنيان وزناهما النظر "
ب ــ الخمار هو ما تخمر المرأة به رأسها وحتى تؤمر باستخدام خمار الرأس لستر الصدر والنحر فذلك يؤدى لستر الوجه الذى هو موضع الجمال ، فإذا ذكر عن أن فلانة جميلة فالمقصود أن وجهها جميل .
ج ــ مقصود الزينة فيما عدا ما يظهر منها هو زينة الثياب .
د ــ يرخص سبحانه فى إبداء الزينة الفاتنة للطفل والخدم الذين لا شهوة لهم ، وهذا يدل على أن المقصود بها زينة الوجه محل الجمال فمن الواضح أن هؤلاء المحارم يمكن ظهور الوجه لهم وليس من المفاتن غير ذلك وهذا محرم على غيرهم من أولوا الإربة من الرجال
هـ ــ أمر الله المرأة أن لا تضرب برجلها فيعلم ما تتحلى به .
فأولى أن يأمرها بستر وجهها لأن ظهور جمال الوجه أكثر فتنة من سماع صوت الأقدام مما يشير لحسنها وجمال الوجه أولى بالإهتمام من جمال القدمين
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
2 ــ قوله تعالى ( و القواعد من النساء اللاتى لا يرجون نكاحا فليس عليهن جناح أن يضعن ثيابهن غير متبرجات بزينة وأن يستعففن خير لهن والله سميع عليم )
فالعجائز من النساء اللواتى انتهت من وجوههن ما هو داع للجمال والفتنة ـ يدعن ستر الوجه والكفين ـ ولكن إذا كان الأصل أن الوجه والكفين غير مستوران فما هو المباح لتركه هؤلاء العجائز هل يبيح لهن ترك ثيابهن وهذا غير مقبول ودال على أن الأصل للشابة تغطية الوجه وللعجوز تركه .
3 ــ قوله تعالى : ( ياأيها النبى قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلا بيبهن ذلك أدنى أن يعرفن فلا يؤذين وكان الله غفورا رحيما ) الأحزاب 85
ـــ قالت أم سلمة رضى الله عنها : لما نزلت هذه الآية خرج نساء الأنصار كأن على رؤسهن الغربان من السكينة وعليهن أكسية سود يلبسنها
ـــ ذكر أبو عبيدة السلمانى وغيره أن نساء المؤمنين كن يدنين عليهن الجلابيب من فوق رؤسهن حتى لا يظهر إلا عيونهن من أجل رؤية الطريق وكذلك قال ابن عباس رضى الله عنهما .
4 ــ قال تعالى ( لاجناح عليهن فى آبائهن ولا ابنائهن ولا إخوانهن ولا أبناء إخوانهن ولا أبناء أخواتهن ولا نسائهن ولا ما ملكت أيمانهن واتقين الله إن الله كان على كل شئ شهيدا )
وقال ابن كثير رحمه الله لما أمر الله النساء بالحجاب عن الأجانب بين فى الآية أن هؤلاء الأقارب لا يجب الإحتجاب عنهن ومن البديهى ترك ستر الوجه هو المقصود وليس ترك الثياب .
ومن السنة
ــ قال صلى الله عليه وسلم ( إذا خطب أحدكم إمرأة فلا جناح عليه أن ينظر منها إذا كان إنما ينظر إليها لخطبة وإن كانت لا تعلم ) رواه أحمد
فالجميع يعلم أن مقصود الخاطب المريد للجمال إنما هو جمال الوجه وما سواه تبعا وما أبيح للخاطب غير مباح لمن سواه
2 ــ أن النبى صلى الله عليه وسلم لما أمر باخراج النساء إلى مصلى العيد قلن يارسول الله إحدانالا يكون لها جلباب
فقال صلى الله عليه وسلم ( لتلبسها أختها من جلبابها ) رواه البخارى
وهذا معناه أن المعتاد لخروج النساء هو بالجلباب ومن ليس لها جلباب لا تخرج وعندما قيل ذلك لرسول الله لم يحل لهن الخروج بدونه وإنما حل الإشكال بأن تستعير المرأة من أختها.
ــ ثبت فى الصحيحين عن عائشة رضى الله عنها قالت :
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلى الفجرفيشهد معه معه نساء من المؤمنات متلفعات بمروطهن ثم يرجعن إلى بيوتهن ما يعرفهن أحد من الغلس وقالت لو رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم من النساء ما رأينا لمنعهن من المساجد كما منعت بنو إسرائيل نساءها .
وهذا الحديث له وجهان :
ــــــ الحجاب والتستر كان من عادة نساء الصحابة فهن القدوة وقد أمر الله فى آيات كثيرة باتباع أهل القدوة من المهاجرين والأنصار وسبيل المؤمنين .
ــــــ أن عائشة رضى الله عنها وكذلك عبد الله بن مسعود رضى الله عنهما نصحا لعباد الله أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ( لو رأى من النساء ما رأياه لمنعهن من الخروج حتى للمساجد )
ـــــ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " من جر ثوبه خيلاء لم ينظر الله إليه يوم القيامة " فقالت أم سلمة فكيف يصنع النساء بذيولهن ؟ قال : " يرخينه شبرا "
قالت : إذن تنكشف أقدامهن قال : " يرخين ذراعا لا يزدن عليه "
وهذا الحديث فيه دلالة على ستر القدم الذى هو أقل فتنة من الوجه والكفين .
ــــــ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " إذا كان لاحداكن مُكاتب وكان عنده ما يؤدى فالتحتجب منه "
وهذا يدل أن السيدة جائز أن تكشف وجهها لعبدها مادام فى ملكها ولكن إذا خرج منه وجب عليها الإحتجاب لأنه بذلك أصبح أجنبيا .
ــــــ قالت عائشة رضى الله عنها : ( كان الركبان يمرون بنا ونحن محرمات مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فإذا حاذونا سدلت إحدانا جلبابها على وجهها من رأسها ، فإذا جاوزونا كشفناه )
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وفى القياس
ما جاءت به الشريعة أن كل ما هو أمر استحباب هو مالا تتبعه مفسدة وكل ما منه مفسدة فهو منهى عنه
وكشف المرأة وجهها للرجال الأجانب يشتمل مفسدة
من مفاسده التالى :
1 ــ المرأة تفتن نفسها بفعل ما يجمل وجهها وهذا داعى للشر والفساد .
2 ــ الحياء من الإيمان وكشف المرأة وجهها نقص فى حيائها .
3 ــ إذا كانت جميلة يفتن الرجل بها ويحدث منه التملق والضحك والمداعبة والشيطان يجرى من بنى آدم مجرى الدم فقد يوجب ذلك تعلق قلب الرجل وقلب المرأة .
4 ــ الإختلاط بين النساء والرجال وكشف الوجه يشعرها بالمساواة معه فلا تخجل من مزاحمته وهذا يؤدى لوجود فتن كبيرة وفساد .
وفى ذلك أن خرج النبى صلى الله عليه وسلم ذات يوم من المسجد وقد اختلط النساء مع الرجال فى الطريق فقال صلى الله عليه وسلم ( استأخرن فإنه ليس لكن أن تحتضن الطريق ، عليكن بحافات الطريق ) فكانت المرأة تلتصق بالجدار حتى أن ثوبها ليتعلق به من لصوقها .
كما أن الله تعالى أمرهن ( وقل للمؤمنات يغضضن من ابصارهن )
أما ما يستند إليه البعض أن أسماء بنت أبى بكر دخلت على النبى صلى الله عليه وسلم فقال لها يا أسماء إن المرأة إذا بلغت المحيض لا ينبغى لها أن يظهر منها غير هذا وهذا وأشار إلى وجهه وكفيه ـــ فإن :
الراوى سعيد بن بشير النصرى وهو حديث ضعيف لم يرويه الرواة المشهورين
كذلك ضعيف الإسناد لأنه من رواية خالد بن دريك عن عائشة وهو لم يسمع منها فهو منقطع
وقال أبو داود بعد روايته لهذا الحديث ( هذا مرسل لأن خالد لم يدرك عائشة )
وفى اسناده سعيد بن بشير وهو ضعيف لا يحتج بروايته
كذلك عنعنته قتادة عن خالد بن دريك وهو مدلس ( أى يخفى الحقيقة )
هذا والله أعلم
الرأى الشخصى :
من منا معشر النساء تعلم جيدا صدق ما سبق بمشاعرها من الإرتياح لمدح ومداعبة الرجال مما يشبع الإحساس بالأنوسة ، ولابد من مقاومة النفس ،
الزمن الذى نعيشه كله فتن ومفاتن وهذا أدعى لأن يكون كشف الوجه حرام .
والله هناك رجال كثيرة ما تركونا حتى بالنقاب ، فإتقاء أمثالهم أحرى .
فيم جاء عن فضيلة الشيخ محمد بن صالح بن عثيمين فى رسالة الحجاب اتقدم بملخص عن ما نشر فى الكتيب تسهيلا على القراء والدارسين
بعث الله محمدا صلىالله عليه وسلم بالهدى ودين الحق ليخرج الناس من الظلمات إلى النور بإذن ربهم ، وإن من مكارم الأخلاق التى بعث بها ذلك الخلق الكريم ــــ خلق الحياء ــــ وإحتشام المرأة وبعدها عن مواقع الفتن من الحياء ،فقد كانت المرأة فى العصور الماضية على عهد رسول الله وما يليه تخرج محتشمة ولكن فى هذا العصر وما جلبه المستعمر الغربى إلى بلادنا من سفور وباطل ، جعل المسلمين فى حيرة من أمر الحجاب بالرغم من أن احتجاب المرأة عن الرجال الأجانب وتغطية وجهها أمر واجب دلت عليه الآيات وسنة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم .
من أدلة القرآن
سورة النور الآية 31 ( وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن ويحفظن فروجهن ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها وليضربن بخمرهن على جيوبهن ولا يبدين زينتهن إلا لبعولتهن أو آبائهن أو آباء بعولتهن أو أبنائهن أو ما ملكت أيمانهن أو التابعين غير أولى الإربة من الرجال أو الطفل الذين لم يظهروا على عورات النساء ولا يضربن بأرجلهن ليعلم ما يخفين من زينتهن وتوبوا إلى الله جميعا أيها المؤمنون لعلكم تفلحون )
والأدلة فى هذه الآية على الوجوب ما يلى :
أ ــ حفظ الفرج يأت من وسائله تغطية الوجه الذى هو سبب النظر ـــ وفى الحديث " العينان تزنيان وزناهما النظر "
ب ــ الخمار هو ما تخمر المرأة به رأسها وحتى تؤمر باستخدام خمار الرأس لستر الصدر والنحر فذلك يؤدى لستر الوجه الذى هو موضع الجمال ، فإذا ذكر عن أن فلانة جميلة فالمقصود أن وجهها جميل .
ج ــ مقصود الزينة فيما عدا ما يظهر منها هو زينة الثياب .
د ــ يرخص سبحانه فى إبداء الزينة الفاتنة للطفل والخدم الذين لا شهوة لهم ، وهذا يدل على أن المقصود بها زينة الوجه محل الجمال فمن الواضح أن هؤلاء المحارم يمكن ظهور الوجه لهم وليس من المفاتن غير ذلك وهذا محرم على غيرهم من أولوا الإربة من الرجال
هـ ــ أمر الله المرأة أن لا تضرب برجلها فيعلم ما تتحلى به .
فأولى أن يأمرها بستر وجهها لأن ظهور جمال الوجه أكثر فتنة من سماع صوت الأقدام مما يشير لحسنها وجمال الوجه أولى بالإهتمام من جمال القدمين
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
2 ــ قوله تعالى ( و القواعد من النساء اللاتى لا يرجون نكاحا فليس عليهن جناح أن يضعن ثيابهن غير متبرجات بزينة وأن يستعففن خير لهن والله سميع عليم )
فالعجائز من النساء اللواتى انتهت من وجوههن ما هو داع للجمال والفتنة ـ يدعن ستر الوجه والكفين ـ ولكن إذا كان الأصل أن الوجه والكفين غير مستوران فما هو المباح لتركه هؤلاء العجائز هل يبيح لهن ترك ثيابهن وهذا غير مقبول ودال على أن الأصل للشابة تغطية الوجه وللعجوز تركه .
3 ــ قوله تعالى : ( ياأيها النبى قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلا بيبهن ذلك أدنى أن يعرفن فلا يؤذين وكان الله غفورا رحيما ) الأحزاب 85
ـــ قالت أم سلمة رضى الله عنها : لما نزلت هذه الآية خرج نساء الأنصار كأن على رؤسهن الغربان من السكينة وعليهن أكسية سود يلبسنها
ـــ ذكر أبو عبيدة السلمانى وغيره أن نساء المؤمنين كن يدنين عليهن الجلابيب من فوق رؤسهن حتى لا يظهر إلا عيونهن من أجل رؤية الطريق وكذلك قال ابن عباس رضى الله عنهما .
4 ــ قال تعالى ( لاجناح عليهن فى آبائهن ولا ابنائهن ولا إخوانهن ولا أبناء إخوانهن ولا أبناء أخواتهن ولا نسائهن ولا ما ملكت أيمانهن واتقين الله إن الله كان على كل شئ شهيدا )
وقال ابن كثير رحمه الله لما أمر الله النساء بالحجاب عن الأجانب بين فى الآية أن هؤلاء الأقارب لا يجب الإحتجاب عنهن ومن البديهى ترك ستر الوجه هو المقصود وليس ترك الثياب .
ومن السنة
ــ قال صلى الله عليه وسلم ( إذا خطب أحدكم إمرأة فلا جناح عليه أن ينظر منها إذا كان إنما ينظر إليها لخطبة وإن كانت لا تعلم ) رواه أحمد
فالجميع يعلم أن مقصود الخاطب المريد للجمال إنما هو جمال الوجه وما سواه تبعا وما أبيح للخاطب غير مباح لمن سواه
2 ــ أن النبى صلى الله عليه وسلم لما أمر باخراج النساء إلى مصلى العيد قلن يارسول الله إحدانالا يكون لها جلباب
فقال صلى الله عليه وسلم ( لتلبسها أختها من جلبابها ) رواه البخارى
وهذا معناه أن المعتاد لخروج النساء هو بالجلباب ومن ليس لها جلباب لا تخرج وعندما قيل ذلك لرسول الله لم يحل لهن الخروج بدونه وإنما حل الإشكال بأن تستعير المرأة من أختها.
ــ ثبت فى الصحيحين عن عائشة رضى الله عنها قالت :
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلى الفجرفيشهد معه معه نساء من المؤمنات متلفعات بمروطهن ثم يرجعن إلى بيوتهن ما يعرفهن أحد من الغلس وقالت لو رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم من النساء ما رأينا لمنعهن من المساجد كما منعت بنو إسرائيل نساءها .
وهذا الحديث له وجهان :
ــــــ الحجاب والتستر كان من عادة نساء الصحابة فهن القدوة وقد أمر الله فى آيات كثيرة باتباع أهل القدوة من المهاجرين والأنصار وسبيل المؤمنين .
ــــــ أن عائشة رضى الله عنها وكذلك عبد الله بن مسعود رضى الله عنهما نصحا لعباد الله أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ( لو رأى من النساء ما رأياه لمنعهن من الخروج حتى للمساجد )
ـــــ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " من جر ثوبه خيلاء لم ينظر الله إليه يوم القيامة " فقالت أم سلمة فكيف يصنع النساء بذيولهن ؟ قال : " يرخينه شبرا "
قالت : إذن تنكشف أقدامهن قال : " يرخين ذراعا لا يزدن عليه "
وهذا الحديث فيه دلالة على ستر القدم الذى هو أقل فتنة من الوجه والكفين .
ــــــ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " إذا كان لاحداكن مُكاتب وكان عنده ما يؤدى فالتحتجب منه "
وهذا يدل أن السيدة جائز أن تكشف وجهها لعبدها مادام فى ملكها ولكن إذا خرج منه وجب عليها الإحتجاب لأنه بذلك أصبح أجنبيا .
ــــــ قالت عائشة رضى الله عنها : ( كان الركبان يمرون بنا ونحن محرمات مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فإذا حاذونا سدلت إحدانا جلبابها على وجهها من رأسها ، فإذا جاوزونا كشفناه )
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وفى القياس
ما جاءت به الشريعة أن كل ما هو أمر استحباب هو مالا تتبعه مفسدة وكل ما منه مفسدة فهو منهى عنه
وكشف المرأة وجهها للرجال الأجانب يشتمل مفسدة
من مفاسده التالى :
1 ــ المرأة تفتن نفسها بفعل ما يجمل وجهها وهذا داعى للشر والفساد .
2 ــ الحياء من الإيمان وكشف المرأة وجهها نقص فى حيائها .
3 ــ إذا كانت جميلة يفتن الرجل بها ويحدث منه التملق والضحك والمداعبة والشيطان يجرى من بنى آدم مجرى الدم فقد يوجب ذلك تعلق قلب الرجل وقلب المرأة .
4 ــ الإختلاط بين النساء والرجال وكشف الوجه يشعرها بالمساواة معه فلا تخجل من مزاحمته وهذا يؤدى لوجود فتن كبيرة وفساد .
وفى ذلك أن خرج النبى صلى الله عليه وسلم ذات يوم من المسجد وقد اختلط النساء مع الرجال فى الطريق فقال صلى الله عليه وسلم ( استأخرن فإنه ليس لكن أن تحتضن الطريق ، عليكن بحافات الطريق ) فكانت المرأة تلتصق بالجدار حتى أن ثوبها ليتعلق به من لصوقها .
كما أن الله تعالى أمرهن ( وقل للمؤمنات يغضضن من ابصارهن )
أما ما يستند إليه البعض أن أسماء بنت أبى بكر دخلت على النبى صلى الله عليه وسلم فقال لها يا أسماء إن المرأة إذا بلغت المحيض لا ينبغى لها أن يظهر منها غير هذا وهذا وأشار إلى وجهه وكفيه ـــ فإن :
الراوى سعيد بن بشير النصرى وهو حديث ضعيف لم يرويه الرواة المشهورين
كذلك ضعيف الإسناد لأنه من رواية خالد بن دريك عن عائشة وهو لم يسمع منها فهو منقطع
وقال أبو داود بعد روايته لهذا الحديث ( هذا مرسل لأن خالد لم يدرك عائشة )
وفى اسناده سعيد بن بشير وهو ضعيف لا يحتج بروايته
كذلك عنعنته قتادة عن خالد بن دريك وهو مدلس ( أى يخفى الحقيقة )
هذا والله أعلم
الرأى الشخصى :
من منا معشر النساء تعلم جيدا صدق ما سبق بمشاعرها من الإرتياح لمدح ومداعبة الرجال مما يشبع الإحساس بالأنوسة ، ولابد من مقاومة النفس ،
الزمن الذى نعيشه كله فتن ومفاتن وهذا أدعى لأن يكون كشف الوجه حرام .
والله هناك رجال كثيرة ما تركونا حتى بالنقاب ، فإتقاء أمثالهم أحرى .