مــــرحــــــباَ بـــأحـبـــاب الله مــعــاَ

في طريق الجنة


الأحد، 7 فبراير 2010

تفسير سورة الأحقاف


تفسير سورة الأحقاف

العزيز: له العزة والقوة التى لا ترام.

الحكيم : له الحكمة فى الأقوال والأفعال.

ما خلقنا السموات والأرض ومابينهما إلا بالحق : ليس عبثا او باطلا – وإنما لمده معينه.

معرضون : لاهون.

قل : لهؤلاء المشركين العابدين مع الله غيره.

أرونى : أرشدونى إلى ما خلقوا من الأرض.

لم لهم شرك فى السماوات : لهم تصرف فى السماوات.

ائتونى بكتاب من قبل هذا : أى هاتوا كتابا مما ينزل على الانبياء فيه الأمر بعبادة الأصنام.

أثاره من علم : دليل واضح يبين ما سلكتموه أو يكون سلكه من قبلكم.

وهم عن دعائهم غافلون : ليس هناك أضل ممن يدعو أصناما هى غافله لاتسمع ولا تبصر فهى حجارة صماء.

كفروا بالحق : كفروا بما جاء بالقرآن.

أم يقولون افتراه : أى أن محمدا أفترى الكذب بالقرآن.

سحر مبين : سحر واضح.

قل إن افتريته فلا تملكون لى من الله شيئا : أى إذا زعمت أن الله أرسلنى وانا كاذب لعاقبنى ولا يقدر أحد لا انتم ولا غيركم ان يجيرنى من عذابه.

ماكنت بدعا من الرسل: لست بأول رسول فى العالم بل جاءت رسل من قبلى.

ما أدرى ما يفعل بى ولا بكم : قال ابن عباس : " لما اشتد البلاء بأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم رأى فى المنام أنه يهاجر إلى أرض ذات نخل وشجر وماء فقصها على أصحابه فاستبشروا ورأوا فيها الفرج مما أصابهم من أذى المشركين وانتظروا فترة ثم سألوا الرسول فقالوا : يارسول الله متى نهاجر إلى الأرض التى رأيتها ؟ فسكت رسول الله صلى الله عليه وسلم فأنزل الله تعالى : ( وما ادرى ما يفعل بى ولا بكم ) يعنى لا أدرى اخرج إلى الموضع الذى رأيته فى منامى أو لا ؟ ثم قال : انما هو شىء رأيته فى منامى ما أتبع إلا ما يوحى إلىّ.

وقال ابن كثير فى تفسيره : لا ادرى ما يفعل بى وبكم فى الدنيا أأخرج كما خرجت الأنبياء من قبلى ؟ أم أقتل مثلهم؟ وهذا اللائق بالرسول صلى الله عليه وسلم أنه فى الآخرة جازم أنه يصير إلى الجنة هو ومن اتبعه أما فى الدنيا فلا يدرى ماذا كتب الله له وما يؤول إليه أمره ومن معه مع المشركين.

إن أتبع إلا مايوحى إلىّ : إنما أتبع ما ينزله الله علىّ من الوحى.

نذير مبين : أنذر ما يوحى الله بوضوح لكل ذى عقل.

الآيه 10 : ( قل أرءيتم إن كان من عند الله وكفرتم به. وشهد شاهد من بنى إسرائيل على مثله فآمن واستكبرتم . إن الله لا يهدى القوم الظالمين ). : قل يامحمد للمشركين الذين كفروا بالقرآن ما ظنكم أن الله صانع بكم إن كان هذا كتاب الله وأنتم به تكفرون وتكذبون.

وشهد شاهد من بنى إسرائيل على مثله : عن عوف بن مالك قال : انطلق النبى صلى الله عليه وسلم يوما وأنا معه حتى دخلنا كنيسة اليهود بالمدينه يوم عيد لهم ، فكرهوا دخولنا عليهم ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "يامعشر اليهود أرونى إثنى عشر رجلا منكم يشهدون أنه لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله يحط الله على كل يهودى تحت أديم السماء الغضب الذى غضب عليه ". فسكتوا فما أجابه أحد منهم ، ثم رد عليهم فلم يجبه أحد ، ثم ثالث فلم يجبه أحد ، فقال صلى الله عليه وسلم : " أبيتم فوالله إنى أنا الحاشر وأنا العاقب وأنا النبى المصطفى آمنتم أو كذبتم ". ثم انصرف وانا معه حتى كدنا نخرج نادى رجل من خلفنا : كما أنت يامحمد . قال: فأقبل ذلك الرجل فقال : أى رجل تعلمونى يامعشر اليهود؟ قالوا : والله ما نعلم انه كان فينا رجل أعلم بكتاب الله ( التوراه) منك ولا أفقه منك ولا من ابيك قبلك ولا من جدك قبل أبيك.

قال : فإنى أشهد له بأنه نبى الله الذى تجدونه فى التوراة.

قالوا : كذبت وردوا عليه قوله وقالوا فيه شرا.

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "كذبتم لن يقبل قولكم أما آنفا فتثنون عليه من الخير ما أثنيتم ولما آمن كذبتموه وقلتم فيه ما قلتم فلن يقبل فيه قولكم ".

قال عوف : فخرجنا ونحن ثلاثه ، رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا وعبد الله بن سلام.

وأنزل الله عز وجل الآيه : ( قل أرأيتم إن كان من عند الله وكفرتم به وشهد شاهد من بنى اسرائيل على مثله فآمن واستكبرتم . إن الله لا يهدى القوم الظالمين ).

وقال الذين كفروا للذين آمنوا لو كان خيرا ما سبقونا إليه . وإذ لم يهتدوا به فسيقولون هذا افك قديم : أى قالوا لو كان القرآن خيرا لكان نزل علينا وعلى نبينا فنحن أفضل من هؤلاء الضعفاء مثل بلال وعمار وصهيب وخباب وغيرهم.

هذا إفك قديم : أى القرآن من المأثور عن الناس القدامي.

كتاب موسى : التوراة

وهذا كتاب مصدق : وهذا القرآن مصدقا.

لما قبله من الكتب : بلسان عرضى فصيح واضح.

لينذر الذين ظلموا وبشرى للمحسنين : تعنى ينذر الكفار ويبشر المؤمنين.



" حتى إذا بلغ أشده وبلغ أربعين سنة "

قال ابن عباس فى رواية عطاء :

صحب أبو بكر الصديق رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو ابن ثمانى عشرة ، والرسول صلى الله عليه وسلم ابن عشرين سنة ، وهم يريدون الشام فى التجارة ، فنزلوا منزلا فيه سدرة ، فقعد رسول الله صلى الله عليه وسلم فى ظلها ، ومضى أبو بكر رضى الله عنه إلى راهب هناك يسأله عن الدين ، فقال له الراهب : من الرجل الذى فى ظل السدرة ؟

فقال : ذاك محمد بن عبد الله بن عبد المطلب .

فقال : هذا والله نبى ، وما استظل تحتها أحد بعد عيسى بن مريم إلا محمد نبى الله .

فوقع فى قلب أبو بكر اليقين والتصديق ، وكان لا يفارق رسول الله صلى الله عليه وسلم فى أسفاره وحضوره .

فلما نبئ رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو ابن أربعين سنة وأبو بكر إبن ثمان وثلاثين سنة أسلم وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم .

فلما بلغ أربعين سنة قال وأخبر الله بقوله فى القرآن الكريم : ( رب أوزعنى أن أشكر نعمتك التى أنعمت علىّ) الأحقاف 15.
معنى الآية

أنه عندما كمل عقله وشب وكمل فهمه ، قال اللهم ألهمنى أشكر نعمتك وأصلح لى فى نسلى

وهذا إرشاد لمن بلغ الأربعين أن يجدد توبته وإنابته إلى الله ، فهؤلاء هم التائبون الذين يتقبل الله عنهم أحسن ما عملوا ويغفر لهم ذنوبهم والزلل وهم أصحاب الجنة .

وبالتالى يذكر بعد أن يوضح أصحاب الجنة ، يوضح من هم أصحاب الجحيم الأشقياء فى الآيات ( 17 ـ 20 ) وهم العاقين للوالدين ، الخاسرين أنفسهم وأهليهم يوم القيامة .

الآيات ( 21 ـ 25 ) تذكر نبى الله هود إذ كذبه قومه ، قوم عاد وكانوا يسكنون الأحقاف ( جبال الرمل والغار ) وقد أرسل الله الرسل إلى من حولهم من القرى ، وقال لهم هود " إنى أخاف عليكم عذاب يوم عظيم " ــ فقالوا إنك كاذب لتصدنا عن آلهتنا ، فأتنا بالعذاب إن كنت من الصادقين ، واستعجلوا العذاب وعقوبة الله استبعادا لذلك ، فقال لهم " إنما العلم عند الله " ـــ أى متى يأتيكم العذاب ــ

" فلما رأوه عارضا مستقبل أوديتهم "

كانوا قد أجدبوا ثلاثة سنوات ، وكانوا يدعون الله بالسقيا ، فلما رأوا سحابا وريحا فرحوا وظنوا أنه المطر ليستقوا ، ولكنها ريح العذاب تدمر كل شئ من بلادهم وأهلكتهم ، وأهلكت كل شئ ولم يبق لهم باقبة .



الآيات (29 ــ32 )

عن عبد الله بن عمر رضى الله عنهما قال : هبطوا على النبى وهو يقرأ القرآن ببطن نخلة ، فلما سمعوه أنصتوا وقالوا : صه ، وكانوا تسعة أحدهم ذوبعة ، فأنزل الله الآيات

" صرفنا " جعلناهم يتوجهون إليك

وعن عبد الله قال : " ما قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم على الجن ولا رآهم ، انطلق رسول الله صلى الله عليه وسلم فى طائفة من أصحابه عامدين إلى سوق عكاظ ، وقد حيل بين الشياطين وبين خبر السماء وأرسلت عليهم الشهب ، فرجعت الشياطين إلى قومهم فقالوا :

ما لكم ؟

قالوا : حيل بيننا وبين خبر السماء وأرسلت علينا الشهب

قالوا : ما حال بينكم وبين خبر السماء إلا شئ حدث ، فاضربوا مشارق الأرض ومغاربها ، وانظروا ما هذا الذى حال بينكم وبين خبر السماء .

فانصرف أولئك النفر الذين توجهوا نحو تهامة إلى رسولالله صلى الله عليه وسلم وهو بنخلة عامدا إلى سوق عكاظ ، وهو يصلى بأصحابه صلاة الفجر ، فلما سمعوا القرآن استمعوا له فقالوا : ( إنا سمعنا قرآنا عجبا * يهدى إلى الرشد فآمنا به نشرك بربنا أحدا * ) الجن 1ـ2

وأنزل الله على نبيه الآية من سورة الجن

وهو لم يستمع إلى قول الجن ولكن أوحى إليه قولهم .



وعن علقمة أنه قال : سألت ابن مسعود فقلت : هل شهد أحد منكم مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة الجن ؟

قال : لا ولكنا كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات ليلة ففقدناه فالتمسناه فى الأودية والشعاب ، فقيل استطيرأو اغتيل فبتنا بشر ليلة بات بها قوم ، فلما أصبحنا إذا هو جاء من قبل حراء ، فقلنا يارسول الله ، فقدناك فطلبناك فلم نجدك ، فبتنا بشر ليلة بات بها قوم .

فقال صلى الله عليه وسلم : " أتانى داعى الجن فذهبت معهم ،فقرأت عليهم القرآن "

قالعلقمة : فانطلق بنا فأرانا آثارهم وآثار نيرانهم .

" كتابا أنزل من بعد موسى " الأحقاف 30

المقصود الإنجيل ولم يذكروا اسمه لأنه ليس كتابا بذاته وإنما متمم لشريعة التوراة ، فيه مواعظ وقليل من التحليل والتحريم لما فى التوراة .

" ومن لا يجب داعى الله فليس بمعجز فى الأرض " أى ليس يجيرهم أحد من عذاب الله والله محيط به .

ثم تشرح الآيات ( 33 ـ35 ) عذاب المنكرون للبغث .

" لم يعى بخلقهن " لا يصعب عليه .

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ