أنا و أهل البقرة
ـــــــــــــــ
معا نستخرج الأحكام والتشريعات الموجودة فى سورة البقرة
1 ــ الإيمان بالقرآن الكريم بلا شك ، وأنه من لدن عزيز كريم والعمل بما فيه
2ــ الإيمان بالغيب
3ــ لإقامة الصلاة
و يأمر سبحانه بالمحافظة على الصلوات فى وقتها وخاصة صلاة العصر ( الصلاة الوسطى ) ويأمر بالقنوت فيها والخشوع
وذلك أن كان الرجل يحدث الآخر وهو فى الصلاة عند الضرورة فنزلت الآية تمنع التحدث فى الصلاة
وفى حالة القتال صلوا على أى حال راكبين أو مترجلين ، مستقبلى القبلة أو غير مستقبلين لها وتسمى صلاة الخوف وهى ركعة واحدة
فإذا انتهى الخوف فأتموا صلاتكم ركوعها وسجودها وخشوعها واشكروا الله أن منحكم رخصه
4 ــ إيتاء الزكاة والإنفاق
5 ــ نؤمن بما أنزل الله فى القرآن على رسوله محمد صلى الله عليه وسلم
ونؤمن بما أنزل على الرسل جميعا من قبل
6 ــ نؤمن بالآخرة ويوم القيامة والحساب والثواب والعقاب كما أوضح الله فى كتابه وشرح لنا رسوله
7 ــ الإيمان بالقدر خيره وشره
8ــ الأمر بالصيام وتشريعاته
9ــ الأمر بالحج و العمرة وتشريعاتهما
10 ــ البحث فى داخل النفس عن الإيمان حتى لا يقع الإنسان فى الشرك الخفى باتباع الهوى أو النفاق والبعد عن الصفات والأعمال المؤدية لذلك
11 ــ البعد عن الرياء فهو يحبط العمل
12 ــ اتخاذ من قصص الكفار والمنافقين العبرة لتقوى الله وطاعته وعدم سلوك منهج الكفار والمنافقين للنجاة من النار والفوز بالجنة وحسن الثواب
13 ــ اتخاذ قصص الأنبياء والأقوام السابقة عظة وعبرة لإتباع طريق الله المستقيم
14 ــ الإلتزام بالعهود والعقود وعدم نقدها بعد توكيدها
15 ــ الحذر من كيد الشيطان واتخاذه عدوا وعدم الخضوع له فى معصية الله لأنه عدو أزلى ويتربص بالإنسان الدوائر
16 ــ تطابق القول مع العمل فيما يرضى الله وطاعة لله ورسوله صلى الله عليه وسلم وعدم فعل ما بدر من اليهود
17 ــ التمسك بتعاليم دين الله واتباعها
18 ــ تطبيق تعاليم الله كما هى وعدم التشديد على النفس كما فعل اليهود فى قصة البقرة إذ شددوا على أنفسهم عنادا فشدد الله عليهم
19 ــ تقوى الله وعدم التأول عليه بما لم ينزل وعدم ابتداع البدع كما فعل اليهود
20 ــ بر الوالدين والإحسان إليهما وطاعتهما إلا فى ما نهى الله عنه
21 ــ صلة الرحم والإحسان لذوى القربى واليتامى والمساكين والفقراء
22 ــ عدم قتل النفس إلا بالحق وهذا بأمر القاضى فى القصاص والإلتزام بالضوابط فى ذلك من دفع دية القتل الخطأ أو الإصابات الخطأ
23 ــ التزام الضوابط مع الأسرى من الأعداء فى الحروب
الأسير يكون من الكفار ويترك بدفع الدّية وإلا فيعتبر من الرقاب التى عليها عتق
وليس الأسير من المؤمنين ، فأسرى المؤمنين ليس عليها دية ولا عتق
24 ــ النهى عن الحسد والغيرة لأنهما يؤديان بالإنسان إلى تدمير النفس والمجتمع والكفر والعقاب فى الجحيم كما حدث مع اليهود والأقوام السابقة
25 ــ النهى عن عداء أهل التقوى والإيمان واولياء الله والأنبياء وتوقيرهم لأن ذلك من تقوى الله
26 ــ النهى عن أعمال السحر والكهانة لأنها من الشرك بالله ويتبعها الأذى والضرر وعدم النفع والخضوع للشيطان
27 ــ تقديس بيوت الله التى يذكر فيها سبحانه وعدم إخافة المسلمين من دخولها
وهى دائمة مع تطور الأزمان فيمن يخربون بيوت الله ويمنعون دخولها لذكر الله والصلاة من منافقى المسلمين أو أعداءهم .ومن يمنعون المسلمين من ذكر الله والدعوة لله ويحاولون كتم صوت الحق والدعوة
28 ــ عدم موالاة اليهود والنصارى من دون المؤمنين
يوضح الخالق سبحانه وتعالى لنبيه أن اليهود والنصارى سيظلون أعداء للمسلمين أبد الدهر فلن يرضوا عنهم حتى يترك الإسلام ويتبع ملتهم
ويرشده أن يترك ما يرضيهم ويقبل على ما يرضى الله ، لأن الهدى هدى الله يهدى من يشاء إلى الصراط المستقيم
وأنه لو اتبع ملتهم ليرضوا عنه بعد ما تعلمه من القرآن الكريم فإن هذا هو الخسران الواضح
فهؤلاء آمنوا بدينهم ويعلمون أن محمد حق ولكن يحسدون ويتنكرون له
ولهذا كانوا كافرين
29 ــ الإلتزام بالمناسك الموضحة عند آداء فريضة الحج
30 ــ أن يتخذ المسلمين وجهتهم إلى المسجد الحرام ويأمر بالإتجاه نحوه فى الصلاة من جميع أقطار الأرض
31 ــ أمر الله بالشكر ثم يأمر بالصبر والًصلاة استعانة بهما على الضراء
صبر على ترك المحارم ، وصبر على فعل الطاعات ، وصبر على المصائب
32 ــ أحل الله أن يأكل الإنسان مما هو غير ضار طيب للأبدان والعقول ونهى عن اتباع الشيطان من تحريم ما أحل الله أو تناول ما حرم
ويحذر بأن الشيطان عدو واضح عداءه
33 ــ حرم أكل الميتة والدم ولحم الخنزير وما أهل به لغير الله فمن اضطر غير باغ ولا عاد فلا إثم عليه إن الله غفور رحيم
34 ــ العدل فى القصاص كتب على المؤمنين فلا تتجاوزوا الحد فحركم بحركم وعبدكم بعبدكم والمسلم لا يقتل بالكافر ولا يقتل الجماعة بالواحد ، ويمكن العفو بقبول الدية ومن ترك حقه تسامحا فلا ضرر
وقد شرع الله القصاص والتخفيف بقبول الدية من رحمته
35 ــ يوص الله بجواز الوصية للوالدين والأقربين ولا وصية لوارث لأن لهم حق سيأخذونه بدون وصية
فإذا وصى للأقربين الذين ليس لهم حق ميراث فلا يجور على حقوق الوارثين وقيل فى الثلث فقط
36 ــ آمرالله الأمة المسلمة بالصيام
ومعنى الصيام : الإمساك عن الطعام والشراب والجماع بشرط النية الخالصة لما فيه من طهارة للنفس من الرذائل والأخلاق السيئة وقد كان كتب على أقوام من قبل ويقول أن فى الصيام عون للنفس على التقوى
وأعطى الله رخصة لمن كان مريضا ويقع عليه الأذى بالصيام وكذلك المسافر بأن يفطروا على أن يتم إعادة الأيام التى فطر فيها بعد انتهاء الشهر
أما من لا يستطع الإعادة لمرض مزمن أو غير ذلك كالمرأة أو الرجل كبير السن ويضره الصيام فعليه أن يطعم عن كل يوم مسكينا
أما الشيخ الهرم الفانى فله أن يفطر ولا قضاء عليه
37 ــ الدعاء عبادة
قال النبى صلى الله عليه وسلم : " يقول الله تعالى : أنا عند ظن عبدى بى ، وأنا معه إذا دعانى "
وكان الصحابة إذا سألوا عن شئ فإن الله يقول لنبيه ( قل ...) ويجيب
ولكن هنا وعند الدعاء لم يقل ( قل لهم إنى قريب ) ولكن أجاب لنا سبحانه مباشرة ليزيل المسافات بيننا وبين اجابته السريعة
ولكن قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ما من مسلم يدعو الله بدعوة ليس فيها إثم ، ولا قطيعة رحم ، إلا أعطاه الله بها إحدى ثلاث خصال : إما أن يعجل له دعوته ، وإما أن يدخر له فى الأخرى ، وإما أن يصرف عنه من السوء مثلها " قالوا : إذا نكثر ، قال : " الله أكثر " .
وقال أبو هريرة أن النبى صلى الله عليه وسلم قال " يستجاب لأحدكم ما لم يعجل ، يقول : دعوت فلم يستجاب لى "
وقال صلى الله عليه وسلم" للصائم عند إفطاره دعوة مستجابة "
فأحيانا يدعو الإنسان بشر ولا يدرى أين خيره
وأحيانا يدعو بشئ ويجاب له فى وقت مؤجل لصالحه
وأحيانا يختبر ويؤجل له الخير فى الآخرة
ولا تمل الدعاء فإنه عبادة تشعرنا بضعفنا واحتياجنا لله ورحمته ومن ترك الدعاء دخل الكبر نفسه ، ولا يدخل الجنة من كان فى قلبه مثقال ذرة من كبر
38 ــ نهى الله عن أكل المال بالباطل
الرجل يكون عليه دين ومال وينكره ويحلف للقاضى أنه ليس عليه شئ
أو يكون هناك خصومة بين أثنين ويحلف الرجل للقاضى أن المال ماله كذبا ويأخذ ما ليس له بحق
والقاضى بشر يصيب أو يخطئ ويكون الذى عليه الحق له القدرة على اظهار الحجة بالكلام
والله شهيد على ما بينهما
فإنما يأكل فى بطنه نارا ويصلى سعيرا
39 ـ يحث الله على قتال أعداء الإسلام الذين يحاربون ويهمهم قتال المسلمين
ويأمر بعدم الإعتداء والتمثيل بالجثث وقتل الشيوخ والأطفال والصبيان الذين ليس لهم رأى فى القتال
وينهى عن قتال فى بلد الله الحرام إلا إذا أعتدى الكافرون على المسلمين فيه
فإن تراجعوا فإن الله يغفر لمن تاب منهم
وإن تراجعوا عن قتال المسلمين فيجب التراجع عنهم
40 ــ أمر الله بالعدل حتى مع المشركين
ولم يكن النبى صلى الله عليه وسلم يغزو فى الشهر الحرام إلا أن يغزى من العدو ، ويخبر الله أنه مع الذين اتقوا بالنصر فى الدنيا والآخرة
41 ــ يأمر الله بالإنفاق فى سبيل الله فى وجوه الطاعات وقتال الأعداء وما يقوى المسلمون على عدوهم وأن الإمتناع عن بذل المال فى سبيل الله إنما هو إلقاء النفس فى الهلاك
والإحسان إنما هو أعلى مراتب الطاعات
ومصارف الإنفاق تكون على النفس والزوجة والأولاد والوالدين والأقربين واليتامى والمساكين وابن السبيل والغارمين وعتق الرقاب والجهاد فى سبيل الله
42 ــ يقول سبحانه عن أحكام العمرة والحج لمن بدأ فى أفعالهما ثم عرض له ما يصده عن إتمام المناسك فعليه ذبح ( والذبيحة تكون من الإبل أو البقر أو المعز أو شاة )
وقال العلماء إذا شرع أحد فى الحج أو العمرة عليه أن يشترط حتى لا يقع فى مثل ذلك
والإشتراط بأن يقول بعد صلاة ركعتى النية " أن محلى حيث حبستنى "
وذلك لأن عائشة رضى الله عنها قالت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل على ضباعة بنت الزبير بن عبد المطلب فقالت : يا رسول الله ، إنى أريد الحج ، وأنا شاكية ، فقال : " حجى واشترطى ، أن محلى حيث حبستنى "
ويجب عدم حلق الرأس حتى يتم توزيع الذبيحة
الحصار : أى منع الكفار الحجاج من دخول الحرم كما حدث فى عام الحديبية ، يمكن الحلق والذبح خارج الحرم
ولمن كان برأسه مرض أو حشرات له أن يحلق رأسه و صيام ثلاثة أيام فى الحج وسبعة بعده ، أو إطعام ستة مساكين أو ذبح شاة وتوزيعها على الفقراء
ومن خالف أمر الله فإن الله يعاقبه
43 ــ والتمسك بكل تعليم الإسلام والحذر من غواية الشيطان فإنه عدو عداءه واضح يأمر بالسوء والفحشاء والتقول على الله
44 ــ تحريم الخمر
فالخمر هو كل ما خامر العقل
والميسر هو القمار
45 ــ حرم الله زواج المسلمة من المشرك وحرم زواج المؤمن من المشركة من عبدة الأوثان واستثنى نساء أهل الكتاب
وذلك لأن مخالطتهم تبعث على حب الدنيا بما فيها من غضب لله ، أما المسلمين فهم عونا لبعضهم على طاعة الله
46 ــ كانت اليهود إذا حاضت المرأة لا يؤاكلوها ولا يجامعوها فى البيوت ولذلك سأل أصحاب النبى النبى صلى الله عليه وسلم عن المحيض
نزلت الآية ومعناها عمل كل شئ إلا الجماع والمباشرة فى الفرج ومن فعل ذلك فقد أثم وعليه الإستغفار والتوبة
وإذا انتهت مدة الحيض عليها الإغتسال ( تطهرن ) قبل أن يقربها زوجها
وقوله ( نساؤكم حرث لكم ) أى موضع الولد ( أنى شئتم ) أى كيفما شئتم والأمام أو من الخلف فى موضع الحرث وهذا التفصيل لأن اليهود كانوا يقولون أنه إذا أتى الرجل إمرأته من الخلف فى موضع الولد جاء الولد أحول
ويحرم إتيان المرأة فى الدبر فهذا لواط
ويعلمنا الله التقوى للإلتزام بالطاعات ومراقبة لقائه
47 ــ يقول تعالى لا تقسموا بالله على منع البر وصلة الأرحام والإصلاح بين الناس
ولا يحاسبكم الله إذا حلفتم قولا باللسان ولم تعقدوا العزم فإن الله يحاسب على ما أيقنت به وعزمت عليه النفس
48 ــ الإيلاء : هو حلف الرجل على زوجته بأن لا يجامعها مدة إما 4 أشهر أو أقل
وعليه أن ينتظر ما عهد على نفسه من مدة حتى تنقضى وعلى زوجته أن تصبر معه فلا تطلب منه غير ذلك حتى يفى بقسمه
حتى تنقضى المدة فإن تراجعا فلا بأس والله يغفر لهما أما إن لم يفئ ( أى يجامعها ) فلها طلب الطلاق وإن علقها ولم يجامعها فى نهاية المدة للإضرار بها ولم يطلقها فعلى القاضى أن يطلقها منه
ونهاية المدة لا تعتبر طلاقا
49 ــ وهذا أمر من الله للمطلقات بعد الدخول بهن بأن ينتظرن ثلاثة حيضات بدون زواج وبعدها يتزوجن إن أردن على أن تغتسلن من الحيضة الثالثة
ولا يحل للمطلقة أن تكتم ما فى بطنها من حمل إن وجد
وقوله ( إن كن يؤمن بالله واليوم الآخر ) تهديد لهن إن فعلن غير ذلك
وزوجها الذى طلقها أحق بردها مادامت فى عدته إذا كان يريد خيرا
وقوله ( ولهن مثل الذى عليهن بالمعروف ) تعنى بأن على الرجال أداء حقوق أيضا لهن بالمعروف
وللرجال على النساء فضل ( درجة ) فى الخلق والنفقة وطاعة الأمر
والله عزيز ذو انتقام لمن خالف أمره حكيم فى أوامره
50 ــ كان الرجل قبل الإسلام من حقه يراجع إمرأته ولو مائة مرة مادامت فى العدة وكان ذلك يؤذى النساء ولهذا جعل الله عدد الطلقات ثلاثة فقط وأباح الرجعة فى الأولى والثانية ومنعها فى الثالثة
ولا يحل للرجال أن يضيقوا على النساء لتفتدى نفسها بما لها من صداق أو غيره إلا أن يكون برغبتها وعن طيب نفس وذلك إن كرهت المرأة معاشرة زوجها بدون تضييق منه
وهذا ما يعرف بالخلع ، وقيل لو أخذ منها شيئا وهو مضار لها فعليه رده
51 ــ وإذا طلق الرجل إمرأته طلقة ثالثة فإنها تحرم عليه حتى يطأها زوج آخر وإن لم يدخل بها الثانى لا تحل للأول
فقد لعن الله ورسوله " المحل والمحلل له "
ولها أن ترجع لمعاشرة الأول إن ظنا أن يتعاشرا بالمعروف
52 ــ كان الرجل إذا طلق إمرأته يراجعها قرب إنتهاء العدة ثم يطلقها حتى تطول عليها مدة العدة ولا تتزوج بغيره
فنهى الله عن ذلك الإعتداء وأمر الرجل بأن ينتظر عليها فى عدته مقيمة فى بيته حتى تنتهى عدتها ثم يخرجها بإحسان وبدون عداء
وإن أراد مراجعتها أثناء عدتها فله ذلك على أن يشهد على ذلك
53 ــ و إذا طلق الرجل زوجته ثم بعد انقضاء العدة يريدا أن يتراجعا فيمنعها أهلها فنهى الله أن يمنعوها
وهذا يدل على أن المرأة لاتملك أن تزوج نفسها ولابد لها من ولى
وهذا يتعظ به ويؤمر به من كان يخشى الله وأزكى لقلوبكم
54 ــ و هذا إرشاد للوالدات أن يكملن الرضاعة ومدتها سنتان
وعلى الوالد نفقة الوالدات وكسوتهن بالمعروف وما جرت عليه العادة بلا تقتير ولا إسراف
( لا تضار والدة بولدها ) أى لا تدفع المولود عنها لتضر أباه بعدم إرضاعه
( ولا مولود له بولده ) أى ولا ينتزع الوالد الولد من أمه ليضرها
( وعلى الوارث مثل ذلك ) على الوارث عدم الإضرار بالأم والنفقة عليها تماما مثل الوالد والقيام بحقوقها فى حالة وفاة الوالد
وإن اتفق والدا الطفل على فطامه قبل السنتين فلهما ذلك
وإذا اتفقت الوالدة مع الوالد على أن يستلم الطفل منها لأى سبب وعذر مقبول فعليه أن يسلمها أجرة رضاعتها للطفل بما اتفقا عليه وتعارفا عليه بالتى هى أحسن وله أن يسترضع أخرى بالأجر
55 ــ وأمر النساء اللواتى يتوفى عنهن أزواجهن ولا ذنب عليكم أن تعرضوا بخطبة النساء أثناء العدة بدون تصريح كأن يقول أريد التزويج من امرأة صفاتها كذا أو وددت لو رزقنى الله التزويج من امرأة كذا بحيث يلمح لها بطلبه
فإن الله يعلم ما يدور بنفوسكم فرفع عنكم الحرج
ولكن لا تواعدوهن سرا يريد الزنا
وقيل لا يقول لها انا عاشق وعاهدينى بعدم الزواج بغيرى ونحو ذلك
ولا تعقدوا العقد للزواج إلا بعد انتهاء العدة
56 ــ وهذا أمر للنساء اللواتى يتوفى عنهن أزواجهن
عدتهن أربعة أشهر وعشرة ليال ( وهذا للمدخول بهن والغير مدخول بهن سواء )
فالآية عامة
* وغيرالمدخول بها لها الصداق كاملا وعليها عدة ولها ميراث
* أما المدخول بها فعدتها وضع الحمل وليس ارتباط بعدد الشهور فلو وضعت بعد اسبوع كانت نهاية عدتها
فإذا انتهت العدة لها ان تتزوج طيبا
57 ــ سمح الله تعالى بأن يطلق الرجل زوجته قبل أن يدخل بها وجعل لها الحق فى تعويضها عن ما فاتها من زوجها بعطاء بحسب حالة الزوج المادية
( الموسع ) ميسر ماديا
( المقتر ) غير ميسر ماديا
58 ــ ويجمع العلماء على أن من قد حدد لها مقدار من مؤخر الصداق أن يقسم نصفين وللزوجة نصفه فى حالة طلاقها قبل الدخول بها
وفى حالة تنازلها فللزوج أخذه كله
وفى حالة تنازل الزوج ( الذى بيده عقدة النكاح ) عن حقه لها فلها قبوله كله
59 ــ يشير سبحانه إلى أنه بعد إنتهاء عدة من توفى عنها زوجها أو وضعت حملها إذا كانت حاملا بأن لا تمنع من الخروج من بيت زوجها ، أو تتزوج
ويوضح سبحانه الآيات لأن فيها خير العباد
60 ــ إذا أويت إلى فراشك فأقرأ آية الكرسى من أولها حتى تختم الآية ( الله لا اله إلا هو الحى القيوم ) ـــــ إنك لا يزال عليك من الله حافظا ولن يقربك شيطان حتى تصبح
61 ــ يأمر الله بعدم الأذى بعد الصدقات لمن أعطوهم
والكلمة الطيبة ودعاء المسلمين والعفو والمغفرة أفضل عند الله من الصدقة التى يتبعها اذى
والصدقة يبطلها المن والأذى
وضرب مثلا فى ذلك ليظهر لنا خطورة الأذى والمن بالذى يتصدق ليرائى الناس وهو كافر بنعمة ربه ومثله بالصخر الأملس عليه التراب وجاءه ريح أزالت ما عليه وتركته صلدا وكذلك المرائين أعمالهم كالتراب الذى لا قيمة له والمن يذهب به ولا يعود عليهم بنفع
62 ــ يأمر الله عباده أن ينفقوا الصدقات من أفضل ما عندكم ولا تخرجوا ما إن لو أعطاه لكم أحد رفضتموه وكرهتموه
ولا تجعلوا ما تخرجون من الحرام وتمنعوا الحلال
وهذا فى معنى أن البعض يقول أن أرباح البنوك حرام نأخذها ونخرجها صدقات ، فالله طيب لا يقبل إلا الطيب
فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " سبعة يظلهم الله فى ظله يوم لا ظل إلا ظله : إمام عادل ، ..........، ورجل تصدق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه "
كان بعض المسلمين يكرهون أن يعطوا أنسابهم من المشركين ، فسألوا فرخص لهم النفقة
وذلك الترخيص لأن ما ينفقه المؤمن فهو ابتغاء لوجه الله وليس للفقراء وما ينفقون فلأنفسهم رغبة فى جزاء الله
63 ــ آكلوا الربا يقومون من قبورهم يوم القيامة كمن عنده صرع من مس الشيطان
وذلك لأنهم قالوا إن البيع فى حاله مثل الربا فلم يحل الله ذلك ويحرم ذلك ، واعترضوا على الشرع
يمحو ويذهب الله الربا من يد صاحبه ويحرمه بركته ولا ينتفع به ويعذبه به فى الدنيا ويوم القيامة يعاقبه
64 ــ يأمر الله عباده بتقواه وترك ما لهم من ربا عند الناس إن كانوا ءامنوا بما شرع الله وفرق بين البيع والربا ويهددهم بحرب من الله إن استمروا على ذلك
ويبشرهم بالخير وعدم الظلم إن تابوا فلهم رءوس أموالهم
كما يأمر بالصبر على المعسر الذى لا يجد الوفاء بما عليه من أموال
يقول صلى الله عليه وسلم " من أنظر معسرا ، فله بكل يوم مثله صدقة "
ويذكر الله عباده بيوم القيامة ويحذرهم عقوبته ويطمئنهم ثوابه
65 ــ يرشد الله عباده بأن يسجلوا المعاملات كتابة كى تحفظ الحقوق ويوضح أهمية وجود الشهود
أوضح أنه يجوز شهادة المرأة وشهادة الرجل تعادل شهادة مرأتين لأن المرأة عاطفية بطبعها وكثيرة النسيان بسبب كثرة الحمل والولادة والأنشغال بالأولاد والزوج وطبيعة خلقها كذلك
وللشهادة يجب وجود شهيدين ليكونا شهيدين على كلا منهما الآخر
وأمر الله بالعدل عند الكتابة وأن يكتب صاحب الدين الذى عليه الحق
وإن لم يستطع الكتابة فليملل وليه بالحق ولا ينقص منه شئ
وأمر بالتقوى عند الكتابة ومخافة الله
والشهادة أمر لا يمكن أن يرفضه من تطلب منه
وإذا كانت تجارة تدار يدا بيد فلا ضير فى عدم كتابتها على أن يؤدى الذى أؤتمن أمانته
ويأمر سبحانه بعدم الإضرار بالكاتب أو الشاهد
ومخالفة أوامر الله تعرض لغضبه وعقابه
66 ــ ويرشد الله من كان على سفر وتعامل بدين لأجل معلوم ولا يجد كاتبا ليكتب ولم يجد شهود فله أن تكون بينهم رهان مقبوضة فى يد صاحب الحق بدلا من الكتابة حتى يعودوا من السفر
ويأمر بعدم إخفاء الشهادة ولا تشهدوا الزور ومن فعل ذلك فهذا صاحب القلب الفاجر الآثم
67 ــ وختمت السورة بالآية التالية :
( لا يكلف الله نفسا إلا وسعها لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت ، ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا ، ربنا ولا تحمل علينا إصرا كما حملته على الذين من قبلنا ربنا ولا تحملنا ما لا طاقة لنا به واعف عنا واغفر لنا وارحمنا أنت مولانا فانصرنا على القوم الكافرين )
وفيها يطمئننا الله جل جلاله وعظمت رحمته بأنه يعفو عن ما دارت بنفسه شرور ولم يقدم عليها ولم يفعلها ومنع نفسه اتقاء وجه الله وله بها حسنة
وأنه يحاسب من قدم على المعصية وفعلها
والحسنات للحسنات والسيئات للسيئات
ويعلمنا دعوات ندعوه بها ( ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا ) فقد قال صلى الله عليه وسلم عن ربه وربنا " رفع عن أمتى ثلاث الخطأ والنسيان وما استكرهوا عليه "
( ربنا ولا تحمل علينا إصرا كما حملته على الذين من قبلنا ) أى لا تكلفنا ما هو فوق طاقتنا مثلما أمر أقوام أخرى قبلنا
و( ربنا ولا تحملنا ما لا طاقة لنا به ) أى من البلاء والتكاليف والمصائب
و( واعف عنا ) اعف عن ما تعلم من تقصيرنا فى الطاعات والعبادات بيننا وبينك
( واغفر لنا ) اغفر لنا ما بيننا وبين عبادك من خصومات
ـــــــــــــــ
معا نستخرج الأحكام والتشريعات الموجودة فى سورة البقرة
1 ــ الإيمان بالقرآن الكريم بلا شك ، وأنه من لدن عزيز كريم والعمل بما فيه
2ــ الإيمان بالغيب
3ــ لإقامة الصلاة
و يأمر سبحانه بالمحافظة على الصلوات فى وقتها وخاصة صلاة العصر ( الصلاة الوسطى ) ويأمر بالقنوت فيها والخشوع
وذلك أن كان الرجل يحدث الآخر وهو فى الصلاة عند الضرورة فنزلت الآية تمنع التحدث فى الصلاة
وفى حالة القتال صلوا على أى حال راكبين أو مترجلين ، مستقبلى القبلة أو غير مستقبلين لها وتسمى صلاة الخوف وهى ركعة واحدة
فإذا انتهى الخوف فأتموا صلاتكم ركوعها وسجودها وخشوعها واشكروا الله أن منحكم رخصه
4 ــ إيتاء الزكاة والإنفاق
5 ــ نؤمن بما أنزل الله فى القرآن على رسوله محمد صلى الله عليه وسلم
ونؤمن بما أنزل على الرسل جميعا من قبل
6 ــ نؤمن بالآخرة ويوم القيامة والحساب والثواب والعقاب كما أوضح الله فى كتابه وشرح لنا رسوله
7 ــ الإيمان بالقدر خيره وشره
8ــ الأمر بالصيام وتشريعاته
9ــ الأمر بالحج و العمرة وتشريعاتهما
10 ــ البحث فى داخل النفس عن الإيمان حتى لا يقع الإنسان فى الشرك الخفى باتباع الهوى أو النفاق والبعد عن الصفات والأعمال المؤدية لذلك
11 ــ البعد عن الرياء فهو يحبط العمل
12 ــ اتخاذ من قصص الكفار والمنافقين العبرة لتقوى الله وطاعته وعدم سلوك منهج الكفار والمنافقين للنجاة من النار والفوز بالجنة وحسن الثواب
13 ــ اتخاذ قصص الأنبياء والأقوام السابقة عظة وعبرة لإتباع طريق الله المستقيم
14 ــ الإلتزام بالعهود والعقود وعدم نقدها بعد توكيدها
15 ــ الحذر من كيد الشيطان واتخاذه عدوا وعدم الخضوع له فى معصية الله لأنه عدو أزلى ويتربص بالإنسان الدوائر
16 ــ تطابق القول مع العمل فيما يرضى الله وطاعة لله ورسوله صلى الله عليه وسلم وعدم فعل ما بدر من اليهود
17 ــ التمسك بتعاليم دين الله واتباعها
18 ــ تطبيق تعاليم الله كما هى وعدم التشديد على النفس كما فعل اليهود فى قصة البقرة إذ شددوا على أنفسهم عنادا فشدد الله عليهم
19 ــ تقوى الله وعدم التأول عليه بما لم ينزل وعدم ابتداع البدع كما فعل اليهود
20 ــ بر الوالدين والإحسان إليهما وطاعتهما إلا فى ما نهى الله عنه
21 ــ صلة الرحم والإحسان لذوى القربى واليتامى والمساكين والفقراء
22 ــ عدم قتل النفس إلا بالحق وهذا بأمر القاضى فى القصاص والإلتزام بالضوابط فى ذلك من دفع دية القتل الخطأ أو الإصابات الخطأ
23 ــ التزام الضوابط مع الأسرى من الأعداء فى الحروب
الأسير يكون من الكفار ويترك بدفع الدّية وإلا فيعتبر من الرقاب التى عليها عتق
وليس الأسير من المؤمنين ، فأسرى المؤمنين ليس عليها دية ولا عتق
24 ــ النهى عن الحسد والغيرة لأنهما يؤديان بالإنسان إلى تدمير النفس والمجتمع والكفر والعقاب فى الجحيم كما حدث مع اليهود والأقوام السابقة
25 ــ النهى عن عداء أهل التقوى والإيمان واولياء الله والأنبياء وتوقيرهم لأن ذلك من تقوى الله
26 ــ النهى عن أعمال السحر والكهانة لأنها من الشرك بالله ويتبعها الأذى والضرر وعدم النفع والخضوع للشيطان
27 ــ تقديس بيوت الله التى يذكر فيها سبحانه وعدم إخافة المسلمين من دخولها
وهى دائمة مع تطور الأزمان فيمن يخربون بيوت الله ويمنعون دخولها لذكر الله والصلاة من منافقى المسلمين أو أعداءهم .ومن يمنعون المسلمين من ذكر الله والدعوة لله ويحاولون كتم صوت الحق والدعوة
28 ــ عدم موالاة اليهود والنصارى من دون المؤمنين
يوضح الخالق سبحانه وتعالى لنبيه أن اليهود والنصارى سيظلون أعداء للمسلمين أبد الدهر فلن يرضوا عنهم حتى يترك الإسلام ويتبع ملتهم
ويرشده أن يترك ما يرضيهم ويقبل على ما يرضى الله ، لأن الهدى هدى الله يهدى من يشاء إلى الصراط المستقيم
وأنه لو اتبع ملتهم ليرضوا عنه بعد ما تعلمه من القرآن الكريم فإن هذا هو الخسران الواضح
فهؤلاء آمنوا بدينهم ويعلمون أن محمد حق ولكن يحسدون ويتنكرون له
ولهذا كانوا كافرين
29 ــ الإلتزام بالمناسك الموضحة عند آداء فريضة الحج
30 ــ أن يتخذ المسلمين وجهتهم إلى المسجد الحرام ويأمر بالإتجاه نحوه فى الصلاة من جميع أقطار الأرض
31 ــ أمر الله بالشكر ثم يأمر بالصبر والًصلاة استعانة بهما على الضراء
صبر على ترك المحارم ، وصبر على فعل الطاعات ، وصبر على المصائب
32 ــ أحل الله أن يأكل الإنسان مما هو غير ضار طيب للأبدان والعقول ونهى عن اتباع الشيطان من تحريم ما أحل الله أو تناول ما حرم
ويحذر بأن الشيطان عدو واضح عداءه
33 ــ حرم أكل الميتة والدم ولحم الخنزير وما أهل به لغير الله فمن اضطر غير باغ ولا عاد فلا إثم عليه إن الله غفور رحيم
34 ــ العدل فى القصاص كتب على المؤمنين فلا تتجاوزوا الحد فحركم بحركم وعبدكم بعبدكم والمسلم لا يقتل بالكافر ولا يقتل الجماعة بالواحد ، ويمكن العفو بقبول الدية ومن ترك حقه تسامحا فلا ضرر
وقد شرع الله القصاص والتخفيف بقبول الدية من رحمته
35 ــ يوص الله بجواز الوصية للوالدين والأقربين ولا وصية لوارث لأن لهم حق سيأخذونه بدون وصية
فإذا وصى للأقربين الذين ليس لهم حق ميراث فلا يجور على حقوق الوارثين وقيل فى الثلث فقط
36 ــ آمرالله الأمة المسلمة بالصيام
ومعنى الصيام : الإمساك عن الطعام والشراب والجماع بشرط النية الخالصة لما فيه من طهارة للنفس من الرذائل والأخلاق السيئة وقد كان كتب على أقوام من قبل ويقول أن فى الصيام عون للنفس على التقوى
وأعطى الله رخصة لمن كان مريضا ويقع عليه الأذى بالصيام وكذلك المسافر بأن يفطروا على أن يتم إعادة الأيام التى فطر فيها بعد انتهاء الشهر
أما من لا يستطع الإعادة لمرض مزمن أو غير ذلك كالمرأة أو الرجل كبير السن ويضره الصيام فعليه أن يطعم عن كل يوم مسكينا
أما الشيخ الهرم الفانى فله أن يفطر ولا قضاء عليه
37 ــ الدعاء عبادة
قال النبى صلى الله عليه وسلم : " يقول الله تعالى : أنا عند ظن عبدى بى ، وأنا معه إذا دعانى "
وكان الصحابة إذا سألوا عن شئ فإن الله يقول لنبيه ( قل ...) ويجيب
ولكن هنا وعند الدعاء لم يقل ( قل لهم إنى قريب ) ولكن أجاب لنا سبحانه مباشرة ليزيل المسافات بيننا وبين اجابته السريعة
ولكن قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ما من مسلم يدعو الله بدعوة ليس فيها إثم ، ولا قطيعة رحم ، إلا أعطاه الله بها إحدى ثلاث خصال : إما أن يعجل له دعوته ، وإما أن يدخر له فى الأخرى ، وإما أن يصرف عنه من السوء مثلها " قالوا : إذا نكثر ، قال : " الله أكثر " .
وقال أبو هريرة أن النبى صلى الله عليه وسلم قال " يستجاب لأحدكم ما لم يعجل ، يقول : دعوت فلم يستجاب لى "
وقال صلى الله عليه وسلم" للصائم عند إفطاره دعوة مستجابة "
فأحيانا يدعو الإنسان بشر ولا يدرى أين خيره
وأحيانا يدعو بشئ ويجاب له فى وقت مؤجل لصالحه
وأحيانا يختبر ويؤجل له الخير فى الآخرة
ولا تمل الدعاء فإنه عبادة تشعرنا بضعفنا واحتياجنا لله ورحمته ومن ترك الدعاء دخل الكبر نفسه ، ولا يدخل الجنة من كان فى قلبه مثقال ذرة من كبر
38 ــ نهى الله عن أكل المال بالباطل
الرجل يكون عليه دين ومال وينكره ويحلف للقاضى أنه ليس عليه شئ
أو يكون هناك خصومة بين أثنين ويحلف الرجل للقاضى أن المال ماله كذبا ويأخذ ما ليس له بحق
والقاضى بشر يصيب أو يخطئ ويكون الذى عليه الحق له القدرة على اظهار الحجة بالكلام
والله شهيد على ما بينهما
فإنما يأكل فى بطنه نارا ويصلى سعيرا
39 ـ يحث الله على قتال أعداء الإسلام الذين يحاربون ويهمهم قتال المسلمين
ويأمر بعدم الإعتداء والتمثيل بالجثث وقتل الشيوخ والأطفال والصبيان الذين ليس لهم رأى فى القتال
وينهى عن قتال فى بلد الله الحرام إلا إذا أعتدى الكافرون على المسلمين فيه
فإن تراجعوا فإن الله يغفر لمن تاب منهم
وإن تراجعوا عن قتال المسلمين فيجب التراجع عنهم
40 ــ أمر الله بالعدل حتى مع المشركين
ولم يكن النبى صلى الله عليه وسلم يغزو فى الشهر الحرام إلا أن يغزى من العدو ، ويخبر الله أنه مع الذين اتقوا بالنصر فى الدنيا والآخرة
41 ــ يأمر الله بالإنفاق فى سبيل الله فى وجوه الطاعات وقتال الأعداء وما يقوى المسلمون على عدوهم وأن الإمتناع عن بذل المال فى سبيل الله إنما هو إلقاء النفس فى الهلاك
والإحسان إنما هو أعلى مراتب الطاعات
ومصارف الإنفاق تكون على النفس والزوجة والأولاد والوالدين والأقربين واليتامى والمساكين وابن السبيل والغارمين وعتق الرقاب والجهاد فى سبيل الله
42 ــ يقول سبحانه عن أحكام العمرة والحج لمن بدأ فى أفعالهما ثم عرض له ما يصده عن إتمام المناسك فعليه ذبح ( والذبيحة تكون من الإبل أو البقر أو المعز أو شاة )
وقال العلماء إذا شرع أحد فى الحج أو العمرة عليه أن يشترط حتى لا يقع فى مثل ذلك
والإشتراط بأن يقول بعد صلاة ركعتى النية " أن محلى حيث حبستنى "
وذلك لأن عائشة رضى الله عنها قالت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل على ضباعة بنت الزبير بن عبد المطلب فقالت : يا رسول الله ، إنى أريد الحج ، وأنا شاكية ، فقال : " حجى واشترطى ، أن محلى حيث حبستنى "
ويجب عدم حلق الرأس حتى يتم توزيع الذبيحة
الحصار : أى منع الكفار الحجاج من دخول الحرم كما حدث فى عام الحديبية ، يمكن الحلق والذبح خارج الحرم
ولمن كان برأسه مرض أو حشرات له أن يحلق رأسه و صيام ثلاثة أيام فى الحج وسبعة بعده ، أو إطعام ستة مساكين أو ذبح شاة وتوزيعها على الفقراء
ومن خالف أمر الله فإن الله يعاقبه
43 ــ والتمسك بكل تعليم الإسلام والحذر من غواية الشيطان فإنه عدو عداءه واضح يأمر بالسوء والفحشاء والتقول على الله
44 ــ تحريم الخمر
فالخمر هو كل ما خامر العقل
والميسر هو القمار
45 ــ حرم الله زواج المسلمة من المشرك وحرم زواج المؤمن من المشركة من عبدة الأوثان واستثنى نساء أهل الكتاب
وذلك لأن مخالطتهم تبعث على حب الدنيا بما فيها من غضب لله ، أما المسلمين فهم عونا لبعضهم على طاعة الله
46 ــ كانت اليهود إذا حاضت المرأة لا يؤاكلوها ولا يجامعوها فى البيوت ولذلك سأل أصحاب النبى النبى صلى الله عليه وسلم عن المحيض
نزلت الآية ومعناها عمل كل شئ إلا الجماع والمباشرة فى الفرج ومن فعل ذلك فقد أثم وعليه الإستغفار والتوبة
وإذا انتهت مدة الحيض عليها الإغتسال ( تطهرن ) قبل أن يقربها زوجها
وقوله ( نساؤكم حرث لكم ) أى موضع الولد ( أنى شئتم ) أى كيفما شئتم والأمام أو من الخلف فى موضع الحرث وهذا التفصيل لأن اليهود كانوا يقولون أنه إذا أتى الرجل إمرأته من الخلف فى موضع الولد جاء الولد أحول
ويحرم إتيان المرأة فى الدبر فهذا لواط
ويعلمنا الله التقوى للإلتزام بالطاعات ومراقبة لقائه
47 ــ يقول تعالى لا تقسموا بالله على منع البر وصلة الأرحام والإصلاح بين الناس
ولا يحاسبكم الله إذا حلفتم قولا باللسان ولم تعقدوا العزم فإن الله يحاسب على ما أيقنت به وعزمت عليه النفس
48 ــ الإيلاء : هو حلف الرجل على زوجته بأن لا يجامعها مدة إما 4 أشهر أو أقل
وعليه أن ينتظر ما عهد على نفسه من مدة حتى تنقضى وعلى زوجته أن تصبر معه فلا تطلب منه غير ذلك حتى يفى بقسمه
حتى تنقضى المدة فإن تراجعا فلا بأس والله يغفر لهما أما إن لم يفئ ( أى يجامعها ) فلها طلب الطلاق وإن علقها ولم يجامعها فى نهاية المدة للإضرار بها ولم يطلقها فعلى القاضى أن يطلقها منه
ونهاية المدة لا تعتبر طلاقا
49 ــ وهذا أمر من الله للمطلقات بعد الدخول بهن بأن ينتظرن ثلاثة حيضات بدون زواج وبعدها يتزوجن إن أردن على أن تغتسلن من الحيضة الثالثة
ولا يحل للمطلقة أن تكتم ما فى بطنها من حمل إن وجد
وقوله ( إن كن يؤمن بالله واليوم الآخر ) تهديد لهن إن فعلن غير ذلك
وزوجها الذى طلقها أحق بردها مادامت فى عدته إذا كان يريد خيرا
وقوله ( ولهن مثل الذى عليهن بالمعروف ) تعنى بأن على الرجال أداء حقوق أيضا لهن بالمعروف
وللرجال على النساء فضل ( درجة ) فى الخلق والنفقة وطاعة الأمر
والله عزيز ذو انتقام لمن خالف أمره حكيم فى أوامره
50 ــ كان الرجل قبل الإسلام من حقه يراجع إمرأته ولو مائة مرة مادامت فى العدة وكان ذلك يؤذى النساء ولهذا جعل الله عدد الطلقات ثلاثة فقط وأباح الرجعة فى الأولى والثانية ومنعها فى الثالثة
ولا يحل للرجال أن يضيقوا على النساء لتفتدى نفسها بما لها من صداق أو غيره إلا أن يكون برغبتها وعن طيب نفس وذلك إن كرهت المرأة معاشرة زوجها بدون تضييق منه
وهذا ما يعرف بالخلع ، وقيل لو أخذ منها شيئا وهو مضار لها فعليه رده
51 ــ وإذا طلق الرجل إمرأته طلقة ثالثة فإنها تحرم عليه حتى يطأها زوج آخر وإن لم يدخل بها الثانى لا تحل للأول
فقد لعن الله ورسوله " المحل والمحلل له "
ولها أن ترجع لمعاشرة الأول إن ظنا أن يتعاشرا بالمعروف
52 ــ كان الرجل إذا طلق إمرأته يراجعها قرب إنتهاء العدة ثم يطلقها حتى تطول عليها مدة العدة ولا تتزوج بغيره
فنهى الله عن ذلك الإعتداء وأمر الرجل بأن ينتظر عليها فى عدته مقيمة فى بيته حتى تنتهى عدتها ثم يخرجها بإحسان وبدون عداء
وإن أراد مراجعتها أثناء عدتها فله ذلك على أن يشهد على ذلك
53 ــ و إذا طلق الرجل زوجته ثم بعد انقضاء العدة يريدا أن يتراجعا فيمنعها أهلها فنهى الله أن يمنعوها
وهذا يدل على أن المرأة لاتملك أن تزوج نفسها ولابد لها من ولى
وهذا يتعظ به ويؤمر به من كان يخشى الله وأزكى لقلوبكم
54 ــ و هذا إرشاد للوالدات أن يكملن الرضاعة ومدتها سنتان
وعلى الوالد نفقة الوالدات وكسوتهن بالمعروف وما جرت عليه العادة بلا تقتير ولا إسراف
( لا تضار والدة بولدها ) أى لا تدفع المولود عنها لتضر أباه بعدم إرضاعه
( ولا مولود له بولده ) أى ولا ينتزع الوالد الولد من أمه ليضرها
( وعلى الوارث مثل ذلك ) على الوارث عدم الإضرار بالأم والنفقة عليها تماما مثل الوالد والقيام بحقوقها فى حالة وفاة الوالد
وإن اتفق والدا الطفل على فطامه قبل السنتين فلهما ذلك
وإذا اتفقت الوالدة مع الوالد على أن يستلم الطفل منها لأى سبب وعذر مقبول فعليه أن يسلمها أجرة رضاعتها للطفل بما اتفقا عليه وتعارفا عليه بالتى هى أحسن وله أن يسترضع أخرى بالأجر
55 ــ وأمر النساء اللواتى يتوفى عنهن أزواجهن ولا ذنب عليكم أن تعرضوا بخطبة النساء أثناء العدة بدون تصريح كأن يقول أريد التزويج من امرأة صفاتها كذا أو وددت لو رزقنى الله التزويج من امرأة كذا بحيث يلمح لها بطلبه
فإن الله يعلم ما يدور بنفوسكم فرفع عنكم الحرج
ولكن لا تواعدوهن سرا يريد الزنا
وقيل لا يقول لها انا عاشق وعاهدينى بعدم الزواج بغيرى ونحو ذلك
ولا تعقدوا العقد للزواج إلا بعد انتهاء العدة
56 ــ وهذا أمر للنساء اللواتى يتوفى عنهن أزواجهن
عدتهن أربعة أشهر وعشرة ليال ( وهذا للمدخول بهن والغير مدخول بهن سواء )
فالآية عامة
* وغيرالمدخول بها لها الصداق كاملا وعليها عدة ولها ميراث
* أما المدخول بها فعدتها وضع الحمل وليس ارتباط بعدد الشهور فلو وضعت بعد اسبوع كانت نهاية عدتها
فإذا انتهت العدة لها ان تتزوج طيبا
57 ــ سمح الله تعالى بأن يطلق الرجل زوجته قبل أن يدخل بها وجعل لها الحق فى تعويضها عن ما فاتها من زوجها بعطاء بحسب حالة الزوج المادية
( الموسع ) ميسر ماديا
( المقتر ) غير ميسر ماديا
58 ــ ويجمع العلماء على أن من قد حدد لها مقدار من مؤخر الصداق أن يقسم نصفين وللزوجة نصفه فى حالة طلاقها قبل الدخول بها
وفى حالة تنازلها فللزوج أخذه كله
وفى حالة تنازل الزوج ( الذى بيده عقدة النكاح ) عن حقه لها فلها قبوله كله
59 ــ يشير سبحانه إلى أنه بعد إنتهاء عدة من توفى عنها زوجها أو وضعت حملها إذا كانت حاملا بأن لا تمنع من الخروج من بيت زوجها ، أو تتزوج
ويوضح سبحانه الآيات لأن فيها خير العباد
60 ــ إذا أويت إلى فراشك فأقرأ آية الكرسى من أولها حتى تختم الآية ( الله لا اله إلا هو الحى القيوم ) ـــــ إنك لا يزال عليك من الله حافظا ولن يقربك شيطان حتى تصبح
61 ــ يأمر الله بعدم الأذى بعد الصدقات لمن أعطوهم
والكلمة الطيبة ودعاء المسلمين والعفو والمغفرة أفضل عند الله من الصدقة التى يتبعها اذى
والصدقة يبطلها المن والأذى
وضرب مثلا فى ذلك ليظهر لنا خطورة الأذى والمن بالذى يتصدق ليرائى الناس وهو كافر بنعمة ربه ومثله بالصخر الأملس عليه التراب وجاءه ريح أزالت ما عليه وتركته صلدا وكذلك المرائين أعمالهم كالتراب الذى لا قيمة له والمن يذهب به ولا يعود عليهم بنفع
62 ــ يأمر الله عباده أن ينفقوا الصدقات من أفضل ما عندكم ولا تخرجوا ما إن لو أعطاه لكم أحد رفضتموه وكرهتموه
ولا تجعلوا ما تخرجون من الحرام وتمنعوا الحلال
وهذا فى معنى أن البعض يقول أن أرباح البنوك حرام نأخذها ونخرجها صدقات ، فالله طيب لا يقبل إلا الطيب
فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " سبعة يظلهم الله فى ظله يوم لا ظل إلا ظله : إمام عادل ، ..........، ورجل تصدق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه "
كان بعض المسلمين يكرهون أن يعطوا أنسابهم من المشركين ، فسألوا فرخص لهم النفقة
وذلك الترخيص لأن ما ينفقه المؤمن فهو ابتغاء لوجه الله وليس للفقراء وما ينفقون فلأنفسهم رغبة فى جزاء الله
63 ــ آكلوا الربا يقومون من قبورهم يوم القيامة كمن عنده صرع من مس الشيطان
وذلك لأنهم قالوا إن البيع فى حاله مثل الربا فلم يحل الله ذلك ويحرم ذلك ، واعترضوا على الشرع
يمحو ويذهب الله الربا من يد صاحبه ويحرمه بركته ولا ينتفع به ويعذبه به فى الدنيا ويوم القيامة يعاقبه
64 ــ يأمر الله عباده بتقواه وترك ما لهم من ربا عند الناس إن كانوا ءامنوا بما شرع الله وفرق بين البيع والربا ويهددهم بحرب من الله إن استمروا على ذلك
ويبشرهم بالخير وعدم الظلم إن تابوا فلهم رءوس أموالهم
كما يأمر بالصبر على المعسر الذى لا يجد الوفاء بما عليه من أموال
يقول صلى الله عليه وسلم " من أنظر معسرا ، فله بكل يوم مثله صدقة "
ويذكر الله عباده بيوم القيامة ويحذرهم عقوبته ويطمئنهم ثوابه
65 ــ يرشد الله عباده بأن يسجلوا المعاملات كتابة كى تحفظ الحقوق ويوضح أهمية وجود الشهود
أوضح أنه يجوز شهادة المرأة وشهادة الرجل تعادل شهادة مرأتين لأن المرأة عاطفية بطبعها وكثيرة النسيان بسبب كثرة الحمل والولادة والأنشغال بالأولاد والزوج وطبيعة خلقها كذلك
وللشهادة يجب وجود شهيدين ليكونا شهيدين على كلا منهما الآخر
وأمر الله بالعدل عند الكتابة وأن يكتب صاحب الدين الذى عليه الحق
وإن لم يستطع الكتابة فليملل وليه بالحق ولا ينقص منه شئ
وأمر بالتقوى عند الكتابة ومخافة الله
والشهادة أمر لا يمكن أن يرفضه من تطلب منه
وإذا كانت تجارة تدار يدا بيد فلا ضير فى عدم كتابتها على أن يؤدى الذى أؤتمن أمانته
ويأمر سبحانه بعدم الإضرار بالكاتب أو الشاهد
ومخالفة أوامر الله تعرض لغضبه وعقابه
66 ــ ويرشد الله من كان على سفر وتعامل بدين لأجل معلوم ولا يجد كاتبا ليكتب ولم يجد شهود فله أن تكون بينهم رهان مقبوضة فى يد صاحب الحق بدلا من الكتابة حتى يعودوا من السفر
ويأمر بعدم إخفاء الشهادة ولا تشهدوا الزور ومن فعل ذلك فهذا صاحب القلب الفاجر الآثم
67 ــ وختمت السورة بالآية التالية :
( لا يكلف الله نفسا إلا وسعها لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت ، ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا ، ربنا ولا تحمل علينا إصرا كما حملته على الذين من قبلنا ربنا ولا تحملنا ما لا طاقة لنا به واعف عنا واغفر لنا وارحمنا أنت مولانا فانصرنا على القوم الكافرين )
وفيها يطمئننا الله جل جلاله وعظمت رحمته بأنه يعفو عن ما دارت بنفسه شرور ولم يقدم عليها ولم يفعلها ومنع نفسه اتقاء وجه الله وله بها حسنة
وأنه يحاسب من قدم على المعصية وفعلها
والحسنات للحسنات والسيئات للسيئات
ويعلمنا دعوات ندعوه بها ( ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا ) فقد قال صلى الله عليه وسلم عن ربه وربنا " رفع عن أمتى ثلاث الخطأ والنسيان وما استكرهوا عليه "
( ربنا ولا تحمل علينا إصرا كما حملته على الذين من قبلنا ) أى لا تكلفنا ما هو فوق طاقتنا مثلما أمر أقوام أخرى قبلنا
و( ربنا ولا تحملنا ما لا طاقة لنا به ) أى من البلاء والتكاليف والمصائب
و( واعف عنا ) اعف عن ما تعلم من تقصيرنا فى الطاعات والعبادات بيننا وبينك
( واغفر لنا ) اغفر لنا ما بيننا وبين عبادك من خصومات