مــــرحــــــباَ بـــأحـبـــاب الله مــعــاَ

في طريق الجنة


السبت، 7 مايو 2011

طه من 1 ـ 21

تفسير سورة طه


بسم الله الرحمن الرحيم

الآيات 1ـ 8



( طه * ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى * إلا تذكرة لمن يخشى * تنزيلا ممن خلق الأرض والسموات العلى * الرحمن على العرش استوى * له ما فى السموات وما فى الأرض وما بينهما وما تحت الثرى * وإن تجهر بالقول فإنه يعلم السر وأخفى * الله لآ إله إلا هو ، له الأسماء الحسنى )



طه : بمعنى يا رجل



ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى : والله ما جعل الله القرآن لتشقى به ولكن جعله هدى ورحمة

إلا تذكرة لمن يخشى : جعله الله لتذكرة من يخافه ليعلمه الحلال والحرام

تنزيلا ممن خلق الأرض والسموات العلى : وهذا القرآن منزلا من عند الله الذى خلق السموات والأرض القادر على كل شئ

الرحمن على العرش استوى : الذى خلق السموات والأرض فى ستة أيام ثم استوى على عرشه فوق السموات السبع وهو رحمن بجميع الخلائق



يخبر الله الخلق عن نفسه جل وعلا : هو الله خالق السموات والأرض وما بينهما فى ستة أيام ( الأحد والأثنين والثلاثاء والأربعاء والخميس والجمعة ) والجمعة اجتمع فيه الخلق كله وخلق آدم

أما يوم السبت لم يتم فيه خلق وسمى سبت لأنه انقطع فيه عملية الخلق ولم يتم فيه شئ وهو اليوم السابع

ثم بعد ذلك استوى الله على عرشه ولا نعرف كيفية الإستواء ولا يمكن تشبيهه





له ما فى السموات وما فى الأرض وما بينهما وما تحت الثرى : جميع الخلق فى السموات والأرض وما بينهما وما تحت التراب تحت تصرفه وفى قبضته وتحت حكمه

وإن تجهر بالقول فإنه يعلم السر وأخفى : والله يعلم السر وما هو أخفى منه وهو الوسوسة

الله لآ إله إلا هو ، له الأسماء الحسنى : فالله منزل القرآن لا أله غيره وله الصفات الحسنى العلا

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " لله تسعة وتسعين إسما ، مائة إلا واحدا ، من أحصاها دخل الجنة ، وهو وتر يحب الوتر "





الآيات 9 ـ 10



) هل أتاك حديث موسى * إذ رءا نارا فقال لأهله امكثوا إنى آنست نارا لعلى آتيكم منها بقبس أو أجد على النار هدى (



قص الله على رسوله قصة موسى عليه السلام منذ بدء ولادته حتى أن قتل نفسا بالخطأ وهرب إلى مدين وتزوج ، وبعد أن انتهت فترة تأجيره كنوع من سداد مهر العروس ...

بدأ رحيل موسى مع زوجته الحامل وولديه منها وأعطاه الشيخ كل شاة ولدت على غير لونها وقد قدر الله رزقه فولدت كل الشياه على غير لونها فى هذا العام وساقها

وسارت العائلة ... ونسى موسى مخاوفه وساقه الله ليؤدى المهمة التى أعدها له

وتحت تأثير الميل للوطن عائد موسى مع أهله وزوجته إلى الوطن مصر ولا يعبأ بالخطر الذى كان قد هرب منه



ــــــ وأثناء الطريق دخل عليه الليل والظلمة فى ليلة شاتية، فاحتاج النار للتدفئة والإضاءة والطبخ وقد ضلوا عن الطريق

وعندما نظر رأى نارا من بعيد ولم يراها غيره فقال لأهله إنى آنست نارا ـ امكثوا هنا لأذهب آتيكم بجذوة منها أو أجد عند النار هداية للطريق الصحيح



الآيات 11 ـ 16



) فلما أتاها نودى ياموسى * إنى أنا ربك فاخلع نعليك ، إنك بالواد المقدس طوى * وأنا اخترتك فاستمع لما يوحى * إننى أنا الله لآ إله إلا أنا فاعبدنى وأقم الصلاة لذكرى * إن الساعة آتية أكاد أخفيها لتجزى كل نفس بما تسعى * فلا يصدنك عنها من لا يؤمن بها واتبع هواه فتردى (

وهنا يكلمه ربه

انطلق موسى فى الوادى نحو ما يرى من نور يظنه ناراوهو يتوكأ على عصاه

اقترب موسى وإذا به يسمع صوت رب العزة يناديه ويقول ): أن بورك من فى النار ومن حولها وسبحان الله رب العالمين (

ارتعد موسى ولاذ محاولا الهرب ولكن الصوت يحيطه من كل مكان ويقول ) : يا موسى * إنى أنا ربك فاخلع نعليك إنك بالواد المقدس طوى(

طوى : هو اسم الوادى



ثم قال ) :وأنا اخترتك فاستمع لما يوحى (: اخترتك واصطفيتك على كل الناس الموجودة فى زمنك



( إننى أنا الله لا أله إلا أنا فاعبدنى وأقم الصلاة لذكرى ) : أول ما يجب عليك معرفته أنه الله لا إله إلا هو وعليك عبادة الله وحده

ثم الشئ الثانى الذى يجب عليك هو إقامة الصلاة وذكر الله فيها وبعدها



( إن الساعة آتية أكاد أخفيها لتجزى كل نفس بما تسعى ) : وعليك معرفة أن القيامة آتية بلا شك وأخفى موعدها لتختبر كل نفس وتجازى بما عملت





( فلا يصدنك عنها من لا يؤمن بها واتبع هواه فتردى ) : فلا تتبع سبيل من كذب بها فتهلك



الآيات 17 ـ 21



( وما تلك بيمينك يا موسى * قال هى عصاى أتوكؤا عليها وأهش بها على غنمى ولى فيها مآرب أخرى * قال ألقها يا موسى * فألقاها فإذا هى حية تسعى * قال خذها ولا تخف سنعيدها سيرتها الأولى )









ثم قال له الله : ( وما تلك بيمينك يا موسى ) أى انظر هذه العصاة التى تمسك بها دائما



( قال هى عصاى أتوكأ عليها وأهش بها على غنمى ولى فيها مآرب أخرى ) : إنها عصا أهش بها على الأغنام لجمعها وأهز بها الشجر ليسقط الورق لترعى الغنم وكذلك أتوكأ عليها ولى فيها منافع أخرى



( قال ألقها ياموسى * فألقاها فإذا هى حية تسعى ) : ألقى بالعصا يا موسى فلما ألقى بها فإذا بها تصبح حية عظيمة

وهذا بالطبع شئ رهيب خارق للطبيعة والعادة وهذا من قدرة الله الذى يقول للشئ كن فيكون

وخاف موسى ( ولى مدبرا ) ورجع هاربا ولم يلتفت



ولكن الله ناداه ( يا موسى أقبل ولا تخف إنك من الآمنين )



ولما رجع قال له ( قال خذها ولا تخف سنعيدها سيرتها الأولى ) : عندما تمسك بها سنعيدها عصا مرة أخرى

ولما مسك بها تحولت ثانيا إلى عصاه

وسبحان القدير العظيم