فيم يلى نقص قصة أصحاب الأخدود كما رواها لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم
كان هناك ملك ظالم ( ذو نواس ) وكان هناك راهب يسمى فيميون
كان للملك ساحرا ، لما كبر قال للملك إنى كبرت فادفع لى غلاما أعلمه السحر ليكون مكانى
فدفع له غلاما يسمى عبد الله بن التامر ليعلمه السحر
وكان بين الملك وبين الساحر
وتعرف الغلام على الراهب فيميون وكان يذهب إليه وكان إذا تأخر على الساحر يضربه وإذا تأخر عن أهله يضربونه
فنصحه الراهب إذا لقى الساحر يقول كنت عند أهلى وإذا لقى أهله يقول كنت مع الساحر كى لا يضربونه
وذات مرة وجد دابة عظيمة قطعت طريق الناس ، فقال اليوم أعرف أى الأمرين أحب إلى الله ، أمر الساحر أم أمر الراهب
فقال : اللهم إذا كان أمر الراهب أحق من أمر الساحر فاقتل الدابة ورمى بها فقتلها
فحكا ذلك للراهب فقال له : أنت أفضل منى وستبتلى كثيرا ، فإذا ابتليت فلا تخبر عنى
كان الغلام يبرئ الأكمه والأبرص والأعمى بإذن الله
وكان للملك جليس أعمى ، لما سمع عن الغلام طلب منه أن يشفيه من العمى ، فقال له الغلام إنما الله الذى يشفى ، فإذا آمنت به ودعوت لك شفاك
فآمن الرجل ودعا له الغلام فعاد إليه بصره
ولما ذهب للملك سأله من أعاد عليك بصرك ؟ فقال ربى
قال الملك : أنا ؟
قال : لا ربى وربك الله
فلم يزل يعذبه حتى دل على الغلام
ثم أتى بالغلام وقال له : بلغ من سحرك أنك تشفى الأعمى والأبرص ؟قال ما أشفى أحد وإنما يشفى الله
قال : أنا ؟
قال : لا بل ربى وربك الله
فأمر بتعذيب الغلام حتى دل على الراهب
فأتى بالراهب وأمره بالرجوع عن دينه فلما أبى وضع منشار فى مفرق رأسه حتى قطعه نصفين ووقع شقاه
وأمر بالأعمى وقال ارجع فلما أبى فعل به ما فعل بالراهب
وقال للغلام ارجع عن دينك فأبى
فحاول قتله ولم يفلح
فبعث معه نفر إلى جبل وأمرهم بمراجعته عن دينه وإلا ألقوه من فوق الجبل
فقال الغلام : اللهم اكفنيهم بما شئت
فرجف بهم الجبل وسقطوا جميعا ورجع الغلام إلى الملك
فقال الملك ماذا فعل أصحابك
قال : كفانيهم الله تعالى
فبعث معه نفر آخرين إلى البحر وأمرهم بأن يراجعوه عن دينه وإلا أغرقوه
فلما أرادوا أن يقذفوه قال الغلام : اللهم اكفنيهم بما شئت
فهاج البحر وغرق الجميع وعاد الغلام إلى الملك
ولما سأله قال : كفانيهم الله تعالى
ثم قال للملك : إنك لن تستطيع قتلى حتى تفعل ما آمرك بهفإن فعلت قتلتنى
قال الملك وما هو ؟
قال : تجمع الناس جميعا وتصلبنى على جزع وتأخذ سهما من كنانتى وتقول : بسم الله رب الغلام
إذا فعلت ذلك قتلتنى
ففعل الملك فوقع السهم فى صدغ الغلام وقتل
فقال الناس جميعا : آمنا برب الغلام
فقيل للملك : لقد وقع ما كنت تحذر
فأمر الملك بشق الأخاديد على بوابات الحارات وأشعل فيها النيران
وأمر بإلقاء من آمن وترك من تراجع عن دينه
حتى إذا جاءت إمرأة بابن لها ترضعه وكانت خافت أن تسقط فنطق الرضيع وقال : اصبرى يا أماه فإنك على الحق