تفسير سورة الأنفال
بسم الله الرحمن الرحيم
الآية 1
( يسئلونك عن الأنفال ، قل الأنفال لله والرسول ، فاتقوا الله وأصلحوا ذات بينكم ، وأطيعوا الله ورسوله إن كنتم مؤمنين )
نزلت سورة الأنفال فى غزوة بدر.
النفل
هو ما تبقى من غنائم بعد التقسيم الأصلى يعطيه الإمام لبعض الأشخاص .
وقد نزلت فى سعد بن مالك إذ طلب سيفا من الرسول صلى الله عليه وسلم يوم بدر فقال له صلى الله عليه وسلم " ضعه من حيث أخذته " مرتين ، فطلبه الثالثة فنزلت الآية .
يقول الله تعالى أن الأنفال هى لله وللرسول يعطيها من رأى استحقاقه لها
واتقوا الله فى أموركم وأصلحوا بينكم ولا تخاصموا ولا تشاجروا بسبب الغنائم
وأطيعوا الله ورسوله فيما قسم بينكم بعدل وانصاف .
الآيات 2 ـ 4
( إنما المؤمنون الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم وإذا تليت عليهم آياته زادتهم إيمانا وعلى ربهم يتوكلون * الذين يقيمون الصلاة ومما رزقناهم ينفقون * أولئك هم المؤمنون حقا ، لهم درجات عند ربهم ومغفرة ورزق كريم )
يعرف الله صفات المؤمنين بأنهم تفزع وتخاف قلوبهم عند ذكر الله فيفعلون أوامره ويتركون نواهييه
وهو الرجل يهم بالمعصية فيقال له اتق الله فيتراجع عن ظلمه
وإذا قرئ عليهم القرآن يزيدهم إيمانا بالله
ويتوكلون على الله ولا يقصدون غيره ولا يطلبون إلا منه .
ويقيمون الصلاة فى أوقاتها ويجيدون إتمام شعائرها فى خشوع ويحسنون وضوءها
وينفقون من أموالهم فى المصارف التى حددها الله حلالا طيبا
هؤلاء المتصفون بهذه الصفات هم المؤمنون حق الإيمان .
ولهم منازل عند الله ومقامات ويغفر لهم سيئاتهم ويجازيهم حسناتهم .
الآيات 5 ـ 8
( كما أخرجك ربك من بيتك بالحق وإن فريقا من المؤمنين لكارهون * يجادلونك فى الحق بعد ما تبين كأنما يساقون إلى الموت وهم ينظرون * وإذ يعدكم الله إحدى الطائفتين أنها لكم وتودون أن غير ذات الشوكة تكون لكم ويريد الله أن يحق الحق بكلماته ويقطع دابر الكافرين * ليحق الحق ويبطل الباطل ولو كره المجرمون )
يقول تعالى :
كما اختلفتم عند تقسيم الغنائم فانتزعها الله منكم وجعلها لله وللرسول ليعدل فى التقسيم وكان فى ذلك المصلحة لكم
أيضا كرهتم الخروج إلى الأعداء لتقاتلوهم فجعله الله قدرا لكم وخرجتم وعدوكم على غير موعد للقتال وجعل لكم النصر.
يجادلونك يا محمد فى القتال كراهية لقاء المشركين كأنهم يسحبون إلى الموت
ويعدكم الله أن يجمعكم مع الفئة التى لها قوة ويريد أن ينصركم عليهم ويظهر دين الله عليهم ويرفع كلمة الإسلام والله يعلم عواقب الأمور ويرفع كلمة الحق ويبطل الباطل مهما حاول الكافرون غير ذلك .
وفى هذا المعنى تكون الآيات ( عسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم )
الآيات 9 ـ 10
( إذ تستغيثون ربكم فاستجاب لكم أنى ممدكم بألف من الملائكة مردفين * وما جعله الله إلا بشرى ولتطمئن به قلوبكم ، وما النصر إلا من عند الله ، إن الله عزيز حكيم )
يوم بدر كان عدد المسلمين ثلثمائة وعدد المشركين يزيد على الألف
استقبل النبى صلى الله عليه وسلم القبلة وقال داعيا لله " اللهم أنجز لى ما وعدتنى ، اللهم إن تهلك هذه العصابة من أهل الإسلام فلا تعبد فى الأرض أبدا "
وأخذ يستغيث ويدعوالله حتى سقط رداءه عن كتفيه ، فجاء أبوبكر فألبسه رداءه وقال : يا نبى الله كفاك مناشدتك ربك فإنه سينجز لك ما وعدك
فأنزل الله الآية :
( إذ تستغيثون ربكم فاستجاب لكم أنى ممدكم بألف من الملائكة مردفين )
يقول سبحانه أنه يمد المسلمين بألف جندى من الملائكة متتابعين .
وهذا لتطمئن قلوب المسلمين وإنما النصر هو من عند الله وليس بقتال الجنود ، فالله قوى لا يغالب وحكيم فى أقواله وأفعاله .
الآيات 11 ـ 14
( إذ يغشيكم النعاس أمنة منه وينزل عليكم من السماء ماء ليطهركم به ويذهب عنكم رجز الشيطان وليربط على قلوبكم ويثبت به الأقدام * إذ يوحى ربك إلى الملائكة أنى معكم فثبتوا الذين آمنوا ، سألقى فى قلوب الذين كفروا الرعب فاضربوا فوق الأعناق واضربوا منهم كل بنان * ذلك بأنهم شاقوا الله ورسوله ، ومن يشاقق الله ورسوله فإن الله شديد العقاب * ذلكم فذوقوه وأن للكافرين عذاب النار )
أنعم الله على المؤمنين بالنعاس ليخفف من خوفهم لقلة عددهم وكثرة عدوهم كما حدث يوم أحد ، ويذكرهم الله بذلك .وأنزل عليهم مطرا من السماء ليطهرهم به من الحدث الأصغر والأكبر ويزيل عنهم وساوس الشيطان فذلك تطهير جسدى ونفسى ، ويثبت قلوبهم وعزائمهم .
ويوحى الله للملائكة بأن يقاتلوا مع المؤمنين وأن الله معهم ينزل فى قلوب الكافرين الخوف الشديد ويأمر الملائكة بأن يضربوا أعناق الكفار ويضربوا كل بنان كل مفصل وطرف فى أيديهم وأرجلهم
وهذا لأنهم خالفوا طريق الله ورسوله وتركوا الإيمان وشقوا عن طريقه .
ومن يخرج عن طريق الله فإن الله يعاقبه أشد العقاب .
ذوقوا أيها الكفار العذاب فى الدنيا ولعذاب الآخرة فى جهنم أشد .
الآيات 15 ، 16
( يا أيها الذين آمنوا إذا لقيتم الذين كفروا زحفا فلا تولوهم الأدبار * ومن يولهم يومئذ دبره إلا متحرفا لقتال أو متحيزا إلى فئة فقد باء بغضب من الله ومأواه جهنم ، وبئس المصير )
يأمر الله المسلمين بعدم الفرار من الزحف وقتال الأعداء فيقول :
يا أيها المؤمنين إذا تقاربتم من الكفار للقتال فلا تفروا وتتركوا القتال
فمن يعطى ظهره إلا لكر وفر وخدعة قتال أو الإنضمام إلى جماعة أو لفن قتال فمن يهرب فقد رجع ـ باء ـ عليه غضب الله عليه وله جهنم وسيئ المصير فى النار .
الآيات 17 ـ 18
( فلم تقتلوهم ولكن الله قتلهم ، وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى ، وليبلى المؤمنين منه بلاء حسنا ، إن الله سميع عليم * ذلكم وأن الله موهن كيد الكافرين )
إن الله هو قاتل أعداءكم بحوله وقوته وليس برميتكم وقوتكم ويوم بدر أظفركم عليهم ليس بقوتكم قتلتم ولكن الله نصركم ليعرف المؤمنين نعمة الله عليهم فى نصركم بالرغم من قلة عددكم وكثرة عدد الكفار
فالله قد سمع استغاثتكم وعلم من يستحق النصر.
وهكذا يضعف الله تدابيرالكافرين
وهذه بشارة لنصر المؤمنين على الكفار .
الآية 19
( إن تستفتحوا فقد جآءكم الفتح ، وإن تنتهوا فهو خير لكم ، وإن تعودوا نعد ولن تغنى عنكم فئتكم شيئا ولو كثرت وأن الله مع المؤمنين )
قال أبو جهل عندما التقى الفريقين : اللهم أقطعنا للرحم وأتانا بما لا نعرفه ، فأحنه الغداة ( وإذ قالوا اللهم إن كان هذا هو الحق من عندك فأمطر علينا حجارة من السماء أو إئتنا بعذاب أليم ) ـــ وهذا المقصود بقوله إن تستفتحوا ـــ فيقول الله للكافرين :
إن تستنصروا وتستقضوا الله وتحكموه بينكم وبين المؤمنين فقد أجابكم
وإن تتراجعوا عن الكفر بالله وتكذيب رسوله فهذا خير لكم فى الدنيا والآخرة
وإن عدتم للكفر نعد لكم بشدة هذه الواقعة من القتال
ولن تنفعكم جماعتكم مهما جمعتم من الجموع ومهما كثر عددكم
والله غالب على أمره وناصر المؤمنين .
الآيات 20 ـ 23
( يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله ورسوله ولا تولوا عنه وأنتم تسمعون * ولا تكونوا كالذين قالوا سمعنا وهم لا يسمعون * إن شر الدواب عند الله الصم البكم الذين لا يعقلون * ولو علم الله فيهم خيرا لأسمعهم ، ولو أسمعهم لتولوا وهم معرضون )
يأمر الله عباده المؤمنين بطاعة الله ورسوله والبعد عن نواهييه ولا يتركوا طاعته بعد ما علموا ما دعاهم إليه .
ولا تكونوا مثل المشركين الذين قالوا أنهم يسمعون ويستجيبون وهم منافقون .
فإن أشر الخلق الذين لا يسمعون ولا يتكلمون الحق وظنوا أنهم على الحق وهم لا يفهمون كالدواب التى ليس لها عقل .
ولو أن الله يرى منهم خيرا لهداهم ولكن لو هداهم لتركوا طريق الهداية إلى الضلال .
الآيات 24 ـ 25
( يا أيها الذين آمنوا استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم ، واعلموا أن الله يحول بين المرء وقلبه وأنه إليه تحشرون * واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة ، واعلموا أن الله شديد العقاب )
يا أيها المؤمنون أجيبوا الله ورسوله الذى يدعوكم إلى ما يصلح أموركم من الحق
ويجب أن تعلموا أن الله يفرق بين المؤمن والكافر وبين الكفر والإيمان وهو مصرف القلوب إلى طاعته .
واحذروا اختبارا ومحنة تعم المسئ والصالح فهى ليست خاصة بأهل المعاصى فقط ولكن هى عامة
ويجب أن تعرفوا أن الله شديد العقاب للمسئ .
الآيات 26 ـ 28
( واذكروا إذ أنتم قليل مستضعفون فى الأرض تخافون أن يتخطفكم الناس فآواكم وأيدكم بنصره ورزقكم من الطيبات لعلكم تشكرون * يا أيها الذين آمنوا لا تخونوا الله والرسول وتخونوا أماناتكم وأنتم تعلمون * واعلموا أنما أموالكم وأولادكم فتنة وأن الله عنده أجر عظيم )
تذكروا نعمة الله عليكم فقد كانت قريتكم من أذل الناس وأشقاها عيشا وأجوعها بطونا وأعراها وأضلها وتخشون غارة الناس عليكم من الفرس والروم حتى جاء الإسلام فوسع الله رزقكم وجعلكم ملوكا وزادكم بسطة فى الرزق والعزة ونصركم على أعدائكم ، فاشكروا الله على نعمه .
أيها المؤمنون لا تخونوا الله والرسول بترك سنته وارتكاب المعاصى وتخونوا الأمانة التى إئتمنكم الله عليها من الفرائض فتنقصوها وأنتم تعلمون بنقصها .
وقد كان سببا فى نزول الآية 27 أن بن أبى بلتعة كتب إلى قريش يعلمهم قصد رسول الله صلى الله عليه وسلم عام الفتح وخان المؤمنين والرسول ولكن تركه الرسول صلى الله عليه وسلم لأنه شهد بدر
وعليكم أن تعلموا أن أموالكم وأولادكم ابتلاء واختبار لكم لتشكروا وتطيعون وتنفقون كما أمركم الله ، وأجر الله عظيم لمن اتقى .
الآيات 29، 30
( يا أيها الذين آمنوا إن تتقوا الله يجعل لكم فرقانا ويكفر عنكم سيئاتكم ويغفر لكم ، والله ذو الفضل العظيم * وإذ يمكر بك الذين كفروا ليثبتوك أو يقتلوك أو يخرجوك ، ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين )
يا أيها المؤمنون ، إذا اتقيتم الله فإن الله يجعل لكم النصر والنجاة وفصلا بين الحق والباطل
ويكفر لكم سيئاتكم ويغفر ذنوبكم
وهذا من فضل الله العظيم عليكم
وإن الكفار يدبرون لك المكائد ليحبسوك ويقيدوك أ, يقتلوك أو يخرجوك من مكة
دعهم يدبرون وتدبير الله أكثر تحصنا ونصر لك
الآيات 31 ـ 33
( وإذا تتلى عليهم آياتنا قالوا قد سمعنا لو نشاء لقلنا مثل هذا ، إن هذا إلا أساطير الأولين * وإذ قالوا اللهم إن كان هذا هو الحق من عندك فأمطر علينا حجارة من السماء أو ائتنا بعذاب أليم * وما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم ، وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون )
هؤلاء كفار قريش فى عنادهم وتمردهم عندما سمعوا القرآن يتلى عليهم قالوا يمكننا أن نقول مثله ( وقد حاولوا أكثر من مرة أن يقولوا ولم يجدوا سبيل لذلك )
ويقولون إن هذه قصص السابقين من الأمم يسمعها من الكتب السابقة
وقالوا من جهلهم وفرط عتوهم اللهم إن كان هذا الحق من عندك فأمطر علينا حجارة من السماء أو أنزل بنا العذاب المؤلم فكانوا يستفتحون على أنفسهم ويستعجلوا العقوبة
ولكن ما كان الله أن ينزل بهم العذاب وأنت يا محمد بينهم تدعوهم وتستغفر لهم ويستغفرون ويصلون .
الآيات 34 ـ 35
( وما لهم ألا يعذبهم الله وهم يصدون عن المسجد الحرام وما كانوا أولياؤه ، إن أولياؤه إلا المتقون ولكن أكثرهم لا يعلمون * وما كان صلاتهم عند البيت إلا مكاء وتصدية ، فذوقوا العذاب بما كنتم تكفرون )
والمشركين يستحقون العذاب ولكن لم يقع بهم لوجود الرسول ببركته بينهم
الذى أرشدهم إلى الإستغفار فيقول الله :
كيف لا يعذبهم الله وهم يمنعون المؤمنين عن المسجد الحرام وهم ليسوا بحفاظ عليه وليسوا أولياءه
ولكن المؤمنين هم أهله بالصلاة فيه والطواف
ولكنهم جهلاء فإن صلاة المشركين ماهى إلا صفير مكاء و تصفيق تصدية
فذوقوا العذاب يوم بدر بالقتل والسبى بسبب كفركم .
الآيات 36 ـ 37
( إن الذين كفروا ينفقون أموالهم ليصدوا عن سبيل الله ، فسينفقونها ثم تكون عليهم حسرة ثم يغلبون ، والذين كفروا إلى جهنم يحشرون * ليميز الله الخبيث من الطيب ويجعل الخبيث بعضه على بعض فيركمه جميعا فيجعله فى جهنم ، أولئك هم الخاسرون )
ينفق الكفار أموالهم ليمنعوا المؤمنين من الوصول إلى المسجد الحرام
سوف تذهب أموالهم ثم تكون عليهم الندامة والحسرة عندما يتم نوره الله ولا غالب له وهم يخسرون أموالهم وأنفسهم
ثم يجمع الكافرون إلى نار جهنم .
فيفرق الله ويميز أهل السعادة من أهل الشقاء ويميز بين المؤمن والكافر
ويميز بين الذى أطاعه فى قتال الأعداء من الذين نكسوا على أعقابهم وتراجعوا
ويجمع الخبيث بعضه على بعض ثم يجعله فى نار جهنم وهؤلاء هم الخاسرون فى الدنيا والآخرة .
الآيات 38 ـ 40
( قل للذين كفروا إن ينتهوا يغفر لهم ما قد سلف وإن يعودوا فقد مضت سنت الأولين * وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة ويكون الدين كله لله ، فإن انتهوا فإن الله بما يعملون بصير * وإن تولوا فاعلموا أن الله مولاكم ، نعم المولى ونعم النصير )
يا محمد : قل للذين كقروا لو ينتهوا عما هم فيه من كفر وعناد ويدخلوا فى الإسلام فإن الله يغفر لهم ما حدث منهم آنفا من ذنوب
ولو عادوا واستمروا على ما هم فيه من كبر وعناد فقد تقع عليهم ما وقع على من سبقهم من الأقوام الأولى من عذاب ومشقة .
وقاتلوا أيها المؤمنين هؤلاء المشركين حتى لا يكون هناك شرك وكفر فتنة ولا يفتتن بهم المسلمون ويشهدوا جميعا أن لا إله إلا الله ، فإن تراجعوا عن كفرهم فكفوا عنهم القتال
والله يعلم قلوبهم ويبصر أعمالهم والله هو مولاكم وسيدكم وناصركم على أعدائكم ونعم الناصرين .
الآية 41 ـ 42
( واعلموا أنما غنمتم من شئ فأن لله خمسه وللرسول ولذى القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل إن كنتم آمنتم بالله وما أنزلنا على عبدنا يوم الفرقان يوم التقى الجمعان ، والله على كل شئ قدير * إذ أنتم بالعدوة الدنيا وهم بالعدوة القصوى والركب أسفل منكم ، ولو تواعدتم لاختلفتم فى الميعاد ، ولكن ليقضى الله أمرا كان مفعولا ليهلك من هلك عن بينة ويحيى من حىّ عن بينة ، وإن الله لسميع عليم )
الغنائم :هى المال الذى يؤخذ من الكفار والخيل والعداد فى الحرب .
الفئ : هو ما يؤخذ من الكفار بغير حرب كأموال يصالحون عليها أو يتوفون عنها ولا وارث لهم والجزية وغير ذلك .
النفل : هو ما يزيد بعد التقسيم وللإمام الحق فى إعطائه من يرى أنه يستحقه .
وقد كانت الغنائم لا تحل للأمم السابقة ، فقد أحل الله لهذه الأمة الغنائم
واعلموا أن ما أخذتم من غنائم فإن لله خمسه يوزع جزء منه يجعل فى الكعبة وللرسول ولقرابته الذين ناصروه ، وجزء لليتامى ، وجزء للمساكين ، وجزء لإبن السبيل . وأطيعوا الله فى هذا التقسيم الذى أمر الله به إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر الذى هو يوم إلتقاء الحق والباطل وتعلوا فيه كلمة الإيمان ويفرق بين الحق والباطل .
والله قادر على كل شئ .
وقيل يوم الفرقان هو يوم بدر الذى كان المسلمون فى عدوة الوادى القريب من المدينة وهم أى المشركون فى العدوة القصوى البعيدة والركب أى العير الذى فيه أبو سفيان وما معه من تجارة أسفل منكم أى مما يلى البحر
ولو تواعدتم أنتم والمشركين على هذا المكان وعلمتم كثرة عددهم وقلة عددكم لكان هزيمتكم
ولكن أراد الله أن يقضى بنصركم وعزة الإسلام وهزم المشركين والله فعل ذلك من لطفه بالمسلمين وليهلك الكفار وليكفر من كفر ويؤمن من آمن ويرفع كلمة الحق وليقيم الحجة على من كفر ويحى بالإيمان قلوب من آمن على حجة وبصيرة
والله سميع لدعائكم واستغاثتكم ويعلم ما تستحقونه من نصر على الكفار .
الآيات 43 ـ 44
( إذ يريكهم الله فى منامك قليلا ، ولو أراكهم كثيرا لفشلتم ولتنازعتم فى الأمر ولكن الله سلم ، إنه عليم بذات الصدور * وإذ يريكموهم إذ التقيتم فى أعينكم قليلا ويقللكم فى أعينهم ليقضى الله أمرا كان مفعولا ، وإلى الله ترجع الأمور )
أرى الله رسوله فى منامه أن أعداءه قليلون ، وأخبر النبى صلى الله عليه وسلم ذلك تثبيتا لهم .
ولو أراك الله أنهم كثيرون لخفتم وتزعزعت عزيمتكم ولهزمتم
ولكن الله سلم الأمر بأن أراك أنهم قليلون لأنه يعلم خبايا النفوس .
وعندما التقيتم فى الميدان لو كنتم ظهرتم فى أعين الكفار قليلون لكان ذلك جرأهم عليكم وأطمعهم ولكن جعل الله كلا من الفريقين يرى الآخر قليلون عند المواجهة ليلتحموا ويتجرأوا ثم أيد المؤمنين بألف من الملائكة يتابع بعضهم بعضا فنصر المؤمنين
الآيات 45 ـ 46
( يا أيها الذين آمنوا إذا لقيتم فئة فاثبتوا واذكروا الله كثيرا لعلكم تفلحون * وأطيعوا الله ورسوله ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم ، واصبروا ، إن الله مع الصابرين )
ويعلم الله المؤمنين آداب لقاء العدو فيقول :
إذا لقيتم فئة كافرة فتثبتوا وتشجعوا عند المواجهة واصبروا على المبارزة ولا تفروا ولا تنكلوا ولا تجبنوا واذكروا الله وادعوه بالنصر والثبات وتوكلوا على الله
ولا تنازعوا فيما بينكم فتختلفوا فتذهب قوتكم
والله ناصر الصابرين .
الآيات 47 ـ 49
( ولا تكونوا كالذين خرجوا من ديارهم بطرا ورئاء الناس ويصدون عن سبيل الله ، والله بما يعملون محيط * وإذ زين لهم الشيطان أعمالهم وقال لا غالب لكم اليوم من الناس وإنى جار لكم ، فلما تراءت الفئتان نكص على عقبيه وقال إنى برئ منكم إنى أرى ما لا ترون إنى أخاف الله ، والله شديد العقاب * إذ يقول المنافقون والذين فى قلوبهم مرض غر هؤلاء دينهم ، ومن يتوكل على الله فإن الله عزيز حكيم )
ولا تكونوا مثل المشركين الذين خرجوا من ديارهم ليحاربوا الله ورسوله بطرا دفعا للحق ورئاء رياء ومفاخرة وتكبر ويمنعون الناس عن اتباع طريق الله وطريق الحق
والله يا محمد يحيط علما بما يعملون .
وقد حسن الشيطان لهم ما هموا بفعله وغرهم الشيطان وقال لهم إن عدد المسلمين قليل وسوف تغلبونهم وسأعينكم عليهم
ولما تقابل الفريقان نكص وانقلب على عقبيه وقال أنا برئ منكم وتخلى عنهم ، وقد رأى ما مد الله به المؤمنون من ملائكة وقال أنا أرى ما لا ترون وإنى أخاف الله شديد العقاب .
ويقول المنافقون عن المؤمنين لقد غرهم دينهم وسيهزمون
ولكن الله ناصر المؤمنين ومن يعتمد على الله فإن الله عزيز قوى الجانب حكيم فى أفعاله وأقواله وناصر من يستحق النصر .
الآيات 50 ـ51
( ولو ترى إذ يتوفى الذين كفروا ، الملائكة يضربون وجوههم وأدبارهم وذوقوا عذاب الحريق * ذلك بما قدمت أيديكم وأن الله ليس بظلام للعبيد )
ولو شاهدت يا محمد الكافرين عند احتضار الموت فسوف ترى الملائكة يضربون ظهورهم ووجوههم وأدبارهم ليخرجوا أرواحهم الخبيثة ويطلعونهم على مصيرهم من العذاب ويقولون ذوقوا عذاب جهنم وذوقوا الحريق .
وهذا بسبب ما عملتم من سوء فى حياتكم الدنيا وقدمتم لأنفسكم ، والله لا يظلم عبيده بل أنتم الذين ظلمتم أنفسكم .
الآيات 52 ـ 54
( كدأب آل فرعون ، والذين من قبلهم ، كفروا بآيات الله فأخذهم الله بذنوبهم ، إن الله قوى شديد العقاب * ذلك بأن الله لم يك مغيرا نعمة أنعمها على قوم حتى يغيروا ما بأنفسهم ، وأن الله سميع عليم * كدأب آل فرعون ، والذين من قبلهم ، كذبوا بآيات ربهم فأهلكناهم بذنوبهم وأغرقنا آل فرعون ، وكلٌ كانوا ظالمين )
ويفعل الله ذلك بالمشركين الذين كذبوك يا محمد مثلما فعل بأمثالهم من القرون السابقة الذين كذبوا الرسل منهم آل فرعون والذين سبقوهم من القرون الذين كفروا بآيات الله فعذبهم الله بسبب ما فعلوا من ذنوب فالله قوى عزيز الجانب لا يغالب وشديد العقاب لمن يستحق العذاب .
والله لا يغير نعمة أنعم بها على أحد إلا بسبب ظلمهم وما يرتكبون من ذنوب ، والله يسمع ويعلم كل ما يفعله العباد .
مثل ما فعله فرعون وآله والذين سبقوهم عندما كذبوا بآيات الله وآذووا الرسل والمؤمنين فسلبهم الله ما أنعم عليهم من خيرات وأهلكهم بسبب ذنوبهم وأغرق الله فرعون وجنوده وما ظلمهم الله ولكنهم ظلموا أنفسهم بما فعلوه .
الآيات 55 ـ 58
( إن شر الدواب عند الله الذين كفروا فهم لا يؤمنون * الذين عاهدت منهم ثم ينقضون عهدهم فى كل مرة وهم لا يتقون * فإما تثقفنهم فى الحرب فشرد بهم من خلفهم لعلهم يذكرون * وإما تخافن من قوم خيانة فانبذ إليهم على سواء ، إن الله لا يحب الخائنين )
ـ إن أشر من دب على وجه الأرض هم الكفار لأنهم لا يؤمنون
ـ الذين كلما عاهدتهم عهدا ينقضوه وينكثون فى الإيمان ولا يخافون الله
ـ فإن ظفرت بهم فى الحرب فنكلبهم واغلظ عقوبتهم ليكونوا عبرة لمن غيرهم من الأعداء وليحذروا أن ينكثوا فيفعل ذلك بهم .
ـ وإذا خفت من قوم خيانة تكون عاهدتهم فأعلمهم بأنك قد نقضت عهدهم وتكون علمهم بالحرب لك ولهم سواء ، لأن الله لا يحب الخيانة حتى ولو كانت مع الكفار .
الآيات 59 ـ 60
( ولا يحسبن الذين كفروا سبقوا ، إنهم لا يعجزون * وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم وآخرين من دونهم لا تعلمونهم الله يعلمهم ، وما تنفقوا من شئ فى سبيل الله يوف إليكم وأنتم لا تظلمون )
ولا يظن يا محمد أن الذين كفروا فاتونا ولا تقدر عليهم ، بل هم تحت قهرنا وفى قبضتنا ولا يعجزونا .
وأعدوا للكفار العدة لمقاتلتهم مهما أمكنكم من قوة الرمى لتخوفونهم فهم أعداءكم وأعداء الله
وآخرين من دونهم لا تعلمونهم الله يعلمهم : وآخرين أقل من الكفار هم المنافقون والله يعلم أنهم منافقون وأنتم لا تعلمونهم .
ومهما أنفقتم فى الجهاد فى سبيل الله فهو يوفى إليكم كاملا فى الدنيا غنائم وفى الآخرة أجر ويضاعف الثواب إلى سبعمائة ضعف أو يزيد .
الآيات 61 ـ 63
( وإن جنحوا للسلم فاجنح لها وتوكل على الله ، إنه هو السميع العليم * وإن يريدوا أن يخدعوك فإن حسبك الله ، هو الذى أيدك بنصره وبالمؤمنين * وألف بين قلوبهم ، لو أنفقت ما فى الأرض جميعا ما ألفت بين قلوبهم ولكن الله ألف بينهم ، إنه عزيز حكيم )
وإن مالوا للمسالمة وزالمصالحة فمل لذلك واقبل منهم الهدنة وتوكل على الله فهو يسمع ويرى ويعلم أين الخير لكم
ولو حاولوا أن يخدعوك بالهدنة ثم يستعدوا لك من جديد فلا تخشى شيئا فالله معك ومع المؤمنين وناصركم عليهم .
والله جامع قلوب المؤمنين على الإيمان بك وعلى طاعتك ومناصرتك .
فلو حاولت أن تجمع قلوبهم فلن تقدر مهما أنفقت لذلك لأن الأنصار كانت بينهم حروب كثيرة فى الجاهلية بين الأوس والخزرج مما يستدعى تدرج الشر بينهم
ولكن الله جمع قلوبهم على الإيمان وصالح بينهم وقارب الله بين القلوب .
فالله عزيز قوى لا يغالب حكيم فى أفعاله وأقواله .
الآيات 64 ـ 66
( يا أيها النبى حسبك الله ومن اتبعك من المؤمنين * يا أيها النبى حرض المؤمنين على القتال ، إن يكن منكم عشرون صابرون يغلبوا مائتين ، وإن يكن منكم مائة يغلبوا ألفا من الذين كفروا بأنهم قوم لا يفقهون * الآن خفف الله عنكم وعلم أن فيكم ضعفا ، فإن يكن منكم مائة صابرة يغلبوا مائتين ، وإن يكن منكم ألف يغلبوا ألفين بإذن الله ، والله مع الصابرين )
يحرض الله الرسول صلى الله عليه وسلم والمؤمنين على القتال ويطمئنهم بأنه حسبهم ووكيلهم وناصرهم ومؤيدهم
ويأمر النبى صلى الله عليه وسلم بأن يحرض المؤمنين على القتال ويرغبهم فيه
ولا يفر واحد من المؤمنين من عشرة من المشركين ولا مائة من ألف مشرك ويطمئنهم أنه معهم لأن الكافرين لا يفهمون شيئا
ثم خفف الله عن المؤمنين لعلمه بأن نفوسهم ما زالت ضعيفة ينتابها الخوف فأمر بأن يصبر المائة من المؤمنين فى مواجهة المائتين من الكفار
والألف مؤمن أمام ألفين من الكفار والله ناصرهم بإذنه ومؤيد المؤمنين .
الآيات 67 ـ 69
( ما كان لنبى أن يكون له أسرى حتى يثخن فى الأرض ، تريدون عرض الدنيا والله يريد الآخرة ، والله عزيز حكيم * لولا كتاب من الله سبق لمسكم فيما أخذتم عذاب عظيم * فكلوا مما غنمتم حلالا طيبا ، واتقوا الله ، إن الله غفور رحيم )
استشار النبى الناس فى الأسرى يوم بدر فقال عمر بن الخطاب تضرب أعناقهم وقال أبو بكر الصديق أرى العفو عنهم وقبول الفداء
فقبل الرسول صلى الله عليه وسلم الفداء وعفا عنهم
فنزلت الآية :
لا يحق لنبى أن يكون له أسرى ويأخذوا منهم الفداء ولكن لابد أن يكثر القتل من الكفار ليكون لهم عبرة ودرسا ليخافوا المسلمين والله
فلا تفضلوا عرض الدنيا وزينتها والغنائم على الجهاد والفلاح ورفعة كلمة التوحيد وخير الآخرة والجنة
والله عزيز قوى لا يغالبه أحد وحكيم فى أوامره لكم .
ولولا أن الله كتب فى اللوح المحفوظ أن يحل لكم الغنائم لكان عاقبكم لما أخذتم من أسرى وغنائم يوم بدر
فكلوا مما غنمتم حلالا طيبا واتقوا الله عند التقسيم
والله غفور رحيم بكم .
الآيات 70 ـ 71
( يا أيها النبى قل لمن فى أيديكم من الأسرى إن يعلم الله فى قلوبكم خيرا يؤتكم خيرا مما أخذ منكم ويغفر لكم ، والله غفور رحيم * وإن يريدوا خيانتك فقد خانوا الله من قبل فأمكن منهم ، والله عليم حكيم )
أرسلت قريش إلى النبى صلى الله عليه وسلم ليفتدوا أسراهم وفدى كل قوم أسيرهم بما تراضوا به
وقال العباس : يا رسول الله قد كنت مسلما
فقال الرسول صلى الله عليه وسلم : " الله أعلم بإسلامك ، فإن يكن كما تقول فإن الله يجزيك وأما ظاهرك فقد كان علينا ، فافتد نفسك وابنى أخيك ... وحليفك ..."
قال العباس : ما ذاك عندى يا رسول الله
قال النبى صلى الله عليه وسلم : " فأين المال الذى دفنته أنت وأم الفضل ؟ فقلت لها : إن أصبت فى سفرى هذا فهذا المال الذى دفنته لبنى الفضل وعبد الله وقثم "
قال العباس : والله يارسول الله إنى لأعلم أنك رسول الله ، إن هذا لشئ ما علمه أحد غيرى وغير أم الفضل
فاحسب لى يا رسول الله ما أصبتم منى عشرين أوقية من مال كان معى
فقال الرسول صلى الله عليه وسلم : " لا ذاك شئ أعطانا الله تعالى منك "
ففدى نفسه وابنى أخويه وحليفه
فأنزل الله الآية يقول : قل يا نبى الله لمن معك من الأسرى لو علم فيكم الله خيرا يعوضكم ما دفعتموه افتداء لأنفسكم والله غفور لمن يستغفر ويرجع إليه
وإن أرادوا خداعك وخيانتك فقد مكنك الله منهم والله يعلم خبايا النفوس وحكيم فى أوامره .
الآية 72
( إن الذين آمنوا وهاجروا وجاهدوا بأموالهم وأنفسهم فى سبيل الله والذين آووا ونصروا أولئك بعضهم أولياء بعض ، والذين آمنوا ولم يهاجروا ما لكم من ولايتهم من شئ حتى يهاجروا ، وإن استنصروكم فى الدين فعليكم النصر إلا على قوم بينكم وبينهم ميثاق ، والله بما تعملون بصير )
المؤمنين هم المهاجرون من مكة ، خرجوا من ديارهم وتركوا أموالهم وبذلوها فى الجهاد فى سبيل الله
والأنصار من أهل المدينة استقبلوا المهاجرين وآووهم فى بيوتهم وقاسموهم أموالهم وناصروا الله
هؤلاء المؤمنين أولياء بعضهم بعضا
أما المؤمنين الذين لم يهاجروا فليس لهم نصيب فى المغانم ولا فى الخمس النفل إلا من حضر منهم قتال .
ولو استنصروكم هؤلاء فى قتال دينى فعليكم نصرهم لأن عليكم نصرهم لنصر الدين الإسلامى
إلا إذا كانوا يقاتلون قوم بينكم وبينهم هدنة فلا تنقضوا ذمتكم مع من عاهدتم
والله يبصر ويرى ما تفعلون .
الآية 73
( والذين كفروا بعضهم أولياء بعض ، إلا تفعلوه تكن فتنة فى الأرض وفساد كبير )
أما الكفار فهم أولياء لبعضهم البعض
فالمسلم لا يرث كافرا ولا كافر يرث مسلم
وإن لم تفعلوا ذلك تقع فتنة فى الناس ويختلط الكافرين مع المؤمنين وينتشر الفساد فى الأرض
الآيات 74 ـ 75
( والذين آمنوا وهاجروا وجاهدوا فى سبيل الله والذين ءاووا ونصروا أولئك هم المؤمنون حقا ، لهم مغفرة ورزق كريم * والذين آمنوا من بعد وهاجروا وجاهدوا معكم فأولئك منكم ، وأولوا الأرحام بعضهم أولى ببعض فى كتاب الله ، إن الله بكل شئ عليم )
وإذا كان ما لهؤلاء الأصناف من المؤمنين خير فى الدنيا
فلهم أيضا فى الآخرة ثواب عظيم ولهم المغفرة والرزق الكريم فى الجنة .
والذين هاجروا من بعد ذلك وجاهدوا معكم فهم منكم ولهم مثل ما لكم من خير فى الدنيا والآخرة .
وذوو القرابات من المؤمنين لهم ما نص الله عليه فى كتابه من ميراث
والله يعلم كل شئ يصلح به أموركم فى الدنيا والآخرة .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
تمت بحمد الله تعالى .