مــــرحــــــباَ بـــأحـبـــاب الله مــعــاَ

في طريق الجنة


الخميس، 21 يوليو 2011

من 70 ـ 83

الآية 70



( وذر الذين اتخذوا دينهم لعبا ولهوا وغرتهم الحياة الدنيا وذكر به أن تبسل نفس بما كسبت ليس لها من دون الله ولى ولا شفيع وإن تعدل كل عدل لا يؤخذ منها ، أولئك الذين أبسلوا بما كسبوا ، لهم شراب من حميم وعذاب أليم بما كانوا يكفرون )


ودعك يا محمد من الذين هزئوا من دينهم وغرتهم الدنيا بزخارفها فهم صائرون إلى العذاب


وذكر الناس بالقرآن حتى تؤاخذ تبسل كل نفس بما عملت كسبت .


وليس لنفس شفيع ولا نصير من عذاب الله ولو بذلت كل مبذول لتعفى من المحاسبة فلا يمنعها من عذاب الله شئ.


هؤلاء الذين يؤاخذون بما عملوا من شر وظلم ليس لهم شراب فى الجحيم إلا من الزيت الحار والعذاب المؤلم بسبب تكذيبهم وكفرهم .


الآيات 71 ـ 73


( قل أندعوا من دون الله مالا ينفعنا ولا يضرنا ونرد على أعقابنا بعد إذ هدانا الله كالذى استهوته الشياطين فى الأرض حيران له أصحاب يدعونه إلى الهدى ائتنا ، قل إن هدى الله هو الهدى ، وأمرنا لنسلم لرب العالمين * وأن أقيموا الصلاة واتقوه ، وهو الذى إليه تحشرون * وهو الذى خلق السموات والأرض بالحق ، ويوم يقول كن فيكون ، قوله الحق ، وله الملك يوم ينفخ فى الصور عالم الغيب والشهادة ، وهو الحكيم الخبير )


قال المشركون للمسلمين اتبعونا خير لكم فأنزل الله الآية:


قل لهم يا محمد كيف نتبع وندعوا من هم غير الله الذين لا ينفعوننا ولا يضروننا ونعود للكفر بعد أن هدانا الله لنعمة الإيمان وطريق الهداية ، فيكون مثلنا كمثل الذى خرج مع قوم على الطريق فضل وحيرته الشياطين واستهوته فى الأرض وأصحابه على الطريق وجعلوا يدعونه ليأت إليهم وهو يأبى أن يأتيهم


قل لهم إن الهداية بيد الله وربنا أمرنا أن نسلم له ونتبع طريقه المستقيم .


وأقيموا الصلاة فى مواقيتها وهذه رمز لكل طاعة لله كما أمر واتقوا الله فى أقوالكم وأفعالكم لأنكم ستجمعون بين يديه ليحاسبكم .


والله هو الذى خلق السموات والأرض بالعدل يدبر أمرهما وأمور من فيهن وإذا قال لشئ كن فيكون وقوله حق وعدل


له الملك فى السموات والأرض ويوم القيامة حيث ينفخ فى البوق ليجمع الخلق ويحاسبهم


يعلم الغيب ويعلم الجهر


وهو حكيم فى أفعاله وأقواله خبير بكل شئ صغيرا أو كبيرا سرا أو علانية خفى أو مشهود .


الآيات 74 ـ 79


( وإذ قال إبراهيم لأبيه آزر أتتخذ أصناما آلهة ، إنى أراك وقومك فى ضلال مبين * وكذلك نرى إبراهيم ملكوت السموات والأرض وليكون من الموقنين * فلما جنّ عليه الليل رءا كوكبا ، قال هذا ربى ، فلما أفل قال لا أحب الآفلين * فلما رءا القمر بازغا قال هذا ربى ، فلما أفل قال لئن لم يهدنى ربى لأكونن من القوم الضالين * فلما رءا الشمس بازغة قال هذا ربى هذا أكبر ، فلما أفلت قال يا قوم إنى برئ مما تشركون * إنى وجهت وجهى للذى فطر السموات والأرض حنيفا ، وما أنا من المشركين )


هذا إبراهيم الذى وعظ أباه لينتهى عن عبادة الأصنام فلم ينتهى


قال إبراهيم كيف تتخذ من التماثيل التى صنعتم بأيديكم آلهة ، إنى أرى يا أبت أنك وقومك ضالين الطريق الصحيح


وهكذا نوضح لإبراهيم الدلالة على وحدانية الله فى خلق الكون ليكون من الموقنين بوحدانية الله فنريه آيات الكون .


فعندما دخل عليه الليل بظلمته شاهد نجما ، فقال ربما يكون هذا هو الله ، وعندما غاب وذهب النجم قال لا فلا يكون الله من الغائبين


وبعد فترة ظهر القمر فقال إبراهيم ربما يكون هذا هو الله ، فلما غاب القمر قال لا يصح أن يكون وقد غاب فإذا لم يهدينى الله إليه أكون ضالا مثل القوم


ثم ظهرت الشمس وأنارت الأرض فقال هذا نجم كبير ربما يكون هو الله ولكن غابت الشمس وغربت فقال إبراهيم لا هذا ولا ذاك


إنما الله الذى خلقهن جميعا


إشهد أننى توجهت للإيمان بالله خالق كل شئ ولا يراه أحد منحرفا عن الشرك ومتجها إلى طريق الله خالق السموات والأرض وما فيهن لا شريك له .


الآيات 80 ـ 83


( وحاجه قومه ، قال أتحاجونى فى الله وقد هدان ، ولآ أخاف ما تشركون به إلا أن يشاء ربى شيئا ، وسع ربى كل شئ علما ، أفلا تتذكرون * وكيف أخاف ما أشركتم ولا تخافون أنكم أشركتم بالله ما لم ينزل به عليكم سلطانا ، فأى الفريقين أحق بالأمن ، إن كنتم تعلمون * الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم أولئك لهم الأمن وهم مهتدون * وتلك حجتنا آتيناها إبراهيم على قومه ، نرفع درجات من نشاء ، إن ربك حكيم عليم )


وجادله قومه فى التوحيد لله فقال لهم :


كيف تحاجونى وتجادلوننى وقد علمنى الله أنه لا إله إلا هو وهدانى الطريق


وأنا لا أخشى أصنامكم التى لا تنفع ولا تضر وإنما الله الذى يضر وينفع


وقد أحاط الله بعلم كل شئ ، ألا تنتهون عن عبادة هذه الأصنام


كيف لى أن أخاف هذه الأصنام التى أشركتم بها العبادة لله وأنتم لا تخشون الله الذى خلقكم وأشركتم به هذه التى خلقها وخلقكم ؟ ولم يذكر الله عليها دليل فأيهما أحق بالأمن من عذاب الله يوم القيامة؟


إن الذين أخلصوا العبادة لله وحده ولم يشركوا فى عبادته شيئا ولم يخلطوا عملهم بظلم وشرك هم الآمنون يوم القيامة وهم الذين هدى الله .


وهذه حجة الله التى علم إبراهيم ليحاج بها قومه وهى : وكيف أخاف ما أشركتم ولا تخافون أنكم أشركتم بالله ما لم ينزل به عليكم سلطانا ، فأى الفريقين أحق بالأمن ، إن كنتم تعلمون


والله يرفع من أراد درجات


فالله حكيم فى أفعاله وأقواله ويعلم من يستحق الرفعة والهداية .