مــــرحــــــباَ بـــأحـبـــاب الله مــعــاَ

في طريق الجنة


الخميس، 21 يوليو 2011

تابع الأنعام حتى 50

الآيات 22 ـ 26



( ويوم نحشرهم جميعا ثم نقول للذين أشركوا أين شركاؤكم الذين كنتم تزعمون * ثم لم تكن فتنتهم إلا أن قالوا والله ربنا ما كنا مشركين * انظر كيف كذبوا على أنفسهم ، وضل عنهم ما كانوا يفترون * ومنهم من يستمع إليك ، وجعلنا على قلوبهم أكنة أن يفقهوه وفى آذانهم وقرا ، وإن يروا كل آية لا يؤمنوا بها ، حتى إذا جاؤك يجادلونك يقول الذين كفروا إن هذا إلا أساطير الأولين * وهم ينهون عنه وينئون عنه ، وإن يهلكون إلا أنفسهم وما يشعرون )


ويوم القيامة نجمع الناس كلهم للمحاسبة ونسخر من المشركين ونسألهم أين ما عبدتم من دون الله ليرفعوا عنكم العذاب اليوم


وعند فتنتنا إياهم عما أشركوا ينكرون ما فعلوا من شرك ويقولون الله ربنا ولم نشرك به شيئا

انظر يا محمد كيف كذبوا على أنفسهم وخدعوا أنفسهم لما رأوا العذاب ، وتركهم ما عبدوا فى العذاب


ومن المشركين من يسمعك ولكن قلبه مغلق عن الحق كأن فى أذنيه ما يحجب عنه السمع وعلى قلوبهم أقفال


ويجادلون فى كل دليل حق بالباطل عنادا وكبرا ويكفرون به


ثم يقولون هذه قصص القدامى ولم يعتبروا بها


وهم ينهون : وهم ينهون الناس عن اتباع الحق


وينئون عنه : ويبعدون الناس عن اتباع الحق


وبذلك الفعل فإنهم يهلكون أنفسهم بدون أن يشعروا .


الآيات 27 ـ 30


( ولو ترى إذ وقفوا على النار فقالوا ياليتنا نرد ولا نكذب بآيات ربنا ونكون من المؤمنين * بل بدا لهم ما كانوا يخفون من قبل ، ولو ردوا لعادوا لما نهوا عنه وإنهم لكاذبون * وقالوا إن هى إلا حياتنا الدنيا وما نحن بمبعوثين * ولو ترى إذ وقفوا على ربهم ، قال أليس هذا بالحق ، قالوا بلى وربنا ، قال فذوقوا العذاب بما كنتم تكفرون )


وحين يقفون على النار ويرون ما فيها من سلاسل وأنواع العذاب يتمنون لو كانوا آمنوا ولم يكذبوا فى الدنيا


وظهر حينئذ ما كانوا يخفون من الكفر والعناد بالرغم من انكارهم


ولو أنهم عادوا للدار الدنيا سيعودون لكفرهم وكبرهم الذى نهيناهم عنه ويكذبون


قال الكفار إن الحياة الدنيا لا موعد ولا حياة بعدها ولا بعث


ولكنهم عندما يقفون بين يدى الله للمحاسبة يقول لهم أليس هذا ما كذبتم به فهو الآن حقا وليس بباطل


فيقولون : نعم يا ربنا


يقول لهم : فذوقوا اليوم وبال تكذيبكم .


الآيات 31 ـ 32


( قد خسر الذين كذبوا بلقاء الله ، حتى إذا جاءتهم الساعة بغتة قالوا ياحسرتنا على ما فرطنا فيها وهم يحملون أوزارهم على ظهورهم ، ألا ساء ما يزرون * وما الحياة الدنيا إلا لعب ولهو وللدار الآخرة خير للذين يتقون ، أفلا تعقلون )


وخاب من كذب بيوم القيامة ولقاء الله وخسر نفسه يوم القيامة حيث تأت الساعة فجأة


ويتحسرون على ما فات من عملهم فى الدنيا وهم يحملون نتائج أفعالهم السيئة على ظهورهم ، وبئس ما حملوا


فالحياة الدنيا متاع ولعب ولهو زائل ، إنما الآخرة هى الأفضل والحياة الدائمة لمن اتقى


اعقلوا واتبعوا الحق .


الآيات 33 ـ 36


( قد نعلم إنه ليحزنك الذى يقولون ، فإنهم لا يكذبونك ولكن الظالمين بآيات الله يجحدون * ولقد كذبت رسل من قبلك فصبروا على ما كذبوا وأوذوا حتى آتاهم نصرنا ، ولا مبدل لكلمات الله ، ولقد جاءك من نبأى المرسلين * وإن كان كبر عليك إعراضهم فإن استطعت أن تبتغى نفقا فى الأرض أو سلما فى السماء فتأتيهم بآية ، ولو شاء الله لجمعهم على الهدى ، فلا تكونن من الجاهلين * إنما يستجيب الذين يسمعون والموتى يبعثهم الله ثم إليه يرجعون )


يسلى الله نبيه صلى الله عليه وسلم فيقول له :


نحن نعلم مدى حزنك على أنهم يكذبون ، هم لا يكذبونك أنت لشخصك وإنما هم يجحدون بفضل الله ودلائله ونعمه عليهم


وهذا حال الكفار دائما فقد كذبوا من أرسلنا من رسل من قبلك وأذوهم


وصبر الرسل على الأذى حتى جاء نصرنا لهم وللمؤمنين الذين اتبعوهم


وهذا وعد الله لا يخلف وعده ولا يستطع أحد أن يغير قدره


وقد أخبرناك من خبر المرسلين فى القرآن


فإن استطعت أن تبتغى نفقا فى الأرض أو سلما فى السماء فتأتيهم بآية : وإذا كان تكذيبهم لما جئت به كبيرا وصعبا عليك فافعل المستحيل لتأت بالدلائل لهم ولن تجدى معهم


لو أراد الله أن يجمعهم على الهدى وطريق الحق لفعل


فلا تكونن من الجاهلين : فلا تكن ممن لا يعلمون ، واصبر ولا تحزن .


إنما يهدى الله الذين يستمعون للحق ويستجيبون ولا يكابرون


فإنهم سيموتون ويرجعون إلى الله ويبعثهم من بعد موتهم ليحاسبهم .


الآيات 37 ـ 39


( وقالوا لولا نزل عليه آية من ربه ، قل إن الله قادر على أن ينزل آية ولكن أكثرهم لا يعلمون * وما من دابة فى الأرض ولا طائر يطير بجناحيه إلا أمم أمثالكم ، ما فرطنا فى الكتاب من شئ ، ثم إلى ربهم يحشرون * والذين كذبوا بآياتنا صم وبكم فى الظلمات ، من يشأ الله يضلله ومن يشأ يجعله على صراط مستقيم )


وقال الكافرون : لو كان نزل على محمد دليل و معجزة من ربه ليصدقوه


قل لهم يا محمد إن الله قادر على أن ينزل معجزة عليكم ولكن هذا معناه أن إذا نزلت الآية ولم تؤمنوا لعجلت العقوبة لهم ولكن قضى الله أن يؤخر ذلك .


وقل لهم ليعلموا أن ملك الله عظيم ، فالطيور والدواب هى أمم مثل أمم البشر والجن ، ويرزق الله الجميع ويعلم ويحيط بالجميع ولم يفرط الله ولا ينسى أحد والجميع يجمع ويرجع إلى الله .


والكافرين فى جهلهم مثل الذى يعيش فى الظلام لا يسمع ولا يرى ولا يعقل


ومن أراد الله أن يضله عن الطريق المستقيم فهو كذلك ومن أراد أن يهديه فهو المهتدى بأمر من الله .
الآيات 40 ـ 45


( قل أرءيتكم إن أتاكم عذاب الله أو أتتكم الساعة أغير الله تدعون إن كنتم صادقين * بل إياه تدعون فيكشف ما تدعون إليه إن شاء وتنسون ما تشركون * ولقد أرسلنا إلى أمم من قبلك فأخذناهم بالبأساء والضراء لعلهم يتضرعون * فلولا إذ جاءهم بأسنا تضرعوا ولكن قست قلوبهم وزين لهم الشيطان ما كانوا يعملون * فلما نسوا ما ذكروا به فتحنا عليهم أبواب كل شئ حتى إذا فرحوا بما أوتوا أخذناهم بغتة فإذا هم مبلسون * فقطع دابر القوم الذين ظلموا ، والحمد لله رب العالمين )


إذا جاءت القيامة ، أو أصابكم عذاب من الله فإنكم لا تدعون غير الله لعلمكم أنه وحده القادر على رفع العذاب عنكم ،


إن كنتم صادقين : فهل يصح لكم أن تتخذوا معه آلهة أخرى


إنكم تدعون الله وحده وتنسون أن تدعوا من أشركتم معه فى العبادة


وقد كان أمم من قبلكم أصبناهم بالفقر والجوع والمرض حتى يدعون الله وحده وتخشع قلوبهم لذكر الله ، ولكنهم قست قلوبهم ولا خشعت وزين لهم الشيطان العناد والكبر ، فلما أعرضوا عن الله فتحنا لهم أبواب الخير والرزق والأموال والأولاد حتى ظنوا أنهم لا يقدر عليهم أحد ، أهلكناهم حتى يئسوا من كل خير .


ودمر الله الذين ظلموا


والحمد لله على تدميره إياهم إذ هم مفسدون مخربون فى الأرض .


الآيات 46 ـ 49


( قل أرءيتم إن أخذ الله سمعكم وأبصاركم وختم على قلوبكم من إله غير الله يأتيكم به ، انظر كيف نصرف الآيات ثم هم يصدفون * قل أرءيتكم إن أتاكم عذاب الله بغتة أو جهرة هل يهلك إلا القوم الظالمون * وما نرسل المرسلين إلا مبشرين ومنذرين ، فمن آمن وأصلح فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون * والذين كذبوا بآياتنا يمسهم العذاب بما كانوا يفسقون )


قل يا محمد للمكذبين لو سلب الله ما أعطاكم من بصر وسمع وعقول ، فمن يمنحها لكم من بعده ؟


انظر كيف بعد كل هذا التوضيح ومع ذلك هم مصرون على العناد والمكابرة


قل لهم لو جاءكم عذاب الله فجأة أو ظاهرا فإن الهلاك يكون للظالمين وينجوا المؤمنين


وإنما نرسل الرسل لينذروا الكفار من العذاب ويبشروا المؤمنين بالثواب والجزاء


فمن يؤمن بالله فلا خوف عليه ومن يكفر فيعذب بما كان يعمل من ظلم وإفساد .