الآيات 55 ـ 60
( وَيَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ مَا لا يَنفَعُهُمْ وَلا يَضُرُّهُمْ وَكَانَ الْكَافِرُ عَلَى رَبِّهِ ظَهِيرًا * وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ مُبَشِّرًا وَنَذِيرًا * قُلْ مَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِلاَّ مَن شَاء أَن يَتَّخِذَ إِلَى رَبِّهِ سَبِيلا * وَتَوَكَّلْ عَلَى الْحَيِّ الَّذِي لا يَمُوتُ وَسَبِّحْ بِحَمْدِهِ وَكَفَى بِهِ بِذُنُوبِ عِبَادِهِ خَبِيرًا * الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ الرَّحْمَنُ فَاسْأَلْ بِهِ خَبِيرًا * وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اسْجُدُوا لِلرَّحْمَنِ قَالُوا وَمَا الرَّحْمَنُ أَنَسْجُدُ لِمَا تَأْمُرُنَا وَزَادَهُمْ نُفُورًا )
إن المشركين من جهلهم يعبدون من الأصنام التى لا تنفعهم ولا تضرهم وكان الكافرون عونا ظهيرا للشيطان على حزب الله من المؤمنين
ولقد أرسلناك يا محمد بشيرا للمؤمنين بالجنة ، ومنذرا للكافرين بالنار .
قل لهم أنك لا تريد من الدعوة أموالهم ولا سلطانهم ولكن توضح مسلكا وطريقا لعبادة الله وطاعته .
وكن فى جميع أمورك متوكلا على الله الحى الذى لا يموت ، وأكثر من تسبيحه وحمده على نعمائه ويكفيك أن الله خبير بما يفعل عباده وسيحاسبهم عليها .
فالله هو الذى خلق السموات والأرض وما فيهن وما بينهما فى ستة أيام فقط ثم استوى على العرش فوقهن ليدبر أمور العباد ويقضى بالحق فالله قادر ورحمن بجميع المخلوقات واسأل من هو خبير به عالم بعظمته واتبعه واقتد به
إن المشركين بالرغم من عظمة الله وقدرته هذه فإنهم إذا قيل لهم اسجدوا لله الرحمن يتكبرون ويقولون لا نعرف الرحمن وينكرون اسمه الرحمن
لن نسجد لما تأمرنا بالسجود له وازدادوا تعنتا ونفور
الآيات 61 ـ 62
( تَبَارَكَ الَّذِي جَعَلَ فِي السَّمَاء بُرُوجًا وَجَعَلَ فِيهَا سِرَاجًا وَقَمَرًا مُّنِيرًا * وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ خِلْفَةً لِّمَنْ أَرَادَ أَن يَذَّكَّرَ أَوْ أَرَادَ شُكُورًا )
يمجد الله نفسه إذ أنه خلق فى السموات بروجا ـ وهى مجموعات النجوم فى أشكال مختلفة جميلة ـ وخلق الشمس منيرة كالسراج المتوهج وخلق القمر الذى يضئ بنور هادئ
وخلق الليل والنهار يخلف بعضهم بعضا لا يختلفون
وهذا التعاقب فى الليل والنهار توقيتا لعبادة الناس فمن فاته شئ من ذكر الله أو شكره فى النهار استكمله فى الليل .
الآيات 63 ـ 67
( وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الأَرْضِ هَوْنًا وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلامًا * وَالَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّدًا وَقِيَامًا * وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا اصْرِفْ عَنَّا عَذَابَ جَهَنَّمَ إِنَّ عَذَابَهَا كَانَ غَرَامًا * إِنَّهَا سَاءَتْ مُسْتَقَرًّا وَمُقَامًا * وَالَّذِينَ إِذَا أَنفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَامًا )
ومن صفات المؤمنين انهم يمشون فى سكينة ووقار هَوْنًا وبلا استكبار .
وإذا سفه عليهم جاهل بسوء من القول فإنهم يعفون ويصفحوا ولا يردون إلا خيرا . سَلامًا
ويبيتون فى عبادة وطاعة لله وصلاة تهجد فى الليل ودعاء .
ويدعون الله أن عنهم عذاب جهنم الذى هو كَانَ غَرَامًا ملازم للعاصين والكفار ، فهى منزل سوء وعذاب .
وهم ليسوا بمبذرين ولا بخلاء فى نفقاتهم .، ولكن متوسطين بين ذلك وذاك معتدلين .
الآيات 68 ـ 71
( وَالَّذِينَ لا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ وَلا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلاَّ بِالْحَقِّ وَلا يَزْنُونَ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا * يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا * إلاَّ مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلا صَالِحًا فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا * وَمَن تَابَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَإِنَّهُ يَتُوبُ إِلَى اللَّهِ مَتَابًا )
ولا يقتلون النفس إلا بالحق الشرعى للقصاص
ولا يقربوا الزنا ، فهو فاحشة ومن يفعل ذلك له السقوط فى وادى فى جهنم يسمى أثاما جزاء بما فعل .
ويوم القيامة يضاعف له العذاب ويغلظ عليه لما علم من الحق وأتى الكبائر ويظل فى العذاب المهين
ولكن من فعل ذلك ثم تاب وأناب إلى الله وعمل الصالحات من الأعمال ، فإن الله يغفر له ويتوب عليه
ويبدل الله سيئاته حسنات ، فهو الغفور الرحيم بعباده المؤمنين .
الآيات 72 ـ 74
( وَالَّذِينَ لا يَشْهَدُونَ الزُّورَ وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرَامًا * وَالَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ لَمْ يَخِرُّوا عَلَيْهَا صُمًّا وَعُمْيَانًا * وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا )
ومن صفاتهم أنهم لا يشهدون الزور
وإذا كانوا على كلام لغو سيئ فإنهم لا يخوضون فيه ولا يتدنسوا به ويعرضوا عنه
وهم إذا ذكر الله عندهم لم يعموا ولم يصموا بل يذكروا الله ويتأثروا له ويتمنون على الله المغفرة
ويدعون الله بصلاح الأزواج وهداية الأبناء والأهل ويطلبون من الله أن يجعلهم من المتقين .
الآيات 75 ـ 77
( أُوْلَئِكَ يُجْزَوْنَ الْغُرْفَةَ بِمَا صَبَرُوا وَيُلَقَّوْنَ فِيهَا تَحِيَّةً وَسَلامًا * خَالِدِينَ فِيهَا حَسُنَتْ مُسْتَقَرًّا وَمُقَامًا * قُلْ مَا يَعْبَأُ بِكُمْ رَبِّي لَوْلا دُعَاؤُكُمْ فَقَدْ كَذَّبْتُمْ فَسَوْفَ يَكُونُ لِزَامًا )
هؤلاء المؤمنين التى هى صفاتهم ينعم الله عليهم بالجنة الغرفة
جزاء لصبرهم على الطاعات ولا يجدون فى الجنة غير التحية والتوقير والإحترام والملائكة يدخلون عليهم من كل باب .
وهم خالدين فى الجنة مقيمين لا يموتون ولا تزول عنهم ونعيمها وحسن منظرها لهم مقيم .
قل للمكذبين يا محمد : لا يبالى الله بكم ولا بعبادتكم إن لم توحدوه وتسبحوه
غير أنه لا يريد لكم إلا الإيمان
وإن كذبتم فسوف يكون تكذيبكم لازما لتعذيبكم .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
تمت بحمد الله تعالى .