مــــرحــــــباَ بـــأحـبـــاب الله مــعــاَ

في طريق الجنة


الاثنين، 22 أغسطس 2011

تفسير سورة الفرقان

تفسير سورة الفرقان
بسم الله الرحمن الرحيم
الآيات 1 ، 2


( تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيرًا * الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَلَمْ يَتَّخِذْ وَلَدًا وَلَمْ يَكُن لَّهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ فَقَدَّرَهُ تَقْدِيرًا )


لله البركة الدائمة الذى نزل القرآن على مرات عديدة متفرقة آيات بعد آيات وأحكام بعد أحكام على محمد الشريف فى عبوديته لله لينذر الناس جميعا فى كل مكان وعلى كل أنواعهم ويعلمهم دينهم


فالله هو مالك السموات والأرض وما فيهن وليس له ولد كما زعم المبطلون وليس له شركاء فى ملكه كما ادعوا


والله خلق كل شئ بحكمة ودقة متناهيه وكل شئ تحت سيطرته وتصرفه


الآية 3


( وَاتَّخَذُوا مِن دُونِهِ آلِهَةً لّا يَخْلُقُونَ شَيْئًا وَهُمْ يُخْلَقُونَ وَلا يَمْلِكُونَ لِأَنفُسِهِمْ ضَرًّا وَلا نَفْعًا وَلا يَمْلِكُونَ مَوْتًا وَلا حَيَاةً وَلا نُشُورًا )


وهؤلاء المشركين اتخذوا من غير الله آلهة أخرى ، أصناما لا تقدر على أن تخلق شئ ، بل الله خلقهم


ولا يقدرون أن ينفعوا أنفسهم ولا يضرونها ولا يستطيعون ان يحيوا شيئا ولا يميتون شئ ولا يجمعون شئ


بل لله الأمر وهو الذى يحيى ويميت ويجمع الخلق ليوم البعث .


الآيات 4 ـ 6


( وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ هَذَا إِلاَّ إِفْكٌ افْتَرَاهُ وَأَعَانَهُ عَلَيْهِ قَوْمٌ آخَرُونَ فَقَدْ جَاؤُوا ظُلْمًا وَزُورًا * وَقَالُوا أَسَاطِيرُ الأَوَّلِينَ اكْتَتَبَهَا فَهِيَ تُمْلَى عَلَيْهِ بُكْرَةً وَأَصِيلا * قُلْ أَنزَلَهُ الَّذِي يَعْلَمُ السِّرَّ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ إِنَّهُ كَانَ غَفُورًا رَّحِيمًا )


قال المكذبون إن هذا القرآن كذب إفك ادعاه محمد افتراه واستعان بقوم آخرين على جمعه


هؤلاء المكذبون بالقرآن قولهم كذب وباطل وهم يعلمون أنهم يقولون غير الحق ويعرفون أنهم كاذبون .
وكذلك قالوا أن القرآن هو من كتب الأوائل ويقرؤها عليه أحد فى أول النهار وآخره .


قل لهم يا محمد إن الذى أنزل القرآن هو الله الذى يعلم أخبار الأولين ويعلم ما يسرون وما يعلنون ويعلم كل ما فى السموات وما فى الأرض ماضيا ومستقبلا


ادعوهم للتوبة والإستغفار فإن الله كثير المغفرة والرحمة لمن تاب وعمل صالحا .


الآيات 7 ـ 14


( وَقَالُوا مَالِ هَذَا الرَّسُولِ يَأْكُلُ الطَّعَامَ وَيَمْشِي فِي الأَسْوَاقِ ، لَوْلا أُنزِلَ إِلَيْهِ مَلَكٌ فَيَكُونَ مَعَهُ نَذِيرًا * أَوْ يُلْقَى إِلَيْهِ كَنزٌ أَوْ تَكُونُ لَهُ جَنَّةٌ يَأْكُلُ مِنْهَا وَقَالَ الظَّالِمُونَ إِن تَتَّبِعُونَ إِلاَّ رَجُلا مَّسْحُورًا * انظُرْ كَيْفَ ضَرَبُوا لَكَ الأَمْثَالَ فَضَلُّوا فَلا يَسْتَطِيعُونَ سَبِيلا * تَبَارَكَ الَّذِي إِن شَاء جَعَلَ لَكَ خَيْرًا مِّن ذَلِكَ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ وَيَجْعَل لَّكَ قُصُورًا * بلْ كَذَّبُوا بِالسَّاعَةِ وَأَعْتَدْنَا لِمَن كَذَّبَ بِالسَّاعَةِ سَعِيرًا * إِذَا رَأَتْهُم مِّن مَّكَانٍ بَعِيدٍ سَمِعُوا لَهَا تَغَيُّظًا وَزَفِيرًا * وَإِذَا أُلْقُوا مِنْهَا مَكَانًا ضَيِّقًا مُقَرَّنِينَ دَعَوْا هُنَالِكَ ثُبُورًا * لا تَدْعُوا الْيَوْمَ ثُبُورًا وَاحِدًا وَادْعُوا ثُبُورًا كَثِيرًا )


يتعنت الكفار معاندين فيقولون كيف يكون محمدا رسولا وهو يأكل كما نأكل الطعام ويسير فى الأسواق مثلنا ومعنا طلبا للرزق ، لو كان رسولا لكان نزل معه ملك من السماء يعينه على مهمته أو ينزل عليه كنز لينفق منه أو تكون له جنة يأكل منها ، فاحذروا إنكم تتبعون رجل مسحور .


انظر يا محمد كيف كذبوا عليك وجاؤوا بالحديث الكذب الزور عليك مع معرفتهم بصدقك وأمانتك التامة ، فضلوا عن الهدى والطريق المستقيم وأصبحوا فى ضلال لا يهتدون بل يقولون فيك كلاما متعارضا


فالله قادر على أن يجعل لك خيرا مما يقولون فى الدنيا وقادر على أن يمنحك الجنات والقصور كما يريدون .


ولكنهم يكذبون بالآخرة والقيامة عنادا وتعنتا ، ولكننا جهزنا لمن يكذب بالقيامة جهنم ونارا لا يطاق لهيبها .


وعند الحشر فى هذا المكان البعيد عنهم الآن سوف يسمعوا غيظ جهنم منهم وزفيرها حقدا عليهم من أفعالهم وأقوالهم هذه .


وعندما يقذفون فيها وهم مقيدون فى الأغلال مكتفين فسوف يدعون بالحسرة والندم والويل ـ ثبورا ـ فادعوا بالكثير من الويل وليس ويلا واحدا
فإنكم هالكون .


الآيات 15 ـ 16


( قُلْ أَذَلِكَ خَيْرٌ أَمْ جَنَّةُ الْخُلْدِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ ، كَانَتْ لَهُمْ جَزَاء وَمَصِيرًا * لهُمْ فِيهَا مَا يَشَاؤُونَ خَالِدِينَ كَانَ عَلَى رَبِّكَ وَعْدًا مَسْؤُولا )


قل لهم يا محمد هل هذا العذاب فى الجحيم خير لكم أم الجنة الخالدين فيها التى وعد الله المتقين أن يدخلوها ، وهى جزاء ومصيرا لهم على ما فعلوا من أعمال خير وصدقوا وآمنوا ، لهم فى الجنة ما يشتهون مخلدين


وهذا وعد من الله كتبه على نفسه ومسئول عنه .
الآيات 17 ـ 19


( وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ فَيَقُولُ أَأَنتُمْ أَضْلَلْتُمْ عِبَادِي هَؤُلاء أَمْ هُمْ ضَلُّوا السَّبِيلَ * قَالُوا سُبْحَانَكَ مَا كَانَ يَنبَغِي لَنَا أَن نَّتَّخِذَ مِن دُونِكَ مِنْ أَوْلِيَاء وَلَكِن مَّتَّعْتَهُمْ وَآبَاءَهُمْ حَتَّى نَسُوا الذِّكْرَ وَكَانُوا قَوْمًا بُورًا * فَقَدْ كَذَّبُوكُم بِمَا تَقُولُونَ فَمَا تَسْتَطِيعُونَ صَرْفًا وَلا نَصْرًا وَمَن يَظْلِم مِّنكُمْ نُذِقْهُ عَذَابًا كَبِيرًا )


ويوم القيامة يجمع الله الخلائق ومن عبدوا من غير الله مثل عيسى ابن مريم وعزيرا والملائكة .


يقول الله جل وعلا للمعبودات ، هل أنتم الذين دعوتم هؤلاء المشركين لعبادتكم من دونى أم هم الذين ضلوا وعبدوكم من تلقاء أنفسهم ؟


فيقولون لا ينبغى لأحد من الخلائق أن يدعوا الحق فى العبادة من غيرك ، تعاظمت وتعاليت علوا كبيرا


ولكن متعتهم فى الدنيا وطال عليهم العمر حتى نسوا ذكرك ونسوا ما أنزلت على ألسنة رسلك فأصبحوا قوما لا خير فيهم .


فيقول الله عز وجل للمشركين : لقد كذبكم هؤلاء الذين عبدتم من دونى ولن يقربونكم إلىّ كما ادعيتم ، ولن تستطيعوا إبعاد العذاب عن أنفسكم
ومن يظلم ويشرك بالله فسوف نذيقه العذاب الأليم .


الآية 20


( وَمَا أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ مِنَ الْمُرْسَلِينَ إِلاَّ إِنَّهُمْ لَيَأْكُلُونَ الطَّعَامَ وَيَمْشُونَ فِي الأَسْوَاقِ ، وَجَعَلْنَا بَعْضَكُمْ لِبَعْضٍ فِتْنَةً أَتَصْبِرُونَ ، وَكَانَ رَبُّكَ بَصِيرًا )


وجميع الرسل الذين أرسلناهم يا محمد من قبلك كانوا يمشون فى الأسواق ويأكلون الطعام


ولقد اختبرنا بعضكم ببعض لنعلم من يطيع ومن يعصى


فهل تصبرون على الإختبار ؟


والله يبصر ويعلم من يستحق أن يوحى إليه ومن لا يستحق .