مــــرحــــــباَ بـــأحـبـــاب الله مــعــاَ

في طريق الجنة


الخميس، 18 أغسطس 2011

تابع مع النور ...................... 31

الآية 22



( ولا يأتل أولوا الفضل منكم والسعة أن يؤتوا أولى القربى والمساكين والمهاجرين فى سبيل الله ، وليعفوا وليصفحوا ، ألا تحبون أن يغفر الله لكم ، والله غفور رحيم )

ولا يحلف أصحاب الفضل والصدقات والإحسان على أن يصلوا رحمهم ويعطوا الأقرباء والمساكين والمهاجرين فى سبيل الله


وليتسامحوا ويغفروا لمن أخطأ منهم


ألا تحبون أن يغفر لكم الله الكثير المغفرة والرحيم بالمؤمنين ؟ .


أسباب نزول الآية :
........................


نزلت فى أبى بكر الصديق


بعد ما حدث من حديث لإفك من مسطح بن أثاثة ابن خالة الصديق ، حلف الصديق بأن لا ينفعه بنافعة أبدا وقد كان يعطف عليه ويجزل له العطاء لأنه كان مسكينا ولا مال له .
فلما حدث حديث الإفك عن السيدة عائشة ابنته وبعد أإن حسم الله الأمر وكشفه وأنزل الله براءتها ، وأقيم الحد على من قال ذلك ، شرع الله فى أن يرشد الصديق بالعطف على قريبه وقد كان من المجاهدين فى سبيل الله وزل زلته وتاب وأقيم عليه الحد ، فأنزل الله الآية يعطفه عليه فتراجع الصديق عن قسمه الذى أقسم وعاد للعطاء له ثانية نزولا على أمر الله عز وجل .


الآيات 23 ـ 25


( إن الذين يرمون المحصنات الغافلات المؤمنات لعنوا فى الدنيا والآخرة ولهم عذاب عظيم * يوم تشهد عليهم ألسنتهم وأيديهم وأرجلهم بما كانوا يعملون * يومئذ يوفيهم الله دينهم الحق ويعلمون أن الله هو الحق المبين )


وهذا وعيد من الله عز وجل لمن يرمى المحصنات من النساء بالعذاب فى الدنيا والآخرة جزاء لهم


ففى الدنيا يقام عليهم الحد وهو الجلد ثمانين جلدة وفى الآخرة العذاب فى النار .


ويوم القيامة يختم على أفواههم وتتكلم أيديهم وألسنتهم وأرجلهم ويشهدون على ما عملوا فى الدنيا


وعندئذ يحاسبهم الله بالعدل وبما كسبوا فى الدنيا وسيعرفون أن الله هو الحكم والعدل الذى لا جور فيه .


ومن سب السيدة عائشة بعد ذلك فهو خارج على القرآن الذى أنزل الله وهو بذلك يكون كافرا .


الآية 26


( الخبيثات للخبيثين والخبيثون للخبيثات ، والطيبات للطيبين والطيبون للطيبات ، أولئك مبرءون مما يقولون ، لهم مغفرة ورزق كريم )


الخبيثات من القول للخبيثين من الرجال


والخبيثون من الرجال للخبيثات من القول


والقول الطيب للطيبين من الرجال


والطيبون من الرجال للطيب من القول




وقال أحد الصحابة فى معناها أن :


النساء الخبيثات للرجال الخبيثة


والنساء الطيبات للرجال الطيبون


ومحمد طيب وجعل الله له السيدة عائشة من الطيبات


ولولا أنها طيبة ما كان الله جعلها زوجة له .


وآل محمد مبرءون من قول الإفك والزور فيهم ، وبسبب ما قيل فيهم غفر الله لهم وجعل لهم رزق حسن كريم فى الجنة ووعد بأن تكون عائشة زوجة الرسول فى الجنة .
وهذا يعنى أن الكلام القبيح هو أولى بالقبيحين من الناس ، والكلام الطيب أولى بأهله من الطيبين من الناس


الآيات 27 ـ 29


( يا أيها الذين آمنوا لا تدخلوا بيوتا غير بيوتكم حتى تستأنسوا وتسلموا على أهلها ، ذلكم خير لكم لعلكم تذكرون * فإن لم تجدوا فيها أحدا فلا تدخلوها حتى يؤذن لكم ، وإن قيل لكم ارجعوا فارجعوا ، هو أزكى لكم ، والله بما تعملون عليم * ليس عليكم جناح أن تدخلوا بيوتا غير مسكونة فيها متاع لكم ، والله يعلم ما تبدون وما تكتمون )


يأمر الله المؤمنين بأن يستأذنوا عند دخولهم بيوتا غير بيوتهم .


ويكون ذلك ثلاث مرات فإن أذن لهم بالدخول دخلوا ، وإن لم يؤذن لهم فينصرفوا


وهذا فضل وخير للمؤمنين لأن الله عليم بأحوال الناس ويعلم ما يصلح أمورهم


وخير للطرفين لأهل البيت وللقادم عليهم .


ولا ضرر من الدخول فى البيوت التى ليس بها أحد إذا كانت هناك حاجة لذلك بغير إذن مثل بيت الضيافة وبيوت التجار ـ الدكاكين ـ للشراء والتجارة ، والبيت الحرام ، ومنازل الأسفار ـ اللوكاندات ـ وغيرها مما لا يستوجب الإستئذان .


الآية 30
( قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم ، ذلك أزكى لهم ، إن الله خبير بما يصنعون )


الأمر الآخر للمؤمنين ، وهو غض البصر عما حرم الله ، فإذا وقع البصر على محرم يجب رد البصر سريعا ، وحفظ الفرج عن الفواحش وما حرم الله


فالنظر يؤدى إلى فساد القلب ، والله يعلم خائنة الأعين وما تخفى الصدور .


الآية 31
( وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن ويحفظن فروجهن ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها ، وليضربن بخمرهن على جيوبهن ، ولا يبدين زينتهن إلا لبعولتهن أو آبائهن أو آباء بعولتهن أو أبنائهن أو أبناء بعولتهن أو إخوانهن أو بنى إخوانهن أو بنى أخواتهن أو نسائهن أو ما ملكت أيمانهن أو التابعين غير أولى الإربة من الرجال أو الطفل الذين لم يظهروا على عورات النساء ، ولا يضربن بأرجلهن ليعلم ما يخفين من زينتهن ، وتوبوا إلى الله جميعا أيه المؤمنون لعلكم تفلحون )


وكما أمر الله المؤمنين بغض البصر ، فإنه يأمر النساء المؤمنات أيضا بذلك ، وعدم النظر لغير أزواجهن أو ما يفسد قلوبهن بشهوة أو غير شهوة


ويأمرهن بحفظ الفرج عما لا يحل لهن


ويأمرهن بعدم إظهار الزينة للأجانب من الرجال ، إلا ما لا يمكن إخفاءه مثل الثياب والبعض قال الوجه والكفين .


ويأمر سبحانه بوضع الخمار على فتحة الصدر والعنق والشعر والآذان .


والزينة هى القرط والخاتم والخلخال والقلادة والسوار ولون الثياب


ثم يحدد الله المحارم الذين يجوز للمرأة أن تظهر زينتها أمامهم بدون تبرج وهم : الأزواج والآباء ، وأب الزوج ، والأبناء ، وأبناء الزوج ، والأخوة ، وإبناء الأخوة والأخوات ،


و نساء المسلمات ويمنع عن نساء الكافرات وهذا المقصود بقوله نسائهن


ما ملكت أيمانهن : وهم الرقيق من الرجال والنساء




التابعين غير أولى الإربة من الرجال : وهم الأجراء والخدم الذين ليسوا لهم شهوة إلى النساء من وله العقل أو الغفلة أو المخنث ( الذى لا يشتد ذكره )


الطفل الذين لم يظهروا على عورات النساء: الأطفال الذين لا يفهمون أحوال النساء من عورة أو ميل القول أو ترنح المشية أو نظرة العين وما غير ذلك من الأشياء التى تميل قلب الرجل


ولا يضربن بأرجلهن ليعلم ما يخفين من زينتهن : وهذا أمر للنساء باعتدال المشية وعدم الضرب بالرجل ليسمع صوت الخلخال أو ما ستر فى قدمها


ثم يأمر الله الجميع بالتوبة من الصفات السيئة وميل النفس


والله يقبل التوبة ويرشد إلى ما فيه فلاح المؤمنين .