الآيات 91 ـ 93
( ليس على الضعفاء ولا على المرضى ولا على الذين لا يجدون ما ينفقون حرج إذا نصحوا لله ورسوله ، ما على المحسنين من سبيل ، والله غفور رحيم * ولا على الذين إذا ما أتوك لتحملهم قلت لآ أجد مآ أحملكم عليه تولوا وأعينهم تفيض من الدمع حزنا ألا يجدوا ما ينفقون * إنما السبيل على الذين يستئذنونك وهم أغنياء رضوا بأن يكونوا مع الخوالف وطبع الله على قلوبهم فهم لا يعلمون )
إن أصحاب الأعذار الذين يسمح لهم بالقعود هم الضعفاء والمرضى كالأعمى والأعرج والذين لا يملكون مالا ، وهم ينصحون الناس بالخروج ولا يصدونهم ولم يثبطوا من عزائمهم ، فلا حرج عليهم ولا ذنب والله يغفر لهم ويرحمهم .
ولا حرج على الذين كهلوا ولا يقدرون على السير وقلوبهم تبكى وأعينهم أنهم لا يقدرون على الخروج معك ويريدون أن تحملهم على دابة وليس عندك ما تحملهم عليه وليس معهم مالا لينفقوه .
إنما المحاسبة على الذين يملكون المال والعافية ويريدون أن يقعدوا مع الضعفاء المتخلفون بعذر فهؤلاء طبع الله على قلوبهم فهم لا يعلمون ما ينتظرهم من عذاب .
الآيات 94 ـ 96
( يعتذرون إليكم إذا رجعتم إليهم ، قل لا تعتذروا لن نؤمن لكم قد نبأنا الله من أخباركم ، وسيرى الله عملكم ورسوله ثم تردون إلى عالم الغيب والشهادة فينبئكم بما كنتم تعملون * سيحلفون بالله لكم إذا انقلبتم إليهم لتعرضوا عنهم ، فأعرضوا عنهم ، إنهم رجس ، ومأواهم جهنم جزاء بما كانوا يكسبون * يحلفون لكم لترضوا عنهم ، فإن ترضوا عنهم فإن الله لا يرضى عن القوم الفاسقين )
فقل لهم يا محمد لن نصدقكم ولا تعتذروا فإن الله أخبرنا بحقيقة أمركم وسيظهر الله عملكم للناس فى الدنيا ويوم القيامة ترجعون إلى الله ليخبركم بأعمالكم خيرها وشرها ويجازيكم عليها .
هم يحلفون لكم حتى لا تؤنبوهم على قعودهم ، فدعوكم منهم واحتقروهم لأنهم نجس فى باطنهم خبثاء ، وليس لهم إلا عذاب الجحيم جزاء لهم بما عملوا
هم يقسمون لكم حتى ترضوا عنهم ، فلو رضيتم عنهم فإن الله لا يرضى عنهم لأنهم خرجوا على الحق إلى الضلال .
الآيات 97 ـ 99
( الأعراب أشد كفرا ونفاقا وأجدر ألا يعلموا حدود مآ أنزل الله على رسوله ، والله عليم حكيم * ومن الأعراب من يتخذ ما ينفق مغرما ويتربص بكم الدوائر ، عليهم دائرة السوء ، والله سميع عليم * ومن الأعراب من يؤمن بالله واليوم الآخر ويتخذ ما ينفق قربات عند الله وصلوات الرسول ، ألا إنها قربة لهم ، سيدخلهم الله فى رحمته ، إن الله غفور رحيم )
وكفرهم ونفاقهم أشد من كفر غيرهم وأجدر وأحرى أن لا يعرفوا حدود الله ليتوقفوا عندها ويحسنوا لأنهم أكثر جفاء من غيرهم بطبيعتهم
والله يعلم ما فى النفوس وحكيم فى أقواله وأفعاله
منهم من يعتبر أن النفقة فى سبيل الله خسارة وغرامه له
وهم يتربصون بكم وينتظرون بكم الحوادث
عليهم دائرة السوء : ستنقلب عليهم الدائرة والسوء لهم
ومن الأعراب من يؤمن بالله والرسول وينفق للتقرب إلى الله وإلى الرسول وهى تقرب لهم وسيعود لهم خيرهم بمغفرة من الله ورحمة فالله غفور رحيم بعباده المؤمنين .
الآيات 100 ـ 102
( والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان رضى الله عنهم ورضوا عنه وأعد لهم جنات تجرى تحتها الأنهار خالدين فيها أبدا ، ذلك الفوز العظيم * وممن حولكم من الأعراب منافقون ، ومن أهل المدينة ، مردوا على النفاق لا تعلمهم ، نحن نعلمهم ، سنعذبهم مرتين ثم يردون إلى عذاب عظيم * وآخرون اعترفوا بذنوبهم خلطوا عملا صالحا وآخر سيئا عسى الله أن يتوب عليهم ، إن الله غفور رحيم )
والذين سبقوا من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم وأحسنوا عملهم فإن الله يرضى عنهم كما رضوا عنه ويعد لهم جنات فيها من كل الخيرات يتمتعون فيها إلى مالا نهاية وليس هناك فوز أعظم من ذلك
ويوجد من الذين حولكم من الأعراب ومن أهل المدينة منافقون قد كبروا وشبوا على النفاق منذ صغرهم ( مردوا ) ، أنت لا تعرفهم ولكن الله يعرفهم سوف يعذبهم الله ويضاعف لهم العذاب ثم يرجعون إلى الله ليذيقهم العذاب الشديد .
ومنافقون آخرون اعترفوا بذنوبهم وتراجعوا وهم يخلطون أعمال حسنة بأعمال سيئة ، لعل الله يغفر لهم ويقبل توبتهم إن تابوا
فالله غفور لمن تاب وأصلح ورحيم بالمؤمنين .