مــــرحــــــباَ بـــأحـبـــاب الله مــعــاَ

في طريق الجنة


الثلاثاء، 2 أغسطس 2011

........................ 39

الآيات 34 ـ 35


( يا أيها الذين آمنوا إن كثيرا من الأحبار والرهبان ليأكلون أموال الناس بالباطل ويصدون عن سبيل الله ، والذين يكنزون الذهب والفضة ولا ينفقونها فى سبيل الله فبشرهم بعذاب أليم * يوم يحمى عليها فى نار جهنم فتكوى بها جباههم وجنوبهم وظهورهم ، هذا ما كنزتم لأنفسكم فذوقوا ما كنتم تكنزون )


الأحبار : علماء اليهود


الرهبان : عبّاد النصارى


القسيسون : علماء النصارى


يحذر الله جل جلاله من علماء السوء وعبّاد الباطل مما ذكر فى الآية ومن شابههم


فهم يأكلون أموال الناس بتحكمهم بمناصبهم بينهم


وهم مع ذلك يمنعون الناس عن اتباع الحق ويخلطون الحق بالباطل


وهؤلاء الذين يكنزون المال ولا ينفقونها فى الأوجه التى حددها الله ولا يخرجون زكاة أموالهم ، فإنهم يفسدون بذلك أحوال الناس ، فبشرهم يا محمد بعذاب الله الشديد.


فيوم القيامة توقد فيهم وفى أموالهم النار ويقال لهم توبيخا : هذا ما جمعتم لأنفسكم


فذوقوا العذاب فى النار .


الآية 36


( إن عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهرا فى كتاب الله يوم خلق السموات والأرض منها أربعة حرم ، ذلك الدين القيم ، فلا تظلموا فيهن أنفسكم ، وقاتلوا المشركين كافة كما يقاتلونكم كافة ، واعلموا أن الله مع المتقين )


خلق الله السموات والأرض وكتب فى اللوح المحفوظ أن السنة تتكون من اثنا عشر شهرا ، وتدور الشمس والقمر محافظة على هذا التقدير من الله لتظل دائما السنة تتكون من اثنا عشر شهرا .


ومن هذه الأشهر جعل الله أربعة أشهر حرما ، يعظم فيها الظلم والخطيئة فيها يكبر وزرها والمحاسبة عليها فيها أكثر من سائر الأشهر ، ويحرم فيها القتال .


فينهى الله الناس عن ظلم أنفسهم فيها ويأمر بقتال المشركين جميعا و فى جميع الأشهر كافة إذا كان المشركين يقاتلون المسلمين جميعا و فى جميع الأشهر


ولكن إن لم يقاتلوا فلا يقتلوا فى هذه الأشهر الأربعة .


والله يحب وينصر من اتقاه .


وهذه الأشهر هى : ذو القعدة ــ ذو الحجة ــ المحرم ــ رجب


فهذه ثلاثة متتاليات ، ثم رجب


وكان العرب يحرمونها فى الجاهلية ولكن بعضهم كان يتلاعب فيقدم ما يقدم وينقص ويزيد كيف يحلوا لهم بما عرف بالنسئ


والله يحرم كل هذا

الآية 37


( إنما النسئ زيادة فى الكفر يضل به الذين كفروا يحلونه عاما ويحرمونه عاما ليواطئوا عدة ما حرم الله فيحلوا ما حرم الله ، زين لهم سوء أعمالهم ، والله لا يهدى القوم الكافرين )


ثم يقول الله جل جلاله :


إن النسئ : وهو تغيير ما شرع الله بأهواء المشركين فيحلون شهر من هذه الأشهر عاما ويحرمونه عاما آخر ويغيروا فى الأشهر فيحرمون شهر حلال حتى يوافقوا عدة الأربعة أشهر وفقا للحمية والعصبية الجاهلية ، فكانوا يتركون شهر محرم عاما ويحلونه عاما آخر فهذا تلاعب بشرع الله وهذا مما وصفه الله بأنه زيادة فى الكفر ، وقد زين لهم الشيطان سوء أعمالهم ولا يهدى الله قوما كفروا بالله وشرائعه


الآيات 38 ـ 39


( يا أيها الذين آمنوا ما لكم إذا قيل لكم انفروا فى سبيل الله اثاقلتم إلى الأرض ، أرضيتم بالحياة الدنيا من الآخرة ، فما متاع الحياة الدنيا فى الآخرة إلا قليل * إلا تنفروا يعذبكم عذابا أليما ويستبدل قوما غيركم ولا تضروه شيئا ، والله على كل شئ قدير )


ينادى الله من تخلفوا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فى غزوة تبوك ويقول لهم :


يا أيها المؤمنون ( ليحثهم بالإيمان الذى تحلوا به ) ماذا بكم ، ما لكم إذا دعيتم للجهاد تكاسلتم وملتم إلى الأرض ونعيمها الزائل


هل رضيتم بالحياة الدنيا الزائلة بدلا من الآخرة الدائمة ونعيمها المقيم


إن متاع الدنيا قليل وزائل إذا قيس بنعيم الآخرة


لو أنكم دعاكم الرسول للجهاد وامتنعتم عن تلبيته فسوف يعذبكم الله عذابا شديدا ويهلككم ويأت بقوم آخرون يطيعونه ولا تضروا الله ولا الرسول شيئا مهما قل


والله قادر على أن يفعل كل شئ وقادر على أن ينتصر على الأعداء بدونكم .