مــــرحــــــباَ بـــأحـبـــاب الله مــعــاَ

في طريق الجنة


الاثنين، 8 أغسطس 2011

التوبة ........................... 117

الآيات 113 ـ 114


( ما كان للنبى والذين آمنوا أن يستغفروا للمشركين ولو كانوا أولى قربى من بعد ما تبين لهم أنهم أصحاب الجحيم * وما كان استغفار إبراهيم لأبيه إلا عن موعدة وعدها إياه فلما تبين له أنه عدو لله تبرأ منه ، إن إبراهيم لأواه حليم )


عندما حضرت أبا طالب الوفاة قال له النبى صلى الله عليه وسلم " أى عم ، قل : لا إله إلا الله ، كلمة أحاج لك بها عند الله "


فقال أبوجهل وعبد الله بن أمية : يا أبا طالب ، أترغب عن ملة عبد المطلب ؟ فقال : أنا على ملة عبد المطلب


فقال النبى صلى الله عليه وسلم : لأستغفرن لك ما لم أنه عنك "


فنزلت الآية :


لا يحق للنبى ولا للمؤمنين أن يستغفروا للمشركين حتى ولو كانوا قرباء لهم من بعد أن اتضح لهم أنهم لا مصير لهم إلا الجحيم


ولو كان إبراهيم عليه السلام قال لأبيه سأستغفر لك ربى واستغفر له ، فهذا كان وعد له ولكنه عندما تبين له أنه عدو لله والمؤمنين فإنه تبرأ منه


إن إبراهيم كان كثير الدعاء رحيم بعبادة ربه تواب .


الآيات 115 ـ 116


( وما كان الله ليضل قوما بعد إذ هداهم حتى يبين لهم ما يتقون ، إن الله بكل شئ عليم * إن الله له ملك السموات والأرض ، يحى ويميت ، وما لكم من دون الله من ولى ولا نصير )


وإذا كان بيد الله الهدى والضلالة فإنه تعالى لا يضل أحد إلا بعد أن يرسل له الرسل ويوضح له طريق الهداية ويقدم له الحجة ثم يجد منه الضلال والعناد والكفر


والله يعلم ما بالنفوس كبيرا أو صغيرا سرا وعلانية .


فالله يملك السموات والأرض وما فيهن ويحي الموتى ويميت الأحياء وبيده كل شئ وليس للكافرين ولى ولا نصير ينقذهم من عذاب الله وعقابه .


وهكذا يحرض الله المؤمنين على قتال الكافرين لأنهم ليس لهم حجة فى كفرهم .


الآية 117


( لقد تاب الله على النبى والمهاجرين والأنصار الذين اتبعوه فى ساعة العسرة من بعد ما كاد يزيغ قلوب فريق منهم ثم تاب عليهم ، إنه بهم رءوف رحيم )


المقصود بالعسرة كما أوضح عمر بن الخطاب هو أنه قال :


خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى تبوك فى قيظ شديد ، فنزلنا منزلا فإصابنا فيه عطش حتى ظننا أن رقابنا ستنقطع ، وحتى إن كان الرجل ليذهب يلتمس الماء فلا يرجع حتى يظن أن رقبته ستنقطع ، وحتى إن الرجل لينحر بعيره فيعصر فرثه فيشربه ويجعل ما بقى على كبده ، فقال أبوبكر الصديق : يا رسول الله ، إن الله قد عودك فى الدعاء خيرا ، فادع لنا فقال : " تحب ذلك ؟ "


قال : نعم


فرفع يديه فلم يرجعهما حتى سالت السماء ، فأهطلت ثم سكنت ، فملؤوا ما معهم ، ثم ذهبنا ننظر فلم نجدها جاوزت العسكر .


ويقول عز وجل :


لقد تاب الله وغفر للنبى والمهاجرين والأنصار فى ساعة العسرة بعد أن كادت قلوبهم تزيغ عن الحق ويشكون فى دين الرسول صلى الله عليه وسلم من شدة المشقة


ثم رزقهم الدعاء والرجوع إلى الله والثبات على دينهم لأن الله رؤوف بعباده المؤمنين رحيم بهم .