مــــرحــــــباَ بـــأحـبـــاب الله مــعــاَ

في طريق الجنة


الأربعاء، 1 يونيو 2011

من 60 إلى 70

الآية 60



( وإذ قلنا لك إن ربك أحاط بالناس ، وما جعلنا الرؤيا التى أريناك إلا فتنة للناس والشجرة الملعونة فى القرآن ، ونخوفهم فما يزيدهم إلا طغيانا كبيرا )


وإذ قلنا لك إن ربك أحاط بالناس : يقول الله لنبيه صلى الله عليه وسلم أنه أحاط علما بالناس وقهرهم وهم فى قبضته وقادر عليهم ويعصمه منهم ... وذلك ليطمئنه حتى يبلغ رسالته .


وما جعلنا الرؤيا التى أريناك إلا فتنة للناس : وأن ما رأى يوم الإسراء والمعراج


والشجرة الملعونة فى القرآن : وشجرة الزقوم التى تنبت فى قاع جهنم


إنما هى ابتلاء واختبار وفتنة للناس إذ أن بعض الناس قد رجعوا عن دينهم بعد أن كانوا على الحق لأن عقولهم لم تستوعب ما قصه الرسول فى هذه الرحلة السماوية


والله يخوف الكفار بالوعيد والعذاب ولكن يزيدهم ذلك طغيانا وكفرا وضلال وخذلان من الله لهم .


الآيات 61 ، 65


( وإذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا إلا إبلبيس قال ءأسجد لمن خلقت طينا * قال أرءيتك هذا الذى كرمت علىّ لئن أخرتن إلى يوم القيامة لأحتنكن ذريته إلا قليلا * قال اذهب فمن تبعك منهم فإن جهنم جزاؤكم جزاء موفورا * واستفزز من استطعت منهم بصوتك وأجلب عليهم بخيلك ورجلك وشاركهم فى الأموال والأولاد وعدهم ، وما يعدهم الشيطان إلا غرورا * إن عبادى ليس لك عليهم سلطان ، وكفى بربك وكيلا )


عندما انتهى الله عز وجل من خلق آدم عليه السلام من الطين وتركه ليجف ، قال للملائكة ومعهم إبليس إذا نفخت الروح فى آدم وقام رجلا فاسجدوا له ( والسجود هنا ليس سجود عبادة وإنما إنحناءة إجلالا لعظمة الله فى خلقه وتعظيما لقدرته وتحية وسلاما لآدم )


ولكن قارن إبليس نفسه بطريق المقايسة بينه وبين آدم ورأى نفسه أشرف من آدم ، فامتنع عن السجود جحودا وغيرة .


هذا القياس من إبليس كان فاسد الأعتبار فإن الطين أنفع وخير من النار حيث الطين فيه الرزانة والأناة والنوم أما النار فيها الطيش والخفة والسرعة والإحراق


ثم آدم شرفه الله بأربعة تشريفات


1 ـ خلقه بيده الكريمة


2 ـ نفخ فيه من روحه


3 ـ أمر الملائكة بالسجود له


4 ـ علمه الأسماء


وهنا كان عدم تنفيذ إبليس الأمر من الله كان من الكفر لأنه رد الأمر على ربه وامتنع استكبارا وليس عجزا ، فقال لربه أخرنى إلى يوم القيامة ، فقال له الله أخرتك فلا تموت حتى يوم القيامة ، فقال إبلبيس لو تركتنى فسوف أهلك ذرية آدم وأضلهم إلا قليلا منهم من الذين يطيعون ويقاومون .


غضب الله عليه وأخرجه من رحمته وسمى إبليس ( أى خارج عن الطاعة وخارج من رحمة ربه )


وقال له من تبعك منهم فأنت وهم فى الجحيم وجزاؤكم جهنم جزاء وافر وعظيم جزاء موفورا.


واستفزز من استطعت منهم بصوتك وأجلب عليهم بخيلك ورجلك وشاركهم فى الأموال والأولاد وعدهم ، وما يعدهم الشيطان إلا غرورا : أفعل كل ما يحلو لك دعاء لمعصية الله بالغناء والكلام والوسوسة وسلط عليهم من هو راكب أو مترجل وكل ما تقدر عليه من إغراء المال والربا وحرام النفقة من الأموال والزنا والقتل وغيره من المعاصى وكل ذلك وعد السوء منك ويظهر الحق يوم القيامة .


إن عبادى ليس لك عليهم سلطان ، وكفى بربك وكيلا : ولكن عباد الله المخلصين فى عبادتهم لله وطاعتهم لن يتأثروا بكلامك يا إبليس وليس لك عليهم سلطان ولا قهر لأفعالهم والله يحفظهم ويحميهم من شرورك والله مؤيدا ناصرا لهم


الآية 66 ، 67


( ربكم الذى يزجى لكم الفلك فى البحر لتبتغوا من فضله ، إنه كان بكم رحيما * وإذا مسكم الضر فى البحر ضل من تدعون إلآ إياه ، فلما نجاكم إلى البر أعرضتم ، وكان الإنسان كفورا )


وانظر إلى السفن تسير فى البحر بقدرة الله وحده وبأمره وتسخيره


هذه آية أخرى لمن كان صابرا فى السراء والضراء وشاكرا لأنعم الله


ومن الناس من إذا كان فى البحر وعلا عليه الموج كالجبال دعوا الله بإخلاص وإذا نجاه وأخرجه إلى البر فإذا به يجحد وينسى ما حدث له ويقصر فى العمل الصالح


والذى يجحد هو الغدار الشديد الكفر وناكر نعمة ربه


الآيات 68، 69

( أفأمنتم أن يخسف بكم جانب البر أو يرسل عليكم حاصبا ثم لا تجدوا لكم وكيلا * أم أمنتم أن يعيدكم فيه تارة أخرى فيرسل عليكم قاصفا من الريح فيغرقكم بما كفرتم ثم لا تجدوا لكم علينا به تبيعا )


يأمر الله الناس بتقواه والخوف منه ومن حساب يوم القيامة فيقول هل أمنتم أن يعذبكم الله بذنوبكم وفى البر الذى ظننتم أنكم خرجتم من البحر إليه ، فيمطر عليكم مطرا به حجارة فيدمركم ثم لا تجدوا من ينجيكم من عذاب الله


أم أمنتم بعد أن اعترفتم فى البحر بأن الله واحد ثم كفرتم بعد أن نجاكم منه أن يعيدكم فيه مرة أخرى ثم يرسل الريح فيغرق بكم المركب فيغرقكم فيه ثم لا تجدوا من ينقذكم
الآية 70


( ولقد كرمنا بنى آدم وحملناهم فى البر والبحر ورزقناهم من الطيبات وفضلناهم على كثير ممن خلقنا تفضيلا )


يقول تعالى : ولقد شرفنا الإنسان بأحسن خلقة ويسرنا لهم ما يركبون فى البر والبحر


( على الدواب من الأنعام والخيل والبغال وأصبحت السيارات والطائرات فى البر والسفن فى البحر )


ورزقناهم من الزروع والثمار واللحوم والألبان والملابس وما يصنعون من أمتعتهم والتزاماتهم


وفضل الله الإنسان على باقى المخلوقات من حيوانات وطيور وأسماك وغيرها ...