مــــرحــــــباَ بـــأحـبـــاب الله مــعــاَ

في طريق الجنة


الأربعاء، 1 يونيو 2011

طه

الآيات 105 ـ 108



( ويسئلونك عن الجبال فقل ينسفها ربى نسفا * فيذرها قاعا صفصفا * لا ترى فيها عوجا ولآ أمتا * يومئذ يتبعون الداعى لا عوج له ، وخشعت الأصوات للرحمن فلا تسمع إلا همسا )


ويسئلونك عن الجبال فقل ينسفها ربى نسفا : يسألك الكفار يامحمد عن الجبال يوم القيامة


فقل لهم ينسفها الله ويسيرها عن أماكنها


فيذرها قاعا صفصفا * لا ترى فيها عوجا ولآ أمتا : ويجعلها بساطا مستوى على الأرض


ولا ترى فى الأرض واديا ولا مرتفع ولا منخفض


يومئذ يتبعون الداعى لا عوج له : يوم القيامة يستجيبون إلى الداعى ولا يميلون عنه ولو كان ذلك فى الدنيا لكان أنفع لهم


وخشعت الأصوات للرحمن فلا تسمع إلا همسا : وتستمع وتسكن الأصوات لله فلا تسمع أصواتا إلا همس خفى من الخوف فى خضوع


الآية 109


( يومئذ لا تنفع الشفاعة إلا من أذن له الرحمن ورضى له قولا )


ويوم القيامة لا تنفع شفاعة الشافعين إلا بإذن الله عز وجل


لا تنفع لصالحين ولا طالحين ولا قوى ولا ضعيف ولا حتى للرسل والأنبياء إلا من أذن له الله برحمة منه وفضل وهو محمد صلى الله عليه وسلم


يقول صلى الله عليه وسلم : " آتى تحت العرش وأخر لله ساجدا ويفتح علىّ بمحامد لا أحصيها الآن ، فيدعنى ما شاء الله أن يدعنى ، ثم يقول : يا محمد ، ارفع رأسك ، وقل يسمع ، واشفع تشفع " " فيحد لى حدا فأدخلهم الجنة ثم أعود "


الآيات 110 ـ 112


( يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم ولا يحيطون به علما * وعنت الوجوه للحى القيوم ، وقد خاب من حمل ظلما * ومن يعمل من الصالحات وهو مؤمن فلا يخاف ظلما ولا هضما )


يحيط الله الخلائق بعلمه ولا يحيطون بعلمه


وخضعت الوجوه لله الخالق الجبار الحى الذى لا يموت


القيوم : الذى لا ينام وهو قيم على كل شئ يدبره


ويا ويله من جاء يحمل ظلما لله أو للعباد أو لنفسه يوم القيامة


أما من آمن وعمل صالحا فلا يضيع عمله ولا يظلم ولا تنقص حسناته


هضما : نقصا

الآيات 113 ـ 114


( وكذلك أنزلناه قرآنا عربيا وصرفنا فيه من الوعيد لعلهم يتقون أو يحدث لهم ذكرا * فتعالى الله الملك الحق ، ولا تعجل بالقرآن من قبل أن يقضى إليك وحيه ، وقل رب زدنى علما )


وهكذا لما كان يوم القيامة واقع بلا شك فقد أنزلنا القرآن واضحا بلغة العرب لا لبس فيه ولا غموض ووضحنا فيع العقاب لمن أثم وأجرم حتى يتراجعون ويتحلون بالطاعة


فتنزه الله وتقدست أسماؤه فهو المالك الحق للكون وجميع المخلوقات


ولا تتعجل يا محمد فى تلقى القرآن قبل أن يوحى إليك ولكن انصت وتقبل ثم اقرأ بعده


وادع الله أن يزيدك علما منه .


فقد أوضحنا من قبل فى سورة القيامة أن كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا نزل عليه الوحى يعانى مشقة فى متابعته ويسبقه بتحريك شفاهه مخافة من أن لا يستوعبه ويحفظه


فأنزل له الله هذه الآيات يطمئنه ويقول له : إذا جاءك الوحى فاستمع وتابعه فعلينا جمعه فى صدرك وتفسيره وتثبيته


( إن علينا جمعه ) : جمعه فى صدرك


( قرأناه ) : يتلى عليك من الملك


( قرآنه ) : على الله تيسيير قراءته


( اتبع قرآنه ) : استمع ثم قل مثله


( ثم إن علينا بيانه ) : توضيحه وتفسير أحكامه
الآيات 115 ـ 122


( ولقد عهدنا إلى آدم من قبل فنسى ولم نجد له عزما * وإذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا إلا إبليس أبى * فقلنا يا آدم إن هذا عدو لك ولزوجك فلا يخرجنكما من الجنة فتشقى * إن لك ألا تجوع فيها ولا تعرى * وأنك لا تظمأ فيها ولا تضحى * فوسوس إليه الشيطان قال يا آدم هل أدلك على شجرة الخلد وملك لا يبلى * فأكلا منها فبدت لهما سوآتهما وطفقا يخصفان عليهما من ورق الجنة وعصى آدم ربه فغوى * ثم اجتباه ربه فتاب عليه وهدى )


وبعد أن أوضح الله قصة خلق آدم عليه السلام وقصة ما أمره الله به ونهيه عن الأكل من الشجرة بالجنة ووسوس له الشيطان فأكل منها وذلك بالتفصيل فى سورة البقرة ، نجد هنا الإختصار فى الإيضاح والتفصيل لبعض الدقائق التى لم توضح فى سورة البقرة


فيقول سبحانه وتعالى :


لقد عهدنا لآدم عهدا ولكنه نسى وضعفت عزيمته فترك عهده


وذلك حدث منه عندما أمرنا الملائكة بالسجود له فسجدوا تحية له وتكبر إبليس وحسده ولم يسجد


وقد حذرناه بقولنا أن الشيطان عدو لك ولحواء زوجتك فحذار من طاعته فيجعلكما أشقياء بالخروج من الجنة ومكابدة الحياة الدنيا


فإن فى الجنة لن تجوع ولن تتعرى ولن تعطش من الحر فى ساعة الظهيرة


ولكن الشيطان أسر لهم ودلاهما كذبا وقال لهما إن ربكما حرم عليكما هذه الشجرة حتى لا تكونا ملكين فمن أكل منها يخلد ولا يموت


فطاوعا الشيطان ونسيا عهدهما مع الله وأكلا من الشجرة فظهرت لهما العورات وظلا يخطفان من أوراق الشجر ليغطيان عوراتهما


وهكذا عصى آدم الله وغواه الشيطان


ولكنه تاب وأناب فغفر الله له ثم هداه .

الآيات 123 ـ 126


( قال اهبطا منها جميعا ، بعضكم لبعض عدو ، فإما يأتينكم منى هدى فمن اتبع هداى فلا يضل ولا يشقى * ومن أعرض عن ذكرى فإن له معيشة ضنكا ونحشره يوم القيامة أعمى * قال رب لم حشرتنى أعمى وقد كنت بصيرا * قال كذلك أتتك آياتنا فنسيتها ، وكذلك اليوم تنسى )






فغضب الرحمن وقال لهما أخرجا من الجنة واهبطا إلى الأرض فاسكناها كعدوين يكيد كلاكما للآخرإلى فترة من الزمن ترجعون بعدها إلى الله للحساب


( فتلقى آدم من ربه كلمات فتاب عليه ، إنه هو التواب الرحيم )


قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " قال آدم عليه السلام أرأيت يا رب إن تبت ورجعت أعائدى إلى الجنة ، قال نعم "


وقيل أنه قال ( اللهم لا إله إلا أنت سبحانك وبحمدك ـ رب إنى ظلمت نفسى فاغفر لى ، إنك خير الغافرين ، اللهم لاإله إلا أنت سبحانك وبحمدك رب إنى ظلمت نفسى فاغفر لى إنك خير الراحمين ، اللهم لا إله إلا أنت سبحانك وبحمدك رب إنى ظلمت نفسى فتب علىّ إنك التواب الرحيم )


وبما أن الله قد خلق الأرض ليعمرها الإنسان فكان من الضرورى النزول إليها ، واشترط عليهم جميعا بان يرسل إليهم الرسل من يهدونهم فمن عمل صالحا فعودته إلى الجنة ومن عمل شرا فعودته إلى النار


وان من نسى ذكر ربه وأعرض عن عبادته وطاعته فله المعيشة الشقية الضيقة المتعبة ويوم القيامة يجمع أعمى


فيقول رب لقد كنت فى الدنيا أبصر فلماذا حشرتنى أعمى


فيقال له لقد أبلغت برسالاتى فعميت عنها وانتهيت عنها وأيضا الجزاء من جنس العمل فاليوم تنسى وكما أغمضت عن الحق فى الدنيا تأت يوم القيامة لا تبصر


الآية 127 ـ 130


( وكذلك نجزى من أسرف ولم يؤمن بآيات ربه ، ولعذاب الآخرة أشد وأبقى * أفلم يهد لهم كم أهلكنا قبلهم من القرون يمشون فى مساكنهم ، إن فى ذلك لآيات لأولى النهى * ولولا كلمة سبقت من ربك لكان لزاما وأجل مسمى * فاصبر على ما يقولون وسبح بحمد ربك قبل طلوع الشمس وقبل غروبها ، ومن آناء الليل فسبح وأطراف النهار لعلك ترضى )


وهكذا نجازى المكذبين بآيات الله فى الدنيا وفى الآخرة أشد العذاب خالدين


ألم يهد المكذبين ما جئتهم به يا محمد كم أهلكنا من الأمم السابقة المكذبين لرسلهم فبادوا ولم تبق لهم باقية


فهم يمشون فى بلادهم ويشاهدون ديارهم وآثارهم ، أفلا يتعظون


فهذا عبرة لأصحاب العقول الرشيدة المستقيمة
ولولا أن الله عهد بأن لا يعذب أحدا إلا بعد قيام الحجة عليه لدمر هؤلاء الكفرة المكذبين
فاصبر عليهم وعلى تكذيبهم وكن من المسبحين فى كل وقت قبل طلوع الشمس وقبل غروبها وفى الليل فهذا يرضى نفسك ويطمئنها


وهذه الآيات أعيش بها حاضر زماننا


لابد أن نأخذ عبرة إن لم تكن من الأمم السابقة ففى زماننا هذا القصص والأعاجيب لعقاب الله لمن أسرف فى معصية الله


ولمن آلمته نفسه عليه بالتسبيح لله فى كل أوقاته سيصل للراحة النفسية والصبر والسلوان


ويجب علينا أن نتناول آيات القرآن بالتنفيذ لنستفيد منها ونعيشها ونجازى عليها من قبل أن نحتسب ممن نسوا آيات الله فنسيهم ِ
الآيات 131 ـ 132


( ولا تمدن عينيك إلى ما متعنا به أزواجا منهم زهرة الحياة الدنيا لنفتنهم فيه ، ورزق ربك خير وأبقى * وأمر أهلك بالصلاة واصطبر عليها ، لا نسألك رزقا ، نحن نرزقك ، والعاقبة للتقوى )


لا تنظر يا محمد لما متعنا به هؤلاء فى الدنيا من أموال وأولاد فإنها نعمة وزينة زائلة إختبارا لهم


وإنما رزق الله من التقوى والإيمان هو الأبقى فى الدنيا والآخرة وقليل من عبادى الشكور


انقذ أهلك من عذاب الله بأن تنصحهم بالصبر على الطاعة والصلاة واصبر معهم عليها






لا نسألك رزقا ، نحن نرزقك : فإذا أقمت الصلاة أتاك الرزق من الله


والعاقبة للتقوى : فمن يتق الله يرزقه من حيث لا يحتسب


الآيات 133 135
( وقالوا لولا يأتينا بآية من ربه ، أولم تأتهم بينة ما فى الصحف الأولى * ولو أنا أهلكناهم بعذاب من قبله لقالوا ربنا لولا أرسلت إلينا رسولا فنتبع آياتك من قبل أن نذل ونخزى * قل كلٌ متربصٌ فتربصوا ، فستعلمون من أصحاب الصراط السوى ومن اهتدى )


يقول الكفار ليأتنا محمد بمعجزة من ربه حتى نصدقه ( كأن يجعل جبل الصفا ذهبا أو يزيح الجبال من حول مكة فتصبح بساتين أو يجرى لنا ينبوعا )


ألم ينزل علي محمد القرآن وهو أمى لا يعرف الكتابة ولم يدرس من أهل الكتاب وقد جاء بالقرآن قصص من سبقوا من الأمم ووافق ذلك ما ورد بالكتب المتقدمة


ولو أنا أهلكنا هؤلاء المكذبين قبل بعث الرسل إليهم لقالوا لو أن الله أرسل إلينا رسلا لكنا صدقنا وآمنا


قل لهم يا محمد انتظروا ونحن ننتظر ثم نرى من منا على الطريق المستقيم ومن على الحق


وسوف يعلمون عندما يعانون العذاب من الأضل .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
تمت بحمد الله تعالى .