مــــرحــــــباَ بـــأحـبـــاب الله مــعــاَ

في طريق الجنة


الاثنين، 20 يونيو 2011

إبراهيم ....

الآيات 24 ـ 26



( ألم تر كيف ضرب الله مثلا كلمة طيبة كشجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها فى السماء * تؤتى أكلها كل حين بإذن ربها ، ويضرب الله الأمثال للناس لعلهم يتذكرون * ومثل كلمة خبيثة كشجرة خبيثة اجتثت من فوق الأرض ما لها من قرار )


يضرب الله الأمثال للناس ليفهموا ويعقلوا ويتذكروا وعبرة


فيمثل الله الكلمة الطيبة بشجرة مثمرة ثابتة فى الأرض وتعلو فى السماء وتعطى ثمرها خيرا طيبا وهو حال المؤمن ترفع له أعماله الصالحة ليلا ونهارا .


ويمثل الكلمة السيئة وكلمة الكفر بشجرة سيئة أصولها فوق الأرض غير ثابتة تقطع من فوق الأرض لا تأت بثمر مثل شجر الحنظل ، والكافر لا يرفع له إلا أفعاله الضالة .


الآية 27


( يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت فى الحياة الدنيا وفى الآخرة ، ويضل الله الظالمين ، ويفعل الله ما يشاء )


إذا سئل المسلم فى الدنيا وفى القبر ، فإنه يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله


أما الكافرين فيضلهم الله عند السؤال فلا يستطيعون إجابة


والله يفعل ما يريد .


الآيات 28 ـ 30


( ألم تر إلى الذين بدلوا نعمت الله كفرا وأحلوا قومهم دار البوار * جهنم يصلونها ، وبئس القرار * وجعلوا لله أندادا ليضلوا عن سبيله ، قل تمتعوا فإن مصيركم إلى النار )


هؤلاء الكفار الذين بدلوا كلمات الله الحق قد أضلوا قومهم وأهلكوهم


ليس لهم استقرار إلا فى جهنم يصلون سعيرها


فقد جعلوا لله أندادا يعبدونها من دونه فأضلوهم عن الحق


قل لهم يا محمد أن مصيرهم هو جهنم .
الآية 31


( قل لعبادى الذين آمنوا يقيموا الصلاة وينفقوا مما رزقناهم سرا وعلانية من قبل أن يأتى يوم لا بيع فيه ولا خلال )


وقل يا محمد للمؤمنين يقيموا الصلاة بأن يؤدوا الصلاة فى أوقاتها وبحق اٌحسان فيها والخشية وتأدية مناسكها على وجهها


وينفقوا من أموالهم التى رزقهم الله فى السر وفى العلانية


من قبل أن يأت يوم القيامة أو يأتيهم الموت حيث لا تقبل نفقات ولا صداقات ولا شفاعات الأصدقاء ولو افتدى بملء الأرض ذهبا .


الآيات 32 ـ 34


( الله الذى خلق السموات والأرض وأنزل من السماء ماء فأخرج به من الثمرات رزقا لكم ، وسخر لكم الفلك لتجرى فى البحر بأمره ، وسخر لكم الأنهار * وسخر لكم الشمس والقمر دآئبين ، وسخر لكم الليل والنهار * وآتاكم من كل ما سألتموه ، وإن تعدوا نعمت الله لا تحصوها ، إن الإنسان لظلوم كفار )


وتلك نعم الله على خلقه :


خلق السموات والأرض وسخر كل ما فيهما للإنسان


أنزل ماء المطر من السماء ليخرج الزروع بأنواعها والثمرات والمرعى للأنعام


سخر السفن تجرى فى البحر ليسهل التنقل بين أنحاء الأرض للإنتفاع والتجارة


وجعل الأنهار العذبة مسخرة للشرب والزراعة والإستخدامات النافعة


وجعل الشمس والقمر فى حركة دائمة متتابعة للدفء والإنارة والغذاء فضوء الشمس لازم لعملية البناء الضوئى ونمو النبات وبها فيتامين د وغيرها من المنافع


وجعل الليل للراحة والنهار للسعى لطلب الرزق


وأعطى الإنسان من كل خير سأله


ولو حاول الإنسان أن يعد نعم الله لا يمكن له إحصاءها


ولكن مع ذلك كله فهو يكفر بنعم الله أو بالله ذاته الشريفة ويظلم .
الآيات 35 ، 36


( وإذ قال إبراهيم رب اجعل هذا البلد آمنا واجنبنى وبنى أن نعبد الأصنام * رب إنهن أضللن كثيرا من الناس ، فمن تبعنى فإنه منى ، ومن عصانى فإنك غفور رحيم )


وهذا أبو الأنبياء إبراهيم عليه السلام يدعو الله بعد أن بنى الكعبة وترك زوجته هاجر وابنه اسماعيل فى مكة فإنه يدعو أن يجعل الله مكة آمنة من عبادة الأصنام ويطهرها من الكفار عبدة الأصنام ويدعو لنفسه ولأبناءه وذريته بأن يطهرهم من الشرك والأوثان


فقد أضل الكفار الكثيرين من الناس


ويقول من اتبعنى فهو منى ومن لم يتبعنى فى التوحيد فى عبادة الله فأنا برئ من فعله وعفوك ومغفرتك أوسع لهم .


الآية 37


( ربنا إنى أسكنت من ذريتى بواد غير ذى زرع عند بيتك المحرم ربنا ليقيموا الصلاة فاجعل أفئدة من الناس تهوى إليهم وارزقهم من الثمرات لعلهم يشكرون )


قول إبراهيم عليه السلام :


اللهم إنى اسكنت بعضا من ذريتى ( وهى زوجته هاجر وابنه إسماعيل ) فى وادى من مكة عند البيت الذى جعلته حراما ليتمكن الناس من إقامة الصلاة ، ليس عنده زرع ، فاجعل اللهم لهم فيه زروعا وثمارا واجعل نفوس الناس تستهوى وتحب أن تعيش فيه ليعمروه ويشكروا الله على ما رزقهم فيه .


الآيات 38 ـ 41


( ربنا إنك تعلم ما نخفى وما نعلن ، وما يخفى على الله من شئ فى الأرض ولا فى السماء * الحمد لله الذى وهب لى على الكبر إسماعيل وإسحاق ، إن ربى لسميع الدعاء * رب اجعلنى مقيم الصلاة ومن ذريتى ، ربنا وتقبل دعاء * ربنا اغفر لى ولوالدى وللمؤمنين يوم يقوم الحساب )


يقول إبراهيم عليه السلام داعيا الله :


اللهم إن علمك يسع جميع ما نفعل فى السر والعلانية


ولا يخفى عليك شئ فى الأرض أو فى السماء


الحمد لله الذى رزقنى إسماعيل ولدا وقد كبرت وأصبحت شيخا من هاجر ورزقتنى إسحاق من سارة التى بلغت الستون من عمرها وأنا فى التسعين من عمرى


وقد سمعت لدعائى عندما دعوت بالذرية الصالحة


اللهم يسر لى أن أقيم الصلاة فى أوقاتها وبخشوعها واجعل ذريتى تقيم الصلاة وتداوم عليها


اللهم تقبل دعائى


اللهم اغفر لى ولوالدى واغفر للمؤمنين يوم القيامة
الآيات 42 ، 43


( ولا تحسبن الله غافلا عما يعمل الظالمون ، إنما يؤخرهم ليوم تشخص فيه الأبصار * مهطعين مقنعى رؤسهم لا يرتد إليهم طرفهم ، وأفئدتهم هواء )


ينذر الله الناس فيقول :


ـ ولا تحسبن الله غافلا عما يعمل الظالمون : لا تظنون أن الله لا يعلم ما يفعله الظالمون


ـ إنما يؤخرهم ليوم تشخص فيه الأبصار : إنما يترك محاسبتهم ليوم القيامة حيث ترتفع الأبصار ولا تطرف العيون


ـ مهطعين مقنعى رؤسهم : رافعين رؤسهم لا يرتد إليهم طرفهم : ولا تغمض أعينهم من شدة هول أحداث القيامة


ـ وأفئدتهم هواء : وقلوبهم خاوية من الفهم من شدة الحيرة .


الآيات 44 ـ 46


( وأنذر الناس يوم يأتيهم العذاب فيقول الذين ظلموا ربنا أخرنا إلى أجل قريب نجب دعوتك ونتبع الرسل ، أو لم تكونوا أقسمتم من قبل ما لكم من زوال * وسكنتم فى مساكن الذين ظلموا أنفسهم وتبين لكم كيف فعلنا بهم وضربنا لكم الأمثال * وقد مكروا مكرهم وعند الله مكرهم وإن كان مكرهم لتزول منه الجبال )


أنذر يا محمد الكافرين عندما تقوم الساعة ويأتيهم عذاب الله وعقابه إذ يندمون ويتمنون لو كان الله يؤخرهم إلى وقت قليل ليتبعوا الرسل ويؤمنون بالله ويطيعوه لينجوا من العذاب


ولا جدوى من تمنياتهم فلا فرصة ولا رجوع .


يقال لهم ألستم كنتم أقسمتم أنكم لن يزول سلطانكم ولا قاهر لكم ؟.. وهذا للتأنيب والتوبيخ .


لقد سكنتم منازل الأقوام التى عوقبت قبلكم ولم تعتبروا بالرغم من أن الله ضرب لكم الأمثال وقص لكم قصصهم لتعتبروا


ولكنكم لم تعتبروا وخطتم ودبرتم لمحاربة الله ورسله والمؤمنين ولكن الله أحكم وأسرع منكم مكرا فدمركم ونصر رسله ومن اتبعوهم ، بالرغم من أن تدبيركم كانت لتزول من كرهه الجبال .
الآيات 47 ـ 48


( فلا تحسبن الله مخلف وعده رسله ، إن الله عزيز ذو انتقام * يوم تبدل الأرض غير الأرض والسموات ، وبرزوا لله الواحد القهار )


والله لا يخلف وعده لرسله بأن ينصرهم ومن اتبعوهم على أعداءهم فى الدنيا والآخرة ، والله قوى لا يغالب وذو انتقام من الظالمين .


يوم القيامة حيث يبدل الله الأرض والسموات بغيرهن لجمع الناس وحسابهم وعقاب الظالمين . فالله هو الإله الواحد قاهر كل شئ ومسيطر على كل شئ .


الآيات 49 ـ 51


( وترى المجرمين يومئذ مقرنين فى الأصفاد * سرابيلهم من قطران وتغشى وجوههم النار * ليجزى الله كل نفس ما كسبت ، إن الله سريع الحساب )


ويوم القيامة سترى يا محمد الكافرين المجرمين مقيدون فى جماعات متشابهة قرناء كلٌ على شاكلته


سرابيلهم من قطران : يلبسون ثياب من القطران ( الزفت )


والنار تلفح وجوههم


وتحاسب كل نفس على ما فعلت


فالله سريع المحاسبة يومئذ .
الآية 52


( هذا بلاغ للناس ولينذروا به وليعلموا أنما هو إله واحد وليذكر أولوا الألباب )


وهذا بلاغ للإنس والجن ليتعظوا به


إن إلاهكم واحد ويستدل عليه ذوو العقول من الحجج والبراهين .


ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
تمت بحمد الله تعالى .