مــــرحــــــباَ بـــأحـبـــاب الله مــعــاَ

في طريق الجنة


الأربعاء، 1 يونيو 2011

الأنبياء

تفسير سورة الأنبياء
بسم الله الرحمن الرحيم


الآيات 1 ـ 6


( اقترب للناس حسابهم وهم فى غفلة معرضون * ما يأتيهم من ذكر من ربهم محدث إلا استمعوه وهم يلعبون * لاهية قلوبهم ، وأسروا النجوى الذين ظلموا هل هذا إلا بشر مثلكم ، أفتأتون السحر وأنتم تبصرون * قال ربى يعلم القول فى السماء والأرض ، وهو السميع العليم * بل قالوا أضغاث أحلام بل افتراه بل هو شاعر فليأتنا بآية كما أرسل الأولون * ما آمنت قبلهم من قرية أهلكناها ، أفهم يؤمنون )


ينبه الله باقتراب يوم القيامة ، وأن الناس غافلون عنها ولا يستعدون بالعمل لها


فهذا الوحى قد جاءهم بالقرآن على محمد صلى الله عليه وسلم حديثا وهم يسألون أهل الكتاب الذين حرفوا كتبهم


قلوبهم مشغولة عن الإيمان ويتحدثون فيما بينهم فى الخفاء فيقولون إن محمد ليس بنبى وإنما هو بشر مثلكم


أفتأتون السحر وأنتم تبصرون : لو اتبعتموه ستكونون كمن أتى السحر لأنه ساحر


قال ربى يعلم القول فى السماء والأرض : فيجيبهم الله أنه سبحانه يعلم كل شئ ولا تخفى عليه خافية فى الأرض أو فى السماء


وهو سميع عليم بكل شئ


بل قالوا أضغاث أحلام بل افتراه بل هو شاعر فليأتنا بآية كما أرسل الأولون : قال الكفار إن محمدا يحلم وهذه اضغاث أحلامه ، وتارة يقولون هو شاعر ، وتارة أخرى يقولون هو يفترى الكذب


فلو صدق لكان جاء لنا بمعجزة كما جاء الرسل الذين سبقوه


ما آمنت قبلهم من قرية أهلكناها ، أفهم يؤمنون : ثم يرد عليهم الله فيقول لقد جاءت الرسل من قبل بالمعجزات والآيات ولكنهم كفروا فهل لو جاءت الآيات لهؤلاء سيؤمنوا هم ؟ .. وهذا لإستبعاد إيمانهم فقلوبهم مغلقة .


الآيات 7 ـ 9


( و ما أرسلنا قبلك إلا رجالا نوحى إليهم ، فسئلوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون * وما جعلناهم جسدا لا يأكلون الطعام وما كانوا خالدين * ثم صدقناهم الوعد فأنجيناهم ومن نشاء وأهلكنا المسرفين )


فجميع من أرسلنا من رسل من قبلك يا محمد كانوا رجالا من البشر وليسوا من الملائكة


واسألوا رجال العلم من اليهود والنصارى عن ذلك فمن جاؤهم كانوا بشر وليسوا ملائكة ، وهذا من نعمة الله عليكم


فقد كانوا يأكلون الطعام ويشربون ويعيشون ويعملون بالتجارة والكسب للرزق مثل الناس وماتوا ولم يعمروا فى الدنيا .


وكان أن نجاهم الله ومن معهم من المؤمنين وأهلك الكافرين كما وعدهم .


الآيات 10 ـ 15


( لقد أنزلنا إليكم كتابا فيه ذكركم ، أفلا تعقلون * وكم قصمنا من قرية كانت ظالمة وأنشأنا بعدها قوما آخرين * فلما أحسوا بأسنا إذا هم منها يركضون * لا تركضوا وارجعوا إلى ما أترفتم فيه ومساكنكم لعلكم تسئلون * قالوا يا ويلنا إنا كنا ظالمين * فما زالت تلك دعواهم حتى جعلناهم حصيدا خامدين )


لقد أنزلنا إليكم كتابا فيه ذكركم : لقد أنزلنا لكم القرآن فيه شرف لكم ودين وشريعة لكم


أفلا تعقلون : فاعقلوا وتقبلوا هذه النعمة


وكم قصمنا من قرية كانت ظالمة : كم أهلكنا من قرى كانت ظالمة


وأنشأنا بعدها قوما آخرين : وخلقنا أمم أخرى بعدهم


فلما أحسوا بأسنا إذا هم منها يركضون : فلما تيقنوا بوقوع العذاب بهم كما وعدنهم أنبياءهم


إذا هم منها يركضون : يفرون هاربين من مساكنهم وبلادهم


لا تركضوا وارجعوا إلى ما أترفتم فيه ومساكنكم لعلكم تسئلون : يسخر منهم ويقال لهم لا تهربوا عودوا إلى النعيم الذى كنتم فيه والمعيشة والمساكن الطيبة


سوف تسئلون يوم القيامة عن هذا النعيم وكيف أديتم شكره


قالوا يا ويلنا إنا كنا ظالمين : ويوم القيامة يندموا ويعترفوا بظلمهم حيث لا ينفع الندم


فما زالت تلك دعواهم حتى جعلناهم حصيدا خامدين : وتظل تلك الحسرات حتى يخمد صوتهم وحركاتهم ويحصدهم الله حصدا
الآيات 16 ـ 20


( وما خلقنا السماء والأرض وما بينهما لاعبين * لو أردنا أن نتخذ لهوا لاتخذناه من لدنا إن كنا فاعلين * بل نقذف بالحق على الباطل فيدمغه فإذا هو زاهق ، ولكم الويل مما تصفون * وله من فى السموات والأرض ، ومن عنده لا يستكبرون عن عبادته ولا يستحسرون * يسبحون الليل والنهار لا يفترون )


يخبر سبحانه وتعالى أن خلق السموات والأرض وما بينهما وما فيهما من مخلوقات ليس من باب العبث واللعب وإنما بالحق والعدل


ويقول أنه سبحانه لو أراد لهوا ما كان هناك من داع لخلق الجنة والنار والحساب والعقاب والجزاء ولا موت ولا حياة


وقال البعض أن كلمة لهو تعنى بلسان أهل اليمن المرأة وأن معنى الآية لو أن الله أراد إمرأة لكان اتخذ من الحور العين


وقالوا معناه الولد وسبحانه نفى عن نفسه اتخاذ الولد من قبل فى آيات كثيرة


ويقول إنما نبين الحق ونقضى على الباطل الذى يضمحل بظهور الحق عليه، فالويل للكفار بما يصفون به الله من باطل


هؤلاء الملائكة يسبحون الله ليلا ونهارا ولا يملون تسبيحه ولا يستكبرون عن طاعته .


الآيات 21 ـ 23


( أم اتخذوا آلهة من الأرض هم ينشرون * لو كان فيهما آلهة إلا الله لفسدتا فسبحان الله رب العرش عما يصفون * لا يسئل عما يفعل وهم يسئلون )


اتخذ الكفار آلهة غير الله فهل يقدر هؤلاء الآلهة على ينشرون ويحيون الأموات من الأرض ؟


لو أن السموات والأرض فيهما غير الله آلهة لفسدتا وذهب كل إله بطريقته واختل نظام الكون


فالله هو الحاكم ولا يعترض أحد على حكمه وكل ماهو غير الله يسئل عن عمله إلا هو فهو الذى يسأل جميع المخلوقات .


الآيات 24 ، 25
( أم اتخذوا من دونه آلهة ، قل هاتوا برهانكم ، هذا ذكر من معى وذكر من قبلى بل أكثرهم لا يعلمون الحق ، فهم معرضون * وما أرسلنا من قبلك من رسول إلا نوحى إليه أنه لآ إله إلآ أنا فاعبدون )
قل يا محمد للمشركين الذين اتخذوا آلهة غير الله ، هاتوا دليلكم على ما تدعون


فهذا القرآن وهذه الكتب السماوية من قبلى تنطق بأن لا إله إلا الله ، ولكنكم أيها المشركون تعرضون عن الحق وكل نبى بعثناه من قبلك كان ينادى بعبادة الله وحده لا شريك له .