مــــرحــــــباَ بـــأحـبـــاب الله مــعــاَ

في طريق الجنة


الخميس، 9 يونيو 2011

35 ...... 49 هود

الآية 35



( أم يقولون افتراه ، قل إن افتريته فعلى إجرامى وأنا برئ مما تجرمون )


فكما حدث مع نوح من الكافرين يحدث معك يا محمد ويقول لك الكفار أنك تفترى القرآن من عندك


فقل لهم كما قال نوح للكفار من قومه : لو افتريته فعلىّ ذنبى ولا يجيرنى أحد من عذاب الله ، وأنا برئ مما تنسبون لى من إجرام .

الآيات 36 ـ 39
( وأوحى إلى نوح أنه لن يؤمن من قومك إلا من قد آمن فلا تبتئس بما كانوا يفعلون * واصنع الفلك بأعيننا ووحينا ولا تخاطبنى فى الذين ظلموا ، إنهم مغرقون * ويصنع الفلك وكلما مر عليه ملأ من قومه سخروا منه ، قال إن تسخروا منا فإنا نسخر منكم كما تسخرون * فسوف تعلمون من يأتيه عذاب يخزيه ويحل عليه عذاب مقيم )


• شكى رسول الله نوح لربه عناد الناس


• مر به رجل يحمل حفيده على ظهره وقال لحفيده ( أوصيك يابنى عندما تكبر أن لا تتبع هذا الرجل المخبول ، فهو يسب آلهتنا ويعيبهم ويسفه أحلامنا ، فقال له الحفيد وما دام كذلك لماذا لا تتخلصوا منه ؟ٌ


• قال الرجل : لأنه شيخ عجوز ، وكيف نتخلص منه؟ قال : أنزلنى لأريك فأنزله فمسك بصخرة وشج بها رأس نوح عليه السلام


• وهنا تأكد نوح أن الأجيال التالية ستموت فى قلوبها الرحمة وأن لا جدوى من دعاءهم فقال لربه كما ذكر الله تعالى فى كتابه الكريم : ( قال رب إنى دعوت قومى ليلا ونهارا * فلم يزدهم دعائى إلا فرارا * وإنى كلما دعوتهم لتغفر لهم جعلوا أصابعهم فى آذانهم واستغشوا ثيابهم وأصروا واستكبروا استكبارا * ثم إنى دعوتهم جهارا * ثم إنى أعلنت لهم وأسررت لهم إسرارا * فقلت استغفروا ربكم إنه كان غفارا * يرسل السماء عليكم مدرارا * ويمددكم بأموال وبنين ويجعل لكم جنات ويجعل لكم أنهارا * ما لكم لا ترجون لله وقارا * وقد خلقكم أطوارا .......) يصف الله ما دعى نوح وشرح من آيات الله وفضله ، ثم قال ( وقال نوح رب لا تذر على الأرض من الكافرين ديارا * إنك إن تذرهم يضلوا عبادك ولا يلدوا إلا فاجرا كفارا * ...)


• وأوحى إلى نوح أنه لن يؤمن من قومك إلا من قد آمن فلا تبتئس بما كانوا يفعلون : فأوحى الله إلى نوح أنه لن يؤمن معك من قومك أكثر ممن آمنوا فلا تحزن عليهم ولما يفعلون .


• فأمره بأن يزرع فى الصحراء شجرا ويقطع أخشابه ويبنى به سفينة ضخمة ، وبعضا من أبنائه المذكورين أعلاه آمنوا به وأحفاده عاونوه فى ذلك ، وصنع مسامير ضخمة من الخشب ليمسك بها أجزاء السفينة


ولا تخاطبنى فى الذين ظلموا : ولا تشفع لهم أن أغفر للظالمين


ويصنع الفلك وكلما مر عليه ملأ من قومه سخروا منه ، قال إن تسخروا منا فإنا نسخر منكم كما تسخرون : كلما مر به أحد يسخر منه ومن معه ويقولون مجنون ، فهل من المعقول أن يبنى أحد فى الصحراء سفينة ويصبر على نمو الأشجار وأين الماء الذى تسير فيه السفينة؟


• وصبر نبى ورسول الله على الأذى ومن معه وكان يقول للكفار نحن نسخر منكم كما تسخرون منا ولكن نحن على حق و أنتم على باطل .


فسوف تعلمون من يأتيه عذاب يخزيه ويحل عليه عذاب مقيم : وستعلمون عندما يأتيكم عذاب الله المؤلم .


الآية 40 ـ 43


( حتى إذا جاء أمرنا وفار التنور قلنا احمل فيها من كل زوجين اثنين وأهلك إلا من سبق عليه القول ومن آمن ، وما آمن معه إلا قليل * وقال اركبوا فيها بسم الله مجريها ومرساها ، إن ربى لغفور رحيم * وهى تجرى بهم فى موج كالجبال ونادى نوح ابنه وكان فى معزل يا بنى اركب معنا ولا تكن مع الكافرين * قال سآوى إلى جبل يعصمنى من الماء ، قال لا عاصم اليوم من أمر الله إلا من رحم ، وحال بينهما الموج فكان من المغرقين )


• حتى إذا جاء أمرنا وفار التنور : حتى إذا انتهى البناء ، وفار التنور ( قيل أن التنور هو عين ماء بالهند ، وقيل بالكوفة ، وقيل بالجزيرة العربية ، ـــــــــــ أما علىّ بن أبى طالب فقال معناها فلق الصبح وظهور النهار ، وعند الجمهور أن التنور فلق سطح الأرض وخروج البراكين من كل مكان حيث معناها فى اللغة نار الفرن ، ومن المعروف أن بعد البركان تخرج الماء والفيضانات من البحور لتغطى الأرض ) وانهمرت السماء بالمطر الغزير ، وانفجرت العيون ، وارتفع الماء والسفينة تعلو على سطحه


• قلنا احمل فيها من كل زوجين اثنين وأهلك إلا من سبق عليه القول ومن آمن ، وما آمن معه إلا قليل : وأمر الله رسوله نوح أن يجمع المؤمنون معه وكانوا من أهله إلا إبن له يسمى يام وزوجته التى كانت تسبه وتقول لقومها إنه مجنون .


• أمر الله نوحا أن يأخذ من كل نوع من المخلوقات نبات ، وحيوان ، زوجان ذكر وأنثى ، لتستمر الحياة بعد ذلك


وقال اركبوا فيها بسم الله مجريها ومرساها ، إن ربى لغفور رحيم : وقال لهم اركبوا بالسفينة بسم الله يجريها فى الماء وهو بأمره ترسوا فى اليابس عندما يريد ذلك


• قال محمد صلى الله عليه وسلم ( لما حمل نوح فى السفينة من كل زوجين اثنين قال أصحابه وكيف نطمئن أو كيف تطمئن المواشى ومعنا الأسد ، فسلط الله عليها الحمى ـ أى على الأسد ليضعفه ـ فكانت أول حمى نزلت فى الأرض ، ثم شكوا الفأرة فقالوا : الفويسقة تفسد علينا طعامنا ومتاعنا فأوحى الله إلى الأسد فعطس فخرجت الهرة منه ـأى خافت القطة من عطسه فخرجت ـ فتخبأت الفأرة منها


• وركبوا فى السفينة 150 يوما ، وخرجوا منها يوم عاشوراء من محرم ، وصاموا يومهم )


وهى تجرى بهم فى موج كالجبال ونادى نوح ابنه وكان فى معزل يا بنى اركب معنا ولا تكن مع الكافرين قال سآوى إلى جبل يعصمنى من الماء ، قال لا عاصم اليوم من أمر الله إلا من رحم ، وحال بينهما الموج فكان من المغرقين : : وبعد أن فاض الماء من الينابيع وانهمر من السماء أصبح كالموج العالى وسارت السفينة ونوح ينادى علي ابنه ليركب معهم ولم يستجب يام الإبن وأصر الكفر والعصيان وقال سأحتمى بالجبل فقال له نوح اليوم لا منجى من عذاب الله إلا من آمن ورحمه الله ، ففرق بينهما الموج و غطى الماء الجبل وغرق يام .


...............................................................................................


قصة نوح موجودة بالتوراة ، وفى معتقدات النصارى على لسان حام إبن نوح الذى أحياه عيسى عليه السلام بإذن الله


سالوه عن السفينة فقال : " طولها 1200 ذراع ـ والذراع 64 سم ـ وعرضها 600 ذراع ، مكونة من 3 طبقات


طبقة فيها الوحش ، وطبقة فيها الإنس ، وطبقة فيها الطير


ولما كثر روث الدواب أوحى الله إلى نوح أن أغمز ذنب الفيل فوقع منه خنزير وخنزيرة فأقبلا على الروث فأكلاه


ولما وقع الفأر يحزز السفينة ويقرضه أوحى الله إلى نوح أن أضرب بين عينى السد فخرج من منخره سنور وسنورة فأقبلا على الفأر


سأل الحواريون عيسى عليه السلام كيف علم نوح أن البلاد غرقت ؟


قال بعث الغراب ياتيه الخبر فوجد جيفة فوقع عليها فدعا عليه نوح بالخوف ولذا الغراب لا يألف البيوت


الآية 44
( وقيل يا أرض ابلعى ماءك ويا سماء أقلعى وغيض الماء وقضى الأمر واستوت على الجودى وقيل بعدا للقوم الظالمين )


لما غرق جميع المخلوقات إلا من آمن مع نوح وما أخذ معه بالسفينة أمر الله الأرض أن تبتلع الماء فى جوفها وتكف السماء عن إنزال المطر وانتهى أمر الكافرين ولم يعد عليها أحدا منهم ورست السفينة على جبل الجودى وقيل أنه فى أرض الجزيرة ، وقيل فى تركيا .


ثم بعث حمامة فجاءت بورق زيتون بمنقارها وطين برجلها ، فعلم بأن البلاد غرقت وطوقتها الخضرة


وأخذ يرسلها كل فترة حتى عادت برجلها جفاف فعلم أن الأرض جفت فنزل ومن معه من السفينة ولم يؤمن معه إلا القليل .


الآيات 45 ـ 47

( ونادى نوح ربه فقال رب إن ابنى من أهلى وإن وعدك الحق وأنت أحكم الحاكمين * قال يا نوح إنه ليس من أهلك ، إنه عمل غير صالح ، فلا تسألن ما ليس لك به علم ، إنى أعظك أن تكون من الجاهلين * قال رب إنى أعوذ بك أن أسألك ما ليس لى به علم ، وإلا تغفر لى وترحمنى أكن من الخاسرين )


ونادى نوح ربه فقال رب إن ابنى من أهلى وإن وعدك الحق وأنت أحكم الحاكمين : يسأل نوح الله إنك وعدت بنجاة أهلى وهذا ابنى يام من أهلى فلم أغرقته ؟ فإنك حق ووعدك حق ولك ولأمرك الحكم والإستسلام لحكمك .


وهذا سؤال استعلام من قلب والد يحزن على ولده وليس للإعتراض ....


قال الله لنوح بطريق الوحى :


إنه كافر بربه وبذلك أصبح ليس من أهلك لكفره وقد وعدت بنجاة من آمن من أهلك


فعمله ليس صالحا ولا تكن من الجاهلين بسؤال ما لا تعلم به


فقال نوح : اللهم اغفر لى فأنا لا أسأل عما لا أعلم ومن لا ترحمه وتغفر له فهو خاسر .


الآية 48


( قيل يا نوح اهبط بسلام منا وبركات عليك وعلى أمم ممن معك ، وأمم سنمتعهم ثم يمسهم منا عذاب أليم )


وعندما رست السفينة على الجودى قيل لنوح السلام عليك وعلى من معك من المؤمنين وعلى كل مؤمن من ذريتهم إلى يوم القيامة


وستكون منهم أمم يتمتعون فى الدنيا فيظلمون ويكفرون وهؤلاء سيعذبون العذاب المؤلم .


بنى نوح قرية سماها ثمانين بعدد من كانوا معه ، وأصبحوا على 80 لغة لا يفهمون بعض وقام نوح يعبر عنهم


قال رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم ( صام نوح الدهر إلا يوم الفطر ويوم الأضحى )


مكث نوح فى قومه بعد ان بعثه الله وقبل الطوفان 950 سنة يدعوا قومه وهذا ما ورد فى القرآن


وذكر ابن عباس أنه عاش بعد الطوفان 350 سنة ، وبعث وعمره 480 سنة


فيكون مجموع ما عاشه 1780 سنة


مات ودفن بالمسجد الحرام الذى جدد بعد الطوفان .


الآية 49


( تلك من أنباء الغيب نوحيها إليك ، ما كنت تعلمها أنت ولا قومك من قبل هذا ، فاصبر ، إن العاقبة للمتقين )


وهذه القصص من أخبار القدامى التى لا تعلمها أنت ولا قومك نخبرك بها يا محمد


لتصبر على تكذيب الكافرين ونطمئنك بأن النصر للمؤمنين المتقين والهلاك لمن كفر