مــــرحــــــباَ بـــأحـبـــاب الله مــعــاَ

في طريق الجنة


الأربعاء، 1 يونيو 2011

... 77

الآيات 51 ـ 56



( ولقد آتينا إبراهيم رشده من قبل وكنا به عالمين * إذ قال لأبيه وقومه ما هذه التماثيل التى أنتم لها عاكفون * قالوا وجدنا آباءنا لها عابدين * قال لقد كنتم أنتم وآباؤكم فى ضلال مبين * قالوا أجئتنا بالحق أم أنت من اللاعبين * قال بل ربكم رب السموات والأرض الذى فطرهن وأنا على ذلكم من الشاهدين )


وتوضح الآيات فى القرآن الكريم أن إبراهيم عليه السلام فكر وتدبر بالفطرة على أن للكون خالق مدبر ، والله يعلم ما يدور بنفسه وعقله


نهى قومه عن عبادة الأصنام ، ولكن أباه رفض أن يعقل وقال له هكذا وجدنا آباءنا يعبدونها فعبدناها مثلهم


وعظ أهل بابل وكسر أصنامهم ، ووعظ أهل حران وراجعهم عن عبادة الكواكب وقال لهم إنكم أنتم وآباؤكم خاطئين وفى ضلال


فقالوا له هل تسخر وتعبث أم جئت بالحق


فقال لهم إن ربكم هو الذى خلق السموات والأرض وأنا أشهد على ذلك .
الآيات 57 ـ 63


( وتالله لأكيدن أصنامكم بعد أن تولوا مدبرين * فجعلهم جذاذا إلا كبيرا لهم لعلهم إليه يرجعون * قالوا من فعل هذا بآلهتنا إنه لمن الظالمين * قالوا سمعنا فتى يذكرهم يقال له إبراهيم * قالوا فأتوا به على أعين الناس لعلهم يشهدون * قالوا ءأنت فعلت هذا بآلهتنا يا إبراهيم * قال بل فعله كبيرهم هذا فسئلوهم إن كانوا ينطقون )




ماذا فعل بالأصنام ..؟

أقسم إبراهيم بالله أن يكيد لهم ويدمر أصنامهم ويدبر لهم كيف يخلصهم من هذا الشرك بالله


كان لهم عيد يخرجون للإحتفال به خارج البلاد


طلب آزار من ابنه إبراهيم الخروج معه ، فتعلل إبراهيم وقال أنه مريض


تركه آزار وعمد إبراهيم إلى الأصنام التى كانوا قد وضعوا أمامها الطعام والشراب وأخذ يوبخهم أنهم لا يأكلون ولا يشربون ، وأخذ القدوم وصار يضرب أعناقها ويكسرها وجعلها جميعا قطعا مكسرة ( جذاذا ) وترك الكبير منها وعلق فى رقبته القدوم


عاد القوم ورأوا ما كان عليه من حال الأصنام وسألوا عن من فعل ذلك بالأصنام قال بعضهم لقد سمعنا فتى يسمى إبراهيم كان يذكرهم بشر


فقال الكبراء دعوه فى مشهد من الناس ليروا عذاب من يفعل ذلك بآلهتنا


ثم سألوا إبراهيم هل أنت فعلت بهم ذلك ؟


فقال إنه كبيرهم فاسألوه لو كان ينطق .


الآيات 64 ـ 67


( فرجعوا إلى أنفسهم فقالوا إنكم أنتم الظالمون * ثم نكسوا على رؤسهم لقد علمت ما هؤلاء ينطقون * قال أفتعبدون من دون الله ما لا ينفعكم شيئا ولا يضركم * أف لكم ولما تعبدون من دون الله ، أفلا تعقلون )


ففكروا لحظة فوجدوا أنهم مخطئون فى زعمهم أنه آلهة


ولكن الكبر والعتو عاد لنفوسهم وقالوا لإبراهيم كيف نسألهم وهم لا يتكلمون


فقال لهم وكيف تعبدون من دون الله ما لا ينفعكم ولا يضركم


أفلا تتدبرون ما أنتم عليه من ضلال وكفر .
الآيات 68 ـ 70


( قالوا حرقوه وانصروا آلهتكم إن كنتم فاعلين * قلنا يا نار كونى بردا وسلاما على إبراهيم * وأرادوا به كيدا فجعلناهم الأخسرين )


عندما بطلت حجتهم قالوا احرقوا إبراهيم لتنصروا آلهتكم


وأمروا بجمع الحطب من كل مكان ووضعوه فى حفرة عميقة فى الأرض وأوقدوها نارا ضخمة عظيمة ووضعوا إبراهيم فى كفة منجنيق وألقوه فى النار


فقال إبراهيم حسبى الله ونعم الوكيل


وقال الله للنار كونى بردا وسلاما أى لا تحرقى وكونى باردة ولكن لا برد مضر إنما البرد الناعم بغير أذى لإبراهيم ، وظل فيها أربعين يوما منعم لا يرى سوى الخضرة والملائكة يطعمونه


لقد أرادوا أن يكيدوا لإبراهيم ويعاقبوه فكانوا هم الخاسرين ونجاه الله من النار وغلبهم ونصر إبراهيم عليهم .
الآيات 71 ـ 75


( ونجيناه ولوطا إلى الأرض التى باركنا فيها للعالمين * ووهبنا له اسحاق ويعقوب نافلة ، وكلا جعلنا صالحين * وجعلناهم أئمة يهدون بأمرنا وأوحينا إليهم فعل الخيرات وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة ، وكانوا لنا عابدين * ولوطا آتيناه حكما وعلما ونجيناه من القرية التى كانت تعمل الخبائث ، إنهم كانوا قوم سوء فاسقين * وأدخلناه فى رحمتنا ، إنه من الصالحين )


وبعد أن نجى الله إبراهيم من النار ، أخرجه من بين قومه إلى بلاد الشام والأرض المقدسة منها .


وتزوج إبراهيم ورزقه اسحاق عندما دعا الله وكانت امرأته سارة عاقرا ، وأعطاه زيادة ( نافلة ) يعقوب ، وجعلهم جميعا من الصالحين ... كما رزقه اسماعيل من هاجر ...


وجعلهم الله جميعا أئمة للخير يقتدى بهم ( يهدون بأمرنا ) بأمر من الله .


وأوحى الله لهم فعل الخير وآداء الصلاة فى أوقات محددة ودفع الزكاة للفقراء وكانوا جميعا أحسن ما يكون العبد لله والطاعة له .


ولوطا كان ابن عمه وهاجر معه واتبعه فرزقه الله الحكم والنبوة والعلم وبعثه إلى قوم سدوم الذين كانوا يأتون الفاحشة فكذبوه وخالفوه فدمرهم الله وأهلكهم جميعا وجعل الله لوطا ومن اتبعوه من الصالحين .


الآيات 76 ، 77


( ونوحا إذ نادى من قبل فاستجبنا له فنجيناه وأهله من الكرب العظيم * ونصرناه من القوم الذين كذبوا بآياتنا ، إنهم كانوا قوم سوء فأغرقناهم أجمعين )


هذا نوح عليه السلام قبل هؤلاء جميعا نادى الله واستغاث به لما ظلم قومه فقد ظل 950 سنة يتحمل أذاهم وتكذيبهم وظلمهم ، فاستجاب الله له ونجاه وأهله إلا امرأته ونصرهم على أعداءهم ودمر القوم الكافرين وأغرقهم جميعا